السمو الروحي

الحياة مليئة بالفرح وبالحزن . نتشارك الحزن فتخف وطأته علينا , وننظر إليه بعيون لم يغرقها الدمع بعد , فنخرج برؤيا تساعد صاحب الوجع على تحمل مصابه , ونبكي معه , فينظر إلينا ويعرف أن هناك قلوباً تخفق بالحنان له . حين نتشارك , تخف الدموع عن الشخص فالحزن الكبير يحتاج لحنان كبير وعندما يصدر من عدة قلوب , تكون جرعته قوية , فتشفى الجروح .
بكل بساطة البحر يحتاج لبحر , والنهر يحتاج لنهر والساقية تبحث عن مجرى بحجمها , ويبقى قلب الإنسان يتسع لكل ما سبق , لا يعتقد أحد أن القلب هو تلك الحجرات الأربعة !!!
إنه حضارة الأرض منقوشة على خلاياه , إنه المصفاة التي يدخل إليها كل الكون لتخرجها الروح نقية , وهذه المصفاة التي تعمل بأمر الروح , تبقى نقية عندما لا تسمح بدخول الشوائب التي تعلق في خارجها ولا تنتهي قدرتها إلا حين تتوقف النبضات , ليبدأ الإنتظار الطويل , لحياة أبدية .
من يتسم بوجود شوائب فليعرف أنها خارجية لأن القلب بمصفاته لا يعمل إلا بالنقاء , وبذلك فإن مجرد رفض الشوائب من السطح الخارجي , يسمح بتدفق الحياة بكل راحة , ونعرف جميعاً أن تراكم الشوائب على السطح الخارجي للمصفاة يمنع تدفق الحب عبرها فتفيض بكل ما فيها , ونحسب أن القلب فيه العوالق . لا ولكن السطح الخارجي هو الذي يحتاج إلى التنظيف , فالقلب أبداً لا يعرف عوالق أو شوائب فقد شكله الله ومنحه الحياة ليبقى نظيفاً .
هل من الصعب علينا أن ننظف السطح الخارجي , ففي كل منا , قلب نظيف ولن أصدق أن داخل قلب إنسان شيء من الشوائب . لننظف المصفاة كي يبقى الحب متدفقاً ويدخل نقياً ليصل إلى قلوب الأخرين نقياً . مفاتيح كل هذا منحنا الله إياها . فلنستعملها .
ألا ترون أن قلوب الصغار تنبض أسرع من الكبار !!!
لأن الشوئب لم تتراكم بعد , فلنعلمهم كيف يمنعون تراكمها.
لنسمح بالتدفق الحر للحب بدون عوائق , لتحلو الحياة , نساعد بعضنا , ونساهم بمحبة في كل ما يتعلق بالحياة .
لا تبكي وحدك فهنا بضعة دموع لغسل أحزانك , سأشاركك بها لأقلل من ألمك . وحين تبتسم تعال لنبتسم معاً , فالشراكة تمنح الدفء والأمان والإحساس برقة المشاعر , وهذا هو السمو الروحي .
عندما تسمو بروحك تحبك كل الموجودات .

الأخوة في الله نعمة الله المضاعفة في الدنيا والآخرة، فأعباء الدنيا كثيرة ، والمتاعب بها عظيمة،والفتن مهلكة، والإنسان وحده أضعف من أن يقف طويلا أمام هذه الشدائد.. فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ، والمسلم بحكم إيمانه بالله لا يحب إذا أحب إلا في الله، ولا يبغض إذا أبغض إلا في الله؛ لأنه لا يحب إلا ما أحب الله ورسوله، ولا يكره إلا ما يكره الله ورسوله




معنى الحب في الله



أن تكون المحبة خالصة لله لا يراد بها إلا وجهه الكريم، حب خالٍ من أي غرض، خال من شوائب الدنيا ، حب لا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة، بل يقوم على التقوى والصلاح، ويولد ويكبر في طريق الإيمان والإحسان، فبحب الله ورسوله نحب، وببغض الله ورسوله نبغض




ثواب الحب في الله


يا الله... لو تعلم مقدار ما تفيضه الأخوة عليك من خير وبر.. في الدنيا والآخرة... لما ترددت لحظة في مد جسور الأخوة مع كل مسلم ومسلمة على هذه الأرض.


وصحيح أن المسلم يحب جميع عباد الله الصالحين، ويبغض جميع عباد الله الفاسقين، ولكن الفطرة تميل لاختصاص بعض الإخوان والأصدقاء بمزيد من المحبة والمودة، وقد علم الله - عز وجل - منها ذلك وأثابها عليه


أولها



المتحابون في الله كتلة من نور في يوم شديد الظلمة، آمنون في يوم الرعب العظيم وهذه واحدة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن من عباد الله ناسا، ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله. قالوا:

يا رسول فخبرنا : من هم؟

قال : قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس . وقرأ "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "-

والثانية



أن المتحابين يحميهم الله من حر يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله

قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل "المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي" .



والثالثة


ما أعظمها - تحقق محبة الله للعبد



عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ وللمتجالسين فيّ، وللمتزاورين فيّ، وللمتباذلين فيّ” (رواه مالك بإسناد صحيح وصححه الألباني).



والرابعة


فهي توجب الجنة بضمان الله عز وجل أرأيت ؟ ممكن أن تنال محبة الله وأمنه ورضاه بل ونضمن الجنة بحب صادق لأتقياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم

قال صلى الله عليه وسلم : " إن رجلاً زار أخا له في الله، فأوجد الله له ملكاً فقال أين تريد؟

قال: أريد أن أزور أخي فلاناً.


فقال: لحاجة لك عنده؟

قال :لا

قال: فبم .. قال : أحبه في الله .

قال: فإن الله أرسلني إليك أخبرك بأنه يحبك لحبك إياه وقد أوجب لك الجنة" .


اللهم اجمع بينى وبين أحبتي في الله في جنتك جنة الفردوس الأعلى

آااامين آااااامين آاااامين

آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن يا رحمن يا رحيم
اقول لك كلمة قد لا تعبر عما أحس ولكنك بتعليقك هذا لونت خاطرتي , ورسمت زهوراً عطرت محتواه , وهذا هو السمو الروحي
فقد حلقت بقراءة الموضوع والتعليق نحو الأعلى .

عندما تسمو بروحك تحبك كل الموجودات
شكرا دكتور وهذه الجملة اعجبتني
ولكن للاسف بعض الناس يفهمها غلط ويبرر محبتك لاحد ما تفسير غلط
او مصلحة وبيقولوا لو مابدو مني مصلحة ماحبني
طيب بهي الحالة شو لازم نساوي

عندما نسمو غاليتي نبتعد عن هذه الصغائر , ولا يصبح لدينا إلا الإحساس الراقي , ومن يفسر غلط يبقى تفسيره له فقط , وليكن بالعلم السمو الروحي هو سمو الفرد بذاته ليعلو عن ما يحيط به . وحين يلتقي يمن مثله لا يكون هناك أي من الإعتبارات .
ويعود إلى موقعه مرة أخرى ولكن هناك تغيرات فيه تمنعه من العودة إلى العحالة العادية , يبقى الإرتقاء واضحاً في تصرفاته ويصبح معنى المنفعة التبادلة هي الأخذ والعطاء وبنفس المقاييس , لا إجحاف ولا ظلم , ولا تعدي . فهل يضير من عرف السمو كلام كان يعرفه قبل ثبات مرحلة السمو . هذا الموضوع يحتاج إلى إيمان قوي بالله الرحمن الرحيم , ومعرفة أنه يراقبه ويعرف خطواته قبل أن يخطوها يعرفها وهي في مرحلة التشكيل , لذك سيدتي الصلاة هي إرتباط بالله لا ينبغي أن تفك بمجرد أن نقول السلام عليكم ورحمة الله يميناً وشمالاً , بل هنا يبدأ تنفيذ ذلك العهد مع الخالق , بأن يسلم الناس من اليد واللسان , وهي أمور تسهل الحياة أكثر مما يصفها البعض بالتخاذل والإستسلام وووووووو.
أن نسامح , أن نعفوا أن نشارك الأخرين بصدق التعامل المادي والحسي ....... . أتمنى أن أكون رقيقاً وشفافاً بحيث ارى الأشياء من خلال نفسي وخلال الأخرين , حتى لو لم يعد لي من حقوق الدنيا شيء .

سيدي الكريم لن تصل عباراتي المتواضعة ولا قلمي البسيط مهما حلقا الى روعة عباراتك وورقتها ولا الى جمال قلمك وتالقه لكن يكفي ان يجمعنا سمو الروح وطهارة القلب وصدق الهدف
بارك الله فيك وسدد على الخير خطاك