المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxطلبات الزوجات في الإجــازة الصيفية تشعل الخلافات الأسرية
صفحة 1 من اصل 1
طلبات الزوجات في الإجــازة الصيفية تشعل الخلافات الأسرية
طلبات الزوجات في الإجــازة الصيفية تشعل الخلافات الأسرية
الإجازة الصيفية طويلة يجب أن تُستغل بالطرق المثلى وبحكمة وتأن· ومعظم الناس اعتاد على السفر صيفاً تفادياً للحر وترفيهاً لأبنائهم بعد ضغوط تعرضوا لها من جو الامتحانات المشحون شداً وجذباً الأمر الذي زاد من توترهم· قد يسعد البعض بهذه الإجازة وتسعد بها أسرته خاصة إذا ما أحسن قيادها وروعي في التخطيط لها الظروف المحيطة بالزوج خاصة المادية منها، وقد تزيد الخلافات بين بعض الأسر خاصة إذا لم يتفق الطرفان على مبدأ السفر منذ البداية ومع إصرار الزوجة على السفر تنتج بعض المشاحنات يزيد في تفاقمها تدخل أهل الزوجة وقد تنتهي بما لا يحمد عقباه· على المرء أن يرتقي بعقله ويتعلم كيفية ضبط أعصابه ولسانه حتى يسلم، وعليه التعلم والارتقاء بثقافة الاستمتاع بالحياة وثقافة السفر وفوق كل ذلك لا بد من برمجة الإجازة الصيفية وجدولة مسار الأسرة حتى تنعم بفصل صيف أقل سخونة·
علي الفهيد:
بعض الزوجات يعشقن السفر دون مراعاة لظروف الزوج المادية
خالد الغانم:
العطلة الصيفية وتفرغ الزوجة لزيارة أهلها قد يساعد في تفاقم الخلاف بين الزوجين
د· ناصر الزيد:
جميع الخلافات يمكن حلها بالتفاهم إلا إذا فقد الاحترام بين الزوجين
حياة الثبيتي:
الطلاق يحدث لأسباب متراكمة تصل ذروتها في الإجازات الصيفية
المشاركون في التحقيق:
- ناصر الزيد·
- حياة الثبيتي·
- علي الفهيد·
- خالد الغانم·
- هند العويس·
- سارة العبدالجبار·
- د· محمد الفايز – أستاذ علم نفس·
- د· حسن الموسوي – استشاري نفسي واجتماعي·
- د· عزة كريم – أستاذة علم اجتماع·
فقد الاحترام
في بداية هذا التحقيق يوضح ناصر الزيد: أن الخلافات الزوجية تزداد في الإجازة الصيفية لعدة أسباب، أهمها مطالب السفر المثقلة التي تسبب إرباكاً كبيراً للزوج، ويستطرد قائلاً: جميع الخلافات يمكن حلها بالتفاهم، ولكن إذا فقد الاحترام بين الزوجين ازدادت حدة الخلافات· ولا أقصد إطلاقاً أن تحترم الزوجة فقط زوجها، لكن يجب أن يكون الاحترام متبادلاً، فلا يهين الزوج زوجته بألفاظ جارحة، ثم يتوقع منها أن تحترمه، وكأنها جماد بلا شعور· إن احترام الزوج لزوجته إنما هو احترام لنفسه، لأنه باحترامه لها سوف يجبرها على احترامه، وبالتالي لا تهز حياتهما الخلافات، لأنهما سيتمكنان من وضع النقاط على الحروف·
بينما ترى مها العبد الله أن الخلافات الزوجية قد تزداد في فصل الصيف، أو في الإجازة الصيفية، ولكن يبقى السبب هو طبع الإنسان، فالطبع يغلب التطبع، وتضيف:
إذا ما تصنع الإنسان الهدوء وحاول كبت نفسه وغيظه، فقد يصل به الأمر إلى فقد صوابه نتيجة لتراكمات سابقة، ولعل الصيف يفجر ما قد كبت في داخل النفس، ويظهر الإنسان على حقيقته، فالإنسان العصبي أو سريع الغضب لا يمكن أن يبقى هادئاً لمدة طويلة، فمع تكرار الخلافات سوف يتصرف بطبعه الذي جبل عليه، بل لا يمكن لأي شخص أن يغير طباع الشخص الذي أمامه حتى ولو كان زوجه·
ومن هنا نقول إن حدة الخلافات تزداد مع الإنسان سريع الغضب، بينما الإنسان الهادئ لن تستطيع الخلافات أن تتغلب عليه، بل هو الذي يتغلب عليها·
أكدت حياة الثبيتي: أن حالات الطلاق تزداد في الإجازات الصيفية وقالت بما أن الخلافات الزوجية تزداد في الإجازة الصيفية لأي سبب من الأسباب، فمن الطبيعي أن يتطور الخلاف وقد يصل في أحيان كثيرة إلى الطلاق، الذي يكون إما بالتلفظ به أثناء الغضب، أو يكون بالمحاكم· على أن الطلاق لا يكون لسبب واحد، بل لأسباب عديدة ولخلافات سابقة طوال الأشهر الماضية· وعندما ينفد الصبر قد يصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، إضافة إلى الضغوطات النفسية والعوامل المادية والديون، كلها أمور تسبب الانفجار المفاجئ تماماً كالبركان الذي يثور دون إنذار سابق·
موعد مع الخلافات
علي الفهيد يقول: بعض الزوجات تعشق السفر وتقدسه ربما أكثر من تقديسها للحياة الزوجية، فهي تريد السفر عدة مرات في السنة، وفي كل إجازة أو عطلة لا بد أن تذهب إلى بلد جديد؛ فهي لا تحب أن تزور البلد الواحد مرتين· والزوج لا يستطيع أن يلبي مصاريف السفر الباهظة عدة مرات في العام، لكنه إذا فكر في رفض طلب زوجته تحولت حياته إلى جحيم وخلافات يومية لا تنتهي· أما الأمر الأصعب الذي يشعر معه بالإهانة فهو أن الزوجة تسافر إن رفض بصحبة أهلها ومن دونه فالإجازة بالنسبة لي موعد مع الخلافات ويتساءل كيف أمنع زوجتي من التفكير في السفر؟
تدخل الأهل
ويؤكِّد خالد الغانم : أن الخلافات الزوجية قد تمتد إلى أسباب أخرى، لعل أهمها نشر الزوجة لأسرار الزوجية عند أهلها، والعكس صحيح وبالتالي يتدخل الأهل في حل الخلافات الزوجية، ويكون في تدخلهم عادة نوعاً من التحيز· ويضيف العطلة الصيفية وتفرغ الزوجة لزيارة أهلها قد يساعد على انتشار ونشر خلافاتها مع زوجها، وأحياناً تبالغ في الموضوع ولا تنقل صورة الخلاف الحقيقية، مما يثير أهلها للتدخل السريع لنصرة ابنتهم المظلومة· وقد تلعب الكرامة دوراً مهماً في تفاقم المشكلة، حيث يثأر الرجل لكرامته، فيطلق زوجته لمجرد أن يحفظ ماء وجهه والضحية هم الأبناء طبعاً·
التعقل والتفهام
يرى محمد الهدلق مدرس: أن حل الخلافات الزوجية أسهل ما يكون على أن يتخذ الإنسان الأمور ببساطة، من دون أن يبالغ فيها ومن دون أن يعطيها حجماً أكبر من حجمها، ولكي يتحقق ذلك فلا بد أن تظل المشكلة في حدود منزل الزوجية، لا أن تنتقل إلى بيت أهل الزوجة، عندها حتماً سوف تكبر الخلافات ويصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه·
على الزوجين أن يتفاهما في حل الخلافات فيما بينهما، وأن يعترف كل منهما بخطئه، فالاعتراف بالخطأ فضيلة، ومحاسبة النفس تقود إلى النجاة فالكمال لله فقط، والنفس البشرية تخطئ، ولا يمكن أن نتصور إنساناً بلا زلة، ويضيف: معظم الخلافات الزوجية في العطلة الصيفية تكون لأسباب مادية، فالسفر هدف كل البيوت فالجميع يريد أن يستغل كل إجازة للسفر حتى لو كانت قصيرة جداً، وهذا الأمر مكلف جداً فمنهم من يسافر بالأقساط، ونقص المال يعني كثيراً من المشاكل، لأن رب الأسرة قد لا يتمكن من تلبية رغبة أسرته في السفر الذي صار يعتبره البعض من المستلزمات الأساسية، عندها ينشب الخلاف ويزداد· لو فكرنا في الأمر بجدية لوجدنا أن الأمر لا يستحق كل هذه الخلافات، لأن المال لا يحقق السعادة، بل إن السعادة لا يمكن أن تشترى بكنوز العالم· فلو تنازلت الزوجة عن مشروع السفر سوف تحل كثيراً من الخلافات بينها وبين زوجها· إن التكيف مع الأوضاع أمر بالغ الأهمية، فتعوُّد الزوجة على السفر لا يعني أن تجبر زوجها عليه في كل إجازة، فقد تتغير ظروفه وإمكاناته وعليها أن تتكيف مع هذه الظروف الطارئة·
بيوت ساكنة
في كل عام وقبل حلول الإجازة الصيفية يعزف بعض الأزواج عن الحديث حول السفر ويتصنع الخصام حتى لا ترغمه الزوجة على السفر ولا يتحدث عن التفاصيل التي عادة ما يتحدث فيها المسافرون؛ لأنه يفضل الجلوس في البيت على الذهاب إلى أي مكان حتى لو كانت الرحلة داخلية ولأيام معدودة، وكالعادة مع انطلاق الإجازة ابتدأت الصراعات داخل البيوت في التجهيز للسفر وتحديد الاتجاه ووضع الميزانيات وتأكيد الحجوزات، لكن تبقى بيوت في نفس الفترة ساكنة لا تتصارع من أجل السفر ولا تتحدث عن التفاصيل ليس لعدم رغبتها فيه ولكن الخلافات بين الزوجين حرمتهما من الحديث عن ما تعودوا الحديث عنه في مثل هذا الوقت·
هند العويس تقول: في كل عام تسير أمور السفر للإجازة الصيفية سهلة ومرتبة بالنسبة لي إلا هذا العام فقد تسببت المشاكل التي بيني وبين زوجي وامتدت لمدة طويلة في عرقلة السفر لهذا العام وربما لا توجد فرصة للسفر حتى يزول هذا الخلاف· وتقول حاولت عدة مرات الحديث معه من أجل ترتيب سفرنا لهذا الصيف لكن أسلوبه معي لم يشجعني على التفوه بأي كلمة والتزمت الصمت كل هذه المدة لعل الفرصة تأتي من دون أي ترتيب لكنه عاند رغم تفاهة سبب الخلاف، وأصر على عدم الحديث وتجاهل محاولاتي للحديث معه، وهو ما يوحي أنه يرغب في معاقبتي من دون أي فرصة للسفر هذا العام·
وتضيف: في العادة نرتب للسفر قبل بداية الإجازة بثلاثة أشهر بحجز المقاعد والفنادق وترتيب خط سير الرحلة حتى نتلافى حدوث أي طوارئ من ضغط الحجوزات وأماكن السفر، لكن خلافي معه تحول إلى كرة من نار حرمتني متعه الإحساس بالإجازة ومضطرة أن أتصالح معه حتى لا أفوت عليّ وأولادي الإجازة·
خصام دون سبب
ابتسام محمد: تستغرب من زوجها الذي يخاصمها من دون سبب بين فترة وأخرى ليس لسبب سوى لعدم رغبته في الحديث معها، وتقول سألته عدة مرات عن سبب امتناعه عن الحديث معي هل لقصور صدر منى فكان يجيب بالنفي· وتضيف: سافرت معه وهو في حالة الخصام التي تعتريه بين فترة وأخرى، وقد قضيت معه فترة السفر من دون حديث بيني وبينه ولذلك أصبحت أفضل أن أبقى في المنزل من دون سفر على ألا أسافر وهو بهذه النفسية·
تقول إيمان الغنام (موظفة): من خلال تجربتي وتقييمي لفصل الصيف يمكن أن أقول إن الإجازة الصيفية سلاحٌ ذو حدين، فالصيف بطبيعته حرارته مرتفعة ورطوبته عالية، تجعل الشخص- وخاصة الأفراد العاملين والموظفين- في ضغط عصبي ونفسي كبير، فالإرهاق في العمل والزحام وضغوط الحياة اليومية يضاف إليه الحر الشديد يستفزُّ الزوج أو الزوجة لأتفه الأسباب، وبالفعل بالنسبة لي كزوجة وموظفة أتفادى أن أتحدث إلى زوجي عندما يعود من العمل إلا بعد أن ينال قدراً من الراحة لتغيير حالته النفسية والمزاجية·
ملل واكتئاب
في حين تلفت سارة العبد الجبار (ربة منزل) النظر إلى أن وجود الأولاد باستمرار في المنزل في الإجازة الصيفية بدون وجود برنامج للترفيه يصيبهم بالملل والاكتئاب؛ مما ينعكس في سلوكياتهم في شكل خلافات ومشاجرات مع بعضهم البعض ومع الوالدين أحياناً والأسباب تافهة؛ لأنهم ينهون العام الدراسي وهم محمَّلون بعبءٍ نفسي وضغط عصبي، وعندما يجدون أنهم يجلسون في البيت بدون عمل أي شيء تزداد هذه الضغوط بداخلهم فتنعكس على سلوكياتهم·
وتضيف هدى العقل (ربة منزل) أنه بالفعل الصيف مثيرٌ للأعصاب ويشعل الخلافات في البيت، وتقول ألاحظ وجود خلافات أكثر بين أبنائي الشباب لأسباب تافهة في فصل الصيف، فالشيطان سرعان ما يتدخل لزيادة حجم أي مشكلة، مستغلاًّ الإحساس بالزهق والكبت وارتفاع درجة الحرارة، وهو ما ينعكس على سلوكيات الناس في الشوارع وزيادة المشاجرات وانتشار الشباب في الشوارع لعدم وجود مايقتل فراغهم·
ويرى محمد السحيباني (رب أسرة) أن طلب الأولاد وإلحاحهم على السفر مع عجز الأب عن توفير ذلك لهم يثير الكثير من المشكلات في البيوت، وخاصةً عندما يكون الأطفال في سن صغيرة ولا يقدِّرون الظروف المادية للأسرة، وهم دائماً يطالبون بالتمشية والزيارات العائلية والمصايف، وبالنسبة لي شخصياً أدَّخر من راتبي جزءاً أُخصصه للصيف لقضاء إجازة طيبة في أحد المصايف تجدد نشاط الأولاد وحماسهم للدراسة في العام الجديد·
وتتفق سلمى الرويس (ربة منزل) في هذا الرأي فتقول إن الأم عليها دورٌ في مساعدة زوجها في توفير نفقات ولو بسيطة لقضاء أوقات مناسبة في النزهة والمصيف مثل الحدائق، والشاليهات، فالزوجة يمكنها ادخار بعض الأموال لذلك، كما يمكنها إعداد بعض الوجبات الشهية والخفيفة وبعض المشروبات تصطحبها الأسرة في النزهة· وتضيف أن على الزوجة أن تُعدَّ برنامجاً أسبوعياًً لأولادها، وتقول أنا مثلاً يذهب أولادي ثلاثة أيام في الأسبوع للتحفيظ بأحد المساجد من العصر وحتى غروب الشمس، ويذهبون إلى أحد الأنديه لتعلم السباحة ثلاثة أيام أخرى في مثل هذا الوقت، أما اليوم الأخير فنخصصه للزيارات العائلية، إلى جانب الحرص على الذهاب إلى الاستراحات أو الشاليهات أكثر من مرة خلال الإجازة الصيفية، وبالفعل هذه الأنشطة تساعد على قضاء إجازة صيفية مفيدة تتنوع فيها الأنشطة ما بين رياضية وثقافية وترفيهية ودينية، يجب أن نخطط لكل شيء في حياتنا؛ حتى لا يضيع وقتنا بلا فائدة، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: >نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ<، فعلى المسلم أن يضع هذا الحديث نصب عينيه، ودائماً نجتمع أفراد الأسرة قبل امتحانات نهاية العام ونضع برنامجاً للإجازة وأقوم بوضعه في هذا الوقت تحديداً ليكون حافزاً لهم ودافعاً للمذاكرة، وتكون هذه الخطة بمثابةِ برنامجٍ أسبوعي أقوم بوضعه أنا والوالد والأبناء، ويكون بالمشاركةِ والاتفاق لا الإجبار على رأي معين دون أن يكونوا مقتنعين، وبذلك أُعلمهم حرية الرأي والمشاركة والاعتماد على النفسِ في اتخاذِ القرار، فالأولاد ينتظرون الإجازة؛ لأنها هي المحطة ليمارسوا هواياتهم وأقول لكل شابٍ وفتاةٍ وقتك في تناقصٍ مستمرٍ فاستغله بما هو مفيدٌ؛ لأنك مسئول عنه أمام ربك، وأقول لكل أم وأب املأوا فراغ أولادكم بما هو نافعٌ ومفيدٌ؛ لأن الله سيحاسبكم عليهم وتوضح: نحن في أسرتنا عندما نجتمع للتخطيط للإجازة الصيفية نسترجع ما لم ننجزه في الإجازةِ السابقة ونضعه في مقدمةِ ما سنقومِ به في الإجازة الحالية، مثل تكملة الدورات في مجال الكمبيوتر واللغات، ونضع ميزانيةَ الصيف ونجعل لكل فردٍ في الأسرة يوماً يكون مسئولاً عنه في هذا اليوم حتى نُدرِّبهم على تحمُّل المسئولية وتقليل الاستهلاك في الكماليات·
الاستمتاع بالحياة
ثقافة الاستمتاع بالحياة والترفيه تقلل من الضغوط النفسية وتجدد الألفة في هذا الإطار يؤكِّد الدكتور محمد الفايز (أستاذ علم النفس) على أن المشكلات النفسية والمشاجرات بالفعل تزداد في فصل الصيف؛ وذلك بسبب أننا نفتقد ثقافة الاستمتاع بالحياة حتى في أوقات الإجازات ومنها الإجازة الصيفية، فمعظم العوائل يفتقدون هذه الثقافة ويعتبرون الترفيه عن النفس شيئاً هامشياً ليس أساسياًً ومهماًً في الحياة· وربما يعود هذا الأمر لعدم توافر الإمكانات وإن كان هذا من وجهة نظري أمراً غيرَ مبرَّر، فالاستمتاع بالحياة والحرص على قضاء إجازة نهاية الأسبوع والعطلات بشكل جميل يخفِّف من الضغوط النفسية ويقلل من فرض تفاقم المشكلات؛ لأنه يغيِّر من الحالة المزاجية للفرد؛ ولذلك فإنني ألفت نظر الأسر إلى أهمية الإجازات وضرورة الترفيه، ولا يعني هذا أن الترفيه حلٌّ سحريٌّ للخلافات المزمنة والتي قطعاً لن تستطيع الإجازة وحدها إيجاد حل لها ولكنني أرى أن الصيف فرصةٌ ممتازةٌ لتدعيم الروابط الأسرية بين الوالدين والأولاد، بل وتدعيمٌ للروابط العائلية عبر زيارات عائلية مثمرة، ولكن ما يساعد على الحصول على هذه النتيجة هو ضرورة الإعداد المسبق للإجازة الصيفية، فالأم العاملة التي تعرف أن أولادها يجلسون في البيت خلال فصل الصيف لا بد أن تعدَّ لهم برنامجاً ثقافياًً من خلال التردد على قصور الثقافة والأندية ومراكز الشباب وحضور الدروس الدينية وحلقات العلم في المساجد؛ ليشعر الأولاد بوجود جوٍّ مختلف عن ضغط الدراسة وعام من التعب·كذلك على الأم أن تحدد أياماً من الشهر للنزهات الأسرية ولو في الحدائق والمتنزهات وتناول الغداء أو العشاء بها؛ فإن ذلك يقلل من القلق والتوتر النفسي ويزيد من الروابط الأسرية والعائلية؛ وهذه المتنزهات أو السفر في فترة الصيف تساعد الأسرة في قضاء أوقات ترفيه وراحة وتجديد بعكس من يُضطَّر من الأسر أن يجلسوا في البيوت ويقعون فريسةَ الملل والفراغ والكبت وارتفاع درجة الحرارة مما ينعكس في شكل مشاجرات أسرية·
ثقافة السفر
علماء النفس والاجتماع نحن نفتقد ثقافة السفر لأنه يرمم الخلافات ويؤججها·
يقول الدكتور حسن الموسوي الاستشاري النفسي والاجتماعي: بأن الصيف وارتفاع نسبة الحرارة تبعث في النفس الضيقَ، شأنها شأن الأماكن الضيقة أو الزحام أو الأصوات المرتفعة، فهذه مؤثرات تؤثِّر على الجهاز العصبي وعلى الحالة النفسية، وتنعكس بالفعل على سلوكيات الأفراد، وأريد أن أوضح أن المشكلات الأسرية التي قد تحدث بسبب الصيف هي مشكلات بسيطة لا تتعدى المشادَّة الكلامية·· أما الحديث عن خلافٍ أسري أو مشكلةٍ كبيرةٍ موجودةٍ بين الزوجين عادةً ما يكون لها جذور وأسباب أخرى جوهرية غير الصيف، ولا بد من إزالة هذه الأسباب لإعادة الوفاق إلى العلاقة الأسرية ويضيف: يمكن أن يكون السفر نعمة ومتعة للإنسان لكن يمكن أن يكون نقمة أيضاً، وباباً لدخول المشاكل إلى الحياة الزوجية· كم من زوجة دخلت في خلافات مع زوجها لأنه لا يستطيع أن يجعلها تسافر في كل عطلة، وكم من زوج سافر وحده إلى بلاد بعيدة ليرضي غرائزه تاركاً بيته وأولاده ضحية للإهمال، وكم من أم سافرت مع صديقاتها وأهملت زوجها وأبناءها·
نحن في حاجة لإعادة صياغة ثقافة السفر، وأول أبجديات هذه الثقافة أن نحدد هدفنا من السفر وأن نخطط جيداً له، وأن نراعي ميزانيتنا المادية، والأهم أن يكون السفر باتفاق الزوجين وبرغبتهما معاً، لا أن يتفرد كل منهما بالقرار ويسافر وحده من دون الطرف الآخر·· الدكتور حسن يرى أننا نعاني في مجتمعاتنا من عدم رؤية واضحة لمعنى السفر وهدفه، فيقول:
المفروض أن الهدف من السفر هو قضاء وقت ممتع بعد عام من العناء والعمل، وتغيير الأجواء للإفلات من الروتين اليومي لحياتنا· كما أن السفر يمكن أن يكون بدافع ترميم الحياة الزوجية، وإزالة ما يعتريها من خلافات طوال العام تأخذ من رصيد المحبة والرحمة بين الأزواج، فالسفر يعني اجتماع العائلة يمكن أن يعيد هذا الرصيد مرة أخرى من خلال فتح صفحة جديدة لكن المشكلة هي ما يحدث ·· أن السفر أصبح مظهراً من مظاهر المجتمع الاستهلاكي الذي نعيشه حالياً، بما يحمله هذا النمط الاستهلاكي من سلبيات مثل تقليد الآخرين، فغير المقتدر مادياً يريد تقليد المقتدر والسفر إلى الأماكن التي يسافر إليها من دون مراعاة ميزانيته المادية· والجميع يريد أن يسافر من دون تخطيط ومن دون وضع هدف محدد للسفر، كما يريد كل طرف أن يتخذ قرار السفر وحده من دون مراعاة لرغبات الطرف الآخر· وبذلك بدلاً من أن يصبح السفر متعة، يتحول إلى أداة لتأجيج الخلافات الزوجية·
برنامج صيفي
وتؤكِّد الدكتورة عزة كريم- أستاذة علم الاجتماع – أن أوقات الفراغ في الإجازة الصيفية يجب أن تستثمر بشكلٍ جيدٍ؛ حتى لا يقع أولادنا فريسةً لأصدقاء السوءِ والسلوك المنحرف وتضييع أوقاتٍ كثيرة فيما لا ينفع؛ لذلك نُوصي الأسرة بأن تُعدَّ برنامجاً لاستغلالِ الإجازة الصيفية؛ حتى يمكنها أن تحمي أبناءها من الوقوعِ في الانحراف أو التعامل مع أصدقاء السوء، فغالباً ما يقضي الأولاد وقتَهم في النومِ وأمام التليفزيون والسهر مع الأصحاب ساعات متأخرة من الليل وتضييع الوقت في (مقاهي الانترنت)، ويجب على الأسرةِ أن تضع برنامجاً شاملاً وتوفير الإمكانات لهم، كما لا بد أن يشمل البرنامج الصيفي تدعيم العلاقات الأسرية والعائلية والمشاركة في الرحلاتِ التي تقوم بها المدارس أو الجامعات· وتضيف الدكتورة عزة: على الأسرةِ أن تدفع أولادَها في الإجازاتِ إلى التعاملِ مع الجمعيات الخيرية عن طريق المستشفيات الخيرية وجمعيات العمل الخيري مثل دور اليتامى والأحداث؛ حتى نعزز لديهم الإحساس بالآخرين لعمل الخير والقدرة على العطاء؛ حتى نقضي على الأنانية في نفوس أولادنا ولا نتركهم حتى يكبروا ثم نفكر كيف يقضون الإجازة، ولنجعله سلوكاً حياتياًً منذ الصغر، مثل الدراسة والمذاكرة تماماً·
الوقت هو الحياة
الدكتور محمد صبري – أخصائي الصحة النفسية- فيقول: من المفترضِ أن يكون في حياةِ الإنسان استراحات متعددة، مثل أيام الجمعة وبعض المواسم والإجازاتِ والأعياد، وهذه الاستراحات تُدخل على الإنسان السرور، وهي بمثابةِ محطة يتوقف فيها الفرد ليُعطي نفسه هدنةً بعض الشيء، فعلينا أن نُخطط لحياتنا كلها حتى الإجازة كي نستفيد منها ولا نحزن على انتهائها دون فائدة، والإسلام يعلمنا قيمة الوقت ويؤكِّد الحكمة الغالية (الوقت كالسيفِ إن لم تقطعه قطعك)، ومن دلائل الإيمان أن يعيَ المسلم هذه الحقيقة ويوضح الدكتور أنَّ الذي يستفيد من الوقتِ حق الاستفادة هو الذي يضع له هدفاً أمامه ثم يسعى إلى تحقيق ذلك حتى يصل إليه، ولكنَّ كثيراً من المسلمين تضيع أوقاتهم سُدىً مع أن الوقت هو الحياة· والله سبحانه وتعالى سوف يسأل عبده مرتين عن الوقتِ: الأولى عن عمره فيما أفناه؟ وفيم ضيعه؟ والأخرى عن شبابه فيم أبلاه؟ لأن فترةَ الشباب هي فترة وقتِ العطاء، والإجازة الصيفية فرصة للتحلل من بعض الأعباء؛ ولذلك ينبغي أن يُوضع لها برنامجٌ متكاملٌ لنخرج بهدفٍ منها، فمثلاً يمكن للإنسان أن يضع هدفاً، وهو حفظ القرآن الكريم كاملاً أو عدد معين من أجزاء القرآن هو وأهل بيته وأولاده، ويمكن أن يضع هدف قراءة كتب معينة يعدها ويختارها لزيادة وعيه وفهمه إلى جوار أهدافٍ أخرى مثل التنزه وإعداد رحلة صيفية لعدة أيام للترويح دون أن يكون بها إفراطٌ أو تضييع للوقت، وهكذا يمكن لكل إنسان أن يضع أهدافَه بعناية ويسعى لتحقيقها في الإجازة الصيفية ويرى الدكتور – أنه يجب أن تشترك الأسرة كلها في عمليةِ التخطيط والاستعداد للإجازة، فرأس المال هو الوقت، ويجب على الأسرة التشاور في كيفية استغلاله وقبول أي اقتراحاتٍ، ولا يتم فرض جدول معين على الأولاد للضغطِ عليهم، بل لا بد من المشورةِ وحرية الاختيار· والترفيه في الإجازاتِ له صورٌ كثيرةٌ يجب أن تتنوع فيه وسائل الترفيه بحيث يحترم فيها رغبات الأفراد؛ لأنها يمكن أن تكون متنوعةً ومختلفةً حسب الهواية التي يمارسها كل شخصٍ، ولكن القيد الذي يُوجد فيها عدم المعصية واحترام هوايات الآخرين وعدم فرض هواياتي على الآخرين؛ بل إنَّ كل إنسانٍ حر ولكن دون إسراف أو معصية، ويُراعى أيضاً الاقتصاد في النفقاتِ حسب الإمكانات المادية والوقت المتاح، ويتم الاختيار على أساسهما وكل أسرة تختلف عن الأخرى· ولا يتم كل الترفيه في أسبوع ومكانٍ واحد، بل لا بد من التنوع، مع مراعاةِ الأعمار المختلفة ويوجد أيضاً نوع من الأعداد للمستقبل وبدون مبالغة مثل دورة كمبيوتر، والكثير يغفل عن هذه الموضوعات التي لو تنبَّه إليها فسوف يستفيد منها·بما أن الإجازة الصيفية طويلة وهناك بعض الجوانب لا تتم أثناء فترة الدراسة فيجب أن تكون موجودةً ومستغلةً في الإجازة، ولدينا أكثر من برنامجٍ يمكن أن نقوم به في الإجازة، فهناك برنامج رياضي، فالرياضة بأنواعها تهمل أثناء فترة الدراسة فيجب أن نركز مع أولادنا في هذا الموضوعِ وخاصةً أن هذا الجيل ضعيف البدن·
آثار الطلاق
آثار الطلاق تطال الرجل والمرأة ويؤكِّد الدكتور على أن كثيراً من الدراسات تثبت أن للطلاق آثاراً كبيرة على الرجل والمرأة على حد سواء، فالمعاناة يشعر بها الاثنان، ويعتبر الطلاق صدمة تؤثِّر سلباً في الصحة النفسية والجسدية للمطلقين، حيث تتغير مكانتهم الاجتماعية من متزوج ـ متزوجة إلى مكانة مطلق ـ مطلقة، وهذا يعني أن الطلاق يقلل من المكانة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة، حيث تتغير نظرة الناس إلى المطلقين فيفقدان الكثير من أصدقائهم ويعانيان الوحدة، ويتحملان تعليقات اللوم والفشل في الحياة الزوجية، كذلك الشك والريبة في سلوكهما مما يجعلهم يعيشون على هامش الحياة الاجتماعية·
ونتيجة الانفصال تضطر المرأة أن تعول نفسها وأبناءها في ظل أزمة نفسية تحاول تجاوزها وإحساس بالوحدة وقلة الموارد المالية· وكثيراً ما تضطر المرأة إلى رفع دعاوى مستمرة لتعديل وضع أبنائها، كذلك تتحمل زيادة المسؤوليات بالإنفاق على نفسها وأطفالها·كما تعاني المرأة المطلقة ازدواجية الدور المطلوب منها، وصعوبة في تحديد هويتها الاجتماعية سواء في الأسرة أو العمل أو مع الجيران·كما يصارع الزوج إحساسه بالفشل في النجاح بحياته وإحساسه بالوحدة وعدم الاهتمام والحرمان من إشباع جميع احتياجاته النفسية والجسدية والعاطفية، التي كان يعيشها في الزواج، كما يعاني المطلق الأعباء المادية التي يتحملها من نفقة الأبناء·
ويراود المطلقين دائماً الإحساس بالذنب نتيجة فشل زواجهما، كما تتسلط عليهما أفكار تشاؤمية وتغير في نمط الحياة الاجتماعية، حيث يتركان بيت الزوجية ويعيشان مع أبنائهما أو يرجعان إلى بيت الأهل، أو قد يضطران إلى الانفصال عن أبنائهما، وهنا يعانيان الحرمان والخوف على الأبناء وكل هذا يزيد من إحساسهما بالظلم وعدم الرضا النفسي· ويضيف: بينت دراسات أجريت حول آثار الطلاق على الأطفال أن الطلاق يؤثِّر تأثيراً كبيراً في الأبناء، خصوصاً الأطفال حيث يشعرون بعدم الأمان، ففي الوقت الذي تكون فيه الحاجة للشعور بالأمن من أهم الاحتياجات النفسية التي ينبغي توفيرها للطفل، نجد أن الخلافات الزوجية تتعارض مع إشباع هذه الحاجة، فالطفل نتيجة للخلافات خصوصاً عندما يحتدم النقاش وتعلو الأصوات، يخيل إليه أن هذا البيت سينهار وبالتالي سيفقد من يرعاه ويهتم به· وللهرب من هذا الوضع فقد يغطي وجهه أو أذنيه، أو قد ينسحب إلى غرفة أخرى بعيداً عن الشجار، أو يضطر إلى البقاء أطول فترة ممكنة خارج المنزل هروباً من هذا المنزل· هذه الآثار قد تمتد به حتى يصل إلى سن المراهقة· ومن آثار الطلاق على الأطفال تشويه صورة الأبوين أو أحدهما في عقل الطفل، بل وتكوين موقف عدائي لأحد الوالدين· والغريب في الأمر أن الدراسات أظهرت أن للخلافات الزوجية آثاراً إيجابية على الأطفال، تتمثل في تعلم الأطفال الحياة الواقعية، كما تعلمهم طريقة التعامل في مثل هذه المواقف، كما أن عدم الخلاف أمام الأطفال قد تكون له آثار سلبية، لأن ذلك سيحرمهم من معرفة الحياة الواقعية وكيفية التصرف والتعامل معها·
ولكي تتحقق الآثار الإيجابية للخلافات الزوجية فلا بد ألا يكون خالياً من السباب والشتم، وأن تبنى على نقاش وحوار لإثبات صحة رأي كل منهما والدفاع عنه، يصل الأمر بهما بوجود حل يرضي الطرفين أمام الأطفال·
الإجازة الصيفية طويلة يجب أن تُستغل بالطرق المثلى وبحكمة وتأن· ومعظم الناس اعتاد على السفر صيفاً تفادياً للحر وترفيهاً لأبنائهم بعد ضغوط تعرضوا لها من جو الامتحانات المشحون شداً وجذباً الأمر الذي زاد من توترهم· قد يسعد البعض بهذه الإجازة وتسعد بها أسرته خاصة إذا ما أحسن قيادها وروعي في التخطيط لها الظروف المحيطة بالزوج خاصة المادية منها، وقد تزيد الخلافات بين بعض الأسر خاصة إذا لم يتفق الطرفان على مبدأ السفر منذ البداية ومع إصرار الزوجة على السفر تنتج بعض المشاحنات يزيد في تفاقمها تدخل أهل الزوجة وقد تنتهي بما لا يحمد عقباه· على المرء أن يرتقي بعقله ويتعلم كيفية ضبط أعصابه ولسانه حتى يسلم، وعليه التعلم والارتقاء بثقافة الاستمتاع بالحياة وثقافة السفر وفوق كل ذلك لا بد من برمجة الإجازة الصيفية وجدولة مسار الأسرة حتى تنعم بفصل صيف أقل سخونة·
علي الفهيد:
بعض الزوجات يعشقن السفر دون مراعاة لظروف الزوج المادية
خالد الغانم:
العطلة الصيفية وتفرغ الزوجة لزيارة أهلها قد يساعد في تفاقم الخلاف بين الزوجين
د· ناصر الزيد:
جميع الخلافات يمكن حلها بالتفاهم إلا إذا فقد الاحترام بين الزوجين
حياة الثبيتي:
الطلاق يحدث لأسباب متراكمة تصل ذروتها في الإجازات الصيفية
المشاركون في التحقيق:
- ناصر الزيد·
- حياة الثبيتي·
- علي الفهيد·
- خالد الغانم·
- هند العويس·
- سارة العبدالجبار·
- د· محمد الفايز – أستاذ علم نفس·
- د· حسن الموسوي – استشاري نفسي واجتماعي·
- د· عزة كريم – أستاذة علم اجتماع·
فقد الاحترام
في بداية هذا التحقيق يوضح ناصر الزيد: أن الخلافات الزوجية تزداد في الإجازة الصيفية لعدة أسباب، أهمها مطالب السفر المثقلة التي تسبب إرباكاً كبيراً للزوج، ويستطرد قائلاً: جميع الخلافات يمكن حلها بالتفاهم، ولكن إذا فقد الاحترام بين الزوجين ازدادت حدة الخلافات· ولا أقصد إطلاقاً أن تحترم الزوجة فقط زوجها، لكن يجب أن يكون الاحترام متبادلاً، فلا يهين الزوج زوجته بألفاظ جارحة، ثم يتوقع منها أن تحترمه، وكأنها جماد بلا شعور· إن احترام الزوج لزوجته إنما هو احترام لنفسه، لأنه باحترامه لها سوف يجبرها على احترامه، وبالتالي لا تهز حياتهما الخلافات، لأنهما سيتمكنان من وضع النقاط على الحروف·
بينما ترى مها العبد الله أن الخلافات الزوجية قد تزداد في فصل الصيف، أو في الإجازة الصيفية، ولكن يبقى السبب هو طبع الإنسان، فالطبع يغلب التطبع، وتضيف:
إذا ما تصنع الإنسان الهدوء وحاول كبت نفسه وغيظه، فقد يصل به الأمر إلى فقد صوابه نتيجة لتراكمات سابقة، ولعل الصيف يفجر ما قد كبت في داخل النفس، ويظهر الإنسان على حقيقته، فالإنسان العصبي أو سريع الغضب لا يمكن أن يبقى هادئاً لمدة طويلة، فمع تكرار الخلافات سوف يتصرف بطبعه الذي جبل عليه، بل لا يمكن لأي شخص أن يغير طباع الشخص الذي أمامه حتى ولو كان زوجه·
ومن هنا نقول إن حدة الخلافات تزداد مع الإنسان سريع الغضب، بينما الإنسان الهادئ لن تستطيع الخلافات أن تتغلب عليه، بل هو الذي يتغلب عليها·
أكدت حياة الثبيتي: أن حالات الطلاق تزداد في الإجازات الصيفية وقالت بما أن الخلافات الزوجية تزداد في الإجازة الصيفية لأي سبب من الأسباب، فمن الطبيعي أن يتطور الخلاف وقد يصل في أحيان كثيرة إلى الطلاق، الذي يكون إما بالتلفظ به أثناء الغضب، أو يكون بالمحاكم· على أن الطلاق لا يكون لسبب واحد، بل لأسباب عديدة ولخلافات سابقة طوال الأشهر الماضية· وعندما ينفد الصبر قد يصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، إضافة إلى الضغوطات النفسية والعوامل المادية والديون، كلها أمور تسبب الانفجار المفاجئ تماماً كالبركان الذي يثور دون إنذار سابق·
موعد مع الخلافات
علي الفهيد يقول: بعض الزوجات تعشق السفر وتقدسه ربما أكثر من تقديسها للحياة الزوجية، فهي تريد السفر عدة مرات في السنة، وفي كل إجازة أو عطلة لا بد أن تذهب إلى بلد جديد؛ فهي لا تحب أن تزور البلد الواحد مرتين· والزوج لا يستطيع أن يلبي مصاريف السفر الباهظة عدة مرات في العام، لكنه إذا فكر في رفض طلب زوجته تحولت حياته إلى جحيم وخلافات يومية لا تنتهي· أما الأمر الأصعب الذي يشعر معه بالإهانة فهو أن الزوجة تسافر إن رفض بصحبة أهلها ومن دونه فالإجازة بالنسبة لي موعد مع الخلافات ويتساءل كيف أمنع زوجتي من التفكير في السفر؟
تدخل الأهل
ويؤكِّد خالد الغانم : أن الخلافات الزوجية قد تمتد إلى أسباب أخرى، لعل أهمها نشر الزوجة لأسرار الزوجية عند أهلها، والعكس صحيح وبالتالي يتدخل الأهل في حل الخلافات الزوجية، ويكون في تدخلهم عادة نوعاً من التحيز· ويضيف العطلة الصيفية وتفرغ الزوجة لزيارة أهلها قد يساعد على انتشار ونشر خلافاتها مع زوجها، وأحياناً تبالغ في الموضوع ولا تنقل صورة الخلاف الحقيقية، مما يثير أهلها للتدخل السريع لنصرة ابنتهم المظلومة· وقد تلعب الكرامة دوراً مهماً في تفاقم المشكلة، حيث يثأر الرجل لكرامته، فيطلق زوجته لمجرد أن يحفظ ماء وجهه والضحية هم الأبناء طبعاً·
التعقل والتفهام
يرى محمد الهدلق مدرس: أن حل الخلافات الزوجية أسهل ما يكون على أن يتخذ الإنسان الأمور ببساطة، من دون أن يبالغ فيها ومن دون أن يعطيها حجماً أكبر من حجمها، ولكي يتحقق ذلك فلا بد أن تظل المشكلة في حدود منزل الزوجية، لا أن تنتقل إلى بيت أهل الزوجة، عندها حتماً سوف تكبر الخلافات ويصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه·
على الزوجين أن يتفاهما في حل الخلافات فيما بينهما، وأن يعترف كل منهما بخطئه، فالاعتراف بالخطأ فضيلة، ومحاسبة النفس تقود إلى النجاة فالكمال لله فقط، والنفس البشرية تخطئ، ولا يمكن أن نتصور إنساناً بلا زلة، ويضيف: معظم الخلافات الزوجية في العطلة الصيفية تكون لأسباب مادية، فالسفر هدف كل البيوت فالجميع يريد أن يستغل كل إجازة للسفر حتى لو كانت قصيرة جداً، وهذا الأمر مكلف جداً فمنهم من يسافر بالأقساط، ونقص المال يعني كثيراً من المشاكل، لأن رب الأسرة قد لا يتمكن من تلبية رغبة أسرته في السفر الذي صار يعتبره البعض من المستلزمات الأساسية، عندها ينشب الخلاف ويزداد· لو فكرنا في الأمر بجدية لوجدنا أن الأمر لا يستحق كل هذه الخلافات، لأن المال لا يحقق السعادة، بل إن السعادة لا يمكن أن تشترى بكنوز العالم· فلو تنازلت الزوجة عن مشروع السفر سوف تحل كثيراً من الخلافات بينها وبين زوجها· إن التكيف مع الأوضاع أمر بالغ الأهمية، فتعوُّد الزوجة على السفر لا يعني أن تجبر زوجها عليه في كل إجازة، فقد تتغير ظروفه وإمكاناته وعليها أن تتكيف مع هذه الظروف الطارئة·
بيوت ساكنة
في كل عام وقبل حلول الإجازة الصيفية يعزف بعض الأزواج عن الحديث حول السفر ويتصنع الخصام حتى لا ترغمه الزوجة على السفر ولا يتحدث عن التفاصيل التي عادة ما يتحدث فيها المسافرون؛ لأنه يفضل الجلوس في البيت على الذهاب إلى أي مكان حتى لو كانت الرحلة داخلية ولأيام معدودة، وكالعادة مع انطلاق الإجازة ابتدأت الصراعات داخل البيوت في التجهيز للسفر وتحديد الاتجاه ووضع الميزانيات وتأكيد الحجوزات، لكن تبقى بيوت في نفس الفترة ساكنة لا تتصارع من أجل السفر ولا تتحدث عن التفاصيل ليس لعدم رغبتها فيه ولكن الخلافات بين الزوجين حرمتهما من الحديث عن ما تعودوا الحديث عنه في مثل هذا الوقت·
هند العويس تقول: في كل عام تسير أمور السفر للإجازة الصيفية سهلة ومرتبة بالنسبة لي إلا هذا العام فقد تسببت المشاكل التي بيني وبين زوجي وامتدت لمدة طويلة في عرقلة السفر لهذا العام وربما لا توجد فرصة للسفر حتى يزول هذا الخلاف· وتقول حاولت عدة مرات الحديث معه من أجل ترتيب سفرنا لهذا الصيف لكن أسلوبه معي لم يشجعني على التفوه بأي كلمة والتزمت الصمت كل هذه المدة لعل الفرصة تأتي من دون أي ترتيب لكنه عاند رغم تفاهة سبب الخلاف، وأصر على عدم الحديث وتجاهل محاولاتي للحديث معه، وهو ما يوحي أنه يرغب في معاقبتي من دون أي فرصة للسفر هذا العام·
وتضيف: في العادة نرتب للسفر قبل بداية الإجازة بثلاثة أشهر بحجز المقاعد والفنادق وترتيب خط سير الرحلة حتى نتلافى حدوث أي طوارئ من ضغط الحجوزات وأماكن السفر، لكن خلافي معه تحول إلى كرة من نار حرمتني متعه الإحساس بالإجازة ومضطرة أن أتصالح معه حتى لا أفوت عليّ وأولادي الإجازة·
خصام دون سبب
ابتسام محمد: تستغرب من زوجها الذي يخاصمها من دون سبب بين فترة وأخرى ليس لسبب سوى لعدم رغبته في الحديث معها، وتقول سألته عدة مرات عن سبب امتناعه عن الحديث معي هل لقصور صدر منى فكان يجيب بالنفي· وتضيف: سافرت معه وهو في حالة الخصام التي تعتريه بين فترة وأخرى، وقد قضيت معه فترة السفر من دون حديث بيني وبينه ولذلك أصبحت أفضل أن أبقى في المنزل من دون سفر على ألا أسافر وهو بهذه النفسية·
تقول إيمان الغنام (موظفة): من خلال تجربتي وتقييمي لفصل الصيف يمكن أن أقول إن الإجازة الصيفية سلاحٌ ذو حدين، فالصيف بطبيعته حرارته مرتفعة ورطوبته عالية، تجعل الشخص- وخاصة الأفراد العاملين والموظفين- في ضغط عصبي ونفسي كبير، فالإرهاق في العمل والزحام وضغوط الحياة اليومية يضاف إليه الحر الشديد يستفزُّ الزوج أو الزوجة لأتفه الأسباب، وبالفعل بالنسبة لي كزوجة وموظفة أتفادى أن أتحدث إلى زوجي عندما يعود من العمل إلا بعد أن ينال قدراً من الراحة لتغيير حالته النفسية والمزاجية·
ملل واكتئاب
في حين تلفت سارة العبد الجبار (ربة منزل) النظر إلى أن وجود الأولاد باستمرار في المنزل في الإجازة الصيفية بدون وجود برنامج للترفيه يصيبهم بالملل والاكتئاب؛ مما ينعكس في سلوكياتهم في شكل خلافات ومشاجرات مع بعضهم البعض ومع الوالدين أحياناً والأسباب تافهة؛ لأنهم ينهون العام الدراسي وهم محمَّلون بعبءٍ نفسي وضغط عصبي، وعندما يجدون أنهم يجلسون في البيت بدون عمل أي شيء تزداد هذه الضغوط بداخلهم فتنعكس على سلوكياتهم·
وتضيف هدى العقل (ربة منزل) أنه بالفعل الصيف مثيرٌ للأعصاب ويشعل الخلافات في البيت، وتقول ألاحظ وجود خلافات أكثر بين أبنائي الشباب لأسباب تافهة في فصل الصيف، فالشيطان سرعان ما يتدخل لزيادة حجم أي مشكلة، مستغلاًّ الإحساس بالزهق والكبت وارتفاع درجة الحرارة، وهو ما ينعكس على سلوكيات الناس في الشوارع وزيادة المشاجرات وانتشار الشباب في الشوارع لعدم وجود مايقتل فراغهم·
ويرى محمد السحيباني (رب أسرة) أن طلب الأولاد وإلحاحهم على السفر مع عجز الأب عن توفير ذلك لهم يثير الكثير من المشكلات في البيوت، وخاصةً عندما يكون الأطفال في سن صغيرة ولا يقدِّرون الظروف المادية للأسرة، وهم دائماً يطالبون بالتمشية والزيارات العائلية والمصايف، وبالنسبة لي شخصياً أدَّخر من راتبي جزءاً أُخصصه للصيف لقضاء إجازة طيبة في أحد المصايف تجدد نشاط الأولاد وحماسهم للدراسة في العام الجديد·
وتتفق سلمى الرويس (ربة منزل) في هذا الرأي فتقول إن الأم عليها دورٌ في مساعدة زوجها في توفير نفقات ولو بسيطة لقضاء أوقات مناسبة في النزهة والمصيف مثل الحدائق، والشاليهات، فالزوجة يمكنها ادخار بعض الأموال لذلك، كما يمكنها إعداد بعض الوجبات الشهية والخفيفة وبعض المشروبات تصطحبها الأسرة في النزهة· وتضيف أن على الزوجة أن تُعدَّ برنامجاً أسبوعياًً لأولادها، وتقول أنا مثلاً يذهب أولادي ثلاثة أيام في الأسبوع للتحفيظ بأحد المساجد من العصر وحتى غروب الشمس، ويذهبون إلى أحد الأنديه لتعلم السباحة ثلاثة أيام أخرى في مثل هذا الوقت، أما اليوم الأخير فنخصصه للزيارات العائلية، إلى جانب الحرص على الذهاب إلى الاستراحات أو الشاليهات أكثر من مرة خلال الإجازة الصيفية، وبالفعل هذه الأنشطة تساعد على قضاء إجازة صيفية مفيدة تتنوع فيها الأنشطة ما بين رياضية وثقافية وترفيهية ودينية، يجب أن نخطط لكل شيء في حياتنا؛ حتى لا يضيع وقتنا بلا فائدة، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: >نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ<، فعلى المسلم أن يضع هذا الحديث نصب عينيه، ودائماً نجتمع أفراد الأسرة قبل امتحانات نهاية العام ونضع برنامجاً للإجازة وأقوم بوضعه في هذا الوقت تحديداً ليكون حافزاً لهم ودافعاً للمذاكرة، وتكون هذه الخطة بمثابةِ برنامجٍ أسبوعي أقوم بوضعه أنا والوالد والأبناء، ويكون بالمشاركةِ والاتفاق لا الإجبار على رأي معين دون أن يكونوا مقتنعين، وبذلك أُعلمهم حرية الرأي والمشاركة والاعتماد على النفسِ في اتخاذِ القرار، فالأولاد ينتظرون الإجازة؛ لأنها هي المحطة ليمارسوا هواياتهم وأقول لكل شابٍ وفتاةٍ وقتك في تناقصٍ مستمرٍ فاستغله بما هو مفيدٌ؛ لأنك مسئول عنه أمام ربك، وأقول لكل أم وأب املأوا فراغ أولادكم بما هو نافعٌ ومفيدٌ؛ لأن الله سيحاسبكم عليهم وتوضح: نحن في أسرتنا عندما نجتمع للتخطيط للإجازة الصيفية نسترجع ما لم ننجزه في الإجازةِ السابقة ونضعه في مقدمةِ ما سنقومِ به في الإجازة الحالية، مثل تكملة الدورات في مجال الكمبيوتر واللغات، ونضع ميزانيةَ الصيف ونجعل لكل فردٍ في الأسرة يوماً يكون مسئولاً عنه في هذا اليوم حتى نُدرِّبهم على تحمُّل المسئولية وتقليل الاستهلاك في الكماليات·
الاستمتاع بالحياة
ثقافة الاستمتاع بالحياة والترفيه تقلل من الضغوط النفسية وتجدد الألفة في هذا الإطار يؤكِّد الدكتور محمد الفايز (أستاذ علم النفس) على أن المشكلات النفسية والمشاجرات بالفعل تزداد في فصل الصيف؛ وذلك بسبب أننا نفتقد ثقافة الاستمتاع بالحياة حتى في أوقات الإجازات ومنها الإجازة الصيفية، فمعظم العوائل يفتقدون هذه الثقافة ويعتبرون الترفيه عن النفس شيئاً هامشياً ليس أساسياًً ومهماًً في الحياة· وربما يعود هذا الأمر لعدم توافر الإمكانات وإن كان هذا من وجهة نظري أمراً غيرَ مبرَّر، فالاستمتاع بالحياة والحرص على قضاء إجازة نهاية الأسبوع والعطلات بشكل جميل يخفِّف من الضغوط النفسية ويقلل من فرض تفاقم المشكلات؛ لأنه يغيِّر من الحالة المزاجية للفرد؛ ولذلك فإنني ألفت نظر الأسر إلى أهمية الإجازات وضرورة الترفيه، ولا يعني هذا أن الترفيه حلٌّ سحريٌّ للخلافات المزمنة والتي قطعاً لن تستطيع الإجازة وحدها إيجاد حل لها ولكنني أرى أن الصيف فرصةٌ ممتازةٌ لتدعيم الروابط الأسرية بين الوالدين والأولاد، بل وتدعيمٌ للروابط العائلية عبر زيارات عائلية مثمرة، ولكن ما يساعد على الحصول على هذه النتيجة هو ضرورة الإعداد المسبق للإجازة الصيفية، فالأم العاملة التي تعرف أن أولادها يجلسون في البيت خلال فصل الصيف لا بد أن تعدَّ لهم برنامجاً ثقافياًً من خلال التردد على قصور الثقافة والأندية ومراكز الشباب وحضور الدروس الدينية وحلقات العلم في المساجد؛ ليشعر الأولاد بوجود جوٍّ مختلف عن ضغط الدراسة وعام من التعب·كذلك على الأم أن تحدد أياماً من الشهر للنزهات الأسرية ولو في الحدائق والمتنزهات وتناول الغداء أو العشاء بها؛ فإن ذلك يقلل من القلق والتوتر النفسي ويزيد من الروابط الأسرية والعائلية؛ وهذه المتنزهات أو السفر في فترة الصيف تساعد الأسرة في قضاء أوقات ترفيه وراحة وتجديد بعكس من يُضطَّر من الأسر أن يجلسوا في البيوت ويقعون فريسةَ الملل والفراغ والكبت وارتفاع درجة الحرارة مما ينعكس في شكل مشاجرات أسرية·
ثقافة السفر
علماء النفس والاجتماع نحن نفتقد ثقافة السفر لأنه يرمم الخلافات ويؤججها·
يقول الدكتور حسن الموسوي الاستشاري النفسي والاجتماعي: بأن الصيف وارتفاع نسبة الحرارة تبعث في النفس الضيقَ، شأنها شأن الأماكن الضيقة أو الزحام أو الأصوات المرتفعة، فهذه مؤثرات تؤثِّر على الجهاز العصبي وعلى الحالة النفسية، وتنعكس بالفعل على سلوكيات الأفراد، وأريد أن أوضح أن المشكلات الأسرية التي قد تحدث بسبب الصيف هي مشكلات بسيطة لا تتعدى المشادَّة الكلامية·· أما الحديث عن خلافٍ أسري أو مشكلةٍ كبيرةٍ موجودةٍ بين الزوجين عادةً ما يكون لها جذور وأسباب أخرى جوهرية غير الصيف، ولا بد من إزالة هذه الأسباب لإعادة الوفاق إلى العلاقة الأسرية ويضيف: يمكن أن يكون السفر نعمة ومتعة للإنسان لكن يمكن أن يكون نقمة أيضاً، وباباً لدخول المشاكل إلى الحياة الزوجية· كم من زوجة دخلت في خلافات مع زوجها لأنه لا يستطيع أن يجعلها تسافر في كل عطلة، وكم من زوج سافر وحده إلى بلاد بعيدة ليرضي غرائزه تاركاً بيته وأولاده ضحية للإهمال، وكم من أم سافرت مع صديقاتها وأهملت زوجها وأبناءها·
نحن في حاجة لإعادة صياغة ثقافة السفر، وأول أبجديات هذه الثقافة أن نحدد هدفنا من السفر وأن نخطط جيداً له، وأن نراعي ميزانيتنا المادية، والأهم أن يكون السفر باتفاق الزوجين وبرغبتهما معاً، لا أن يتفرد كل منهما بالقرار ويسافر وحده من دون الطرف الآخر·· الدكتور حسن يرى أننا نعاني في مجتمعاتنا من عدم رؤية واضحة لمعنى السفر وهدفه، فيقول:
المفروض أن الهدف من السفر هو قضاء وقت ممتع بعد عام من العناء والعمل، وتغيير الأجواء للإفلات من الروتين اليومي لحياتنا· كما أن السفر يمكن أن يكون بدافع ترميم الحياة الزوجية، وإزالة ما يعتريها من خلافات طوال العام تأخذ من رصيد المحبة والرحمة بين الأزواج، فالسفر يعني اجتماع العائلة يمكن أن يعيد هذا الرصيد مرة أخرى من خلال فتح صفحة جديدة لكن المشكلة هي ما يحدث ·· أن السفر أصبح مظهراً من مظاهر المجتمع الاستهلاكي الذي نعيشه حالياً، بما يحمله هذا النمط الاستهلاكي من سلبيات مثل تقليد الآخرين، فغير المقتدر مادياً يريد تقليد المقتدر والسفر إلى الأماكن التي يسافر إليها من دون مراعاة ميزانيته المادية· والجميع يريد أن يسافر من دون تخطيط ومن دون وضع هدف محدد للسفر، كما يريد كل طرف أن يتخذ قرار السفر وحده من دون مراعاة لرغبات الطرف الآخر· وبذلك بدلاً من أن يصبح السفر متعة، يتحول إلى أداة لتأجيج الخلافات الزوجية·
برنامج صيفي
وتؤكِّد الدكتورة عزة كريم- أستاذة علم الاجتماع – أن أوقات الفراغ في الإجازة الصيفية يجب أن تستثمر بشكلٍ جيدٍ؛ حتى لا يقع أولادنا فريسةً لأصدقاء السوءِ والسلوك المنحرف وتضييع أوقاتٍ كثيرة فيما لا ينفع؛ لذلك نُوصي الأسرة بأن تُعدَّ برنامجاً لاستغلالِ الإجازة الصيفية؛ حتى يمكنها أن تحمي أبناءها من الوقوعِ في الانحراف أو التعامل مع أصدقاء السوء، فغالباً ما يقضي الأولاد وقتَهم في النومِ وأمام التليفزيون والسهر مع الأصحاب ساعات متأخرة من الليل وتضييع الوقت في (مقاهي الانترنت)، ويجب على الأسرةِ أن تضع برنامجاً شاملاً وتوفير الإمكانات لهم، كما لا بد أن يشمل البرنامج الصيفي تدعيم العلاقات الأسرية والعائلية والمشاركة في الرحلاتِ التي تقوم بها المدارس أو الجامعات· وتضيف الدكتورة عزة: على الأسرةِ أن تدفع أولادَها في الإجازاتِ إلى التعاملِ مع الجمعيات الخيرية عن طريق المستشفيات الخيرية وجمعيات العمل الخيري مثل دور اليتامى والأحداث؛ حتى نعزز لديهم الإحساس بالآخرين لعمل الخير والقدرة على العطاء؛ حتى نقضي على الأنانية في نفوس أولادنا ولا نتركهم حتى يكبروا ثم نفكر كيف يقضون الإجازة، ولنجعله سلوكاً حياتياًً منذ الصغر، مثل الدراسة والمذاكرة تماماً·
الوقت هو الحياة
الدكتور محمد صبري – أخصائي الصحة النفسية- فيقول: من المفترضِ أن يكون في حياةِ الإنسان استراحات متعددة، مثل أيام الجمعة وبعض المواسم والإجازاتِ والأعياد، وهذه الاستراحات تُدخل على الإنسان السرور، وهي بمثابةِ محطة يتوقف فيها الفرد ليُعطي نفسه هدنةً بعض الشيء، فعلينا أن نُخطط لحياتنا كلها حتى الإجازة كي نستفيد منها ولا نحزن على انتهائها دون فائدة، والإسلام يعلمنا قيمة الوقت ويؤكِّد الحكمة الغالية (الوقت كالسيفِ إن لم تقطعه قطعك)، ومن دلائل الإيمان أن يعيَ المسلم هذه الحقيقة ويوضح الدكتور أنَّ الذي يستفيد من الوقتِ حق الاستفادة هو الذي يضع له هدفاً أمامه ثم يسعى إلى تحقيق ذلك حتى يصل إليه، ولكنَّ كثيراً من المسلمين تضيع أوقاتهم سُدىً مع أن الوقت هو الحياة· والله سبحانه وتعالى سوف يسأل عبده مرتين عن الوقتِ: الأولى عن عمره فيما أفناه؟ وفيم ضيعه؟ والأخرى عن شبابه فيم أبلاه؟ لأن فترةَ الشباب هي فترة وقتِ العطاء، والإجازة الصيفية فرصة للتحلل من بعض الأعباء؛ ولذلك ينبغي أن يُوضع لها برنامجٌ متكاملٌ لنخرج بهدفٍ منها، فمثلاً يمكن للإنسان أن يضع هدفاً، وهو حفظ القرآن الكريم كاملاً أو عدد معين من أجزاء القرآن هو وأهل بيته وأولاده، ويمكن أن يضع هدف قراءة كتب معينة يعدها ويختارها لزيادة وعيه وفهمه إلى جوار أهدافٍ أخرى مثل التنزه وإعداد رحلة صيفية لعدة أيام للترويح دون أن يكون بها إفراطٌ أو تضييع للوقت، وهكذا يمكن لكل إنسان أن يضع أهدافَه بعناية ويسعى لتحقيقها في الإجازة الصيفية ويرى الدكتور – أنه يجب أن تشترك الأسرة كلها في عمليةِ التخطيط والاستعداد للإجازة، فرأس المال هو الوقت، ويجب على الأسرة التشاور في كيفية استغلاله وقبول أي اقتراحاتٍ، ولا يتم فرض جدول معين على الأولاد للضغطِ عليهم، بل لا بد من المشورةِ وحرية الاختيار· والترفيه في الإجازاتِ له صورٌ كثيرةٌ يجب أن تتنوع فيه وسائل الترفيه بحيث يحترم فيها رغبات الأفراد؛ لأنها يمكن أن تكون متنوعةً ومختلفةً حسب الهواية التي يمارسها كل شخصٍ، ولكن القيد الذي يُوجد فيها عدم المعصية واحترام هوايات الآخرين وعدم فرض هواياتي على الآخرين؛ بل إنَّ كل إنسانٍ حر ولكن دون إسراف أو معصية، ويُراعى أيضاً الاقتصاد في النفقاتِ حسب الإمكانات المادية والوقت المتاح، ويتم الاختيار على أساسهما وكل أسرة تختلف عن الأخرى· ولا يتم كل الترفيه في أسبوع ومكانٍ واحد، بل لا بد من التنوع، مع مراعاةِ الأعمار المختلفة ويوجد أيضاً نوع من الأعداد للمستقبل وبدون مبالغة مثل دورة كمبيوتر، والكثير يغفل عن هذه الموضوعات التي لو تنبَّه إليها فسوف يستفيد منها·بما أن الإجازة الصيفية طويلة وهناك بعض الجوانب لا تتم أثناء فترة الدراسة فيجب أن تكون موجودةً ومستغلةً في الإجازة، ولدينا أكثر من برنامجٍ يمكن أن نقوم به في الإجازة، فهناك برنامج رياضي، فالرياضة بأنواعها تهمل أثناء فترة الدراسة فيجب أن نركز مع أولادنا في هذا الموضوعِ وخاصةً أن هذا الجيل ضعيف البدن·
آثار الطلاق
آثار الطلاق تطال الرجل والمرأة ويؤكِّد الدكتور على أن كثيراً من الدراسات تثبت أن للطلاق آثاراً كبيرة على الرجل والمرأة على حد سواء، فالمعاناة يشعر بها الاثنان، ويعتبر الطلاق صدمة تؤثِّر سلباً في الصحة النفسية والجسدية للمطلقين، حيث تتغير مكانتهم الاجتماعية من متزوج ـ متزوجة إلى مكانة مطلق ـ مطلقة، وهذا يعني أن الطلاق يقلل من المكانة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة، حيث تتغير نظرة الناس إلى المطلقين فيفقدان الكثير من أصدقائهم ويعانيان الوحدة، ويتحملان تعليقات اللوم والفشل في الحياة الزوجية، كذلك الشك والريبة في سلوكهما مما يجعلهم يعيشون على هامش الحياة الاجتماعية·
ونتيجة الانفصال تضطر المرأة أن تعول نفسها وأبناءها في ظل أزمة نفسية تحاول تجاوزها وإحساس بالوحدة وقلة الموارد المالية· وكثيراً ما تضطر المرأة إلى رفع دعاوى مستمرة لتعديل وضع أبنائها، كذلك تتحمل زيادة المسؤوليات بالإنفاق على نفسها وأطفالها·كما تعاني المرأة المطلقة ازدواجية الدور المطلوب منها، وصعوبة في تحديد هويتها الاجتماعية سواء في الأسرة أو العمل أو مع الجيران·كما يصارع الزوج إحساسه بالفشل في النجاح بحياته وإحساسه بالوحدة وعدم الاهتمام والحرمان من إشباع جميع احتياجاته النفسية والجسدية والعاطفية، التي كان يعيشها في الزواج، كما يعاني المطلق الأعباء المادية التي يتحملها من نفقة الأبناء·
ويراود المطلقين دائماً الإحساس بالذنب نتيجة فشل زواجهما، كما تتسلط عليهما أفكار تشاؤمية وتغير في نمط الحياة الاجتماعية، حيث يتركان بيت الزوجية ويعيشان مع أبنائهما أو يرجعان إلى بيت الأهل، أو قد يضطران إلى الانفصال عن أبنائهما، وهنا يعانيان الحرمان والخوف على الأبناء وكل هذا يزيد من إحساسهما بالظلم وعدم الرضا النفسي· ويضيف: بينت دراسات أجريت حول آثار الطلاق على الأطفال أن الطلاق يؤثِّر تأثيراً كبيراً في الأبناء، خصوصاً الأطفال حيث يشعرون بعدم الأمان، ففي الوقت الذي تكون فيه الحاجة للشعور بالأمن من أهم الاحتياجات النفسية التي ينبغي توفيرها للطفل، نجد أن الخلافات الزوجية تتعارض مع إشباع هذه الحاجة، فالطفل نتيجة للخلافات خصوصاً عندما يحتدم النقاش وتعلو الأصوات، يخيل إليه أن هذا البيت سينهار وبالتالي سيفقد من يرعاه ويهتم به· وللهرب من هذا الوضع فقد يغطي وجهه أو أذنيه، أو قد ينسحب إلى غرفة أخرى بعيداً عن الشجار، أو يضطر إلى البقاء أطول فترة ممكنة خارج المنزل هروباً من هذا المنزل· هذه الآثار قد تمتد به حتى يصل إلى سن المراهقة· ومن آثار الطلاق على الأطفال تشويه صورة الأبوين أو أحدهما في عقل الطفل، بل وتكوين موقف عدائي لأحد الوالدين· والغريب في الأمر أن الدراسات أظهرت أن للخلافات الزوجية آثاراً إيجابية على الأطفال، تتمثل في تعلم الأطفال الحياة الواقعية، كما تعلمهم طريقة التعامل في مثل هذه المواقف، كما أن عدم الخلاف أمام الأطفال قد تكون له آثار سلبية، لأن ذلك سيحرمهم من معرفة الحياة الواقعية وكيفية التصرف والتعامل معها·
ولكي تتحقق الآثار الإيجابية للخلافات الزوجية فلا بد ألا يكون خالياً من السباب والشتم، وأن تبنى على نقاش وحوار لإثبات صحة رأي كل منهما والدفاع عنه، يصل الأمر بهما بوجود حل يرضي الطرفين أمام الأطفال·
الاخصائي النفسي- مشرف قسم
- عدد المساهمات : 65
العمر : 59
تاريخ التسجيل : 20/01/2010
السٌّمعَة : 2
مواضيع مماثلة
» الخيانة تشعل معركة (بالأحذية)
» ربما استدنت لألبي طلبات زوجتي التي لا تنتهي!
» ا 18 سببا للمشاكل الأسرية في المملكة،
» فقدان الثقة بين الزوجين من أخطر المشاكل الأسرية
» التربية الأسرية ومشاكلها وحلولها من خلال سورة يوسف
» ربما استدنت لألبي طلبات زوجتي التي لا تنتهي!
» ا 18 سببا للمشاكل الأسرية في المملكة،
» فقدان الثقة بين الزوجين من أخطر المشاكل الأسرية
» التربية الأسرية ومشاكلها وحلولها من خلال سورة يوسف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin