المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxالجيل الجديد غريب بين أهله
صفحة 1 من اصل 1
الجيل الجديد غريب بين أهله
معظم أبنائه يعيش بهوية مختلطة
الجيل الجديد غريب بين أهله
تحقيق: دعاء فاروق
1/1
الشباب دائماً هم الطرف الأول في حركة التطور في كل المجتمعات، وهم العقل المبدع الذي يسهم في دفع مجتمعاتهم للأمام بما يحملون من طاقات وطموحات، ولكن حتى يستطيعوا القيام بهذا الدور عليهم أولاً أن يستوعبوا قضايا مجتمعهم، ويتشبعوا بهويته وتاريخه . الواقع الحالي يؤكد أن شريحة كبيرة من شباب اليوم انسلخوا عن هويتهم الحقيقية لينجرفوا تدريجيا نحو هوية “هجينة” تظهر بوضوح في مواقفهم وسلوكياتهم التي تدق ناقوس الخطر، وتثير تساؤلات منها: هل الشباب العربي اليوم يعيش حالة من الاغتراب عن واقعه؟ وهل الأسرة هي المتهم الرئيسي، أم هناك عوامل أخرى؟ البعض يرجع هذه الحالة إلى الإحباطات التي يعيشها الشباب نتيجة للواقع السياسي والاقتصادي والثقافي بالوطن العربي، في الوقت الذي تمارس وسائل الإعلام الغربية فيه نوعاً من السيطرة بمفاهيمها وتوجهاتها، والبعض يرجعه إلى التغيرات الاجتماعية التي فرضت نفسها على مجتمعاتنا .
حسام صلاح الدين طالب بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية بالشارقة يؤكد حقيقة انفصال الكثير من شباب جيله عن واقعهم وجذورهم ويسوق شواهد على هذا، كما يقدم مبررات .
يقول: الشباب وأنا واحد منهم، يعيشون نمط الحياة المفروض علينا، رغم أنه قد يكون غريبا عن ثقافتنا وتاريخنا وجذورنا، وأبسط مثال أن غالبيتنا لا يسمع سوى الموسيقا الغربية أو العربية التي تحاكي الغرب، وينجذب إلى نوعية من الفنانين لا يمثلون واقعنا أو نموذج الشاب العربي المسلم، وحتى في مظهرنا نحاكي الغرب وهذه مجرد أمثلة بسيطة، ولكن هناك ما هو أخطر، لأن الفئة الأكبر من الشباب حاليا منفصلين عن قضايا مجتمعنا، ولكن هذا أمر في رأيي بديهي لأن كل ما حولنا يجذبنا بعيدا عن واقعنا وهويتنا الحقيقية، ويجعل الشباب يتعلق بثقافات غريبة عنه بما في ذلك وسائل الإعلام ومناهج الدراسة وغيرها، حتى إن كثيراً من الشباب أصبح حلمهم السفر والهجرة للخارج حتى أبناء الدول الثرية .
وتؤكد إيمان قاسم طالبة بكلية الطب جامعة الشارقة أن حال الشباب وصل إلى حد تعاليه على لغته العربية، وتفضيل اللغات الأخرى عليها وخاصة الإنجليزية . وتقول: هذا واقع موجود بين الشباب، فأغلبهم يتفاخر باللغة الإنجليزية وكأنها أرفع وأرقى من العربية، ولهذا حرص أغلبهم على إتقان الإنجليزية بشكل يفوق بمراحل الحرص على تعلم قواعد اللغة العربية، وأغلب النقاشات والحوارات بينهم لا تخلو من التعابير والألفاظ الأجنبية رغم أنه يوجد بينهم من لا يعرف تفسير المصطلحات الأجنبية باللغة العربية ومع هذا يستخدمها . وتضيف: هذا ليس ذنب الشباب ولكن الواقع العملي هو ما يفرض عليه هذا، فكل وسائل التكنولوجيا بالإنجليزية وحتى الحصول على وظيفة جيدة بمرتب مغرٍ يتطلب إتقان لغة غير لغتنا الأم .
ويدافع كريم حلمي، طالب بكلية القانون جامعة الشارقة، عن جيله قائلا: ليس كل الشباب على هذا الحال فما زال هناك شباب متمسكون بقيمهم الشرقية ومدركون لقضايا مجتمعاتنا، ولكن الشباب يعزل عن هذه القضايا رغما عنه بتهميشه فهو لم يطلب منه دور حتى يتخلى عنه ويتهم بأنه منفصل عن واقعه، بالعكس لو بحثنا داخل أغلب الشباب سوف نجدهم متحمسين للاندماج في مشاكل هذا المجتمع والمشاركة في حلها، ولكننا كشباب لا نجد الطريق المناسب الذي نشعر به بأننا جزء فاعل وله تأثيره، ولذلك يندفع الكثير منا للتعبير عن نفسه بالطرق المتاحة أمامه وأسهلها .
ويوافقه الرأي عمر عبداللطيف طالب بكلية الهندسة قسم ميكانيكا بالجامعة الأمريكية بالشارقة قائلا: ندرك واقعنا تماما ونفهم أبعاده ومشاكله، ما فائدة هذا إذا كنا لا نملك التغيير، فالشباب يريد أن يعيش حياته ويستمتع بمظاهر التطور المتوفرة له، ولكنه يعلم جيدا واقعه ويرغب في أن يكون له دور بدليل إقبال الكثير من الشباب على الأنشطة الاجتماعية والمبادرات التطوعية عندما تسنح لهم الفرصة .
نورة خليل طالبة بكلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الأمريكية بالشارقة لا ترى الأمر بنفس الطريقة موضحة أن كثيراً من الشباب الآن يعانون من حالة فراغ فكري وأكثر تركيزهم منصب على قشور الثقافة ولا يهتمون سوى بالمظاهر والاستمتاع بالرفاهية المتاحة لهم في هذا العصر، وتقول: ألتمس لهم بعض العذر، لأن الظروف تفرض عليهم هذا، لأن مقاييس الحياة والنجاح اختلفت كثيراً فلم يعد العلم والمعرفة الآن مقياس الشخص الناجح في نظر الكثيرين، في الوقت الذي أصبح النموذج الغربي أكثر إبهارا من الشخص الذي يتمسك بالتقاليد لهذا أصبح أكثر الشباب يبحثون عن أنفسهم في هذا النموذج، ولكن للأسف في مظهره الخارجي ويتنكرون لتقاليدنا وواقعنا الذي يعتبره البعض رجعيا أحيانا .
ويحلل د . إسماعيل القص أستاذ علم الاجتماع سلوكيات الشباب التي تمثل شاهداً على انفصاله شيئاً فشيئاً، ليس فقط عن واقعه ولكن أيضا عن ملامحه الحقيقية قائلا: هذا التحول في قيم الشباب ومفاهيمهم ربما لم يلاحظ لأنه حدث بشكل تدريجي، ولكنه وصل في النهاية إلى الصورة الحالية للشباب التي لا تمثل نموذج الشاب العربي، ولا هي في نفس الوقت نموذج للشاب الغربي ولكنها خليط بينهما، فانجذاب الشباب نحو نجوم الفن والوجبات السريعة و”التقاليع” الغربية ليست مسائل عابرة ولكنها تمثل مكوناً أساسياً من ملامح وسمات وصورة الشباب المعاصر المتشبع بثقافة هي في الحقيقة لا تمثل هويته، وجعلته يعيش حالة صراع وتناقض بين ما يتعلمه في البيت والمدارس وما يبث من قيم مستوردة تشتت أفكاره، والنتيجة أنه أصبح مفتوناً بالغرب الذي قدم له وتقاليد يعتقد أنها تحرره من قيود التقاليد والعادات، ولهذا انجذب إليها .
حائط دفاع
يشير د .جمال محجوب أستاذ علم النفس إلى أن الشباب من أكثر الشرائح العمرية تأثرا بما يدور في عالمنا من تغيرات، وأنه لهذا تغيرت أخلاقيات هذا الجيل وأنماط سلوكه التي تشير بوضوح إلى تأثره بالثقافة المادية للغرب بسبب عوامل كثيرة تشجعه على الانخراط فيها والانسلاخ عن واقعه العربي، ويوضح أن من هذه العوامل تعدد الثقافات الوافدة، والانفتاح الإعلامي والتطور التكنولوجي المتسارع الذي يعيشه الواقع الاجتماعي، إذ وجد الشاب نفسه يواجه تيارات مختلفة دون أن يكون متسلحا لمواجهتها فلجأ للطريق الأسهل متنكرا لهويته وواقعه ليتمسك بمجرد قشور من الحضارة الغربية .
ويقول إذا تأملنا هؤلاء الشباب سنجد أنهم لم يتأثروا إلا بما يتعلق بالمظهر وبعض السلوكيات الحياتية من هذه الثقافات، ولكن هذا خلق هوة بين الشباب وواقعهم وجعلهم تدريجيا ينسون تقاليدهم الموروثة، ولهذا الأمر نحتاج إلى تكاتف جميع الجهات لرد الشباب إلى كيانه الحقيقي، فالأهل لهم دور والجهات المعنية بالشباب كذلك تلعب دوراً كبيراً في ترسيخ الثقافة المحلية والهوية وإدماج الشباب في واقعه وإشراكه في قضايا المجتمع وكل هذه أمور تمثل حائط دفاع يحمي الشاب من الشرود بعيداً عن مجتمعه .
وعلى الرغم من تأكيد د . سميحة خطاب باحثة في علم السلوك والعلاج الأسري، أن الثورة التكنولوجية والإعلامية تلعب دورا أساسيا بالإضافة لعوامل أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية في طمس هوية الشباب وانفصاله التدريجي عن واقعه وقضايا مجتمعه الحقيقية، إلا أنها تشير إلى أنه أمر واقع من الصعب إنكاره أو حجبه وإنما الواجب مواجهته وتقول: لن نستطيع منع أبنائنا من مشاهدة الفضائيات أو الولوج للإنترنت وما يتبعه هذا من انفتاح على عالم خارجي هائل يؤثر في أفكاره ومفاهيمه على عقول وميول الجيل الجديد، ولكن ما يجب أن نفعله هو المواجهة من خلال قنوات محلية تهتم بتنمية الثقافة العامة لدى الشباب وإظهار التقاليد والعادات العربية على حقيقتها وجذب الشباب إليها وحثهم على الاعتزاز والتمسك بها، وفي نفس الوقت مساعدتهم على إدراك قضايا مجتمعهم المعاصرة وسبل المساهمة فيها وخلق دور حقيقي لهم، فالشباب إذا شعروا بكيانهم في مجتمعهم فلن ينفصلوا عنه .
إعادة بناء
يؤكد د . منير بديع أستاذ علم الاجتماع أهمية استعادة ثقة الشباب في مجتمعهم بإيقاظ الشعور بالانتماء لديهم، وأنه يجب جذب الشباب نحو ساحة العمل السياسي والاجتماعي والاهتمام بقضايا وطنه المختلفة وإشعاره أنه جزء منها وعضو فاعل فيها . ويقول وحتى تحقق هذه العملية النجاح المطلوب يجب أن تراعى فيها احتياجات الشباب ورغباتهم وتطلعاتهم المستقبلية، وأن نغذي الطموح فيهم والقناعة بإمكانية تحقيق طموحاتهم من خلال مجتمعهم الذي يحويهم ويتفهم تطلعاتهم ويوفر لهم فرص تحقيقها، يمكن الانطلاق لتعريفهم وتذكيرهم بأصولهم وقيمهم العريقة، لأن هؤلاء الشباب في حاجة ماسة إلى إعادة بناء الذاكرة ليعرفوا هويتهم الحقيقية حتى يحترموها ويشعروا بالانتماء لها، وهذا يتطلب أن نزرع فيهم أولا الشعور بالثقة في الحاضر والمستقبل .
نقص المعرفة
يرجع د . عادل أبو النجا أستاذ علم الاجتماع الأمر إلى نقص الثقافة وعدم بحث الشباب عن مصادر المعرفة واعتمادهم على التلقي وكما يقول: توجد أسباب متعددة شكلت النموذج الحالي للشاب العربي من أهمها نقص المعرفة، فغالبية الجيل الجديد ليس لديه معلومات كافية أو صحيحة عن ماضيه وتاريخه في الوقت الذي يرى ويسمع فيه طيلة الوقت المديح للحضارة والتطور الغربي . ويرى أنه من الطبيعي أن ينبهر وينجذب إليها، وبالتالي يبدأ في تقليدها كنموذج براق يجسد العصرية والتطور والرفاهية التي تداعب خيال كل شاب في هذه المرحلة، وهذا للأسف لأن معظم الشباب أصبح أحادي المصدر في استقائه للمعرفة ويعتمد على وسائل الإعلام وما تبثه من رسائل ولا يلجأ للقراءة كأحد مصادر المعلومات المهمة، في هذا العصر الذي أصبح فيه الإنترنت والتلفزيون يمثلان نمط الحياة اليومية للشباب ويشغلان أوقاتهم، بل إنهم يتخذون من الأبطال الأجانب قدوة لهم، وحتى الطفل الصغير أصبحت له قنوات كرتونية باللغة الإنجليزية تبث أفكارها فيه وهو في هذه السن الصغيرة، ومن هنا خرجت علينا ظواهر مثل الإيمو وقصات الشعر الغربية وغيرها، وكلها مظاهر تؤكد انسحابا تدريجيا للشباب من هويتهم وأصولهم والتملص من واقع مجتمعاتهم.
لفت انتباه
د . إساف الراعي يتبنى نظرة متفائلة مؤكداً إمكانية تدارك الأمر بالحكمة خاصة أنه يرى أن سلوك الشباب لا يتعدى الرغبة في إثبات الذات، بينما القيم الحقيقية الأصيلة مازالت تشكل وجدانه . ويقول: فترة المراهقة من أصعب المراحل العمرية، وهذا الجيل متمرد بطبيعته ويحب التغيير ومواكبة الجديد، وعلينا أن ندرك دوافعهم، فهذا الانجذاب نحو تقاليد غريبة علينا لا يكون بحكم التقليد أو التبعية ولكن لدافع نفسي آخر وهو لفت الانتباه من خلال التمرد على ما هو مألوف في مظهرهم وسلوكهم وتجاهل ما يتمسك به المجتمع من أصول وأخلاقيات وعادات، لهذا يجب استيعاب الأبناء واحتواؤهم بالحكمة والنصيحة، وعلينا جذب انتباه الشباب عن طريق الإعلام الهادف ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، لأن انعدام القدوة من أهم أسباب انخراطهم في قيم وعادات غريبة وهجر قيمنا وتقاليدنا إلى غيرها بما في ذلك السلوكيات والملابس الغريبة والتي تمثل في حقيقتها انبهاراً بثقافات الغرب بشكل أعمى، ويوضح أن الشباب العربي يبالغون في استخدام الموضة أكثر من الغربيين أنفسهم من دون أن يجدوا من يوجههم.
الجيل الجديد غريب بين أهله
تحقيق: دعاء فاروق
1/1
الشباب دائماً هم الطرف الأول في حركة التطور في كل المجتمعات، وهم العقل المبدع الذي يسهم في دفع مجتمعاتهم للأمام بما يحملون من طاقات وطموحات، ولكن حتى يستطيعوا القيام بهذا الدور عليهم أولاً أن يستوعبوا قضايا مجتمعهم، ويتشبعوا بهويته وتاريخه . الواقع الحالي يؤكد أن شريحة كبيرة من شباب اليوم انسلخوا عن هويتهم الحقيقية لينجرفوا تدريجيا نحو هوية “هجينة” تظهر بوضوح في مواقفهم وسلوكياتهم التي تدق ناقوس الخطر، وتثير تساؤلات منها: هل الشباب العربي اليوم يعيش حالة من الاغتراب عن واقعه؟ وهل الأسرة هي المتهم الرئيسي، أم هناك عوامل أخرى؟ البعض يرجع هذه الحالة إلى الإحباطات التي يعيشها الشباب نتيجة للواقع السياسي والاقتصادي والثقافي بالوطن العربي، في الوقت الذي تمارس وسائل الإعلام الغربية فيه نوعاً من السيطرة بمفاهيمها وتوجهاتها، والبعض يرجعه إلى التغيرات الاجتماعية التي فرضت نفسها على مجتمعاتنا .
حسام صلاح الدين طالب بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية بالشارقة يؤكد حقيقة انفصال الكثير من شباب جيله عن واقعهم وجذورهم ويسوق شواهد على هذا، كما يقدم مبررات .
يقول: الشباب وأنا واحد منهم، يعيشون نمط الحياة المفروض علينا، رغم أنه قد يكون غريبا عن ثقافتنا وتاريخنا وجذورنا، وأبسط مثال أن غالبيتنا لا يسمع سوى الموسيقا الغربية أو العربية التي تحاكي الغرب، وينجذب إلى نوعية من الفنانين لا يمثلون واقعنا أو نموذج الشاب العربي المسلم، وحتى في مظهرنا نحاكي الغرب وهذه مجرد أمثلة بسيطة، ولكن هناك ما هو أخطر، لأن الفئة الأكبر من الشباب حاليا منفصلين عن قضايا مجتمعنا، ولكن هذا أمر في رأيي بديهي لأن كل ما حولنا يجذبنا بعيدا عن واقعنا وهويتنا الحقيقية، ويجعل الشباب يتعلق بثقافات غريبة عنه بما في ذلك وسائل الإعلام ومناهج الدراسة وغيرها، حتى إن كثيراً من الشباب أصبح حلمهم السفر والهجرة للخارج حتى أبناء الدول الثرية .
وتؤكد إيمان قاسم طالبة بكلية الطب جامعة الشارقة أن حال الشباب وصل إلى حد تعاليه على لغته العربية، وتفضيل اللغات الأخرى عليها وخاصة الإنجليزية . وتقول: هذا واقع موجود بين الشباب، فأغلبهم يتفاخر باللغة الإنجليزية وكأنها أرفع وأرقى من العربية، ولهذا حرص أغلبهم على إتقان الإنجليزية بشكل يفوق بمراحل الحرص على تعلم قواعد اللغة العربية، وأغلب النقاشات والحوارات بينهم لا تخلو من التعابير والألفاظ الأجنبية رغم أنه يوجد بينهم من لا يعرف تفسير المصطلحات الأجنبية باللغة العربية ومع هذا يستخدمها . وتضيف: هذا ليس ذنب الشباب ولكن الواقع العملي هو ما يفرض عليه هذا، فكل وسائل التكنولوجيا بالإنجليزية وحتى الحصول على وظيفة جيدة بمرتب مغرٍ يتطلب إتقان لغة غير لغتنا الأم .
ويدافع كريم حلمي، طالب بكلية القانون جامعة الشارقة، عن جيله قائلا: ليس كل الشباب على هذا الحال فما زال هناك شباب متمسكون بقيمهم الشرقية ومدركون لقضايا مجتمعاتنا، ولكن الشباب يعزل عن هذه القضايا رغما عنه بتهميشه فهو لم يطلب منه دور حتى يتخلى عنه ويتهم بأنه منفصل عن واقعه، بالعكس لو بحثنا داخل أغلب الشباب سوف نجدهم متحمسين للاندماج في مشاكل هذا المجتمع والمشاركة في حلها، ولكننا كشباب لا نجد الطريق المناسب الذي نشعر به بأننا جزء فاعل وله تأثيره، ولذلك يندفع الكثير منا للتعبير عن نفسه بالطرق المتاحة أمامه وأسهلها .
ويوافقه الرأي عمر عبداللطيف طالب بكلية الهندسة قسم ميكانيكا بالجامعة الأمريكية بالشارقة قائلا: ندرك واقعنا تماما ونفهم أبعاده ومشاكله، ما فائدة هذا إذا كنا لا نملك التغيير، فالشباب يريد أن يعيش حياته ويستمتع بمظاهر التطور المتوفرة له، ولكنه يعلم جيدا واقعه ويرغب في أن يكون له دور بدليل إقبال الكثير من الشباب على الأنشطة الاجتماعية والمبادرات التطوعية عندما تسنح لهم الفرصة .
نورة خليل طالبة بكلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الأمريكية بالشارقة لا ترى الأمر بنفس الطريقة موضحة أن كثيراً من الشباب الآن يعانون من حالة فراغ فكري وأكثر تركيزهم منصب على قشور الثقافة ولا يهتمون سوى بالمظاهر والاستمتاع بالرفاهية المتاحة لهم في هذا العصر، وتقول: ألتمس لهم بعض العذر، لأن الظروف تفرض عليهم هذا، لأن مقاييس الحياة والنجاح اختلفت كثيراً فلم يعد العلم والمعرفة الآن مقياس الشخص الناجح في نظر الكثيرين، في الوقت الذي أصبح النموذج الغربي أكثر إبهارا من الشخص الذي يتمسك بالتقاليد لهذا أصبح أكثر الشباب يبحثون عن أنفسهم في هذا النموذج، ولكن للأسف في مظهره الخارجي ويتنكرون لتقاليدنا وواقعنا الذي يعتبره البعض رجعيا أحيانا .
ويحلل د . إسماعيل القص أستاذ علم الاجتماع سلوكيات الشباب التي تمثل شاهداً على انفصاله شيئاً فشيئاً، ليس فقط عن واقعه ولكن أيضا عن ملامحه الحقيقية قائلا: هذا التحول في قيم الشباب ومفاهيمهم ربما لم يلاحظ لأنه حدث بشكل تدريجي، ولكنه وصل في النهاية إلى الصورة الحالية للشباب التي لا تمثل نموذج الشاب العربي، ولا هي في نفس الوقت نموذج للشاب الغربي ولكنها خليط بينهما، فانجذاب الشباب نحو نجوم الفن والوجبات السريعة و”التقاليع” الغربية ليست مسائل عابرة ولكنها تمثل مكوناً أساسياً من ملامح وسمات وصورة الشباب المعاصر المتشبع بثقافة هي في الحقيقة لا تمثل هويته، وجعلته يعيش حالة صراع وتناقض بين ما يتعلمه في البيت والمدارس وما يبث من قيم مستوردة تشتت أفكاره، والنتيجة أنه أصبح مفتوناً بالغرب الذي قدم له وتقاليد يعتقد أنها تحرره من قيود التقاليد والعادات، ولهذا انجذب إليها .
حائط دفاع
يشير د .جمال محجوب أستاذ علم النفس إلى أن الشباب من أكثر الشرائح العمرية تأثرا بما يدور في عالمنا من تغيرات، وأنه لهذا تغيرت أخلاقيات هذا الجيل وأنماط سلوكه التي تشير بوضوح إلى تأثره بالثقافة المادية للغرب بسبب عوامل كثيرة تشجعه على الانخراط فيها والانسلاخ عن واقعه العربي، ويوضح أن من هذه العوامل تعدد الثقافات الوافدة، والانفتاح الإعلامي والتطور التكنولوجي المتسارع الذي يعيشه الواقع الاجتماعي، إذ وجد الشاب نفسه يواجه تيارات مختلفة دون أن يكون متسلحا لمواجهتها فلجأ للطريق الأسهل متنكرا لهويته وواقعه ليتمسك بمجرد قشور من الحضارة الغربية .
ويقول إذا تأملنا هؤلاء الشباب سنجد أنهم لم يتأثروا إلا بما يتعلق بالمظهر وبعض السلوكيات الحياتية من هذه الثقافات، ولكن هذا خلق هوة بين الشباب وواقعهم وجعلهم تدريجيا ينسون تقاليدهم الموروثة، ولهذا الأمر نحتاج إلى تكاتف جميع الجهات لرد الشباب إلى كيانه الحقيقي، فالأهل لهم دور والجهات المعنية بالشباب كذلك تلعب دوراً كبيراً في ترسيخ الثقافة المحلية والهوية وإدماج الشباب في واقعه وإشراكه في قضايا المجتمع وكل هذه أمور تمثل حائط دفاع يحمي الشاب من الشرود بعيداً عن مجتمعه .
وعلى الرغم من تأكيد د . سميحة خطاب باحثة في علم السلوك والعلاج الأسري، أن الثورة التكنولوجية والإعلامية تلعب دورا أساسيا بالإضافة لعوامل أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية في طمس هوية الشباب وانفصاله التدريجي عن واقعه وقضايا مجتمعه الحقيقية، إلا أنها تشير إلى أنه أمر واقع من الصعب إنكاره أو حجبه وإنما الواجب مواجهته وتقول: لن نستطيع منع أبنائنا من مشاهدة الفضائيات أو الولوج للإنترنت وما يتبعه هذا من انفتاح على عالم خارجي هائل يؤثر في أفكاره ومفاهيمه على عقول وميول الجيل الجديد، ولكن ما يجب أن نفعله هو المواجهة من خلال قنوات محلية تهتم بتنمية الثقافة العامة لدى الشباب وإظهار التقاليد والعادات العربية على حقيقتها وجذب الشباب إليها وحثهم على الاعتزاز والتمسك بها، وفي نفس الوقت مساعدتهم على إدراك قضايا مجتمعهم المعاصرة وسبل المساهمة فيها وخلق دور حقيقي لهم، فالشباب إذا شعروا بكيانهم في مجتمعهم فلن ينفصلوا عنه .
إعادة بناء
يؤكد د . منير بديع أستاذ علم الاجتماع أهمية استعادة ثقة الشباب في مجتمعهم بإيقاظ الشعور بالانتماء لديهم، وأنه يجب جذب الشباب نحو ساحة العمل السياسي والاجتماعي والاهتمام بقضايا وطنه المختلفة وإشعاره أنه جزء منها وعضو فاعل فيها . ويقول وحتى تحقق هذه العملية النجاح المطلوب يجب أن تراعى فيها احتياجات الشباب ورغباتهم وتطلعاتهم المستقبلية، وأن نغذي الطموح فيهم والقناعة بإمكانية تحقيق طموحاتهم من خلال مجتمعهم الذي يحويهم ويتفهم تطلعاتهم ويوفر لهم فرص تحقيقها، يمكن الانطلاق لتعريفهم وتذكيرهم بأصولهم وقيمهم العريقة، لأن هؤلاء الشباب في حاجة ماسة إلى إعادة بناء الذاكرة ليعرفوا هويتهم الحقيقية حتى يحترموها ويشعروا بالانتماء لها، وهذا يتطلب أن نزرع فيهم أولا الشعور بالثقة في الحاضر والمستقبل .
نقص المعرفة
يرجع د . عادل أبو النجا أستاذ علم الاجتماع الأمر إلى نقص الثقافة وعدم بحث الشباب عن مصادر المعرفة واعتمادهم على التلقي وكما يقول: توجد أسباب متعددة شكلت النموذج الحالي للشاب العربي من أهمها نقص المعرفة، فغالبية الجيل الجديد ليس لديه معلومات كافية أو صحيحة عن ماضيه وتاريخه في الوقت الذي يرى ويسمع فيه طيلة الوقت المديح للحضارة والتطور الغربي . ويرى أنه من الطبيعي أن ينبهر وينجذب إليها، وبالتالي يبدأ في تقليدها كنموذج براق يجسد العصرية والتطور والرفاهية التي تداعب خيال كل شاب في هذه المرحلة، وهذا للأسف لأن معظم الشباب أصبح أحادي المصدر في استقائه للمعرفة ويعتمد على وسائل الإعلام وما تبثه من رسائل ولا يلجأ للقراءة كأحد مصادر المعلومات المهمة، في هذا العصر الذي أصبح فيه الإنترنت والتلفزيون يمثلان نمط الحياة اليومية للشباب ويشغلان أوقاتهم، بل إنهم يتخذون من الأبطال الأجانب قدوة لهم، وحتى الطفل الصغير أصبحت له قنوات كرتونية باللغة الإنجليزية تبث أفكارها فيه وهو في هذه السن الصغيرة، ومن هنا خرجت علينا ظواهر مثل الإيمو وقصات الشعر الغربية وغيرها، وكلها مظاهر تؤكد انسحابا تدريجيا للشباب من هويتهم وأصولهم والتملص من واقع مجتمعاتهم.
لفت انتباه
د . إساف الراعي يتبنى نظرة متفائلة مؤكداً إمكانية تدارك الأمر بالحكمة خاصة أنه يرى أن سلوك الشباب لا يتعدى الرغبة في إثبات الذات، بينما القيم الحقيقية الأصيلة مازالت تشكل وجدانه . ويقول: فترة المراهقة من أصعب المراحل العمرية، وهذا الجيل متمرد بطبيعته ويحب التغيير ومواكبة الجديد، وعلينا أن ندرك دوافعهم، فهذا الانجذاب نحو تقاليد غريبة علينا لا يكون بحكم التقليد أو التبعية ولكن لدافع نفسي آخر وهو لفت الانتباه من خلال التمرد على ما هو مألوف في مظهرهم وسلوكهم وتجاهل ما يتمسك به المجتمع من أصول وأخلاقيات وعادات، لهذا يجب استيعاب الأبناء واحتواؤهم بالحكمة والنصيحة، وعلينا جذب انتباه الشباب عن طريق الإعلام الهادف ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، لأن انعدام القدوة من أهم أسباب انخراطهم في قيم وعادات غريبة وهجر قيمنا وتقاليدنا إلى غيرها بما في ذلك السلوكيات والملابس الغريبة والتي تمثل في حقيقتها انبهاراً بثقافات الغرب بشكل أعمى، ويوضح أن الشباب العربي يبالغون في استخدام الموضة أكثر من الغربيين أنفسهم من دون أن يجدوا من يوجههم.
الاستشاري- المدير العام
- عدد المساهمات : 2664
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
السٌّمعَة : 111
مواضيع مماثلة
» أرشدِونِي : (
» من هو الدّيوث ؟؟ وما حُـكم من علِم عن أهله فجوراً فسكت ؟؟
» قال غريب الامارات
» أمري غريب
» صفحتي ( غريب الامارات )
» من هو الدّيوث ؟؟ وما حُـكم من علِم عن أهله فجوراً فسكت ؟؟
» قال غريب الامارات
» أمري غريب
» صفحتي ( غريب الامارات )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin