الشرطة الاسرية.....

الشرطة الاسرية.....

أيها المربي هات يدك لننطلق إلى عالم مليء بالغرابة والغربة، غرابة في التصرفات،
غربة في اختيار المنهجية التربوية الصحيحة وتعال لنطوف على بعض بيوت المسلمين التي تراها أشبه بالمتاهات؛ فإذا دخلتها لا تعرف كيف حدث ذلك..!
والأمر كذلك إذا خرجت منها، فالفوضوية عنوانا لهاتيك البيوت،
أيها المربي: أقبل لترى كيف أن بعض الأسر تنمو نموا غير صحي
فهي تمرض يوما عن يوم فسرعان ما يكبر الصغير وتصغر مبادئه،
ويكبر بدنه وتصغر قيمته، ويتجول هنا وهناك متخبطا لا يحمل منهجاً..
الآن: قف أيها المربي واسأل نفسك لم وصلنا لهذا الحال..؟،
لا أعتقد أنك ستقول غير أن هذه البيوت بعيدة عن توجيه القرآن العظيم والسنة النبوية،
هو الذي أوصلها لهذه الحالة..
ثم سأطرح سؤالاً آخر: هل دخلت يوما بيتاً من هذه البيوت، واعتقدت أنك في حلبة مصارعة..؟؛
فالأخ يضرب أخاه ضرباً مبرحاً وكأنه عدواً من أعداء المسلمين !!والأم تقف موقف الحكم دون صافرة بل كل ما تستطيع فعله أن ترفع يديها لتنزلها مرة أخرى على أرجلها باكية
لا حيلة لها سوى البكاء ورفع الصوت..
وهذا ما حدث لأم ياسر وعدنان، فهي لم تربي أبنائها على كظم الغيظ،
قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.. ،
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"من كظم غيظاً وهو قادر على أن يبديه خيّره الله من أي الحور شاء..!"،
كما لم تربهم على دفع السيئة بالحسنة، قال الله عز وجل: { {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}،
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"اتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"،
كما لم تعلمهم تجنب الأقوال التي تؤدي للاستفزاز حيث قال تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ}.
كما أنها لم تبين لهم أن هناك أدباً بين الكبير والصغير،
فالكبير يرحم ويعطف ويتنازل ويتغاضى عن أخطاء الصغير ويوجهه ويعلمه،
والصغير يحترم الكبير ويقدره ويقدمه ويتعامل معه معاملة تبين قدره وعلو منزلته
حتى وإن كان الفرق ليس كبيراً، وعندما غاب هذا المبدأ العظيم القيم الرائع الذي لو تربى عليه أبناؤنا لرأيت حياة الضمير وضمير الحياة في ميزان لا يمكن أن يختل كما اختل في أسرة أم عدنان التي لم تستطع إيقافه عن ضرب أخيه ياسر إلا باستدعاء الشرطة!!!
التي سجنت الأخوين عقاباً لهما، في هذه الحالة ربما سيكون لدينا شرطة أسرية لحل مشاكل الإخوة والأخوات..؟؟!!،
فقد نصل لهذه المرحلة إذا غابت منهجية الشريعة الإسلامية عن حياتنا،
فتربية النشء على: ((خذ حقك، لا تصير ضعيفاً، إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب))..
هذه التربية التي غصصنا بلقمها ورأينا عقيم جناها ستجعلنا نعيش يوما ما وكأننا في غابة،
القوي يأكل الضعيف..!

بالفعل يجب أن نعمل على أن يكبر الصغير وتكبر معه مبادؤه

لا أن يتخلى عن مبادئه واحدا تلو الآخر فيتعامل مع الجميع بلامبالاة وعدم احترام

يجب أن نرسخ الحب والاحترام في قلوبهم

ولا ندفعهم لكره بعضهم بالمقارنات الغير مجديه



موضوع جدا رائع أخي الكريم

دمت بظل الرحمن أينما كنت