أصحاب القلوب الخضراء

خطرت على فكري عبارة حين مددت يدي إلى الصراف الآلي لأخذ النقود , وكنت قد تعلمت من بضعة اسابيع صفة , ليتني فعلتها من زمن بعيد . هذه الصفة هي كتابة ما يرد على خاطري بورقة كي لا أنساها , أقول تعلمت وليتني إكتسبت , فإلى اليوم لا أزال أهمل فأنسى .
العبارة كانت لماذا نجعل حياتنا مثل النقود . بمعنى لماذا نتعب عمراً مديداً لندخر مبلغاً من المال , قد نصرفه في ثوان لقاء أمر قد يكون بلا قيمة . أليست الحياة غالية ولا تقدر بثمن !
لماذا لا يكون لحياتنا إدخار في نفوس الآخرين , وهذا شأنه شأن البنوك , فقد يعلن البنك إفلاسه , وتسقط مدخرات الحياة في بالوعة البعض ممن لا يشبعون , ونحن من يدفع الثمن . أو قد تهبط قيمة المدخرات بهبوط النفس إلى الحضيض , وحينها لو أن نصاباً أخذها لكانت أهون رغم القسوة في كل ذلك ..
فكرت كثيراً أن إدخار ايام حياتنا في نفوس الآخرين له ثمن , ولا يقدر هذا الثمن غير الخالق الرحمن الرحيم . أنت تفعل خير , ويدخل في سجلك عند الله العزيز القدير , بغض النظر عن النفس التي منحتها من خير الله عليك خيراً . عندها رضيت عن نفسي ,
وشكرت الله على المرتب الذي يحتاج إلى يومين كي أخذه من الصراف . وقد كان لزمن طويل يحتاج فقط إلى يوم واحد بعد إضافة بضعة مئات تصل إلى الألف . ولكن ما يضحك بعض المرتبات , في بعض البلاد أقول ما يضحك وهو يبكي ويبكي ويبكي , هو أن الحد الأعلى المسموح به يومياً ,يزيد عما يقارب ثلاثة أضعاف تقاعد موظف بعد 25 سنة خدمة (موظف من الدرجة الأولى) فلماذا الصراف .
وعدت للبيت لأفتح صديقي الكمبيوتر , وأدخل بيتنا الكبير فوجدت رسالة من صديق غال هو حافظ السيد , قرأت فيها ما أعجبني وله علاقة من قريب أو من بعيد بالخاطرة , فأحببت أن أنقلها لكم ولم أعرف المصدر الحقيقي لها ولكنها مجموعة خواطر ممتعة تعني الكثير , لأصحاب ........
أصحاب القلوب الخضراء
قلوبهم بلون الاشجار
أحلامهم بنقاء الماء
وخيالهم باتساع السماء
لديهم قدره على التسامح بلا حدود
ويتمتعون بقدرة الاغتسال بماء الاماني
وقدرة الحلم والانغماس فيه الى اخر قطراته
اصحاب القلوب الخضراء
لاينتظرون خنجر الغدر من يد صافحتهم
طقوسهم وأيامهم ولوحاتهم ملونه بالتفاؤل
لايتعلمون من اخطائهم بسهولة
يكررون الاخطاء كعادات طفولية
يمنحون القلوب حولهم ثقة متناهيه
ولايلمحون اللون الاسود في الحياة
اصحاب القلوب الخضراء
يتمسكون بالبدايات باصرار
ويرفضون النهايات برعب
لايستوعبون واقع الفراق سريعا
يتحايلون على الواقع بحلم
ويتحايلون على الحلم بالوهم
ولهم على خارطة الاحلام مساحات شاسعه
اصحاب القلوب الخضراء
لايعترفون بالخيانة
ولايذيقون سواهم مرارة الغدر
يبدأون بنقاء
وينتهون بوفاء
يسرق الحنين منهم جزءا كبيرا من العمر يخلصون لحكاياتهم حتى الموت
وللامس في اعماقهم معزة خاصة
اصحاب القلوب الخضراء
يمارسون دور حمام السلام
ينشرون الحب على الارض
يسهمون في بناء مدن الفرح
يسارعون لترميم انكسار القلوب
يتحدثون بصوت النقاء والحب والحلم
يشعرونك بانهم قد اخترعوا البياض
على الارض
اصحاب القلوب الخضراء
يتمسكون بطفولتهم رغم السنوات
تبقى قلوبهم في طور الطفولة
لاتكبر اعماقهم ولاتتلوث ابدا
ترتسم ملامح الطفولة على وجوههم
أعينهم مرآه صادقة لاعماقهم
تقرأ باعينهم كل ماتخفيه اعماقهم
فهم لايجيدون التخفي والاخفاء
ويفشلون في ارتداء الاقنعه
اصحاب القلوب الخضراء
لايخذلونك ابدا عند الحاجة اليهم
فهم اول من يدثر حاجتك ويسترها
وهم اول من تلمحهم عيناك عند انكسارك
وأول من ينتشلك عند غرقك بأحزانك
يمنحونك انفاسهم عند الاختناق
يحولون ايامهم الى طوق نجاة يلقونه اليك
اصحاب القلوب الخضراء
حين يحبون يحبون بعنف
وحين يخلصون يخلصون بعنف
وحين يصدمون يصدمون بعنف
وحين ينكسرون ينكسرون بعنف
وحين يبذلون يبذلون بعنف
وحين يبكون يبكون بعنف
اذا كنت ممن يحيط بهم اصحاب القلوب الخضراء
فالتصق بهم جدا
فهم عملة نادرة في زمن القلوب الملونه
كلمات اتمنى ان تخاطب
قلوبكم الخضراء

اصحاب القلوب الخضراء
يمارسون دور حمام السلام
ينشرون الحب على الارض
يسهمون في بناء مدن الفرح
يسارعون لترميم انكسار القلوب
يتحدثون بصوت النقاء والحب والحلم
يشعرونك بانهم قد اخترعوا البياض
على الارض
-
-
-
-
-
هذا هو الدكتور محمد سردار حفظه الله واكثر من امثاله

لماذا لا يكون لحياتنا إدخار في نفوس الآخرين , وهذا شأنه شأن البنوك , فقد يعلن البنك إفلاسه , وتسقط مدخرات الحياة في بالوعة البعض ممن لا يشبعون , ونحن من يدفع الثمن . أو قد تهبط قيمة المدخرات بهبوط النفس إلى الحضيض , وحينها لو أن نصاباً أخذها لكانت أهون رغم القسوة في كل ذلك ..


فكرة رائعة يا صديقي
دعنا تجرب ان نفتح في بنك المحبة لمالكه محمد سردار حسابا
ونودع فيه
قلوبا نكسبها بالعمل بالكلمة الطيبة
نكسب من حسابنا اخضرارا في قلوبنا

كم رائع هدفك
كم رائع موضوعك