المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxالشباب و القدوة المفقودة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشباب و القدوة المفقودة
الشباب و القدوة
هل يمكن للإنسان أن يحيا من دون قدوة ؟ هل هي غريزة أم حاجة ملحة يسعى المرء للحصول عليها ، و في زمان صار العالم فيه كالقرية الواحدة قد تتلاشى هوية القدوة فتخضع للعقل تارة ، و تارة للحب والإعجاب ، قد يتدخل الدين و المعتقد عند اختيار القدوة ، و قد يتخلى المرء عن هذا القيد ، و بخاصة الشباب ، يدعم اختياره هنا أن الحكمة ضالة المؤمن ، و بخاصة في زمان احتلت فيه نماذج خاوية الوفاض من أي معتقد مقام الصدارة ، على صعيد الإعلام أو الرياضة أو الفن أو السياسة ...، بحسب أولويات الشباب عند اختيارهم ، حتى على صعيد الدين ، ما عاد العلم الشرعي وحده هو مقياس الاختيار الأوحد عند الشباب و الفتيات ، فثمة عوامل أخرى تزاحم مثل حسن السمت و المظهر و الثقافة و سعة الأفق و الإلمام بفقه الواقع ، عصرية الطرح و التجديد في الأسلوب.
هكذا تتغير العوامل التي تتحكم عند اختيار القدوات بتغير الزمان و المكان و الأولويات و المعتقدات ، على مستوى الأفراد ، و هنا يبرز سؤال ، هل يجوز للشاب المسلم ، مع اقتدائه بالرسول صلى الله عليه و سلم " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً " ، أن يتخذ قدوة في مجالٍ آخر بالنظر إلى أن القدوة أمر نسبي ؟
على مستوى الأمم ، و رغم أن قضية القدوة محسومة في القرآن الكريم لهذه الأمة لقوله تعالى " و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون " ، " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله " حيث مثلث القدوة يتكون من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و هذان ضلعان متساويان ينتظمهما "العدل" كقيمة مشتركة بين الأمم جميعاً ، و قد يضمن تصدر الأمة التي تتمسك به لمقام الصدارة زمناً طويلاً ، و لكن ضلع التميز لهذه الأمة هو الإيمان بالله و ذلك لضمان بقائها في مقام القدوة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، إذ حتماً ستحتاجه الأمم الأخرى في لحظة يعصف بها الخواء الروحي بعيداً عن هذه المكانة .
في زمان تخلت فيه أمتنا عن مقام القدوة ، كيف يمكن للشباب اختيار قدواتهم ، و ما السبل لتقديم نماذج من داخل امتنا ليقتدي بها شبابنا ، هل هذه النماذج موجودة حقاً و لكن الإعلام لا يبرزها و لا يسلط الأضواء عليها ، و في ذات الوقت ما أهم التوصيات العملية الواقعية و الغير مفرطة في المثالية و التي يمكن تقديمها للشباب ليكونوا هم بدورهم قدوة في مجتمعاتهم .
هل يمكن للإنسان أن يحيا من دون قدوة ؟ هل هي غريزة أم حاجة ملحة يسعى المرء للحصول عليها ، و في زمان صار العالم فيه كالقرية الواحدة قد تتلاشى هوية القدوة فتخضع للعقل تارة ، و تارة للحب والإعجاب ، قد يتدخل الدين و المعتقد عند اختيار القدوة ، و قد يتخلى المرء عن هذا القيد ، و بخاصة الشباب ، يدعم اختياره هنا أن الحكمة ضالة المؤمن ، و بخاصة في زمان احتلت فيه نماذج خاوية الوفاض من أي معتقد مقام الصدارة ، على صعيد الإعلام أو الرياضة أو الفن أو السياسة ...، بحسب أولويات الشباب عند اختيارهم ، حتى على صعيد الدين ، ما عاد العلم الشرعي وحده هو مقياس الاختيار الأوحد عند الشباب و الفتيات ، فثمة عوامل أخرى تزاحم مثل حسن السمت و المظهر و الثقافة و سعة الأفق و الإلمام بفقه الواقع ، عصرية الطرح و التجديد في الأسلوب.
هكذا تتغير العوامل التي تتحكم عند اختيار القدوات بتغير الزمان و المكان و الأولويات و المعتقدات ، على مستوى الأفراد ، و هنا يبرز سؤال ، هل يجوز للشاب المسلم ، مع اقتدائه بالرسول صلى الله عليه و سلم " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً " ، أن يتخذ قدوة في مجالٍ آخر بالنظر إلى أن القدوة أمر نسبي ؟
على مستوى الأمم ، و رغم أن قضية القدوة محسومة في القرآن الكريم لهذه الأمة لقوله تعالى " و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون " ، " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله " حيث مثلث القدوة يتكون من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و هذان ضلعان متساويان ينتظمهما "العدل" كقيمة مشتركة بين الأمم جميعاً ، و قد يضمن تصدر الأمة التي تتمسك به لمقام الصدارة زمناً طويلاً ، و لكن ضلع التميز لهذه الأمة هو الإيمان بالله و ذلك لضمان بقائها في مقام القدوة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، إذ حتماً ستحتاجه الأمم الأخرى في لحظة يعصف بها الخواء الروحي بعيداً عن هذه المكانة .
في زمان تخلت فيه أمتنا عن مقام القدوة ، كيف يمكن للشباب اختيار قدواتهم ، و ما السبل لتقديم نماذج من داخل امتنا ليقتدي بها شبابنا ، هل هذه النماذج موجودة حقاً و لكن الإعلام لا يبرزها و لا يسلط الأضواء عليها ، و في ذات الوقت ما أهم التوصيات العملية الواقعية و الغير مفرطة في المثالية و التي يمكن تقديمها للشباب ليكونوا هم بدورهم قدوة في مجتمعاتهم .
مكسور الجناح- مستشار
- عدد المساهمات : 243
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 05/06/2009
السٌّمعَة : 9
رد: الشباب و القدوة المفقودة
الحياة بالنسبة لكل إنسان تعتبر تجربة جديدة، فهو يأتي إليها لسفرة واحدة فقط، غير قابلة للتكرار، ويواجهها دون سابق خبرة أو معرفة، لذا فإن الفشل في تجربة الحياة لا يمكن تداركه أو تعويضه، وكما يقول الله تبارك وتعالى: ?ذَلِكَ هُوَ الخُسرَانُ المُبِينُ?.
ولكن كيف يُنجح الإنسان تجربته الواحدة والوحيدة في هذه الحياة، وهو يواجهها كمتاهة واسعة، مزروعة بالألغام، مليئة بالشهوات والمغريات، تتشعب فيها الطرق، وتتعدد الخيارات؟
إنه بأمس الحاجة إلى خريطة واضحة، تدله على طرق النجاة، وتنبهه على مناطق الخطر.. وذلك هو الدور الذي تؤديه الرسالات السماوية، التي تفضّل الله بها على الإنسان لهدايته، وإنجاح تجربته.
لكن وجود الخريطة والبرنامج قد لا يكون كافياً وحده، بل هو بحاجة إلى تعزيز وتفعيل، يجعل الإنسان أكثر ثقة وأقوى إرادة، على انتهاج طريق الهدى والصواب.
وذلك عبر وجود القدوات، التي تجسّد أمام الإنسان برنامج الهداية والصلاح، وتقدم له تجربة حيّة ميدانية، في الالتزام بالقيم، وتحقيق الاستقامة.
إن وجود قدوات صالحة ناجحة، أمام الإنسان، يحقق العديد من النتائج والأغراض، من أهمها مايلي:
التبشير بالقيم:
1. إن القيم الفاضلة، والمبادئ الحقة، تحتاج إلى من يتبنى نشرها في المجتمع الإنساني، ويبشّر بها ويدعو الناس إليها، ولا يقوم بهذه المهمة على أفضل وجه، إلا من كان عارفاً بتلك القيم، مستوعباً لها، ملتزماً بها، ليكون صادقاً فيما يطرح، مخلصاً للوظيفة التي يؤديها.
التجسيد الحي:
2. تطبيق القيم والالتزام بالمبادئ يستلزم حالة من الصراع والصدام مع الأهواء والشهوات في نفس الإنسان، وهي متجذرة راسخة قوية، إلى حد يتصور فيه الإنسان نفسه عاجزا عن مواجهتها، فيبرر ضعف إرادته، واستجابته لضغوط الهوى، بمختلف التبريرات، ومن أقواها تضليلا وإغراءً لنفس الإنسان: القول بمثالية القيم والمبادئ، وأن الالتزام بها برنامج نظري خيالي، وأن تجسيدها وتطبيقها شيء غير ممكن مادام الإنسان هو الإنسان بشهواته وأهوائه ورغباته.
ومثل هذا التصور (مثالية القيم) يرتاح له الإنسان، لأنه يشكل تبريراً لاعتدائه على هذه القيم، وخروجه عن حدودها، فهو لا يرى نفسه حينئذ مسؤولاً عن الالتزام بها، ولا يحاسب نفسه على احترامها، مادام يعتقد أنها مجرد نظريات مثالية غير قابلة للتطبيق والالتزام.
وواضح كم هو خطير هذا التصور على سعادة المجتمع الإنساني، ولكن كيف ندرأ عنه هذا الخطر؟ لا يمكننا ذلك إلا إذا أثبتنا للإنسان خطأ هذا التصور، وأقنعناه بواقعية تلك القيم، وإمكانية تجسيدها، وهذا لا يتم إلا بوجود مجموعة من الناس، يتحملون مسؤولية الالتزام بهذه القيم، وتجسيدها في الواقع الحياتي، في الوقت الذي يكونون فيه كسائر أفراد البشر من حيث امتلاك الغرائز والرغبات، والعيش في نفس الظروف والأجواء.
ووجود هذه الفئة التي تطبق القيم حرفياً، وتتحمل كل الصعوبات في سبيل ذلك، يشكل دافعا قويا لسائر الأفراد للالتزام بالقيم، والإقتداء بتلك الفئة، وتقمص أدوارها ومواقفها.
التفاصيل والمنعطفات:
4. وقد تكون العناوين العامة للقيم واضحة في أذهان بعض الناس، ويلتزمون بمراعاتها حينما يتوفر لهم الوضوح في المواقف والموارد، لكن هناك بعض الجوانب التفصيلية، وبعض الحالات الدقيقة، والمنعطفات الحساسة، تحتاج من الإنسان إلى شفافية كبيرة، وإرادة قوية، ونظر ثاقب، حتى لا تلتبس عليه الأمور، وتختلط الأوراق، ثم قد تتزاحم القيم والمبادئ في موقف من المواقف، فيرتبك الإنسان في الالتزام بأيها.
وهنا يأتي دور القدوات الصالحة الناجحة القادرة على تشخيص المواقف، ومعرفة تفاصيل القضايا وتطبيقاتها، وتحديد الأولويات ومعالجة الحالات الحساسة الخطيرة.
الأنبياء والصالحون
لكل ذلك فإن الله سبحانه وتعالى نصب الأنبياء، إلى جانب إنزال الشرائع والكتب السماوية، ليكونوا قدوات للناس، على طريق الخير والهدى.
إنهم قدوات للبشر على امتداد التاريخ، لذلك خلّد الله تعالى ذكرهم وسيرهم، عبر وحيه وقرآنه، ففي القرآن الكريم سور باسم الأنبياء والأولياء، كسورة آل عمران، وسورة يونس، وسورة هود، وسورة يوسف، وسورة إبراهيم، وسورة مريم، وسورة لقمان، وسورة محمد، وسورة نوح.. كما أن الحديث عن قصص الأنبياء ومواقف الأولياء، مبثوث في مختلف سور القرآن، وفي العديد من آياته.
إنه تعالى يأمر نبيه محمد بأن يتحدث للناس عن حياة هؤلاء القدوات العظام كقوله تعالى: ?وَاذكُر فِي الكِتَابِ مَريَمَ إِذ انتَبَذَت مِن أَهلِهَا مَكَانًا شَرقِيًّا?. ?وَاذكُر فِي الكِتَابِ إِبرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا? ?وَاذكُر فِي الكِتَابِ إِسمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا?. ?وَاذكُر عِبَادَنَا إبرَاهِيمَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ أُولِي الأَيدِي وَالأَبصَارِ?
وذكر سيرهم وقصصهم إنما هو لتقديمهم كنماذج وقدوات للبشر، كما يقول تعالى: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُم اقتَدِهِ?. ويقول تعالى: ?قَد كَانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ). (قَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ?.
القدوات الزائفة
وفي هذا العصر بالذات ما أحوج المجتمعات البشرية إلى إبراز القدوات الصالحة، حيث أن إعلام الحضارة المادية، يصنع ويقدم للناس قدوات زائفة فاسدة، تتمثل في العناصر المتاجرة بجمالها ومفاتنها، والمجاهرة بالانحراف والفساد الأخلاقي، فالمجلات والصحف تتسابق على نشر صور المغنين والمغنيات، والممثلين وعارضات الأزياء، وعلى متابعة أخبار هذه الطبقة بما فيها من مجون وخلاعة وفساد، وفي عصر العولمة، أصبحت هذه العناصر بترويج الإعلام لها شخصيات عالمية، تنشر صورها وأخبارها في كل مكان. ومازال العالم يتذكر كيف شغلت (ديانا) في حياتها، مساحة واسعة من اهتمام الناس، في شتى بقاع الدنيا، وكيف كانت أخبارها تغطى بدقة ومتابعة، وكيف أصبحت وفاتها الحدث الأمثل والأهم لفترة من الزمن، فبكاها الكثيرون، ورثاها الشعراء والأدباء، وتابع مراسيم تشييعها مئات الملايين، ومعروف أنها كانت ذات مغامرات عاطفية لا شرعية حتى لحظة مقتلها بصحبة عشيق، وقد اعترفت بخيانتها لزوجها ولي عهد بريطانيا على مرأى ومسمع من العالم كله.. وهي بهذه السيرة تقدم كنموذج وشخصية رائدة!!..
ولكن كيف يُنجح الإنسان تجربته الواحدة والوحيدة في هذه الحياة، وهو يواجهها كمتاهة واسعة، مزروعة بالألغام، مليئة بالشهوات والمغريات، تتشعب فيها الطرق، وتتعدد الخيارات؟
إنه بأمس الحاجة إلى خريطة واضحة، تدله على طرق النجاة، وتنبهه على مناطق الخطر.. وذلك هو الدور الذي تؤديه الرسالات السماوية، التي تفضّل الله بها على الإنسان لهدايته، وإنجاح تجربته.
لكن وجود الخريطة والبرنامج قد لا يكون كافياً وحده، بل هو بحاجة إلى تعزيز وتفعيل، يجعل الإنسان أكثر ثقة وأقوى إرادة، على انتهاج طريق الهدى والصواب.
وذلك عبر وجود القدوات، التي تجسّد أمام الإنسان برنامج الهداية والصلاح، وتقدم له تجربة حيّة ميدانية، في الالتزام بالقيم، وتحقيق الاستقامة.
إن وجود قدوات صالحة ناجحة، أمام الإنسان، يحقق العديد من النتائج والأغراض، من أهمها مايلي:
التبشير بالقيم:
1. إن القيم الفاضلة، والمبادئ الحقة، تحتاج إلى من يتبنى نشرها في المجتمع الإنساني، ويبشّر بها ويدعو الناس إليها، ولا يقوم بهذه المهمة على أفضل وجه، إلا من كان عارفاً بتلك القيم، مستوعباً لها، ملتزماً بها، ليكون صادقاً فيما يطرح، مخلصاً للوظيفة التي يؤديها.
التجسيد الحي:
2. تطبيق القيم والالتزام بالمبادئ يستلزم حالة من الصراع والصدام مع الأهواء والشهوات في نفس الإنسان، وهي متجذرة راسخة قوية، إلى حد يتصور فيه الإنسان نفسه عاجزا عن مواجهتها، فيبرر ضعف إرادته، واستجابته لضغوط الهوى، بمختلف التبريرات، ومن أقواها تضليلا وإغراءً لنفس الإنسان: القول بمثالية القيم والمبادئ، وأن الالتزام بها برنامج نظري خيالي، وأن تجسيدها وتطبيقها شيء غير ممكن مادام الإنسان هو الإنسان بشهواته وأهوائه ورغباته.
ومثل هذا التصور (مثالية القيم) يرتاح له الإنسان، لأنه يشكل تبريراً لاعتدائه على هذه القيم، وخروجه عن حدودها، فهو لا يرى نفسه حينئذ مسؤولاً عن الالتزام بها، ولا يحاسب نفسه على احترامها، مادام يعتقد أنها مجرد نظريات مثالية غير قابلة للتطبيق والالتزام.
وواضح كم هو خطير هذا التصور على سعادة المجتمع الإنساني، ولكن كيف ندرأ عنه هذا الخطر؟ لا يمكننا ذلك إلا إذا أثبتنا للإنسان خطأ هذا التصور، وأقنعناه بواقعية تلك القيم، وإمكانية تجسيدها، وهذا لا يتم إلا بوجود مجموعة من الناس، يتحملون مسؤولية الالتزام بهذه القيم، وتجسيدها في الواقع الحياتي، في الوقت الذي يكونون فيه كسائر أفراد البشر من حيث امتلاك الغرائز والرغبات، والعيش في نفس الظروف والأجواء.
ووجود هذه الفئة التي تطبق القيم حرفياً، وتتحمل كل الصعوبات في سبيل ذلك، يشكل دافعا قويا لسائر الأفراد للالتزام بالقيم، والإقتداء بتلك الفئة، وتقمص أدوارها ومواقفها.
التفاصيل والمنعطفات:
4. وقد تكون العناوين العامة للقيم واضحة في أذهان بعض الناس، ويلتزمون بمراعاتها حينما يتوفر لهم الوضوح في المواقف والموارد، لكن هناك بعض الجوانب التفصيلية، وبعض الحالات الدقيقة، والمنعطفات الحساسة، تحتاج من الإنسان إلى شفافية كبيرة، وإرادة قوية، ونظر ثاقب، حتى لا تلتبس عليه الأمور، وتختلط الأوراق، ثم قد تتزاحم القيم والمبادئ في موقف من المواقف، فيرتبك الإنسان في الالتزام بأيها.
وهنا يأتي دور القدوات الصالحة الناجحة القادرة على تشخيص المواقف، ومعرفة تفاصيل القضايا وتطبيقاتها، وتحديد الأولويات ومعالجة الحالات الحساسة الخطيرة.
الأنبياء والصالحون
لكل ذلك فإن الله سبحانه وتعالى نصب الأنبياء، إلى جانب إنزال الشرائع والكتب السماوية، ليكونوا قدوات للناس، على طريق الخير والهدى.
إنهم قدوات للبشر على امتداد التاريخ، لذلك خلّد الله تعالى ذكرهم وسيرهم، عبر وحيه وقرآنه، ففي القرآن الكريم سور باسم الأنبياء والأولياء، كسورة آل عمران، وسورة يونس، وسورة هود، وسورة يوسف، وسورة إبراهيم، وسورة مريم، وسورة لقمان، وسورة محمد، وسورة نوح.. كما أن الحديث عن قصص الأنبياء ومواقف الأولياء، مبثوث في مختلف سور القرآن، وفي العديد من آياته.
إنه تعالى يأمر نبيه محمد بأن يتحدث للناس عن حياة هؤلاء القدوات العظام كقوله تعالى: ?وَاذكُر فِي الكِتَابِ مَريَمَ إِذ انتَبَذَت مِن أَهلِهَا مَكَانًا شَرقِيًّا?. ?وَاذكُر فِي الكِتَابِ إِبرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا? ?وَاذكُر فِي الكِتَابِ إِسمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا?. ?وَاذكُر عِبَادَنَا إبرَاهِيمَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ أُولِي الأَيدِي وَالأَبصَارِ?
وذكر سيرهم وقصصهم إنما هو لتقديمهم كنماذج وقدوات للبشر، كما يقول تعالى: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُم اقتَدِهِ?. ويقول تعالى: ?قَد كَانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ). (قَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ?.
القدوات الزائفة
وفي هذا العصر بالذات ما أحوج المجتمعات البشرية إلى إبراز القدوات الصالحة، حيث أن إعلام الحضارة المادية، يصنع ويقدم للناس قدوات زائفة فاسدة، تتمثل في العناصر المتاجرة بجمالها ومفاتنها، والمجاهرة بالانحراف والفساد الأخلاقي، فالمجلات والصحف تتسابق على نشر صور المغنين والمغنيات، والممثلين وعارضات الأزياء، وعلى متابعة أخبار هذه الطبقة بما فيها من مجون وخلاعة وفساد، وفي عصر العولمة، أصبحت هذه العناصر بترويج الإعلام لها شخصيات عالمية، تنشر صورها وأخبارها في كل مكان. ومازال العالم يتذكر كيف شغلت (ديانا) في حياتها، مساحة واسعة من اهتمام الناس، في شتى بقاع الدنيا، وكيف كانت أخبارها تغطى بدقة ومتابعة، وكيف أصبحت وفاتها الحدث الأمثل والأهم لفترة من الزمن، فبكاها الكثيرون، ورثاها الشعراء والأدباء، وتابع مراسيم تشييعها مئات الملايين، ومعروف أنها كانت ذات مغامرات عاطفية لا شرعية حتى لحظة مقتلها بصحبة عشيق، وقد اعترفت بخيانتها لزوجها ولي عهد بريطانيا على مرأى ومسمع من العالم كله.. وهي بهذه السيرة تقدم كنموذج وشخصية رائدة!!..
مودة ورحمة- استشاري معتمد
- عدد المساهمات : 123
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
السٌّمعَة : 3
رد: الشباب و القدوة المفقودة
اسم لمن يُقتدى به، فيقال: فلان قدوة إذا كان ممن يأتسي الناس خطاه, ويتبعون طريقته. والاقتداء هو طلب موافقة الغير في فعله, واتّباع شخصية تنتمي إلى نفس القيم التي يؤمن بها المقتدي، وعادة ما يمثل شخص المقتدَى به قدراً من المثالية والرقي والسمو عند أتباعه ومحبيه, والقدوة تنطوي في داخلها على نوعٍ من الحب والإعجاب الذي يجعل المقتدِي يحاول أن يطبق كل ما يستطيع من أقوال وأفعال.
ولا يمكن بحالٍ أن يكون الاقتداء إلغاءً أو مصادرة للرأي والإرادة, أو ممارسة لضغطٍ ما, أو قسر المقتدي على أمر معين؛ لأن الاقتداء منطلق من قناعة صاحبه؛ فهو جزءٌ من إرادته وكيانه. وأعظم القدوات هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو القدوة المطلقة؛ فكل ما يفعله أو يقوله أو حتى يتركه هو محل أسوة وقدوة، يقول جل وعلا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
وهناك نوع ثانٍ من القدوة دون ذلك؛ فيُقتَدى به في جانب دون آخر, كالصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين, والأئمة كمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم, فهؤلاء قدوة، لكنها ليست مطلقة كالنبي صلى الله عليه وسلم. وثمة نوع ثالث من القدوة, وهو القدوة الواقعية الحيّة, والملاحظ أننا كلما تكلمنا عن القدوة نهرب إلى التاريخ! وهذا قد يشعر بشيءٍ من العجز والإفلاس في الواقع, ويفترض أن يكون هناك بحث عن القدوة الواقعية بجانب القدوة التاريخية، وليس ضرورياً أن تكون هذه القدوة الواقعية مثالية كاملة من كل ناحية؛ فثمة فرق بين التأسي والقدوة؛ فالتأسي هو للرسول صلى الله عليه وسلم. والاقتداء جاء مع الأنبياء والصالحين والصحابة وغيرهم (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)، (اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ) رواه الترمذي وأحمد وابن ماجة. فقد تجد في الحياة من يمكن أن يُقتدى به في إنجاز معين, أو تطور, أو خبرة, أو صفة من الصفات, ولو كان مخفقاً في صفة أخرى. فلا يلزم أن يكون أنموذجاً ومثالاً كاملاً راقياً في كل جانب لكي يُقتدى به , بل يكفي أن يكون قدوة واقعية في بعض الجوانب يعيش بين ظهرانينا.
والإنسان محتاج إلى شخصية يعجب بها ويقتدي بأفعالها وسلوكها, إما في جزءٍ من حياته، أو في حياته كلها. فعملية الاقتداء هي غريزة فطرية في الإنسان, يغذيها ما طبع عليه الإنسان من التأثير والتأثر سواء كان رئيساً أو مرؤوساً, إضافة إلى الرغبة في المحاكاة والاستعداد النفسي للتقليد؛ فالطفل الصغير -مثلاً- بحكم ضعف خبرته وقلة معرفته محتاج إلى الاتكاء على شخصية أخرى كالأب أو الأم، ثم يتحول إلى معلمه، ثم إلى من يتماس معهم في حياته سلباً وإيجاباً. والإنسان لا يستطيع أن يبدأ من الصفر، بل
لابد من خبرات سابقة وتجارب وأناس سبقوه في مضماره, وكل من كان لديه طموح معين فسيجد من يشاركه طموحه, لكنه سبقه تجربةً, فيحاول أن ينسج على منواله, ويسير على خطاه مع احتفاظه بتميزه واستقلاليته وخصوصيته. فالقدوة تعزيز لجوانب الطموح من جهة الاستفادة من الآخرين, والاستفادة ليست عيباً, إنما العيب أن يشعر الإنسان أنه يجب عليه أن يكون بمنأى ومعزل عن الآخرين فيصبح ككوكب في مدار منفصل. ونحن بحاجةٍ في هذا العصر أن نقدم لشبابنا قدوات ممن برزوا في الجوانب العلمية والإدارية والاقتصادية, حتى في جوانب التفوق على المشكلات التي يعانونها, بحيث تكون هناك ممارسة واقعية وعملية للقدوة.
كما أن التنوع في القدوة مطلوب؛ لأن طبائع الناس مختلفة, وميولهم متفاوتة, وأمزجتهم وأهدافهم متباينة؛ فعلى حين تجد من طبعه العزوف والعزلة تجد من طبعه الطموح والاختراع والاكتشاف والبحث, وكلٌّ له قدوة إن أراد. ويخطئ كثيرٌ من الناس في حصر القدوة في المشايخ والعلماء فقط, وذلك تحجيم لمعنى القدوة، بل ينبغي أن يكون كل ناجح قدوة في مجاله ومضماره، كالإدارة والاقتصاد والتنمية والعلم والإعلام وسائر شؤون الحياة. إنه لم يمر بالمسلمين عصر احتاجوا فيه إلى إحياء معنى القدوة مثلما مر عليهم في العصر الحاضر، فأوضاع المسلمين لا تخفى على أحد.
فالانقسامات المذهبية داخل المجتمعات الإسلامية على أشدها, حتى يُقدم أحياناً قول الإمام على قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- فالحديث إما منسوخ أو ضعيف أو لا يُدرى وجهه, أما قول الإمام فلا شك فيه, وهو للقدوة فقط, ولا مجال للنظر فيه. والانقسامات الفكرية التي تعصف بالعقول، والتي ربما تكون نتيجة تأثر بأفكار مستوردة غريبة عن قيمنا، إضافة إلى الاختلافات الحركية داخل الجماعات الإسلامية المختلفة, والتي يحيط فيها زعيم الجماعة نفسه أحياناً بهالة وقدسية عند بعض الأتباع, حتى وإن لم يريدوا ذلك, لكن التكرار له أثر كبير.
والضخ الإعلامي من خلال الزخم الفضائي الهائل والإنترنت؛ مما صنع قدوات كثيرة للصغار والكبار, قدوات وهمية وحقيقية، فنية ورياضية وأخرى في الشكل والصوت والأداء والشهرة, والناس مشغولون ومتابعون، لمن يحقق شهرة أوسع. ولذلك يأتي دورنا في تجلية القدوة الحقيقية فإن من أعظم ما نقدمه للدول الأخرى إذا جاءت كل أمة بعظيمها ومتبوعها أتيناهم بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فظهر الحق، وبطل ما كانوا يعملون. *
--------------------------------------------------------------------------------
وهى التى تتمثل فى (( القدوة الحسنة )) فالقدوة الحسنة دعوة شاملة لاتحتاج إلى شرح أو مناقشة، فهى أقصر طريق، لأن الإيمان بالدعوة فى هذه الحالة سيكون إيمانا بالعين والصورة، والواقع الحى الناطق، وهو أقرب إلى التصديق والاقتناع، وقد قال الإمام البنا- رحمه الله-: الكتاب يوضع فى المكتبة قلما يقرؤه أحد، ولكن المسلم الصادق كتاب مفتوح يقرؤه الناس، وهو أينما سار فهو دعوة متحركة (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) الأحزاب: 21، لهذا نجد الطالب المسلم الذى يحصل على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف مرموقا محبوبا، وهو فى ذات الوقت دعوة مضيئة ناطقة، وكذا يكون الموظف والعامل وغيرهما (و لكن الله حبب اليكم الايمان و زينه في قلوبكم) الحجرات :22
لذلك يا اخي المسلم احرص علي ان تكون اسلامي في كل شئ واجعلها لله ...اتقن كل عمل لتكون قدوه لغيرك
ولا يمكن بحالٍ أن يكون الاقتداء إلغاءً أو مصادرة للرأي والإرادة, أو ممارسة لضغطٍ ما, أو قسر المقتدي على أمر معين؛ لأن الاقتداء منطلق من قناعة صاحبه؛ فهو جزءٌ من إرادته وكيانه. وأعظم القدوات هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو القدوة المطلقة؛ فكل ما يفعله أو يقوله أو حتى يتركه هو محل أسوة وقدوة، يقول جل وعلا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
وهناك نوع ثانٍ من القدوة دون ذلك؛ فيُقتَدى به في جانب دون آخر, كالصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين, والأئمة كمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم, فهؤلاء قدوة، لكنها ليست مطلقة كالنبي صلى الله عليه وسلم. وثمة نوع ثالث من القدوة, وهو القدوة الواقعية الحيّة, والملاحظ أننا كلما تكلمنا عن القدوة نهرب إلى التاريخ! وهذا قد يشعر بشيءٍ من العجز والإفلاس في الواقع, ويفترض أن يكون هناك بحث عن القدوة الواقعية بجانب القدوة التاريخية، وليس ضرورياً أن تكون هذه القدوة الواقعية مثالية كاملة من كل ناحية؛ فثمة فرق بين التأسي والقدوة؛ فالتأسي هو للرسول صلى الله عليه وسلم. والاقتداء جاء مع الأنبياء والصالحين والصحابة وغيرهم (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)، (اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ) رواه الترمذي وأحمد وابن ماجة. فقد تجد في الحياة من يمكن أن يُقتدى به في إنجاز معين, أو تطور, أو خبرة, أو صفة من الصفات, ولو كان مخفقاً في صفة أخرى. فلا يلزم أن يكون أنموذجاً ومثالاً كاملاً راقياً في كل جانب لكي يُقتدى به , بل يكفي أن يكون قدوة واقعية في بعض الجوانب يعيش بين ظهرانينا.
والإنسان محتاج إلى شخصية يعجب بها ويقتدي بأفعالها وسلوكها, إما في جزءٍ من حياته، أو في حياته كلها. فعملية الاقتداء هي غريزة فطرية في الإنسان, يغذيها ما طبع عليه الإنسان من التأثير والتأثر سواء كان رئيساً أو مرؤوساً, إضافة إلى الرغبة في المحاكاة والاستعداد النفسي للتقليد؛ فالطفل الصغير -مثلاً- بحكم ضعف خبرته وقلة معرفته محتاج إلى الاتكاء على شخصية أخرى كالأب أو الأم، ثم يتحول إلى معلمه، ثم إلى من يتماس معهم في حياته سلباً وإيجاباً. والإنسان لا يستطيع أن يبدأ من الصفر، بل
لابد من خبرات سابقة وتجارب وأناس سبقوه في مضماره, وكل من كان لديه طموح معين فسيجد من يشاركه طموحه, لكنه سبقه تجربةً, فيحاول أن ينسج على منواله, ويسير على خطاه مع احتفاظه بتميزه واستقلاليته وخصوصيته. فالقدوة تعزيز لجوانب الطموح من جهة الاستفادة من الآخرين, والاستفادة ليست عيباً, إنما العيب أن يشعر الإنسان أنه يجب عليه أن يكون بمنأى ومعزل عن الآخرين فيصبح ككوكب في مدار منفصل. ونحن بحاجةٍ في هذا العصر أن نقدم لشبابنا قدوات ممن برزوا في الجوانب العلمية والإدارية والاقتصادية, حتى في جوانب التفوق على المشكلات التي يعانونها, بحيث تكون هناك ممارسة واقعية وعملية للقدوة.
كما أن التنوع في القدوة مطلوب؛ لأن طبائع الناس مختلفة, وميولهم متفاوتة, وأمزجتهم وأهدافهم متباينة؛ فعلى حين تجد من طبعه العزوف والعزلة تجد من طبعه الطموح والاختراع والاكتشاف والبحث, وكلٌّ له قدوة إن أراد. ويخطئ كثيرٌ من الناس في حصر القدوة في المشايخ والعلماء فقط, وذلك تحجيم لمعنى القدوة، بل ينبغي أن يكون كل ناجح قدوة في مجاله ومضماره، كالإدارة والاقتصاد والتنمية والعلم والإعلام وسائر شؤون الحياة. إنه لم يمر بالمسلمين عصر احتاجوا فيه إلى إحياء معنى القدوة مثلما مر عليهم في العصر الحاضر، فأوضاع المسلمين لا تخفى على أحد.
فالانقسامات المذهبية داخل المجتمعات الإسلامية على أشدها, حتى يُقدم أحياناً قول الإمام على قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- فالحديث إما منسوخ أو ضعيف أو لا يُدرى وجهه, أما قول الإمام فلا شك فيه, وهو للقدوة فقط, ولا مجال للنظر فيه. والانقسامات الفكرية التي تعصف بالعقول، والتي ربما تكون نتيجة تأثر بأفكار مستوردة غريبة عن قيمنا، إضافة إلى الاختلافات الحركية داخل الجماعات الإسلامية المختلفة, والتي يحيط فيها زعيم الجماعة نفسه أحياناً بهالة وقدسية عند بعض الأتباع, حتى وإن لم يريدوا ذلك, لكن التكرار له أثر كبير.
والضخ الإعلامي من خلال الزخم الفضائي الهائل والإنترنت؛ مما صنع قدوات كثيرة للصغار والكبار, قدوات وهمية وحقيقية، فنية ورياضية وأخرى في الشكل والصوت والأداء والشهرة, والناس مشغولون ومتابعون، لمن يحقق شهرة أوسع. ولذلك يأتي دورنا في تجلية القدوة الحقيقية فإن من أعظم ما نقدمه للدول الأخرى إذا جاءت كل أمة بعظيمها ومتبوعها أتيناهم بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فظهر الحق، وبطل ما كانوا يعملون. *
--------------------------------------------------------------------------------
وهى التى تتمثل فى (( القدوة الحسنة )) فالقدوة الحسنة دعوة شاملة لاتحتاج إلى شرح أو مناقشة، فهى أقصر طريق، لأن الإيمان بالدعوة فى هذه الحالة سيكون إيمانا بالعين والصورة، والواقع الحى الناطق، وهو أقرب إلى التصديق والاقتناع، وقد قال الإمام البنا- رحمه الله-: الكتاب يوضع فى المكتبة قلما يقرؤه أحد، ولكن المسلم الصادق كتاب مفتوح يقرؤه الناس، وهو أينما سار فهو دعوة متحركة (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) الأحزاب: 21، لهذا نجد الطالب المسلم الذى يحصل على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف مرموقا محبوبا، وهو فى ذات الوقت دعوة مضيئة ناطقة، وكذا يكون الموظف والعامل وغيرهما (و لكن الله حبب اليكم الايمان و زينه في قلوبكم) الحجرات :22
لذلك يا اخي المسلم احرص علي ان تكون اسلامي في كل شئ واجعلها لله ...اتقن كل عمل لتكون قدوه لغيرك
المتمردة- مشرف سابق
- عدد المساهمات : 499
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 10/05/2008
السٌّمعَة : 13
رد: الشباب و القدوة المفقودة
سلمت يداك لهذا الطرح أخي الغالي , وكل الشكر لرد الغالية
مودة ورحمة المليء والغني , وتوضيحات غاليتنا المتمردة . لست ممن يؤيدون مقولة
تغير السمت عبر الزمن والمكان وفقاً للمتغيرات , والتي هي تحصيل حاصل في أسلوب
المعيشة فقط , فكم ذكر تغير القدوة باللباس والمظهر والإعتماد على المعرفة الشخصية
والثقافة الذاتية ........... . أمور شكلية ولكن لو بحثا عن الجوهر والمنشأ لما
وجدنا أن هناك من أمر لم يعلمنا عنه دين الإسلام سواء من القرآن الكريم أو من
السنة الشريفة , فالإسلام قد حث على الإعتناء بالمظهر , ولم يحدد خطوط الموضة
ولكنه أوحى بالأسلوب المحتشم الفضفاض العام وعدم المغالاة في الملبس . وكذلك حث
على العلم والتعلم , وعلى إكتساب الثقافة والمهارات الحياتية , ولكن جعل كل ذلك في
خدمة الإنسانية , كعامل بناء وليس عامل هدم للقيم , توجيه نحو المزيد من الإيجابية
لسعادة الفرد والمجتمع .
اليوم نفتقد للقدوة , لأن الفردية في كل شيء , والأنانية في
كل شيء , وقلة من يتنكر للفردية والأنانية , وسيادة الأنا حتى في العلاقات الأسرية
, (كأن تقول المرأة أنا ولتذهب العائلة إلى الجحيم أو يقول الرجل أنا ولتذهب
الزوجة والأولاد إلى الجحيم فالعمر واحد ) , جعل البحث عن الأنا وتلك اللحظات التي
تشعر بالسعادة وتذهب بكل تحصيل السعادة إلى غير رجعة , وتترك الندم و الحسرة دون
معرفة كيفية الإصلاح والتعويض , جعلتنا نزداد ضياعاً وغرقاً . نحتاج لصحوة نحو
المبادىء التي عاش عليها أجدادنا , ولكن تحت ضوء مصباح كهربائي ومن شباب واعون ,
يستمعون لمن يقرأ عليهم من خلال ميكرفون , ويلبس نظارات طبية لا باس كونها من صنع
أرماني , ولكنه يتحدث العربية بطلاقة , ويرد على الأجانب بلغة إنكليزية صحيحة ,
ويحمل قدراً كبيراً من الإنسانية المشبعة بزيت القناديل التي كتب على نورها القرآن
الكريم . نبحث عن الروح , الروح تلك التي لا تتغير , فالقدوة التي نريد هي إنسان
بروح بلورتها نقية , لا شوائب تحجب توهجها وتشوه من نوره .
مودة ورحمة المليء والغني , وتوضيحات غاليتنا المتمردة . لست ممن يؤيدون مقولة
تغير السمت عبر الزمن والمكان وفقاً للمتغيرات , والتي هي تحصيل حاصل في أسلوب
المعيشة فقط , فكم ذكر تغير القدوة باللباس والمظهر والإعتماد على المعرفة الشخصية
والثقافة الذاتية ........... . أمور شكلية ولكن لو بحثا عن الجوهر والمنشأ لما
وجدنا أن هناك من أمر لم يعلمنا عنه دين الإسلام سواء من القرآن الكريم أو من
السنة الشريفة , فالإسلام قد حث على الإعتناء بالمظهر , ولم يحدد خطوط الموضة
ولكنه أوحى بالأسلوب المحتشم الفضفاض العام وعدم المغالاة في الملبس . وكذلك حث
على العلم والتعلم , وعلى إكتساب الثقافة والمهارات الحياتية , ولكن جعل كل ذلك في
خدمة الإنسانية , كعامل بناء وليس عامل هدم للقيم , توجيه نحو المزيد من الإيجابية
لسعادة الفرد والمجتمع .
اليوم نفتقد للقدوة , لأن الفردية في كل شيء , والأنانية في
كل شيء , وقلة من يتنكر للفردية والأنانية , وسيادة الأنا حتى في العلاقات الأسرية
, (كأن تقول المرأة أنا ولتذهب العائلة إلى الجحيم أو يقول الرجل أنا ولتذهب
الزوجة والأولاد إلى الجحيم فالعمر واحد ) , جعل البحث عن الأنا وتلك اللحظات التي
تشعر بالسعادة وتذهب بكل تحصيل السعادة إلى غير رجعة , وتترك الندم و الحسرة دون
معرفة كيفية الإصلاح والتعويض , جعلتنا نزداد ضياعاً وغرقاً . نحتاج لصحوة نحو
المبادىء التي عاش عليها أجدادنا , ولكن تحت ضوء مصباح كهربائي ومن شباب واعون ,
يستمعون لمن يقرأ عليهم من خلال ميكرفون , ويلبس نظارات طبية لا باس كونها من صنع
أرماني , ولكنه يتحدث العربية بطلاقة , ويرد على الأجانب بلغة إنكليزية صحيحة ,
ويحمل قدراً كبيراً من الإنسانية المشبعة بزيت القناديل التي كتب على نورها القرآن
الكريم . نبحث عن الروح , الروح تلك التي لا تتغير , فالقدوة التي نريد هي إنسان
بروح بلورتها نقية , لا شوائب تحجب توهجها وتشوه من نوره .
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
مواضيع مماثلة
» الرومانسية المفقودة بين الزوجين
» معلم اليوم والهيبة المفقودة
» القدوة الحية المتحركة في المنزل
» أطفالنا بين غياب القدوة.. وتفريط الراعي (وإهمال الأمانة)
» قال أحد الشباب:
» معلم اليوم والهيبة المفقودة
» القدوة الحية المتحركة في المنزل
» أطفالنا بين غياب القدوة.. وتفريط الراعي (وإهمال الأمانة)
» قال أحد الشباب:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin