المطلقات بين نار نظرة المجتمع وحرقة فقدان أطفالهن

250 سحبوا ملفاتهم من أمام القاضي مؤخراً
المطلقات بين نار نظرة المجتمع وحرقة فقدان أطفالهن
تحقيق: محمد رباح
المصدر صحيفة الخليج
http://www.alkhaleej.ae/portal/bd4cd51d-e387-40b6-a3e3-420490515b2b.aspx

مجرد كلمة واحدة يكفي النطق بها، وإن كانت أبغض الحلال عند الله، تحيل منزلاً أسرياً كانت السعادة عنوانه الى أنقاض منزل، يهيم فيه أطفال آثر والدهم الانصياع الى غضبه، فأطلق كلمة كحد السيف الذي لم يرض بحدته، فعاد ليثني ويثلث النطق بها، بما لا يدع طريقاً لعودة الزوجة الى كنف أولادها، سوى بحل شرعي، آمن أنه في حال تحققه سيكون سبيله للخلاص من زوجته الى مدى العمر .

إنه الطلاق بكل ما يحمله من خفايا أدت الى حدوثه، وجعلته بمثابة الحد الفاصل بين الزوجة من جهة، والزوج وأطفاله من جهة أخرى، حيث غالباً ما يحصل الثاني على حق حضانة الأطفال فتزيد بذلك جراح الزوجة بين نار نظرة المجتمع إليها كمطلقة، وحرقة فقدان أطفالها الذين يحملهم الحال غالباً الى زوجة أب، ترعى احتياجاتهم على خجل وتوكلها الى خادمة، زادها ثقة إشرافها على أطفال لا أم لهم، فزوجة الأب وإن كانت حنوناً، فلن تكون كالأم، وهنا يكون الأطفال في النهاية ضحية دوامة الصراع الأسري الذي نشب بين أبويهم، بغض النظر عن أسبابه وإمكان إصلاحه وتداركه .

بين هذا وذاك لا تقف خسائر الزوجة عند هذا الحد، بل تتعداها لتصل الى من حولها، ونبذ المجتمع لها، حيث نظرات من شك تتبعها في ذهابها وقدومها وألسنة كحد السيف وجدت فيها مادة دسمة للقيل والقال، من هنا حاولت “الخليج” تسليط الضوء على مشكلة الطلاق وضحاياه ومعرفة رأي الشرع في حدوثه والجهود الاجتماعية المبذولة للحد منه، قبل أن يتحول الى ظاهرة، وبالأخص بعد أن كشفت بعض الإحصاءات كالصادرة من قبل محاكم دبي أن نسبة الطلاق في الامارة بلغت خلال العام ،2008 حوالي 20% من حالات الزواج، مرتفعة بنسبة 1% عن النسبة في العام ،2007 التي بلغت ،19 فيما وصلت إلى 23% عام 2006 .

إرشاد أسري

حاولت وزارة الشؤون الاجتماعية جاهدة التصدي لمشلكة الطلاق، ولمّ شمل العائلات المتنازعة في المحاكم، لكي لا يدفع الأطفال خطأ تسرع الكبار، وبالأخص تلك المشكلات التي يكمن تلافيها مستقبلاً لتقويم العلاقة الزوجية، من خلال برنامجها “إرشاد الاصلاح الأسري” الموجه للأزواج المقبلين على الطلاق، تمكنت خلال الأشهر الثلاثة الماضية من لمّ شمل 250

زوجاً وزوجة، كانت معاملات طلاقهم قيد نظر القاضي الشرعي .

وحول البرنامج قالت فوزية طارش مدير إدارة التنمية الأسرية في الوزارة إن “برنامج إرشاد الإصلاح الأسري” عبارة عن برنامج موجه نحو محاكم الدولة، يتم من خلاله لم شمل الأسر المقبلة على الطلاق عن طريق تخصيص يومين أحدهما للرجال والآخر للنساء، يستمع فيهما الموجه الأسري لمشكلاتهم، ويتواصل معهم خلال جلسة جماعية يطرح فيها كل فرد مشكلته، حيث يتحول الطرح الى نوع من الحوار، الذي يسفر عنه تبادل للآراء يتحول من خلاله الجميع الى فريق واحد، ما يفضي الى إدراك البعض أن مشكلته صغيرة بالمقارنة مع غيره، وأنها لا تستحق هدم منزل أسري، فيكون الصلح والوصال مكان الفراق والطلاق .

وأضافت أنه من خلال البرنامج يتم تسليط الضوء على أساسيات حل الخلافات القائمة بين الأزواج والطرق التي يمكن من خلالها حل المشكلة، حيث يتم عرض برامج توعية تمنح نوعا من الحماية الداخلية للأسرة من ناحية كيفية إدارة المشكلة عند حدوثها وسبل حل الخلافات أثناء وبعد وقوعها .

وقالت إن تطبيق البرنامج في المحكمة الشرعية في الشارقة قد حقق نجاحاً كبيراً، حيث سحب 80% من المقبلين على الطلاق ملفاتهم، بعدما توصلوا للصلح مع الطرف الآخر، ما دفعنا الى تعميم التجربة على مختلف محاكم الدولة، حيث سنتوجه خلال المرحلة المقبلة الى محاكم الفجيرة ورأس الخيمة .

قاعدة بيانات غائبة

من جهتها، قالت ناعمة خلفان الشامسي، رئيسة قسم التمكين الأسري في وزارة الشؤون الاجتماعية إنه من الصعب الحكم على مشكلة الطلاق وإن كانت وصلت الى حدود الظاهرة، في ظل غياب قاعدة بيانات واضحة بعدد المتزوجين وحالات الطلاق السنوية، ما يستدعي ضرورة القيام بالمزيد من الدراسات حول الطلاق وحجم المشكلة بدقة، مع الإشارة الى أن الزيجات الحديثة تشهد النسب الأكبر لحالات الطلاق نظراً لتغير المفاهيم، وعدم الوعي بالمسؤولية، فضلاً عن الخلل الذي أصاب العادات والتقاليد .

إلا أنه على الرغم من ذلك تعتبر مشكلة الطلاق في المجتمع الإماراتي مشكلة ذات عوامل متداخلة ومتفاعلة بعضها مع بعض، وقد تختلف هذه العوامل في شدتها وتأثيرها على حجم المشكلة، ففي حين نجد أن العوامل ذات الطابع النفسي والداخلي أشد أثراً لدى الزوجة، نجد أن العوامل التي تعتبر سبباً في الطلاق ترجع إلى الرجل أكثر من المرأة، لذا فإن الكشف عن هذه العوامل بمسبباتها الحقيقية يحتاج إلى خبرة ودراية وتعاون الأطراف، والفئات كافة، للتغلب على هذه المشكلة المتفاقمة .

وأضافت أن للطلاق تبعاته النفسية والاجتماعية على الطرفين، إلا أنه أكثر قسوة على المرأة المطلقة، حيث تبدأ مرحلة جديدة من نظرة مجتمعية قاسية، ويفرض عليها أعباء اقتصادية ونفسية، لاسيما إذا كان لديها أبناء، مما يؤدي إلى زيادة إحساسها بالطلاق، ومعنى الفشل والألم النفسي .

وحول أسباب الطلاق، قالت إن أسبابه كثيرة، أهمها ضعف الوازع الديني، فضلا عن أنه قد يعود لأسباب صحية، أو لعدم التفاهم، أو لفوارق في العمر بين الزوجين، أو صغر سن الزوجين، أو عدم استقرار الزوج في عمل ثابت، أو إرغام الشاب والفتاة على الزواج، أو الخلاف بين أسرتي الزوجين، أو بطالة الزوج وعدم قدرته على إعالة أسرته .

وقالت إن الوزارة ستقوم ببرنامج يستهدف المقبلين على الزواج بالتعاون مع الجمعيات ذات الصلة بهدف توعية الأزواج بالمفاهيم الأساسية للحياة الزوجية والمشكلات التي من الممكن وقوعها وكيفية التعامل معها لتفادي حالات الطلاق التي من المحتمل وقوعها، فضلاً عن إرشادهم على الطرق الأفضل لإدارة حياتهم المستقبلية والمسؤوليات الملقاة على كواهلهم .

ودعت الشامسي المقبلين على الطلاق الى ضرورة التريث قبل أن يخطو خطوة قد يكون لها الأثر السلبي الأكبر في حياتهم، بالإضافة الى رسم مخطط بسلبيات وإيجابيات الطلاق وألا يروه كفكرة انتقام من الطرف الآخر، لكون ضحاياه تتعدى الزوجة ليصل الى الاولاد .

أهون الشرين

وحول الأحوال التي يكون فيها الطلاق واجباً، قال الدكتور علي مشاعل المفتي في دائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري في دبي: “نبه الإسلام إلى حسن اختيار الشريك والشريكة في الزواج” إلا أن ذلك على أهميته قد لا يضمن استمرار السعادة والاستقرار بين الزوجين، فربما قصر أحدهما في حسن الاختيار، وربما جد في حياتهما ما يثير الخلاف كالمرض والفقر والعجز وربما كان الخلاف ناتجاً عن انصراف القلب وتغيره، والمطلوب في جميع هذه الحالات نصح الزوجين وإرشادهما الى الصبر وحسن الخلق، إلا أن مثل هذا الصبر قد لا يتيسر للزوجين في حال كانت أسباب الشقاق فوق الاحتمال، وهنا اما أن يأمر الشرع بالإبقاء على الزوجية مع استمرار الشقاق الذي قد ينتج عنه فتنة أو جريمة، واما أن يأذن بالطلاق، والخيار الثاني هو الذي اتجه إليه التشريع الإسلامي، فقد يصبح الطلاق هو الطريق الوحيد لإنهاء الخلاف الزوجي، ليستأنف الزوجان بعده حياتهما منفردين .

وأضاف: قال الفقهاء بوجوب الطلاق في أحوال، وندبه في أحوال أخرى تقديماً للضرر الأخف على الضرر الأشد، وفقاً للقاعدة الفقهية الكلية “يختار أهون الشرين” والقاعدة القائلة “الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف” ويستأنس في ذلك بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن زوجة ثابت بن قيس بن شماس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكنني أكره الكفر في الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتردين عليه حديقته؟”، قالت: نعم، قال: “اقبل الحديقة وطلقها تطليقة” .

ومن الأحوال التي يكون فيها الطلاق واجباً، إذا وقع الزوج في الإيلاء بأن عمد ألا يقرب زوجته ل 4 أشهر، فإن المولى وهو الزوج إذا أبى القرب من زوجته بعد التربص على مذهب الجمهور، فإن الطلاق يكون واجباً، خلافاً للحنفية الذين يوقعون الفرقة بانتهاء المدة حكماً، وكذلك مثل طلاق الحكمين في الشقاق، إذا تعذر عليهما التوفيق بين الزوجين واختارا الطلاق عند من يقول بالتفريق لذلك، ويكون الطلاق مندوباً إليه إذا فرطت الزوجة في حقوق الله الواجبة عليها مثل الصلاة ونحوها، وكذلك يندب الطلاق للزوج إذا طلبت زوجته ذلك بسبب الخلاف والشقاق الواقع بينهما، وفي هذه الحالات ونحوها يكون الطلاق هو الحل والطريق الأمثل لإصلاح الفساد الواقع في الحياة الزوجية .

وإذا كان الطلاق حلاً للزوجات اللاتي يرتئين فيها خلاصاً لهن من عذابهن اليومي، إلا أن ما ينتظرهن بعده، ليس أقل إيلاماً وحسرة عنه، حيث ترمقهن عيون المجتمع بنظرة الشك والريبة، وتلوكهن ألسنته ليتحولن إلى مادة دسمة في جلساته، محمد الموسى قال: ينظر المجتمع إلى المطلقة نظرة ملؤها الشك والريبة، كما ينظر أهلها لها كأنها جلبت لهم مشكلة بوضعها هذا، وهو ما يجسد ظلماً كبيراً للمطلقة، ولعل سبب هذه النظرة هو التفكير الذكوري للمجتمع الذي يضع الخطأ دائماً على المرأة والحق الى جانب الرجل، وللأسف نحن في مجتمع لا يرحم المرأة المطلقة التى تحتاج لاستئناف حياتها ومواصلة مسيرتها، إلا أنها دائماً ما تحاط بدائرة الشك والاتهام في أغلب الأوقات في خروجها للعمل أو لزيارة صديقاتها أو أقاربها .

وأضاف: من خلال ذلك تقع المطلقة في فخ نظرة المجتمع التي تلاحقها في كل مكان حاملة الكثير من التهم التي يكون معظمها غير صحيح .

من جهته، تساءل جابر الشرقاوي عن سبب النظر للأرملة بكل الاحترام والعطف والشفقة والرحمة من مجتمعها، ويسارع الجميع إلى تقديم يد العون لها، في حين ينظر للمطلقة كأنها امرأة قاسية القلب، هدمت أسرة، وحرمت الأطفال من النشأة السوية في ظل أبويهم .

وأضاف: يجب على المجتمع أن يصحح نظرته للمرأة المطلقة، وألا يلقى كل اللوم عليها في فشل تجربة زواجها الأول، فكم من مطلقة تزوجت مرة أخرى وعاشت مع زوجها بتفاهم وود، ومن ثم كما يجب عليه أن يسامحها في حال كانت مخطئة في زواجها الأول، ويساعدها على العودة والاندماج في النسيج الاجتماعي، بدلاً من نبذها والنظر إليها بشك .

هناك بعض المطلقات
هن تسببن بمشاكل العائلة
بل دمرت اسرتها واولادها
شكرا لك

من طرف **سوسو** الأربعاء فبراير 24, 2010 4:50 pm

النظر للأرملة بكل الاحترام والعطف والشفقة والرحمة
من مجتمعها، ويسارع الجميع إلى تقديم يد العون لها، في حين ينظر للمطلقة
كأنها امرأة قاسية القلب، هدمت أسرة، وحرمت الأطفال من النشأة السوية في
ظل أبويهم .

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المطلقات بين نار نظرة المجتمع وحرقة فقدان أطفالهن

المطلقات بين نار نظرة المجتمع وحرقة فقدان أطفالهن

رد: المطلقات بين نار نظرة المجتمع وحرقة فقدان أطفالهن

رد: المطلقات بين نار نظرة المجتمع وحرقة فقدان أطفالهن