المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxالأسرة كيان مقدس لدى كل من الرجل و المرأة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الأسرة كيان مقدس لدى كل من الرجل و المرأة
الى وقت قريب كانت الأسرة
كيان مقدس لدى كل من الرجل و المرأة و كان فك الروابط الزوجية ينظر اليه
بشيء من الغرابة حيث كنا نجد نماذج من الازواج احتملوا الويلات من اجل ان
تبقى تلك الخلية حامية لجميع عناصرها رغم ما قد يعتري أربابها من
النقص.وقد يكون الدافع للحفاظ على هده الرابطة في بعض الاحيان هو نظرة
المجتمع الى المرأة المطلقة مما يجعلها تتحمل المشاكل مقابل ان تبقى في
بيتها بعيدة عن أصابع الاتهام . وفي بعض الأحيان وغالبها يكون الدافع هو
غياب ثقافة الحقوق و الواجبات .ومع ظهور القوانين التي تحمي المرأة و
الطفل وفي غياب الثقافة الشرعية و العلم بالدين أصبح أول ما يلتجأ اليه في
حال الخلاف هو الفراق لما فيه من ضمان لراحة المتضرر ماديا ومعنويا وخصوصا
المرأة . و لبيان أهمية الاسرة ومكانتها في المجتمع نقف على ما قاله رب
العزة سبحانه وتعالى عن ذلك الرباط المقدس و ما ورد عن الرسول صلى الله
عليه وسلم
يقول الله عز وجل '((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
)) الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا } يَقُول
تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه وَأَدِلَّته عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا خَلْقه
لِأَبِيكُمْ آدَم مِنْ نَفْسه زَوْجَة لِيَسْكُن إِلَيْهَا و"جعل بينكم
مودة ورحمة "
روى مَعْنَاهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : الْمَوَدَّة حُبّ الرَّجُل
اِمْرَأَته , وَالرَّحْمَة رَحْمَته إِيَّاهَا أَنْ يُصِيبهَا بِسُوءٍ .
وَيُقَال : إِنَّ الرَّجُل أَصْله مِنْ الْأَرْض , وَفِيهِ قُوَّة
الْأَرْض , وَفِيهِ الْفَرْج الَّذِي مِنْهُ بُدِئَ خَلْقه فَيَحْتَاج
إِلَى سَكَن , وَخُلِقَتْ الْمَرْأَة سَكَنًا لِلرَّجُلِ ; قَالَ اللَّه
تَعَالَى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَاب " الْآيَة .
وَقَالَ : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ
أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا " وفي سورة النساء وصف الله عز وجل
الرباط الذي يجمع كلا من الرجل و المراة في عش الزوجية على أنه ميثاق قوي
يقول الله تعالى ((و أخذن منكم ميثايقا غليظا)) وَالْمِيثَاق الْغَلِيظ
الَّذِي أَخَذَهُ لِلنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَال : إِمْسَاك بِمَعْرُوفٍ
أَوْ تَسْرِيح بِإِحْسَانٍ . فمكانة المرأة في عش الزوجية هو التكريم و
الاعفاف والتقدير و الاحترام ومن تعذر عليه ذلك فارقها بالتي هي أحسن من
دون اعتداء و لا ظلم و لا هضم للحقوق . وليس هناك مايدل على دونية المرأة
في بيتتها .و إنما هو عقد وثيق أساسه الحب و اسمنته المودة وغايته السكينة
و الاطمئنان .ومما يزيد الموضوع أهمية ما ورد عن
الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال في الحديث الصحيح: (إن أحق ما وفيتم به
من الشروط ما استحللتم به الفروج) قالوا: فهذا الحديث يدل على أنه يجب
الوفاء بالشرط؛ لأن شرط النكاح أحق ما يوفى به.و أي شئ أجل من هذه الرابطة
المعقودة وبشروط نظرا لقدسيتها و جلالها وعظم قدرها عنده سبحانه وتعالى
ولم لا وهي أول لبنة تنبني عليها المجتمعات .
ما هي الاسس التي يرتكز عليها اختيار الطرف الآخر في العلاقة الزوجية :
إن من أهم مرتكزات البناء الزوجي النموذجي: التدين و حسن الخلق لأن
الإنسان الذي لا يرتبط بدين و لا يتقيد بخلق سيحول حياة شريكه إلى جحيم لا
يطاق .وبالمقابل فإن الفرد المتدين الذي يتحسس المسؤولية في الحياة ،
ويشعر برقابة الله الدائمة ، ويعلم بعاقبة أعماله في الآخرة سوف يوفّر
لشريكه سبل السعادة والنجاح في الحياة الزوجية.فقد دلنا النبي الكريم على
هذا الشرط حين قال : '' إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه فإن لم
تفعلوا تكن فتنة وفساد في الأرض ''.و
استنادا الى قول نبينا صلى الله عليه وسلم : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ،
مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ
لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ
بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» يتبين أنه
بالأضافة الى الدين و الخلق يشترط أيضا القدرة والاستطاعة على تحمل مشقات
وتكاليف الزواج، والقدرة المقصودة هنا ليست التكاليف المادية «المهر» أو
التكاليف الأخرى من ناحية النفقة والكسوة للزوجة فقط بل الموضوع أوسع
وأشمل ويتعدى ذلك بكثير، فالباءة كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه
وسلم تعني أيضا القدرة على تحمل المسؤولية من الطرفين لأن الزواج ليس مجال
للمغامرة و التجارب. وقد نقل لنا القرآن الكريم سابقة في هذا السياق ،
متمثلة في احدى بنات شعيب عليه السلام التي أدركت ببصيرتها الإيمانية
وتجربتها القصيرة مع موسى عليه السلام أنّه تتجسد فيه المواصفات الجسمية
والخُلقية معاً فقد كان قوياً وأميناً « قَالَتْ إحْدَاهُمَا يَا أبَتِ
اسْتَأْجِرْهُ إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأََمِينُ *
قَالَ إنِّي أُرِيدُ أنْ أُنكِحَكَ إحْدَى ابْنَتَيَّ... »
يا أبتِ استأجره لرعي ماشيتنا ، ليكفينا مئونة هذا العمل ، فهو قوي وأمين
، وكأنّ النبي قد فطن إلى المراد ، فأسرع إلى تحقيق رغبة ابنته ، وطلب إلى
موسى أن يخدمه فيرعى غنمه ثماني سنوات لقاء أن يزوجه بإحداهما.. فقبل موسى
طلب شعيب عليه السلام )فهذه سابقة قرآنية تجعل من ابنة شعيب عليه السلام
قدوة حسنة لكلِّ امرأة تبحث عن الزوج المثالي
.
ويرى بعض المختصين في مجال العلاقات الإنسانية المرتبطة بسيكولوجية الأسرة معايير أخرى في اختيار الشريك من بينها :
• وجود قوة جاذبية بين الطرفين وينبغي أن تكون تلقائية حتى يتسنى لهما قيادة الأسرة بحماس و مسؤولية.
• وحدة الرؤية أو تشابهها على الأقل فلكل إنسان فلسفته في الحياة لدى
فالإطلاع على وجهة نظر الطرف الذي نريد مشاركته في الحياة أمر ضروري فهو
يساعد على إيجاد بؤر التفاهم و التواصل معه.
• النضج النفسي وهو من الصعب تحديد ه إلا أنه يتمثل في الاستقلالية في
اتخاذ القرار و القدرة على كبح جماح الغضب وعدم الاندفاع و القدرة على
تجاوز حب الذات إلى حب الأخر ..والقدرة على التكيف مع الجديد والمختلف و
القدرة على الجمع و الدمج بين الجسدي و العاطفي .
الادوار المنوطة بكل طرف
وعلى كل من الزوج و الزوجة التركيز على الاستقرار من خلال أداء الواجبات و
السعي نحو السعادة و أن يكون – المعروف هو أساس المعاشرة لقول الله
تعالىوعاشروهن بالمعروف ) ومن ذلك :
التعاون على أداء الواجبات الدينية لأن الله - تعالى- يحفظ الود بين
الزوجين اللذين يحفظان حقه، ولا يفرطان في واجباتهما الدينية، ويتعاونان
عليها فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( رحم الله رجلاً قام من
الليل ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة
قامت من الليل ثم فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء
)«رواه النسائي
: تبادل حسن التعامل: لابد للزوجين أن يتبادل كل واحد منهما المعاملة
بالخلق الحسن المتمثل في القول والفعل والشعور القلبي والإحساس العاطفي،
فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ( خياركم خياركم لنسائهم ) رواه ابن ماجه. و الابتعاد عن
التعيير و التنقيب عن الهفوات و الأخطاء.وان وجدت فمن الأفضل لهما اعتماد
الصفح و العفو وخفض الجناح .
المشاركة في أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقيهما فالرجل والمرأة مكلفين
بتربية الأبناء على السواء و الحفاظ على الاستقرار و المشاركة في كل ما
يهم الأسرة من أمور جلها ودقها .واعتماد الشورى في اتخاذ القرارات مع
التعاون على تنفيذها قدر المستطاع .
التخطيط الأسري
هو تنظيم للشئون الأسرية وفق برنامج محدد لتحقيق أهداف معينه خلال فتره زمنيه.
فوجود التخطيط العائلي في الحياة يسمح للأسرة بأن تتعامل وبتعقل مع
المستجدات التي تحدث في نطاق العائلة, فالتخطيط يشعر الإنسان بقدر كبير من
الاطمئنان والأمل في التعامل مع المشاكل من حوله، لأن التخطيط ما هو إلا
عملية توقع مدروسة وبشكل علمي للكيفية التي يستطيع الإنسان معها أن يتعامل
مع مشاكله الداخلية والخارجية على نطاق الأسرة.
إن بناء أسرة متماسكة وقوية و الحفاظ عليها هدف يستحق التخطيط له و بذل الجهد من أجله
فالتركيز في الخطة يرتكز أساسا على ما يلي :
1. وضع قواعد و أنظمة
2. بناء القيمة الذاتية لكل فرد في العائلة
3. وضع الأهداف التي يمكن تحقيقها أمثلة :
توفير أموال لأداء فريضة الحج أو قضاء عمرة.
توفير أموال لقضاء إجازة مشتركة للعائلة.
تنظيف أو تحديث جزء مهمل من المنزل.
اختيار مشترك لمنزل جديد، أو سيارة جديدة.
العمل المشترك لمساعدة أحد أفراد الأسرة في موضوع مستعص.
تحديد فترات و أوقات لقضائها مع أفراد العائلة
اكتشاف مواطن القوة و الضعف لدى كل فرد
ويدخل في ذلك التخطيط لميزانية البيت بحيث يتم التمييز بين الثابت و المتغير
وبما أن النفقة على الأهل واجبة فقد ربطها الله بالبر حيث قال عز وجل "و
آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين " ولكن يجب ترشيده من
خلال تحديد أولويات الأسرة بين ثلاثة أمور:
• الضرورات: حيث لا تقام الحياة إلا بها مثل المأكل والمشرب، والصحة والأمن، و التعليم والملبس.
• ثم الحاجات: وهي ما تنفق على ما يحتاج إليه ولا تجب إلا بعد استيفاء الضرورات.
• ثم التحسينات: وهي لا تصرف إلا بعد استيفاء الضرورات والحاجات، ولا تجوز في المنكرات.
ويعتمد إعداد الميزانية: على ، خمسة أمور وهي : معرفة النفقات والإيرادات
والفائض، والعجز وعلاجه، واستثمار الفائض، وترشيد النفقات، المشاورة في
كافة بنود الميزانية.
الخلافات الزوجية وكيفية حلها
تشهد جميع العائلات حالات الخلاف والنزاع والشجار على درجات مختلفة. وليكن
في علم كل الناس أنه ليست هنالك ثمة مشكلة يتعذر حلها.فأية مشكلة يمكن
بالطبع حلها فيما لو صدقت نوايا الزوجين في تحقيق ذلك.وقد وضع الإسلام
الأسس السليمة لمعالجة الخلافات الزوجية في أطوارها الأولى أو عند نشأتها
قبل أن تستفحل.ومنها الموعظة الحسنة ثم الهجر في المضجع:وأخيرا الضرب.في
حالة إذا كانت المشكلة صادرة من الزوجة.
ومن محاسن الإسلام وإنصافه أن أعطى الزوجة الكارهة لزوجها، لا لتقصير أو
معاملة سيئة منه، والذي لا تريد أن تعيش معه، حق خلع نفسها عن هذا الزوج
بأن تفدي نفسها، مثلاً أن تتنازل له عن بعض الحقوق، أو نظير مبلغ مادي
يرتضيه الزوج أمام محكم أو قاضي. كما أنه يمكن للزوجة طلب الطلاق إن أكدت
للقاضي أن الحياة مع الزوج أصبحت مستحيلة، واستمرارهم في العيش معا سوف
يزيد فقط من الكراهية والعداء لبعضهما.
وليس الخطأ في ما حدده الإسلام من وسائل حلول وقائية و علاجية ، ولكن
المشكلة تقع في الإنسان نفسه الذي لا يتقيد بما أوصى به الإسلام . ففي
يومنا هذا تعترض الزوجة ويساندها الكثيرون من الرجال، الذين يساندون حركة
تحرير المرأة، على إعطاء ذلك الحق للرجل دون المرأة وكذلك الاعتراض على
وجوب طاعة المرأة لزوجها إلا في معصية. هذا الزمن الذي تنادي فيه المرأة
بالمساواة مع الرجل بدون تحمل أي تبعات لتلك المساواة. و ذهب الكثيرون من
أعداء الإسلام إلى الطعن في الإسلام وحلوله فيما يختص بالزواج والطلاق
كيان مقدس لدى كل من الرجل و المرأة و كان فك الروابط الزوجية ينظر اليه
بشيء من الغرابة حيث كنا نجد نماذج من الازواج احتملوا الويلات من اجل ان
تبقى تلك الخلية حامية لجميع عناصرها رغم ما قد يعتري أربابها من
النقص.وقد يكون الدافع للحفاظ على هده الرابطة في بعض الاحيان هو نظرة
المجتمع الى المرأة المطلقة مما يجعلها تتحمل المشاكل مقابل ان تبقى في
بيتها بعيدة عن أصابع الاتهام . وفي بعض الأحيان وغالبها يكون الدافع هو
غياب ثقافة الحقوق و الواجبات .ومع ظهور القوانين التي تحمي المرأة و
الطفل وفي غياب الثقافة الشرعية و العلم بالدين أصبح أول ما يلتجأ اليه في
حال الخلاف هو الفراق لما فيه من ضمان لراحة المتضرر ماديا ومعنويا وخصوصا
المرأة . و لبيان أهمية الاسرة ومكانتها في المجتمع نقف على ما قاله رب
العزة سبحانه وتعالى عن ذلك الرباط المقدس و ما ورد عن الرسول صلى الله
عليه وسلم
يقول الله عز وجل '((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
)) الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا } يَقُول
تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه وَأَدِلَّته عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا خَلْقه
لِأَبِيكُمْ آدَم مِنْ نَفْسه زَوْجَة لِيَسْكُن إِلَيْهَا و"جعل بينكم
مودة ورحمة "
روى مَعْنَاهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : الْمَوَدَّة حُبّ الرَّجُل
اِمْرَأَته , وَالرَّحْمَة رَحْمَته إِيَّاهَا أَنْ يُصِيبهَا بِسُوءٍ .
وَيُقَال : إِنَّ الرَّجُل أَصْله مِنْ الْأَرْض , وَفِيهِ قُوَّة
الْأَرْض , وَفِيهِ الْفَرْج الَّذِي مِنْهُ بُدِئَ خَلْقه فَيَحْتَاج
إِلَى سَكَن , وَخُلِقَتْ الْمَرْأَة سَكَنًا لِلرَّجُلِ ; قَالَ اللَّه
تَعَالَى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَاب " الْآيَة .
وَقَالَ : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ
أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا " وفي سورة النساء وصف الله عز وجل
الرباط الذي يجمع كلا من الرجل و المراة في عش الزوجية على أنه ميثاق قوي
يقول الله تعالى ((و أخذن منكم ميثايقا غليظا)) وَالْمِيثَاق الْغَلِيظ
الَّذِي أَخَذَهُ لِلنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَال : إِمْسَاك بِمَعْرُوفٍ
أَوْ تَسْرِيح بِإِحْسَانٍ . فمكانة المرأة في عش الزوجية هو التكريم و
الاعفاف والتقدير و الاحترام ومن تعذر عليه ذلك فارقها بالتي هي أحسن من
دون اعتداء و لا ظلم و لا هضم للحقوق . وليس هناك مايدل على دونية المرأة
في بيتتها .و إنما هو عقد وثيق أساسه الحب و اسمنته المودة وغايته السكينة
و الاطمئنان .ومما يزيد الموضوع أهمية ما ورد عن
الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال في الحديث الصحيح: (إن أحق ما وفيتم به
من الشروط ما استحللتم به الفروج) قالوا: فهذا الحديث يدل على أنه يجب
الوفاء بالشرط؛ لأن شرط النكاح أحق ما يوفى به.و أي شئ أجل من هذه الرابطة
المعقودة وبشروط نظرا لقدسيتها و جلالها وعظم قدرها عنده سبحانه وتعالى
ولم لا وهي أول لبنة تنبني عليها المجتمعات .
ما هي الاسس التي يرتكز عليها اختيار الطرف الآخر في العلاقة الزوجية :
إن من أهم مرتكزات البناء الزوجي النموذجي: التدين و حسن الخلق لأن
الإنسان الذي لا يرتبط بدين و لا يتقيد بخلق سيحول حياة شريكه إلى جحيم لا
يطاق .وبالمقابل فإن الفرد المتدين الذي يتحسس المسؤولية في الحياة ،
ويشعر برقابة الله الدائمة ، ويعلم بعاقبة أعماله في الآخرة سوف يوفّر
لشريكه سبل السعادة والنجاح في الحياة الزوجية.فقد دلنا النبي الكريم على
هذا الشرط حين قال : '' إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه فإن لم
تفعلوا تكن فتنة وفساد في الأرض ''.و
استنادا الى قول نبينا صلى الله عليه وسلم : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ،
مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ
لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ
بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» يتبين أنه
بالأضافة الى الدين و الخلق يشترط أيضا القدرة والاستطاعة على تحمل مشقات
وتكاليف الزواج، والقدرة المقصودة هنا ليست التكاليف المادية «المهر» أو
التكاليف الأخرى من ناحية النفقة والكسوة للزوجة فقط بل الموضوع أوسع
وأشمل ويتعدى ذلك بكثير، فالباءة كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه
وسلم تعني أيضا القدرة على تحمل المسؤولية من الطرفين لأن الزواج ليس مجال
للمغامرة و التجارب. وقد نقل لنا القرآن الكريم سابقة في هذا السياق ،
متمثلة في احدى بنات شعيب عليه السلام التي أدركت ببصيرتها الإيمانية
وتجربتها القصيرة مع موسى عليه السلام أنّه تتجسد فيه المواصفات الجسمية
والخُلقية معاً فقد كان قوياً وأميناً « قَالَتْ إحْدَاهُمَا يَا أبَتِ
اسْتَأْجِرْهُ إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأََمِينُ *
قَالَ إنِّي أُرِيدُ أنْ أُنكِحَكَ إحْدَى ابْنَتَيَّ... »
يا أبتِ استأجره لرعي ماشيتنا ، ليكفينا مئونة هذا العمل ، فهو قوي وأمين
، وكأنّ النبي قد فطن إلى المراد ، فأسرع إلى تحقيق رغبة ابنته ، وطلب إلى
موسى أن يخدمه فيرعى غنمه ثماني سنوات لقاء أن يزوجه بإحداهما.. فقبل موسى
طلب شعيب عليه السلام )فهذه سابقة قرآنية تجعل من ابنة شعيب عليه السلام
قدوة حسنة لكلِّ امرأة تبحث عن الزوج المثالي
.
ويرى بعض المختصين في مجال العلاقات الإنسانية المرتبطة بسيكولوجية الأسرة معايير أخرى في اختيار الشريك من بينها :
• وجود قوة جاذبية بين الطرفين وينبغي أن تكون تلقائية حتى يتسنى لهما قيادة الأسرة بحماس و مسؤولية.
• وحدة الرؤية أو تشابهها على الأقل فلكل إنسان فلسفته في الحياة لدى
فالإطلاع على وجهة نظر الطرف الذي نريد مشاركته في الحياة أمر ضروري فهو
يساعد على إيجاد بؤر التفاهم و التواصل معه.
• النضج النفسي وهو من الصعب تحديد ه إلا أنه يتمثل في الاستقلالية في
اتخاذ القرار و القدرة على كبح جماح الغضب وعدم الاندفاع و القدرة على
تجاوز حب الذات إلى حب الأخر ..والقدرة على التكيف مع الجديد والمختلف و
القدرة على الجمع و الدمج بين الجسدي و العاطفي .
الادوار المنوطة بكل طرف
وعلى كل من الزوج و الزوجة التركيز على الاستقرار من خلال أداء الواجبات و
السعي نحو السعادة و أن يكون – المعروف هو أساس المعاشرة لقول الله
تعالىوعاشروهن بالمعروف ) ومن ذلك :
التعاون على أداء الواجبات الدينية لأن الله - تعالى- يحفظ الود بين
الزوجين اللذين يحفظان حقه، ولا يفرطان في واجباتهما الدينية، ويتعاونان
عليها فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( رحم الله رجلاً قام من
الليل ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة
قامت من الليل ثم فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء
)«رواه النسائي
: تبادل حسن التعامل: لابد للزوجين أن يتبادل كل واحد منهما المعاملة
بالخلق الحسن المتمثل في القول والفعل والشعور القلبي والإحساس العاطفي،
فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ( خياركم خياركم لنسائهم ) رواه ابن ماجه. و الابتعاد عن
التعيير و التنقيب عن الهفوات و الأخطاء.وان وجدت فمن الأفضل لهما اعتماد
الصفح و العفو وخفض الجناح .
المشاركة في أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقيهما فالرجل والمرأة مكلفين
بتربية الأبناء على السواء و الحفاظ على الاستقرار و المشاركة في كل ما
يهم الأسرة من أمور جلها ودقها .واعتماد الشورى في اتخاذ القرارات مع
التعاون على تنفيذها قدر المستطاع .
التخطيط الأسري
هو تنظيم للشئون الأسرية وفق برنامج محدد لتحقيق أهداف معينه خلال فتره زمنيه.
فوجود التخطيط العائلي في الحياة يسمح للأسرة بأن تتعامل وبتعقل مع
المستجدات التي تحدث في نطاق العائلة, فالتخطيط يشعر الإنسان بقدر كبير من
الاطمئنان والأمل في التعامل مع المشاكل من حوله، لأن التخطيط ما هو إلا
عملية توقع مدروسة وبشكل علمي للكيفية التي يستطيع الإنسان معها أن يتعامل
مع مشاكله الداخلية والخارجية على نطاق الأسرة.
إن بناء أسرة متماسكة وقوية و الحفاظ عليها هدف يستحق التخطيط له و بذل الجهد من أجله
فالتركيز في الخطة يرتكز أساسا على ما يلي :
1. وضع قواعد و أنظمة
2. بناء القيمة الذاتية لكل فرد في العائلة
3. وضع الأهداف التي يمكن تحقيقها أمثلة :
توفير أموال لأداء فريضة الحج أو قضاء عمرة.
توفير أموال لقضاء إجازة مشتركة للعائلة.
تنظيف أو تحديث جزء مهمل من المنزل.
اختيار مشترك لمنزل جديد، أو سيارة جديدة.
العمل المشترك لمساعدة أحد أفراد الأسرة في موضوع مستعص.
تحديد فترات و أوقات لقضائها مع أفراد العائلة
اكتشاف مواطن القوة و الضعف لدى كل فرد
ويدخل في ذلك التخطيط لميزانية البيت بحيث يتم التمييز بين الثابت و المتغير
وبما أن النفقة على الأهل واجبة فقد ربطها الله بالبر حيث قال عز وجل "و
آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين " ولكن يجب ترشيده من
خلال تحديد أولويات الأسرة بين ثلاثة أمور:
• الضرورات: حيث لا تقام الحياة إلا بها مثل المأكل والمشرب، والصحة والأمن، و التعليم والملبس.
• ثم الحاجات: وهي ما تنفق على ما يحتاج إليه ولا تجب إلا بعد استيفاء الضرورات.
• ثم التحسينات: وهي لا تصرف إلا بعد استيفاء الضرورات والحاجات، ولا تجوز في المنكرات.
ويعتمد إعداد الميزانية: على ، خمسة أمور وهي : معرفة النفقات والإيرادات
والفائض، والعجز وعلاجه، واستثمار الفائض، وترشيد النفقات، المشاورة في
كافة بنود الميزانية.
الخلافات الزوجية وكيفية حلها
تشهد جميع العائلات حالات الخلاف والنزاع والشجار على درجات مختلفة. وليكن
في علم كل الناس أنه ليست هنالك ثمة مشكلة يتعذر حلها.فأية مشكلة يمكن
بالطبع حلها فيما لو صدقت نوايا الزوجين في تحقيق ذلك.وقد وضع الإسلام
الأسس السليمة لمعالجة الخلافات الزوجية في أطوارها الأولى أو عند نشأتها
قبل أن تستفحل.ومنها الموعظة الحسنة ثم الهجر في المضجع:وأخيرا الضرب.في
حالة إذا كانت المشكلة صادرة من الزوجة.
ومن محاسن الإسلام وإنصافه أن أعطى الزوجة الكارهة لزوجها، لا لتقصير أو
معاملة سيئة منه، والذي لا تريد أن تعيش معه، حق خلع نفسها عن هذا الزوج
بأن تفدي نفسها، مثلاً أن تتنازل له عن بعض الحقوق، أو نظير مبلغ مادي
يرتضيه الزوج أمام محكم أو قاضي. كما أنه يمكن للزوجة طلب الطلاق إن أكدت
للقاضي أن الحياة مع الزوج أصبحت مستحيلة، واستمرارهم في العيش معا سوف
يزيد فقط من الكراهية والعداء لبعضهما.
وليس الخطأ في ما حدده الإسلام من وسائل حلول وقائية و علاجية ، ولكن
المشكلة تقع في الإنسان نفسه الذي لا يتقيد بما أوصى به الإسلام . ففي
يومنا هذا تعترض الزوجة ويساندها الكثيرون من الرجال، الذين يساندون حركة
تحرير المرأة، على إعطاء ذلك الحق للرجل دون المرأة وكذلك الاعتراض على
وجوب طاعة المرأة لزوجها إلا في معصية. هذا الزمن الذي تنادي فيه المرأة
بالمساواة مع الرجل بدون تحمل أي تبعات لتلك المساواة. و ذهب الكثيرون من
أعداء الإسلام إلى الطعن في الإسلام وحلوله فيما يختص بالزواج والطلاق
ورد الشام- استشاري ممارس
- عدد المساهمات : 91
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 16/01/2010
السٌّمعَة : 2
رد: الأسرة كيان مقدس لدى كل من الرجل و المرأة
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[/size]
إنها آية عظيمة تستحق منا أن نتفكر فيها وبدلالاتها ومعانيها، ولذلك فإن هذه الآية خُتمت بقوله تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فما هي الأشياء التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها؟ لنتأمل هذه الآية العظيمة، يقول تبارك وتعالى
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
دائماً عندما نسمع قول الحق (وَمِنْ آَيَاتِهِ) يجب أن ندرك أن هناك معجزة ما سوف يحدثنا عنها الله سبحانه وتعالى، وهذه المعجزة هي "معجزة الزواج".
لقد استغرقت مني هذه الآية وقتاً طويلاً وأنا أتساءل: ما هو السر الذي أودعه
الله تبارك وتعالى في الزوجين، وما هو التأثير المتبادل للأزواج، وما الذي
يدعو للتفكر في هذا الموضوع؟ وبما أننا تعودنا على الخطاب بأسلوب الحقائق
العلمية فلا بد أن هذه الآية تخفي وراءها أسراراً علمية كثيرة ينبغي علينا
كمؤمنين ألا نمر عليها مرور الكرام، بل أن نتوقف ونتأمل ونتدبر حتى نزداد
إيماناً وتسليماً لله عز وجل كما قال تعالى: (وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].
كيف يحدث السكون بين الزوج والزوجة؟
يؤكد الباحثون في مجال علم النفس على أهمية أن يكون للرجل زوجة، ويقولون إن
وجود زوجة بقربه دائماً سوف تخفف التوتر النفسي بشكل كبير وتخفف القلق
والإحباط. وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما يسافر وبخاصة سفراً
متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن احتمال أن يُصاب بأمراض
القلب تنخفض جداً عندما يكون بصحبة زوجته!
وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما المرأة
المتزوجة فقد وجدوا أنها أكثر قدرة على العطاء من المرأة العزبة، وفي ظل
العنف المنزلي الذي نراه اليوم في الدول المتقدمة، فإن العلماء يؤكدون أن
معظم هذا العنف ناتج عن مخالفة الزواج الطبيعي، واللجوء إلى الزواج غير
الشرعي، حيث تجد رجلاً وامرأة يعيشان معاً دون أي عقد زواج، وهذا يؤدي إلى
عدم الاستقرار.
زيادة الإنتاج العلمي والقدرة على الإبداع
تؤكد دراسة حديثة أجراها علماء جامعة كانساس (نوفمبر 2006) أن العالم المتزوج
أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج العلمي من العالِم الأعزب، ولكن الدراسة
تؤكد على أن الإنتاج العلمي ينخفض لدى النساء المتزوجات بسبب انشغالهن
بشؤون المنزل وتربية الأطفال ومسؤولية الزوج.
ومن هنا ندرك أن عطاء المرأة المتزوجة وإبداعها ينصب باتجاه أطفالها وبيتها
وزوجها، وهذا من نعمة الله تعالى على الزوجين ليعيشا في راحة تامة. ووجد
العلماء أيضاً أن الشخص الذي يعزف عن الزواج ويعيش وحيداً يكون معرضاً
بنسبة أكبر إلى أمراض التوتر النفسي والنوبات القلبية!
التأثير المذهل للكلام الطيب!
الكلمة الطيبة صدقة! هكذا أخبرنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، هذا إذا كانت
الكلمة الطيبة لشخص غريب فكيف إذا كانت لزوجة أو زوج، كم سيكون أجرها
وثوبها عند الله تعالى؟! ويؤكد الباحثون اليوم أن الكلام المليء بالحنان
والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على كل من الزوجين، ويخفف إلى حد كبير من
المشاكل بينهما.
لقد نشرت الصحف منذ أيام خبراً اعتبره الأطباء بمثابة معجزة في عالم الطب، فقد
أصيبت امرأة بمرض فقدت معه الوعي ودخلت في حالة غيبوبة، واستمرت على هذه
الحال عدة أشهر، ولكن زوجها كان يجلس كل يوم بجانبها وهو يكلمها كلاماً
لطيفاً ويؤكد لها بأنه يحبها ويحرص عليها، ومع أن الأطباء سخروا منه إلا
أن هذا الزوج أكد لهم أن الكلام الطيب له تأثير مذهل.
العجيب
أن الزوجة الغائبة عن الوعي استعادت وعيها بشكل مفاجئ!! ووقف الأطباء
مندهشين أمام هذه الحالة الفريدة التي كانوا يتوقعون لها أن تبقى هكذا عدة
سنوات، ولكن الكلام له تأثيره المذهل الذي تعجز عنه وسائل الطب.
من هنا عزيزي القارئ ربما ندرك لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من
الكلام الطيب مع زوجاته، لدرجة أن آخر وصية أوصى بها بل وختم بها وصاياه
كانت من أجل أن نستوصي بالنساء خيراً، فهل هناك أعظم من هذا النبي الكريم؟
ليت علماء الغرب يعرفون هذه الحقيقة! إنهم يصرفون اليوم بلايين الدولارات
لعلاج العنف المنزلي والاغتصاب والشذوذ ولكن دون فائدة، لذلك يا أحبتي هل
علمتم لماذا اهتم النبي الكريم بمسألة النساء وأعطاها اهتماماً بالغاً؟
لنقرأ معاً الفقرة التالية لندرك خطورة الابتعاد عن وصية النبي وبلغة
الأرقام.
ماذا يحدث لو خالف الأزواج فطرة الله؟
إن الله تعالى قد أودع بين الزوجين شعوراً متبادلاً يؤدي إلى سكون الزوج إلى
زوجته، وسكونها إليه أيضاً، وبالتالي تزداد بينهما المودة والرحمة، ولكن
هناك من الأزواج من يبتعد عن طريق الله تعالى ويعصي أوامره، ولا يقدر هذه
النعمة من الله تعالى، فما هي النتيجة، لنتأمل هذه الإحصائيات في بلاد
الغرب حيث نسبة الإلحاد أكبر ما يمكن:
تقول الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إنه في كل ربع دقيقة
هناك حادثة عنف منزلي تقع في مكان ما، هذا فقط في أمريكا! وتقول
الإحصائيات إن ثلاثة أرباع الضحايا هم من النساء!
في دراسة أوربية أجريت عام 1992 تبين أن 25 % من نساء أوربا تعرضت لحادثة عنف
منزلي في حياتها لمرة واحدة على الأقل (Council of Europe 1992).
في عام 1998 رصدت الإحصائيات أكثر من مليون ونصف حادثة عنف في أمريكا منها
1830 حالة انتهت بالقتل (طبعاً هذا في عام واحد وفي بلد واحد فتأمل كم عدد
الحالات في عشر سنوات وفي دول متعددة!!)، والعجيب أننا نرى الكثير من
العيادات النفسية والمراكز والجمعيات والمواقع على الإنترنت قد خُصصت
لعلاج آثار العنف بين الأزواج، ولكن للأسف الأرقام في ازدياد.
وقد أخذنا الإحصائيات الحديثة التالية من أحد المواقع (Statistics of Battered Women, www.asafeplaceforhelp.org) وهي خاصة بنساء الولايات المتحدة الأمريكية فقط:
- في كل 9 ثانية هناك امرأة يُعتدى عليها جسدياً من قبل زوجها!
- 7 % من نساء أمريكا تم الاعتداء عليهن جسدياً، و 37 % تم الاعتداء عليهن عاطفياً بالكلام البذيء والشتم.
- نسبة النساء الحوامل اللاتي تم الاعتداء عليهن تصل إلى 26 بالمئة.
وتؤكد الإحصائية أن نسبة كبيرة جداً من العنف وجرائم القتل ضد النساء تأتي من
قبل الأزواج غير الشرعيين!! فانظروا معي إلى عاقبة من يبتعد عن سنَّة الله
تعالى ويسلك طريقاً تخالف الفطرة الإلهية، يقول تعالى: (فِطْرَةَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ
اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
أحبتي في الله! إن معظم هذه الحالات ناتج عن عدم الإيمان بالله واليوم الآخر،
يؤكد علماء النفس أن أجمل إحساس لدى المرأة أن تحس بقيمتها عند الرجل،
وتحس بأنها شيء كبير في نظره، وهذا يساعد على استقرار الحالة النفسية
للمرأة بشكل كبير، ومن هنا ندرك عظمة الوصية النبوية الرائعة: (استوصوا بالنساء خيراً)!!
من يخالف فطرة الله...
هناك أيضاً مسألة الشذوذ الجنسي نتجت من كثرة التعرِّي والفواحش المعلنة
والعزوف عن الزواج، وفي دول الغرب هناك ظاهرة تنتشر بشكل كبير اليوم وهي
أننا نجد رجلاً يعيش مع رجل آخر أو امرأة مع امرأة، يعيشان وكأنهما زوجان،
وتؤكد الإحصائيات أن نسبة العنف بين الشاذين جنسياً كبيرة جداً، تصل إلى
18 ضعف العنف بين الأزواج الطبيعيين. وتصل نسبة العنف والضرب بين الشاذين
جنسياً إلى أكثر من 30 بالمئة حسب هذه الإحصائيات (Statistics Canada,
Canadas National Statistical Agency, July 7, 2005).
ويؤكد الباحثون في هذا المجال أن العلاقات غير الطبيعية أي بين المتماثلين
جنسياً ويسمونها زواج المثلية، لا تدوم لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات،
وهذا أكبر دليل على أن أي شيء يخالف فطرة الله تعالى لا يستمر ولا يثمر!
الإيدز: من نتائج الابتعاد عن فطرة الله
لا يخفى على أحد اليوم كيف أن ممارسة الفاحشة والإعلان بها سبب أمراضاً خطيرة
غير قابلة للعلاج على رأسها :الإيدز"، وتقول أحدث الإحصائيات عن هذا المرض
الذي ظهر قبل أكثر من ربع قرن، وعلى الرغم من إنفاق الدول آلاف الملايين
من الدولارات على معالجة هذا المرض إلا أن الأرقام لا زالت في ازدياد،
لنتأمل:
قارة أفريقيا هي الأكثر تضرراً من هذا المرض القاتل، ويقول الدكتور "جيس تشن"
من جامعة كاليفورنيا: إن هذا المرض ينتشر في أفريقيا بشكل مرعب، وهناك 350
مليون شخص يحملون فيروس الإيدز، وعدد الإصابات القاتلة 25 مليون إصابة
يموت منها كل عام مليوني إنسان! طبعاً معظم الإصابات تقع خارج الدول
الإسلامية أي جنوب الصحراء الكبرى! وهذا برهان مادي على أن تعاليم الإسلام
صحيحة. تأملوا هذه الأعداد:
في جنوب أفريقيا هناك 20 % من السكان يحملون فيروس الإيدز!!
من العام 2002 حتى 2020 سوف يقتل الإيدز 68 مليون شخص في العالم!
تؤكد منظمة الأمم المتحدة أن هذا المرض يحتاج كل عام 10 بليون دولار كنفقات علاج!
تخبرنا الأمم المتحدة بأن هنالك في العالم 14 ألف شخص يُصابون بالإيدز وذلك كل
يوم!!! ونصف هذا العدد من النساء، ومن هؤلاء 2000 طفل وطفلة! ونحن نقول كل
يوم، فتأمل هذه الأعداد الضخمة. إن الخسارات التي سيسببها هذا المرض في
عام 2008 هي 22 بليون دولار!
لقد حصد الإيدز منذ 1980 وحتى نهاية 2005 أكثر من 27 مليون إنسان منهم رجال
ونساء وأطفال، وفي عام 2005 فقط فقد أكثر من 3 ملايين شخص حياتهم، وهنالك
أكثر من 40 مليون شخص يعيشون مع هذا الفيروس وسوف يموتون عاجلاً أم آجلاً.
ويؤكد الباحثون أن معظم حالات الإصابة بالإيدز ناتجة عن العلاقات الجنسية الشاذة
والعلاقات الجنسية المحرمة والمخدرات، وجميع هذه الأشياء حرمها الله
تعالى، وينبغي علينا أن نفكر بنتائج من يبتعد عن طريق الله وعن الفطرة
الإلهية التي فطر الناس عليها.
تأملوا معي هذا النداء الإلهي لكل مؤمن: (قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:
30]. لو أن الناس طبقوا هذا الأمر الإلهي هل ستبقى إصابة واحدة في العالم!
الأولاد غير الشرعيين
في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت معدلات الولادات الناتجة عن زواج غير
شرعي حتى وصلت إلى 37 % (إحصائيات 2004)، والغريب أن ظاهرة الأولاد غير
الشرعيين في الغرب أصبحت مقبولة من قبل الرجال والنساء على حد سواء.
وتقول
الدراسة المنشورة على موقع BBC إن نسبة الأولاد غير الشرعيين في بريطانيا
كانت 12 % في عام 1998 وقفزت إلى 42 % عام 2004 (Office for National
Statistics). أما في دول أوربا الغربية فنسبة الأولاد غير الشرعيين (أي
أولاد الزنا) تصل إلى 33 % (the annual ONS Social Trends report).
لقد
أصبحت نسبة الرجال الذين يعيشون مع زوجات غير شرعيات 24 % ونسبة النساء
اللاتي يعشن مع أزواج غير شرعيين أصبحت 25 % (ONS, 2004).
[center][center]
رسم
بياني يمثل نسبة الأولاد غير الشرعيين في بعض دول أوربا، ونلاحظ أن النسبة
في السويد مثلاً وصلت إلى 55 % عام 2004. وفي أفضل الحالات مثل إسبانيا
فإن النسبة وصلت في العام 2003 إلى 22 %، فتأملوا معي: من كل 100 مولود
هناك من 22 إلى 55 مولود غير شرعيين، ألا ترون معي أن هذه مؤشرات لانهيار
حضارة الغرب! (المرجع BBC).
الاغتصاب: من نتائج العزوف عن الزواج
لا تعجب عزيزي القارئ إذا أخبرتك أنه في بلد هو الأكثر تطوراً في العالم يمكن
أن تتوقع حدوث اغتصاب لامرأة أو فتاة كل دقيقتين ونصف!! وتقول الإحصائية
إن من بين كل ست فتيات في أمريكا هناك فتاة على الأقل تم اغتصابها ذات
يوم!!! وفي عام واحد تغتصب 200000 امرأة، وهذا كل عام! وبالطبع هذه
إحصائيات رسمية، أما الأرقام الحقيقية فهي أكبر من هذا بكثير!!
حتى إن دول كثيرة في الغرب خصصوا أرقام هواتف خاصة لتشجيع الفتيات على الاتصال
للإبلاغ عن حالات الاغتصاب، لأن معظم الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، وهناك
مشافي ضخمة جداً لعلاج الآثار النفسية للفتاة التي تم اغتصابها، كذلك هناك
مقررات تُدرَّس في الجامعات عن علاج النتائج الخطيرة للاغتصاب وأثر هذه
الظاهرة المدمرة للمجتمع.
ولذلك فإن معظم حالات الاعتداء الجنسي التي تقع على النساء تأتي من معارفهن
وأصدقائهن ومن لهم علاقة حميمة بهن. ويقول العلماء الذين درسوا هذه
الحالات: إن ثلاثة أرباع حالات الاغتصاب تتم من قبل الأصدقاء والمعارف
والأشخاص ذوي الصلة المباشرة بالفتاة (National Crime Victimization
Survey, 2005). ومعظم هذه الحالات تتم في بيت هذا الصديق أو ذاك!
لذلك فإن الابتعاد عن طريق الله والإعراض عن ذكره يعرض صاحبه لضنك العيش، فلن
يكون سعيداً في الدنيا، أما في الآخرة فالعذاب بانتظاره، لقد كان في
الدنيا ينظر إلى ما حرم الله ويمتع نظره بالفواحش ولذلك سوف يفقد هذا
البصر يوم القيامة ويحشره الله أعمى، يقول تعالى:
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي
أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ
أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ
أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 124-217].
الآثار الخطيرة لظاهرة الطلاق
إن اله تعالى قد أمرنا أن نتفكر في هذه الآية (وَمِنْ
آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]، وذلك لهدف كبير
ألا وهو أن ندرك نعمة الله علينا وأن نسكن إلى أزواجنا ونقترب أكثر ونزيد
المودة والرحمية فيما بيننا، أما إذا خالفنا وصية النبي الأعظم (استوصوا
بالنساء خيراً) وخالفنا الوصية الإلهية: (وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]، في هذه الحالة سوف تكون العواقب وخيمة.
في أمريكا الإحصائيات دقيقة جداً لحالات الزواج والطلاق، وفي دراسة ميدانية
يقول الباحث Gordon Berlin إن الحياة الزوجية المستقرة هي أساس التقدم
والنجاح في كل المجالات، وإن معظم الأولاد الذين يفشلون في التعليم أو
يتركون الدراسة مبكراً هم أبناء لأبوين مطلقين! كذلك فإن نسب الأولاد
الذين ينحرفون باتجاه السرقة والمخدرات وغير ذلك أيضاً أكبر في حالة
الأبوين المطلقين. ويمكنك أن تتوقع عزيزي القارئ أن نسبة الطلاق يمكن أن
تصل في أمريكا إلى 50 % في بعض السنوات!
دعاء تيسير الزواج
أخي المؤمن، أختي المؤمنة، كلّنا يطمح أن يرزقه الله الزوج الصالح أو الزوجة
الصالحة، ولكن هناك مشكلة يتعرض لها الشباب والبنات اليوم على حد سواء،
وهي مشكلة تأخر الزواج. وقد وجدتُ بعد دراسة معمقة لهذا الموضوع استمرت
عدة سنوات أن التوكل على الله هو أقصر طريق لتيسير الزواج، وأن نرضى بما
قسمه الله تعالى لنا، فالله يعلم ونحن لا نعلم، وأنه يجب أن نيسِّر على
أنفسنا أولاً حتى ييسِّر الله لنا!
ومن الوسائل الفعالة لتيسير الزواج الإكثار من الدعاء، مثلاً يمكن أن ندعو كل يوم سبع مرات بدعاء سيدنا زكريا عليه السلام: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [المؤمنون: 89]. والإكثار من قراءة سورة الإخلاص، وقراءة هذه الآية أيضاً:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]، وقراءة سورة الفاتحة سبع مرات.
إخوتي في الله!
[size=21]هذه المعلومات والإحصائيات ليست لمجرد الاطلاع، بل هي وسيلة لنتفكر في آية من آيات الله تعالى وهي "الزواج" وأن
الله تعالى أودع بين الزوجين مودة ورحمة لا يمكن أن يحصل عليهما إلا
بالزواج، وإذا ما تذكرنا نتائج الدراسات الجديدة حول الاستقرار النفسي،
حيث وجدوا أن الأزواج أكثر استقراراً من الناحية النفسية من غيرهم، ندرك
عندها معنى قوله تعالى: (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)، وندعو بدعاء المؤمنين: (وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا
قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74].
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[/size]
إنها آية عظيمة تستحق منا أن نتفكر فيها وبدلالاتها ومعانيها، ولذلك فإن هذه الآية خُتمت بقوله تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فما هي الأشياء التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها؟ لنتأمل هذه الآية العظيمة، يقول تبارك وتعالى
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
دائماً عندما نسمع قول الحق (وَمِنْ آَيَاتِهِ) يجب أن ندرك أن هناك معجزة ما سوف يحدثنا عنها الله سبحانه وتعالى، وهذه المعجزة هي "معجزة الزواج".
لقد استغرقت مني هذه الآية وقتاً طويلاً وأنا أتساءل: ما هو السر الذي أودعه
الله تبارك وتعالى في الزوجين، وما هو التأثير المتبادل للأزواج، وما الذي
يدعو للتفكر في هذا الموضوع؟ وبما أننا تعودنا على الخطاب بأسلوب الحقائق
العلمية فلا بد أن هذه الآية تخفي وراءها أسراراً علمية كثيرة ينبغي علينا
كمؤمنين ألا نمر عليها مرور الكرام، بل أن نتوقف ونتأمل ونتدبر حتى نزداد
إيماناً وتسليماً لله عز وجل كما قال تعالى: (وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].
كيف يحدث السكون بين الزوج والزوجة؟
يؤكد الباحثون في مجال علم النفس على أهمية أن يكون للرجل زوجة، ويقولون إن
وجود زوجة بقربه دائماً سوف تخفف التوتر النفسي بشكل كبير وتخفف القلق
والإحباط. وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما يسافر وبخاصة سفراً
متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن احتمال أن يُصاب بأمراض
القلب تنخفض جداً عندما يكون بصحبة زوجته!
وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما المرأة
المتزوجة فقد وجدوا أنها أكثر قدرة على العطاء من المرأة العزبة، وفي ظل
العنف المنزلي الذي نراه اليوم في الدول المتقدمة، فإن العلماء يؤكدون أن
معظم هذا العنف ناتج عن مخالفة الزواج الطبيعي، واللجوء إلى الزواج غير
الشرعي، حيث تجد رجلاً وامرأة يعيشان معاً دون أي عقد زواج، وهذا يؤدي إلى
عدم الاستقرار.
زيادة الإنتاج العلمي والقدرة على الإبداع
تؤكد دراسة حديثة أجراها علماء جامعة كانساس (نوفمبر 2006) أن العالم المتزوج
أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج العلمي من العالِم الأعزب، ولكن الدراسة
تؤكد على أن الإنتاج العلمي ينخفض لدى النساء المتزوجات بسبب انشغالهن
بشؤون المنزل وتربية الأطفال ومسؤولية الزوج.
ومن هنا ندرك أن عطاء المرأة المتزوجة وإبداعها ينصب باتجاه أطفالها وبيتها
وزوجها، وهذا من نعمة الله تعالى على الزوجين ليعيشا في راحة تامة. ووجد
العلماء أيضاً أن الشخص الذي يعزف عن الزواج ويعيش وحيداً يكون معرضاً
بنسبة أكبر إلى أمراض التوتر النفسي والنوبات القلبية!
التأثير المذهل للكلام الطيب!
الكلمة الطيبة صدقة! هكذا أخبرنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، هذا إذا كانت
الكلمة الطيبة لشخص غريب فكيف إذا كانت لزوجة أو زوج، كم سيكون أجرها
وثوبها عند الله تعالى؟! ويؤكد الباحثون اليوم أن الكلام المليء بالحنان
والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على كل من الزوجين، ويخفف إلى حد كبير من
المشاكل بينهما.
لقد نشرت الصحف منذ أيام خبراً اعتبره الأطباء بمثابة معجزة في عالم الطب، فقد
أصيبت امرأة بمرض فقدت معه الوعي ودخلت في حالة غيبوبة، واستمرت على هذه
الحال عدة أشهر، ولكن زوجها كان يجلس كل يوم بجانبها وهو يكلمها كلاماً
لطيفاً ويؤكد لها بأنه يحبها ويحرص عليها، ومع أن الأطباء سخروا منه إلا
أن هذا الزوج أكد لهم أن الكلام الطيب له تأثير مذهل.
العجيب
أن الزوجة الغائبة عن الوعي استعادت وعيها بشكل مفاجئ!! ووقف الأطباء
مندهشين أمام هذه الحالة الفريدة التي كانوا يتوقعون لها أن تبقى هكذا عدة
سنوات، ولكن الكلام له تأثيره المذهل الذي تعجز عنه وسائل الطب.
من هنا عزيزي القارئ ربما ندرك لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من
الكلام الطيب مع زوجاته، لدرجة أن آخر وصية أوصى بها بل وختم بها وصاياه
كانت من أجل أن نستوصي بالنساء خيراً، فهل هناك أعظم من هذا النبي الكريم؟
ليت علماء الغرب يعرفون هذه الحقيقة! إنهم يصرفون اليوم بلايين الدولارات
لعلاج العنف المنزلي والاغتصاب والشذوذ ولكن دون فائدة، لذلك يا أحبتي هل
علمتم لماذا اهتم النبي الكريم بمسألة النساء وأعطاها اهتماماً بالغاً؟
لنقرأ معاً الفقرة التالية لندرك خطورة الابتعاد عن وصية النبي وبلغة
الأرقام.
ماذا يحدث لو خالف الأزواج فطرة الله؟
إن الله تعالى قد أودع بين الزوجين شعوراً متبادلاً يؤدي إلى سكون الزوج إلى
زوجته، وسكونها إليه أيضاً، وبالتالي تزداد بينهما المودة والرحمة، ولكن
هناك من الأزواج من يبتعد عن طريق الله تعالى ويعصي أوامره، ولا يقدر هذه
النعمة من الله تعالى، فما هي النتيجة، لنتأمل هذه الإحصائيات في بلاد
الغرب حيث نسبة الإلحاد أكبر ما يمكن:
تقول الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إنه في كل ربع دقيقة
هناك حادثة عنف منزلي تقع في مكان ما، هذا فقط في أمريكا! وتقول
الإحصائيات إن ثلاثة أرباع الضحايا هم من النساء!
في دراسة أوربية أجريت عام 1992 تبين أن 25 % من نساء أوربا تعرضت لحادثة عنف
منزلي في حياتها لمرة واحدة على الأقل (Council of Europe 1992).
في عام 1998 رصدت الإحصائيات أكثر من مليون ونصف حادثة عنف في أمريكا منها
1830 حالة انتهت بالقتل (طبعاً هذا في عام واحد وفي بلد واحد فتأمل كم عدد
الحالات في عشر سنوات وفي دول متعددة!!)، والعجيب أننا نرى الكثير من
العيادات النفسية والمراكز والجمعيات والمواقع على الإنترنت قد خُصصت
لعلاج آثار العنف بين الأزواج، ولكن للأسف الأرقام في ازدياد.
وقد أخذنا الإحصائيات الحديثة التالية من أحد المواقع (Statistics of Battered Women, www.asafeplaceforhelp.org) وهي خاصة بنساء الولايات المتحدة الأمريكية فقط:
- في كل 9 ثانية هناك امرأة يُعتدى عليها جسدياً من قبل زوجها!
- 7 % من نساء أمريكا تم الاعتداء عليهن جسدياً، و 37 % تم الاعتداء عليهن عاطفياً بالكلام البذيء والشتم.
- نسبة النساء الحوامل اللاتي تم الاعتداء عليهن تصل إلى 26 بالمئة.
وتؤكد الإحصائية أن نسبة كبيرة جداً من العنف وجرائم القتل ضد النساء تأتي من
قبل الأزواج غير الشرعيين!! فانظروا معي إلى عاقبة من يبتعد عن سنَّة الله
تعالى ويسلك طريقاً تخالف الفطرة الإلهية، يقول تعالى: (فِطْرَةَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ
اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
أحبتي في الله! إن معظم هذه الحالات ناتج عن عدم الإيمان بالله واليوم الآخر،
يؤكد علماء النفس أن أجمل إحساس لدى المرأة أن تحس بقيمتها عند الرجل،
وتحس بأنها شيء كبير في نظره، وهذا يساعد على استقرار الحالة النفسية
للمرأة بشكل كبير، ومن هنا ندرك عظمة الوصية النبوية الرائعة: (استوصوا بالنساء خيراً)!!
من يخالف فطرة الله...
هناك أيضاً مسألة الشذوذ الجنسي نتجت من كثرة التعرِّي والفواحش المعلنة
والعزوف عن الزواج، وفي دول الغرب هناك ظاهرة تنتشر بشكل كبير اليوم وهي
أننا نجد رجلاً يعيش مع رجل آخر أو امرأة مع امرأة، يعيشان وكأنهما زوجان،
وتؤكد الإحصائيات أن نسبة العنف بين الشاذين جنسياً كبيرة جداً، تصل إلى
18 ضعف العنف بين الأزواج الطبيعيين. وتصل نسبة العنف والضرب بين الشاذين
جنسياً إلى أكثر من 30 بالمئة حسب هذه الإحصائيات (Statistics Canada,
Canadas National Statistical Agency, July 7, 2005).
ويؤكد الباحثون في هذا المجال أن العلاقات غير الطبيعية أي بين المتماثلين
جنسياً ويسمونها زواج المثلية، لا تدوم لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات،
وهذا أكبر دليل على أن أي شيء يخالف فطرة الله تعالى لا يستمر ولا يثمر!
الإيدز: من نتائج الابتعاد عن فطرة الله
لا يخفى على أحد اليوم كيف أن ممارسة الفاحشة والإعلان بها سبب أمراضاً خطيرة
غير قابلة للعلاج على رأسها :الإيدز"، وتقول أحدث الإحصائيات عن هذا المرض
الذي ظهر قبل أكثر من ربع قرن، وعلى الرغم من إنفاق الدول آلاف الملايين
من الدولارات على معالجة هذا المرض إلا أن الأرقام لا زالت في ازدياد،
لنتأمل:
قارة أفريقيا هي الأكثر تضرراً من هذا المرض القاتل، ويقول الدكتور "جيس تشن"
من جامعة كاليفورنيا: إن هذا المرض ينتشر في أفريقيا بشكل مرعب، وهناك 350
مليون شخص يحملون فيروس الإيدز، وعدد الإصابات القاتلة 25 مليون إصابة
يموت منها كل عام مليوني إنسان! طبعاً معظم الإصابات تقع خارج الدول
الإسلامية أي جنوب الصحراء الكبرى! وهذا برهان مادي على أن تعاليم الإسلام
صحيحة. تأملوا هذه الأعداد:
في جنوب أفريقيا هناك 20 % من السكان يحملون فيروس الإيدز!!
من العام 2002 حتى 2020 سوف يقتل الإيدز 68 مليون شخص في العالم!
تؤكد منظمة الأمم المتحدة أن هذا المرض يحتاج كل عام 10 بليون دولار كنفقات علاج!
تخبرنا الأمم المتحدة بأن هنالك في العالم 14 ألف شخص يُصابون بالإيدز وذلك كل
يوم!!! ونصف هذا العدد من النساء، ومن هؤلاء 2000 طفل وطفلة! ونحن نقول كل
يوم، فتأمل هذه الأعداد الضخمة. إن الخسارات التي سيسببها هذا المرض في
عام 2008 هي 22 بليون دولار!
لقد حصد الإيدز منذ 1980 وحتى نهاية 2005 أكثر من 27 مليون إنسان منهم رجال
ونساء وأطفال، وفي عام 2005 فقط فقد أكثر من 3 ملايين شخص حياتهم، وهنالك
أكثر من 40 مليون شخص يعيشون مع هذا الفيروس وسوف يموتون عاجلاً أم آجلاً.
ويؤكد الباحثون أن معظم حالات الإصابة بالإيدز ناتجة عن العلاقات الجنسية الشاذة
والعلاقات الجنسية المحرمة والمخدرات، وجميع هذه الأشياء حرمها الله
تعالى، وينبغي علينا أن نفكر بنتائج من يبتعد عن طريق الله وعن الفطرة
الإلهية التي فطر الناس عليها.
تأملوا معي هذا النداء الإلهي لكل مؤمن: (قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:
30]. لو أن الناس طبقوا هذا الأمر الإلهي هل ستبقى إصابة واحدة في العالم!
الأولاد غير الشرعيين
في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت معدلات الولادات الناتجة عن زواج غير
شرعي حتى وصلت إلى 37 % (إحصائيات 2004)، والغريب أن ظاهرة الأولاد غير
الشرعيين في الغرب أصبحت مقبولة من قبل الرجال والنساء على حد سواء.
وتقول
الدراسة المنشورة على موقع BBC إن نسبة الأولاد غير الشرعيين في بريطانيا
كانت 12 % في عام 1998 وقفزت إلى 42 % عام 2004 (Office for National
Statistics). أما في دول أوربا الغربية فنسبة الأولاد غير الشرعيين (أي
أولاد الزنا) تصل إلى 33 % (the annual ONS Social Trends report).
لقد
أصبحت نسبة الرجال الذين يعيشون مع زوجات غير شرعيات 24 % ونسبة النساء
اللاتي يعشن مع أزواج غير شرعيين أصبحت 25 % (ONS, 2004).
[center][center]
رسم
بياني يمثل نسبة الأولاد غير الشرعيين في بعض دول أوربا، ونلاحظ أن النسبة
في السويد مثلاً وصلت إلى 55 % عام 2004. وفي أفضل الحالات مثل إسبانيا
فإن النسبة وصلت في العام 2003 إلى 22 %، فتأملوا معي: من كل 100 مولود
هناك من 22 إلى 55 مولود غير شرعيين، ألا ترون معي أن هذه مؤشرات لانهيار
حضارة الغرب! (المرجع BBC).
الاغتصاب: من نتائج العزوف عن الزواج
لا تعجب عزيزي القارئ إذا أخبرتك أنه في بلد هو الأكثر تطوراً في العالم يمكن
أن تتوقع حدوث اغتصاب لامرأة أو فتاة كل دقيقتين ونصف!! وتقول الإحصائية
إن من بين كل ست فتيات في أمريكا هناك فتاة على الأقل تم اغتصابها ذات
يوم!!! وفي عام واحد تغتصب 200000 امرأة، وهذا كل عام! وبالطبع هذه
إحصائيات رسمية، أما الأرقام الحقيقية فهي أكبر من هذا بكثير!!
حتى إن دول كثيرة في الغرب خصصوا أرقام هواتف خاصة لتشجيع الفتيات على الاتصال
للإبلاغ عن حالات الاغتصاب، لأن معظم الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، وهناك
مشافي ضخمة جداً لعلاج الآثار النفسية للفتاة التي تم اغتصابها، كذلك هناك
مقررات تُدرَّس في الجامعات عن علاج النتائج الخطيرة للاغتصاب وأثر هذه
الظاهرة المدمرة للمجتمع.
ولذلك فإن معظم حالات الاعتداء الجنسي التي تقع على النساء تأتي من معارفهن
وأصدقائهن ومن لهم علاقة حميمة بهن. ويقول العلماء الذين درسوا هذه
الحالات: إن ثلاثة أرباع حالات الاغتصاب تتم من قبل الأصدقاء والمعارف
والأشخاص ذوي الصلة المباشرة بالفتاة (National Crime Victimization
Survey, 2005). ومعظم هذه الحالات تتم في بيت هذا الصديق أو ذاك!
لذلك فإن الابتعاد عن طريق الله والإعراض عن ذكره يعرض صاحبه لضنك العيش، فلن
يكون سعيداً في الدنيا، أما في الآخرة فالعذاب بانتظاره، لقد كان في
الدنيا ينظر إلى ما حرم الله ويمتع نظره بالفواحش ولذلك سوف يفقد هذا
البصر يوم القيامة ويحشره الله أعمى، يقول تعالى:
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي
أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ
أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ
أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 124-217].
الآثار الخطيرة لظاهرة الطلاق
إن اله تعالى قد أمرنا أن نتفكر في هذه الآية (وَمِنْ
آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]، وذلك لهدف كبير
ألا وهو أن ندرك نعمة الله علينا وأن نسكن إلى أزواجنا ونقترب أكثر ونزيد
المودة والرحمية فيما بيننا، أما إذا خالفنا وصية النبي الأعظم (استوصوا
بالنساء خيراً) وخالفنا الوصية الإلهية: (وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]، في هذه الحالة سوف تكون العواقب وخيمة.
في أمريكا الإحصائيات دقيقة جداً لحالات الزواج والطلاق، وفي دراسة ميدانية
يقول الباحث Gordon Berlin إن الحياة الزوجية المستقرة هي أساس التقدم
والنجاح في كل المجالات، وإن معظم الأولاد الذين يفشلون في التعليم أو
يتركون الدراسة مبكراً هم أبناء لأبوين مطلقين! كذلك فإن نسب الأولاد
الذين ينحرفون باتجاه السرقة والمخدرات وغير ذلك أيضاً أكبر في حالة
الأبوين المطلقين. ويمكنك أن تتوقع عزيزي القارئ أن نسبة الطلاق يمكن أن
تصل في أمريكا إلى 50 % في بعض السنوات!
دعاء تيسير الزواج
أخي المؤمن، أختي المؤمنة، كلّنا يطمح أن يرزقه الله الزوج الصالح أو الزوجة
الصالحة، ولكن هناك مشكلة يتعرض لها الشباب والبنات اليوم على حد سواء،
وهي مشكلة تأخر الزواج. وقد وجدتُ بعد دراسة معمقة لهذا الموضوع استمرت
عدة سنوات أن التوكل على الله هو أقصر طريق لتيسير الزواج، وأن نرضى بما
قسمه الله تعالى لنا، فالله يعلم ونحن لا نعلم، وأنه يجب أن نيسِّر على
أنفسنا أولاً حتى ييسِّر الله لنا!
ومن الوسائل الفعالة لتيسير الزواج الإكثار من الدعاء، مثلاً يمكن أن ندعو كل يوم سبع مرات بدعاء سيدنا زكريا عليه السلام: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [المؤمنون: 89]. والإكثار من قراءة سورة الإخلاص، وقراءة هذه الآية أيضاً:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]، وقراءة سورة الفاتحة سبع مرات.
إخوتي في الله!
[size=21]هذه المعلومات والإحصائيات ليست لمجرد الاطلاع، بل هي وسيلة لنتفكر في آية من آيات الله تعالى وهي "الزواج" وأن
الله تعالى أودع بين الزوجين مودة ورحمة لا يمكن أن يحصل عليهما إلا
بالزواج، وإذا ما تذكرنا نتائج الدراسات الجديدة حول الاستقرار النفسي،
حيث وجدوا أن الأزواج أكثر استقراراً من الناحية النفسية من غيرهم، ندرك
عندها معنى قوله تعالى: (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)، وندعو بدعاء المؤمنين: (وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا
قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74].
ورد الشام- استشاري ممارس
- عدد المساهمات : 91
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 16/01/2010
السٌّمعَة : 2
رد: الأسرة كيان مقدس لدى كل من الرجل و المرأة
بارك الله بك
كم أنت رائعة بهذا
التعريف عن الواقع في الحياة , وتشكرين على تبيان الخير الذي نحن عليه ولا نزال
فيه , وضرورة إصرارنا على العودة لرفع نسبة الجودة لتعم كل المجتمع الذي اراده
الله على أحسن ما يكون ومثالاً يحتذى به .
ليت النساء يستمعن ,
وليت الرجال يحمدون ويشكرون , وكثير من الأماني التي خيرها فينا ولكن لست أدري
لماذا لا نسمح لها بالنمو .
أدعو الله أن نحسن
التصرف على حقيقة ما لدينا , دون التقيد بمظاهر كاذبة وقناعات نتصرفها على أنها
قناعات ومسارات للتقدم ونحن ضمنياً لا نؤمن بها . لنعم لنسعى نحو أسرة مسلمة مستقرة
أسعدني جداً أن أقرأ
موضوعا إحصائياً قيماً بهذه الأهمية
لك كل إحترامي وتقديري
كم أنت رائعة بهذا
التعريف عن الواقع في الحياة , وتشكرين على تبيان الخير الذي نحن عليه ولا نزال
فيه , وضرورة إصرارنا على العودة لرفع نسبة الجودة لتعم كل المجتمع الذي اراده
الله على أحسن ما يكون ومثالاً يحتذى به .
ليت النساء يستمعن ,
وليت الرجال يحمدون ويشكرون , وكثير من الأماني التي خيرها فينا ولكن لست أدري
لماذا لا نسمح لها بالنمو .
أدعو الله أن نحسن
التصرف على حقيقة ما لدينا , دون التقيد بمظاهر كاذبة وقناعات نتصرفها على أنها
قناعات ومسارات للتقدم ونحن ضمنياً لا نؤمن بها . لنعم لنسعى نحو أسرة مسلمة مستقرة
أسعدني جداً أن أقرأ
موضوعا إحصائياً قيماً بهذه الأهمية
لك كل إحترامي وتقديري
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
مواضيع مماثلة
» قسم الرجل: «عليَّ الطلاق» يهدد كيان الأسرة
» دردشات الشباب عن القلق ومشاركة المرأة فـي نفقات الأسرة
» المرأة & الرجل
» دورة الحب عند الرجل و المرأة
» كيف تسعد المرأة الرجل ؟
» دردشات الشباب عن القلق ومشاركة المرأة فـي نفقات الأسرة
» المرأة & الرجل
» دورة الحب عند الرجل و المرأة
» كيف تسعد المرأة الرجل ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin