خذ الفكر كما هو, لا للجزئية

مما لا شك
فيه أن العصر الذي نعيشه اليوم قد المت به أفكار غريبة , ووسائل إعلام مدروسة
وموجهة , جعلت الحياة كلها مرتكزة حول الجنس , وأهميته المطلقة كاساس للحياة , وأن
الجنس والهواء شيئان متلازمان لا تفريق بينهما . حتى الآن الموضوع مقبول , ومقبول
جداً فهذه حقيقة البشر , ولكن كيفية الحصول على الهواء والجنس , أدخل عليهما
التعديل الذي لا يمت بصلة لأخلاقنا ابداً ولا يمت لأي دين سماوي , ولا حتى غير
سماوي .

الهواء من
حق اي مخلوق أن يتنفس , ورغم ذلك ثمة من يموت خنقاً , هذه جريمة قتل , يعاقب عليه
القانون , أما الجنس وبتعريف الغرب له , ولهاثنا لحصول الذكور منا عليه , بطريقة
الغرب أمر مقبول , أو يكاد يكون مقبولاً مع تحفظ البعض الكثير , وهو ممنوع على
نسائنا , وهنا يظهر تخلفنا المرتبط بمفهوم الشرف والحفاظ على النسب على رأي دعاة
الحرية الفردية الشخصية بغض النظر عن كون مجتمعنا شرقي ومسلم ومحافظ ......

الجنس في
مفهوم الغرب , لا مشكلة فيه , بمجرد إتفاق ذكر وأنثى على ممارسته , لا عيب فيه فهو
أمر ضروري , لا حياة بدونه , (اتريدون أن أحرم من حقي في الحياة) , ثم ليذهب كل في
حال سبيله بحثاً عن الجسد الذي يحس أنه يريحه , ويعطيه ما يفرح غريزته , هذا
وبالمقابل إذا أخذ الزوج حقه من زوجته غصباً عنها , فإن فعلته هذه تعتبر جريمة
إغتصاب يعاقب عليها القانون , ولها أن ترفض لأنها تذوقت متعاً وعرفت من هم أكثر
إمتاعاً منه لذلك ومن خلال خبرتها لا تريده , وربما حدث العكس ولكن ليس بالإغتصاب
بل بالرفض ..........

من أين أتوا
بحق الفرد في هذه الإباحية , لا أعلم , فليس هناك من نهج إجتماعي أو ديني مهما كان
يقر ذلك (حتى العلماني لا يدعو صراحة لمثل ذلك) . لقد أوجدوه هكذا بناء على ماذا
؟؟؟؟؟؟

ثم يريدوونه
أن يتغلغل ليصل إلينا ونطبقه علناً نابذين خصوصيتنا .

لم يكن في
نيتي أن أتحدث عن هذا الموضوع لأنني كنت اقرأ عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ,
في نواحي أخرى وليس فيما يتعلق بذلك مباشرة ولكن الأخلاق حزمة واحدة لا يمكن أن
تؤخذ بجزئية , ويترك بعضها . الإسلام إطار رائع يضم في محتواه كتلة من تعاليم
السلوك والحريات التي تؤدي لسمو المجتمع , ومن لم يفهم ذلك , عليه أن يدرك قبل
فوات الآوان .

ولنبدء بأن
نستمتع بكل ما لدينا في ديننا , لنجد أنفسنا فجأة في حياة مليئة بالسعادة ,
ونصيبنا فيها كبير على المستوى الفردي والمجتمع ككل حيث أن السعادة حين تعم لا شك
أن بعضاً من رذاذها سيبلل حزننا ويمسحه .

أعود إلى
تلك القصة الرائعة :

بينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام جالسا بيت أصحابه .. إذ برجل من أحبار اليهود يسمى زيد بن سعنه وهو
من علماء اليهود دخل على الرسول عليه
الصلاة والسلام .. واخترق صفوف أصحابه . حتى
أتى النبي عليه السلام وجذبه من مجامع ثوبه وشده شدا عنيفا . وقال له بغلظة :

أوفي ما عليك من الدين يا محمد .. إنكم بني هاشم قوم تماطلون في أداء الديون .

وكان الرسول عليه السلام .. قد استدان من هذا اليهودي بعض الدراهم
.. ولكن لم يحن موعد أداء الدين بعد ..

فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وهز سيفه وقال ائذن لي بضرب
عنقه يا رسول الله فقال الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب
رضي الله عنه :

(مره بحسن الطلب ومرني بحسن الأداء )

أي من البشر يمكنه أن
يجيب هكذا , فلو أخذ أحداً بتلابي أحد اليوم لقامت الدنيا ولم تقعد إلا بشرب
الدماء .

فقال اليهودي : والذي بعثك بالحق يا محمد ما جئت لأطلب منك دينا إنما
جئت لأختبر أخلاقك ..فأنا أعلم أن موعد
الدين لم يحن بعد ولكني قرأت جميع أوصافك في التوراة فرأيتها كلها متحققة فيك إلا صفة واحدة لم أجربها معك ..
وهي أنك حليم عند الغضب .. وأن شدة
الجهالة لاتزيدك إلا حلما .. ولقد رأيتها اليوم
فيك ..

فأشهد أن لاإله إلا الله , وأنك محمد رسول الله وأما الدين الذي
عندك فقد جعلته صدقة على فقراء المسلمين .

وقد حسن إسلام هذا اليهودي وأستشهد في غزوة تبوك .

هنا لا بد
من الإشارة بأن أخلاق الكفار في ذاك العهد كانت أيضاً أفضل من الآن ولدى بعضهم على
الأقل رادع ربما كان من قوة المسلمين يومها (آه , هل يمكن أن نعيش لنرى أن ثمة قوة
لدينا ولو كانت بنفخ نفس يقلب هذه الصفحة السوداء الرديئة بخطها وبما تحتويه ؟؟؟؟)
.

خذ الفكر
كما هو , والدين الإسلامي متكامل لا مجال إلا لأخذه جميعاً لا للجزئية .

من طرف **الاستشاري** الجمعة يونيو 04, 2010 4:38 am

الانتماء لمدرسة عظيمة
يجعلنا نتشرب فكرهها
ونأخذه كله
ولانجزء ذلك المبدأ والفكر

هي محاولات من الغرب ان يفتتونا من الداخل
بالجنس
وبغيره من مغريات الحياة

شكرا لمقالك الجميل

خذ الفكر كما هو, لا للجزئية

خذ الفكر كما هو, لا للجزئية

رد: خذ الفكر كما هو, لا للجزئية