لله درها

لله درها


أتت إلى برفقة وزوجها يبلغان عن ساحر طالما آذى الناس في حيهم والكل يخاف منه ربما بعضهم خافه أشد من خوفه من الله.

كانت والحق يقال أشجع من زوجها ، فعرضت علي أن تكون هي وزوجها السبب في القبض على ذلك المجرم المتجرد من كل معاني الإنسانية ومن كل شعائر الدين ، ( عدو الله )هكذا أسمته

تردد الزوج قائلا أخاف يضرنا ـ فردت بلسان المتوكلة على الله دون تأخر النافع والضار هو الله .

قال لي يا شيخ يمكن ما يحكم عليه بحكم قوي وبعدها يبهدلنا ، فقاطعته قائلة إن كنت خايف منه أنت اسمح لي وأنا أروح لحالي ؛ الله أكبر ، رجعت بذاكرتي وهي تتكلم إلى عهد السلف الصالح والصحابة الكرام وقوة توكلهم على الله.

قالت مخاطبة زوجها يابو فلان لو كان ينفع كان نفع نفسه ، ولو كان يضر كان ضر أعدائه وهم كثير أولهم رجال الأمن والهيئات ألا ترى أنهم يقبضون في كل فترة على ساحر أو ساحرة ومع هذا فهم محفوظون بأمر الله هذه المرأة غلبت كثيرا من الرجال بشجاعتها التي لم أرى لها مثيل في زماننا هذا حتى من الرجال إلا من رحم الله.

لست أنا وحدي الذي عجبت من أمرها بل كل من شاركني في القبض على ذلك الساحر (عبد الشيطان ) تعجب من شجاعتها وصبرها

وتأنيها مع طول فصول المشهد المثير الذي كانت نهايته مروعة لذلك الساحر حيث صاح بأعلى صوته أوقعتني امرأة

كان الزوج عندها يكاد أن يذوب من الخوف خشية انتقام ذلك الخبيث منهم بينما كانت هي في تمام هدوء الأعصاب ورباطة الجأش

فضيلة القاضي ناظر القضية أبدى تعجبه أيضاً من شجاعة تلك المرأة فلم يملك إلا أن رفع يديه يدعو الله أن يوفقها

وأن يحفظها من كل سوء وأن يكثر من أمثالها .

تلك المرأة مثال حي لنساء صنعن التاريخ ، وأقمن الحق بقوة غلبن فيها بعض الرجال ، وأحسب أن صدق نيتها وراء شجاعتها وحسن تصرفها ، فلقد قبض على ذلك الساحر معه أعمالا كثيرة وأسحاراً خطيرة

لقد أرسلت رقية رسالة فعلية إلى أولئك الذكور ـ أشباه الرجال ـ الذين يعيشون في قرى أو مدن يكون للسحرة فيها صولات وجولات

وهم لا يحركون ولا يتحركون أمن غير الله يخافون (ويخوفونك بالذين من دونه)

أولئك الرجال الذين لم يفهموا التوحيد حق فهمه لو فهموه لما كان للسحرة في حيهم من خلاق

وتكمن المصيبة في أن يكون البعض منهم قد تلبس بلابس الدين واظهر سنت سيد المرسلين لكنه يخاف من السحرة والمشعوذين

أقول لهم لقد كان لكم في قصتها عبرة ... فلله درها لله درها لله دره.

كتبه

الشيخ / شجاع الذويبي