زوج: سعيد جدا حتى الاختناق

زوج: سعيد جدا حتى الاختناق

مشكلة طالعتها على موقع إسلام أونلاين .. فاستوقفتني كثيراً ، ولا أخفيكم سراً أنها جعلتني أضحك طويلاً .. متمنياً أن يعافينا الله من هذه السعادة الخانقة .. عموماً حتى لا أطيل عليكم .. إليكم المشكلة .. وسأحتفظ بالرد الرائع للأستاذة الكبيرة د.نعمت عوض الله حتى نسمع أولاً آراء إخواني وأخواتي الكرام

************************************

عندي زوجة رائعة تزوجتها منذ ثلاث سنوات.. يجمعنا حب حقيقي، لكنها ذات شخصية عاطفية جدا وانفعالية جدا، وهذا سبب لها قولونا عصبيا نازفا.. هي شخصية تعطي بلا حدود لي ولأهلي ولابنتي من زواجي السابق (أربع سنوات).

وبما أن والدها تعود أن يقوم بخدمة أمها حتى عمل القهوة وتنظيف البيت فإن زوجتي تتوقع أن كل رجل يجب أن يعامل زوجته كأبيها، وتريد معرفة كل صغيرة وكبيرة في حياتي مهما كانت تافهة.

ويجب أن أبتسم وأنا أحدثها مهما كان الموضوع جادا أو مضايقا، وعندما تعطي وتقدم فإنها تحتاج للإشادة والشكر على كل صغيرة وكبيرة، وهذا ما أقوم به دوما وبلا توقف، وتتحول الأمور إلى نكد إذا أخبرتها أن كل النساء يقمن بذلك، فهي تتوقع أنها أكثر إنسانة معطاءة في الكون ولا يصح أن أشكك بهذا.

وإذا طلبت منها أن تتوقف عن عمل ما من أعمالها الخيرية التي تقدمها لأهلي أو ابنتي حتى لا أتعب من شكواها فإنها تحس بأن حصنها النفسي مهدد ويؤثر -على ما أظن- عقلها الباطن على جسمها فتمرض وتحس بآلام حقيقية وترتفع حرارتها وربما "وخزة" بالقلب أو دوخة، وأشياء أخرى، ولا يتوقف ذلك إلا إذا اعتذرت لها واعترفت بأنها غير عادية وليس لها مثيل في الكون.

أنا سعيد بها، لكن دوما يجب أن أكون مشحونا عاطفيا ورومانسيا ومبتسما وسعيدا ومقدرا لها وصابرا على انفعاليتها.. وهذا يجعلني أختنق، فالحياة غير ممكن أن تستمر هكذا فأنا جزء من الحياة بحلوها ومرها.. والإنسان يحتاج للعزلة والتفكير والبوح والتفريغ..

أرجو المساعدة.

يستحيل أخي الكريم أن تستمر الحياة بهذة الصورة .. لا لأنها غيرصحيحة أو مؤذية ، ولكن لأن ثلاث سنوات تعتبرمن عمر الحياة الزوجية قصيرة، ليصل كل طرف فيها إلى حكم نهائي على الآخر وذلك ليس قبل خمس سنوات على الأقل .. كما وأنه من الطبيعي في بداية الحياة الزوجية أن ينشغل كل طرف بمزايا وعيوب الأخر دراسة وتفحصاً دقيقاً يصل إلى حد تحويل الايجابيات إلى عيوب أو اختناق كما يصف صاحب الرسالة ..، والسلبيات إلى أمور يستحيل علاجها أو تحملها وقد تكون في مضمونها بسيطة وهينة وممكنة التغيير والتحويل إلى إيجابيات ... كما وأنه من الطبيعي في نظر اي فتاة عاشت في ظل حياة أسريه هادئة تحاول أن توجد استنساخاً لتك الحياة والتي قد لا تجد قبولاً عند الطرف الآخر والذي قد يكون له منظوراً آخر أستمده من تجربته الأسرية السابقة بين ذويه ..
لا يوجد من يجد كل مايريد من الطرف الأخر ، كما وأنه لايوجد طرفاً يستطيع أن يعطينا كل مانريد .. ولكن بنظرتنا الأيجابية إتجاة ألآخرين والحياة ككل ، وبعمق تفكيرنا إتجاة الأمور ، لايوجد شخص كامل " ولله الكمال " وكما أن التغيير ممكن سلوكاً وفكراً ولكن متى وكيف هما الأهم ...
ليس بالمواجهة الصريحة تكون البداية في تغيير طبع أو حتى التذمر منه أمام الآخر المقصود بذلك .. ولكن بإبراز الأيجبات أولاً، والتسلسل المنطقي المحاط بمشاعر الإحتواء العاطفي والذي لا يملك من استشعرها أن يرفض فكرة أو رئياً أو حتى نقداً حنوناً في أسلوبه وتعبيره.
كما وأن جميع الحالات الزوجية المستقرة المعمرة قد مرت بكل ذلك واكثر، ولكن بالصبر والأحترام المتبادل لفكر وسلوك الآخر ،والتفهم لطبيعة الأمر حيث إن الأختلاف في الطباع وارد ..و لكن الوصول إلى طباع مشتركة او تبادل الطباع أحياناً، وهدؤ المستحيل منها ، وظهور السلبي سابقاً إلى إيجابياً في نظر الطرف المتذمر.. أيضاً وارد لا محالة ... والمجربيين من حولك كثيرون ...
فلاتكثر التذمر الذي لا يجعلنا نسعد ونتلذذ بالجميل من حولنا .. " وإن شكرتم لأزيدنكم "
بل نكثر من الحمد والشكر الذي يجعل من المستحيل ممكنا ، ومن الكرب العظيم هيناً ، ومن قليل الرزق وافرا.

كما وأن جميع الحالات الزوجية المستقرة المعمرة قد مرت بكل ذلك واكثر، ولكن بالصبر والأحترام المتبادل لفكر وسلوك الآخر ،والتفهم لطبيعة الأمر حيث إن الأختلاف في الطباع وارد ..و لكن الوصول إلى طباع مشتركة او تبادل الطباع أحياناً، وهدؤ المستحيل منها ، وظهور السلبي سابقاً إلى إيجابياً في نظر الطرف المتذمر.. أيضاً وارد لا محالة ... والمجربيين من حولك كثيرون ...
فلاتكثر التذمر الذي لا يجعلنا نسعد ونتلذذ بالجميل من حولنا .. " وإن شكرتم لأزيدنكم "
بل نكثر من الحمد والشكر الذي يجعل من المستحيل ممكنا ، ومن الكرب العظيم هيناً ، ومن قليل الرزق وافرا.

أشاركك الراي يا جوري و سلمت عليه
و أقول يا سيدي كثير من الازواج في وقتنا هذا يتمنون القليل مما عندك , يا سيدي لا تجعل ما يحدث لك مشكلة كبيرة تبحث لها عن حل و تتعب نفسك , و ارى ان الحل الأمثل هو الصبر و كثرة المناقشة و التفاهم بينكما .

يجمعنا حب حقيقي !!!!!
هي شخصية تعطي بلا حدود لي ولأهلي ولابنتي من زواجي السابق !!!!
هذه الحياة التي يعيشها هذا الرجل مليئة بالمتناقضات ولكل لون قاتم لون مشرق يواجهه فأين الشكوى التي ليس لها مقابل مريح .!!!!!
إذا كنت تفعل كل شيء فماذا تقدم لإبنتيك وأهلك !!!!!
لن أستطيع إلا تأييد كلام الغاليتين جوري وشام لردهما .
ولكن يبدو أن الإنسان بطبعه يحب أن يأخذ وأن يتذمر دائماً بطبعه من حالة الإستقرار ، ويحب أن يتنقل بين الإتجاهات ويبكي ليعرف طعم الدموع ويبحث عن الإبتسامة ليمسح دموعه ، ويبحث عن جرح قديم يعاود فتحه ليحس الألم ، ثم يجري باحثاً عن جرعة راحة تنسيه الألم ، أهذا ما يسمى بالتوازن ، أمر غريب ، لم أرى أحداً قال الحمد لله على نعمته ، إلا وسكت قليلاً وقال ولكن لو أن ويبدأ بالتذمر ، فقد فتح عمل الشيطان ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، لو أنني لم أؤجره بعضاً من فراغ داخلي طمعاً بزيادة دخلي الواهم ، لما بقي . قانون الأجارات يمنحه الحق في البقاء إلى أن يخرج بنفسه أو يموت أو أموت . ولكن لن أعجز عن إيجاد مخرج من هذا المأزق سأطرد هذا المستأجر وأصلح غلطتي . سوف أمسك له أيات من عند الله تجعله يكره سكنه ويخرج ، كلها تبدأ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .