من أوراق أخي نبيل

كنت
أقرأ الكتب التي يأتي بها , وبعضها لم أفهمه لصغر سني , أعجبت بالقراءة لأنه كان
يعطيني الكتب ومن كان ينظر إلى مكان جلوسي كان سيضحك فهناك مجلات ميكي وسمير وتان
تان إلى جانب نساء صغيرات وهكذا تحدث زرادشت وغادة الكاميليا وفي بيتنا رجل وتوم
سوير وكتب كثيرة أخرى , سقا الله تلك الأيام .

بالصدفة
أطلعني على مواضيع يكتب فيها , ولكن إستهوتني مقالات وخواطر رأيتها ضمن مجلد فطلبتها
منه , وسمح لي بأن أعدل ما اريد ولكني لن أفعل , فلا أريد لها أن تفقد خصوصيتها
العامة . هذه واحدة منها وبعنوانها الذي هي عليه .

رسائل
تائهة

كان لجحا جار خلال اربعين عاماً يدعو ربه
في الغدو والأصال , داعيا اللهم ارزقني ألف دينار .وإستبطأ جحا الإجابة , فجمع
ماله فكان تسمائة وتسع وتسعون ديناراً فقذفها لصحن دار جاره , فلما سمع وقعها التقطها
الجار وعدها , فلما وجدها ناقصة ديناراً ناشد ربه أن يتمها في الدعاء القادم.

وكان كسرى يعسعس مع حاشيته فسمع رجل في
قارعة الطريق يقول :

أرقت
وما بي سقم ولا عشق , فقال كسرى :

إقبضوا
عليه إنه لص .

وكان ابن الخطاب يعسعس وحده فسمع رجلاً
يشكو حاله لربه , فساله عمر مابك يا رجل قال :

ما
قسم لنا أمير المؤمنين , لا يكاد يسد رمقاً وإمرأتي في المخاض . فما كان من عمر
إلا أن ذهب مهرولاً فحمل الطحين والسمن وإصطحب زوجه الطاهرة أم كلثوم بنت علي
وفاطمة .

دخلت
أم كلثوم تولد المرأة وعمر يوقد النار يولم , وبينما يوقد النار ينفخها كي تتأجج ,
والرجل صاحب البيت لا يعرف من الطباخ ومن القابلة , إذ ترفع أم كلثوم صوتها :

يا
أمير المؤمنين بلغ صاحبك فقد ولدت له إمرأته غلام. فكاد الرجل يسقط هلعاً مما كان
منه أول المشوار .

وكان أبو العلاء المعري يدرس الصبية , فرثى وضعه قائلاً :

لو
لم أكن الأخير زمانه لأتى بما لم تستطعه الأوائل . فرد عليه صبي لم يتجاوز السادسة
الآن يا استاذ الأحرف الأبجدية 26 حرفاً فزدها حرفاً أخر .

وكان النمرود يخاطب إبراهيم مجيباً أنا
أحي وأميت فقال إبراهيم إن ربي يأتي بالشمس من المشرق فآت بها من المغرب...!

متى
نسمع نقاشاً بين أصحاب الرأي وصناع القرار عن خطة لبناء الإنسان العربي بفكر متحرر
, وقد كان كذلك فانتفعنا وقتها ونفعنا الإنسانية جمعاء .

من طرف **شام** الأحد فبراير 14, 2010 2:57 am

الشكر الجزيل يا سيدي على هذه الرسائل المفيدة

دمت لنا و لأسرة منتدانا بكل الخير .

من أوراق أخي نبيل

من أوراق أخي نبيل

رد: من أوراق أخي نبيل