«المرأة المدبرة» .. كثير من الرجال يفضلونها مثل أُمهاتهم

«المرأة المدبرة» .. كثير من الرجال يفضلونها مثل أُمهاتهم


- من المعروف أن المرأة هي أساس البيت ولها الدور الكبير في كيفية استقراره من الناحية المادية أو الإقتصادية ، كما أن قدرتها على تحقيق التناسب الصحيح بين الدخل الشهري للبيت وبين المصروف: دليل على تدبرها الكبير في منزلها ولا ننسى القول المأثور (الأب يجني والأم تبني).

وتشير أمينة نبيل (أم حمزة) 57 عاما الى أن الحياة الان أصعب بكثير مما كانت من قبل ، قائلة أن ذلك نتيجة عدم التوازن الأقتصادي للبيت وهذا يعود على المرأة التي بيدها و تستطيع أن تتدبر منزلها لو بتوفير أشياء بسيطة من متطلبات بيتها ، ذاكرة أنهم قديما كانوا يقومون بعملية التخزين لبعض حاجيات المنزل الأمر الذي يجعل الحياة أسهل بكثير عما هو الان. و نجد أن الناس هذه الأيام يفضلون شراء البندورة ويشكون غلاءها على أن يقوموا بزراعتها في باحة المنزل ولو كانت صغيرة فلا يوجد هذا لديهم طريقة التدبير فأنهم يسعون الى الراحة ، مضيفة :على أيامنا كنا نقوم بالتنشيف كالزعتر والميرمية ووضعها في غرفة (المونة) حيث تسد حاجتنا طوال السنة ، أما الان فنسمع المرأة تقول ( لماذا التعب نقوم بشرائها وقت حاجتنا لها ) ، وترى أم حمزة أن هذا الشيء هو السبب في غلاء المعيشة وقلة التدبير أدت الى ذلك.

غاية منشودة

وترى نهاد عادل 32 عاما أن تحقيق التوازن المنزلي من قبل المرأة التي تمتلك القدرة على التدبير لمنزلها تعد حالة مثالية وغاية منشودة لدى الجميع ولكنها تجدها صعبة التحقيق على أرض الواقع وكأنها معادلة صعبة ، معللة انه قديما كان كل الحاجات المنزلية متوفرة وهناك تواصل كبير بين الجيران والأقارب ليس كما هو الان. بالاضافة الى أنهم كانوا يأكلون ما يزرعون ويحصدون. لذلك ، من السهل على المرأة من قبل أن تقوم بالتوفير المنزلي والتدبير لأمور بيتها المادية والأقتصادية. أما الان قليل من هم يزرعون من أجل ان يأكلوا منه ، مبينة نهاد أن المرأة حاليا تستيقظ منذ الصباح الباكر لاطعام أطفالها ومساعدتهم في ارتداء ملابسهم ثم الذهاب الى عملها والعودة متعبة ورغم ذلك تبدأ بأعمال البيت ما ينتهي هذا الوضع حتى انتهاء اليوم ، قائلة أن زمن أجدادنا وأمهاتنا يختلف عن زمننا الحالي نتيجة توجه المرأة الى ميدان العمل خارج البيت.

وتوافقها الرأي سهام حاتم (أم جميل ) 46 عاما بأن تحقيق التدبير والتوازن المنزلي يوجد فيه صعوبة لتحقيقه. موضحة أنه مع ذلك يجب المحاولة لتحقيق ولو قدر بسيط من التدبر لحاجات المنزل ولو كانت نتائج قليلة ولكنها مرضية. مضيفة أن على المرأة أن لا تستصعب الأمور لدرجة اعتبارها أن لا نتيجة من ذلك وموجهة أم جميل الجزء الاكبر من اللوم والمسؤولية يقع على المرأة في تحقيق التوازن الاقتصادي للمنزل ، وتذكر سهام في زمنهم كانت لا توجد مطاعم كثيرة كما هو الحال الان وذلك لقلة حاجتهم لها. فكان قليلا ما يتوجه أحد الى تلك المطاعم الا في المناسبات الكبيرة وذلك لانهم يفضلون شراء شيء لأبنائهم أو زراعة أراضيهم على الذهاب لتلك الأماكن .

علم الاجتماع

وقالت الدكتورة فاطمة الرقاد أستاذة علم إجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية بأن الحياة الحالية تختلف كليا عما قبل بطبيعة متطلبات الحياة وتوجه المرأة الى العمل خارج المنزل ولكن هذا لا يمنع أن نحاول الوصول دوماً إلى التوازن الكامل قدر الأمكان ، أو أن نحاول الاقتراب منه بأكبر شكل ممكن وذلك لأنه كلما كنا أقرب للتوازن ، كلما كانت الأوضاع أكثر أستقرارا.

وتنصح الدكتورة فاطمة كل شاب وفتاة مقبلين على حياة زوجية جديدة أن يدركا أن الحياة الآن أصبحت مختلفة عما قبل ومصروف اليوم يختلف عن الأيام السابقة وعن الحياة حين كانا في بيت أهلهما .

وتشدد الدكتورة الرقاد على أن المعادلة الخاطئة التي يقع فيها كثير من الرجال. حيث يبدأون بالمقارنة بين زوجاتهم وامهاتهم في كيفية دراستها لكل حاجيات المنزل

متناسين أن والدتهم تفوق زوجتهم تقريبا حوالي عشرين عاما وطريقة تحكمها في مصروف البيت وخبرتها الأقتصادية قليلة.

مؤكدة أن الرجل والمرأة قادران على خلق صيغ أقتصادية تخص كل أسرة على حدة .