تراني مخطئاً ؟

أتراني
مخطئاً ؟

كان لدي
إعتقاد بأن التقدم بالعمر يجعل الفكر أعمق والقدرة على الحب أكبر والعفو ليس بحاجة
للتفكير بل تلقائي وأن قدرة الإستيعاب تصبح قادرة على ماء المحيطات لذلك يحترم
الكبير . فالتقدم بالعمر يعني الفكر الأعمق والخبرة الأكثر والقلب القادر على الحب
دون حدود . حتى أن الكأس الكبير يحمل ماءً أكثر من الكأس الصغير , وتمر الأيام ,
وأحس بأن هذا الإعتقاد صحيح ويترسخ لدي سنة بعد أخرى كلما كبرت أنا . ولكن من ناحية
أخرى كان ثمة كباراً في المحيط وكأنهم ثابتون في كل شيء على الرغم من تقدمهم
بالعمر . . كنت أرى الأمور ولا أستطيع أن أسأل لأنني لم أعرف كيف أطرح السؤال دون
أن يكون مكانه السخرية . حقاً إنها اسئلة ساذجة , كنت أخاف أن أسمع ذلك.

وكبرت أنا
نفسي , وإزدادت معرفتي , ولم أعد أعرف عدد من أحببت في حياتي , ولم أكترث كثيراُ
لكون الكأس كبيراُ أو صغيراً , ما هو مهم وجود الماء وأي كأس , يكفي ذلك لإبعاد
الظمأ فمن يستطع شرب الكأس الكبير مرة واحدة ,ولا بأس من ملىء الصغير عدة مرات . ولكن يجب أن
يتسع في كل النواحي ليقال له كبير عن جدارة , ويحترم عن جدارة .

وصار لدي
معرفة من نوع أخر , أحببت وتزوجت , وأنجبت رأيت أن الحب هو أساس في الحياة بل هو
الحياة .

إن لم تحب
العلم , فلن تتعلم !

إن لم تحب
وتتزوج فلن يكون لديك أطفالاً !

إن لم تحب
فعليك أن تكره , ومن يتعلم الكره تسلب منه بذرة الإنسانية . وصفة الحياة . وتنغلق
بلورة روحه على نفسها فيعيش في ظلام حالك وكأنه غير مرئي ليتحول إلى شيطان يخيف
الناس لمجرد وجوده .

عرفت أن
القلب ليس بحجمه بل بمدى تواصله مع الكون الفسيح . وكأن السماء مخازن له يضع فيها
ما يشاء من ذكريات ومحبة لكل ما أحب وسيحب . عرفت أن الصغار يحبون حباً حقيقياً .
وهذا الحب لن يستطيع أي كبير أن يضم بين جنبيه قلباً بهذا التواصل , ولكن إن لم
يجد من يبادله الحب بحب فلا ينتظر منه أن يمنح شيئاً لم يمنح منه قبلاً .

ولعل من يحب
يبقى في داخله طفل تغيرت ملامحه فقط كي يمكن تمييزه عن غيره , ليعرف بها ويرحل بها
, ويتذكره الناس فيما بعد بصفاته الشكلية , ليعيدوه إلى الأذهان كلما غابت صورته
عنهم ولكن أفعاله تجعله ,جميل في ذكراه ويترحمون عليه أو يلعنوه كلما تذكروه .

صدمت حين
وجدت لدى البعض أنه تقل قدرة المرء حين يتقدم به السن على التسامح , ويحتفظ بأول
ألم عرفه , وأول لسعة آلمته , فيحسب أن كل ما حوله سيعرضه لمثلها .

بينما الطفل
لا يعرف أي شيء من هذا , وربما إن لم نخبره لن يعرف أن هناك لسعات تؤذي وقد تميت ,
وقد لا يتعرض لها إطلاقاً . ومن يبقى داخله طفلاً يمكنه أن يتسامح مع كل مسيء
بقبلة أو بلمسة , أو بكلمة طيبة , أجل الطفل يمكن أن تنسيه الألم ولكن إياك أن
تعرضه ثانية لمثل هذا الموقف , لأنك تكون مصراً لحفر هذه الذكرى فيه . من لم يحمل
طفلاً بين يديه ليهدأ وينام قرب القلب , لن يستشعر الحروف ويحسها , ولا المواقف ومعالجتها
.

هل من
الضروري أن يعرف المرء كل شيء ليكتسب الخبرة بالممارسة الفعلية لأي من نواحي
الحياة ؟

لا أعتقد
فقد تكون قاسية , وقاضية , فخير أن لا يقترب منها ويبقى بعيداً دون أن يلمسها . من
الجيد أن يتعرض المرء وبشكل طبيعي لبعض من التجارب وبجرعات تحصينية , لا تترك
أثراً وجروحاً وخدوشاً دائمة , بل تعطيه معرفة التجنب دون الخوف الكبير منها
والهروب إلى الجهة الأخرى من الأرض .

أليس من
الغريب أن تموت ورود الحديقة كلها , ولا ينبت غيرها ؟

هل جفت
المياه تماماً , أم أن الأرض أصابها السم ولم تعد قادرة على حضن سنبلة واحدة تحمل
بضع حبات تخرج أغصاناً جديدة ؟

من يحب سوف
يبكي ليروي الأرض , سوف يحفر باصابعه ليصنع مهداُ لبذرة تنبت سنبلة , تحمل عدة سنابل,
لتستمر حياة , من يحبهم .

أتراني
مخطئاً ؟!!!!!!

من طرف **الاستشاري** الثلاثاء مارس 23, 2010 1:25 am

حاشاك ان تخطأ يا صديقي

كتاباتك الوجدانية
اغوص باعماقها
وكثيرا ما أعيد قراءتها
ولا
أتجرأ
على الرد عليها
********
هل جفت
المياه
تماماً , أم أن الأرض أصابها السم ولم تعد قادرة على حضن سنبلة واحدة تحمل
بضع
حبات تخرج أغصاناً جديدة ؟

من طرف **شام** الثلاثاء مارس 23, 2010 6:37 pm

وتتجمد يداي حين أتلمس
طريقي في يوم ثلجه كثير , وأحس الهواء يدخل في صدري إلى أسفل رئتي , فأحس بسعادة لأنني أملك حلم الدخول إلى مكان دافيء , أستطيع فيه أن ألقي بملابسي الثقيلة , وأتحرر من الصقيع العالق في أنفاسي , واسترخي حالماً .

لو أن الحياة كلها برد لمات الشوق للدفء ولو كان العكس لما عرفت أن للبرد جماله .

شكراً لك يا رب رحمتك وحبك لعبادك فاقت أي حب يمكن أن يختبر . رباه هلا تقبلت مني حبي وشغفي في إرضائك يا رب .......
أعرف , فأنت أرحم الراحمين .

******************************

خاطرة رائعة يا سيدي
كتاباتك الوجدانية
اغوص باعماقها
وكثيرا ما أعيد قراءتها
ولا
أتجرأ
على الرد عليها

تراني مخطئاً ؟

تراني مخطئاً ؟

رد: تراني مخطئاً ؟

رد: تراني مخطئاً ؟