المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxالتنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
التنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
أصبح التنمر اليوم مشكلة شائعة و خطيرة في المدارس، وتؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التي تبقى في ذاكرة الطفل وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد، نتيجة تعرضه للتنمر، وتشير الأرقام إلى تعرض نصف الأطفال في مرحلة ما من حياتهم المدرسية للتنمر، وغالباً ما يخفي الأطفال عن الأهل معاناتهم بسبب شعورهم بالخجل، فهم لا يريدون أن يوصفوا بالضعف، ولمساعدة الطفل على مواجهة التنمر في مدرسته، فعلى الأهل أن يدركوا طبيعة المشكلة لينجحوا في مواجهتها وحلها.
أن الأمريكان غالبا ما يغضون الطرف عن التنمر بوصفه واحدا من طقوس الطفولة، فإن ظاهرة التنمر bullying في المدارس قد أضحت مسألة يعترف بأنها شكل من أشكال العدوانية، التي قد تؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى ـ لكلا الجانبين: الضحية والمعتدي. واستجابة لهذه المسألة فقد أعادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP النظر في وثائقها الموضوعة حول عنف الشباب، بحيث شملت ولأول مرة، معلومات عن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التعامل معه.
كيف تعرف أن طفلك يتعرض للتنمر
* التنمّر يتخذ أشكالا متعددة. إذ قد يكون ناعما ونفسيا (مثل نشر الشائعات حول شخص ما، أو استبعاده)، وقد يكون لفظيا (توجيه التهديدات لشخص ما أو تحقيره)، أو جسديا (ضرب شخص ما بالحائط). ومع انتشار وسائط الإعلام الإلكترونية فإن أنواعا جديدة من أعمال الترهيب أخذت تنتشر أيضا، وهي تندرج ضمن «التنمر الإلكتروني».
ومهما كان شكل التنمر فإنه يشتمل على عدد من الخصائص الجوهرية: فهو موجه لإلحاق الأذى بشخص آخر، ويظهر عادة بشكل متكرر، ويحدث بين شخص قوي يهاجم شخصا آخر أضعف منه (سواء من الناحية البدنية أو النفسية أو كليهما). ويكون التنمر بين الذكور عادة جسديا (مثل صفع شخص آخر)، أما بين الإناث فإنه ينحى باتجاه الأفعال غير المباشرة (مثل نشر الشائعات.
وقد أجريت أغلب الأبحاث على التنمر في استراليا، وفي أوروبا أيضا التي تراوحت فيها معدلات أعمال التنمر المتكررة بين نسبة 2 في المائة بين الشباب في أيرلندا إلى 19 في المائة في مالطة. وأفادت دراسة مثلت فيها مختلف الفئات في الولايات المتحدة أجريت على 15 ألفا و686 من الطلاب الدارسين في صفوف السنوات من 6 إلى 10، بأن 9 في المائة منهم قاموا بأعمال التنمر ضد الطلاب الآخرين مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بينما وقع 8 في المائة من الطلاب ضحايا لأعمال التنمر المتكررة. وكان معدل حمل السلاح من قبل ضحايا التنمر الأسبوعي أعلى بـ1.5 مرة مقارنة بالطلاب الآخرين، في حين زاد معدل حمل السلاح إلى 2.6 مرة لدى القائمين بأعمال التنمر أنفسهم.
ولعل ابرز اشكال التنمر هي:
- الضرب، او اللكم، او الركل.
- تخريب ممتلكات الطفل.
- إطلاق لقب على سـبيل السخرية والاستهزاء.
- الإغاظة.
- التعنيف.
- التمييز العرقي.
- نشر شـائعات خبيثة.
- الإقصاء عن المجموعات او النشاطات.
- تهديدات بالبريد الالكتروني.
- التحرش بواسطة الهاتف.
كما أصبح التنمر الجنسي منتشـراً بين طلاب المدارس، وقد يشـمل:
- نكات او تعليقات جنسـية.
- إطلاق تسـميات جنسـية.
- نشر شائعات جنسـية.
- ملامسـة الطلاب بطرق جنسـية غير مناسـبة.
- محاولة خلع الملابس.
اماكن حدوث التنمر:
يحدث التنمر في جميع مرافق المدرسة مثل: الصفوف، الحمامات، الممرات، الكافيتيريا، الملاعب، حافلة المدرسـة، او أثناء المشي من او إلى المدرسـة، ويتزايد في هذه الأيام عبر الانترنـت، فيسـتعمل الطلاب صفحات خاصة على الانترنت او البريد الإلكتروني او غرف الدردشة لنشر الإشاعات والصور المسـيئة للتهديد والتخويف.
ويقع الأولاد والبنات ضحية التنمر بنفس النسبة، ويتعرض الأطفال الأصغر سناً للتنمر، أكثر من الأطفال الأكبر سناً.
أسباب التنمر:
وقد حددت الأبحاث أسباباً تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للتنمر من غيرهم، فالمتنمرون يبحثون عن الأهداف السهلة، وخصوصا الأطفال السلبيين والضعفاء، مثلا:
- ليس لديهم قدرات بشكل واضح.
-المنعزلين اجتماعيا.
- أصحاب البنية الجسمية الضعيفة.
-لا يمارسون الرياضة.
- يبكون بسهولة ويسهل استفزازهم.
- لا يشعرون بالطمأنينة او خجولين.
- يتعلقون بالكبار أكثر من أنداهم.
ومن ناحية أخرى، وفي حالات نادرة يمكن أن يستهدف المتنمرون الأطفال العدوانيين والاستفزازيين، ويمكن أن يشمل:
- الأطفال الذين لديهم مشاكل في التركيز في المدرسة
- مفرطي الحركة
- غير ناضجين
- الذين ينفجرون عاطفيا بسرعة او لديهم عادات مزعجة.
- غير محبوبين من الأطفال الآخرين او البالغين.
- سريعي الاستثارة ويحاولون الرد على الإهانة.
عواقب التنمر
للتنمر تأثيرات صحية واجتماعية ودراسية ونفسية خطيرة على الأطفال، مثل:
- ارتفاع نسب تعرضهم للاكتئاب، والقلق، والانتحار، واضطرابات نفسية أخرى.
- محاولة حمل أسلحة إلى المدرسة بهدف الدفاع عن النفس.
- التغيب عن المدرسة بسبب الشعور بعدم الأمان.
- ضعف التحصيل الدراسي بسبب القلق والخوف.
- ضعف التقدير الذاتي، وارتفاع نسب الإصابة بالاكتئاب، وأنواع أخرى من الاضطرابات العقلية في سن الرشد.
- عدم القدرة على السيطرة على النفس أثناء الغضب، او سلوك تدمير الذات.
- احتمال الإصابة ببعض الأعراض المرضية المجهولة الأسباب: كالصداع، والآم المعدة.
كيف نمنع التنمر؟
وهناك عدة طرق لمنع التنمر، ومنها الإجراءات التالية:
اسأل الطفل سؤالاً مباشراً حول تعرضه للتنمر.
تحدث مع الطفل عن أصحابه، ومرافقيه في الملعب وحافلة المدرسة.
علّم الطفل الثقة بالنفس، والمرونة، وكيف يطور مهاراته الاجتماعية ليقلل من كونه هدفاً سهلاً للمتنمرين.
ساعده الطفل على الاشتراك بنشاطات المدرسة لمساعدته على زيادة تقديره لذاته مثل: الرياضة، او الموسيقى.
تواصل مع إدارة المدرسة والمرشد التربوي لحصر المشكلة وحلها.
وإذا تعرض طفلك للتنمر؛ قيم الوضع بسرعة وبهدوء، اجمع المعلومات عن الوضع، واتخذ الإجراء المناسب، فالأطفال يحتاجون لمعرفة انك تأخذ الأمور على محمل الجد، وستساعد في الحد من معاناتهم بعمل ما يلي:
- شجع الطفل على التحدث عن معاناته، وكن ودوداً، ولا تظهر الأسى فتزيد الأمور سوءا.
- اشعر الطفل بأنه غير مسؤول وغير ملام لتعرضه للتنمر، ولا تفترض أن طفلك فعل شيئا ليثير او يزيد التنمر المدرسي ضده، فالمتنمر عادة يختار ضحيته عشوائيا.
- ادعم مشاعر طفلك، فبدلاً من إهمال قلقه، او إخباره بأن الأمور ستحل في النهاية، عبر له عن تفهمك واهتمامك بقولك: أتفهم انك تمر بأوقات صعبة، ولكن دعنا نحاول معالجة الأمر معاً.
- اسأل الطفل إن كان لديه أفكاراً حول طريقة وقف هذا التنمر.
- لا تشجع الانتقام.
- علم الطفل مهارات الأمان عندما يتعرض للتنمر، بما في ذلك اللجوء إلى طلب المساعدة من المعنيين مثل: المدير والمرشد التربوي، وكيف يكون حازماً، واستعمال المرح والأساليب الدبلوماسية المناسبة للتخلص من الأوضاع الحرجة، مثل الموافقة على التهكم ومسايرته.
- استعن بإدارة المدرسة، او بالأخصائيين من اجل طفلك إذا أصبح الخوف والقلق ظاهراً بشكل كبير.
- اجمع اكبر قدر من المعلومات الممكنة، واطلب من الطفل وصف كيفية وأين يتم التنمر، ومن تورط فيه واسأل الطفل إن كان الأطفال الآخرين او البالغين قد شهدوا الحوادث.
- تحدث إلى معلمي الطفل والمدراء لإيجاد حلول سريعة، ولا تتصل بأهل المتنمر بنفسك، دع للمدرسة تتولى هذا الشأن الحساس.
- إذا تعرض الطفل إلى الاعتداء الجسدي، او بالتهديد بالأذى، فيجب إعلام المسؤولين في المدرسة لتحديد إمكانية تدخل الجهات الأمنية.
-علم طفلك مهارات معالجة التنمر، وكيف يواجهها، بتعليمه المرونة وكيفية تحمل الأوقات الصعبة، وفيما يلي ما يمكن تعليمه للطفل:
- لا تستجب للمتنمر، فهم يستسلمون عندما لا يجدون اهتماما.
-لا تبادر بالشجار والقتال.
- تدرب على ما ستقوله للمتنمر مثل: أريدك أن توقف هذا العمل فوراً.
- اظهر الثقة بالنفس، وتكلم ورأسك مرفوع للأعلى.
- لازم صديقاً قوياً ومحترماً، في حافلة المدرسة، والكافيتيريا، بين الحصص، وفي الطريق من والى المدرسة.
- تحدث إلى البالغين: كالوالدين، والمعلمين، والمدير، والمرشدين التربويين، للمساعدة على التخلص من التنمر.
- احرص على التواصل مع الزملاء الودودين والداعمين لك، والذين سيشملونك بنشاطاتهم.
وأخيرا، لا تتوقع أن يعالج طفلك التنمر بنفسه، فالتدخل المبكر لحل المشكلة يمنع المشاكل الدائمة، مثل: الاكتئاب، والقلق، وانخفاض تقدير الطفل لذاته.
واعلم أن لكمة على العين، او أنفاً نازفاً قد يشفى بسرعة، إلا أن الجروح النفسية والعاطفية الناتجة عن التنمر ستستمر مدى الحياة.
أصبح التنمر اليوم مشكلة شائعة و خطيرة في المدارس، وتؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التي تبقى في ذاكرة الطفل وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد، نتيجة تعرضه للتنمر، وتشير الأرقام إلى تعرض نصف الأطفال في مرحلة ما من حياتهم المدرسية للتنمر، وغالباً ما يخفي الأطفال عن الأهل معاناتهم بسبب شعورهم بالخجل، فهم لا يريدون أن يوصفوا بالضعف، ولمساعدة الطفل على مواجهة التنمر في مدرسته، فعلى الأهل أن يدركوا طبيعة المشكلة لينجحوا في مواجهتها وحلها.
أن الأمريكان غالبا ما يغضون الطرف عن التنمر بوصفه واحدا من طقوس الطفولة، فإن ظاهرة التنمر bullying في المدارس قد أضحت مسألة يعترف بأنها شكل من أشكال العدوانية، التي قد تؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى ـ لكلا الجانبين: الضحية والمعتدي. واستجابة لهذه المسألة فقد أعادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP النظر في وثائقها الموضوعة حول عنف الشباب، بحيث شملت ولأول مرة، معلومات عن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التعامل معه.
كيف تعرف أن طفلك يتعرض للتنمر
* التنمّر يتخذ أشكالا متعددة. إذ قد يكون ناعما ونفسيا (مثل نشر الشائعات حول شخص ما، أو استبعاده)، وقد يكون لفظيا (توجيه التهديدات لشخص ما أو تحقيره)، أو جسديا (ضرب شخص ما بالحائط). ومع انتشار وسائط الإعلام الإلكترونية فإن أنواعا جديدة من أعمال الترهيب أخذت تنتشر أيضا، وهي تندرج ضمن «التنمر الإلكتروني».
ومهما كان شكل التنمر فإنه يشتمل على عدد من الخصائص الجوهرية: فهو موجه لإلحاق الأذى بشخص آخر، ويظهر عادة بشكل متكرر، ويحدث بين شخص قوي يهاجم شخصا آخر أضعف منه (سواء من الناحية البدنية أو النفسية أو كليهما). ويكون التنمر بين الذكور عادة جسديا (مثل صفع شخص آخر)، أما بين الإناث فإنه ينحى باتجاه الأفعال غير المباشرة (مثل نشر الشائعات.
وقد أجريت أغلب الأبحاث على التنمر في استراليا، وفي أوروبا أيضا التي تراوحت فيها معدلات أعمال التنمر المتكررة بين نسبة 2 في المائة بين الشباب في أيرلندا إلى 19 في المائة في مالطة. وأفادت دراسة مثلت فيها مختلف الفئات في الولايات المتحدة أجريت على 15 ألفا و686 من الطلاب الدارسين في صفوف السنوات من 6 إلى 10، بأن 9 في المائة منهم قاموا بأعمال التنمر ضد الطلاب الآخرين مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بينما وقع 8 في المائة من الطلاب ضحايا لأعمال التنمر المتكررة. وكان معدل حمل السلاح من قبل ضحايا التنمر الأسبوعي أعلى بـ1.5 مرة مقارنة بالطلاب الآخرين، في حين زاد معدل حمل السلاح إلى 2.6 مرة لدى القائمين بأعمال التنمر أنفسهم.
ولعل ابرز اشكال التنمر هي:
- الضرب، او اللكم، او الركل.
- تخريب ممتلكات الطفل.
- إطلاق لقب على سـبيل السخرية والاستهزاء.
- الإغاظة.
- التعنيف.
- التمييز العرقي.
- نشر شـائعات خبيثة.
- الإقصاء عن المجموعات او النشاطات.
- تهديدات بالبريد الالكتروني.
- التحرش بواسطة الهاتف.
كما أصبح التنمر الجنسي منتشـراً بين طلاب المدارس، وقد يشـمل:
- نكات او تعليقات جنسـية.
- إطلاق تسـميات جنسـية.
- نشر شائعات جنسـية.
- ملامسـة الطلاب بطرق جنسـية غير مناسـبة.
- محاولة خلع الملابس.
اماكن حدوث التنمر:
يحدث التنمر في جميع مرافق المدرسة مثل: الصفوف، الحمامات، الممرات، الكافيتيريا، الملاعب، حافلة المدرسـة، او أثناء المشي من او إلى المدرسـة، ويتزايد في هذه الأيام عبر الانترنـت، فيسـتعمل الطلاب صفحات خاصة على الانترنت او البريد الإلكتروني او غرف الدردشة لنشر الإشاعات والصور المسـيئة للتهديد والتخويف.
ويقع الأولاد والبنات ضحية التنمر بنفس النسبة، ويتعرض الأطفال الأصغر سناً للتنمر، أكثر من الأطفال الأكبر سناً.
أسباب التنمر:
وقد حددت الأبحاث أسباباً تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للتنمر من غيرهم، فالمتنمرون يبحثون عن الأهداف السهلة، وخصوصا الأطفال السلبيين والضعفاء، مثلا:
- ليس لديهم قدرات بشكل واضح.
-المنعزلين اجتماعيا.
- أصحاب البنية الجسمية الضعيفة.
-لا يمارسون الرياضة.
- يبكون بسهولة ويسهل استفزازهم.
- لا يشعرون بالطمأنينة او خجولين.
- يتعلقون بالكبار أكثر من أنداهم.
ومن ناحية أخرى، وفي حالات نادرة يمكن أن يستهدف المتنمرون الأطفال العدوانيين والاستفزازيين، ويمكن أن يشمل:
- الأطفال الذين لديهم مشاكل في التركيز في المدرسة
- مفرطي الحركة
- غير ناضجين
- الذين ينفجرون عاطفيا بسرعة او لديهم عادات مزعجة.
- غير محبوبين من الأطفال الآخرين او البالغين.
- سريعي الاستثارة ويحاولون الرد على الإهانة.
عواقب التنمر
للتنمر تأثيرات صحية واجتماعية ودراسية ونفسية خطيرة على الأطفال، مثل:
- ارتفاع نسب تعرضهم للاكتئاب، والقلق، والانتحار، واضطرابات نفسية أخرى.
- محاولة حمل أسلحة إلى المدرسة بهدف الدفاع عن النفس.
- التغيب عن المدرسة بسبب الشعور بعدم الأمان.
- ضعف التحصيل الدراسي بسبب القلق والخوف.
- ضعف التقدير الذاتي، وارتفاع نسب الإصابة بالاكتئاب، وأنواع أخرى من الاضطرابات العقلية في سن الرشد.
- عدم القدرة على السيطرة على النفس أثناء الغضب، او سلوك تدمير الذات.
- احتمال الإصابة ببعض الأعراض المرضية المجهولة الأسباب: كالصداع، والآم المعدة.
كيف نمنع التنمر؟
وهناك عدة طرق لمنع التنمر، ومنها الإجراءات التالية:
اسأل الطفل سؤالاً مباشراً حول تعرضه للتنمر.
تحدث مع الطفل عن أصحابه، ومرافقيه في الملعب وحافلة المدرسة.
علّم الطفل الثقة بالنفس، والمرونة، وكيف يطور مهاراته الاجتماعية ليقلل من كونه هدفاً سهلاً للمتنمرين.
ساعده الطفل على الاشتراك بنشاطات المدرسة لمساعدته على زيادة تقديره لذاته مثل: الرياضة، او الموسيقى.
تواصل مع إدارة المدرسة والمرشد التربوي لحصر المشكلة وحلها.
وإذا تعرض طفلك للتنمر؛ قيم الوضع بسرعة وبهدوء، اجمع المعلومات عن الوضع، واتخذ الإجراء المناسب، فالأطفال يحتاجون لمعرفة انك تأخذ الأمور على محمل الجد، وستساعد في الحد من معاناتهم بعمل ما يلي:
- شجع الطفل على التحدث عن معاناته، وكن ودوداً، ولا تظهر الأسى فتزيد الأمور سوءا.
- اشعر الطفل بأنه غير مسؤول وغير ملام لتعرضه للتنمر، ولا تفترض أن طفلك فعل شيئا ليثير او يزيد التنمر المدرسي ضده، فالمتنمر عادة يختار ضحيته عشوائيا.
- ادعم مشاعر طفلك، فبدلاً من إهمال قلقه، او إخباره بأن الأمور ستحل في النهاية، عبر له عن تفهمك واهتمامك بقولك: أتفهم انك تمر بأوقات صعبة، ولكن دعنا نحاول معالجة الأمر معاً.
- اسأل الطفل إن كان لديه أفكاراً حول طريقة وقف هذا التنمر.
- لا تشجع الانتقام.
- علم الطفل مهارات الأمان عندما يتعرض للتنمر، بما في ذلك اللجوء إلى طلب المساعدة من المعنيين مثل: المدير والمرشد التربوي، وكيف يكون حازماً، واستعمال المرح والأساليب الدبلوماسية المناسبة للتخلص من الأوضاع الحرجة، مثل الموافقة على التهكم ومسايرته.
- استعن بإدارة المدرسة، او بالأخصائيين من اجل طفلك إذا أصبح الخوف والقلق ظاهراً بشكل كبير.
- اجمع اكبر قدر من المعلومات الممكنة، واطلب من الطفل وصف كيفية وأين يتم التنمر، ومن تورط فيه واسأل الطفل إن كان الأطفال الآخرين او البالغين قد شهدوا الحوادث.
- تحدث إلى معلمي الطفل والمدراء لإيجاد حلول سريعة، ولا تتصل بأهل المتنمر بنفسك، دع للمدرسة تتولى هذا الشأن الحساس.
- إذا تعرض الطفل إلى الاعتداء الجسدي، او بالتهديد بالأذى، فيجب إعلام المسؤولين في المدرسة لتحديد إمكانية تدخل الجهات الأمنية.
-علم طفلك مهارات معالجة التنمر، وكيف يواجهها، بتعليمه المرونة وكيفية تحمل الأوقات الصعبة، وفيما يلي ما يمكن تعليمه للطفل:
- لا تستجب للمتنمر، فهم يستسلمون عندما لا يجدون اهتماما.
-لا تبادر بالشجار والقتال.
- تدرب على ما ستقوله للمتنمر مثل: أريدك أن توقف هذا العمل فوراً.
- اظهر الثقة بالنفس، وتكلم ورأسك مرفوع للأعلى.
- لازم صديقاً قوياً ومحترماً، في حافلة المدرسة، والكافيتيريا، بين الحصص، وفي الطريق من والى المدرسة.
- تحدث إلى البالغين: كالوالدين، والمعلمين، والمدير، والمرشدين التربويين، للمساعدة على التخلص من التنمر.
- احرص على التواصل مع الزملاء الودودين والداعمين لك، والذين سيشملونك بنشاطاتهم.
وأخيرا، لا تتوقع أن يعالج طفلك التنمر بنفسه، فالتدخل المبكر لحل المشكلة يمنع المشاكل الدائمة، مثل: الاكتئاب، والقلق، وانخفاض تقدير الطفل لذاته.
واعلم أن لكمة على العين، او أنفاً نازفاً قد يشفى بسرعة، إلا أن الجروح النفسية والعاطفية الناتجة عن التنمر ستستمر مدى الحياة.
رد: التنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
ظاهرة بات العالم كله يشتكي منها ويعاني من ويلاتها , ويبحث المهتمون فيه بالعملية التربوية وبنشأة الأجيال سبل علاجها لخطورتها , وذلك منذ وقت طويل , وتلقى تلك الظاهرة اهتماما غير عادي من المهتمين بقضايا ومشكلات التربية التعليم في جميع أنحاء العالم ، حيث أن هذه المشكلة تعتبر سببا هاما ومؤثرا في تعثر الكثير من الطلاب دراسيا , وقد تدفع بالبعض إلى كُره الدراسة وتركها بالكلية , ألا وهي ظاهرة العنف الشديد في المدارس بين الطلاب والذي بلغ حدا من التوحش لدرجة أن العالم تعامل معه باسم توصيفي جديد وسماه " ظاهرة التنمر " , كدلالة على تحول السلوك الإنساني لسلوك مشابه للسلوك الحيواني في التعامل في الغابة , حيث لا بقاء لضعيف ولا احتكام إلا للغة القوة الوحشية دونما مراعاة لخلق قويم أو لسلوك فاضل .
ولا ينفصل مجتمعنا العربي والإسلامي الآن ولا نستطيع أيضا عزله عن المجتمع العالمي في ظل هذا التقارب الشديد بين الأفكار والمشكلات التي سرعان ما تجوب الكرة الأرضية في دقائق معدودات , وأصبح ما يعانيه الغرب بالذات من مشكلات سلوكية وتربوية ينتقل بالضرورة إلى كل مكان في وقت قصير وتأثير بالغ , وخاصة إن لم ينتبه المربون في الأسر والمدارس على ما تحمله تلك الظواهر السلبية من تداعيات .
تعريف ظاهرة التنمر
يمكننا أن نستخلص تعريفا شبه جامع للتنمر من خلال الإطلاع على كتابات المتخصصين الغربيين الذين سبقونا برصد هذه الظاهرة في بلدانهم , فنقول : " إن التنمر هو ذلك السلوك العدواني المتكرر الذي يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديا أو معنويا من قِبل شخص واحد أو عدة أشخاص وذلك بالقول أو الفعل للسيطرة على الضحية وإذلالها ونيل مكتسبات غير شرعية منها " .
ربما لا يشعر الكثير من الآباء والأمهات أو حتى من المسئولين التربويين في المدارس بمدى المشكلة التي يقع فيها أبناؤهم أو طلابهم كضحايا للتنمر إلا بعد فترة طويلة نسبيا , وذلك كنتيجة لوقوع هؤلاء الأبناء تحت ضغط شديد وإرهاب مادي أو معنوي لا يسمح لهم حتى بمجرد إظهار الشكوى أو إعلان ما يتعرضون له حتى لا ينالهم مزيد من الأذى على يد هؤلاء المتنمرين .
ولا تقتصر تلك المشكلة على صفوف ومدارس البنين فقط – رغم شيوعها النسبي فيهم – إلا أنها موجودة أيضا في مدارس البنات ولكن بحدة وصورة تناسب شخصياتهن , وتكون فيها الفتاة الضحية أكثر تحملا وأكثر استعدادا لكتم ما تعانيه نظرا للطبيعة الأنثوية الضعيفة – في بنات جنسهن جميعا - التي حباهن الله بها .
ومخطئ من يتناول بحث الظاهرة حول كونها فقط مشكلة للضحية الواقع عليه الضرر فحسب , فللمشكلة صورتان مؤثرتان تأثيرا شديدا على المجتمعات , فالصورة الأولى - وهي الأَولى بالطبع بالاهتمام وبالعلاج وإيجاد سبل الحل - وهي صورة الضحية التي يقع عليها الفعل الإكراهي المؤلم , لكن الصورة الأخرى وهي صورة الطفل أو مجموعة الطلاب المتنمرين الذين يتخذون صورة العنف سلوكا ثابتا في تعاملاتهم , إنها صورة ضحية آخرى من نوع مغاير ووجوده أشد خطرا على المجتمع من الصورة الأولى , فكلاهما ضحية , وكلاهما يحتاج للعلاج النفسي والسلوكي , وكلاهما لابد من تخليصه من ذلك الضرر , وخاصة أنهما معا يشكلان عنصري بناء الأمة المستقبلي , فالمعتدِي والمعتدَى عليه عضوان أساسيان في كل المجتمعات , وإذا أهملنا الطفل المعتدِي ولم نقومه - تربويا وسلوكيا – سنعرض أطفالا آخرين للوقوع في نفس المشكلة , وسيساهم هذا في استشراء تلك الظاهرة بصورة أكبر في المجتمع , ذلك مع ضرورة صب جل اهتمامنا على الطفل الضحية الذي وقع تحت إهمال الكثيرين .
أشكال ومظاهر التنمر :
تتنوع أشكال ومظاهر التنمر في المدارس , والتي تبدأ عادة بتقسيم تلقائي فطري يفعله الأطفال في بداية وجودهم معا وذلك على نحو بدني أو عرقي أو طائفي أو طبقي , ومن ثم يستقطب الطرف الأقوى مجموعة أو ما تسمى " بالشلة " يستميلها لتكون بادرة من بوادر التنمر التي يجب الانتباه لها وتقويمها منذ البداية , ويبدأ التنمر بأشكال المداعبات الخفيفة المرحة التي تسمى " بالمقالب " , وسرعان ما تتحرك باتجاه أفراد معينين يُتخذون كأهداف من خارج الشلة لتتطور على نحو سريع من المداعبة اللطيفة إلى تعمد السخافات والمضايقات وإظهار القدرة والسيطرة والنيل من الضحية ليتم إخضاعه لتلك الشلة , ويتطور الأمر عند البعض في حالات كثيرة إلى العنف الجسدي المتعمد أو الإهانة النفسية المتكررة كوسيلة من وسائل التسلية واللهو واستعراض القوة وإظهار السيطرة , وفي حالات كثيرة وصلت في بعض المدارس ( هي نادرة عندنا كعرب ومسلمين حتى الآن ولم تصل لحد الظاهرة لكنها متفشية جدا في الغرب الآن ) للاعتداء الجنسي الجماعي أو الفردي , واختتمت الظاهرة في الغرب بقيام بعض التلاميذ بإطلاق النار على زملائهم وإصابتهم إصابات شديدة ووصلت لحد القتل , وحملت الأخبار الواردة كثيرا منها والتي وصلت لمستوى تلاميذ المدارس الابتدائية .
وتزداد وسائل التشهير والإيذاء البدني والنفسي لإخضاع الضحية نظرا لما وفرته التقنية الحديثة من وسائل يستطيع المتنمرون فيها التقاط الصور والفيديوهات للضحية في أوقات السيطرة عليهم , ومن ثم يتم تهديدهم بها بنشرها وتبادلها على الهواتف المحمولة أو نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي , مما يشكل تهديدا دائما ومستمرا على الضحايا , وخاصة إذا وُجدت فجوة بين الأهل والمربين من جهة وبين علمهم بطبيعة ما يتعرض له أبناؤهم نتيجة الإخفاء المتعمد من الأبناء المتعرضين لتلك المشكلات بسبب الخوف والتهديد .
ودائما ما تعتبر الأسرة التي تعلم أن لديها أبناء يتعرضون للتنمر المدرسي , دائما ما تعتبر أن أبناءهم في مشكلة لابد من إيجاد حد وحل لها , بعكس بعض الأسر التي تعلم أن أحد أبنائها أو جميعهم يتعاملون مع أقرانهم بالعنف , فتعتبر بعض تلك الأسر أن ذلك السلوك سلوك ايجابي حميد في أبنائهم , ويعتبرونه دلالة على نبوغ وتفوق أبنائهم في قيادتهم لأقرانهم وقدرتهم على السيطرة على الآخرين مما يحقق لهم تميزا مستقبليا في أي مكان أو أي عمل سيكونون فيه, وبالتالي لا يرحبون بأي تدخل تربوي لتعديله , بل وربما يستخدمون سطواتهم وقدراتهم وإمكانياتهم في تكريس هذا الوضع ومواجهة أي قائم على العملية التربوية من اتخاذ أي وسيلة توجيهية أو عقابية تربوية لردع هؤلاء الأبناء , ويكثر ذلك عندما يكون ذلك الوالد من أهل السطوة أو الثراء أو غيره , ويكثر أيضا وجود ذلك الخلل بشدة في المدارس والجامعات الخاصة التي يعتبر الطالب نفسه أنه الأعلى قيمة وتأثيرا من المربين , فلا يحق لأحد أن يتدخل في تقويمه , لأنه وجوده وأمثاله هو الذي يمكن المدرسة – ماديا - من سداد رواتب القائمين على العملية التربوية , وتكثر أيضا كذلك حينما يكون الطالب من جنسية البلد ويكون المدرس أو القائم على العملية التربوية وافدا , فلا يستطيع مواجهة أي سلوك خارج من طلابه , وبالتالي يفقد المجتمع ركنا هاما من أركان التربية ويهدرها .
ولا يظنن أحد من الآباء أنه حينما يساهم في إيجاد وحش آدمي في بيته ليربيه وليعده ليرهب خصومه به ويواجههم , وحينما لا يعلمه الفارق بين الظلم والعدل عند نيل الحقوق , لا يظنن أنه في مأمن من غدرات هذا الوحش بعد مرور الأيام , فبعد فترة لن يقف أحد حائلا أمام رغبات وأهواء هذا الوحش , فلن يعرف في أهله معروفا ولن ينكر عليهم منكرا , وهذا مُشاهد في حياة الناس مرارا .
ربما يحاول البعض أن ينكر وجود التنمر كظاهرة موجودة وخطرة بالفعل , وهذا يمكن تفسيره على أحد سببين , أما أحدهما فبسبب عدم علمه بحقيقة الموقف , وهذا له عذره وعليه البحث والوقوف على حقيقة الأمر , وثانيهما التهوين والتخفيف والتجميل في العرض , فينبغي الأخذ في الاعتبار تلك النذر حتى ولو لم تكن بهذه الدرجة من الوجود – بحسب علم صاحبها أو وجهة نظره – حتى لا ندفن رؤوسنا في الرمال وندعي أن الأمر على ما يرام , فينبغي التفحص والبحث والتقصي والدراسة بكل جدية واهتمام للمشاركة في الحل .
أسباب ساعدت على انتشار التنمر
لم يكن استخدام القوة بين الأقران سلوكا جديدا في المدارس , بل يمكن القول بأنه سلوك بشري طبيعي وغريزي بين الناس في كل المجتمعات الإنسانية , ويمكن مواجهته وتقويمه , لكن المشكلة القائمة الآن تكمن في أمرين , أولهما استفحاله وانتشاره وتحوله إلى سلوك مرضي ينذر بخطورة شديدة , وثانيهما عدم مواجهته المواجهة التربوية الرادعة التي تسيطر عليه وتحد من انتشاره وتقلل من آثاره , ولهذا كان لابد من بحث وتقص حول الأسباب التي أدت إلى انتشاره ذلك الانتشار السريع والمريب , فكان منها :
- الألعاب الاليكترونية العنيفة الفاسدة
اعتاد كثير من الأبناء على قضاء الساعات الطوال في ممارسة ألعاب اليكترونية عنيفة وفاسدة على أجهزة الحاسب أو الهواتف المحمولة , وهي التي تقوم فكرتها الأساسية والوحيدة على مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم واستخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط والانتصار دون أي هدف تربوي ,و دونما قلق من الأهل على المستقبل النفسي لهؤلاء الأبناء الذين يعتبرون الحياة استكمالا لهذه المباريات , فتقوى عندهم النزعة العدائية لغيرهم فيمارسون بها حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم والمحيطين بهم بنفس الكيفية , وهذا مكمن خطر شديد وينبغي على الأسرة بشكل خاص عدم السماح بتقوقع الأبناء على هذه الألعاب والحد من وجودها , وكذلك على الدولة بشكل عام أن تتدخل وتمنع انتشار تلك الألعاب المخيفة ولو بسلطة القانون لأنها تدمر الأجيال وتفتك بهم فلابد وأن تحاربها كما تحارب دخول المخدرات تماما لشدة خطورتها .
- انتشار أفلام العنف بين أبنائنا
بتحليل ما يراه الأطفال والبالغون من أفلام وُجد أن مشاهد العنف في الأفلام قد زادت بصورة مخيفة وأن الأفلام المتخصصة في العنف الشديد مثل أفلام مصاصي الدماء وأفلام القتل الهمجي دون رادع أو حساب ولا عقاب قد تزايدت أيضا بصورة لابد من التصدي لها , فيستهين الطفل أو الشاب بمنظر الدماء ويعتبر أن من يقوم بذلك – كما أوحى إليه الفيلم – هو البطل الشجاع الذي ينبغي تقليده , فيرتدون الأقنعة (الماسكات ) على الوجوه تقليدا لهؤلاء " الأبطال " , ويسعون لشراء ملابس تشبه ملابسهم ويجعلون من صورهم صورا شخصية لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي , ويحتفظون بصور عديدة لهم في غرفهم , ويتغافل كثير من الأهل عن هذا التقليد الذي يزيد من حدة العنف في المدارس أو الجامعات .
- أفلام الكارتون العنيفة
لم تقتصر أفلام العنف على الأفلام الحقيقية التي يمثلها ممثلون بل وصلت لمستوى أفلام الكارتون التي يقضي الطفل أمامها معظم وقته , ويظن الأهل أن أبناءهم في مأمن حيث لا يشاهدون إلا تلك القنوات , والحق أنها اخطر في توصيل تلك الرسالة العنيفة حيث يتقبل الطفل الصغير الأفكار بصورة أسرع من الكبار , وحيث تعتمد أفلام الكارتون على القدرة الخارقة الزائدة والتخييلية عن العمل البشري في تجسيد أثر القوة في التعامل بين أبطال الفيلم , فمصطلحات استخدام السحر وإبادة الخصوم بحركة واحدة واستخدام مقويات ومنشطات والاستعانة بأصحاب القوة الأكبر في المعارك , كل هذه منتشر وبقوة في تلك الأفلام الكارتونية والتي تساهم في إيجاد بيئة فاسدة يتربى خلالها الطفل على استخدام العنف كوسيلة وحيدة لنيل الحقوق أو لبسط السيطرة .
- الخلل التربوي في بعض الأسر
تنشغل بعض الأسر عن متابعة أبنائها سلوكيا وتعتبر أن مقياس أدائها لوظيفتها تجاه أبنائها هو تلبية احتياجاتهم المادية من مسكن وملبس ومأكل وأن يدخلوهم أفضل المدارس ويعينوهم في مجال الدراسة والتفوق ويلبون حاجاتهم من المال أو النزهة وغيره من المتطلبات المادية فقط , ويتناسون أن الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة للطفل أو الشاب هو المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة وتربيتهم التربية الحسنة , وقد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو انشغالهما معا عن أبنائهما مع إلقاء التبعة على غيرهم من المدرسين أو المربيات في البيوت .
وربما قد نجد سببا لانحراف الابن أو تشوهه نفسيا نتيجة الخطأ التربوي الواقع من أبويه , لكن ما ذنب الطفل - المعتدى عليه بذلك السلوك المتنمر البشع - الذي يدفع ثمن خطأ تربوي وقعت فيه أسرة غير أسرته عندما أخرجت نموذجا مشوها للمجتمع ليتعدى خطره وضرره لكثيرين لا ذنب لهم ولا لأسرهم ؟
- انتشار قنوات المصارعة الحرة العنيفة
لوحظ في الفترة المؤخرة تزايد كبير جدا في قنوات المصارعة الحرة العنيفة جدا التي تستخدم فيها كل الوسائل الغير عادية في الصراع , والتي غالبا ما تنتهي بسيلان دماء أحد المتصارعين أو كليهما في منظر شديد التخلف والعدوانية لتعيد إلى الأذهان مناظر حلبات الصراع التي كانت تقام في المسارح الرومانية في العصور الوسطى التي كانت تنتهي دائما بمقتل أحد المتصارعين من العبيد كوسيلة من وسائل الترفيه البربرية وتقديمهم كطقوس دموية متوحشة لتسبب سعادة مقيتة لهؤلاء المتابعين .
والغريب أن جمهورا كبيرا من المتابعين لهذه القنوات من الفتيات في ملاحظة غريبة حول هذه الرياضة التي ظلت فترة كبيرة هواية خاصة من هوايات الشبان لا الشابات , مما أثر كثيرا على السلوك العام للفتيات المتابعات والذي أدى لظهور ظاهرة سميت " بالبويات " , وهن الفتيات المتشبهات بالرجال في سلوكهن وتعاملهن وبالتالي تكونت بذرة لنمو التنمر داخل الأوساط الطلابية للفتيات في المدارس
- العنف الأسري والمجتمعي
يُطبع كل إنسان وخاصة في مطلع حياته على ما شاهده من تصرفات داخل بيئته الصغيرة كالأسرة والأهل وكذلك على ما يشاهده يوميا من تصرفات مجتمعية , فمن شاهد أفعالا أو ردود أفعال تتسم بالعنف بين والديه , أو من عاش بنفسه عنفا يمارسه أحد أفراد الأسرة عليه هو شخصيا أو على أي أحد من المتعاملين مع الأسرة كالخدم والمربيات والسائقين , أو من شاهد عنفا مجتمعيا وخاصة في البلاد التي ضعفت فيها القبضة الأمنية نتيجة الثورات وغيرها فانتشرت البلطجة كوسيلة مضمونة لنيل الحقوق أو للاعتداء على الحقوق دون خشية عقاب رادع أو محاسبة فاعلة , فلابد عليه أن يتأثر بما شاهده , وربما يمارسه فعليا إذا سنحت له الفرصة لذلك , وهكذا يجني المجتمع على أبنائه , وأيضا هكذا يساهم الأبوان في إفساد سلوك أبنائهما بدفعهم بصورة عملية في اتباع ذات النهج الذي شاهدوه , وهكذا تجني أسر على أبناء اسر غيرها لا خطا لهم ولا ذنب سوى أن الله لم يمنحهم السطوة العائلية أو الإمكانيات المادية أو لم يمنح أبناءهم القوة البدنية التي يدافعون بها عن أنفسهم في مواجهة ذلك التنمر , أو ربما رباهم آباؤهم على معان سامية مثل كراهية الظلم والظالمين عند القدرة عليه .
لابد على الأهل أن يراجعوا أنفسهم جيدا وأن ينتبهوا لأبنائهم ولسلوكياتهم في المدارس أو النوادي وفي كل التجمعات حتى لا يمارس أبناؤهم ذلك السبيل المشين , وكذلك يجب على المربين في المدارس أن يرصدوا تلك الظاهرة ويتابعوها متابعة فعالة وواقعية وصحيحة وواعية حتى يمكنهم اتخاذ الحلول لها في الجانبين , جانب المعتدي وجانب المعتدى عليه .
وكذلك يجب على الأسر أن تتابع أبناءها إن وجدوا عليهم علامات مثل عدم الرغبة في الذهاب للمدارس أو تأخر مفاجئ في مستواهم الدراسي أو وجود آلام أو جروح أو إصابات في أجسامهم أو أي انكسار في شخصياتهم أو انزواء نفسي وميل للعزلة حتى في المنزل , فيجب عليهم طمأنة أبنائهم وسؤالهم والاستفسار منهم حول أسباب ذلك باللطف واللين حتى يتبينوا حقيقة تلك الأسباب , فقد يكون أبناؤهم قد تعرضوا للقمع المدرسي أو التنمر من قبل أقرانهم , والأهل غافلون لا يشعرون بذلك , بل قد يهاجم الأهل أبناءهم الضحايا ويتهمونهم بأنهم لا يقومون بواجباتهم الدراسية أو أنهم مدللون لا يتحملون المسئولية , فتكون الآلام مضاعفة على أبنائهم , فيجب عليهم القيام بواجباتهم ولا يُقصِرون متابعة أبنائهم دراسيا فقط على السؤال عن درجاتهم في الامتحانات السنوية أو الدورية
ولا ينفصل مجتمعنا العربي والإسلامي الآن ولا نستطيع أيضا عزله عن المجتمع العالمي في ظل هذا التقارب الشديد بين الأفكار والمشكلات التي سرعان ما تجوب الكرة الأرضية في دقائق معدودات , وأصبح ما يعانيه الغرب بالذات من مشكلات سلوكية وتربوية ينتقل بالضرورة إلى كل مكان في وقت قصير وتأثير بالغ , وخاصة إن لم ينتبه المربون في الأسر والمدارس على ما تحمله تلك الظواهر السلبية من تداعيات .
تعريف ظاهرة التنمر
يمكننا أن نستخلص تعريفا شبه جامع للتنمر من خلال الإطلاع على كتابات المتخصصين الغربيين الذين سبقونا برصد هذه الظاهرة في بلدانهم , فنقول : " إن التنمر هو ذلك السلوك العدواني المتكرر الذي يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديا أو معنويا من قِبل شخص واحد أو عدة أشخاص وذلك بالقول أو الفعل للسيطرة على الضحية وإذلالها ونيل مكتسبات غير شرعية منها " .
ربما لا يشعر الكثير من الآباء والأمهات أو حتى من المسئولين التربويين في المدارس بمدى المشكلة التي يقع فيها أبناؤهم أو طلابهم كضحايا للتنمر إلا بعد فترة طويلة نسبيا , وذلك كنتيجة لوقوع هؤلاء الأبناء تحت ضغط شديد وإرهاب مادي أو معنوي لا يسمح لهم حتى بمجرد إظهار الشكوى أو إعلان ما يتعرضون له حتى لا ينالهم مزيد من الأذى على يد هؤلاء المتنمرين .
ولا تقتصر تلك المشكلة على صفوف ومدارس البنين فقط – رغم شيوعها النسبي فيهم – إلا أنها موجودة أيضا في مدارس البنات ولكن بحدة وصورة تناسب شخصياتهن , وتكون فيها الفتاة الضحية أكثر تحملا وأكثر استعدادا لكتم ما تعانيه نظرا للطبيعة الأنثوية الضعيفة – في بنات جنسهن جميعا - التي حباهن الله بها .
ومخطئ من يتناول بحث الظاهرة حول كونها فقط مشكلة للضحية الواقع عليه الضرر فحسب , فللمشكلة صورتان مؤثرتان تأثيرا شديدا على المجتمعات , فالصورة الأولى - وهي الأَولى بالطبع بالاهتمام وبالعلاج وإيجاد سبل الحل - وهي صورة الضحية التي يقع عليها الفعل الإكراهي المؤلم , لكن الصورة الأخرى وهي صورة الطفل أو مجموعة الطلاب المتنمرين الذين يتخذون صورة العنف سلوكا ثابتا في تعاملاتهم , إنها صورة ضحية آخرى من نوع مغاير ووجوده أشد خطرا على المجتمع من الصورة الأولى , فكلاهما ضحية , وكلاهما يحتاج للعلاج النفسي والسلوكي , وكلاهما لابد من تخليصه من ذلك الضرر , وخاصة أنهما معا يشكلان عنصري بناء الأمة المستقبلي , فالمعتدِي والمعتدَى عليه عضوان أساسيان في كل المجتمعات , وإذا أهملنا الطفل المعتدِي ولم نقومه - تربويا وسلوكيا – سنعرض أطفالا آخرين للوقوع في نفس المشكلة , وسيساهم هذا في استشراء تلك الظاهرة بصورة أكبر في المجتمع , ذلك مع ضرورة صب جل اهتمامنا على الطفل الضحية الذي وقع تحت إهمال الكثيرين .
أشكال ومظاهر التنمر :
تتنوع أشكال ومظاهر التنمر في المدارس , والتي تبدأ عادة بتقسيم تلقائي فطري يفعله الأطفال في بداية وجودهم معا وذلك على نحو بدني أو عرقي أو طائفي أو طبقي , ومن ثم يستقطب الطرف الأقوى مجموعة أو ما تسمى " بالشلة " يستميلها لتكون بادرة من بوادر التنمر التي يجب الانتباه لها وتقويمها منذ البداية , ويبدأ التنمر بأشكال المداعبات الخفيفة المرحة التي تسمى " بالمقالب " , وسرعان ما تتحرك باتجاه أفراد معينين يُتخذون كأهداف من خارج الشلة لتتطور على نحو سريع من المداعبة اللطيفة إلى تعمد السخافات والمضايقات وإظهار القدرة والسيطرة والنيل من الضحية ليتم إخضاعه لتلك الشلة , ويتطور الأمر عند البعض في حالات كثيرة إلى العنف الجسدي المتعمد أو الإهانة النفسية المتكررة كوسيلة من وسائل التسلية واللهو واستعراض القوة وإظهار السيطرة , وفي حالات كثيرة وصلت في بعض المدارس ( هي نادرة عندنا كعرب ومسلمين حتى الآن ولم تصل لحد الظاهرة لكنها متفشية جدا في الغرب الآن ) للاعتداء الجنسي الجماعي أو الفردي , واختتمت الظاهرة في الغرب بقيام بعض التلاميذ بإطلاق النار على زملائهم وإصابتهم إصابات شديدة ووصلت لحد القتل , وحملت الأخبار الواردة كثيرا منها والتي وصلت لمستوى تلاميذ المدارس الابتدائية .
وتزداد وسائل التشهير والإيذاء البدني والنفسي لإخضاع الضحية نظرا لما وفرته التقنية الحديثة من وسائل يستطيع المتنمرون فيها التقاط الصور والفيديوهات للضحية في أوقات السيطرة عليهم , ومن ثم يتم تهديدهم بها بنشرها وتبادلها على الهواتف المحمولة أو نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي , مما يشكل تهديدا دائما ومستمرا على الضحايا , وخاصة إذا وُجدت فجوة بين الأهل والمربين من جهة وبين علمهم بطبيعة ما يتعرض له أبناؤهم نتيجة الإخفاء المتعمد من الأبناء المتعرضين لتلك المشكلات بسبب الخوف والتهديد .
ودائما ما تعتبر الأسرة التي تعلم أن لديها أبناء يتعرضون للتنمر المدرسي , دائما ما تعتبر أن أبناءهم في مشكلة لابد من إيجاد حد وحل لها , بعكس بعض الأسر التي تعلم أن أحد أبنائها أو جميعهم يتعاملون مع أقرانهم بالعنف , فتعتبر بعض تلك الأسر أن ذلك السلوك سلوك ايجابي حميد في أبنائهم , ويعتبرونه دلالة على نبوغ وتفوق أبنائهم في قيادتهم لأقرانهم وقدرتهم على السيطرة على الآخرين مما يحقق لهم تميزا مستقبليا في أي مكان أو أي عمل سيكونون فيه, وبالتالي لا يرحبون بأي تدخل تربوي لتعديله , بل وربما يستخدمون سطواتهم وقدراتهم وإمكانياتهم في تكريس هذا الوضع ومواجهة أي قائم على العملية التربوية من اتخاذ أي وسيلة توجيهية أو عقابية تربوية لردع هؤلاء الأبناء , ويكثر ذلك عندما يكون ذلك الوالد من أهل السطوة أو الثراء أو غيره , ويكثر أيضا وجود ذلك الخلل بشدة في المدارس والجامعات الخاصة التي يعتبر الطالب نفسه أنه الأعلى قيمة وتأثيرا من المربين , فلا يحق لأحد أن يتدخل في تقويمه , لأنه وجوده وأمثاله هو الذي يمكن المدرسة – ماديا - من سداد رواتب القائمين على العملية التربوية , وتكثر أيضا كذلك حينما يكون الطالب من جنسية البلد ويكون المدرس أو القائم على العملية التربوية وافدا , فلا يستطيع مواجهة أي سلوك خارج من طلابه , وبالتالي يفقد المجتمع ركنا هاما من أركان التربية ويهدرها .
ولا يظنن أحد من الآباء أنه حينما يساهم في إيجاد وحش آدمي في بيته ليربيه وليعده ليرهب خصومه به ويواجههم , وحينما لا يعلمه الفارق بين الظلم والعدل عند نيل الحقوق , لا يظنن أنه في مأمن من غدرات هذا الوحش بعد مرور الأيام , فبعد فترة لن يقف أحد حائلا أمام رغبات وأهواء هذا الوحش , فلن يعرف في أهله معروفا ولن ينكر عليهم منكرا , وهذا مُشاهد في حياة الناس مرارا .
ربما يحاول البعض أن ينكر وجود التنمر كظاهرة موجودة وخطرة بالفعل , وهذا يمكن تفسيره على أحد سببين , أما أحدهما فبسبب عدم علمه بحقيقة الموقف , وهذا له عذره وعليه البحث والوقوف على حقيقة الأمر , وثانيهما التهوين والتخفيف والتجميل في العرض , فينبغي الأخذ في الاعتبار تلك النذر حتى ولو لم تكن بهذه الدرجة من الوجود – بحسب علم صاحبها أو وجهة نظره – حتى لا ندفن رؤوسنا في الرمال وندعي أن الأمر على ما يرام , فينبغي التفحص والبحث والتقصي والدراسة بكل جدية واهتمام للمشاركة في الحل .
أسباب ساعدت على انتشار التنمر
لم يكن استخدام القوة بين الأقران سلوكا جديدا في المدارس , بل يمكن القول بأنه سلوك بشري طبيعي وغريزي بين الناس في كل المجتمعات الإنسانية , ويمكن مواجهته وتقويمه , لكن المشكلة القائمة الآن تكمن في أمرين , أولهما استفحاله وانتشاره وتحوله إلى سلوك مرضي ينذر بخطورة شديدة , وثانيهما عدم مواجهته المواجهة التربوية الرادعة التي تسيطر عليه وتحد من انتشاره وتقلل من آثاره , ولهذا كان لابد من بحث وتقص حول الأسباب التي أدت إلى انتشاره ذلك الانتشار السريع والمريب , فكان منها :
- الألعاب الاليكترونية العنيفة الفاسدة
اعتاد كثير من الأبناء على قضاء الساعات الطوال في ممارسة ألعاب اليكترونية عنيفة وفاسدة على أجهزة الحاسب أو الهواتف المحمولة , وهي التي تقوم فكرتها الأساسية والوحيدة على مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم واستخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط والانتصار دون أي هدف تربوي ,و دونما قلق من الأهل على المستقبل النفسي لهؤلاء الأبناء الذين يعتبرون الحياة استكمالا لهذه المباريات , فتقوى عندهم النزعة العدائية لغيرهم فيمارسون بها حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم والمحيطين بهم بنفس الكيفية , وهذا مكمن خطر شديد وينبغي على الأسرة بشكل خاص عدم السماح بتقوقع الأبناء على هذه الألعاب والحد من وجودها , وكذلك على الدولة بشكل عام أن تتدخل وتمنع انتشار تلك الألعاب المخيفة ولو بسلطة القانون لأنها تدمر الأجيال وتفتك بهم فلابد وأن تحاربها كما تحارب دخول المخدرات تماما لشدة خطورتها .
- انتشار أفلام العنف بين أبنائنا
بتحليل ما يراه الأطفال والبالغون من أفلام وُجد أن مشاهد العنف في الأفلام قد زادت بصورة مخيفة وأن الأفلام المتخصصة في العنف الشديد مثل أفلام مصاصي الدماء وأفلام القتل الهمجي دون رادع أو حساب ولا عقاب قد تزايدت أيضا بصورة لابد من التصدي لها , فيستهين الطفل أو الشاب بمنظر الدماء ويعتبر أن من يقوم بذلك – كما أوحى إليه الفيلم – هو البطل الشجاع الذي ينبغي تقليده , فيرتدون الأقنعة (الماسكات ) على الوجوه تقليدا لهؤلاء " الأبطال " , ويسعون لشراء ملابس تشبه ملابسهم ويجعلون من صورهم صورا شخصية لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي , ويحتفظون بصور عديدة لهم في غرفهم , ويتغافل كثير من الأهل عن هذا التقليد الذي يزيد من حدة العنف في المدارس أو الجامعات .
- أفلام الكارتون العنيفة
لم تقتصر أفلام العنف على الأفلام الحقيقية التي يمثلها ممثلون بل وصلت لمستوى أفلام الكارتون التي يقضي الطفل أمامها معظم وقته , ويظن الأهل أن أبناءهم في مأمن حيث لا يشاهدون إلا تلك القنوات , والحق أنها اخطر في توصيل تلك الرسالة العنيفة حيث يتقبل الطفل الصغير الأفكار بصورة أسرع من الكبار , وحيث تعتمد أفلام الكارتون على القدرة الخارقة الزائدة والتخييلية عن العمل البشري في تجسيد أثر القوة في التعامل بين أبطال الفيلم , فمصطلحات استخدام السحر وإبادة الخصوم بحركة واحدة واستخدام مقويات ومنشطات والاستعانة بأصحاب القوة الأكبر في المعارك , كل هذه منتشر وبقوة في تلك الأفلام الكارتونية والتي تساهم في إيجاد بيئة فاسدة يتربى خلالها الطفل على استخدام العنف كوسيلة وحيدة لنيل الحقوق أو لبسط السيطرة .
- الخلل التربوي في بعض الأسر
تنشغل بعض الأسر عن متابعة أبنائها سلوكيا وتعتبر أن مقياس أدائها لوظيفتها تجاه أبنائها هو تلبية احتياجاتهم المادية من مسكن وملبس ومأكل وأن يدخلوهم أفضل المدارس ويعينوهم في مجال الدراسة والتفوق ويلبون حاجاتهم من المال أو النزهة وغيره من المتطلبات المادية فقط , ويتناسون أن الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة للطفل أو الشاب هو المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة وتربيتهم التربية الحسنة , وقد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو انشغالهما معا عن أبنائهما مع إلقاء التبعة على غيرهم من المدرسين أو المربيات في البيوت .
وربما قد نجد سببا لانحراف الابن أو تشوهه نفسيا نتيجة الخطأ التربوي الواقع من أبويه , لكن ما ذنب الطفل - المعتدى عليه بذلك السلوك المتنمر البشع - الذي يدفع ثمن خطأ تربوي وقعت فيه أسرة غير أسرته عندما أخرجت نموذجا مشوها للمجتمع ليتعدى خطره وضرره لكثيرين لا ذنب لهم ولا لأسرهم ؟
- انتشار قنوات المصارعة الحرة العنيفة
لوحظ في الفترة المؤخرة تزايد كبير جدا في قنوات المصارعة الحرة العنيفة جدا التي تستخدم فيها كل الوسائل الغير عادية في الصراع , والتي غالبا ما تنتهي بسيلان دماء أحد المتصارعين أو كليهما في منظر شديد التخلف والعدوانية لتعيد إلى الأذهان مناظر حلبات الصراع التي كانت تقام في المسارح الرومانية في العصور الوسطى التي كانت تنتهي دائما بمقتل أحد المتصارعين من العبيد كوسيلة من وسائل الترفيه البربرية وتقديمهم كطقوس دموية متوحشة لتسبب سعادة مقيتة لهؤلاء المتابعين .
والغريب أن جمهورا كبيرا من المتابعين لهذه القنوات من الفتيات في ملاحظة غريبة حول هذه الرياضة التي ظلت فترة كبيرة هواية خاصة من هوايات الشبان لا الشابات , مما أثر كثيرا على السلوك العام للفتيات المتابعات والذي أدى لظهور ظاهرة سميت " بالبويات " , وهن الفتيات المتشبهات بالرجال في سلوكهن وتعاملهن وبالتالي تكونت بذرة لنمو التنمر داخل الأوساط الطلابية للفتيات في المدارس
- العنف الأسري والمجتمعي
يُطبع كل إنسان وخاصة في مطلع حياته على ما شاهده من تصرفات داخل بيئته الصغيرة كالأسرة والأهل وكذلك على ما يشاهده يوميا من تصرفات مجتمعية , فمن شاهد أفعالا أو ردود أفعال تتسم بالعنف بين والديه , أو من عاش بنفسه عنفا يمارسه أحد أفراد الأسرة عليه هو شخصيا أو على أي أحد من المتعاملين مع الأسرة كالخدم والمربيات والسائقين , أو من شاهد عنفا مجتمعيا وخاصة في البلاد التي ضعفت فيها القبضة الأمنية نتيجة الثورات وغيرها فانتشرت البلطجة كوسيلة مضمونة لنيل الحقوق أو للاعتداء على الحقوق دون خشية عقاب رادع أو محاسبة فاعلة , فلابد عليه أن يتأثر بما شاهده , وربما يمارسه فعليا إذا سنحت له الفرصة لذلك , وهكذا يجني المجتمع على أبنائه , وأيضا هكذا يساهم الأبوان في إفساد سلوك أبنائهما بدفعهم بصورة عملية في اتباع ذات النهج الذي شاهدوه , وهكذا تجني أسر على أبناء اسر غيرها لا خطا لهم ولا ذنب سوى أن الله لم يمنحهم السطوة العائلية أو الإمكانيات المادية أو لم يمنح أبناءهم القوة البدنية التي يدافعون بها عن أنفسهم في مواجهة ذلك التنمر , أو ربما رباهم آباؤهم على معان سامية مثل كراهية الظلم والظالمين عند القدرة عليه .
لابد على الأهل أن يراجعوا أنفسهم جيدا وأن ينتبهوا لأبنائهم ولسلوكياتهم في المدارس أو النوادي وفي كل التجمعات حتى لا يمارس أبناؤهم ذلك السبيل المشين , وكذلك يجب على المربين في المدارس أن يرصدوا تلك الظاهرة ويتابعوها متابعة فعالة وواقعية وصحيحة وواعية حتى يمكنهم اتخاذ الحلول لها في الجانبين , جانب المعتدي وجانب المعتدى عليه .
وكذلك يجب على الأسر أن تتابع أبناءها إن وجدوا عليهم علامات مثل عدم الرغبة في الذهاب للمدارس أو تأخر مفاجئ في مستواهم الدراسي أو وجود آلام أو جروح أو إصابات في أجسامهم أو أي انكسار في شخصياتهم أو انزواء نفسي وميل للعزلة حتى في المنزل , فيجب عليهم طمأنة أبنائهم وسؤالهم والاستفسار منهم حول أسباب ذلك باللطف واللين حتى يتبينوا حقيقة تلك الأسباب , فقد يكون أبناؤهم قد تعرضوا للقمع المدرسي أو التنمر من قبل أقرانهم , والأهل غافلون لا يشعرون بذلك , بل قد يهاجم الأهل أبناءهم الضحايا ويتهمونهم بأنهم لا يقومون بواجباتهم الدراسية أو أنهم مدللون لا يتحملون المسئولية , فتكون الآلام مضاعفة على أبنائهم , فيجب عليهم القيام بواجباتهم ولا يُقصِرون متابعة أبنائهم دراسيا فقط على السؤال عن درجاتهم في الامتحانات السنوية أو الدورية
رد: التنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
«التنمر» في المدارس.. وسبل الحد منه
تصرف عدواني يلحق أضرارا نفسية بممارسيه وبضحاياهم
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
رغم أن الأميركيين غالبا ما يغضون الطرف عن «التنمر» بوصفه واحدا من طقوس الطفولة، فإن ظاهرة التنمر bullying في المدارس قد أضحت مسألة يعترف بأنها شكل من أشكال العدوانية، التي قد تؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى ـ لكلا الجانبين: الضحية والمعتدي. واستجابة لهذه المسألة فقد أعادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP النظر في وثائقها الموضوعة حول عنف الشباب، بحيث شملت ولأول مرة، معلومات عن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التعامل معه.
* أشكال التنمر
* التنمّر يتخذ أشكالا متعددة. إذ قد يكون ناعما ونفسيا (مثل نشر الشائعات حول شخص ما، أو استبعاده)، وقد يكون لفظيا (توجيه التهديدات لشخص ما أو تحقيره)، أو جسديا (ضرب شخص ما بالحائط). ومع انتشار وسائط الإعلام الإلكترونية فإن أنواعا جديدة من أعمال الترهيب أخذت تنتشر أيضا، وهي تندرج ضمن «التنمر الإلكتروني».
ومهما كان شكل التنمر فإنه يشتمل على عدد من الخصائص الجوهرية: فهو موجه لإلحاق الأذى بشخص آخر، ويظهر عادة بشكل متكرر، ويحدث بين شخص قوي يهاجم شخصا آخر أضعف منه (سواء من الناحية البدنية أو النفسية أو كليهما). ويكون التنمر بين الذكور عادة جسديا (مثل صفع شخص آخر)، أما بين الإناث فإنه ينحى باتجاه الأفعال غير المباشرة (مثل نشر الشائعات).
وقد أجريت أغلب الأبحاث على التنمر في استراليا، وفي أوروبا أيضا التي تراوحت فيها معدلات أعمال التنمر المتكررة بين نسبة 2 في المائة بين الشباب في أيرلندا إلى 19 في المائة في مالطة. وأفادت دراسة مثلت فيها مختلف الفئات في الولايات المتحدة أجريت على 15 ألفا و686 من الطلاب الدارسين في صفوف السنوات من 6 إلى 10، بأن 9 في المائة منهم قاموا بأعمال التنمر ضد الطلاب الآخرين مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بينما وقع 8 في المائة من الطلاب ضحايا لأعمال التنمر المتكررة. وكان معدل حمل السلاح من قبل ضحايا التنمر الأسبوعي أعلى بـ1.5 مرة مقارنة بالطلاب الآخرين، في حين زاد معدل حمل السلاح إلى 2.6 مرة لدى القائمين بأعمال التنمر أنفسهم.
* عواقب نفسية
* ضحايا التنمر والأشخاص الذين يمارسونه، والمتفرجون الذين يشاهدون التفاعل بين الجانبين، يعانون من هذه الظاهرة، ولكن بشكل يختلف من فئة لأخرى.
* الضحايا: الأطفال والمراهقون من ضحايا التنمر يعانون من شكل متدنٍ من أشكال البؤس الذي يوصف عادة في الأدبيات العلمية بأنه «تكيف نفسي سيئ». ولا يزال من غير الواضح في ما إذا كان هذا يحدث بسبب أنهم ضعفاء أو مهددون أكثر من غيرهم منذ البداية، أو نتيجة تعرضهم لأعمال التنمر، أو بسبب توليفة من هاتين الحالتين. وغالبا ما يشار إلى هؤلاء بوصفهم «مختلفين»، فمن الصعب عليهم إقامة صداقات، وهم يميلون إلى الوحدة والانعزال، ويعانون نفسيا واجتماعيا.. وبالنتيجة فإنهم قد يتغيبون عن حصص دروسهم ويتحاشون المدرسة، أو يتناولون المخدرات أو المشروبات الكحولية بهدف تخدير مشاعرهم. وضحايا التنمر المزمن هم أيضا عرضة لخطر حدوث مشاكل بعيدة المدى. فهم وفي الغالب، يتعرضون في أوقات لاحقة إلى الكآبة أو يفكرون في الانتحار. وقد وجدت دراسة مستقبلية أجريت في إنجلترا استندت إلى معطيات صحية ومقابلات سنوية مع 6437 طفلا، أن الأطفال بين أعمار 8 و10 سنوات الذين تعرضوا بشكل متكرر لأعمال التنمر، كانوا يمرون بأعراض الذهان العصبي خلال فترة مراهقتهم أكثر بمرتين من الآخرين.
* المتنمرون: القائمون بممارسة أعمال التنمر يعانون أيضا على المدى البعيد. فهم أكثر من نظرائهم الآخرين من الطلاب، يميلون إلى تناول الكحول أو تدخين السجائر. وقد وجدت إحدى الدراسات الطويلة الأجل أن 60 في المائة من المتنمرين من طلاب المدارس السابقين، قد تمت إدانتهم بإحدى الجرائم لمرة واحدة على الأقل بوصولهم إلى عمر 24 سنة.
* المتفرجون: إن شهود أعمال التنمر هم من الطلاب والآباء والمعلمين. وهؤلاء ليسوا شهودا سلبيين، إذ إنهم ربما يلعبون دورا نشطا، حتى وإن لم يكن مباشرا، في تشجيع أعمال التنمر حسب خصائص شخصياتهم النفسية.
بعض المتفرجين قد يكونون خائفين من أن يقعوا ضحايا لأعمال التنمر، بينما ينحاز آخرون إلى القائمين بهذه الأعمال ويتمتعون بمشاهدة معاناة شخص آخر، وهذان النوعان من المتفرجين يساهمان في خلق أجواء مساعدة على استمرار التنمر. وقد لاحظت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ومؤسسات أخرى، أن أكثر أنواع التدخل المساعدة كانت تلك التدخلات التي لم تكن موجهة نحو المتنمرين ولا نحو الضحايا فقط، بل ونحو الأغلبية العظمى من المتفرجين، الذين يرغبون في القيام بالعمل الصحيح، إلا أنهم يحتاجون إلى المشورة حول كيفية القيام بتلك التدخلات بشكل مثمر.
* كيفية المساعدة
* توجد حاليا عدد من الموارد التي تساعد في درء وقوع أعمال التنمر، توجه لمساعدة الطلاب والآباء ومسؤولي المدارس لمواجهة هذه المشكلة. وعموما فإن جهود درء التنمر داخل المدرسة توجه إلى تعزيز معنويات وقدرات الضحايا لمواجهة المتنمرين وتحديهم، وتشجيع الآباء والمدرسين والمتفرجين الآخرين على الإبلاغ عن أي حادثة للتنمر بدلا من التغاضي عنها، وكذلك خلق أجواء مدرسية تمنع وقوع أعمال التنمر أو تراقبها بصرامة.
كما أن التوجه إلى داخل الأسرة لتخفيف الأعمال العدوانية، بتوعية وتدريب الآباء الذين قد يصرخون أو يصفعون، أو يتصرفون بشكل عدواني تجاه أطفالهم، قد يخفف أيضا من سلوكيات التنمر في المدرسة. ولذلك تصمم بعض البرامج خصيصا للأسرة.
لكن مدى الفائدة التي تقدمها هذه البرامج لا يزال غير واضح، وذلك يعود جزئيا إلى أن البرامج متنوعة الأنماط، كما أنها مختلفة في التصميم. إلا أن جملة من الأبحاث الموثقة تدعم المجهودات التي تبذل لزرع روح الصلابة لدى الأطفال والمراهقين، كواحدة من الطرق لمساعدتهم على مجابهة سلوكيات التنمر، وأشكال التوتر الأخرى التي سيمرون بها أثناء حياتهم. والبرامج المتنوعة المتوفرة حاليا لمجابهة التنمر لا يمكنها أن تؤذي الأطفال الصغار، بل إن بمقدورها أن تبني أسس الصلابة لديهم.
* رسالة هارفارد للصحة النفسية، خدمات «تريبيون ميديا».
تصرف عدواني يلحق أضرارا نفسية بممارسيه وبضحاياهم
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
رغم أن الأميركيين غالبا ما يغضون الطرف عن «التنمر» بوصفه واحدا من طقوس الطفولة، فإن ظاهرة التنمر bullying في المدارس قد أضحت مسألة يعترف بأنها شكل من أشكال العدوانية، التي قد تؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى ـ لكلا الجانبين: الضحية والمعتدي. واستجابة لهذه المسألة فقد أعادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP النظر في وثائقها الموضوعة حول عنف الشباب، بحيث شملت ولأول مرة، معلومات عن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التعامل معه.
* أشكال التنمر
* التنمّر يتخذ أشكالا متعددة. إذ قد يكون ناعما ونفسيا (مثل نشر الشائعات حول شخص ما، أو استبعاده)، وقد يكون لفظيا (توجيه التهديدات لشخص ما أو تحقيره)، أو جسديا (ضرب شخص ما بالحائط). ومع انتشار وسائط الإعلام الإلكترونية فإن أنواعا جديدة من أعمال الترهيب أخذت تنتشر أيضا، وهي تندرج ضمن «التنمر الإلكتروني».
ومهما كان شكل التنمر فإنه يشتمل على عدد من الخصائص الجوهرية: فهو موجه لإلحاق الأذى بشخص آخر، ويظهر عادة بشكل متكرر، ويحدث بين شخص قوي يهاجم شخصا آخر أضعف منه (سواء من الناحية البدنية أو النفسية أو كليهما). ويكون التنمر بين الذكور عادة جسديا (مثل صفع شخص آخر)، أما بين الإناث فإنه ينحى باتجاه الأفعال غير المباشرة (مثل نشر الشائعات).
وقد أجريت أغلب الأبحاث على التنمر في استراليا، وفي أوروبا أيضا التي تراوحت فيها معدلات أعمال التنمر المتكررة بين نسبة 2 في المائة بين الشباب في أيرلندا إلى 19 في المائة في مالطة. وأفادت دراسة مثلت فيها مختلف الفئات في الولايات المتحدة أجريت على 15 ألفا و686 من الطلاب الدارسين في صفوف السنوات من 6 إلى 10، بأن 9 في المائة منهم قاموا بأعمال التنمر ضد الطلاب الآخرين مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بينما وقع 8 في المائة من الطلاب ضحايا لأعمال التنمر المتكررة. وكان معدل حمل السلاح من قبل ضحايا التنمر الأسبوعي أعلى بـ1.5 مرة مقارنة بالطلاب الآخرين، في حين زاد معدل حمل السلاح إلى 2.6 مرة لدى القائمين بأعمال التنمر أنفسهم.
* عواقب نفسية
* ضحايا التنمر والأشخاص الذين يمارسونه، والمتفرجون الذين يشاهدون التفاعل بين الجانبين، يعانون من هذه الظاهرة، ولكن بشكل يختلف من فئة لأخرى.
* الضحايا: الأطفال والمراهقون من ضحايا التنمر يعانون من شكل متدنٍ من أشكال البؤس الذي يوصف عادة في الأدبيات العلمية بأنه «تكيف نفسي سيئ». ولا يزال من غير الواضح في ما إذا كان هذا يحدث بسبب أنهم ضعفاء أو مهددون أكثر من غيرهم منذ البداية، أو نتيجة تعرضهم لأعمال التنمر، أو بسبب توليفة من هاتين الحالتين. وغالبا ما يشار إلى هؤلاء بوصفهم «مختلفين»، فمن الصعب عليهم إقامة صداقات، وهم يميلون إلى الوحدة والانعزال، ويعانون نفسيا واجتماعيا.. وبالنتيجة فإنهم قد يتغيبون عن حصص دروسهم ويتحاشون المدرسة، أو يتناولون المخدرات أو المشروبات الكحولية بهدف تخدير مشاعرهم. وضحايا التنمر المزمن هم أيضا عرضة لخطر حدوث مشاكل بعيدة المدى. فهم وفي الغالب، يتعرضون في أوقات لاحقة إلى الكآبة أو يفكرون في الانتحار. وقد وجدت دراسة مستقبلية أجريت في إنجلترا استندت إلى معطيات صحية ومقابلات سنوية مع 6437 طفلا، أن الأطفال بين أعمار 8 و10 سنوات الذين تعرضوا بشكل متكرر لأعمال التنمر، كانوا يمرون بأعراض الذهان العصبي خلال فترة مراهقتهم أكثر بمرتين من الآخرين.
* المتنمرون: القائمون بممارسة أعمال التنمر يعانون أيضا على المدى البعيد. فهم أكثر من نظرائهم الآخرين من الطلاب، يميلون إلى تناول الكحول أو تدخين السجائر. وقد وجدت إحدى الدراسات الطويلة الأجل أن 60 في المائة من المتنمرين من طلاب المدارس السابقين، قد تمت إدانتهم بإحدى الجرائم لمرة واحدة على الأقل بوصولهم إلى عمر 24 سنة.
* المتفرجون: إن شهود أعمال التنمر هم من الطلاب والآباء والمعلمين. وهؤلاء ليسوا شهودا سلبيين، إذ إنهم ربما يلعبون دورا نشطا، حتى وإن لم يكن مباشرا، في تشجيع أعمال التنمر حسب خصائص شخصياتهم النفسية.
بعض المتفرجين قد يكونون خائفين من أن يقعوا ضحايا لأعمال التنمر، بينما ينحاز آخرون إلى القائمين بهذه الأعمال ويتمتعون بمشاهدة معاناة شخص آخر، وهذان النوعان من المتفرجين يساهمان في خلق أجواء مساعدة على استمرار التنمر. وقد لاحظت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ومؤسسات أخرى، أن أكثر أنواع التدخل المساعدة كانت تلك التدخلات التي لم تكن موجهة نحو المتنمرين ولا نحو الضحايا فقط، بل ونحو الأغلبية العظمى من المتفرجين، الذين يرغبون في القيام بالعمل الصحيح، إلا أنهم يحتاجون إلى المشورة حول كيفية القيام بتلك التدخلات بشكل مثمر.
* كيفية المساعدة
* توجد حاليا عدد من الموارد التي تساعد في درء وقوع أعمال التنمر، توجه لمساعدة الطلاب والآباء ومسؤولي المدارس لمواجهة هذه المشكلة. وعموما فإن جهود درء التنمر داخل المدرسة توجه إلى تعزيز معنويات وقدرات الضحايا لمواجهة المتنمرين وتحديهم، وتشجيع الآباء والمدرسين والمتفرجين الآخرين على الإبلاغ عن أي حادثة للتنمر بدلا من التغاضي عنها، وكذلك خلق أجواء مدرسية تمنع وقوع أعمال التنمر أو تراقبها بصرامة.
كما أن التوجه إلى داخل الأسرة لتخفيف الأعمال العدوانية، بتوعية وتدريب الآباء الذين قد يصرخون أو يصفعون، أو يتصرفون بشكل عدواني تجاه أطفالهم، قد يخفف أيضا من سلوكيات التنمر في المدرسة. ولذلك تصمم بعض البرامج خصيصا للأسرة.
لكن مدى الفائدة التي تقدمها هذه البرامج لا يزال غير واضح، وذلك يعود جزئيا إلى أن البرامج متنوعة الأنماط، كما أنها مختلفة في التصميم. إلا أن جملة من الأبحاث الموثقة تدعم المجهودات التي تبذل لزرع روح الصلابة لدى الأطفال والمراهقين، كواحدة من الطرق لمساعدتهم على مجابهة سلوكيات التنمر، وأشكال التوتر الأخرى التي سيمرون بها أثناء حياتهم. والبرامج المتنوعة المتوفرة حاليا لمجابهة التنمر لا يمكنها أن تؤذي الأطفال الصغار، بل إن بمقدورها أن تبني أسس الصلابة لديهم.
* رسالة هارفارد للصحة النفسية، خدمات «تريبيون ميديا».
رد: التنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
يبدو أن ظاهرة التنمر أو الاستقواء بدأت تتزايد حجما ونوعا وأسلوبا خاصةً في الآونة الأخيرة، بحيث صارت تحدث بمعدلات عالية جدا في شتى أنحاء العالم. ففي بريطانيا، تنتشر هذه ظاهرة بنسبة 25% في المدارس الابتدائية و10% في المدارس الثانوية. في حين تشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف الأطفال في العالم تعرضوا مرة واحدة على الأقل للتنمر، خلال المرحلة المدرسية، وأن نسبة 10 في المائة منهم يتعرضون لنوع من الضغوط العنيفة بشكل منتظم.
إذ يعرف التنمر في المدارس بأنه استقواء طالب أو مجموعة من الطلاب على زميل لهم في الصف أو المدرسة، مضايقته جسدياً أو معنوياً، ويرجع علماء النفس التربوي سلوك التنمر عند الطفل لعدد من الأسباب منها: رغبة الطفل في لفت الانتباه إليه، أو عدم شعوره بالأمان. أو كوسيلة للتعبير عن مشاعر الغيرة أو للتنفيس عن الإحباط الذي يعيشه نتيجة ظرف ما، ويسهم الأهل أيضا في هذه الظاهرة، من خلال تشجيع طفلهم على ضرب من يضربه، أو من خلال استخدامهم الضرب كوسيلة عقابية له، كذلك ... مشاهدة الكثير من أفلام العنف تؤدي أيضا إلى الأفعال العدوانية، إضافة إلى تساهل إدارة المدرسة في اتخاذ الإجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين و المتنمرين.
إذ تظهر على الطفل الضحية بعض العلامات التي تؤشر إلى معاناته، وغالبا ما نراه يشكو ويتذمر من المدرسة، وقد يدعي المرض لعدم الذهاب إلى صفه. وقد يعود إلى المنزل وثيابه أو كتبه ممزقة، و أحيانا قد تكون هناك كدمات على وجهه أو جسمه، قد يصبح متقلب الرأي وسيئ المزاج، ويمكن أن يصاب بالأرق والقلق، أو يصبح عنيفا مع إخوته، أو أنه ينعزل ويرفض القيام بأي نشاط، حتى إن أداءه الأكاديمي يتراجع، ومن علامات تعرض الطفل للتنمر أيضاً فقدان أشيائه باستمرار، أو مطالبة أهله بمزيد من المال ليدفعها ربما إلى المتنمر الذي يطالبه بها، تفاديا لتعرضه للضرب، فيما أكد تربويون أن الأسرة والمدرسة والإعلام وراء انتشار ظاهرة الشغب والعنف بين طلاب المدارس المتمثلة بالتنمر، مطالبين في الوقت نفسه بتشريعات جديدة مشددة تحكم سلوك الطلبة داخل المدارس، لا تخضع لأية استثناءات من قبل الإدارات المدرسية، لتقليص هذه الظاهرة. ناهيك عن دور الأسرة في تنشئة الطفل وتصحيح مسار سلوكه من خلال التوجيه والمتابعة المنظمة وبأساليب تنمي شخصية الطفل تنمية سليمة، لذا يحتم على الأهل مراقبة أطفالهم عن كثب لحمايتهم ومساعدتهم على تخطي مشكلتهم.
أوباما يتصدى لظاهرة التنمر
فقد يظهر الرئيس الامريكي باراك أوباما في فيلم وثائقي لشبكة (كارتون نتورك) Cartoon Network التلفزيونية يهدف الى تشجيع أطفال المدارس الذين يتعرضون للترهيب من زملاء لهم على المجاهرة بشكواهم ويقول انه كأب لفتاتين يشعر بقلق بالغ بشان هذا الأمر.
وفي مقدمة للفيلم الذي تبلغ مدته 30 دقيقة يناشد الرئيس الأمريكي التلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين التصدي لظاهرة التنمر، وقال أوباما الذي استضاف أول مؤتمر في البيت الأبيض بشان التنمر العام الماضي "انه خطأ .. انه مدمر ويمكننا جميعا منعه، وشدد على انه لا يتحدث بصفته رئيسا لأمريكا فقط بل أيضا كأب. وقال "هناك الكثير الذي يجب علينا عمله. كل منا عليه اتخاذ فعل ما بشان التنمر، ويمزج الفيلم الوثائقي -الذي من المقرر عرضه محليا يوم الاحد- بين قصص لاطفال تعرضوا للترهيب على يد زملائهم وبعض النصائح من أولئك الذين تخلصوا من هذه المحنة. ويتضمن مقابلات مع مشاهير ورياضيين وناجين يحثون الضحايا ومن يشاهدون هذه الأمور على التحدث وفضح الامر. بحسب رويترز.
وقال ستوارت سنيدر رئيس ومدير تشغيل (كارتون نتورك) ان الفيلم موجه الى تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية الذين تتراوح اعمارهم بين ثماني سنوات الى 13 سنة، وتظهر في الفيلم أيضا الفتاة الاي بولاك (14 عاما) التي قاومت التنمر من خلال تسجيل مصور بدون صوت مدته ثلاث دقائق بثته على موقع يوتيوب، وصنعت بولاك الفيلم الذي حمل عنوان "الكلمات تؤلم" Words DO Hurt بعد ان تعرضت للترهيب على يد صبي لمدة عامين. وشاهد ذلك الصبي التسجيل المصور وقدم اعتذارا، وفيما بعد اصبح هو الذي يدافع عن الفتاة عندما حاول صبي اخر مضايقتها.
جون كي بالصدمة
في سياق متصل أصاب مقطع تسجيل مصور فيديو يظهر فتاة “15 سنة” تتعرض لضرب وحشي حتى فقدت وعيها على يد إحدى زميلاتها في الفصل الدراسي، رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي بالصدمة، ما دفعه إلى إعطاء أوامر بمراجعة المدارس في أنحاء البلاد لسياساتها للتعامل مع ظاهرة التنمر، وقال كي للصحفيين بعد مناقشة الفيديو الذي صورته طالبة أخرى على هاتف محمول وبث في وقت الذروة على التلفزيون، في اجتماع للحكومة إنه “يشعر بالقلق إزاء الصغار الذين يذهبون للمدارس ويتعرضون للترويع من قبل آخرين”. وأضاف كي أن “هذا سلوك وحشي يحتاج إلى وقفة ونرغب في إرسال رسالة قوية بشأنه”، مطالباً بإجراء “حوار وطني” بشأن كيفية مواجهة هذه الظاهرة، وقالت القناة الثالثة “تي في3” إنها لن تعرض الفيلم الذي يصور الهجوم على الطالبة روبين دي جونج، وهي طالبة في مدرسة “وانجانوي جيلرز كوليدج” للفتيات، كما ذكرت صحيفة “نيوزيلندا هيرالد” أنها “لن تبث الفيديو على موقعها الإلكتروني بسبب العنف المفرط الذي يظهره”. وذكرت الصحيفة أن الضحية ركلت مرتين في الرأس ولكمت 24 مرة وطرحت أرضاً وسحق رأسها وركلت في ظهرها. وسقطت مغشياً عليها وسالت دماء من أذنها، ونقلت لتلقي العلاج في المستشفى، وقالت الصحيفة إنها تلقت 19 ألف إجابة على استطلاع للرأي غير علمي نشر على موقعها الإلكتروني. بحسب وكالة الانباء الالمانية.
ويوجه سؤالاً بشأن السبيل الأمثل الذي يمكن لضحية أن تتعامل به مع حالة تنمر في المدرسة وهو رقم يمثل ضعف عدد الردود عادة، وقال أكثر من 55% إنه يتعين على الضحية أن ترد الاعتداء عليها، وهي نتيجة أفزعت أستاذ الطب النفسي في جامعة أوكلاند إيان لامبي، والذي قال إنها تعكس المجتمع البدائي في نيوزيلندا الذي يفضل اتباع سياسة العين بالعين. بينما ذكر أقل من 44% أنه سيكون من الأفضل بالنسبة للضحايا أن يخبروا آباءهم أو معلميهم، ويقول ديان ليفي، المعالج الأسري، إن هذا يعكس ثقافة “لا تروي قصصاً”، حيث يتم التكتم على المعلومات. وهذا يحمي المتنمر ويزيد بصورة أكبر من وقوع مزيد من الظلم على الضحايا. وقالت دي جونج إنها تعتقد أنها تعرضت للاعتداء؛ لأنها قالت للمعلمين إن الفتاة التي هاجمتها حذرتها من أن شخصاً ما سيطعنها بسكين. وقال مدير المدرسة للصحيفة إن الشرطة وجهت اتهامات للفتاة المهاجمة وطردت من المدرسة، مضيفاً أن “هذا هو أقوى فعل يمكن اتخاذه.
المدارس اليابانية
من جهتها قالت وزارة التعليم اليابانية إن حالات العنف من جانب طلاب المدارس وصلت الى مستوى قياسي في العام الماضي، مع ميل طلاب المدارس الابتدائية الى استخدام العنف على نحو متزايد، وقفز عدد حالات العنف بنسبة 18% الى 53 ألفاً تقريباً، ويربطها بعض الخبراء بتزايد الضغط بين الاطفال من اجل التفوق في دراستهم وكذلك للانضمام في عدد من الانشطة خارج المنهج الدراسي، وقال مسؤول بوزارة التعليم «إن الاطفال لا يسيطرون على انفعالاتهم وإن هناك تراجعاً في قيمهم الاخلاقية وكذلك تراجعاً في قدراتهم على الاتصال جيداً»، وقفز عدد حالات العنف التي تتضمن اطفال المدارس الابتدائية سواء بالمدرسة او في مكان اخر بنسبة 37% لتبلغ 5214 حالة في هذا العام، لكن شهدت هذه المدارس حالات اقل من التنمر من جانب الطلاب التي تحصيها الوزارة بشكل منفصل، والتنمر في المدارس الذي يتراوح من السخرية الى الضرب والاهمال ومنع القبول في مجموعات طلابية الى الركل مازالت مشكلة منذ وقت طويل في اليابان. بحسب رويترز.
ترك المدرسة
الى ذلك أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن أداء مواليد شهر أغسطس هو الأسوأ في الامتحانات، ما يجعلهم أكثر ميلاً إلى ترك مقاعد الدراسة في الـ16 من العمر، كما أنهم أكثر عرضة للوقوع ضحية التنمر في المدرسة الابتدائية، والنتيجة لجوؤهم في سن المراهقة إلى التدخين والجنوح. وأفادت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية بأن احتمال حصول الذكور الذين يولدون في أغسطس على علامات سيئة هو 12٪ أقل من الذكور الذين يولدون في سبتمبر، في حين أن النسبة بين الإناث 9٪. كما أن مواليد أغسطس هم أكثر ميلاً بنسبة 20٪ إلى التخلي عن الدراسة وتعلم التجارة ابتداء من الـ16 من العمر، وهم 20٪ أقل ميلاً إلى الذهاب إلى جامعة جيدة. وتبين في الدراسة أن تأثير الولادة في هذا الشهر لا يقتصر على التعليم، بل هم أكثر عرضة للمعاناة من التنمر في المدرسة الابتدائية، ولديهم ثقة أقل بقدراتهم الأكاديمية. بحسب يونايتد برس.
وأشارت إلى أن النتيجة هي أنهم أكثر ميلاً إلى التدخين، وعدد قليل منهم يسيطر على حياته. وقالت كلير كراوفورد من معهد الدراسات المالية المشاركة في الدراسة أن «الأولاد يعانون لمجرد أنهم بسبب حظهم السيئ ولدوا متأخرين في السنة الدراسية. يشار إلى أن الباحثين استندوا في دراستهم إلى بيانات أكثر من ثلاثة ملايين تلميذ في مدارس حكومية.
البدناء أكثر عرضة للتنمّر
فيما اكتشف باحثون أميركيون، أن الأطفال البدناء في مرحلة التعليم الابتدائية أكثر عرضة للتعرض للتنمّر من زملائهم الأكثر نحافة بنسبة 63٪، وقالت المعدة الرئيسة للدراسة الدكتورة جولي لومنغ، من مستشفى الأطفال في جامعة ميتشيغن وزملاؤها، إن 17٪ من الأولاد الذين تراوح أعمارهم بين ست و11 سنة يعانون البدانة في الولايات المتحدة. وشملت الدراسة 821 ولداً، تم التدقيق في ما إذا تعرضوا للتنمر بناء على شهادات من الولد وأمه ومدرسه. ونشرت الدراسة على الإنترنت قبل نشرها في مجلة «طب الأطفال» في يونيو المقبل. وتبين أن الأولاد البدناء أكثر عرضة للتنمر أياً كان جنسهم وعرقهم ووضعهم الاجتماعي ومهاراتهم الاجتماعية أو إنجازاتهم الأكاديمية. بحسب يونايتد برس.
عملية تجميل لتجنب ظاهرة التنمر
على صعيد مختلف الى أي مدى تستطيعون مجاراة أطفالكم لكي لا يكونوا ضحية "التنمر"؟! الظاهرة المنتشرة خاصة في المدارس بين الطلاب. وللابتعاد عن ازعاج "المتنمرين" لطفلتها، قبلت ام امريكية ان تجري عملية جراحية تجميلية، لاذني ابنتها الكبيرتين ولتحميها من الازعاج كي لا تقل ثقتها بنفسها، انتقلت الطفلة البالغة من العمر 7 سنوات، مع امها، من منهاتن الى نيويورك، لاجراء العملية الجراحية لحل مشكلة أذنيها الكبيرتين، وذلك رغبة من الطفلة كي لا تتعرض للتنمر والسخرية من قبل زملائها في المدرسة واينما ذهبت، على شكل أذنيها، وقامت الام بالموافقة بهدف حماية ابنتها من هذه السخرية، ولتشكيل حياة افضل، وبيئة اجمل لابنتها، ولكي لا تتأثر ابنتها من هذا التنمر، ولتحافظ على تقديرها الذاتي، وشخصيتها القوية.
حرب الطلبة في شيكاغو
كما عاد تزايد العنف في مدارس شيكاغو ليفجّر من جديد جدلاً موسعاً، بين المسؤولين المحليين وأوساط الشرطة على مستوى المدينة والولاية ايضاً، حيث تعهد قادة الشرطة في شيكاغو بتكثيف الجهود ليلاً نهاراً واتخاذ تدابير ملموسة للتصدي للعنف بين طلبة المدارس وتعزيز أجواء الأمن والاستقرار والنظام داخلها وخارجها وفي الحافلات التي تقلهم من منازلهم وإليها، وفي آخر مستجدات اعمال العنف بين الطلبة فقد قتل الطالب فرانكو أفيلا - 17 عاماً - بإطلاق النار عليه مباشرة على بعد مبانٍ عدة من البناية التي يقطن فيها، ليكون الطالب الـ10 من مدرسة روزفلت الثانوية والطالب رقم 26 من طلبة المدارس الحكومية في شيكاغو، الذي يذهب ضحية للعنف ، على الرغم من تحذير زوج امه « دينيس كون » ونصيحته له بعدم مغادرة المنزل،وقال كون « كان يحاول اتخاذ الممر الصحيح وكان يصرخ وجسده يرتجف وقتل في حالة من الهرج والمرج، لقد كانت فوضى ولا أفهم ما حدث ولماذا فمازال صغيراً»، وفي 22 فبراير الماضي قتل الطالب «كيندريك بيتس »-1 عاماً، والطالب «رحيم واشنطن» 15عاماً والطالب « جوني ادواردز» 13عاماً من مدرسة بوين الثانوية والخريج السابق منها «كارنل بيتس» 18 عاماً شقيق كيندريك بالتبني، وقالت يللا بيتس أم كيندريك وكارنل بالتبني «إن العنف يتزايد في شيكاغو وأريده ان يتوقف وكل اب وأم يريد ذلك، ونريد لهذا الخوف المستمر ان ينتهي»، بينما قالت «باولا أوبيبي » - 42 عاماً التي كانت تسكن بجوار ثلاث من الضحايا «أنا خائفة كغيري ولابد للمسؤولين من بذل المزيد من الجهود لتفكيك عصابات العنف والجريمة، وأن يعمل اولياء الامور بحزم اكبر لمنع أبنائهم المراهقين من الانضمام الى تلك العصابات». بحسب فرانس برس.
وخلال الأيام الثلاثة التي تلت قتل الطالب افيلا انخرط مسؤولو مجلس المدينة ومكتب العمدة وممثلو الشرطة في سلسلة اجتماعات شارك في بعضها عدد من اولياء الأمور، للتداول في كيفية احتواء الخطر الناجم عن تزايد اعمال العنف، وقال كبير المسؤولين التنفيذيين عن المدارس الحكومية في شيكاغو رون هوبرمان إن الأمر يتطلب مزيداً من التنسيق وتعاوناً اوثق بين مختلف الجهات المعنية، وهي الأسرة والمدرسة والشرطة ورجال الدين لنشر الوعي ومحاصرة عصابات الجريمة وتفكيكها، من جانبه، قال نائب قائد الشرطة في شيكاغو نيك روتي إنه يتفق مع الرأي القائل إن مشكلة العنف بين المراهقين والشبان الصغار معقدة وترتبط بعناصر عديدة مثل طبيعة الحياة المنزلية والمجتمع المحلي وإغراءات العصابات لاجتذابهم للهو واللعب، وقال إن الشرطة تعمل مع مسؤولي المدارس لتشكيل مجموعات استخبارات من الطلبة لاختراق عصابات العنف والحيلولة بشكل استباقي من دون وقوع أعمال العنف، ومن بين الاقتراحات المتداولة بين المسؤولين لمواجهة ظـاهرة العنف المتزايد بين طلبة المدارس في شيكاغو تعزيز قوة الأمن المكلفة بمراقبة حظر التجول المفروض يومياً في ساعة متأخرة من الليل، ونشر عناصر شرطة واستخبارات متنكرين في الحافلات المكلفة بنقل الطلاب من منازلهم الى المدارس وبالعكس، إضافة الى زيادة الدوريات الأمنية في المدينة.
تحفز الأطفال على التنمر
على صعيد أخر وعلى الرغم من أن الأميركيين غالبا ما يغضون الطرف عن «التحفز» بوصفه واحدا من طقوس الطفولة، فإن ظاهرة التنمر bullying في المدارس قد أضحت مسألة يعترف بأنها شكل من أشكال العدوانية، التي قد تؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى ـ لكلا الجانبين: الضحية والمعتدي، واستجابة لهذه المسألة فقد أعادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP النظر في وثائقها الموضوعة حول عنف الشباب، بحيث شملت ولأول مرة، معلومات عن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التعامل معه، وقد أجريت أغلب الأبحاث على التنمر في استراليا، وفي أوروبا أيضا التي تراوحت فيها معدلات أعمال التنمر المتكررة بين نسبة 2 في المائة بين الشباب في أيرلندا إلى 19 في المائة في مالطة، وأفادت دراسة مثلت فيها مختلف الفئات في الولايات المتحدة أجريت على 15 ألفا و686 من الطلاب الدارسين في صفوف السنوات من 6 إلى 10، بأن 9 في المائة منهم قاموا بأعمال التنمر ضد الطلاب الآخرين مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بينما وقع 8 في المائة من الطلاب ضحايا لأعمال التنمر المتكررة، وكان معدل حمل السلاح من قبل ضحايا التنمر الأسبوعي أعلى بـ1.5 مرة مقارنة بالطلاب الآخرين، في حين زاد معدل حمل السلاح إلى 2.6 مرة لدى القائمين بأعمال التنمر أنفسهم.
إذ أن ضحايا التنمر والأشخاص الذين يمارسونه، والمتفرجون الذين يشاهدون التفاعل بين الجانبين، يعانون من هذه الظاهرة، ولكن بشكل يختلف من فئة لأخرى، الضحايا: الأطفال والمراهقون من ضحايا التنمر يعانون من شكل متدنٍ من أشكال البؤس الذي يوصف عادة في الأدبيات العلمية بأنه «تكيف نفسي سيئ، ولا يزال من غير الواضح في ما إذا كان هذا يحدث بسبب أنهم ضعفاء أو مهددون أكثر من غيرهم منذ البداية، أو نتيجة تعرضهم لأعمال التنمر، أو بسبب توليفة من هاتين الحالتين، وغالبا ما يشار إلى هؤلاء بوصفهم «مختلفين»، فمن الصعب عليهم إقامة صداقات، وهم يميلون إلى الوحدة والانعزال، ويعانون نفسيا واجتماعيا .. وبالنتيجة فإنهم قد يتغيبون عن حصص دروسهم ويتحاشون المدرسة، أو يتناولون المخدرات أو المشروبات الكحولية بهدف تخدير مشاعرهم، وضحايا التنمر المزمن هم أيضا عرضة لخطر حدوث مشاكل بعيدة المدى، فهم وفي الغالب، يتعرضون في أوقات لاحقة إلى الكآبة أو يفكرون في الانتحار، وقد وجدت دراسة مستقبلية أجريت في إنجلترا استندت إلى معطيات صحية ومقابلات سنوية مع 6437 طفلا، أن الأطفال بين أعمار 8 و10 سنوات الذين تعرضوا بشكل متكرر لأعمال التنمر، كانوا يمرون بأعراض الذهان العصبي خلال فترة مراهقتهم أكثر بمرتين من الآخرين.
التنمر المدرسي يطيح بهيبة الأستاذ
في حين شهدت المدرسة الجزائرية في السنوات الأخيرة تصاعدا في ظاهرة التنمر المدرسي، ولكن ليس تنمر الطالب على الطالب وإنما تنمر الطالب على الأستاذ، من خلال تسجيل عدد كبير من الاعتداءات على الأساتذة في مختلف أنحاء البلاد، ودقت العديد من الجهات ناقوس الخطر لاحتواء الظاهرة قبل خروجها عن السيطرة، وأمام توسع ظاهرة التنمر المدرسي ضد الأساتذة، والتي سادت حتى المدارس الابتدائية، أطلقت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مبادرة وطنية لجمع أكبر عدد من التوقيعات، في شكل عريضة احتجاج وطنية، للضغط على وزارة التربية لحملها على إصدار قانون لحماية المعلم والأستاذ داخل المؤسسة التربوية من جميع أشكال العنف التي أصبح عُرضة لها. وأكد الأستاذ محمد أوس، عضو المكتب الوطني للنقابة، بأن النقابة كلفت جميع مكاتبها في البلاد من أجل الشروع في جمع توقيعات مستخدمي القطاع في شكل عريضة اسمية، سيتم استعمالها لمطالبة الجهات المسئولة بتحصين الأستاذ من الاعتداءات الجسدية التي باتت تستهدفه، حيث "نطمح إلى جمع أكثر من مائة ألف توقيع على أقل تقدير للمطالبة بسن قانون خاص، ينتهي بفرض الحماية اللازمة لطاقم المُدرسين أثناء التدريس.
ويقول أستاذ الفلسفة محمود أوبعيش إن كل الأرقام تؤكد بأن الأستاذ هو "الضحية" في هذا الموضوع وغالبا ما "يدفع ثمن" قرارات الإدارة ومجالس الأقسام الصادرة في حق التلميذ التي تكون في أغلبها رمزية لا تتعدى التوبيخ البسيط والملاحظة الشفهية، وأقصاها النقل إلى مؤسسة أخرى. غير أن أن هذا يؤدي ببعض التلاميذ إلى التفكير في "الانتقام" سواء داخل المؤسسة أو خارجها، كل هذا في ظل استمرار غياب أطر حماية الأستاذ بكل أشكالها، وخاصة الزميلات اللواتي لا حول ولا قوة لهن داخل المؤسسة وخارجها، وهن أكثر تعرضا للعنف الجسدي واللفظي من الأساتذة الرجال، ويعكس عدد شكاويهن في أقسام الشرطة والمحاكم دليلا على ذلك، وبالرغم من صعوبة تحديد الطرف المسئول عن تنامي ظاهرة العنف، إلا أن المختصين يرون في الاكتظاظ وافتقاد الأساتذة للتكوين الخاص في علم النفس التربوي، وغياب أطر قانونية واضحة تحدد مسؤوليات كل طرف وضمانات حمايته، بالإضافة إلى إهمال الأسرة لمهمة التربية، إذ لم تعد تؤدي دورها في متابعة الأبناء داخل البيت وخارجه، وخضوع الأبناء لتأثيرات خارجية بعيدة عن منظومة القيم التي ينتمون لها، وغلبة الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع على القيم التربوية والتعليمية عوامل تراكمية عبر السنوات تدفع الآن بقوة أكبر بالعنف في الوسط المدرسي، ويؤكد الأستاذ علي شبيطة الباحث في علم الاجتماع التربوي في هذا الإطار أن 40% من التلاميذ في الجزائر يتميزون بسلوك عدواني يدفعهم إلى ممارسة العنف بمختلف أشكاله، ويقول لدويتشه فيله إن "العنف المدرسي ظاهرة عالمية، وهي مستفحلة في كل المجتمعات، وهو ما يعني أنها ليست خاصية جزائرية، لكن ما يميزها عندنا هو سرعة تناميها"، وعن الأسباب التي أدت إلى انتشارها، فترجع إلى وجود عدة عوامل، من أهمها "خصوصية مرحلة المراهقة التي يمر بها التلميذ، والتي يتميز فيها الفرد بطاقة مرتفعة يقوم بتفريغها في شكل سلوكيات عنيفة، بالإضافة إلى سنوات العنف في الجزائر التي أثرت سلبا على نفسية جيل بأكمله، علاوة على تأثير المحيط الخارجي، وأقصد بذلك وسائل الإعلام سواء التلفزيون أو الإنترنت، والأسرة العاجزة حاليا عن أداء دورها التربوي، ويضاف لهذه العوامل جميعها تنصل الوزارة الوصية عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة الظاهرة واحتواءها.
كيف يمكن التصدي ؟
من جانب أخر تشير الدراسات إلى تفاقم ظاهرة العنف بين الشباب في كل أنحاء أوروبا خلال العقدين الأخيرين. ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة قامت مدرسة ألمانية بإلحاق تلاميذها بدورات لتعليمهم كيفية التصرف في حال تعرضهم للعنف اللفظي أو الجسدي، حيث أنهى تلاميذ الصف السادس درس السباحة وتزاحموا على الخروج من المكان. في هذه الأثناء يراقب المدرس نوربرت كيهماير التلاميذ بعينه الساهرة للتأكد من سير الأمور بسلام، فالعنف المدرسي أصبح ظاهرة منتشرة في ألمانيا وأوروبا. التلميذ فيليب والبالغ من العمر 11 عاماً شاهد ذات مرة تعرض أحد التلاميذ للمضايقات وللضرب أيضاً، حيث يقول: "شكل التلاميذ دائرة وأخذوا يهللون ويصيحون وهم يشاهدون تعرض الولد للضرب". ويقول فيليب إن أول ما طرأ على باله وقتها هو الهروب من المكان تجنباً للتعرض للضرب ولكنه تمنى في الوقت ذاته مساعدة الضحية. ورغم وجود العديد من التلاميذ المنحدرين من عائلات ذات مشاكل اجتماعية، فإن مدرسة نويس دورف لم تشهد حالات عنف خطيرة، ولكن كيف يمكن مساعدة ضحايا العنف في المدارس وهناك شعور دائم بالخوف لدى التلاميذ؟ فالعنف المدرسي له أشكال متعددة كالضرب والتهكم والسب. كما أن العنف قد يأخذ أشكالاً أخرى كالتجاهل والذي يسبب أيضاً الشعور بالألم، وعادة ما يتعرض الشخص للعنف عندما يكون بمفرده، بينما يكون الجناة عادة مجموعة، أما الشهود فلا يقومون بشيء أكثر من التفرج. بحسب وكالة الإنباء الألمانية.
ولهذا السب قامت مدرسة نويس نورف بإلحاق 200 تلميذ بدورة تعليمية تسمى "تعلُم خالي من العنف" لتدريبهم على مواجهة العنف ولخلق مناخ جيد في المدرسة، يساعد التلاميذ على التعلم. ويرى المدرس نوربرت كيهماير أن مجرد تجاهل الإهانات ليس بالأمر الكافي وأن هناك أمور أخرى، يتعين على التلاميذ تعلمها لمواجهة هذه الظاهرة. "لا بد من فعل المزيد، لغة الجسد تلعب دوراً مهماً وهذا ما علمناه لأطفالنا.
إذ يعرف التنمر في المدارس بأنه استقواء طالب أو مجموعة من الطلاب على زميل لهم في الصف أو المدرسة، مضايقته جسدياً أو معنوياً، ويرجع علماء النفس التربوي سلوك التنمر عند الطفل لعدد من الأسباب منها: رغبة الطفل في لفت الانتباه إليه، أو عدم شعوره بالأمان. أو كوسيلة للتعبير عن مشاعر الغيرة أو للتنفيس عن الإحباط الذي يعيشه نتيجة ظرف ما، ويسهم الأهل أيضا في هذه الظاهرة، من خلال تشجيع طفلهم على ضرب من يضربه، أو من خلال استخدامهم الضرب كوسيلة عقابية له، كذلك ... مشاهدة الكثير من أفلام العنف تؤدي أيضا إلى الأفعال العدوانية، إضافة إلى تساهل إدارة المدرسة في اتخاذ الإجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين و المتنمرين.
إذ تظهر على الطفل الضحية بعض العلامات التي تؤشر إلى معاناته، وغالبا ما نراه يشكو ويتذمر من المدرسة، وقد يدعي المرض لعدم الذهاب إلى صفه. وقد يعود إلى المنزل وثيابه أو كتبه ممزقة، و أحيانا قد تكون هناك كدمات على وجهه أو جسمه، قد يصبح متقلب الرأي وسيئ المزاج، ويمكن أن يصاب بالأرق والقلق، أو يصبح عنيفا مع إخوته، أو أنه ينعزل ويرفض القيام بأي نشاط، حتى إن أداءه الأكاديمي يتراجع، ومن علامات تعرض الطفل للتنمر أيضاً فقدان أشيائه باستمرار، أو مطالبة أهله بمزيد من المال ليدفعها ربما إلى المتنمر الذي يطالبه بها، تفاديا لتعرضه للضرب، فيما أكد تربويون أن الأسرة والمدرسة والإعلام وراء انتشار ظاهرة الشغب والعنف بين طلاب المدارس المتمثلة بالتنمر، مطالبين في الوقت نفسه بتشريعات جديدة مشددة تحكم سلوك الطلبة داخل المدارس، لا تخضع لأية استثناءات من قبل الإدارات المدرسية، لتقليص هذه الظاهرة. ناهيك عن دور الأسرة في تنشئة الطفل وتصحيح مسار سلوكه من خلال التوجيه والمتابعة المنظمة وبأساليب تنمي شخصية الطفل تنمية سليمة، لذا يحتم على الأهل مراقبة أطفالهم عن كثب لحمايتهم ومساعدتهم على تخطي مشكلتهم.
أوباما يتصدى لظاهرة التنمر
فقد يظهر الرئيس الامريكي باراك أوباما في فيلم وثائقي لشبكة (كارتون نتورك) Cartoon Network التلفزيونية يهدف الى تشجيع أطفال المدارس الذين يتعرضون للترهيب من زملاء لهم على المجاهرة بشكواهم ويقول انه كأب لفتاتين يشعر بقلق بالغ بشان هذا الأمر.
وفي مقدمة للفيلم الذي تبلغ مدته 30 دقيقة يناشد الرئيس الأمريكي التلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين التصدي لظاهرة التنمر، وقال أوباما الذي استضاف أول مؤتمر في البيت الأبيض بشان التنمر العام الماضي "انه خطأ .. انه مدمر ويمكننا جميعا منعه، وشدد على انه لا يتحدث بصفته رئيسا لأمريكا فقط بل أيضا كأب. وقال "هناك الكثير الذي يجب علينا عمله. كل منا عليه اتخاذ فعل ما بشان التنمر، ويمزج الفيلم الوثائقي -الذي من المقرر عرضه محليا يوم الاحد- بين قصص لاطفال تعرضوا للترهيب على يد زملائهم وبعض النصائح من أولئك الذين تخلصوا من هذه المحنة. ويتضمن مقابلات مع مشاهير ورياضيين وناجين يحثون الضحايا ومن يشاهدون هذه الأمور على التحدث وفضح الامر. بحسب رويترز.
وقال ستوارت سنيدر رئيس ومدير تشغيل (كارتون نتورك) ان الفيلم موجه الى تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية الذين تتراوح اعمارهم بين ثماني سنوات الى 13 سنة، وتظهر في الفيلم أيضا الفتاة الاي بولاك (14 عاما) التي قاومت التنمر من خلال تسجيل مصور بدون صوت مدته ثلاث دقائق بثته على موقع يوتيوب، وصنعت بولاك الفيلم الذي حمل عنوان "الكلمات تؤلم" Words DO Hurt بعد ان تعرضت للترهيب على يد صبي لمدة عامين. وشاهد ذلك الصبي التسجيل المصور وقدم اعتذارا، وفيما بعد اصبح هو الذي يدافع عن الفتاة عندما حاول صبي اخر مضايقتها.
جون كي بالصدمة
في سياق متصل أصاب مقطع تسجيل مصور فيديو يظهر فتاة “15 سنة” تتعرض لضرب وحشي حتى فقدت وعيها على يد إحدى زميلاتها في الفصل الدراسي، رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي بالصدمة، ما دفعه إلى إعطاء أوامر بمراجعة المدارس في أنحاء البلاد لسياساتها للتعامل مع ظاهرة التنمر، وقال كي للصحفيين بعد مناقشة الفيديو الذي صورته طالبة أخرى على هاتف محمول وبث في وقت الذروة على التلفزيون، في اجتماع للحكومة إنه “يشعر بالقلق إزاء الصغار الذين يذهبون للمدارس ويتعرضون للترويع من قبل آخرين”. وأضاف كي أن “هذا سلوك وحشي يحتاج إلى وقفة ونرغب في إرسال رسالة قوية بشأنه”، مطالباً بإجراء “حوار وطني” بشأن كيفية مواجهة هذه الظاهرة، وقالت القناة الثالثة “تي في3” إنها لن تعرض الفيلم الذي يصور الهجوم على الطالبة روبين دي جونج، وهي طالبة في مدرسة “وانجانوي جيلرز كوليدج” للفتيات، كما ذكرت صحيفة “نيوزيلندا هيرالد” أنها “لن تبث الفيديو على موقعها الإلكتروني بسبب العنف المفرط الذي يظهره”. وذكرت الصحيفة أن الضحية ركلت مرتين في الرأس ولكمت 24 مرة وطرحت أرضاً وسحق رأسها وركلت في ظهرها. وسقطت مغشياً عليها وسالت دماء من أذنها، ونقلت لتلقي العلاج في المستشفى، وقالت الصحيفة إنها تلقت 19 ألف إجابة على استطلاع للرأي غير علمي نشر على موقعها الإلكتروني. بحسب وكالة الانباء الالمانية.
ويوجه سؤالاً بشأن السبيل الأمثل الذي يمكن لضحية أن تتعامل به مع حالة تنمر في المدرسة وهو رقم يمثل ضعف عدد الردود عادة، وقال أكثر من 55% إنه يتعين على الضحية أن ترد الاعتداء عليها، وهي نتيجة أفزعت أستاذ الطب النفسي في جامعة أوكلاند إيان لامبي، والذي قال إنها تعكس المجتمع البدائي في نيوزيلندا الذي يفضل اتباع سياسة العين بالعين. بينما ذكر أقل من 44% أنه سيكون من الأفضل بالنسبة للضحايا أن يخبروا آباءهم أو معلميهم، ويقول ديان ليفي، المعالج الأسري، إن هذا يعكس ثقافة “لا تروي قصصاً”، حيث يتم التكتم على المعلومات. وهذا يحمي المتنمر ويزيد بصورة أكبر من وقوع مزيد من الظلم على الضحايا. وقالت دي جونج إنها تعتقد أنها تعرضت للاعتداء؛ لأنها قالت للمعلمين إن الفتاة التي هاجمتها حذرتها من أن شخصاً ما سيطعنها بسكين. وقال مدير المدرسة للصحيفة إن الشرطة وجهت اتهامات للفتاة المهاجمة وطردت من المدرسة، مضيفاً أن “هذا هو أقوى فعل يمكن اتخاذه.
المدارس اليابانية
من جهتها قالت وزارة التعليم اليابانية إن حالات العنف من جانب طلاب المدارس وصلت الى مستوى قياسي في العام الماضي، مع ميل طلاب المدارس الابتدائية الى استخدام العنف على نحو متزايد، وقفز عدد حالات العنف بنسبة 18% الى 53 ألفاً تقريباً، ويربطها بعض الخبراء بتزايد الضغط بين الاطفال من اجل التفوق في دراستهم وكذلك للانضمام في عدد من الانشطة خارج المنهج الدراسي، وقال مسؤول بوزارة التعليم «إن الاطفال لا يسيطرون على انفعالاتهم وإن هناك تراجعاً في قيمهم الاخلاقية وكذلك تراجعاً في قدراتهم على الاتصال جيداً»، وقفز عدد حالات العنف التي تتضمن اطفال المدارس الابتدائية سواء بالمدرسة او في مكان اخر بنسبة 37% لتبلغ 5214 حالة في هذا العام، لكن شهدت هذه المدارس حالات اقل من التنمر من جانب الطلاب التي تحصيها الوزارة بشكل منفصل، والتنمر في المدارس الذي يتراوح من السخرية الى الضرب والاهمال ومنع القبول في مجموعات طلابية الى الركل مازالت مشكلة منذ وقت طويل في اليابان. بحسب رويترز.
ترك المدرسة
الى ذلك أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن أداء مواليد شهر أغسطس هو الأسوأ في الامتحانات، ما يجعلهم أكثر ميلاً إلى ترك مقاعد الدراسة في الـ16 من العمر، كما أنهم أكثر عرضة للوقوع ضحية التنمر في المدرسة الابتدائية، والنتيجة لجوؤهم في سن المراهقة إلى التدخين والجنوح. وأفادت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية بأن احتمال حصول الذكور الذين يولدون في أغسطس على علامات سيئة هو 12٪ أقل من الذكور الذين يولدون في سبتمبر، في حين أن النسبة بين الإناث 9٪. كما أن مواليد أغسطس هم أكثر ميلاً بنسبة 20٪ إلى التخلي عن الدراسة وتعلم التجارة ابتداء من الـ16 من العمر، وهم 20٪ أقل ميلاً إلى الذهاب إلى جامعة جيدة. وتبين في الدراسة أن تأثير الولادة في هذا الشهر لا يقتصر على التعليم، بل هم أكثر عرضة للمعاناة من التنمر في المدرسة الابتدائية، ولديهم ثقة أقل بقدراتهم الأكاديمية. بحسب يونايتد برس.
وأشارت إلى أن النتيجة هي أنهم أكثر ميلاً إلى التدخين، وعدد قليل منهم يسيطر على حياته. وقالت كلير كراوفورد من معهد الدراسات المالية المشاركة في الدراسة أن «الأولاد يعانون لمجرد أنهم بسبب حظهم السيئ ولدوا متأخرين في السنة الدراسية. يشار إلى أن الباحثين استندوا في دراستهم إلى بيانات أكثر من ثلاثة ملايين تلميذ في مدارس حكومية.
البدناء أكثر عرضة للتنمّر
فيما اكتشف باحثون أميركيون، أن الأطفال البدناء في مرحلة التعليم الابتدائية أكثر عرضة للتعرض للتنمّر من زملائهم الأكثر نحافة بنسبة 63٪، وقالت المعدة الرئيسة للدراسة الدكتورة جولي لومنغ، من مستشفى الأطفال في جامعة ميتشيغن وزملاؤها، إن 17٪ من الأولاد الذين تراوح أعمارهم بين ست و11 سنة يعانون البدانة في الولايات المتحدة. وشملت الدراسة 821 ولداً، تم التدقيق في ما إذا تعرضوا للتنمر بناء على شهادات من الولد وأمه ومدرسه. ونشرت الدراسة على الإنترنت قبل نشرها في مجلة «طب الأطفال» في يونيو المقبل. وتبين أن الأولاد البدناء أكثر عرضة للتنمر أياً كان جنسهم وعرقهم ووضعهم الاجتماعي ومهاراتهم الاجتماعية أو إنجازاتهم الأكاديمية. بحسب يونايتد برس.
عملية تجميل لتجنب ظاهرة التنمر
على صعيد مختلف الى أي مدى تستطيعون مجاراة أطفالكم لكي لا يكونوا ضحية "التنمر"؟! الظاهرة المنتشرة خاصة في المدارس بين الطلاب. وللابتعاد عن ازعاج "المتنمرين" لطفلتها، قبلت ام امريكية ان تجري عملية جراحية تجميلية، لاذني ابنتها الكبيرتين ولتحميها من الازعاج كي لا تقل ثقتها بنفسها، انتقلت الطفلة البالغة من العمر 7 سنوات، مع امها، من منهاتن الى نيويورك، لاجراء العملية الجراحية لحل مشكلة أذنيها الكبيرتين، وذلك رغبة من الطفلة كي لا تتعرض للتنمر والسخرية من قبل زملائها في المدرسة واينما ذهبت، على شكل أذنيها، وقامت الام بالموافقة بهدف حماية ابنتها من هذه السخرية، ولتشكيل حياة افضل، وبيئة اجمل لابنتها، ولكي لا تتأثر ابنتها من هذا التنمر، ولتحافظ على تقديرها الذاتي، وشخصيتها القوية.
حرب الطلبة في شيكاغو
كما عاد تزايد العنف في مدارس شيكاغو ليفجّر من جديد جدلاً موسعاً، بين المسؤولين المحليين وأوساط الشرطة على مستوى المدينة والولاية ايضاً، حيث تعهد قادة الشرطة في شيكاغو بتكثيف الجهود ليلاً نهاراً واتخاذ تدابير ملموسة للتصدي للعنف بين طلبة المدارس وتعزيز أجواء الأمن والاستقرار والنظام داخلها وخارجها وفي الحافلات التي تقلهم من منازلهم وإليها، وفي آخر مستجدات اعمال العنف بين الطلبة فقد قتل الطالب فرانكو أفيلا - 17 عاماً - بإطلاق النار عليه مباشرة على بعد مبانٍ عدة من البناية التي يقطن فيها، ليكون الطالب الـ10 من مدرسة روزفلت الثانوية والطالب رقم 26 من طلبة المدارس الحكومية في شيكاغو، الذي يذهب ضحية للعنف ، على الرغم من تحذير زوج امه « دينيس كون » ونصيحته له بعدم مغادرة المنزل،وقال كون « كان يحاول اتخاذ الممر الصحيح وكان يصرخ وجسده يرتجف وقتل في حالة من الهرج والمرج، لقد كانت فوضى ولا أفهم ما حدث ولماذا فمازال صغيراً»، وفي 22 فبراير الماضي قتل الطالب «كيندريك بيتس »-1 عاماً، والطالب «رحيم واشنطن» 15عاماً والطالب « جوني ادواردز» 13عاماً من مدرسة بوين الثانوية والخريج السابق منها «كارنل بيتس» 18 عاماً شقيق كيندريك بالتبني، وقالت يللا بيتس أم كيندريك وكارنل بالتبني «إن العنف يتزايد في شيكاغو وأريده ان يتوقف وكل اب وأم يريد ذلك، ونريد لهذا الخوف المستمر ان ينتهي»، بينما قالت «باولا أوبيبي » - 42 عاماً التي كانت تسكن بجوار ثلاث من الضحايا «أنا خائفة كغيري ولابد للمسؤولين من بذل المزيد من الجهود لتفكيك عصابات العنف والجريمة، وأن يعمل اولياء الامور بحزم اكبر لمنع أبنائهم المراهقين من الانضمام الى تلك العصابات». بحسب فرانس برس.
وخلال الأيام الثلاثة التي تلت قتل الطالب افيلا انخرط مسؤولو مجلس المدينة ومكتب العمدة وممثلو الشرطة في سلسلة اجتماعات شارك في بعضها عدد من اولياء الأمور، للتداول في كيفية احتواء الخطر الناجم عن تزايد اعمال العنف، وقال كبير المسؤولين التنفيذيين عن المدارس الحكومية في شيكاغو رون هوبرمان إن الأمر يتطلب مزيداً من التنسيق وتعاوناً اوثق بين مختلف الجهات المعنية، وهي الأسرة والمدرسة والشرطة ورجال الدين لنشر الوعي ومحاصرة عصابات الجريمة وتفكيكها، من جانبه، قال نائب قائد الشرطة في شيكاغو نيك روتي إنه يتفق مع الرأي القائل إن مشكلة العنف بين المراهقين والشبان الصغار معقدة وترتبط بعناصر عديدة مثل طبيعة الحياة المنزلية والمجتمع المحلي وإغراءات العصابات لاجتذابهم للهو واللعب، وقال إن الشرطة تعمل مع مسؤولي المدارس لتشكيل مجموعات استخبارات من الطلبة لاختراق عصابات العنف والحيلولة بشكل استباقي من دون وقوع أعمال العنف، ومن بين الاقتراحات المتداولة بين المسؤولين لمواجهة ظـاهرة العنف المتزايد بين طلبة المدارس في شيكاغو تعزيز قوة الأمن المكلفة بمراقبة حظر التجول المفروض يومياً في ساعة متأخرة من الليل، ونشر عناصر شرطة واستخبارات متنكرين في الحافلات المكلفة بنقل الطلاب من منازلهم الى المدارس وبالعكس، إضافة الى زيادة الدوريات الأمنية في المدينة.
تحفز الأطفال على التنمر
على صعيد أخر وعلى الرغم من أن الأميركيين غالبا ما يغضون الطرف عن «التحفز» بوصفه واحدا من طقوس الطفولة، فإن ظاهرة التنمر bullying في المدارس قد أضحت مسألة يعترف بأنها شكل من أشكال العدوانية، التي قد تؤدي إلى عواقب نفسية بعيدة المدى ـ لكلا الجانبين: الضحية والمعتدي، واستجابة لهذه المسألة فقد أعادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP النظر في وثائقها الموضوعة حول عنف الشباب، بحيث شملت ولأول مرة، معلومات عن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التعامل معه، وقد أجريت أغلب الأبحاث على التنمر في استراليا، وفي أوروبا أيضا التي تراوحت فيها معدلات أعمال التنمر المتكررة بين نسبة 2 في المائة بين الشباب في أيرلندا إلى 19 في المائة في مالطة، وأفادت دراسة مثلت فيها مختلف الفئات في الولايات المتحدة أجريت على 15 ألفا و686 من الطلاب الدارسين في صفوف السنوات من 6 إلى 10، بأن 9 في المائة منهم قاموا بأعمال التنمر ضد الطلاب الآخرين مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بينما وقع 8 في المائة من الطلاب ضحايا لأعمال التنمر المتكررة، وكان معدل حمل السلاح من قبل ضحايا التنمر الأسبوعي أعلى بـ1.5 مرة مقارنة بالطلاب الآخرين، في حين زاد معدل حمل السلاح إلى 2.6 مرة لدى القائمين بأعمال التنمر أنفسهم.
إذ أن ضحايا التنمر والأشخاص الذين يمارسونه، والمتفرجون الذين يشاهدون التفاعل بين الجانبين، يعانون من هذه الظاهرة، ولكن بشكل يختلف من فئة لأخرى، الضحايا: الأطفال والمراهقون من ضحايا التنمر يعانون من شكل متدنٍ من أشكال البؤس الذي يوصف عادة في الأدبيات العلمية بأنه «تكيف نفسي سيئ، ولا يزال من غير الواضح في ما إذا كان هذا يحدث بسبب أنهم ضعفاء أو مهددون أكثر من غيرهم منذ البداية، أو نتيجة تعرضهم لأعمال التنمر، أو بسبب توليفة من هاتين الحالتين، وغالبا ما يشار إلى هؤلاء بوصفهم «مختلفين»، فمن الصعب عليهم إقامة صداقات، وهم يميلون إلى الوحدة والانعزال، ويعانون نفسيا واجتماعيا .. وبالنتيجة فإنهم قد يتغيبون عن حصص دروسهم ويتحاشون المدرسة، أو يتناولون المخدرات أو المشروبات الكحولية بهدف تخدير مشاعرهم، وضحايا التنمر المزمن هم أيضا عرضة لخطر حدوث مشاكل بعيدة المدى، فهم وفي الغالب، يتعرضون في أوقات لاحقة إلى الكآبة أو يفكرون في الانتحار، وقد وجدت دراسة مستقبلية أجريت في إنجلترا استندت إلى معطيات صحية ومقابلات سنوية مع 6437 طفلا، أن الأطفال بين أعمار 8 و10 سنوات الذين تعرضوا بشكل متكرر لأعمال التنمر، كانوا يمرون بأعراض الذهان العصبي خلال فترة مراهقتهم أكثر بمرتين من الآخرين.
التنمر المدرسي يطيح بهيبة الأستاذ
في حين شهدت المدرسة الجزائرية في السنوات الأخيرة تصاعدا في ظاهرة التنمر المدرسي، ولكن ليس تنمر الطالب على الطالب وإنما تنمر الطالب على الأستاذ، من خلال تسجيل عدد كبير من الاعتداءات على الأساتذة في مختلف أنحاء البلاد، ودقت العديد من الجهات ناقوس الخطر لاحتواء الظاهرة قبل خروجها عن السيطرة، وأمام توسع ظاهرة التنمر المدرسي ضد الأساتذة، والتي سادت حتى المدارس الابتدائية، أطلقت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مبادرة وطنية لجمع أكبر عدد من التوقيعات، في شكل عريضة احتجاج وطنية، للضغط على وزارة التربية لحملها على إصدار قانون لحماية المعلم والأستاذ داخل المؤسسة التربوية من جميع أشكال العنف التي أصبح عُرضة لها. وأكد الأستاذ محمد أوس، عضو المكتب الوطني للنقابة، بأن النقابة كلفت جميع مكاتبها في البلاد من أجل الشروع في جمع توقيعات مستخدمي القطاع في شكل عريضة اسمية، سيتم استعمالها لمطالبة الجهات المسئولة بتحصين الأستاذ من الاعتداءات الجسدية التي باتت تستهدفه، حيث "نطمح إلى جمع أكثر من مائة ألف توقيع على أقل تقدير للمطالبة بسن قانون خاص، ينتهي بفرض الحماية اللازمة لطاقم المُدرسين أثناء التدريس.
ويقول أستاذ الفلسفة محمود أوبعيش إن كل الأرقام تؤكد بأن الأستاذ هو "الضحية" في هذا الموضوع وغالبا ما "يدفع ثمن" قرارات الإدارة ومجالس الأقسام الصادرة في حق التلميذ التي تكون في أغلبها رمزية لا تتعدى التوبيخ البسيط والملاحظة الشفهية، وأقصاها النقل إلى مؤسسة أخرى. غير أن أن هذا يؤدي ببعض التلاميذ إلى التفكير في "الانتقام" سواء داخل المؤسسة أو خارجها، كل هذا في ظل استمرار غياب أطر حماية الأستاذ بكل أشكالها، وخاصة الزميلات اللواتي لا حول ولا قوة لهن داخل المؤسسة وخارجها، وهن أكثر تعرضا للعنف الجسدي واللفظي من الأساتذة الرجال، ويعكس عدد شكاويهن في أقسام الشرطة والمحاكم دليلا على ذلك، وبالرغم من صعوبة تحديد الطرف المسئول عن تنامي ظاهرة العنف، إلا أن المختصين يرون في الاكتظاظ وافتقاد الأساتذة للتكوين الخاص في علم النفس التربوي، وغياب أطر قانونية واضحة تحدد مسؤوليات كل طرف وضمانات حمايته، بالإضافة إلى إهمال الأسرة لمهمة التربية، إذ لم تعد تؤدي دورها في متابعة الأبناء داخل البيت وخارجه، وخضوع الأبناء لتأثيرات خارجية بعيدة عن منظومة القيم التي ينتمون لها، وغلبة الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع على القيم التربوية والتعليمية عوامل تراكمية عبر السنوات تدفع الآن بقوة أكبر بالعنف في الوسط المدرسي، ويؤكد الأستاذ علي شبيطة الباحث في علم الاجتماع التربوي في هذا الإطار أن 40% من التلاميذ في الجزائر يتميزون بسلوك عدواني يدفعهم إلى ممارسة العنف بمختلف أشكاله، ويقول لدويتشه فيله إن "العنف المدرسي ظاهرة عالمية، وهي مستفحلة في كل المجتمعات، وهو ما يعني أنها ليست خاصية جزائرية، لكن ما يميزها عندنا هو سرعة تناميها"، وعن الأسباب التي أدت إلى انتشارها، فترجع إلى وجود عدة عوامل، من أهمها "خصوصية مرحلة المراهقة التي يمر بها التلميذ، والتي يتميز فيها الفرد بطاقة مرتفعة يقوم بتفريغها في شكل سلوكيات عنيفة، بالإضافة إلى سنوات العنف في الجزائر التي أثرت سلبا على نفسية جيل بأكمله، علاوة على تأثير المحيط الخارجي، وأقصد بذلك وسائل الإعلام سواء التلفزيون أو الإنترنت، والأسرة العاجزة حاليا عن أداء دورها التربوي، ويضاف لهذه العوامل جميعها تنصل الوزارة الوصية عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة الظاهرة واحتواءها.
كيف يمكن التصدي ؟
من جانب أخر تشير الدراسات إلى تفاقم ظاهرة العنف بين الشباب في كل أنحاء أوروبا خلال العقدين الأخيرين. ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة قامت مدرسة ألمانية بإلحاق تلاميذها بدورات لتعليمهم كيفية التصرف في حال تعرضهم للعنف اللفظي أو الجسدي، حيث أنهى تلاميذ الصف السادس درس السباحة وتزاحموا على الخروج من المكان. في هذه الأثناء يراقب المدرس نوربرت كيهماير التلاميذ بعينه الساهرة للتأكد من سير الأمور بسلام، فالعنف المدرسي أصبح ظاهرة منتشرة في ألمانيا وأوروبا. التلميذ فيليب والبالغ من العمر 11 عاماً شاهد ذات مرة تعرض أحد التلاميذ للمضايقات وللضرب أيضاً، حيث يقول: "شكل التلاميذ دائرة وأخذوا يهللون ويصيحون وهم يشاهدون تعرض الولد للضرب". ويقول فيليب إن أول ما طرأ على باله وقتها هو الهروب من المكان تجنباً للتعرض للضرب ولكنه تمنى في الوقت ذاته مساعدة الضحية. ورغم وجود العديد من التلاميذ المنحدرين من عائلات ذات مشاكل اجتماعية، فإن مدرسة نويس دورف لم تشهد حالات عنف خطيرة، ولكن كيف يمكن مساعدة ضحايا العنف في المدارس وهناك شعور دائم بالخوف لدى التلاميذ؟ فالعنف المدرسي له أشكال متعددة كالضرب والتهكم والسب. كما أن العنف قد يأخذ أشكالاً أخرى كالتجاهل والذي يسبب أيضاً الشعور بالألم، وعادة ما يتعرض الشخص للعنف عندما يكون بمفرده، بينما يكون الجناة عادة مجموعة، أما الشهود فلا يقومون بشيء أكثر من التفرج. بحسب وكالة الإنباء الألمانية.
ولهذا السب قامت مدرسة نويس نورف بإلحاق 200 تلميذ بدورة تعليمية تسمى "تعلُم خالي من العنف" لتدريبهم على مواجهة العنف ولخلق مناخ جيد في المدرسة، يساعد التلاميذ على التعلم. ويرى المدرس نوربرت كيهماير أن مجرد تجاهل الإهانات ليس بالأمر الكافي وأن هناك أمور أخرى، يتعين على التلاميذ تعلمها لمواجهة هذه الظاهرة. "لا بد من فعل المزيد، لغة الجسد تلعب دوراً مهماً وهذا ما علمناه لأطفالنا.
رد: التنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
علاج «التنمر المدرسي» يوقف نزيف التسرب ويحقق التعليم الآمن
أفراد مؤسسة محاربة »التنمر« (Beat Bullying) في المدارس (من موقع beatbullying.org)
تاريخ النشر: الجمعة 01 أكتوبر 2010
هشام أحناش
«التنمر المدرسي» شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الذي انتشر منذ عقود في صفوف طلبة المدارس. وعرف بعض علماء الاجتماع التنمر المدرسي بأنه نوع من الإزعاج المتعمد والمضايقات الصادرة عن فرد أو جماعة، وقد يكون اعتداء بدنياً مباشراً أو تحرشاً لفظياً، أو إذاء نفسيا قد تتخذ من التآمر والتلاعب وسيلةً لها لإذلال الآخر واحتقاره أو وضع مقالب تجعل المستهدف محط سخرية الآخرين. ويُجمع علماء النفس والاجتماع على أن تعرض الطالب بشكل متكرر إلى أحد أنواع التنمر هذه يؤثر كثيراً على تحصيله العلمي، وقد يدفعه إلى ترك المدرسة أو التغيب باستمرار، وقبل ذلك على توازن شخصيته ونمو مداركه النفسية، وقد يخلق منه في بعض الأحيان شخصيةً متنمرةً تحاول بدورها اضطهاد من تصادفهم من ضعاف، ويصبح الطالب بذلك أكثر ميلاً إلى ممارسة العنف وتبني الانتقام منهجاً في التعامل.
صورت العديد من أفلام هوليوود ظاهرة التنمر المدرسي، غير أن طريقة عرضها- كما يقول التربويون- كانت في الغالب غير هادفة، بحيث تبرز المتنمر في موقع قوة وبطلاً غير قابل للردع من قبل مسؤولي المدرسة، وتصور سبب تنمره في تعرضه في مرحلة سابقة من طفولته لعنف بدني أو إذلال أبوي، معللةً بذلك سلوكه التنمري بشكل يجعل المشاهدين يتعاطفون معه، دون أن تقدم في النهاية حلولاً واقعية حقيقية لطرق حماية الضحايا الذين يتعرضون لهذا التنمر أو مساعدة المتنمرين أنفسهم على التخلي عن هذا السلوك، وهو ما يزيد الظاهرة استفحالاً.
تسرب وغياب
تشير أحدث التقديرات الى أن 8% من طلبة مدارس التعليم الأساسي والثانوي بالمناطق الحضرية يتغيبون عن مدارسهم بمعدل يوم واحد شهرياً، بسبب تعرضهم للتنمر من قبل زملائهم أو خوفهم من التعرض له وارتباط التعلم والذهاب إلى المدرسة في أذهان الضحايا إلى الاعتداء والإذلال وكل المعاني السلبية. وهو ما قد يتسبب في زيادة نسبة تسرب الطلبة. ويُدرك أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية بهذه المدارس وجود هذه الظاهرة وتأثيرها المدمر لشخصية الطالب ومسيرة تحصيله العلمي. وتشير إحصائيات حديثة الى أن نسبة التنمر في كل مدرسة ما بين متنمرين وضحايا التنمر تصل إلى 15%، وهي منتشرة في صفوف الطلاب أكثر من صفوف الطالبات. ويرى المراقبون أن أثر وقع تنمر الطالبات أخف بكثير من تنمر الطلاب، فتنمر الجنس اللطيف غالباً ما يكون أكثر نعومةً من تنمر الجنس الخشن نظراً لاقتصاره على الإيذاءات اللفظية غير المباشرة مثل إطلاق الشائعات والغيبة والنميمة.
العطف الأبوي
يعزي باحثو علم النفس التربوي سلوك التنمر إلى عدة عوامل أبرزها انحدار التلاميذ المتنمرين من أسر تتخذ من العنف والعقاب النفسي والجسدي وسيلة لحل مشكلاتها، وتسود هذه التصرفات أكثر في البيوت التي ينعدم فيها الدفء والعطف الأبوي ورعاية الأم الحانية والتعامل مع سلوك وتصرفات الأبناء بنوع من التحليل والتفهم بدل التعنيف والتجهم، فتكون ردود أفعال الأبوين في هكذا أجواء مجموعة من المشاعر السلبية التي لا تنتج بدورها غير ردود سلبية وشخصيات ناقمة متذمرة تلجأ للتنفيس من خلال تفريغ الشحنات السلبية التي تتراكم يومياً في وسط آخر: المدرسة. فلا يترددون في تقليد آبائهم والتنمر والاستئساد على كل من رأوا فيه ضعفاً أو انهزاماً.
سادية المتنمرين
إذا وجد الطالب المتنمر في المدرسة بيئة غير رادعة، فإنه يتمادى في تنمره ويصبح مع مرور الوقت أكثر عدوانية، ويغدو فخوراً بكونه كذلك، نظراً لأن هذه الصفة تحقق له ذاته التي تنتهك في البيت، وتشعره بنوع من التعويض العاطفي، وبأهميته وقدرته على لفت الانتباه، والحصول على ما يريد من خلال تنمره على من هم أضعف منه بالتهديد والوعيد أحياناً، والإذلال والاستقواء بمجموعته أحياناً أخرى. ولا يكون مصدر التنمر دائماً نابعاً من أبناء يتبنى آباؤهم العنف منهجاً في التربية، بل إن بعض التلاميذ والطلبة قد تصيبهم عدوى التنمر من آخرين فيلجأون إلى هذا السلوك للتسلية بعد أن يجدوا لذة في الاستمتاع في استفزاز وإذلال من قد يتصف بالخجل أو الضعف أو عدم القدرة على الدفاع عن نفسه، أو لاستباق هجمات الآخرين ولتحصين أنفسهم من أي مظاهر عنف، فتترسخ فيهم هذه الصفة مع مرور الوقت وتصير جزءاً من شخصياتهم.
معالجة المسببات
تركز أغلب مقاربات معالجة ظاهرة التنمر المدرسي للأسف على سلوك التنمر بحد ذاته وليس على مسبباته. كما أن هذا الموضوع لا يحظى بقدره الكافي من النقاش والتشخيص من أجل إيجاد الحلول الناجعة. وحتى إن حرصت بعض المدارس على توفير مرشدين تربويين ومستشارين نفسيين، فإن برامج التدخل والعلاج التي تقدمها تكون ضيقة الأفق، بحيث تضع أصابعها على تطوير مهارات الضحايا المفترضين وتمكينهم من الرد على هجمات المتنمرين وإيذاءاتهم، دون أن تقدم مقاربات شاملة لمنع حدوث هذه السلوكيات أو تتيح لها التدخل في الوقت المناسب. ولا شك أن تعرف المسؤولين على مختلف أشكال التنمر المدرسي يساعدهم على تحديد أنسب طرق التدخل لعلاج المشكلة. كما أن التعرف على أسباب هذه السلوكيات يساعد على وضع النقاش حول المهارات الاجتماعية في السياق الصحيح.
عصابة مدرسية
تصدر العديد من أشكال التنمر المدرسي من مجموعات طلابية تكون شبيهة بـ»عصابة» يهاجم أفرادها كل من يختلف معهم أو لا يدور في فلكهم، وغالبية أفراد هذه المجموعات يحتمي بمجموعته وقائدها ولا يتجرأ على ممارسة تنمره بمعزل عن باقي أفراد مجموعته، علماً بأنه تكون لديهم مهارات اجتماعية أخرى بناءة قد يسخرونها في الأمور الإيجابية. ولذلك ينبغي التركيز على مجموعات التنمر المتفرعة بدل التركيز على أفراد بأعينهم. وهذا الأمر يقتضي طبعاً تنفيذ برامج علاقات إنسانية تشمل وضع استراتيجيات لتدريب الضحايا وجميع الطلبة على طرق التصدي لشتى أنواع التنمر المدرسي ومواجهتها، والتبليغ عنها عند العجز عن صدها بالطرق السلمية الحسنة، وعدم الخوف من تهديدات المتنمرين، وتدريب المدرسين والإداريين على أنجع الأساليب التربوية للتعامل مع الطلبة ذوي النزعات العدوانية بشكل عام ووسائل ترويضهم ودمجهم في وسط طلابي آمن.
أكباش فداء
يشير تشخيص هذه الظاهرة أيضاً إلى ضرورة الانتباه إلى الثقافة السائدة في الوسط المدرسي والعمل على ترسيخ مفهوم الوئام والتفاهم والاحترام المتبادل في حال غياب سلوكات تعزز هذه القيم. من جانب آخر، يقول تربويون، إن التدخل لعلاج هذه المشكلة لا ينبغي أن يكون عقابياً محضاً، وإنما يقتضي تعبئةً جماعيةً للمدرسين والطلبة والإدارة العليا للمدرسة على حد سواء بقصد مراعاة المصلحة الجماعية للطلبة وإشراك الجميع في ترسيخ بيئة اجتماعية صحية في المدرسة وتقوية لحمة العلاقات الاجتماعية بين الطلبة، والتقليل قدر الإمكان من اتباع طرق العقاب الجماعي الذي قد يذهب ضحيته أكباش فداء، فيضيع بذلك مستقبلهم ويكون النظام التربوي والمجتمع هما أكبر الخاسرين.
تعويض عن فشل
يمارس بعض الطلبة أفعالاً عدائية محاولةً منهم لتعويض فشلهم الدراسي وقلة كفاءتهم، ويعبر هذا النوع من الطلبة على مدى إحباطهم واستيائهم وتذمرهم من النظام التربوي بشكل عام من خلال استهداف شخص ما تكون له قابلية للاستهداف والاختراق أكثر منهم. ويفتقر هذا الصنف من الطلبة إلى المهارات الاجتماعية الضرورية، وهم يعبرون عن معاناتهم من هذا الفقر السلوكي المضاف إلى فشلهم الدراسي عن طريق التنمر على من هو أضعف منهم. ولذلك يُنصح المسؤولون التربويون بتفهم دوافع كل فئة على حدة وعلاج مصدر تذمر كل فرد والسبب الرئيسي الذي يدفع الطالب إلى ممارسة هكذا سلوكيات.
عجز الاندماج
في أحد المقالات التي نشرتها مجلة «البحوث التربوية الأميركية»، أكد الباحثان واتس وإيرفيلز أن «أكثر ردود الفعل براجماتيةً تجاه العنف المدرسي هو تحسيس الفاعلين بمسؤولياتهم الفردية على هذه الأفعال». ويضيفان أن «العنف المدرسي هو نتيجة طبيعية لعنف بنيوي يقع في إطار ظروف اجتماعية تتخذ من القمع والعنف ممارسةً يوميةً ونمط عيش». ويُرجع بعض التربويين ظاهرة التنمر المدرسي إلى افتقار بعض الطلبة إلى مهارات الاندماج الاجتماعي وعجزهم عن تكوين صداقات وعلاقات إيجابية مع زملائهم وأقرانهم، فيجدون في التنمر مخرجاً لهم من عزلتهم، بعد أن يكونوا قد فشلوا في إيجاد حلول أخرى بديلة للاندماج في الوسط المدرسي. وهذه الفئة من الطلبة يمكن علاج مشكلاتهم من خلال عقد دورات تربوية توجيهية تعرفهم بطرق الاندماج وتُكسبهم المهارات الاجتماعية التي تؤهلهم لتكوين علاقات وصداقات تخرجهم من عزلاتهم. وحسب إحصاءات أميركية لرصد العنف المدرسي، فقد بلغ عدد حوادث العنف والتنمر المدرسي في أوساط الطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و18 سنة بلغت في عام واحد (1999) مليونين ونصف المليون حادثة عنف وسرقة وشجارات نتج عنها إصابة أحد طرفي الشجار أو كليهما.
تعليم آمن
يقول باحثون إن أولوية مسؤولي المدارس والمؤسسات التعليمية في الوقت الحالي هو جعل حرم المؤسسة التعليمية آمناً للطلبة والمدرسين والإداريين وجميع الموجودين فيها. فبدون توفر بيئة تعليمية آمنة، لا يمكن للمدرسين أن ينجحوا في مهامهم التدريسية، ولا يمكن للطلبة أن ينجحوا في مشوارهم الدراسي. ورغم تعدد التحليلات حول مدى تعقد هذه الظاهرة وتركيبها، فإن الشيء الأساس والحاضر في مختلف الدراسات حول التنمر المدرسي هو أهمية التعاطي مع هذه الظاهرة من خلال مقاربة متكاملة تعمل على إشراك الآباء والأسرة والمدرسين والإداريين وشبكات الدعم الاجتماعي بالإضافة إلى الطالب المتنمر نفسه لحل المشكلة.
عن موقع «smhp.psych.ucla.edu”
تكافؤ الفرص
يقتضي التخلص من التنمر المدرسي بالطبع ضرورة ترسيخ أسس بيئة داعمة وراعية اجتماعياً في المدرسة وفي كل قاعات الدرس، علاوةً على تقديم المساعدة اللازمة للطالب على الصعيد الفردي وأسرته، وذلك حتى تضمن المؤسسات التعليمية والتربوية الحق لجميع الطلبة في الحصول على فرص متساوية من أجل النجاح والتميز وتعبيد الطريق نحو مستقبل مهني زاهر يعود على الشخص وأسرته ومجتمعه بالنفع، وهذا لن يتم إلا بنهج كل مدرسة لمقاربة علاجية منسجمة مع ثقافتها المدرسية والمحيط الاجتماعي لمنتسبيها.
أفراد مؤسسة محاربة »التنمر« (Beat Bullying) في المدارس (من موقع beatbullying.org)
تاريخ النشر: الجمعة 01 أكتوبر 2010
هشام أحناش
«التنمر المدرسي» شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الذي انتشر منذ عقود في صفوف طلبة المدارس. وعرف بعض علماء الاجتماع التنمر المدرسي بأنه نوع من الإزعاج المتعمد والمضايقات الصادرة عن فرد أو جماعة، وقد يكون اعتداء بدنياً مباشراً أو تحرشاً لفظياً، أو إذاء نفسيا قد تتخذ من التآمر والتلاعب وسيلةً لها لإذلال الآخر واحتقاره أو وضع مقالب تجعل المستهدف محط سخرية الآخرين. ويُجمع علماء النفس والاجتماع على أن تعرض الطالب بشكل متكرر إلى أحد أنواع التنمر هذه يؤثر كثيراً على تحصيله العلمي، وقد يدفعه إلى ترك المدرسة أو التغيب باستمرار، وقبل ذلك على توازن شخصيته ونمو مداركه النفسية، وقد يخلق منه في بعض الأحيان شخصيةً متنمرةً تحاول بدورها اضطهاد من تصادفهم من ضعاف، ويصبح الطالب بذلك أكثر ميلاً إلى ممارسة العنف وتبني الانتقام منهجاً في التعامل.
صورت العديد من أفلام هوليوود ظاهرة التنمر المدرسي، غير أن طريقة عرضها- كما يقول التربويون- كانت في الغالب غير هادفة، بحيث تبرز المتنمر في موقع قوة وبطلاً غير قابل للردع من قبل مسؤولي المدرسة، وتصور سبب تنمره في تعرضه في مرحلة سابقة من طفولته لعنف بدني أو إذلال أبوي، معللةً بذلك سلوكه التنمري بشكل يجعل المشاهدين يتعاطفون معه، دون أن تقدم في النهاية حلولاً واقعية حقيقية لطرق حماية الضحايا الذين يتعرضون لهذا التنمر أو مساعدة المتنمرين أنفسهم على التخلي عن هذا السلوك، وهو ما يزيد الظاهرة استفحالاً.
تسرب وغياب
تشير أحدث التقديرات الى أن 8% من طلبة مدارس التعليم الأساسي والثانوي بالمناطق الحضرية يتغيبون عن مدارسهم بمعدل يوم واحد شهرياً، بسبب تعرضهم للتنمر من قبل زملائهم أو خوفهم من التعرض له وارتباط التعلم والذهاب إلى المدرسة في أذهان الضحايا إلى الاعتداء والإذلال وكل المعاني السلبية. وهو ما قد يتسبب في زيادة نسبة تسرب الطلبة. ويُدرك أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية بهذه المدارس وجود هذه الظاهرة وتأثيرها المدمر لشخصية الطالب ومسيرة تحصيله العلمي. وتشير إحصائيات حديثة الى أن نسبة التنمر في كل مدرسة ما بين متنمرين وضحايا التنمر تصل إلى 15%، وهي منتشرة في صفوف الطلاب أكثر من صفوف الطالبات. ويرى المراقبون أن أثر وقع تنمر الطالبات أخف بكثير من تنمر الطلاب، فتنمر الجنس اللطيف غالباً ما يكون أكثر نعومةً من تنمر الجنس الخشن نظراً لاقتصاره على الإيذاءات اللفظية غير المباشرة مثل إطلاق الشائعات والغيبة والنميمة.
العطف الأبوي
يعزي باحثو علم النفس التربوي سلوك التنمر إلى عدة عوامل أبرزها انحدار التلاميذ المتنمرين من أسر تتخذ من العنف والعقاب النفسي والجسدي وسيلة لحل مشكلاتها، وتسود هذه التصرفات أكثر في البيوت التي ينعدم فيها الدفء والعطف الأبوي ورعاية الأم الحانية والتعامل مع سلوك وتصرفات الأبناء بنوع من التحليل والتفهم بدل التعنيف والتجهم، فتكون ردود أفعال الأبوين في هكذا أجواء مجموعة من المشاعر السلبية التي لا تنتج بدورها غير ردود سلبية وشخصيات ناقمة متذمرة تلجأ للتنفيس من خلال تفريغ الشحنات السلبية التي تتراكم يومياً في وسط آخر: المدرسة. فلا يترددون في تقليد آبائهم والتنمر والاستئساد على كل من رأوا فيه ضعفاً أو انهزاماً.
سادية المتنمرين
إذا وجد الطالب المتنمر في المدرسة بيئة غير رادعة، فإنه يتمادى في تنمره ويصبح مع مرور الوقت أكثر عدوانية، ويغدو فخوراً بكونه كذلك، نظراً لأن هذه الصفة تحقق له ذاته التي تنتهك في البيت، وتشعره بنوع من التعويض العاطفي، وبأهميته وقدرته على لفت الانتباه، والحصول على ما يريد من خلال تنمره على من هم أضعف منه بالتهديد والوعيد أحياناً، والإذلال والاستقواء بمجموعته أحياناً أخرى. ولا يكون مصدر التنمر دائماً نابعاً من أبناء يتبنى آباؤهم العنف منهجاً في التربية، بل إن بعض التلاميذ والطلبة قد تصيبهم عدوى التنمر من آخرين فيلجأون إلى هذا السلوك للتسلية بعد أن يجدوا لذة في الاستمتاع في استفزاز وإذلال من قد يتصف بالخجل أو الضعف أو عدم القدرة على الدفاع عن نفسه، أو لاستباق هجمات الآخرين ولتحصين أنفسهم من أي مظاهر عنف، فتترسخ فيهم هذه الصفة مع مرور الوقت وتصير جزءاً من شخصياتهم.
معالجة المسببات
تركز أغلب مقاربات معالجة ظاهرة التنمر المدرسي للأسف على سلوك التنمر بحد ذاته وليس على مسبباته. كما أن هذا الموضوع لا يحظى بقدره الكافي من النقاش والتشخيص من أجل إيجاد الحلول الناجعة. وحتى إن حرصت بعض المدارس على توفير مرشدين تربويين ومستشارين نفسيين، فإن برامج التدخل والعلاج التي تقدمها تكون ضيقة الأفق، بحيث تضع أصابعها على تطوير مهارات الضحايا المفترضين وتمكينهم من الرد على هجمات المتنمرين وإيذاءاتهم، دون أن تقدم مقاربات شاملة لمنع حدوث هذه السلوكيات أو تتيح لها التدخل في الوقت المناسب. ولا شك أن تعرف المسؤولين على مختلف أشكال التنمر المدرسي يساعدهم على تحديد أنسب طرق التدخل لعلاج المشكلة. كما أن التعرف على أسباب هذه السلوكيات يساعد على وضع النقاش حول المهارات الاجتماعية في السياق الصحيح.
عصابة مدرسية
تصدر العديد من أشكال التنمر المدرسي من مجموعات طلابية تكون شبيهة بـ»عصابة» يهاجم أفرادها كل من يختلف معهم أو لا يدور في فلكهم، وغالبية أفراد هذه المجموعات يحتمي بمجموعته وقائدها ولا يتجرأ على ممارسة تنمره بمعزل عن باقي أفراد مجموعته، علماً بأنه تكون لديهم مهارات اجتماعية أخرى بناءة قد يسخرونها في الأمور الإيجابية. ولذلك ينبغي التركيز على مجموعات التنمر المتفرعة بدل التركيز على أفراد بأعينهم. وهذا الأمر يقتضي طبعاً تنفيذ برامج علاقات إنسانية تشمل وضع استراتيجيات لتدريب الضحايا وجميع الطلبة على طرق التصدي لشتى أنواع التنمر المدرسي ومواجهتها، والتبليغ عنها عند العجز عن صدها بالطرق السلمية الحسنة، وعدم الخوف من تهديدات المتنمرين، وتدريب المدرسين والإداريين على أنجع الأساليب التربوية للتعامل مع الطلبة ذوي النزعات العدوانية بشكل عام ووسائل ترويضهم ودمجهم في وسط طلابي آمن.
أكباش فداء
يشير تشخيص هذه الظاهرة أيضاً إلى ضرورة الانتباه إلى الثقافة السائدة في الوسط المدرسي والعمل على ترسيخ مفهوم الوئام والتفاهم والاحترام المتبادل في حال غياب سلوكات تعزز هذه القيم. من جانب آخر، يقول تربويون، إن التدخل لعلاج هذه المشكلة لا ينبغي أن يكون عقابياً محضاً، وإنما يقتضي تعبئةً جماعيةً للمدرسين والطلبة والإدارة العليا للمدرسة على حد سواء بقصد مراعاة المصلحة الجماعية للطلبة وإشراك الجميع في ترسيخ بيئة اجتماعية صحية في المدرسة وتقوية لحمة العلاقات الاجتماعية بين الطلبة، والتقليل قدر الإمكان من اتباع طرق العقاب الجماعي الذي قد يذهب ضحيته أكباش فداء، فيضيع بذلك مستقبلهم ويكون النظام التربوي والمجتمع هما أكبر الخاسرين.
تعويض عن فشل
يمارس بعض الطلبة أفعالاً عدائية محاولةً منهم لتعويض فشلهم الدراسي وقلة كفاءتهم، ويعبر هذا النوع من الطلبة على مدى إحباطهم واستيائهم وتذمرهم من النظام التربوي بشكل عام من خلال استهداف شخص ما تكون له قابلية للاستهداف والاختراق أكثر منهم. ويفتقر هذا الصنف من الطلبة إلى المهارات الاجتماعية الضرورية، وهم يعبرون عن معاناتهم من هذا الفقر السلوكي المضاف إلى فشلهم الدراسي عن طريق التنمر على من هو أضعف منهم. ولذلك يُنصح المسؤولون التربويون بتفهم دوافع كل فئة على حدة وعلاج مصدر تذمر كل فرد والسبب الرئيسي الذي يدفع الطالب إلى ممارسة هكذا سلوكيات.
عجز الاندماج
في أحد المقالات التي نشرتها مجلة «البحوث التربوية الأميركية»، أكد الباحثان واتس وإيرفيلز أن «أكثر ردود الفعل براجماتيةً تجاه العنف المدرسي هو تحسيس الفاعلين بمسؤولياتهم الفردية على هذه الأفعال». ويضيفان أن «العنف المدرسي هو نتيجة طبيعية لعنف بنيوي يقع في إطار ظروف اجتماعية تتخذ من القمع والعنف ممارسةً يوميةً ونمط عيش». ويُرجع بعض التربويين ظاهرة التنمر المدرسي إلى افتقار بعض الطلبة إلى مهارات الاندماج الاجتماعي وعجزهم عن تكوين صداقات وعلاقات إيجابية مع زملائهم وأقرانهم، فيجدون في التنمر مخرجاً لهم من عزلتهم، بعد أن يكونوا قد فشلوا في إيجاد حلول أخرى بديلة للاندماج في الوسط المدرسي. وهذه الفئة من الطلبة يمكن علاج مشكلاتهم من خلال عقد دورات تربوية توجيهية تعرفهم بطرق الاندماج وتُكسبهم المهارات الاجتماعية التي تؤهلهم لتكوين علاقات وصداقات تخرجهم من عزلاتهم. وحسب إحصاءات أميركية لرصد العنف المدرسي، فقد بلغ عدد حوادث العنف والتنمر المدرسي في أوساط الطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و18 سنة بلغت في عام واحد (1999) مليونين ونصف المليون حادثة عنف وسرقة وشجارات نتج عنها إصابة أحد طرفي الشجار أو كليهما.
تعليم آمن
يقول باحثون إن أولوية مسؤولي المدارس والمؤسسات التعليمية في الوقت الحالي هو جعل حرم المؤسسة التعليمية آمناً للطلبة والمدرسين والإداريين وجميع الموجودين فيها. فبدون توفر بيئة تعليمية آمنة، لا يمكن للمدرسين أن ينجحوا في مهامهم التدريسية، ولا يمكن للطلبة أن ينجحوا في مشوارهم الدراسي. ورغم تعدد التحليلات حول مدى تعقد هذه الظاهرة وتركيبها، فإن الشيء الأساس والحاضر في مختلف الدراسات حول التنمر المدرسي هو أهمية التعاطي مع هذه الظاهرة من خلال مقاربة متكاملة تعمل على إشراك الآباء والأسرة والمدرسين والإداريين وشبكات الدعم الاجتماعي بالإضافة إلى الطالب المتنمر نفسه لحل المشكلة.
عن موقع «smhp.psych.ucla.edu”
تكافؤ الفرص
يقتضي التخلص من التنمر المدرسي بالطبع ضرورة ترسيخ أسس بيئة داعمة وراعية اجتماعياً في المدرسة وفي كل قاعات الدرس، علاوةً على تقديم المساعدة اللازمة للطالب على الصعيد الفردي وأسرته، وذلك حتى تضمن المؤسسات التعليمية والتربوية الحق لجميع الطلبة في الحصول على فرص متساوية من أجل النجاح والتميز وتعبيد الطريق نحو مستقبل مهني زاهر يعود على الشخص وأسرته ومجتمعه بالنفع، وهذا لن يتم إلا بنهج كل مدرسة لمقاربة علاجية منسجمة مع ثقافتها المدرسية والمحيط الاجتماعي لمنتسبيها.
رد: التنمر أو الاستئساد وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة تربويا
المقال من الأمور الضرورية والحتمية , التي على اساسها يبنى المجتمع . ونحتاج إلى فترة أطول كي نعد أسراً بأغلبية إجتماعية , لها القدرة على تربية الأبناء بشكل صحيح ينتج مجتمعاً صالحاً بغالبية أفراده يستمرون في تداول المفاهيم الأخلاقية الحياتية .
هذا لا بد له من حكومات تفهم أن هناك شيء إسمه وطن , وأمة , وأن الحفاظ على آمنها وأمانها من الأولويات , دون النظر إلى مصالح خاصة تفيد البعض القليل على حساب الأغلبية المستمرة , فالحكومات متعاقبة ولكن الأمة مستمرة , لا تتوقف . أعجبتني فقرة الخلل التربوي وما جاء فيها ومنه إنشغال الأب والأم عن متابعة الأبناء سلوكياً وأن مقياس الأداء في مهمة التربية هو تلبية الحاجيات الأساسية من مأكل ومشرب وما شابه . وأن الأذى قد يتأتى من فرد لأسرة أخرى , وهو غالباً ما يحدث , إذاً الموضوع يتعلق بمساحة إجتماعية أكبر من محيط الأسرة بكثير . الموضوع يتعلق بمجتمع وهو ما يجب أن نحرص على بناء الأساليب الصحيحة الأخلاقية والإنسانية كي نصل بمعظم أفراده إلى الرقي المطلوب والتحضر في نواحي الحياة بشكل واسع , تكون من جملته التربية وهي الأساس . إن الحالة المادية التي تعيشها الأسر في مجتمعنا , ليست بالحد الأدنى بل دونه بكثير , حتى الذين يملكون المال ولا يملكون مقومات الحياة الصحيحة , بل يعتبر المال هنا , موازياً لقلته من حيث بعثرة التصرفات , والوقوع بالمحظورات .
عند النظر إلى مجتمع ما وليكن عربياً , نجد أن هناك فساد في أجهزة الدولة , يمنع تحقيق النظريات التي يطلقها الفاسدون والمفسدون في تلميع صورة المجتمع , على نحو نظري يكاد يقال عنه مثالي , ولكن عند التطبيق , ما من شيء محقق ابداً .
تخصص الميزانيات الضخمة لتحقيق العدالة الإجتماعية , التي تضمن (المفروض أنها تضمن) حياة الأسرة بكرامة , وتحقيق مستلزماتها دون اللجوء إلى العمل من قبل الأم والأب وضمن أكثر من عمل يحيث لا يتبقى شيء من الوقت للراحة والتعاطي مع الأسرة مع العلم أن كل هذا العمل والوقت المهدور لسد حاجيات الأسرة يبقي السرة دون المستوى المتدني من الحياة . ومن المضحك المبكي أن ما يخصص من ميزانية عامة , أنها لو وزعت على أفراد المجتمع كحصة مادية , لأمكنهم العيش في دولة راقية , لمدة تغطي المدة الزمنية التي تقدمها في الوطن . هذه الناحية إن أخذت بعين الإعتبار , لن نجد بعد فترة خمس سنوات , أسراً تعاني مشاكل مادية , ينتج عنها المشاكل الأخرى الإجتماعية التي هي في إنحدار مستمر نحو السلبية .
بالطبع تحتاج لحكومات نظيفة تفهم وتقدر الوطن والمواطن , إضافة لشعب يصر على أن يكون من الأمم المتحضرة , التي تسعى لرفع مستوى المواطن , فعلياً لا من خلال الشعارات التي تسقط بعد جفافها لتكشف العورات كما ورقة التوت التي يغطي بها عورته أي فاسد مفسد .
شعبنا لطيف , ومهذب بطبيعته ولكن إجباره على أن يعيش قلة مادية , وحرماناً قصرياً لمقدرات يملكها تراب الوطن , سيكسبه الكثير من الإنحراف نحو الهاوية , ليطير الفاسد والمفسد , بما سرقه خلال فساده , ويحط على شجرة غربية في إحدى الدول , ويغرد نابحاً أترون كم صوتي جميل , ويرش من نقوده , على من يستمع إليه ويقول رزق الهبل على المجانين .
هذا لا بد له من حكومات تفهم أن هناك شيء إسمه وطن , وأمة , وأن الحفاظ على آمنها وأمانها من الأولويات , دون النظر إلى مصالح خاصة تفيد البعض القليل على حساب الأغلبية المستمرة , فالحكومات متعاقبة ولكن الأمة مستمرة , لا تتوقف . أعجبتني فقرة الخلل التربوي وما جاء فيها ومنه إنشغال الأب والأم عن متابعة الأبناء سلوكياً وأن مقياس الأداء في مهمة التربية هو تلبية الحاجيات الأساسية من مأكل ومشرب وما شابه . وأن الأذى قد يتأتى من فرد لأسرة أخرى , وهو غالباً ما يحدث , إذاً الموضوع يتعلق بمساحة إجتماعية أكبر من محيط الأسرة بكثير . الموضوع يتعلق بمجتمع وهو ما يجب أن نحرص على بناء الأساليب الصحيحة الأخلاقية والإنسانية كي نصل بمعظم أفراده إلى الرقي المطلوب والتحضر في نواحي الحياة بشكل واسع , تكون من جملته التربية وهي الأساس . إن الحالة المادية التي تعيشها الأسر في مجتمعنا , ليست بالحد الأدنى بل دونه بكثير , حتى الذين يملكون المال ولا يملكون مقومات الحياة الصحيحة , بل يعتبر المال هنا , موازياً لقلته من حيث بعثرة التصرفات , والوقوع بالمحظورات .
عند النظر إلى مجتمع ما وليكن عربياً , نجد أن هناك فساد في أجهزة الدولة , يمنع تحقيق النظريات التي يطلقها الفاسدون والمفسدون في تلميع صورة المجتمع , على نحو نظري يكاد يقال عنه مثالي , ولكن عند التطبيق , ما من شيء محقق ابداً .
تخصص الميزانيات الضخمة لتحقيق العدالة الإجتماعية , التي تضمن (المفروض أنها تضمن) حياة الأسرة بكرامة , وتحقيق مستلزماتها دون اللجوء إلى العمل من قبل الأم والأب وضمن أكثر من عمل يحيث لا يتبقى شيء من الوقت للراحة والتعاطي مع الأسرة مع العلم أن كل هذا العمل والوقت المهدور لسد حاجيات الأسرة يبقي السرة دون المستوى المتدني من الحياة . ومن المضحك المبكي أن ما يخصص من ميزانية عامة , أنها لو وزعت على أفراد المجتمع كحصة مادية , لأمكنهم العيش في دولة راقية , لمدة تغطي المدة الزمنية التي تقدمها في الوطن . هذه الناحية إن أخذت بعين الإعتبار , لن نجد بعد فترة خمس سنوات , أسراً تعاني مشاكل مادية , ينتج عنها المشاكل الأخرى الإجتماعية التي هي في إنحدار مستمر نحو السلبية .
بالطبع تحتاج لحكومات نظيفة تفهم وتقدر الوطن والمواطن , إضافة لشعب يصر على أن يكون من الأمم المتحضرة , التي تسعى لرفع مستوى المواطن , فعلياً لا من خلال الشعارات التي تسقط بعد جفافها لتكشف العورات كما ورقة التوت التي يغطي بها عورته أي فاسد مفسد .
شعبنا لطيف , ومهذب بطبيعته ولكن إجباره على أن يعيش قلة مادية , وحرماناً قصرياً لمقدرات يملكها تراب الوطن , سيكسبه الكثير من الإنحراف نحو الهاوية , ليطير الفاسد والمفسد , بما سرقه خلال فساده , ويحط على شجرة غربية في إحدى الدول , ويغرد نابحاً أترون كم صوتي جميل , ويرش من نقوده , على من يستمع إليه ويقول رزق الهبل على المجانين .
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
مواضيع مماثلة
» انواع الازواج وكيفية التعامل معهم
» صفات البشر وكيفية التعامل معهم
» أنواع الرجال وكيفية التعامل معهم؟
» الأب النموذجي وكيفية التعامل مع ابنته المراهقة ؟
» الألفاظ النابية عند الأطفال وكيفية التعامل معها
» صفات البشر وكيفية التعامل معهم
» أنواع الرجال وكيفية التعامل معهم؟
» الأب النموذجي وكيفية التعامل مع ابنته المراهقة ؟
» الألفاظ النابية عند الأطفال وكيفية التعامل معها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin