هل يستحق هذا الأب دكتوراه في التربية ؟؟

سلمت يداك على تقديم هذه الرائعة .
عل فيها دليلاً واضحاً على أن أسلوب التربية ينبع من شخصية القدوة ويكون له التأثير المرجو حسب ما تعلم الصغير من أهله .
ذكرتني حين كنت في أولى المراحل ا‘دادية وفي مدرسة إشتهر عنها تميز الطلاب من صدارة الإمتحانات إلى قمة المشاغبة .
كنت ممن يملكون النشاط في الفصل , والتفاعل مع الأستاذ , ولكني هاديء لا اثير غضب أي استاذ , ولكن جاء أستاذ جديد , وأراد أن يفرض نفسه من أول لحظة . وبدأ الأمر بأن الذي خلفي تكلم مع زميله , وسكت قبل أن يستدير الأستاذ و ولكن الستاذ كان ينتظر اي فرصة ليعاقب أي طالب يجعله عبرة , فرفع يده الكبيرة ليصفع وجهي , ومحسوبكم لم يعتاد على الصفع إطلاقاً من قبل الأهل , ما عدى مرة واحدة من استاذ , سأوضحها , فأمسكت له يده العملاقة بيدي الصغيرة وقلت له من فضلك قبل أن تضربني أخبني لماذا ؟ ومن ثم إضرب لأعتذر لك . فدهش وقال لي إذهب إلى المدير وسألحق بك , وذهبت , ورويت ما حدث فقال المدير أريد أن تأتي مع ولي أمرك ,كان الصباح وأتىى والدي معي , وجرى الحوار التالي . قال المدير هل تعرف لماذا إستدعناك , فرد رحمه الله أجل فقد أخبرني , ولن اسمح لك بضرب ولدي , فهو صادق .
قال المدير نعرف ذلك ولكن الستاذ سيفقد إحترامه أمام الصف و فقال والدي بل سيفقد مصداقيته , ويصبح ولدي كاذباً ولن يحترم نفسه بعد ذلك . هنا إعتذر الأستاذ مني , وأصبح يراعيني ويهتم بي أكثر .وتعلمت أن أكون صادقاً , أما تلك المرة التي صفعني بها ذلك الأستاذ فقد كانت بسبب خطأ منه , فقد أعطتني الإدارة وشاح مراقبة سلوك زملائي وحرية الحركة أثناء وقوف الجميع للتأكد من إنتظام الصفوف .....
وبينما الجميع وافين كما المسامير تحركت قليلاً بحكم السماح لي , فلم أدري إلا وست صفعات أدارتني على محور قدمي من يدي ذلك الستاذ أذكر إسمه تماماً , ولم أعد أدري شيء غير أن أحد الأساتذة رحمه الله , وهو من القدس وإسمه عبد الله الرفاعي , نزل إلى الباحة وبدأ بصفع ذاك المصارع حتى أوقعه على الأرض , وحملني إلى الإدارة لإنعاشي و والحمد لله كنت يومها في السادس الإبتدائي . وأتى والدي بالطبع في اليوم التالي بعد أن أوصلني أبي عبد الله إلى بيت والدي . ولم يطلب والدي شيء سوى التصالح بين الأستاذين , ولكن لم يرضى الذي ضربني , وبعد بضعة شهور عدت لمدرستي في مصر , ثم عدت مرة أخرى قبل نهاية العام لنفس المدرسة , وكان الأستاذ يتربص بي ولكن ملاكي الحارس كان دائماً معي عدت لأكون من الأوائل الثلاث في المدرسة رغم التنقل الشديد .
كل ذلك لأقول أنني تعلمت من خلال تربية أمي أن لا اسبب لها الحزن بتصرفاتي , وكان ذلك أقوى وسيلة من الضرب وقد فعلت ذلك مع صغاري , فحين اقول لهم أتمنى أن لا تحزنوني بتصرفاتكم الخاطئة و كي لا يقول أحد لم يعرف ابيك كيف يربيك , هل يهون عليك ذلك يجيبوا لآ . ويعتذروا . أما الضرب فلا مكان له .
هذا النوع من التربية يحتاج لكثير من الحب , ومن التفهم من كلا الزوجين وهنا ينطبق المثال تماماً يد لوحدها لا تكفي للتصفيق .