المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxمن قلب الإيجابية!!
صفحة 1 من اصل 1
من قلب الإيجابية!!
من قلب الإيجابية!!
هل رأيت والدك من قبل وهو ينصح أخاه الصغير ليترك التدخين؟؟
هل رأيته وهو يحاور البائع في كفة الميزان الباخسة؟؟
هل رأيته يشارك في أحد المسابقات الدينية؟؟
هل رأيته يكتب رسالة ماجستير في علمه وتخصصه؟؟
هل رأيته وهو يشارك أمك ويساعدها في ترتيب البيت؟؟
هل رأيته وهو يحمل عن جارك ويرفع معه أثاثه؟؟
هل رأيته يشارك في أحد الرياضات ويحرز المركز الأول؟؟
هل رأيته وهو يوقف سيارته بعد أن حدث ارتطام سيارتين، ويقوم لينظر ماذا حدث ويتصل بسيارة الإسعاف لينقذ المصابين؟؟
عزيزي المربي هل رأيت أباك إيجابيًا؟! ثم صف لي شعورك وتفاعلك مع كل حادثة من هذه الحوادث.
وكيف كنت تنظر إلى والدك في كل لحظة من هذه اللحظات؟؟
عزيزي المربي
أنت أب إيجابي؛ إذًا طفلك طفل إيجابي.
أنت أب سلبي؛ إذًا طفلك أيضًا طفل سلبي.
"ذاك الشبل من ذاك الأسد".
(إن الوضيعة العامة لأمة الإسلام تبني لدى الأطفال النفسية السلبية، فالصغير لا يسمع من أبويه منذ تفتح وعيه سوى كلمات التلاوم والشكوى من سوء الأحوال، والتأفف من هيمنة الأعداء، إلى جانب التذمر من سوء الخدمات التي تُقدم للناس.. وهكذا يشعر الطفل أن كل شيء مقلوب رأسًا على عقب؛ ولذا فإنه يتعلم التذمر والتقوقع ويفقد روح المبادرة الشخصية.
الشخص الإيجابي هو ذلك الشخص الذي يتمتع بالهدوء والاتزان والثقة بالنفس والإنصاف، إلى جانب الانفتاح والتقبل للأفكار الجديدة، والتحلي بروح المبادرة، وهو قادر على السماع والحوار، ويشعر دائمًا بالقدرة على تغيير حياته، ويؤمن بتجدد الفرص فهو لا ييأس أبدًا.
في اعتقادي أن عقلية الطفل ومشاعره تتغذى بالتوجه الإيجابي أو السلبي من خلال وضعية الأسرة ونظرتها للحياة، ولذا فإن علينا ألا نمل من التأكيد على أن التربية عملية خطيرة) [دليل التربية الأسرية، أ.د.عبد الكريم بكار، (92-93)، بتصرف].
إبراهيم عليه السلام إيجابي، وعلم طفله الإيجابية.
انظر إليه عليه السلام وهو يرفض عبودية الأصنام ويواجه أباه وقومه ويقول: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا}[مريم: 44]، ويقول بكل إيجابية: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}[الأنبياء: 52]، {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[الأنبياء: 67].
همَّ قومه أن يحرقوه ولكنه ثبت بإيجابية المؤمن فأنجاه الله من النار.
هذا الأب الإيجابي لما أمره الله أن يبني الكعبة تحرك بكل نشاط لينفذ الأمر الإلهي وقال لابنه: أتعينني على ذلك؟ قال الابن بكل إيجابية: نعم أعينك، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}[البقرة: 127].
ثم تأمل عزيزي المربي هذا الابن الإيجابي بعد ذلك يصفه رب العزة فيقول: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}[مريم: 54-55].
انظر إلى الإيجابية.
سيقول البعض: هذا وحي، أقول لك: بالتأكيد نعم هذا وحي، ولكن الوحي لا ينزل إلا على الإيجابيين؛ لأنهم حقيقة هم فقط الذين لديهم القدرة على تبليغ رسالة رب العلمين.
موقف إيجابي عجيب.
من مواقف القدوة الإيجابية من سلفنا الصالح ما رُوي عن معاوية بن قرة قال: (كنت مع معقل بن يسار في بعض الطرقات، فمررنا بأذى فأماطه أو نحاه عن الطريق [فعل إيجابي] فرأيت مثله فأخذته فنحيته [رد فعل إيجابي]؛ فأخذ بيدي، فقال: يا ابن أخي، ما حملك على ما صنعت؟ قلت: يا عم رأيتك صنعت شيئا فصنعت مثله) [رواه الطبراني في الكبير، (16896)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2972)].
الطفل يبني على التجربة الأبوية.
نعم عزيزي المربي فعندما يرى الطفل أباه سلبيًّا يكتسب الطفل بصورة تلقائية هذه الصفة؛ لأن الأطفال يقلدون من حولهم في كل شيء.
فالأطفال يتشربون ممن حولهم كل شيء، فـ(يتعلم الأطفال عن طريق التقليد، فقدرتهم على الملاحظة والتقليد من الصفات الرائعة في هذه المرحلة والعلماء يشيرون إلى ذلك بأنها عملية تشكيل وفقًا لنموذج يحتذي به الطفل، والأطفال يتعلمون الكلام عن طريق التقليد والاستماع والملاحظة، ويكتسبون ميولهم أيضًا في الحياة ويتعلمون القيم وحق الاختيار وكذلك عاداتهم عن طريق المحاكاة.
وبما أن الأطفال يقلدون سلوك من هم حولهم، فلابد وأن يكون لك الأثر الأكبر على تعليمهم، ففكر مليًا بسلوكك، ما الذي تقوله وتفعله ويكون له أثره على طريقة تفكيرهم وسلوكهم، فأنت بالنسبة لهم بمثابة القدوة) [كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، د.سال سيفير، (23)].
ولنضرب لك مثالًا: دخلت أنت وطفلك غرفة الاستراحة في أحد النوادي، وقام رجل يجلس إلى جوارك أنت وطفلك بإشعال سيجارة، وبدأ دخان هذه السيجارة يتصاعد شيئًا فشيئًا ليضيق به صدرك وصدر طفلك.
إذا كنت أنت أب سلبي ستسكت وتقول في خاطرك: "دع الملك للمالك"، وبعد هذه الأنشودة السلبية لم تبدِ اهتمامًا لهذا المدخن ولم تنكر عليه، وطفلك في هذه اللحظة يسجل هذا الحدث في ذاكرته التي لا تنسى أبدًا.
طفلك عزيزي المربي في هذه الحالة سيتعلم منك السلبية واللامبالاة، وعندما يكبر ويرى هذا المشهد سيفعل نفس السلوك الذي فعلته أنت إلا إذا علمه أحد آخر السلوك الإيجابي.
وعلى النقيض الآخر؛ فإنك إن أنكرت عليه هذا الفعل وقلت له: "لو سمحت لا تؤذينا بدخانك"؛ سيتعلم الطفل هذا السلوك من تلك اللحظة ليكون هذا السلوك نهجًا إيجابيًّا في حياته.
وقس على ذلك كل السلوكيات الإيجابية أو السلبية التي تفعلها أمام طفلك، إن طفلك عزيزي المربي يسجل كل شيء كجهاز التسجيل تمامًا، ويبدأ هذا الشريط الذي سجله في العمل عندما يكبر الطفل يومًا بعد يوم، وحينها يكون تعديل السلوك السلبي إلى إيجابي من الصعوبة بمكان.
فطن لهذه الحقيقة الإمام الغزالي رحمه الله، فأشار إليها بكلمات فحواها الحكمة لكل ذي لب فقال: (والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفسية "ساذجة"، خالية من كل نقش وصورة؛ فإن عوِّد الخير وعلِّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في الثواب أبواه) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (3/78)].
وهذا عمرو ابن عتبة ينبه معلم ولده لهذا الأمر فيقول: (ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت) [مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، عدنان حسن باحارث، (68)].
عزيزي المربي الأب الإيجابي أب ناجح.
(يدرك الأبناء الدنيا من خلال عيونهم أكثر من إدراكهم لها من خلال عقولهم، ويتأثرون بما يشاهدون أكثر من تأثرهم بما يسمعون، ويراقبون آباءهم ومربيهم، ويكونون أكثر رغبة في تقليد أفعالهم منهم في طاعة أقوالهم ... وسنة وقانون تأثير الآباء في الأبناء هي: أن يعمل الآباء بما علموا؛ فينتفع أبناؤهم بما يقولون) [اللمسة الإنسانية، محمد محمد بدري، (18)].
وكما قيل "التعلم في الصغر نقش على الحجر"، وكما قال الشاعر:
أراني أنسى ما تعلمت في الكبر ولست بناسٍِ ما تعلمت في الصغر
وما العلم إلا بالتعلم في الصبا وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
ولو فُلق القلب المعلَّم في الصبا لأصبح فيه العلم كالنقش في الحجر
عزيزي المربي..... إلى لقاء قريب ومستقبل راق لأبنائنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصادر:
1. دليل التربية الأسرية، أ.د.عبد الكريم بكار
2. كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، د.سال سيفير
3. إحياء علوم الدين، الغزالي
4. مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، عدنان حسن باحارث
5. اللمسة الإنسانية، محمد محمد بدري
هل رأيت والدك من قبل وهو ينصح أخاه الصغير ليترك التدخين؟؟
هل رأيته وهو يحاور البائع في كفة الميزان الباخسة؟؟
هل رأيته يشارك في أحد المسابقات الدينية؟؟
هل رأيته يكتب رسالة ماجستير في علمه وتخصصه؟؟
هل رأيته وهو يشارك أمك ويساعدها في ترتيب البيت؟؟
هل رأيته وهو يحمل عن جارك ويرفع معه أثاثه؟؟
هل رأيته يشارك في أحد الرياضات ويحرز المركز الأول؟؟
هل رأيته وهو يوقف سيارته بعد أن حدث ارتطام سيارتين، ويقوم لينظر ماذا حدث ويتصل بسيارة الإسعاف لينقذ المصابين؟؟
عزيزي المربي هل رأيت أباك إيجابيًا؟! ثم صف لي شعورك وتفاعلك مع كل حادثة من هذه الحوادث.
وكيف كنت تنظر إلى والدك في كل لحظة من هذه اللحظات؟؟
عزيزي المربي
أنت أب إيجابي؛ إذًا طفلك طفل إيجابي.
أنت أب سلبي؛ إذًا طفلك أيضًا طفل سلبي.
"ذاك الشبل من ذاك الأسد".
(إن الوضيعة العامة لأمة الإسلام تبني لدى الأطفال النفسية السلبية، فالصغير لا يسمع من أبويه منذ تفتح وعيه سوى كلمات التلاوم والشكوى من سوء الأحوال، والتأفف من هيمنة الأعداء، إلى جانب التذمر من سوء الخدمات التي تُقدم للناس.. وهكذا يشعر الطفل أن كل شيء مقلوب رأسًا على عقب؛ ولذا فإنه يتعلم التذمر والتقوقع ويفقد روح المبادرة الشخصية.
الشخص الإيجابي هو ذلك الشخص الذي يتمتع بالهدوء والاتزان والثقة بالنفس والإنصاف، إلى جانب الانفتاح والتقبل للأفكار الجديدة، والتحلي بروح المبادرة، وهو قادر على السماع والحوار، ويشعر دائمًا بالقدرة على تغيير حياته، ويؤمن بتجدد الفرص فهو لا ييأس أبدًا.
في اعتقادي أن عقلية الطفل ومشاعره تتغذى بالتوجه الإيجابي أو السلبي من خلال وضعية الأسرة ونظرتها للحياة، ولذا فإن علينا ألا نمل من التأكيد على أن التربية عملية خطيرة) [دليل التربية الأسرية، أ.د.عبد الكريم بكار، (92-93)، بتصرف].
إبراهيم عليه السلام إيجابي، وعلم طفله الإيجابية.
انظر إليه عليه السلام وهو يرفض عبودية الأصنام ويواجه أباه وقومه ويقول: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا}[مريم: 44]، ويقول بكل إيجابية: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}[الأنبياء: 52]، {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[الأنبياء: 67].
همَّ قومه أن يحرقوه ولكنه ثبت بإيجابية المؤمن فأنجاه الله من النار.
هذا الأب الإيجابي لما أمره الله أن يبني الكعبة تحرك بكل نشاط لينفذ الأمر الإلهي وقال لابنه: أتعينني على ذلك؟ قال الابن بكل إيجابية: نعم أعينك، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}[البقرة: 127].
ثم تأمل عزيزي المربي هذا الابن الإيجابي بعد ذلك يصفه رب العزة فيقول: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}[مريم: 54-55].
انظر إلى الإيجابية.
سيقول البعض: هذا وحي، أقول لك: بالتأكيد نعم هذا وحي، ولكن الوحي لا ينزل إلا على الإيجابيين؛ لأنهم حقيقة هم فقط الذين لديهم القدرة على تبليغ رسالة رب العلمين.
موقف إيجابي عجيب.
من مواقف القدوة الإيجابية من سلفنا الصالح ما رُوي عن معاوية بن قرة قال: (كنت مع معقل بن يسار في بعض الطرقات، فمررنا بأذى فأماطه أو نحاه عن الطريق [فعل إيجابي] فرأيت مثله فأخذته فنحيته [رد فعل إيجابي]؛ فأخذ بيدي، فقال: يا ابن أخي، ما حملك على ما صنعت؟ قلت: يا عم رأيتك صنعت شيئا فصنعت مثله) [رواه الطبراني في الكبير، (16896)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2972)].
الطفل يبني على التجربة الأبوية.
نعم عزيزي المربي فعندما يرى الطفل أباه سلبيًّا يكتسب الطفل بصورة تلقائية هذه الصفة؛ لأن الأطفال يقلدون من حولهم في كل شيء.
فالأطفال يتشربون ممن حولهم كل شيء، فـ(يتعلم الأطفال عن طريق التقليد، فقدرتهم على الملاحظة والتقليد من الصفات الرائعة في هذه المرحلة والعلماء يشيرون إلى ذلك بأنها عملية تشكيل وفقًا لنموذج يحتذي به الطفل، والأطفال يتعلمون الكلام عن طريق التقليد والاستماع والملاحظة، ويكتسبون ميولهم أيضًا في الحياة ويتعلمون القيم وحق الاختيار وكذلك عاداتهم عن طريق المحاكاة.
وبما أن الأطفال يقلدون سلوك من هم حولهم، فلابد وأن يكون لك الأثر الأكبر على تعليمهم، ففكر مليًا بسلوكك، ما الذي تقوله وتفعله ويكون له أثره على طريقة تفكيرهم وسلوكهم، فأنت بالنسبة لهم بمثابة القدوة) [كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، د.سال سيفير، (23)].
ولنضرب لك مثالًا: دخلت أنت وطفلك غرفة الاستراحة في أحد النوادي، وقام رجل يجلس إلى جوارك أنت وطفلك بإشعال سيجارة، وبدأ دخان هذه السيجارة يتصاعد شيئًا فشيئًا ليضيق به صدرك وصدر طفلك.
إذا كنت أنت أب سلبي ستسكت وتقول في خاطرك: "دع الملك للمالك"، وبعد هذه الأنشودة السلبية لم تبدِ اهتمامًا لهذا المدخن ولم تنكر عليه، وطفلك في هذه اللحظة يسجل هذا الحدث في ذاكرته التي لا تنسى أبدًا.
طفلك عزيزي المربي في هذه الحالة سيتعلم منك السلبية واللامبالاة، وعندما يكبر ويرى هذا المشهد سيفعل نفس السلوك الذي فعلته أنت إلا إذا علمه أحد آخر السلوك الإيجابي.
وعلى النقيض الآخر؛ فإنك إن أنكرت عليه هذا الفعل وقلت له: "لو سمحت لا تؤذينا بدخانك"؛ سيتعلم الطفل هذا السلوك من تلك اللحظة ليكون هذا السلوك نهجًا إيجابيًّا في حياته.
وقس على ذلك كل السلوكيات الإيجابية أو السلبية التي تفعلها أمام طفلك، إن طفلك عزيزي المربي يسجل كل شيء كجهاز التسجيل تمامًا، ويبدأ هذا الشريط الذي سجله في العمل عندما يكبر الطفل يومًا بعد يوم، وحينها يكون تعديل السلوك السلبي إلى إيجابي من الصعوبة بمكان.
فطن لهذه الحقيقة الإمام الغزالي رحمه الله، فأشار إليها بكلمات فحواها الحكمة لكل ذي لب فقال: (والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفسية "ساذجة"، خالية من كل نقش وصورة؛ فإن عوِّد الخير وعلِّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في الثواب أبواه) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (3/78)].
وهذا عمرو ابن عتبة ينبه معلم ولده لهذا الأمر فيقول: (ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت) [مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، عدنان حسن باحارث، (68)].
عزيزي المربي الأب الإيجابي أب ناجح.
(يدرك الأبناء الدنيا من خلال عيونهم أكثر من إدراكهم لها من خلال عقولهم، ويتأثرون بما يشاهدون أكثر من تأثرهم بما يسمعون، ويراقبون آباءهم ومربيهم، ويكونون أكثر رغبة في تقليد أفعالهم منهم في طاعة أقوالهم ... وسنة وقانون تأثير الآباء في الأبناء هي: أن يعمل الآباء بما علموا؛ فينتفع أبناؤهم بما يقولون) [اللمسة الإنسانية، محمد محمد بدري، (18)].
وكما قيل "التعلم في الصغر نقش على الحجر"، وكما قال الشاعر:
أراني أنسى ما تعلمت في الكبر ولست بناسٍِ ما تعلمت في الصغر
وما العلم إلا بالتعلم في الصبا وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
ولو فُلق القلب المعلَّم في الصبا لأصبح فيه العلم كالنقش في الحجر
عزيزي المربي..... إلى لقاء قريب ومستقبل راق لأبنائنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصادر:
1. دليل التربية الأسرية، أ.د.عبد الكريم بكار
2. كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، د.سال سيفير
3. إحياء علوم الدين، الغزالي
4. مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، عدنان حسن باحارث
5. اللمسة الإنسانية، محمد محمد بدري
المستشار التربوي- عضو شرف
- عدد المساهمات : 274
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/01/2009
السٌّمعَة : 28
مواضيع مماثلة
» الشخصية الإيجابية المتكاملة
» النظرة الإيجابية نحو الذات
» الرسائل الإيجابية في تربية الطفل
» الكلمات الإيجابية تصنع أطفالا مقتدرين
» النظرة الإيجابية نحو الذات
» الرسائل الإيجابية في تربية الطفل
» الكلمات الإيجابية تصنع أطفالا مقتدرين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin