البرنامج اليومي للمرأة المسلمة في رمضان

بعد قليل يغمرنا شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر, جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً, من تقرّب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه, ومن أدّى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه, وهو شهر الصبر, والصبر ثوابه الجنة, وشهر المواساة, وشهر يزاد فيه رزق المؤمن, من أجل هذا وغيره نضع بين يديك أختي المسلمة ذلك البرنامج اليومي لتستعيني به على تنظيم وقتك واغتنامه ، حتى لا يضيع منك شهر رمضان ، ولتخرجي منه بأكثر ثواب وأرفع الدرجات في أعلى الجنان، فإن الخاسر من دخل عليه رمضان وخرج منه ولم يفز فيه بأفضل ثواب, فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه, نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي" .
وإليك أختي المسلمة برنامجك اليومي في رمضان:
فتبدأ المسلمة بـ:
1- النية قبل طلوع الفجر، فالنية هي التي عليها مدار قبول العمل وعدمه ، ونية المرء خير من عمله، فتنوي المسلمة صيام شهر رمضان أو تنوي صيام أول يوم من شهر رمضان، وتدعو بهذا الدعاء النبوي الشريف، فعن أبى جعفر بن محمد بن علي قال : كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا استهل هلال رمضان استقبله بوجهه ثم يقول "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والعافية المجللة ودفاع الأسقام ، والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن ، اللهم سلمنا لرمضان وسلمه منا ، حتى يخرج رمضان وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا"
2- السحور لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة" وعن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "السحور كله بركة ، فلا تَدَعُوه ولو يجرع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين".
فمن فوائد السحور:
‌أ- أن الله وملائكته يصلون على المتسحرين.
‌ب- أن فيه البركة لحديث أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "تسحروا فإن في السحور بركة"
‌ج- أنه يعين على الصيام في نهار رمضان.
‌د- أنه يمنع حدوث الصداع.
‌ه- تنشيط الجهاز الهضمي.
‌و- يحافظ على مستويات السكر في الدم في فترة الصيام.
ويحصل السحور بما تيسر من الطعام , ولو على تمر لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "نعم سحور المؤمن التمر".
ومن السنة تأخير السحور لحديث أبى ذر -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار، وأخروا السحور".
ومن فوائد تأخير السحور أنه أنفع للصائم ليتقوى به على الصيام, وأيضا ليدرك به صلاة الفجر.
3- صلاة الفجر ولتردد الأذان وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو بدعاء الوسيلة, لحديث عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا لي الله الوسيلة ، فإنها منزلة ٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة".
ثم تصلي ركعتي سنة الفجر، ثم تصلي ركعتي الفجر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو يعلى في مسنده بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه و سلم : أتعجز ابن آدم أن تصلي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخر يومك ؟!
ثم تجلس في مصلاها لتقرأ الأذكار والأوراد ثم تصلي ركعتي الضحى لحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى الفجر في جماعة ، ثم قعد يذكر الله ، حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «تامة تامة تامة» أخرجه الترمذي.
ثم تكثر من "لا حول ولا قوة إلا بالله" فهي كنز من كنوز الجنة "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" فقد رَوَىَ أبو هريرة -في آخر حديث في صحيح البخاري- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" ولا تنسى المسلمة وهي تنتظر صلاة الضحى أن تقرأ شيئا من القرآن أو تسمع إن كانت لا تستطيع القراءة.
4- صلاة الظهر لا ننسى عند سماع الأذان أن نقول مثل ما يقول المؤذن وندعوا ، وتذكري أختي المسلمة السنن الرواتب قبل الظهر أربع ركعات وبعد الفريضة ركعتان، ثم استعيني بكتاب الله لقراءة جزء من القرآن، وعلمي أولادك أن يجلسوا بعد الانتهاء من كل صلاة أن يجلسوا وقتا لتلاوة جزء من كتاب الله.
5- صلاة العصر رددي الأذان ثم صلي قبل الفريضة أربع ركعات سنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن ابن عمر: "قال رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا" ولا تنسي أذكار ما بعد الصلوات ثم اذهبي راشدة لإعداد الطعام ، ولا تنسي استجماع النوايا لتعدي بعدها مائدة الطعام واستعيني على ذلك بأن تشغلي نفسك في هذا الوقت بكثرة الاستغفار وكثرة الدعاء ، فقد قال المعصوم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة : قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه".
6- فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب فتعجلي الفطر لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بسند صحيح عن سهل بن سعد : قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" وافطري على تمر ، وتذكري وصية النبي ، فعن عمر بن أبي سلمة قال: "كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ، فما زالت تلك طعمتي بعد". فعلمي أولادك هذا الأدب النبوي الكريم.
ولا تسرفي في إعداد أنواع الطعام الكثيرة، ولا تكثري من تناول الطعام فهذا من شأنه أن يجعل المسلم يتكاسل عن الصلاة ، فقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بسند صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "ما ملأ آدمي شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".
7- صلاة العشاء والتراويح وهذا ما يميز رمضان بعد الصيام ، وفيها فضل كبير ، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بسند صحيح من حديث أبي هريرة قال : "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ويقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
8- النوم بنية أخذ قسط من الراحة للتقوي على العبادة حتى يكون النوم عبادة وقراءة آيات من القرآن الكريم .
نصائح ومحاذير:
أختي المسلمة : كوني عوناً لأهل بيتك على طاعة الله ، وإياك والسهر فإنه مفسدة حياتك في رمضان , احرصي على تهنئة زوجك وأولادك وأخواتك ومن تعرفين من أحبابك لبث روح الفرحة بدخول الشهر الكريم , إياك ثم إياك من الغيبة والنميمة فإنها مضيعة ثواب صيامك وأعمالك , عددي النية عند دخول شهر رمضان، مثال أن أعود إلى الله ، أن أتوب من الذنوب , الترقى في العبادة , أن أدعو أخواتي إلى الاستذادة من الطاعة، أن أعين زوجي وأولادي وأهلي على الطاعة ...إلخ ، ثم لا يفوتك أن تدربي نفسك على الخشوع في الصلاة بتفهم معانيها حتى تتلذذي بها وتنعمي بقبولها.
وأخيرا هذا هو شهر القرآن فاحرصي كل الحرص على أن يكون لك ورد تختمي به القرآن في هذا الشهر، ففي قراءته والتدبر فيه خير عظيم، فقد روى الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يقال يعنى لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها" وليكن ذلك بين الصلوات وعند السحر مع الدعاء .
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .. وكل عام وأنتم بخير