المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxالزواج السعيد...والخلافات الزوجية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الزواج السعيد...والخلافات الزوجية
الزواج السعيد غطاء من المودة والرحمة .. يلتحف به كلا الزوجين .. ينقشان
عليه زهور الحب والدفء .. وأغصان الألفة والسعادة .. يراعي كل منهما الآخر
.. يلبي احتياجاته .. ويغفر أخطاءه .. ويضحي من أجله...
ما أجملها من حياة! وما أروعها من لحظات ما لم تنغصها وتنقض دفئها أشواك الأنانية واللامبالاة وكثرة الخلافات!
إن نشوز الزوجين وعيش كل منهما وحده تحت سقف واحد يعد ـ بحق ـ مشكلة كبرى
تنغص الحياة الزوجية، وتهدد مسيرتها بالعطب في هذا العصر الذي تعقدت فيه
الأمور وتأزمت بما لا نظير له فيما مضى!!
ولأهمية هذه القضية وتداعياتها على الفرد والأسرة والمجتمع، قامت
[المتميزة] بفتح ملفها على مصراعيه، وتسليط الضوء على جوانب متعددة فيه،
كمفهوم النشوز، وأسبابه، وتأثيره على الفرد والأسرة والمجتمع، وقول الشرع
وعلماء النفس والاجتماع فيه.
في البدء توجهنا بأسئلتنا إلى الأزواج:
نفور الزوج من زوجته:
يقول أحدهم: إن من أسباب نفور الزوج من زوجته: تقصيرها بشكل ملحوظ في حقوق
الله ومن أهمها الصلاة، إدخال أهلها في كل مشكلة صغيرة كانت أو كبيرة ..
تكبرها على زوجها .. عدم استجابتها السريعة له عند طلبها في الفراش .. عدم
إبداء ما يرغِّبه فيها .. عدم التجمل له عند عودته إلى المنزل.
أما الأستاذ عبد الله المسعود فيرى أن السبب هو عدم فهم كل من الزوجين لبعضهما البعض، مع تفاوتهما في التفكير والثقافة.
ورأى الأستاذ محمد العتيق السبب: في كون الزوجة أعلى مستوى من الزوج سواء أكان ذلك ماديًا أو علميًا.
أما الأستاذ خالد العتيق فيرى أن من أسباب النفور عدم الاستقبال الجيد له،
خاصة أثناء عودته من العمل، وعدم الاهتمام باللباس وبعض الزينة، كذلك كونها
سليطة اللسان، كثيرة الشكوى من أي شيء، عديمة المرح والتبسم والكلام
اللطيف.
وتواترت إجابات الأزواج في كثرة الطلبات، وكثرة الخروج من المنزل، وعدم اعتنائها بمظهرها في بيتها...
ـ عمل المرأة:
هل عمل المرأة يزيد نيران الخلاف، أم يجدد الدفء بين الزوجين؟
أجاب أحدهم: بأنه يزيد نيران الخلاف .. حيث إن الله أمرهن بالقرار في
بيوتهن وتربية أبنائهن .. ووافقه الرأي الأستاذ عبد الله المسعود حيث قال:
إن ذلك يوسع الفجوة بين الزوجين.
وخالفه الرأي الأستاذ أبو ريان حيث يرى أن عمل المرأة يجدد الدفء بين الزوجين.
أما الأستاذ خالد العتيق فيرى أن عمل المرأة إذا كان بالتفاهم وعدم الأنانية من الطرفين فإنه ينتج عنه علاقة حميمة ورابطة قوية.
وقال الأستاذ محمد العتيق: إذا اتفقا فإنه لا يسبب نفورًا بل العكس، لكن إذا أصاب الزوج الطمع والغيرة انعكست المسألة.
نفور الزوجات من أزواجهن:
رأت الأستاذة أم أحمد أن من أهم أسباب نفور الزوجات عن أزواجهن:
اللامبالاة، وعدم الاهتمام بالزوجة مظهرًا أو كشخصية لها آراء وميول وطباع،
فكرة انتقاد الزوجة سواء في تربية الأولاد أو ترتيب المنزل سبب في تبرم
الزوجة وإحساسها بالنقص، خاصة إذا سمعت المدح والثناء من أشخاص آخرين وهي
بحاجة إلى مديح زوجها أكثر.
أما الأخت أم عبد الله فتقول: إن التجاهل العاطفي وعدم الاحترام والضرب
المتكرر والتنصل من المسؤولية .. كل ذلك ينفر الزوجة حتى إن كان لديها
أطفال، لأن تلك المعاملة لا يحتملها إنسان.
وتضيف الأخت نجمة النويجم: أسباب النفور هي أسلوب العصبية وعدم الاستماع إلى حديثها، وكثرة الكلام في أهلها.
أما الأخت سارة محمد فترى أن الشك من قبل الزوج أحد أهم أسباب نفور الزوجات.
وتقول الأخت أم بشرى: إن كثرة سفر الزوج إلى الخارج والخروج من المنزل في
أوقات متأخرة، والصراخ بسبب أو بدون .. من الأسباب التي تشعل فتيل الخلافات
وتنفر الزوجات.
وترى الأخت أم هتون: أن الفروق الثقافية والاجتماعية تتسبب في نشوز
الزوجين، مما ينتج عنه عدم وجود عامل مشترك لا في الهوايات ولا في طرق
التربية أو حتى طريقة العيش، وتضيف أن تقدم التكنولوجيا جعل الحياة صعبة لا
مجالاً للعيش، وتضيف أن تقدم التكنولوجيا جعل الحياة صعبة لا مجال للعيش
فيها بعفوية، فترى أن أحد الزوجين بعيد عن الآخر مما يجعل النقاش في بداية
الحياة صعبًا، ومع استمرار الحياة يصبح منعدمًا فيعيش كل منهما وحده، يؤدي
واجباته ثم يعود يمارس حياته بعيدًا عن الآخر، فلا يجمعهما شيء سوى البيت
والأولاد.
وتضيف الأخت نورة الحجي بأن المعاملة السيئة والقسوة تبعد الزوجين بعضهما عن البعض.
الحموات .. ونيران الخلاف:
تقول الأخت نجمة: إن للحموات دورًا في تأجيج نيران النشوز بين الزوجين؛ إذ
إن الحماة أحيانًا تكون شديدة الحب لابنها فتنشأ الغيرة، وتكره هذه الزوجة.
وتوافقها الرأي الأخت أم هاجر وأم بشرى.
أما الأخت أم عبد الله فتقول: إن للحموات دورًا، ولكن ليس كبيرًا وهذا
القول قد ينطبق في الماضي أكثر من المحاضر حيث كانت الحماة في السابق تتدخل
كثيرًا لعدم وجود عاملة بالمنزل مما يسبب مشاكل في الأعمال المنزلية،
واليوم اختلفت الأمور فالابن غالبًا يستقل عن أهله بمنزل خاص والخادمة تقوم
بالأعمال المنزلية.
أما أم هتون فترى بأن الحموات لم يعد لهن دور كبير في حياة الزوجين أصلاً.
عندما يشتد الخصام:
عندما يشتد الخصام بين الزوجين لا بد أن يكون لأحدهما وسيلة يلجأ إليها .. وعندما سألنا الزوجات عن ذلك...
تقول الأستاذة أم أحمد: الوسيلة الوحيدة هي الصمت برهة من الزمن ثم أبدأ
النقاش، وبحكم أن صوتي عال في النقاش يتهمني بالصراخ وعدم القدرة على
التفاهم، على الرغم من أنه يتناقش معي بنفس الأسلوب ويظهر نفسه دائمًا أنه
على حق، وتوافقها في اللجوء إلى الصمت الأخت نجمة.
أما الأخت أم عبد الله فتقول: عندما يشتد الخصام أجرب وسيلة البكاء أو
التفاهم، وعندما لا يجدي ألجأ إلى إحدى الصديقات ذوات الثقة، وآخر من ألجأ
إليه هو الأسرة، لعلمي بأن ذلك سيكبر من المشكلة، وعندما يطفح الكيل أدخل
الأسرة سواء أسرتي أو أسرته، وفي بعض الحالات أدخل أحد أصدقائه من ذوي
العقل.
وتقول الأخت هيا الرشيد: ألجأ إلى الله تعالى ثم إلى أعز صديق، وتضيف سارة
محمد: ألجأ إلى والدتي فهي من تصبرني دائمًا وتساعدني على تحمل المصائب.
أما أم بشرى وأم هاجر فتقولان: نلجأ إلى تنظيف المنزل بالكامل أو النوم.
وتقول أم هتون: ألجأ إلى الله، ثم أبادر في بعض الأحيان إلى التقرب من زوجي
بحكم طبيعتي الأنثوية المائلة إلى التنازل في أغلب الأحيان.
ضحايا النشوز بين الزوجين:
الأبناء هم ضحية هذا النفور.. فما هو الشعور الذي ينتابهم حيال ذلك؟
تقول مناهل 'م' الرياض: كان النزاع بين أبويَّ يضايقني جدًا، حتى إنه في
بعض الأحيان يحرمني من النوم، وأقوم بالدعاء لهما وأن يبعد الله عنهما
الحقد والبغض ويزرع في نفسيهما المودة والرحمة، وتضيف: مع مرور السنين تولد
لدي عدم مبالاة، وكنت أتمنى من كل قلبي لو ينفصلان؛ لأن نزاعهما المستمر
وشجارهما المتكرر يحبطني جدًا ويجعل قلبي يتمزق، وبالتالي كنت أقول لنفسي:
لو انفصلا لكان أفضل، وعندما بلغت الخامسة من عمري كنت أتصور أن هذا الوضع
هو السائد في كل الأسر السعودية، وأخذت قرارًا على نفسي بألا أتزوج حتى لا
أعيش في نكد آخر .. لكن هذه النظرة تغيرت عندما كبرت وذلك عندما رأيت
أقاربي يعيشون بسعادة تامة وأتمنى لهم التوفيق، ولكني ما زلت أكره أسرتي
وأكره الدخول والاحتكاك معهم لأنهم يثيرون المشاكل في كل شيء، وأدعو الله
أن يصلح الجميع.
وتقول الأختان حنان وآمال: نحاول التدخل بينهما والحد من ذلك الخصام، ونشعر
بضيق وانزعاج فنلجأ إلى الله، ونقول أخرى: أشعر بضيف وخوف .. ولا أتصرف
بشيء.
رأي علم الاجتماع:
ولتأثير هذه القضية وتداعياتها من المنظور الاجتماعي، توجهنا بأسئلتنا
التالية إلى الأستاذ مندل بن عبد الله القباع [مستشار في علم الاجتماع].
الطباع البشرية:
* هل تدخل الطباع البشرية والموروثات الثقافية والاجتماعية التي يحكمها كلا الزوجين في معالجة النشوز؟
ـ نعم فالأسرة تتكون نتيجة ارتباط فردين أتى كل منهما من أسرة مختلفة
تحكمها مثل ومبادئ وقيم، ولدى كل منهما تجارب وخبرات وطباع وموروثات
وسلوكيات خاصة تحكم تصرفاتها وأسلوبهما، فإذا حدث خلاف وبدأ أحد الأطراف في
النشوز والإعراض فإن الطرف الآخر إن كان يتمتع بخبرة في التعامل والاحتمال
وحسن الاستماع والرد فإنه يستطيع أن يمتص غضب وإعراض الطرف الآخر؛ فإن كان
الطرف الأول سريع الغضب فإن الهدوء من الطرف الآخر يعالج هذا العيب على
سبيل المثال، وفي الغالب تحتمل الزوجة كثيراً مما لدى الزوج من أفكار وعيوب
سلوكية وموروثات ثقافية، فتحاول أن تغير بعض المفاهيم والسلوكيات
الاجتماعية بطريقة ليس فيها نوع من التعالي أو التبرم، بل بأسلوب الطرف
الأقل خبرة الذي يطرح شيئًا سمعه للنقاش وتحاول من خلال النقاش إقناع الزوج
بما تراه مناسبًا حسب طباعها وموروثاتها من أسرتها وبيئتها الاجتماعية،
ويمكن أن يحدث العكس ويكون الزوج هو الأكثر تفهمًا واتساعًا في الأفق
فيحتوي نشوز زوجته وإعراضها ويجعلها تقترب منه.
هل للحموات دور؟!
أضاف الأستاذ مندل: إن للحموات دورًا في تأجيج نيران النشوز، فالأم تشعر
بأن ابنها جزء منها أو أنه مازال طفلها صغير، وعندما يتزوج تشعر أن هذه
الزوجة قد أخذته منها وأنه أصبح تابعًا لها يسمع كلامها ويفعل ما تأمره به،
وأنه لم يعد ابنها الذي يحتاجها ويفعل ما تطلبه منه، فتحاول أن تجعل ابنها
ينقلب على زوجته ويعرض عنها استجابة لأوامرها هي [الأم]، وأيضًا أم الزوجة
تشعر بأن زوج ابنتها لم يقدم ما يجب أن يقدمه من أشياء مثلما جاء
لمثيلاتها، فتحاول أن تؤلب ابنتها عليه بأن تعطيها نصائح ليست في صالح
العلاقة الزوجية. وأخوات الزوج أيضًا يقمن بدور في تأجيج هذا النشوز.
بواعث نفور الزوجين:
وعندما سألنا الأستاذ مندل عن البواعث التي تؤدي إلى نفور أحد الزوجين عن الآخر قال:
أولاً: عند فترة الخطوبة يشعر الزوج بأن الزوجة التي ستكون له هي شيء فوق
البشر، وعندما يحدث الزواج يجد أنها إنسان عادي يأكل ويشرب فيفاجأ بذلك
وينزل إلى أرض الواقع، والبعض يتقبل ذلك والبعض لا يتقبله، خاصة أولئك
الذين يعيشون في أجواء القنوات الفضائية وفي الأحلام.
وهناك الاعتداد الزائد بالنفس مما يجعل الاقتراب صعبًا والإعراض أسهل، أو
أن يكون أحد الزوجين له طلبات أكثر مما يحتمل الطرف الآخر، فيؤدي هذا إلى
عدم الاستجابة ومن ثم الإعراض والنفور، أو أن يشعر أحد الطرفين بأنه مرفوض
والحاجة إليه تتعلق بالمادة، أو تحضير الطعام أو غير ذلك، فيقوم بالإعراض
والنشوز، وأيضًا عدم التكافؤ بين الزوجين يؤدي إلى ذلك، كما أن عدم الصبر
من أحد الطرفين على تصرفات الطرف الآخر يعد من العوامل أيضًا، وعدم القدرة
على تحمل المسؤولية يؤدي إلى إعراض الآخر إذا بذل جهدًا لعلاج ذلك ولم
ينجح.
أثر النشوز على الأسرة والمجتمع:
يقول الأستاذ مندل: أول الآثار كما هو معروف الانفصال أو الطلاق، وكلاهما
صدمة لكلا الزوجين، وتدمير نفسي لكليهما، وضياع الأطفال، ومن الآثار أيضًا
بالنسبة لأسرة الزوجة الأثر النفسي، خاصة إن كان معها أبناؤها، وهذا النوع
من الأسر المفككة أو المنفصلة يظل في تناحر دائم بسبب الأطفال مما يؤثر على
المجتمع كما يؤثر على الأمة ككل، وهذا النوع من العلاقات المفككة يوجد
الفرقة ويؤدي إلى التناحر والبغض والكراهية بين العائلات.
ولعلاج القضية ومحو آثارها السلبية من المنظور الشرعي، توجهنا بأسئلتنا
التالية إلى فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز البشر 'القاضي
والمستشار بمكتب وزير العدل'.
مفهوم الهجر الشرعي:
* يعمد بعض الأزواج إلى ترك مضجع الزوجية في حالة نشوب خلاف بينه وبين زوجته، فهل يعد هذا هجرًا شرعيًا؟
ـ إن هذا الفهم الذي يفهمه بعض الأزواج ـ وفقنا الله وإياهم للهدى والصلاح ـ
ليس هو الذي جاء في القرآن الكريم، إذ إن الذي ورد هو الهجر في المضجع،
كما أنه ليس هو الخطوة التي تتخذ بادئ الأمر، بل لا بد من خطوة أولى قبلها
وهي الوعظ كما في صريح الآية الكريمة: {وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء:34]، كما أن ترك
المنزل أو الذهاب بالمرأة إلى منزل أهلها ليس هو العلاج الذي أرشد إليه
ربنا ـ عز وجل ـ بل إن المنهج الصحيح هو الوعظ والتخويف بالله، وإيضاح حقوق
الزوج على زوجته، وإحضار أشرطة وكتيبات ورسائل توضح الطريقة الشرعية
المثلى للحياة الزوجية السعيدة وإسماعها للزوجة واقتراح قراءة ما جاء فيها،
وأهم من ذلك: الدعاء الصادق بصلاح الزوجة والذرية، فإن هذا من أهم صفات
عباد الرحمن الذين ذكرهم الله تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا
قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74].
أسلوب الضرب:
* نظام الضرب، الذي شرعه الإسلام كعلاج لنشوز المرأة في إحدى مراحل نشوزها
.. هل يعد انتهاكًا لحقوقها الزوجية، وهدمًا لأسس القيم الفاضلة؟
ـ أجاب فضيلة الشيخ إبراهيم البشر:
لا يمكن أن يشرع الله أمرًا يكون فيه غير الصواب والحكمة والعدل، ولا يمكن
أن نقول: إن الضرب الذي شرعه الله ينتهك حقوقها، ولكن الخطأ في تطبيق هذا
الأمر في جانبين:
الجانب الأول:
اتخاذ الضرب الوسيلة الأولى للعلاج، وهذا خلاف التوجيه الرباني الذي أمر بالوعظ ثم الهجر في المضجع ثم الضرب.
الجانب الثاني:
الآلة التي يضرب بها وموضع الضرب، فلا يجوز الضرب بالحديد أو السلاح أو
التعذيب بالنار أو أي آلة حادة، أما الموضع فلا يجوز أن يضرب الوجه، كما في
الحدث الصحيح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم: [[أنه نهى عن ضرب الوجه]]
وكذلك لا يجوز السب والشتم أو هشم العظم أو إسالة الدم وإحداث الجروح ..
فهذه ليست من العلاج المشروع.
أما أن الضرب يهدم أسس القيم الفاضلة فهذا ليس على إطلاقه، بل إذا طبق كما
أمر الله في آية النساء وفي الحالات المحددة، فلا شك أن ما يرشد إليه
الخالق في جميع شؤون خلقه يؤسس القيم الفاضلة ويؤدي إلى السعادة الدائمة في
الدنيا والآخرة.
تعزيز العلاقة بين الزوجين:
* حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [[لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا
رضي منها آخر]] كيف يمكن توظيفه في سبيل تعزيز العلاقة الاجتماعية بين
الزوجين؟
ـ هذا الحديث الثابت عن المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ يضع قاعدة عريضة
ومتينة ينطلق منها الرجال مع النساء في حياتهم الأسرية، فهو يقول لكل مؤمن:
لا تبغض المرأة إذا رأيت منها خلقًا غير مناسب، وعليك أن تتذكر الأخلاق
الكريمة التي تتحلى بها، إذ لا توجد امرأة ليس فيها خلق حسن، كما أن الكمال
والمثالية مستحيلان، فإذا امتثل الزوج لهذا التوجيه يستطيع أن يتحمل ما
يراه من سوء.
التحكيم .. وحل المشكلات:
* متى يكون التحكيم حلاً للمشكلات الزوجية؟
ـ قال الشيخ إبراهيم: كلما استطاع الزوجان حل مشاكلهما داخل منزلهما كان هو
الأفضل. ولا يخلو بيت من منغصات وخلافات خفيفة أو كبيرة، حتى بيت سيدنا
وحبيبنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكنه كان يعالجه بالمداعبة والرفق، حتى
إنه يقول لعائشة ـ رضي الله عنها: [[إني أعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت
غضبى]]. قالت: وكيف ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: [[إذا كنت راضية قلت: لا
ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: إي والله يا رسول الله
لا أهجر إلا 'اسمك']]
وفي حال عدم الوصول إلى نتيجة بالوعظ والهجر والضرب، فهنا يتدخل الآخرون،
كما قال عز وجل: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً
مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً
يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء:35].
القضية من منظور علم النفس
ولمعرفة رأي الطب النفسي في هذه القضية توجهت [المتميزة] إلى الدكتورة زينب
عبد اللطيف خلف الله، أستاذ مشارك في قسم علم النفس الإكلينيكي، وطرحنا
عليها التساؤلات التالية:
* ما هي البواعث التي تؤدي إلى نفور أحد الزوجين من الآخر؟
ـ أجابت الدكتورة زينب فقالت: البواعث عديدة، أهمها:
ـ ارتباط أحد الزوجين للآخر طمعًا في ماله وليس ذاته.
ـ إهمال أحد الزوجين للآخر وتفضيل المصالح الشخصية على عش الزوجية، وهذه المصالح مثل العمل أو الطموحات في الترقية...
ـ إهمال أحد الزوجين في مظهره ونظافته الشخصية، ونلاحظ هذا في السيدات
المتزوجات، إذ تهمل مظهرها في البيت، وتتزين وتتألق في حالة خروجها منه.
ـ عدم احترام أحد الطرفين للآخر.
ـ تدخل الأهل من الطرفين بطريقة زائدة، يؤدي إلى الخلاف المستمر، ثم النفور.
ـ ضعف شخصية الزوج .. أو تسلطه على الزوجة.
ـ عدم تحمل المسؤولية من جانب الزوج، وبخاصة عدم الإنفاق على البيت.
ـ الزوجة المدللة بطريقة زائدة لدرجة عدم تحمل مسؤولية الزوج والتعامل معه بطريقة صحيحة.
ـ إفشاء الأسرار الزوجية، سواء من جانب الزوج أو من جانب الزوجة يؤدي إلى النفور أيضًا.
ـ عدم طاعة الزوجة لزوجها، والمجادلة الدائمة معه أيضًا، يؤديان إلى نفور الزوج منها، أو إذا كانت جافة بطبيعتها ولا تستطيع احتواءه.
* معرفة الزوج بالتغيرات النفسية والجسدية التي تطرأ على زوجته في بعض الحالات .. هل تساعد على تخفيف هذه المشكلات؟
ـ بالطبع، يساعد على تخفيف حدة المشكلات، لأن الزوج سيقدر الحالة التي تمر
بها زوجته ويتذكر رعايتها المستمرة له في الأوقات الأخرى، فيساعدها ويرعاها
ويكون متأكدًا أن ما بدر منها هو خارج عن إرادتها، ويحاول احتواءها أو
الإسراع في علاجها.
* لماذا يلجأ الزوج إلى التفكير في الطلاق والانفصال عن زوجته كعلاج أولي للمشكلات الزوجية في كافة الأحوال؟
ـ عادة ما يلجأ الزوج إلى تهديد الزوجة بالطلاق أو الانفصال 'مجرد تهديد'
ولا ينوي الطلاق، فهو حريص على الأسرة وتماسكها مثل الزوجة تمامًا، وربما
أكثر درجة، ولكن بعض الأزواج يحاول أن يجبر الزوجة على طاعته بالتهديد
بالطلاق ليشعرها بخطورة الأمر ويجعلها ترتدع.
ولكن من وجهة نظري أن هذا الصنف من الرجال، الذي يغلب التهديد للزوجة على
التفاهم، يخطئ في حق نفسه قبل أن يخطئ في حق الزوجة .. فماذا ننتظر من زوجة
تشعر بالتهديد والزلزلة لكيانها وانعدام الأمن في حياتها؟ بالطبع ينعكس
هذا على طريقتها في معاملة زوجها وأسلوبها في معاشرته والنفور منه،
بالإضافة إلى تحول كل تفكيرها ومشاعرها نحو كيفية توفير الأمن الشخصي
لنفسها، بصرف النظر عن مصلحة الأسرة والحياة الزوجية، ولا تستطيع العطاء
لأنها تفتقده.
عليه زهور الحب والدفء .. وأغصان الألفة والسعادة .. يراعي كل منهما الآخر
.. يلبي احتياجاته .. ويغفر أخطاءه .. ويضحي من أجله...
ما أجملها من حياة! وما أروعها من لحظات ما لم تنغصها وتنقض دفئها أشواك الأنانية واللامبالاة وكثرة الخلافات!
إن نشوز الزوجين وعيش كل منهما وحده تحت سقف واحد يعد ـ بحق ـ مشكلة كبرى
تنغص الحياة الزوجية، وتهدد مسيرتها بالعطب في هذا العصر الذي تعقدت فيه
الأمور وتأزمت بما لا نظير له فيما مضى!!
ولأهمية هذه القضية وتداعياتها على الفرد والأسرة والمجتمع، قامت
[المتميزة] بفتح ملفها على مصراعيه، وتسليط الضوء على جوانب متعددة فيه،
كمفهوم النشوز، وأسبابه، وتأثيره على الفرد والأسرة والمجتمع، وقول الشرع
وعلماء النفس والاجتماع فيه.
في البدء توجهنا بأسئلتنا إلى الأزواج:
نفور الزوج من زوجته:
يقول أحدهم: إن من أسباب نفور الزوج من زوجته: تقصيرها بشكل ملحوظ في حقوق
الله ومن أهمها الصلاة، إدخال أهلها في كل مشكلة صغيرة كانت أو كبيرة ..
تكبرها على زوجها .. عدم استجابتها السريعة له عند طلبها في الفراش .. عدم
إبداء ما يرغِّبه فيها .. عدم التجمل له عند عودته إلى المنزل.
أما الأستاذ عبد الله المسعود فيرى أن السبب هو عدم فهم كل من الزوجين لبعضهما البعض، مع تفاوتهما في التفكير والثقافة.
ورأى الأستاذ محمد العتيق السبب: في كون الزوجة أعلى مستوى من الزوج سواء أكان ذلك ماديًا أو علميًا.
أما الأستاذ خالد العتيق فيرى أن من أسباب النفور عدم الاستقبال الجيد له،
خاصة أثناء عودته من العمل، وعدم الاهتمام باللباس وبعض الزينة، كذلك كونها
سليطة اللسان، كثيرة الشكوى من أي شيء، عديمة المرح والتبسم والكلام
اللطيف.
وتواترت إجابات الأزواج في كثرة الطلبات، وكثرة الخروج من المنزل، وعدم اعتنائها بمظهرها في بيتها...
ـ عمل المرأة:
هل عمل المرأة يزيد نيران الخلاف، أم يجدد الدفء بين الزوجين؟
أجاب أحدهم: بأنه يزيد نيران الخلاف .. حيث إن الله أمرهن بالقرار في
بيوتهن وتربية أبنائهن .. ووافقه الرأي الأستاذ عبد الله المسعود حيث قال:
إن ذلك يوسع الفجوة بين الزوجين.
وخالفه الرأي الأستاذ أبو ريان حيث يرى أن عمل المرأة يجدد الدفء بين الزوجين.
أما الأستاذ خالد العتيق فيرى أن عمل المرأة إذا كان بالتفاهم وعدم الأنانية من الطرفين فإنه ينتج عنه علاقة حميمة ورابطة قوية.
وقال الأستاذ محمد العتيق: إذا اتفقا فإنه لا يسبب نفورًا بل العكس، لكن إذا أصاب الزوج الطمع والغيرة انعكست المسألة.
نفور الزوجات من أزواجهن:
رأت الأستاذة أم أحمد أن من أهم أسباب نفور الزوجات عن أزواجهن:
اللامبالاة، وعدم الاهتمام بالزوجة مظهرًا أو كشخصية لها آراء وميول وطباع،
فكرة انتقاد الزوجة سواء في تربية الأولاد أو ترتيب المنزل سبب في تبرم
الزوجة وإحساسها بالنقص، خاصة إذا سمعت المدح والثناء من أشخاص آخرين وهي
بحاجة إلى مديح زوجها أكثر.
أما الأخت أم عبد الله فتقول: إن التجاهل العاطفي وعدم الاحترام والضرب
المتكرر والتنصل من المسؤولية .. كل ذلك ينفر الزوجة حتى إن كان لديها
أطفال، لأن تلك المعاملة لا يحتملها إنسان.
وتضيف الأخت نجمة النويجم: أسباب النفور هي أسلوب العصبية وعدم الاستماع إلى حديثها، وكثرة الكلام في أهلها.
أما الأخت سارة محمد فترى أن الشك من قبل الزوج أحد أهم أسباب نفور الزوجات.
وتقول الأخت أم بشرى: إن كثرة سفر الزوج إلى الخارج والخروج من المنزل في
أوقات متأخرة، والصراخ بسبب أو بدون .. من الأسباب التي تشعل فتيل الخلافات
وتنفر الزوجات.
وترى الأخت أم هتون: أن الفروق الثقافية والاجتماعية تتسبب في نشوز
الزوجين، مما ينتج عنه عدم وجود عامل مشترك لا في الهوايات ولا في طرق
التربية أو حتى طريقة العيش، وتضيف أن تقدم التكنولوجيا جعل الحياة صعبة لا
مجالاً للعيش، وتضيف أن تقدم التكنولوجيا جعل الحياة صعبة لا مجال للعيش
فيها بعفوية، فترى أن أحد الزوجين بعيد عن الآخر مما يجعل النقاش في بداية
الحياة صعبًا، ومع استمرار الحياة يصبح منعدمًا فيعيش كل منهما وحده، يؤدي
واجباته ثم يعود يمارس حياته بعيدًا عن الآخر، فلا يجمعهما شيء سوى البيت
والأولاد.
وتضيف الأخت نورة الحجي بأن المعاملة السيئة والقسوة تبعد الزوجين بعضهما عن البعض.
الحموات .. ونيران الخلاف:
تقول الأخت نجمة: إن للحموات دورًا في تأجيج نيران النشوز بين الزوجين؛ إذ
إن الحماة أحيانًا تكون شديدة الحب لابنها فتنشأ الغيرة، وتكره هذه الزوجة.
وتوافقها الرأي الأخت أم هاجر وأم بشرى.
أما الأخت أم عبد الله فتقول: إن للحموات دورًا، ولكن ليس كبيرًا وهذا
القول قد ينطبق في الماضي أكثر من المحاضر حيث كانت الحماة في السابق تتدخل
كثيرًا لعدم وجود عاملة بالمنزل مما يسبب مشاكل في الأعمال المنزلية،
واليوم اختلفت الأمور فالابن غالبًا يستقل عن أهله بمنزل خاص والخادمة تقوم
بالأعمال المنزلية.
أما أم هتون فترى بأن الحموات لم يعد لهن دور كبير في حياة الزوجين أصلاً.
عندما يشتد الخصام:
عندما يشتد الخصام بين الزوجين لا بد أن يكون لأحدهما وسيلة يلجأ إليها .. وعندما سألنا الزوجات عن ذلك...
تقول الأستاذة أم أحمد: الوسيلة الوحيدة هي الصمت برهة من الزمن ثم أبدأ
النقاش، وبحكم أن صوتي عال في النقاش يتهمني بالصراخ وعدم القدرة على
التفاهم، على الرغم من أنه يتناقش معي بنفس الأسلوب ويظهر نفسه دائمًا أنه
على حق، وتوافقها في اللجوء إلى الصمت الأخت نجمة.
أما الأخت أم عبد الله فتقول: عندما يشتد الخصام أجرب وسيلة البكاء أو
التفاهم، وعندما لا يجدي ألجأ إلى إحدى الصديقات ذوات الثقة، وآخر من ألجأ
إليه هو الأسرة، لعلمي بأن ذلك سيكبر من المشكلة، وعندما يطفح الكيل أدخل
الأسرة سواء أسرتي أو أسرته، وفي بعض الحالات أدخل أحد أصدقائه من ذوي
العقل.
وتقول الأخت هيا الرشيد: ألجأ إلى الله تعالى ثم إلى أعز صديق، وتضيف سارة
محمد: ألجأ إلى والدتي فهي من تصبرني دائمًا وتساعدني على تحمل المصائب.
أما أم بشرى وأم هاجر فتقولان: نلجأ إلى تنظيف المنزل بالكامل أو النوم.
وتقول أم هتون: ألجأ إلى الله، ثم أبادر في بعض الأحيان إلى التقرب من زوجي
بحكم طبيعتي الأنثوية المائلة إلى التنازل في أغلب الأحيان.
ضحايا النشوز بين الزوجين:
الأبناء هم ضحية هذا النفور.. فما هو الشعور الذي ينتابهم حيال ذلك؟
تقول مناهل 'م' الرياض: كان النزاع بين أبويَّ يضايقني جدًا، حتى إنه في
بعض الأحيان يحرمني من النوم، وأقوم بالدعاء لهما وأن يبعد الله عنهما
الحقد والبغض ويزرع في نفسيهما المودة والرحمة، وتضيف: مع مرور السنين تولد
لدي عدم مبالاة، وكنت أتمنى من كل قلبي لو ينفصلان؛ لأن نزاعهما المستمر
وشجارهما المتكرر يحبطني جدًا ويجعل قلبي يتمزق، وبالتالي كنت أقول لنفسي:
لو انفصلا لكان أفضل، وعندما بلغت الخامسة من عمري كنت أتصور أن هذا الوضع
هو السائد في كل الأسر السعودية، وأخذت قرارًا على نفسي بألا أتزوج حتى لا
أعيش في نكد آخر .. لكن هذه النظرة تغيرت عندما كبرت وذلك عندما رأيت
أقاربي يعيشون بسعادة تامة وأتمنى لهم التوفيق، ولكني ما زلت أكره أسرتي
وأكره الدخول والاحتكاك معهم لأنهم يثيرون المشاكل في كل شيء، وأدعو الله
أن يصلح الجميع.
وتقول الأختان حنان وآمال: نحاول التدخل بينهما والحد من ذلك الخصام، ونشعر
بضيق وانزعاج فنلجأ إلى الله، ونقول أخرى: أشعر بضيف وخوف .. ولا أتصرف
بشيء.
رأي علم الاجتماع:
ولتأثير هذه القضية وتداعياتها من المنظور الاجتماعي، توجهنا بأسئلتنا
التالية إلى الأستاذ مندل بن عبد الله القباع [مستشار في علم الاجتماع].
الطباع البشرية:
* هل تدخل الطباع البشرية والموروثات الثقافية والاجتماعية التي يحكمها كلا الزوجين في معالجة النشوز؟
ـ نعم فالأسرة تتكون نتيجة ارتباط فردين أتى كل منهما من أسرة مختلفة
تحكمها مثل ومبادئ وقيم، ولدى كل منهما تجارب وخبرات وطباع وموروثات
وسلوكيات خاصة تحكم تصرفاتها وأسلوبهما، فإذا حدث خلاف وبدأ أحد الأطراف في
النشوز والإعراض فإن الطرف الآخر إن كان يتمتع بخبرة في التعامل والاحتمال
وحسن الاستماع والرد فإنه يستطيع أن يمتص غضب وإعراض الطرف الآخر؛ فإن كان
الطرف الأول سريع الغضب فإن الهدوء من الطرف الآخر يعالج هذا العيب على
سبيل المثال، وفي الغالب تحتمل الزوجة كثيراً مما لدى الزوج من أفكار وعيوب
سلوكية وموروثات ثقافية، فتحاول أن تغير بعض المفاهيم والسلوكيات
الاجتماعية بطريقة ليس فيها نوع من التعالي أو التبرم، بل بأسلوب الطرف
الأقل خبرة الذي يطرح شيئًا سمعه للنقاش وتحاول من خلال النقاش إقناع الزوج
بما تراه مناسبًا حسب طباعها وموروثاتها من أسرتها وبيئتها الاجتماعية،
ويمكن أن يحدث العكس ويكون الزوج هو الأكثر تفهمًا واتساعًا في الأفق
فيحتوي نشوز زوجته وإعراضها ويجعلها تقترب منه.
هل للحموات دور؟!
أضاف الأستاذ مندل: إن للحموات دورًا في تأجيج نيران النشوز، فالأم تشعر
بأن ابنها جزء منها أو أنه مازال طفلها صغير، وعندما يتزوج تشعر أن هذه
الزوجة قد أخذته منها وأنه أصبح تابعًا لها يسمع كلامها ويفعل ما تأمره به،
وأنه لم يعد ابنها الذي يحتاجها ويفعل ما تطلبه منه، فتحاول أن تجعل ابنها
ينقلب على زوجته ويعرض عنها استجابة لأوامرها هي [الأم]، وأيضًا أم الزوجة
تشعر بأن زوج ابنتها لم يقدم ما يجب أن يقدمه من أشياء مثلما جاء
لمثيلاتها، فتحاول أن تؤلب ابنتها عليه بأن تعطيها نصائح ليست في صالح
العلاقة الزوجية. وأخوات الزوج أيضًا يقمن بدور في تأجيج هذا النشوز.
بواعث نفور الزوجين:
وعندما سألنا الأستاذ مندل عن البواعث التي تؤدي إلى نفور أحد الزوجين عن الآخر قال:
أولاً: عند فترة الخطوبة يشعر الزوج بأن الزوجة التي ستكون له هي شيء فوق
البشر، وعندما يحدث الزواج يجد أنها إنسان عادي يأكل ويشرب فيفاجأ بذلك
وينزل إلى أرض الواقع، والبعض يتقبل ذلك والبعض لا يتقبله، خاصة أولئك
الذين يعيشون في أجواء القنوات الفضائية وفي الأحلام.
وهناك الاعتداد الزائد بالنفس مما يجعل الاقتراب صعبًا والإعراض أسهل، أو
أن يكون أحد الزوجين له طلبات أكثر مما يحتمل الطرف الآخر، فيؤدي هذا إلى
عدم الاستجابة ومن ثم الإعراض والنفور، أو أن يشعر أحد الطرفين بأنه مرفوض
والحاجة إليه تتعلق بالمادة، أو تحضير الطعام أو غير ذلك، فيقوم بالإعراض
والنشوز، وأيضًا عدم التكافؤ بين الزوجين يؤدي إلى ذلك، كما أن عدم الصبر
من أحد الطرفين على تصرفات الطرف الآخر يعد من العوامل أيضًا، وعدم القدرة
على تحمل المسؤولية يؤدي إلى إعراض الآخر إذا بذل جهدًا لعلاج ذلك ولم
ينجح.
أثر النشوز على الأسرة والمجتمع:
يقول الأستاذ مندل: أول الآثار كما هو معروف الانفصال أو الطلاق، وكلاهما
صدمة لكلا الزوجين، وتدمير نفسي لكليهما، وضياع الأطفال، ومن الآثار أيضًا
بالنسبة لأسرة الزوجة الأثر النفسي، خاصة إن كان معها أبناؤها، وهذا النوع
من الأسر المفككة أو المنفصلة يظل في تناحر دائم بسبب الأطفال مما يؤثر على
المجتمع كما يؤثر على الأمة ككل، وهذا النوع من العلاقات المفككة يوجد
الفرقة ويؤدي إلى التناحر والبغض والكراهية بين العائلات.
ولعلاج القضية ومحو آثارها السلبية من المنظور الشرعي، توجهنا بأسئلتنا
التالية إلى فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز البشر 'القاضي
والمستشار بمكتب وزير العدل'.
مفهوم الهجر الشرعي:
* يعمد بعض الأزواج إلى ترك مضجع الزوجية في حالة نشوب خلاف بينه وبين زوجته، فهل يعد هذا هجرًا شرعيًا؟
ـ إن هذا الفهم الذي يفهمه بعض الأزواج ـ وفقنا الله وإياهم للهدى والصلاح ـ
ليس هو الذي جاء في القرآن الكريم، إذ إن الذي ورد هو الهجر في المضجع،
كما أنه ليس هو الخطوة التي تتخذ بادئ الأمر، بل لا بد من خطوة أولى قبلها
وهي الوعظ كما في صريح الآية الكريمة: {وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء:34]، كما أن ترك
المنزل أو الذهاب بالمرأة إلى منزل أهلها ليس هو العلاج الذي أرشد إليه
ربنا ـ عز وجل ـ بل إن المنهج الصحيح هو الوعظ والتخويف بالله، وإيضاح حقوق
الزوج على زوجته، وإحضار أشرطة وكتيبات ورسائل توضح الطريقة الشرعية
المثلى للحياة الزوجية السعيدة وإسماعها للزوجة واقتراح قراءة ما جاء فيها،
وأهم من ذلك: الدعاء الصادق بصلاح الزوجة والذرية، فإن هذا من أهم صفات
عباد الرحمن الذين ذكرهم الله تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا
قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74].
أسلوب الضرب:
* نظام الضرب، الذي شرعه الإسلام كعلاج لنشوز المرأة في إحدى مراحل نشوزها
.. هل يعد انتهاكًا لحقوقها الزوجية، وهدمًا لأسس القيم الفاضلة؟
ـ أجاب فضيلة الشيخ إبراهيم البشر:
لا يمكن أن يشرع الله أمرًا يكون فيه غير الصواب والحكمة والعدل، ولا يمكن
أن نقول: إن الضرب الذي شرعه الله ينتهك حقوقها، ولكن الخطأ في تطبيق هذا
الأمر في جانبين:
الجانب الأول:
اتخاذ الضرب الوسيلة الأولى للعلاج، وهذا خلاف التوجيه الرباني الذي أمر بالوعظ ثم الهجر في المضجع ثم الضرب.
الجانب الثاني:
الآلة التي يضرب بها وموضع الضرب، فلا يجوز الضرب بالحديد أو السلاح أو
التعذيب بالنار أو أي آلة حادة، أما الموضع فلا يجوز أن يضرب الوجه، كما في
الحدث الصحيح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم: [[أنه نهى عن ضرب الوجه]]
وكذلك لا يجوز السب والشتم أو هشم العظم أو إسالة الدم وإحداث الجروح ..
فهذه ليست من العلاج المشروع.
أما أن الضرب يهدم أسس القيم الفاضلة فهذا ليس على إطلاقه، بل إذا طبق كما
أمر الله في آية النساء وفي الحالات المحددة، فلا شك أن ما يرشد إليه
الخالق في جميع شؤون خلقه يؤسس القيم الفاضلة ويؤدي إلى السعادة الدائمة في
الدنيا والآخرة.
تعزيز العلاقة بين الزوجين:
* حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [[لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا
رضي منها آخر]] كيف يمكن توظيفه في سبيل تعزيز العلاقة الاجتماعية بين
الزوجين؟
ـ هذا الحديث الثابت عن المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ يضع قاعدة عريضة
ومتينة ينطلق منها الرجال مع النساء في حياتهم الأسرية، فهو يقول لكل مؤمن:
لا تبغض المرأة إذا رأيت منها خلقًا غير مناسب، وعليك أن تتذكر الأخلاق
الكريمة التي تتحلى بها، إذ لا توجد امرأة ليس فيها خلق حسن، كما أن الكمال
والمثالية مستحيلان، فإذا امتثل الزوج لهذا التوجيه يستطيع أن يتحمل ما
يراه من سوء.
التحكيم .. وحل المشكلات:
* متى يكون التحكيم حلاً للمشكلات الزوجية؟
ـ قال الشيخ إبراهيم: كلما استطاع الزوجان حل مشاكلهما داخل منزلهما كان هو
الأفضل. ولا يخلو بيت من منغصات وخلافات خفيفة أو كبيرة، حتى بيت سيدنا
وحبيبنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكنه كان يعالجه بالمداعبة والرفق، حتى
إنه يقول لعائشة ـ رضي الله عنها: [[إني أعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت
غضبى]]. قالت: وكيف ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: [[إذا كنت راضية قلت: لا
ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: إي والله يا رسول الله
لا أهجر إلا 'اسمك']]
وفي حال عدم الوصول إلى نتيجة بالوعظ والهجر والضرب، فهنا يتدخل الآخرون،
كما قال عز وجل: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً
مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً
يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء:35].
القضية من منظور علم النفس
ولمعرفة رأي الطب النفسي في هذه القضية توجهت [المتميزة] إلى الدكتورة زينب
عبد اللطيف خلف الله، أستاذ مشارك في قسم علم النفس الإكلينيكي، وطرحنا
عليها التساؤلات التالية:
* ما هي البواعث التي تؤدي إلى نفور أحد الزوجين من الآخر؟
ـ أجابت الدكتورة زينب فقالت: البواعث عديدة، أهمها:
ـ ارتباط أحد الزوجين للآخر طمعًا في ماله وليس ذاته.
ـ إهمال أحد الزوجين للآخر وتفضيل المصالح الشخصية على عش الزوجية، وهذه المصالح مثل العمل أو الطموحات في الترقية...
ـ إهمال أحد الزوجين في مظهره ونظافته الشخصية، ونلاحظ هذا في السيدات
المتزوجات، إذ تهمل مظهرها في البيت، وتتزين وتتألق في حالة خروجها منه.
ـ عدم احترام أحد الطرفين للآخر.
ـ تدخل الأهل من الطرفين بطريقة زائدة، يؤدي إلى الخلاف المستمر، ثم النفور.
ـ ضعف شخصية الزوج .. أو تسلطه على الزوجة.
ـ عدم تحمل المسؤولية من جانب الزوج، وبخاصة عدم الإنفاق على البيت.
ـ الزوجة المدللة بطريقة زائدة لدرجة عدم تحمل مسؤولية الزوج والتعامل معه بطريقة صحيحة.
ـ إفشاء الأسرار الزوجية، سواء من جانب الزوج أو من جانب الزوجة يؤدي إلى النفور أيضًا.
ـ عدم طاعة الزوجة لزوجها، والمجادلة الدائمة معه أيضًا، يؤديان إلى نفور الزوج منها، أو إذا كانت جافة بطبيعتها ولا تستطيع احتواءه.
* معرفة الزوج بالتغيرات النفسية والجسدية التي تطرأ على زوجته في بعض الحالات .. هل تساعد على تخفيف هذه المشكلات؟
ـ بالطبع، يساعد على تخفيف حدة المشكلات، لأن الزوج سيقدر الحالة التي تمر
بها زوجته ويتذكر رعايتها المستمرة له في الأوقات الأخرى، فيساعدها ويرعاها
ويكون متأكدًا أن ما بدر منها هو خارج عن إرادتها، ويحاول احتواءها أو
الإسراع في علاجها.
* لماذا يلجأ الزوج إلى التفكير في الطلاق والانفصال عن زوجته كعلاج أولي للمشكلات الزوجية في كافة الأحوال؟
ـ عادة ما يلجأ الزوج إلى تهديد الزوجة بالطلاق أو الانفصال 'مجرد تهديد'
ولا ينوي الطلاق، فهو حريص على الأسرة وتماسكها مثل الزوجة تمامًا، وربما
أكثر درجة، ولكن بعض الأزواج يحاول أن يجبر الزوجة على طاعته بالتهديد
بالطلاق ليشعرها بخطورة الأمر ويجعلها ترتدع.
ولكن من وجهة نظري أن هذا الصنف من الرجال، الذي يغلب التهديد للزوجة على
التفاهم، يخطئ في حق نفسه قبل أن يخطئ في حق الزوجة .. فماذا ننتظر من زوجة
تشعر بالتهديد والزلزلة لكيانها وانعدام الأمن في حياتها؟ بالطبع ينعكس
هذا على طريقتها في معاملة زوجها وأسلوبها في معاشرته والنفور منه،
بالإضافة إلى تحول كل تفكيرها ومشاعرها نحو كيفية توفير الأمن الشخصي
لنفسها، بصرف النظر عن مصلحة الأسرة والحياة الزوجية، ولا تستطيع العطاء
لأنها تفتقده.
سين النسوة- مستشار
- عدد المساهمات : 370
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 13/06/2008
السٌّمعَة : 9
رد: الزواج السعيد...والخلافات الزوجية
هل تدخل الطباع البشرية والموروثات الثقافية والاجتماعية التي يحكمها كلا الزوجين في معالجة النشوز؟
سين النسوة- مستشار
- عدد المساهمات : 370
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 13/06/2008
السٌّمعَة : 9
رد: الزواج السعيد...والخلافات الزوجية
عندما لا يعيش المرء في آمان , لا يطلق على تلك الحياة حياة .
بالتأكيد هناك تأثير للمورثات ولكن ثمة طرق كثيرة لتقويم الإعوجاج الذي نماه المجتمع و عبر سنوات العمر , ولا يجب أن يترك المخطأ يتمادى بأفعاله , وإلا لما أنزل الله القرآن الكريم , أليس لتغير الشرك والكفر بالإيمان ولكن هذا يحتاج إلى تضامن وتكافل المجتمع بكل قوة ولم تقام خضارة إلا على الأخلاق بالمعاملة الطيبة بين الأفراد .
بالتأكيد هناك تأثير للمورثات ولكن ثمة طرق كثيرة لتقويم الإعوجاج الذي نماه المجتمع و عبر سنوات العمر , ولا يجب أن يترك المخطأ يتمادى بأفعاله , وإلا لما أنزل الله القرآن الكريم , أليس لتغير الشرك والكفر بالإيمان ولكن هذا يحتاج إلى تضامن وتكافل المجتمع بكل قوة ولم تقام خضارة إلا على الأخلاق بالمعاملة الطيبة بين الأفراد .
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
مواضيع مماثلة
» ثلاثيات البيت السعيد . .!!!!!
» السعيد هو الذي يحمل طقسه معه
» الخيانة الزوجية خنجر في قلب العلاقة الزوجية ...
» الزواج الهرم
» الزواج,,,,, والشك
» السعيد هو الذي يحمل طقسه معه
» الخيانة الزوجية خنجر في قلب العلاقة الزوجية ...
» الزواج الهرم
» الزواج,,,,, والشك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin