زوج ...... وزجة........لم نسمع بهما إلا في عصورنا الحديثة ؟

القضية المتفشية الطرح وبصورة تكاد تكون يومية . هي صور من التذمر والشكوى لأوضاع أو لأحوال من الطبيعي أن تكون عليها الحياة الزوجية . ولا يرى أصحابها طبيعة ذلك بل يرونه نادراً وصعباً ، وينشغلون في التفكير فية مرار والبحث عن حلول لتك القضية الشائكة لتعدد أطرافها وصعوبة إيجاد إتزان منطقي في تقييم تلك المشكلة .
زوجةً تشتكي ضعف وسذاجة شخصية زوجها ..؟ ما المشكلة لم تشتكي إلا لأنها نقيض له في الطبع والسلوك وذلك من مقومات الاستمرار في الحياة الزوجية فما فائدة شخصيتها القوية مع رجل قوي مثلها ... سوى تنافر وتشاجر لا نهاية ..
زوج يشتكي من تسلط وحدة طبع زوجته ...؟ لم يسأل نفسه من الذي أعطاها فرصة للتسلط والحدة معه ؟ وهل هو عاجز إلى هذا الحد من أن يحد من تسلطها وغلضتها حتى ولو بالطرق التي علمها له الشرع وكفل له و لها سائر الحقوق والواجبات ..
لماذا لم نسمع عن زوجة ابي بكر الصديق تشتكي من ضعفة .. وهو الملقب بالآسيف لكثرة بكائه ورقة طبعة ولين جانبه ؟ هل لأنها عرفت قيمته كصحابي ومن المبشريين بالجنة فقضت الطرف عن كل عيوبة وركزت على كيف تدخل الجنة معة .
ولماذا لم نقرأ عن زوجة عمر بن الخطاب ايضاً تشتكي من غلظته ، وعدم مرونته، وشدة طبعة وقساوة منطقة في الحق والباطل ؟
هل أيضاً أدركت ما أدركته أختها السابقة ... أم انهن كن أكثر إيماناُ ويقيناُ وأنشغالاُ عن الدنيا بالآخرة ؟ أم كان الفكر برقي الفكر الذي أستحوذ عقولهم وطبع على قلوبهم لدرجة انهم لم يتفرغوا لدراسة عيوبهم بهذه الصورة السافرة التي نراها اليوم ..
مع أن الفكر واحد والمنطق هو ذاته .. نتزوج للإستقرار والسكينة .
لا يعني كل ذلك انهم كانو ملائكة ، أو لا توجد بهم عيوب يشهرون بعضهم البعض فيها ، ويقضون جل وقتهم في التذمر منها بين انفسهم ومع الأخرين ...كما أنهم لم تكن تخلو حياتهم من المشاجرات الزوجية اليومية والطبيعية أيضاً في حدوثها ، إلى جانب حدوث الطلاق كان وارداً أيضاً ولكن ليس بالصورة التي يتم عليها اليوم من تشهير ونكران لكل حق ومعروف .

أخوتي الإعزاء .. صحيح هدفنا الأسمى الذي نتواجد من أجله في هذا المنتدى ، أن نساعد في إيجاد حلول لبعض المشكلات الحياتية وتقديم النصح والمشورة الموفقة بإذن الله تعالى لمن يطلبها ، ولكن أتمنى ان نضع على عاتقنا تقديم نهج إسلامي قويم في تقديس الحياة الزوجية وتحمل كل طرف للأخر بما شرع الشارع الحكيم في قولة تعالى :

" ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم آزواجاً لتسكنو إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون "

وعن ما يحقق الأمن والاستقرار لمجتمعاتنا الاسلامية . باحثيين عن نهج يشبع حاجاتنا العقلية والروحية في إطر العقيدة الاسلامية.

قد يقول البعض لم نجد السكن ولم نعرف الاستقرار في الحياة الزوجية .. أقول لهم أن إقامة المودة والرحمة في الأمور التي لا تعصي الله فيها بل تقصد التقرب بها إليه .. كفيلة كما كفلها مشرعها سابقاً في ان تذهب البغضاء بين الزوجين وتذيب الجليد وتنقي النفس من كل عالق لا يسمح بتبادل المودة والرحمة بين الطرفين واللتان من دونهما يستحيل أن تستمر او تستقيم حياة اسرية وإن كانت تعتمد في إستقرارها على أمور اخرى أيضاً ضرورية كالحب والإحترام وغيرها .

أرجو ان فحوى رسالتي قد وصلت بصورتها الصحيحة لإذهان قارئيها .

والله الموفق .