شجرة الليمون

شجرة الليمون

ترى هل هي لي أم أنا لها , إنها في حديقة منزلي ولكن هل منزلي ثابت لي , وإلى متى ؟
سوف أرحل تاركاً كل ما لدي , أخذاً أفعالي فقط , لذا , أنا ملكها , فهي لن ترحل برحيلي بل ستبقى طويلا بعدي , ومع من أحببت .
زرعت ليمونة من النوع الذي يحمل ويزهر طوال العام (يسمونه ليمون شهري) عندما زرعتها كانت تحمل ست حبات من الليمون الجميل الرائع , وإعتنيت بها كما باقي الأشجار بالرعاية والتغذية . ولكن تساقطت الليمونات الصغيرات قبل أن تكبر ولكني تذوقتها , بالرغم من كل شيء . تذوقتها كي أجعلها جزء مني وأتحد بها .
توقفت عن الإزهار والحمل , فحزنت . كانت أوراقها الخضراء برائحتها كافية بالنسبة لي ومنظرها الرائع النضر يبقي عندي الأمل , فإنتظرت , ستة عشر ربيعاً وأحلامي مستمرة , ستة عشرة شتاءً قاسياً وعيوني تنظر إليها بشغف وخوف من أن تبرد أو تمرض .......
كل هذه السنوات والأمل يتجدد كل يوم , وفجأة في هذا الربيع الماضي أزهرت , أزهرت بشكل كثيف فعبق الجو برائحة زهر الليمون الرائعة .
كنت أصحو في الصباح الباكر لأرى قطرات الندى وهي تنزلق عن زهراتها والخوف يملأ قلبي أن تتساقط قبل أن يحدث العقد .
وعقدت الأزهار الغالية , وتحولت لحبات صغيرة خضراء مكتنزنة جميلة .
الليمونات الصفراء مثل حبات الكهرمان , ثريات هابطة من قبة السماء , فحمداً لله .
كبرت الليمونات وكأنها أقمار صفراء لشمس مشرقة في مجرة خضراء , لم أتجرأ على قطف اي منها , ولكن تساقطت واحدة صغيرة على التراب , فتذوقتها , كانت رائعة الطعم وأحسست بأنني في عالم آخر وهي تذوب حموضة في فمي .
ما أسعدني بالليمونة , فبعد صبر طويل منحتني ما كنت أنتظر .
الصبر و الصبر على ما تتمنى ممن تحب , درس كبير نتعلمه لنحصل على ما نتمنى .
التراب , أغلى من التبر . لماذا ؟
التبر أصلاً موجود في التراب .