اليأس ذلك النفق

اليأس , كلمة تدل على النهاية , وتعطي إنطباعاً بالتوقف في نقطة ما وبدء التدهور بإتجاه سلبي في مختلف نقاط الحياة , بدءً من الصحة النفسية إلى العلاقات بمختلف أنواعها , إنه شيء أشبه بالذوبان وإختصار الذات إلى حد غير مرئي وغير فعال , ثم النهاية إلى الحفرة العميقة , يذكر أو لا يذكر وبكثير من الحزن لمن كانوا يعرفونه ولهم معه ذكريات ممتعة توقفت يوم دخل مرحلة الياس .
هناك نوعان من اليائسين , نوع يرفض الخروج من حالته هذه ونوع يبذل جهده ليتعافى منها , وهو النوع الأسرع للشفاء والخروج من القمقم المقيت . يبقى علينا معرفة أن أي مخلوق معرض للدخول بمثل هذا النفق المظلم , وهنا يظهر الإنسان بحلة الإنسانية التي خلقه الله عليها , هنا يجب وليس ينبغي تقديم المساعدة وإظهار النور الذي يملكه الإنسان ليضيء نفق اليأس وُيري الذي بداخله الأشياء بوضوح ويتعرف على المخرج . ماذا يحتاج اليائس للخروج من حالته ؟؟
دعم معنوي في معظم الأحيان , وإن كان يحتاج لدعم مادي فلا بأس من مساعدته فالكثرة غلبت الشجاعة والتعاون يمنح الغلبة مهما صغر حجم المساعدة من كل فرد .
هذا واجب على كل فرد قادر ( وللجميع القدرة دون إستثناء ) على تقديم المساعدة للآخرين , وإنه لمن الخطأ الكبير عدم الإلتفات نحو من يقع , فليس هناك من سائر على قدمين إلا وله كبوة (بل قل أكثر) , وسوف يكون في وقت ما محتاجاً ليد تشده وتعينه على الوقوف مرة أخرى , والمعروف لا يضيع أبداً والمكسب للدنيا وللآخرة أليس في هذا حافز كبير نحتاجه جميعاً .
إن المقولة المشهورة – قل لي من تعاشر , أقل لك من أنت – لا أعتقد أنها محصورة بهذا المعنى الضيق أي الحكم على نوعية أخلاقك وسلوكك من خلال معرفتي بسلوك الأخرين الذين تعايشهم , لنأخذها بحجمها الصحيح أنت فاشل لأن من حولك فشلوا في تقديم الدعم لك ومساعدتك على أن تغير اسلوبك المتبع في نهجك . وهذا يقال حين تكون ماشياً في طريق مظلم ونظرك بالطبع ليس خارقاً فتقع في حفرة تكسر فيها عضواً لا قدر الله , فهذا ذنبك لخروجك في وقت العتمة , وقد تكون مضطراً للخروج , وذنب من حفر ولم يردم , وذنب المسؤول عن عدم إنارة الطريق , أريد الوصول إلى أن الجميع بحاجة الجميع , ومن لا يمد يده لغيره لن يجد من يمد له يده حين يحتاج للمساعدة , وقد لا يحتاج المرء في حياته للمساعدة ولكن هذا أمر مستحيل , يبذل جهد فينجح بمساعدة محيطه , ولكنه لوحده لا يشكل شيئاً ربما ترون أن الأفكار مكررة ولكنني أريدها أن ترسخ فينا , أي موضوع المساعدة .
من أي نوع كانت أساعد غيري وعلى غيري تقديمها لي , ولنرى هل من يائس ؟
وهذا ينطبق على المغفرة التي يمنحنا الله إياها عندما نصدق النية ونتصرف بنقاء خالص لوجهه تعالى . إليكم أحد أوجه اليأس , في هذه الحياة فلو نظرنا إلى حجم ما نفعله من خير لوجدناه أقل بكثير مما يتوجب علينا كشكر للخالق على ما منحنا من نعم كبيرة في أوجه حياتنا . فكيف برغبتنا دخول الجنة , ترى ماذا عملنا من أجلها , تأتي الأمثلة الكثيرة على تقدير الخالق الرحمن لأعمالنا التي تتسم بالصدق والإنسانية , بالمساعدة لوجه الله فقط , فهذه إمرأة من خير النساء تقية عابدة , حبست قطة فدخلت النار , الإساءة إساءة حتى لأي مخلوق من خلق الله . ومن ناحية أخرى ها هو يدخل الجنة لأنه َروى عطش كلب . فمن يراعي من حوله بالحنان والعاطفة والواجب , لن يعدم وجود من يقدم له المعونة حين يحتاجها ولو كان في كوكب غير الأرض . عندما نؤمن بأن هناك جزاءً لأي تصرف , يمكن أن نقترب من الإنسان . ما جعلني أكتب وأصر على أن الأصدقاء الأهل , الجيران عليهم واجبات لا يجب أن ينسوها , واجبات لو قام بها كل فرد حين يتطلب الواجب ذلك لبات هو والمجتمع بخير , ولكن قبح الله من أفهمنا عبارة يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي .
و خربت عمرت حايد عن ظهري بسيطة .
وتلك الجملة الغريبة كل مين إتجوز أمي بندهلو عمي .
الحريق في الحارة , لا دخل لي المهم أنه ليس في بيتي .
من تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه , هناك فرق عن سابقاته أي من تدخل عندما يجب أن لا يتدخل .......... ولكن حين يكون للخير فمن سيرفض هذا التدخل .

فليكن بالمفهوم أن المقياس الوحيد لمعرفة حياتنا هو الوقوف على طريقة معيشة الآخرين .فالرجل يولد كعدة رجال , رجل متعلم , وحرفي ماهر , ورب أسرة ممتاز , ومحب لعمل الخير ومساعدة الناس , وإن كان عكس ذلك في كل ما هو عليه , فإنه في كلا الحالتين يموت رجلاً واحداً , مع الفارق الشاسع عندما ُيذكرْ .