سيدنا عمر بن الخطاب

أين أنت اليوم , كم نحتاج إليك قدوة , نوراً يضيء لنا ظلمات الحياة التي أطفأنا سراجها المبهر بكل إستهتار , طمعاً بشمعة من دهن محرم , سرعان ما ينطفأ نورها لنعيش الظلام الحرام في ايامنا , لانور , ولا نار .
الكل يعرف عمر , والكل يتحدث عن عمر , ولكن كيف تهربنا من أنه تربية مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم , وأنه أحد العشرة المبشرين بالجنة , ليتني أعلم كيف إنحرفنا عن الصراط المستقيم , كيف ؟؟؟؟
عن نفسي أعرف كيف , وأحاول جاهداً العودة والإقتراب الشاق والصعب من الصحيح , ولكنه راحة البال والحياة القويمة وسأبقى حتى آخر نفس أحاول أن أستعيد بعضاً من تصحيح المسار .
سيدنا عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق هو ثاني الخلفاء الراشدين;وكان الصحابة ينادون أبو بكر بخليفة رسول الله وبعد تولي عمر الخلافة نودي عمر بخليفة خليفة رسول الله فاتفق الصحابة على تغيير الاسم إلى أمير المؤمنين . وكان من علماء الصحابة وزهادهم . وأول من عمل بالتقويم الهجري . وفي عهده فتحت العراق ومصر وليبيا والشام وفلسطين وصارت القدس تحت ظل الدولة الإسلامية والمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين تحت حكم المسلمين وفي عهده قضى على أكبر قوتين عظميين في زمانهِ دولة الروم ودولة الفرس مع أنه القائد الزاهد الذي ينام تحت الشجرة ويطبخ للفقراء اليتامى وينفخ لهم النار حتى يصير شعر لحيته بلون رماد النار التي يطبخ عليها , ولا يغادر حتى يشبع الصغار.
وكان من عبقريّة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلُ البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، بالإمكانيّات المحليّة البسيطة التي كانت معروفة في عصره، وإنجاز مشروعه بزمن قياسي جداًّ ، حتى أصبح صالحاً لمرور السفن , ففي شتاء عام 641-642 للميلاد و بعد أخذ عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر الإذن من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام بفتح قناة مائية بين بحر القلزم و بحر الروم (أي قناة السويس في مكانها الحالي الآن) . قال القضاعي : أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص عام الرمادة بحفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط فساقه من النيل إلى بحر القلزم فلم يأت عليه الحول حتى سارت فيه السفن وحمل فيه ما أراد من الطعام إلى مكّة والمدينة فنفع الله بذلك أهل الحرمين ، وذكر الكندي أنّه حفر في سنة 32 هجريّة وفرغ منه في ستة أشهر وجرت فيه السفن ووصلت إلى الحجاز في الشهر السابع، قال ولم يزل تحمل فيه الولاة إلى أن حمل فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ثم أضاعته الولاة بعد ذلك وسفت عليه الرمال فانقطع وصار منتهاه إلى ذنب التمساح من ناحية بطحاء القلزم.
وظلت القناة تقدم خدماتها لأهل مصر حتى عهد الخليفة أبي جعفر المنصور رحمه الله ، الذي ردمها لقطع الميرة و الامدادت المصرية عن ثورة "النفس الزكية" محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الحجاز .
وأطلال هذا الخليج كانت باقية الى عهود متأخرة ، و قد عناه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي بقوله :
قـف بالخليــج فإنـه أشهى بـقاع الأرض ربعاً
رقصت له الأغصان إذ أثـنى الحمام عليه سـجعاً
متعطّف كـالأيم ذعراً حـين خـيف فضاق ذرعاً وقال أيضا:
نزلنا بمصر وهي أحسن كاعب فقيـدة مـثل زانـها كـرم البـعل
فلم أر أمضى من حسام خليجها يمـوج على إفـرندها صـدأ الطلّ
ـ وقد ذكرت بعض المصادر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه فكر في وصل البحرين الأبيض والأحمر، و لكن يبدو أن المراد قناة أخرى تُشَقُّ ما بين بحيرة التمساح وسط البرزخ بين مصر وسيناء إلى البحر المتوسط . غير أن المشروع ألغي لأسباب عسكرية حينها.
وبعقولنا النيرة اليوم , نريد أن نرمي ماضينا حتى لو كان مقدساً , أليس هذا إنفتاحاً ونحن نحب الفتح وسادة الإنفتاح , نريد التحرر من قيود الماضي , فإن إسم فرديناند آرغون هو المرتبط بقناة السويس ولا علاقة لأي عربي بهذا , إنه اسم لامع ونحن لا نحب الأسماء بلا بريق . الغرب و الغرب , فقط ونحن لا شيء معهم الحق , في كل ما يفعلونه فنحن ما ساهمنا بالحضارة على الإطلاق أليس كذلك ؟ غريب أن نتنصل من صناعة الحضارة التي يفتخر بها......... .
آن الآوان كل إنسان حتى من لم يساهم , فالنتاج الإنساني ملك لكل البشر . لنخجل ونعيد تسمية ابنائنا وبناتنا باسماء مضيئة , ونقول للرجال والنساء ممن يرفضن تسمية عائشة أو عبد الله أو فاطمة سامحكم الله تنتقون اسماء من أبطال الرسوم المتحركة وترفضون التسميات السابقة وكأنها وباء , حتى أن بعض الحالات وصلت معهم إلى حد الطلاق , بسبب إسم قديم , كما يقولون !!!!