{يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك}

هذا فقط الإستقبال المبدئي لرحلة إنتظار التي لا يعلم إلا الله مدتها . هذا فقط الحظات الأولى من بعد الرحيل .
لي تعليق صغير ينبغي أن نتذكره , فمن يقيم الصلوات في دنياه , يقيمها كما يجب , وكلمة كما يجب لا تعني أن يصلي طوال نهاره وبعض ليله , الصوات الخمسة ومن أحب أن يزيد من السنن والصلوات المقربة لله فلا باس , لن يكون هناك من خوف عليه , يصلي فيقرأ القرآن , وفي كل بداية له البدء بغسم الله الرحمن الرحيم , فيرق قلبه ويصبح إكثر إنسانية , ويتعامل مع مخلوقات الله بما يجب أن يكون التعامل عليه , لا يكذب ولا يحقر ولا ينم ويكمل الكثير من تلك القائمة التي نعرفها ونفهمها ونتقنها لأنها فطرة البشر ولكن ثمة من يهرب منها , ويصلي ليغطي نفسه ويقال أنه يقيم الصلاة , وهو يقبع مع شيطانه تحت الغطاء , وتسوء تصرفاته وينحدر في كل شيء , ولو كان يقيم صلاته بحقيقة الخشوع وحباً وإنتثالاً لله لأتت بقية التصرفات كما ينبغي لها أن تكون .
حرياً بنا أن نفهم هذه البساطة في الدين , لن اصدق أن هناك من يصلي ويفهم لماذا يصلي , وله أفعال أخرى تبعده عن باقي العبادات , تلك التي تصقل كل الكيان البشري ليبدو بصورة إنسان رائع , وكلما سمعنا صوته قلنا يا لهذا المخلوق البشري الجميل , فهذا هو جمال الإنسان .
يقال أن الدماغ لا يموت مباشرة مع توقف القلب بل يبقى قرابة ال 6 ساعات يحس ويسمع ولذلك يغلقون عيني المتوفي أو ربما كي لا يخجل أحد من النظر إليه ونظرته المتجمدة تلك تجعل الناظر يبتعد عن المتوفي ولا يقوم بتجهيزه . وربما يرى ولكن حركته وردود فعله قد إنتهت , وهذا بحد ذاته أمر مرعب ولكن لله حكمته . ولكن أن يحدث كل ذلك حول المتوفي وما يقال شيء تقشعر له الأبدان . اللهم أجرنا من ظلمة القبر وإجعلنا عباداً يأتون إليك , ومعهم زاد يمنع العذاب .
الأحرى أن أقول اللهم ساعدنا على أن لا نضل الطريق بعنجهية الغرور والتكبر على غيرنا وذلك الغباء المفرط بنسيان الموت وتذكره لدقائق تكفي للحفر والردم والرحيل السريع , وكأن ليس لنا يوماً نعامل فيه بنفس ما نعامل من توفي ومن يتوفى أمامنا .