اللحظات التي تمر لن تعود أبداً

لا يا حبيبتي ما كنت قاسياً أبداً , حتى عندما أنتقد , فكيف أكون قاسياً مع من أحبهم .
ألم تريني كيف أحنو على غصن الصنوبر , وأنا أداعبه لينسى ما عليه من ثقل الثمار ويكف عن رثاء حاله لحمله الثقيل , كل ما أفعله هو إيجاد الجمال في النقائص الصغيرة لتكون مكتملة الروعة .

هلا حملت معي بعض الهموم , بدلاً من أن تزيدها , أم أنك تدفعين بي لتسمعي مني إعتراف بثقل الحمل , وعجزي عنه . ترى هل يمكنك أن تحملي بعضاً منه وتقدرين على الحديث حتى ولو بأنفاس متقطعة .

ثقي بي , لن تستطيعين , ولكنك تستطيعين تدميري , وسوف تندمين وسوف ترمين الحمل , الذي يسقط عن كاهلي فلن تستطيعي حتى أن تبقيه على جثتي لأنه حي وهو كل ما تملكين , أعرفت خسارتك , أعرفت كم هي كبيرة خسارتك .
لو كنت تعلمين كم أحبك , لو كنت تعلمين أنك حبي الوحيد لما أسات إلي , وأسامحك ولكن لن أغفر لك خطؤك في حقي نفسك بتدميري فقد خسرت المخلوق الوحيد الذي أحبك , ولن تجدي بديلاً عنه .
كيف ستغنين بعدي , وتدمدمين القصائد التي كنت أحكيها لك , كيف والدموع تملأ عينيك ......

كيف يمكنك أن تبتسمي وأنت عالقة في رواق الأحزان .....
أتعرفين بما اشعر الآن يا حبيبتي , لا , لا أعتقد أنك تعرفين .....
كل المخلوقات كباراً , صغاراً ...
كل الدموع والإبتسامات بين ولادات وموت , أليست هذه هي الحياة , ألم يمر كل المخلوقات بمثل هذه الأحاسيس .....
هل إستطعت أنت , الحفاظ على لحظة سعيدة لفترة طويلة , أو لحظة حزن دامت حتى اللحظة ؟؟؟؟ لا اعتقد أنك تمكنت من ذلك أبداً , اللحظة تأتي ثم تأتي لحظة تحل محلها .
ترى ما الذي يجعلنا سعداء ؟
إنه الألم الذي عشناه .
ترى ما الذي يجعلنا حزانى ؟
فقدان السعادة التي كنا نحياها .
لذلك ينبغي أن نقدر كل لحظة نعيشها , مهما كانت . ببساطة اللحظات التي تمر لن تعود أبداً , لن تتكرر ابداً ....
إحتفظ بكل لحظاتك في الذاكرة , وبين وقت وأخر إستعرضها لتقدر اللحظة التي التي تعيشها , حولها إلى جمالية روحانية , لا تمنحها صفة الفرح أو الحزن , ابقها ذكرى , ذكرى جميلة ......
عد إلى بيتك , وصلي شاكراً لله , فغداً يوماً آخر لتلتقط ذكريات تضيفها إلى ارشيف حياتك الحافل بتنوع الحياة .......

عدْ إلى بيتِك , وَصَلِّ شاكراً لله , فغداً يومٌ آخر لتلتقطَ ذكرياتٍ تضيفُها إلى ارشيفِ حياتِكَ الحافل بتنوعِ الحياة ........
أجل سأعود إلى بيتي ، وسأصلي شاكراً لله تعالى ، على حياة حافلة بينبوع الحياة الصافي ، الذي لمْ تستطعْ تكديرَهُ قلوبٌ قاسية، وأيدٍ آثمة، وعقولٌ فارغة إلا منْ التفاهات. ولجميع الكائنات مني السلام

إنها الحياة , أنها العلاقات , إنها الأفعال ورداتها .
أشكر لك ردك الرقيق كما قلبك , رغم إنني حسبت أن الموضوع ليس كما أحسبه , وأن المشاعر الإنسانية لا تعني الكثير رغم أهميتها ولكن زاوية الطرح لم تكن مناسبة , فندمت لكتابتي هذه . ولكن ردك الرقيق المفعم بالكلمات التي عنيتها غسلت تلك الأفكار , فحمدت الله على ذلك . شكراً لك مرة أخرج على العبارة التي جاءت معطرة بروح النبل الغالي :
لجميع الكائنات مني السلام
هذا الإحساس أتى كخيط حرير لف حب الكون الذي لا تجده إلا في صدر من يعرف الله حقيقة ويسكن في قلبه ذلك الحب الذي لا يترك له مجالاً للهوى , ويعطر تصرفاته وكلامه .
شكراً سيدي وأخي الكريم .