المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxجوابها منها
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جوابها منها
جوابها منها
هذا العنوان قطعة من كلمة تُنسب للإمام أبي حنيفة-رحمه الله-.
ونصُّها: "إذا أتتك معضلة فاجعلْ جوابها منها".
يعني إذا أتتك مسألةٌ مُشكلةٌ فأمكنك أن تنزع الجواب من تلك المسألة -فإن ذلك من أحسن وجوه الجواب، كما يُذكر عن الصاحب بن عباد أنه قيل له: ما أَحْسَنُ السجع؟ قال: ما خَفَّ على السمع، فقيل له: مثل ماذا؟ قال: مثل هذا!!
وهكذا أجابَ بإجابة رائعة مُمَتَّعة بمثال مُنْتَزَعٍ من سؤال السائل.
والغرض من السياق ههنا بيان ما يقع فيه بعضُ مَنْ تُعْرَضُ عليه المشكلاتُ من طرف واحد، فتراه أحياناً يجيب بأجوبة لا تفي بالغرض، ولا تحل المشكلة.
مثال ذلك أن تسألَ امرأةٌ أحداً لا يَعْرفها عن ظلم زوجها لها، وتشكو تقصيرَه في حقها، فترى ذلك المسؤول يشرِّق ويغرب في مسألة تحريم الظلم، ويوصيها بالصبر، وربما أوصاها بالفراق.
وأولى لهذا ثم أولى أن يسألها عن سبب تقصير زوجها، وعن معاملتها معه؛ فربما كانت هي السبب، وربما كان تقصيرها أكثر من تقصيره.
فإذا توصل إلى تلك النتيجة أوصاها بأن تغير من طريقتها معه، وأعلمها بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ثم يذكّرها بعواقب الأمور، وبكيفية خاتمتها إذا تماديا في الخصام، وهكذا...
فمثل ذلك أجدى نفعاً من الحلول المخدِّرة التي تشعر السائل بأنه على حق دون معرفة الطرف الآخر الذي لو قدر السماعُ منه لتغيرت النظرة للقضية.
مثال آخر، وهو أن يأتي شاب فيعرض مشكلته وتقصير والده في حقه، وأنه لا يعطيه قدره من الشفقة والعطية، وأنه قد كَبِر، فصار لتلك المعاملة أثر في نفسه، فمنعته من الترقي في المعالي، وهلم جرّا...
فربما عرضها على أحد من الناس، فبدأ يُخَطِّئُ والدَ السائل، ويقول: لو أنه فعل كذا وكذا، ثم يبدأ يلتمس المعاذير للسائل، فَيُسوِّغ له عجزَه، وقعودَه وما جرى مجرى ذلك من المسوّغات التي لا تجدي نفعاً، ولا تطفئ لوعة، بل تُغْرِي بالتمادي في الخطأ، وتسوّغ الكسل والبطالة.
ولو قيل لذلك الذي عرض مشكلته: الأمر -بعد توفيق الله- بيدك، وبإمكانك السير على قدميك، وتدارك كثير مما فاتك، إذا أنت اعتمدت على الله، وأخذت بالأسباب، وتركت التسويف، وإلقاء اللائمة على الآخرين.
فهذا خير من تخديره بكلام معسول يُسَوِّغ له ما هو فيه من الكسل والهمود.
ولقد جرّبتُ تلك الطريقة فَوَجَدْتُ نفعَها وأثرها، وإليك أيها القارئ الكريم أمثلةً على ذلك.
1- هناك شاب قد تخرّج في إحدى الجامعات، وعَمِل في قطاع خاص ثم تركه، ثم تَقَلَّب في الدنيا ما قُدِّر له أن يتقلب، ثم أراد أن يستدرك ما فاته، وأن يقبل على مصالحه؛ فكان يأتي لبعض أصدقائه، وأقاربه، ويشكو من كنود والده، وقسوته، ويعاتب زملاءه الذين عملوا معه في ذلك القطاع، وأنهم سبب انحرافه، وتركه العملَ، ويشكو الناس على قلة اهتمامهم به، إلى غير ذلك من تلك القائمة المليئة بالشكوى، والحرقة، والألم.
وبعد ذلك تعرّف صاحبنا على صديق مخلص، فبحث له عن عمل، أو أحد يقرضه مالاً؛ كي يبدأ به بعض الأعمال، ولكنه لم يفلح في شيء من ذلك.
وفي يوم من الأيام زارني هو وصاحبه، وبدأ صاحبه بعرض مشكلة صديقه الشاب، ورغب في أن يُبحث له عن عمل.
وبعد ذلك اتصلت على أحد المعارف في إحدى الشركات، فعرضت عليه موضوع أخينا، فقال: ليأتنا، حتى نقابله، ثم ننظر في شأنه، فجاءهم بعد أيام، وأُجريت له المقابلة، ولكن الشخص الذي قابله لم يعرفه، وسأله بعض الأسئلة، وتبين له من خلال اجتهاده أنه غير صالح للعمل، فَرُدَّ.
وبعد مدة قابلت صاحبنا الشاب، وسألته فأخبرني بما كان.
وللمعلومية فإن هذا الشاب يتمتع بمواهب، ولديه همةٌ عالية، وقُدْرةٌ على القيام بكثير من الأعمال التي تُسند إليه، ولكنه قليل الثقة بنفسه، ولم يجد المجال الذي يناسبه.
الحاصل أنني اتصلت بمن قابله، فأخبرني بما كان، وقال: لو يأتينا مرة أخرى.
وبعد مدة ذهب، وقابل مسؤولاً آخر في الشركة، فقبلوه، وانتظم في العمل، فرأيته بعد ذلك فسألته، فقال: إنه بدأ في العمل، ولكن والده لا يزال على جفوته، وأن في نفسه شيئاً من ذلك الشخص الذي قابله المرة الأولى.
فقلت له: يا فلان، إذا أردت أن تنجح في عملك فاصدق مع نفسك، وغيِّر ما بها، واحزم في أمرك، ولا تشغل نفسك بلوم والدك، أو غيره؛ فإن ذلك لا يفيدك شيئاً.
ولكن عليك بالاستعانة بربك، والجد في عملك، واحترام مسؤوليك، وسلامة صدرك، وتطوير نفسك، واستجماع مواهبك، والحرص على ما ينفعك؛ فإذا لزمت هذه الطريقة فستفرض احترامك على مرؤوسيك، وسيعرف والدك قدرك.
استمع صاحبنا لما قيل له، وهز رأسه، وقال: إن شاء الله أفعل.
وبعد مدة وجيزة صار له وزنه في العمل، حتى نال إعجاب صاحب الشركة، والمسؤول الأكبر فيها، فصار يتصل به مراراً، ويسند إليه كثيراً من المهام الخاصة؛ فصار صاحبنا يترقى من عمل إلى عمل، فزادت ثقته بنفسه، ونال إعجاب من حوله بفضل الله، ثم بِجِدِّه، واجتهاده وحرصه على ما ينفعه.
2- وفي يوم من الأيام جاءني شابٌ مُستوفزٌ ثائر، فجلس إليّ، وقال: هل تتذكرني، فبدأت أعصر الذاكرة، وقلت: كأنني أعرفك، ثم بدأ يذكرني حتى تذكرته، لأني لم ألتق به إلاّ مرة واحدة.
وقال: ربما نسيتني؛ لنحول جسمي، بسبب أمر أقلقني جداً، وقد أتيت إليك لعلي أجد حلاً؛ فهل تسمح لي بالحديث؛ فقلت له: نعم تفضَّل.
فقال: مشكلتي تَكْمُن في والدي؛ فهو رجل تعدى السبعين من عمره، وهو رجل عامي، ولا يحسن محاورتنا، ولا يرى أنني كَبِرْتُ، وصرت رجلاً.
فسألت صاحبي: هل أنت طالب أو موظف؟
فقال: أنا موظف في الدائرة الحكومية الفلانية.
فقلت له: واصل حديثك، فقال: مشكلتي الآن أنني أرغب في الزواج، ولكن والدي يثبطني، ويرى أنني لم أصل بَعْدُ إلى المستوى الذي يؤهلني للزواج، وإذا رأى مني إلحاحاً قال: اخطُبْ من بنات عمك وقريباتك.
ولكني لا أرغب في الأقارب؛ لأن رغبتي في أسرة بعيدة عنا وعن بلدنا.
ولما رأيت هذا الموقف من والدي تقدمت إلى تلك الأسرة التي أرغب في الزواج منها، فأعطوني موافقة مبدئية، وقالوا لي: إيت في اليوم الفلاني وحدك، فأتيت، ثم قالوا: إيت ومعك والدك، وموعد اللقاء يوم غدٍ؛ فماذا أصنع؟ وكيف أقنع والدي بالذهاب، وهو يرفض الفكرة من أصلها؟
فقلتُ له: وماذا تريد أن أصنع وقد أتيت -كما يقولون- في الوقت الضائع؟
فقال: الأمر كما ترى، فقلت له: هل هناك قريب، أو أخ، أو صديق للوالد يؤثر عليه، ويقنعه بما تريد؟
فقال: لا أعرف أحداً يستطيع ذلك.
فقلت له: ألا يمكنك أن تأتي والدك، فتبادره في الأمر، وتضعه أمام ناظريه؟ فقال: لن يجدي ذلك شيئاً.
فقلت: أتسمح أن أوجه إليك بعض الأسئلة الصريحة التي ربما تتعبك، ولكن قد يكون لها ثمرة؟
فقال: تفضل، فقلت له: ما علاقتك بوالدك؟
قال: فاترة، قلت له: ألا تعتقد أنك مشارك في ذلك؟ قال: ماذا تريد أن أفعل؟
قلت: هل أنت تسافر مع والدك إذا طلب منك ذلك؟ قال: لم يحصل شيء من هذا، قلت: هل أنت تجلس مع والدك إذا جاءه الضيوف، أو تصحبه إلى أصدقائه أحياناً؟ قال: لا، قلت: هل سبق أن أعطيته مالاً خصوصاً وأنك موظف، وتستلم راتباً شهرياً؟ قال: لا، قلت: هل سبق أن أهديت له هدية؟ قال: لا.
قلت: إذاً فالسبب الأعظم يَكْمُن فيك لا في والدك.
قال: وما الحل؟ قلت: الحل يحتاج إلى وقت؛ كي تصحح وضعك مع والدك.
قال: أريد حلاً سريعاً يسعفني الآن، قلت: هذا صعب، ولكن جرب هذا الحل.
قال: وما هو؟ قلت: -والكلام بعد المغرب- اذهب الآن إلى محل بيع العود والعطور، واختر أنواعاً من أحسن الطيب، والعود، وما شاكل ذلك، وضعه في حقيبة جميلة ملائمة، ثم اذهب إلى والدك، وسلّم عليه، وقبل رأسه، وقلْ: يا والدي لقد خطبت وحصلت الموافقة، وحُدِّد موعد المقابلة، فقررت أن تكون أول مَنْ يَعْلَمُ، وأول من أقدم له هدية؛ تقديراً لك، ورجاءً لبركة دعواتك.
وقلت لصاحبي: ما رأيك؟ قال: أفعل إن شاء الله، فقلت له: بادر عسى أن يكون في ذلك خير.
فانطلق صاحبي، وبعد صلاة العشاء بمدة يسيرة اتصل بي، وقال بصوت مرتفع: الحمد لله، لقد فعلت ما اتفقنا عليه، ففرح والدي، واستبشر، ودعا لي، وشكرني، وقال: الأمر إليك وفي أي وقت تشاء الذهاب إليهم فأعلمني.
فقلت لصاحبي: الحمد لله، وآمل منك التواصل مع والدك، ولعل هذا الزواج مبارك عليك، ولعل من أول بركاته أن تفتح صفحة جديدة في العلاقة مع والدك، فما عليك إلاّ المواصلة، والاستمرار، وسترى أن للحياة طعماً آخر في القرب من الوالدين، والاستظلال بِطِرَافِهما السامي الذُّرا.
فقال: لعل الأمر يكون كذلك، ثم استمرت تلك العلاقة، وتَمَّ الزواج، وصار يتصل بين الفينة والأخرى، ويخبر عن زيادة المودة بينه وبين والده.
3- وأذكر أن صديقاً كان لوالده زوجتان: أمه وكانت الزوجة الأولى، وأخرى، وكان ذلك الصديق أكبر إخوانه، وكان يشكو كثيراً من برود العلاقة بينه وبين زوجة والده، وإخوانه لأبيه، ويروي قصصاً من هذا القبيل، منها جفاء إخوانه لأبيه، وقلة اعتداد زوجة أبيه به، إضافة إلى ما بين أمه وزوجة أبيه من الغيرة، وما ينتج عن ذلك من تكدّر والده، وأثر ذلك على الأسرة عموماً.
فقلت له: لا تثريب عليك في برّ أمك، ولا تثريب على أمك في غيرتها ما لم تتجاوز الحد.
أما أنت فلا يحسن بك إلاّ أن تلطف الأجواء، فأنت أكبر إخوتك، والمنزل يحتاج إلى حكمتك، وإضفاءِ جوٍّ من السكينة عليه.
فقال: كيف ذلك والعلاقة بيننا بهذه الدرجة من الفتور؟
فقلت له: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
فقال: وماذا أصنع؟ قلت له: بإمكانك أن تغير نظرتك، ومعاملتك لزوجة أبيك؛ فهي أم إخوانك، وعِزُّ إخوانك عِزٌّ لك، وبرُّك بها برٌّ بأبيك؛ فإن أبرّ البرّ صلة المرء أهلَ ودِّ أبيه، وهي من أهل ودّ أبيك، كما أنها جارة لكم في المنزل.
ثم إن ذلك سبب في بقاء كيان الأسرة متماسكاً، وإخوانك محتاجون لك، وأنت محتاج إليهم.
وإذا كانت العلاقة فاترة فستكون العاقبة وبيلة عليكم جميعاً، سواء في حياة والدك، أو فراقه الدنيا، بل ربما زادت المشكلات تعقيداً.
وقلت له: إن هناك من الناس من يعامل زوجة أبيه وكأنها أمه، وهي تعامله وكأنه واحد من أبنائها، والتوتر الذي يوجد عند كثير من الناس في هذا الصدد إنما هو بسبب ضيق العطن، وقلة الصبر، وضعف القدرة على التوازن، وإعطاءِ كل ذي حق حقه، وقلة التدبرِ والنظرِ في عواقب الأمور.
وقلت له: إذا اقتنعت بذلك فلا يلزم أن تَطَّلعَ والدتك على كل صغيرة وكبيرة من ذلك.
اقتنع صاحبي بما قيل، وكان ذا سخاء، وطبعٍ كريم، وبرٍّ بوالديه، وصلةٍ لأرحامه.
وقال: لم تخطر أكثر هذه المعاني في بالي من قبل.
وبعد انقطاع عنه قابلته، وأخذنا بأطراف الأحاديث، وكان منها حديث عن المسألة التي نحن بصددها، فقال: الحمد لله، لقد أصبحت علاقتنا على خير ما يرام، وبدأنا نشعر جميعاً بالراحة، والطمأنينة أنا وإخوتي ووالدي، وزوجته.
فقلت له: وكيف كان ذلك؟ فقال: لقد كنت في السابق جافياً، وكنت لا أدخل منزل أبي الثاني إلاّ نادراً، ولا آتي بشيء معي؛ فلما كان أحد الأيام -وهو يوم جمعة- ذهبت إليهم، وسلّمت عليهم، وحملت معي بعض الهدايا، ومن ضمنها شاة ذبحتها وقدمتها إليهم.
وصرت في كل جمعة آتي إليهم، وأسلم على زوجة أبي وإخوتي وأخواتي وأقول لهم: كل ما تحتاجونه فأخبروني، وصرت أرعاهم في مسألة ترفيههم، والخروج بهم من المنزل إلى استراحة لي، إلى غير ذلك مما هو داخل في هذا القبيل.
وبعد ذلك تغيرت نفوسهم نحوي؛ فصاروا يقابلونني بالبشر، والترحاب، والفرح، حتى إنني في يوم من الأيام دخلت منزل أبي الثاني فاستقبلتني زوجة أبي؛ فلما سلّمت عليها أكَبَّت على يدي تريد تقبيلها، فنزعت يدي بسرعة، وبادرت إلى تقبيل يدها، وقلت: أنتِ صاحبة الحق، وأنت والدتي الثانية، وحقك كبير، والتقصير كثير؛ فأجهشت بالبكاء، وصارت تدعو لي دعاءً ألمس فيه الإخلاص والصدق؛ فزال عني ذلك التوتر، وصار بيتنا يشعّ بالحب، والسرور، وكنت أراعي ألاّ تعلم والدتي بكل ما يحصل؛ حتى أحافظ على مشاعرها، وإن كانت لا تمانع من ذلك.
وكان أحد إخوتي لأبي إذا رآني في السابق يشيح بوجهه عني؛ فصار يتلقاني، وينظر إلي من بُعْدٍ، ويستقبلني بطلاقة وفرح.
بل إن أثر ذلك عاد على والدي؛ إذ هدأت نفسه، وارتاح كثيراً مما يقلقه خصوصاً وأنه مصاب بعدد من الأمراض.
بل إن والدتي نالها نصيب من ذلك الخير، حيث صار والدي يتحنن عليها أكثر من ذي قبل؛ إذ قلَّ عتابه، وكثر حَدَبُه وبرّه بها.
ولا يكاد يمر يوم أو بعض يوم إلاّ ويكون بيني وبين زوجة أبي أو أحد إخواني لأبي اتصال، أو مكالمة، أو مشاورة.
وبعد ذلك صار ذلك الصاحب يذكر لي ما يستجدّ من تلك العلاقة التي صارت تزيد مع مرور الأيام وثاقة.
فهذه الحادثة والتي قبلها، وأمثالها كثير جداً - تؤكد أن الحل -غالباً- بيد الإنسان نفسه متى أراد ذلك -بعد توفيق الله- وأن جزءاً كبيراً من المشكلة يكمن في الإنسان الذي يعرضها لا في غيره من أطرافها.
كما أن هذه الحوادث وأمثالَها تبيِّن أن الحل قريبُ التناول في كثير من الأحيان خصوصاً إذا وُجدت الرغبة في ذلك، وأن المشكلة إذا جاءت من طرف واحد، وأمكن حلها من طريقة فإن ذلك من أنجع الطرق.
أما تشعيب الأمور، وتخدير السائل، وتحميل الطرف الآخر المسؤولية دون اللقاء به - فذلك قد لا يجدي نفعاً، ولا يطفئ لوعة، وإذا أتتك معضلة فاجعل جوابها منها، وترحَّم على الإمام أبي حنيفة لإطلاقه تلك المقولة الحكيمة.
د. محمد بن إبراهيم الحمد
هذا العنوان قطعة من كلمة تُنسب للإمام أبي حنيفة-رحمه الله-.
ونصُّها: "إذا أتتك معضلة فاجعلْ جوابها منها".
يعني إذا أتتك مسألةٌ مُشكلةٌ فأمكنك أن تنزع الجواب من تلك المسألة -فإن ذلك من أحسن وجوه الجواب، كما يُذكر عن الصاحب بن عباد أنه قيل له: ما أَحْسَنُ السجع؟ قال: ما خَفَّ على السمع، فقيل له: مثل ماذا؟ قال: مثل هذا!!
وهكذا أجابَ بإجابة رائعة مُمَتَّعة بمثال مُنْتَزَعٍ من سؤال السائل.
والغرض من السياق ههنا بيان ما يقع فيه بعضُ مَنْ تُعْرَضُ عليه المشكلاتُ من طرف واحد، فتراه أحياناً يجيب بأجوبة لا تفي بالغرض، ولا تحل المشكلة.
مثال ذلك أن تسألَ امرأةٌ أحداً لا يَعْرفها عن ظلم زوجها لها، وتشكو تقصيرَه في حقها، فترى ذلك المسؤول يشرِّق ويغرب في مسألة تحريم الظلم، ويوصيها بالصبر، وربما أوصاها بالفراق.
وأولى لهذا ثم أولى أن يسألها عن سبب تقصير زوجها، وعن معاملتها معه؛ فربما كانت هي السبب، وربما كان تقصيرها أكثر من تقصيره.
فإذا توصل إلى تلك النتيجة أوصاها بأن تغير من طريقتها معه، وأعلمها بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ثم يذكّرها بعواقب الأمور، وبكيفية خاتمتها إذا تماديا في الخصام، وهكذا...
فمثل ذلك أجدى نفعاً من الحلول المخدِّرة التي تشعر السائل بأنه على حق دون معرفة الطرف الآخر الذي لو قدر السماعُ منه لتغيرت النظرة للقضية.
مثال آخر، وهو أن يأتي شاب فيعرض مشكلته وتقصير والده في حقه، وأنه لا يعطيه قدره من الشفقة والعطية، وأنه قد كَبِر، فصار لتلك المعاملة أثر في نفسه، فمنعته من الترقي في المعالي، وهلم جرّا...
فربما عرضها على أحد من الناس، فبدأ يُخَطِّئُ والدَ السائل، ويقول: لو أنه فعل كذا وكذا، ثم يبدأ يلتمس المعاذير للسائل، فَيُسوِّغ له عجزَه، وقعودَه وما جرى مجرى ذلك من المسوّغات التي لا تجدي نفعاً، ولا تطفئ لوعة، بل تُغْرِي بالتمادي في الخطأ، وتسوّغ الكسل والبطالة.
ولو قيل لذلك الذي عرض مشكلته: الأمر -بعد توفيق الله- بيدك، وبإمكانك السير على قدميك، وتدارك كثير مما فاتك، إذا أنت اعتمدت على الله، وأخذت بالأسباب، وتركت التسويف، وإلقاء اللائمة على الآخرين.
فهذا خير من تخديره بكلام معسول يُسَوِّغ له ما هو فيه من الكسل والهمود.
ولقد جرّبتُ تلك الطريقة فَوَجَدْتُ نفعَها وأثرها، وإليك أيها القارئ الكريم أمثلةً على ذلك.
1- هناك شاب قد تخرّج في إحدى الجامعات، وعَمِل في قطاع خاص ثم تركه، ثم تَقَلَّب في الدنيا ما قُدِّر له أن يتقلب، ثم أراد أن يستدرك ما فاته، وأن يقبل على مصالحه؛ فكان يأتي لبعض أصدقائه، وأقاربه، ويشكو من كنود والده، وقسوته، ويعاتب زملاءه الذين عملوا معه في ذلك القطاع، وأنهم سبب انحرافه، وتركه العملَ، ويشكو الناس على قلة اهتمامهم به، إلى غير ذلك من تلك القائمة المليئة بالشكوى، والحرقة، والألم.
وبعد ذلك تعرّف صاحبنا على صديق مخلص، فبحث له عن عمل، أو أحد يقرضه مالاً؛ كي يبدأ به بعض الأعمال، ولكنه لم يفلح في شيء من ذلك.
وفي يوم من الأيام زارني هو وصاحبه، وبدأ صاحبه بعرض مشكلة صديقه الشاب، ورغب في أن يُبحث له عن عمل.
وبعد ذلك اتصلت على أحد المعارف في إحدى الشركات، فعرضت عليه موضوع أخينا، فقال: ليأتنا، حتى نقابله، ثم ننظر في شأنه، فجاءهم بعد أيام، وأُجريت له المقابلة، ولكن الشخص الذي قابله لم يعرفه، وسأله بعض الأسئلة، وتبين له من خلال اجتهاده أنه غير صالح للعمل، فَرُدَّ.
وبعد مدة قابلت صاحبنا الشاب، وسألته فأخبرني بما كان.
وللمعلومية فإن هذا الشاب يتمتع بمواهب، ولديه همةٌ عالية، وقُدْرةٌ على القيام بكثير من الأعمال التي تُسند إليه، ولكنه قليل الثقة بنفسه، ولم يجد المجال الذي يناسبه.
الحاصل أنني اتصلت بمن قابله، فأخبرني بما كان، وقال: لو يأتينا مرة أخرى.
وبعد مدة ذهب، وقابل مسؤولاً آخر في الشركة، فقبلوه، وانتظم في العمل، فرأيته بعد ذلك فسألته، فقال: إنه بدأ في العمل، ولكن والده لا يزال على جفوته، وأن في نفسه شيئاً من ذلك الشخص الذي قابله المرة الأولى.
فقلت له: يا فلان، إذا أردت أن تنجح في عملك فاصدق مع نفسك، وغيِّر ما بها، واحزم في أمرك، ولا تشغل نفسك بلوم والدك، أو غيره؛ فإن ذلك لا يفيدك شيئاً.
ولكن عليك بالاستعانة بربك، والجد في عملك، واحترام مسؤوليك، وسلامة صدرك، وتطوير نفسك، واستجماع مواهبك، والحرص على ما ينفعك؛ فإذا لزمت هذه الطريقة فستفرض احترامك على مرؤوسيك، وسيعرف والدك قدرك.
استمع صاحبنا لما قيل له، وهز رأسه، وقال: إن شاء الله أفعل.
وبعد مدة وجيزة صار له وزنه في العمل، حتى نال إعجاب صاحب الشركة، والمسؤول الأكبر فيها، فصار يتصل به مراراً، ويسند إليه كثيراً من المهام الخاصة؛ فصار صاحبنا يترقى من عمل إلى عمل، فزادت ثقته بنفسه، ونال إعجاب من حوله بفضل الله، ثم بِجِدِّه، واجتهاده وحرصه على ما ينفعه.
2- وفي يوم من الأيام جاءني شابٌ مُستوفزٌ ثائر، فجلس إليّ، وقال: هل تتذكرني، فبدأت أعصر الذاكرة، وقلت: كأنني أعرفك، ثم بدأ يذكرني حتى تذكرته، لأني لم ألتق به إلاّ مرة واحدة.
وقال: ربما نسيتني؛ لنحول جسمي، بسبب أمر أقلقني جداً، وقد أتيت إليك لعلي أجد حلاً؛ فهل تسمح لي بالحديث؛ فقلت له: نعم تفضَّل.
فقال: مشكلتي تَكْمُن في والدي؛ فهو رجل تعدى السبعين من عمره، وهو رجل عامي، ولا يحسن محاورتنا، ولا يرى أنني كَبِرْتُ، وصرت رجلاً.
فسألت صاحبي: هل أنت طالب أو موظف؟
فقال: أنا موظف في الدائرة الحكومية الفلانية.
فقلت له: واصل حديثك، فقال: مشكلتي الآن أنني أرغب في الزواج، ولكن والدي يثبطني، ويرى أنني لم أصل بَعْدُ إلى المستوى الذي يؤهلني للزواج، وإذا رأى مني إلحاحاً قال: اخطُبْ من بنات عمك وقريباتك.
ولكني لا أرغب في الأقارب؛ لأن رغبتي في أسرة بعيدة عنا وعن بلدنا.
ولما رأيت هذا الموقف من والدي تقدمت إلى تلك الأسرة التي أرغب في الزواج منها، فأعطوني موافقة مبدئية، وقالوا لي: إيت في اليوم الفلاني وحدك، فأتيت، ثم قالوا: إيت ومعك والدك، وموعد اللقاء يوم غدٍ؛ فماذا أصنع؟ وكيف أقنع والدي بالذهاب، وهو يرفض الفكرة من أصلها؟
فقلتُ له: وماذا تريد أن أصنع وقد أتيت -كما يقولون- في الوقت الضائع؟
فقال: الأمر كما ترى، فقلت له: هل هناك قريب، أو أخ، أو صديق للوالد يؤثر عليه، ويقنعه بما تريد؟
فقال: لا أعرف أحداً يستطيع ذلك.
فقلت له: ألا يمكنك أن تأتي والدك، فتبادره في الأمر، وتضعه أمام ناظريه؟ فقال: لن يجدي ذلك شيئاً.
فقلت: أتسمح أن أوجه إليك بعض الأسئلة الصريحة التي ربما تتعبك، ولكن قد يكون لها ثمرة؟
فقال: تفضل، فقلت له: ما علاقتك بوالدك؟
قال: فاترة، قلت له: ألا تعتقد أنك مشارك في ذلك؟ قال: ماذا تريد أن أفعل؟
قلت: هل أنت تسافر مع والدك إذا طلب منك ذلك؟ قال: لم يحصل شيء من هذا، قلت: هل أنت تجلس مع والدك إذا جاءه الضيوف، أو تصحبه إلى أصدقائه أحياناً؟ قال: لا، قلت: هل سبق أن أعطيته مالاً خصوصاً وأنك موظف، وتستلم راتباً شهرياً؟ قال: لا، قلت: هل سبق أن أهديت له هدية؟ قال: لا.
قلت: إذاً فالسبب الأعظم يَكْمُن فيك لا في والدك.
قال: وما الحل؟ قلت: الحل يحتاج إلى وقت؛ كي تصحح وضعك مع والدك.
قال: أريد حلاً سريعاً يسعفني الآن، قلت: هذا صعب، ولكن جرب هذا الحل.
قال: وما هو؟ قلت: -والكلام بعد المغرب- اذهب الآن إلى محل بيع العود والعطور، واختر أنواعاً من أحسن الطيب، والعود، وما شاكل ذلك، وضعه في حقيبة جميلة ملائمة، ثم اذهب إلى والدك، وسلّم عليه، وقبل رأسه، وقلْ: يا والدي لقد خطبت وحصلت الموافقة، وحُدِّد موعد المقابلة، فقررت أن تكون أول مَنْ يَعْلَمُ، وأول من أقدم له هدية؛ تقديراً لك، ورجاءً لبركة دعواتك.
وقلت لصاحبي: ما رأيك؟ قال: أفعل إن شاء الله، فقلت له: بادر عسى أن يكون في ذلك خير.
فانطلق صاحبي، وبعد صلاة العشاء بمدة يسيرة اتصل بي، وقال بصوت مرتفع: الحمد لله، لقد فعلت ما اتفقنا عليه، ففرح والدي، واستبشر، ودعا لي، وشكرني، وقال: الأمر إليك وفي أي وقت تشاء الذهاب إليهم فأعلمني.
فقلت لصاحبي: الحمد لله، وآمل منك التواصل مع والدك، ولعل هذا الزواج مبارك عليك، ولعل من أول بركاته أن تفتح صفحة جديدة في العلاقة مع والدك، فما عليك إلاّ المواصلة، والاستمرار، وسترى أن للحياة طعماً آخر في القرب من الوالدين، والاستظلال بِطِرَافِهما السامي الذُّرا.
فقال: لعل الأمر يكون كذلك، ثم استمرت تلك العلاقة، وتَمَّ الزواج، وصار يتصل بين الفينة والأخرى، ويخبر عن زيادة المودة بينه وبين والده.
3- وأذكر أن صديقاً كان لوالده زوجتان: أمه وكانت الزوجة الأولى، وأخرى، وكان ذلك الصديق أكبر إخوانه، وكان يشكو كثيراً من برود العلاقة بينه وبين زوجة والده، وإخوانه لأبيه، ويروي قصصاً من هذا القبيل، منها جفاء إخوانه لأبيه، وقلة اعتداد زوجة أبيه به، إضافة إلى ما بين أمه وزوجة أبيه من الغيرة، وما ينتج عن ذلك من تكدّر والده، وأثر ذلك على الأسرة عموماً.
فقلت له: لا تثريب عليك في برّ أمك، ولا تثريب على أمك في غيرتها ما لم تتجاوز الحد.
أما أنت فلا يحسن بك إلاّ أن تلطف الأجواء، فأنت أكبر إخوتك، والمنزل يحتاج إلى حكمتك، وإضفاءِ جوٍّ من السكينة عليه.
فقال: كيف ذلك والعلاقة بيننا بهذه الدرجة من الفتور؟
فقلت له: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
فقال: وماذا أصنع؟ قلت له: بإمكانك أن تغير نظرتك، ومعاملتك لزوجة أبيك؛ فهي أم إخوانك، وعِزُّ إخوانك عِزٌّ لك، وبرُّك بها برٌّ بأبيك؛ فإن أبرّ البرّ صلة المرء أهلَ ودِّ أبيه، وهي من أهل ودّ أبيك، كما أنها جارة لكم في المنزل.
ثم إن ذلك سبب في بقاء كيان الأسرة متماسكاً، وإخوانك محتاجون لك، وأنت محتاج إليهم.
وإذا كانت العلاقة فاترة فستكون العاقبة وبيلة عليكم جميعاً، سواء في حياة والدك، أو فراقه الدنيا، بل ربما زادت المشكلات تعقيداً.
وقلت له: إن هناك من الناس من يعامل زوجة أبيه وكأنها أمه، وهي تعامله وكأنه واحد من أبنائها، والتوتر الذي يوجد عند كثير من الناس في هذا الصدد إنما هو بسبب ضيق العطن، وقلة الصبر، وضعف القدرة على التوازن، وإعطاءِ كل ذي حق حقه، وقلة التدبرِ والنظرِ في عواقب الأمور.
وقلت له: إذا اقتنعت بذلك فلا يلزم أن تَطَّلعَ والدتك على كل صغيرة وكبيرة من ذلك.
اقتنع صاحبي بما قيل، وكان ذا سخاء، وطبعٍ كريم، وبرٍّ بوالديه، وصلةٍ لأرحامه.
وقال: لم تخطر أكثر هذه المعاني في بالي من قبل.
وبعد انقطاع عنه قابلته، وأخذنا بأطراف الأحاديث، وكان منها حديث عن المسألة التي نحن بصددها، فقال: الحمد لله، لقد أصبحت علاقتنا على خير ما يرام، وبدأنا نشعر جميعاً بالراحة، والطمأنينة أنا وإخوتي ووالدي، وزوجته.
فقلت له: وكيف كان ذلك؟ فقال: لقد كنت في السابق جافياً، وكنت لا أدخل منزل أبي الثاني إلاّ نادراً، ولا آتي بشيء معي؛ فلما كان أحد الأيام -وهو يوم جمعة- ذهبت إليهم، وسلّمت عليهم، وحملت معي بعض الهدايا، ومن ضمنها شاة ذبحتها وقدمتها إليهم.
وصرت في كل جمعة آتي إليهم، وأسلم على زوجة أبي وإخوتي وأخواتي وأقول لهم: كل ما تحتاجونه فأخبروني، وصرت أرعاهم في مسألة ترفيههم، والخروج بهم من المنزل إلى استراحة لي، إلى غير ذلك مما هو داخل في هذا القبيل.
وبعد ذلك تغيرت نفوسهم نحوي؛ فصاروا يقابلونني بالبشر، والترحاب، والفرح، حتى إنني في يوم من الأيام دخلت منزل أبي الثاني فاستقبلتني زوجة أبي؛ فلما سلّمت عليها أكَبَّت على يدي تريد تقبيلها، فنزعت يدي بسرعة، وبادرت إلى تقبيل يدها، وقلت: أنتِ صاحبة الحق، وأنت والدتي الثانية، وحقك كبير، والتقصير كثير؛ فأجهشت بالبكاء، وصارت تدعو لي دعاءً ألمس فيه الإخلاص والصدق؛ فزال عني ذلك التوتر، وصار بيتنا يشعّ بالحب، والسرور، وكنت أراعي ألاّ تعلم والدتي بكل ما يحصل؛ حتى أحافظ على مشاعرها، وإن كانت لا تمانع من ذلك.
وكان أحد إخوتي لأبي إذا رآني في السابق يشيح بوجهه عني؛ فصار يتلقاني، وينظر إلي من بُعْدٍ، ويستقبلني بطلاقة وفرح.
بل إن أثر ذلك عاد على والدي؛ إذ هدأت نفسه، وارتاح كثيراً مما يقلقه خصوصاً وأنه مصاب بعدد من الأمراض.
بل إن والدتي نالها نصيب من ذلك الخير، حيث صار والدي يتحنن عليها أكثر من ذي قبل؛ إذ قلَّ عتابه، وكثر حَدَبُه وبرّه بها.
ولا يكاد يمر يوم أو بعض يوم إلاّ ويكون بيني وبين زوجة أبي أو أحد إخواني لأبي اتصال، أو مكالمة، أو مشاورة.
وبعد ذلك صار ذلك الصاحب يذكر لي ما يستجدّ من تلك العلاقة التي صارت تزيد مع مرور الأيام وثاقة.
فهذه الحادثة والتي قبلها، وأمثالها كثير جداً - تؤكد أن الحل -غالباً- بيد الإنسان نفسه متى أراد ذلك -بعد توفيق الله- وأن جزءاً كبيراً من المشكلة يكمن في الإنسان الذي يعرضها لا في غيره من أطرافها.
كما أن هذه الحوادث وأمثالَها تبيِّن أن الحل قريبُ التناول في كثير من الأحيان خصوصاً إذا وُجدت الرغبة في ذلك، وأن المشكلة إذا جاءت من طرف واحد، وأمكن حلها من طريقة فإن ذلك من أنجع الطرق.
أما تشعيب الأمور، وتخدير السائل، وتحميل الطرف الآخر المسؤولية دون اللقاء به - فذلك قد لا يجدي نفعاً، ولا يطفئ لوعة، وإذا أتتك معضلة فاجعل جوابها منها، وترحَّم على الإمام أبي حنيفة لإطلاقه تلك المقولة الحكيمة.
د. محمد بن إبراهيم الحمد
ام المجد- مستشار معتمد
- عدد المساهمات : 1508
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 24/10/2010
السٌّمعَة : 77
رد: جوابها منها
رحمه الله و جازاه الله عنا خير الجزاء
و شكرا لك و جزاك كل الخير غاليتي على روعة هذا المقال
بارك الله فيك
حقيقة مقال قوي و قاسي جدا و لكن لابد من الضغط على الجرح للتخلص مم فيه
كل الشكر من القلب
و شكرا لك و جزاك كل الخير غاليتي على روعة هذا المقال
بارك الله فيك
حقيقة مقال قوي و قاسي جدا و لكن لابد من الضغط على الجرح للتخلص مم فيه
كل الشكر من القلب
حور- مشرف عام
- عدد المساهمات : 395
العمر : 74
تاريخ التسجيل : 02/12/2008
السٌّمعَة : 33
رد: جوابها منها
تقديري وإحترامي لك على هذا النقل الموفق
على الرغم من أن المقال لكاتب غيرك , ولكني رأيت فيه السيدة الفاضلة أم المجد , من خلال الأفكار والطروحات , رأيتك . هذه العبارات , كانت شفافة بقدر ما أنت في الحقيقة عليه .
أتمنى أن نحظى بمثل هذه المقالات , والتي لا أستطيع أن أعبر إلا بأنها أقرب ما تكون إلى مرآة تعكس روحك وفكرك وما أنت عليه من إنسانية رائعة .
سيدي المدير هذا موضوع مميز ومن فضلك .......ضعه تكرماً في مكانه
اقف ويقف معي الجميع أمام السيدة الفاضلة أم المجد إحتراماً , وتقديراً
على الرغم من أن المقال لكاتب غيرك , ولكني رأيت فيه السيدة الفاضلة أم المجد , من خلال الأفكار والطروحات , رأيتك . هذه العبارات , كانت شفافة بقدر ما أنت في الحقيقة عليه .
أتمنى أن نحظى بمثل هذه المقالات , والتي لا أستطيع أن أعبر إلا بأنها أقرب ما تكون إلى مرآة تعكس روحك وفكرك وما أنت عليه من إنسانية رائعة .
سيدي المدير هذا موضوع مميز ومن فضلك .......ضعه تكرماً في مكانه
اقف ويقف معي الجميع أمام السيدة الفاضلة أم المجد إحتراماً , وتقديراً
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
رد: جوابها منها
تم التنفيذ
الاستشاري- المدير العام
- عدد المساهمات : 2664
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
السٌّمعَة : 111
رد: جوابها منها
كل الشكر والتقدير لك يا دكتور محمد
لقد اخجلتني بطيبك وكرم اخلاقك
ونحن جميعا في المنتدى نستمد النور من قنديلنا الرائع
والشكر موصول للسيد الاستشاري والاخت الغالية حور
اسال الله عز وجل ان يجعلني دائما عند حسن ظنكم
لقد اخجلتني بطيبك وكرم اخلاقك
ونحن جميعا في المنتدى نستمد النور من قنديلنا الرائع
والشكر موصول للسيد الاستشاري والاخت الغالية حور
اسال الله عز وجل ان يجعلني دائما عند حسن ظنكم
ام المجد- مستشار معتمد
- عدد المساهمات : 1508
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 24/10/2010
السٌّمعَة : 77
رد: جوابها منها
من يهتم بأهل البيت غير أهل البيت
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته
لتبقى شموعنا متقدة , ننير بها دربنا ودرب كل من يسير في الطريق منا وإلينا
شكراً لك سيدتي الفاضلة
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته
لتبقى شموعنا متقدة , ننير بها دربنا ودرب كل من يسير في الطريق منا وإلينا
شكراً لك سيدتي الفاضلة
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
مواضيع مماثلة
» قواعد للنجاح... لا بد منها
» قيود لابد أن نتحرر منها
» أم عبدو..تدافع عن خطف زوجها منها
» قصه جميله ارجوا اخذ الفائده منها
» نصائح لك وحدك........ستستفيدين منها
» قيود لابد أن نتحرر منها
» أم عبدو..تدافع عن خطف زوجها منها
» قصه جميله ارجوا اخذ الفائده منها
» نصائح لك وحدك........ستستفيدين منها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin