كيف تحاور الأخرين ؟!

من طرف **سوسو** الإثنين ديسمبر 29, 2008 2:27 am

كيف تحاور الأخرين ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية أشكر من دفعني إلى كتابة هذا الموضوع فله جزيل الشكر

كيف حاور القرآن الأخرين من الكفار والمشككين والمعاندين وغيرهم ؟!

ما هي الأساليب المستخدمة وما هي الفنون وما هي الطرق المناسبة ؟!

سأعرضها لكم بإيجاز بإذن الله

أولاً : قال تعالى في كتابه الحكيم "ولا
تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" .. "وجادلهم بالتي هي أحسن" ..
"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"

علينا في بداية الأمر أن نتحاور معهم ونناقشهم بالحسنى .. وبالطيبة
وبالمودة والكلام الحسن .. وألا نبدي ونظهر لهم بأننا نود أن نتقاتل معهم
.. أو أننا ضدهم .. بل نبين لهم بأننا جئنا لنتحاور ونصل في النهاية إلى
النتيجة المرجوّة !!

ثانياً : فهم ما تقول وما نطرحه للشخص المقابل

قال تعالى : ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم !!

ومعنى ذلك ألا تذكر أو تناقش أو تتحاور في موضوع أو قضية (قد) تكون متشككاً بها .. أو غير واثقاً بها

وهنا خطأ قد يرتكبه بعض المسلمون .. وهو أن يأتي بعضهم بقضية غير متأكدين
منها .. فبذلك قد يُرد عليها أو قد تدحض .. فيعتقد الكافرون بأن هذا الدين
على خطأ وأن البينات التي لدى المسلمون مهزوزة وغير موثوقِ بها !!

ثالثاً : البدء بالنقاط التي نتفق بها معهم

ومعنى ذلك أن تبدأ بالقيم الإنسانية العليا التي لا يختلف عليها إثنان

مثال: إذا كنتم تتحاورون بموضوع فلسطين وإسرائيل

فلا داعي أن تذكر قضية الإسلام وأن الأرض من حقنا .. وأنتم أعدائنا .. وقد وصّانا القرآن بقتل اليهود !!

بل قل : هل ترضى أن يهدم أحدهم بيتك عليك وعلى أسرتك ؟! لماذا يقتل الأبرياء ؟! أين حقوق الإنسان ؟!

رابعاً : عليك أن تبين للطرف الآخر بأنك تملك القابلية بأن تتقبل منه إن كانت يملك الحق

قال تعالى : قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين

ولا تبين له بأنك على الحق وعلى الصواب وأنك لن تقبل منه أبداً

خامساً : كيف تنهي إجتماعك السلبي والذي لم تخرج منه بنتيجة بالطريقة السلمية !!

ففي سورة الكافرون مثال واضح : ( قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون
. ولا أنتم عابدون ما أعبد . ولا أنا عابد ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما
أعبد) ثم بعد هذا قال : ( لكم دينكم ولي دين) وهذا إنهاء ممتاز !!

وكذلك ( فإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون)

سادساً : عدم اظهار الضعف أمامهم !!

بل عليك أن تظهر لهم القوة والعزة !!

قال تعالى : قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد
إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن
تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون

وقال تعالى : قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً

فبعض المتحاورين هداهم الله .. يظهرون الضعف والخذلان أمام الكفار ..
فيبدأون بالتطاول والاستهزاء .. لوجود الضعف في الطرف الآخر .. وعلينا أن
نتحاور بالحكمة والموعظة الحسنة .. ومعرفة وقت (الأخذ والعطاء) المناسب في
المكان المناسب في الموقف المناسب !!

هذا ما لدي وجزاكم الله خيراً