في القلب ذئبين

ليلة مقمرة , وأشعة
فضية تغسل رمال الصحراء النقية , وهواء بارد في ليل الصحراء .

النجوم أكثر جمالاً
وبريقاً وقرباً . وصوت ناي يأتي من بعيد حاملاً أشجان الكون برقة قلب طفل صغير .
في هذا الهدوء الذي يحلم به من عرف صخب المدن , يتمنى المرء أن يستلقي وينظر إلى
السماء , ويتأمل عظمة الخالق بروعة ما خلق .

يخطيء من يعتقد أنه وحيد
. أبداً لم يكن المرء وحيداً على الإطلاق , ومن يدعي ذلك فلينظر حين يقول ذلك , ألا تشاركه أحزانه هذه الوحدة التي
يحس بها ؟.

إنه دائماً مع شيء ما .

وأنجذب نحو الصوت الشجي
, وأحس بحركة الرمال وهي تسبح الله . ضوء لهيب خافت خجل مثل قلب يرتعش , شوقاً
لسماع كلمة صادقة .

رأيت نفسي أطفو فوق
ذاتي وأرتفع وبقي ذلك الأنا تحت نظري , ما أروع الإحساس بالإرتقاء . وفجأة رايت
ذئبين يخرجان من قلبي المسجى على الرمال , أحدهما قوياً والآخر هزيلاً لا يستطيع
المشي بالكاد . رفع الذئب القوي نظره إلي داعياً أن اهبط لنعود إلى داخل قلبك ولا
تتركنا في الخارج . ودخل في قلبي مرة أخرى , وبقي الذئب الآخر يحاول الإبتعاد عني
ولكنه قال لي لقد أضعفتني وجعلتني لا استطيع التحرك وها هي فرصتي لترك سجنك ,
فنزلت كما صعدت وعادت لي روحي . ونهضت وتابعت المسير .

نعم في القلب ذئبين
أحدهما خير والآخر شرير . ويتوقف إنتصار أحدهما على من تطعمه أكثر . حمدت الله على
ضعف الأخير

فلو كان قوياً لأكلني
وأنا سارح في تأملاتي .

دعونا نتذكر من يجب أن
نطعمه أكثر .

من طرف **شام** الجمعة أبريل 23, 2010 4:43 am

خاطرة رائعة يا سيدي

لا أحد يحب الشر و لا نحب تغذيته

اللهم انصرنا على الشر و لا تجعلنا من أتباعه .

في القلب ذئبين

في القلب ذئبين

رد: في القلب ذئبين