غلبتني هذه المرة .. يازوجي العزيز

سألت إبنتي اليوم سؤال تبادر الى ذهني فجأة ..و كنت أعتقد لزمن طويل إنه ساذج و جوابة معروف بل.... بديهي ..
سألتها مع ابتسامة عريضة ملأت و جهي كله ،
من تحبين أكثر يا حلوة أنا و الا بابا ؟؟

كنت أنظر بثقة متناهية إلى وجه أبيها الذي كان يجلس معنا أنا وهي و الأولاد الى مائدة الطعام لكي لا يفوتني شيء من تعابيره عندما تبدأ إبنتي بالجواب على سؤالي ...
رمقتني " بنظرة غريبة " و لم تجب على سؤالي !!!!
سكتت عن الحديث برهة ..فتوجست أنا منها ريبة ...
أعدت السؤال مرة ًاخرى ..
- لماذا تجاهلتي سؤالي ... عااادي بابا ماراح يزعل !!!
هل رأيتم مثل تلك الثقة ؟؟
- أرجوك يا أمي لا تسأليني مثل هذه الأسئلة .. لا تحرجيني ....
- نععععععم ؟؟؟
- لم الإحراج .. وأنا أمك ؟؟
مرة أخرى ساااااد الصمت الذي أخااااافه ....
ثم جائني الجواب بعد إلحاحي "السخيف " الذي جرًني الى متاهات أنا في غنى عنها... وكان مثل صاروخ أرض أرض ...ليسحبني الى سابع أرض !

لا أخفي بأن سكوتها قد مهد لي وقع المفاجأة التي تجلت بعد ثواني قليلة :
-أكيد الوالد يا اميمتي ... لا تزعلين مني أرجوووووك !!
ولا تقولين لي ليش ؟؟ فكل فتاة بأبيها معجبة ....

وقفت اللقمة في حلقي ... كادت أن تخنقني ..
فلا هي دخلت و لاهي خرجت ..

.
.
.
.
كيف ؟؟
و ين كل ذاك التعب ...
وين التفاصيل اللي كنها نعيشها سوى ..
و ين الطلبات اللي ما تنتهي ..
والمشاوير اللي ما يصلح لها الا " أمي " على قولتك ..
وين حوايجك اللي ما كان يدلها الا أنا ..
وذوقك اللي ما يعرفه الا أنا ..
وين يا يمه قولي لأبوي ... ؟؟ أخاف يرفض !! أنتِ اقنعيه !!
و ين و وين و و ين ؟؟؟

خمسين وين و أكثر منها كيف وليش و شلون !!
كنت أكلم نفسي مره أعتابها و ألومها ... ومره أواسيها و أعذل عليها ...
ومرااات أسألها وين الخلل ؟؟
كيف توج الوالد (المشغول ) ملك على عرش قلبك بكل ها البساطه ؟؟
متى غافلني و سرق هـ (( التميز )) وتركني مواطن درجة ثانية !
سبحان الله .. على الأقل أضعف الإيمااااان توقعت ....>>(( كلكم سوى ))

*يبدو إن الدقائق القليلة التي كان يأخذها من وقت (مطالعة الجريدة ) المقدس ليقول كلمتين على عجل أوقع بكثير من التوجيهات الكثييييره و المحاضرات الطوييييلة التي كنت القيها عليك !!
إفعلي و لا تفعلين ..
هذا صح و ذااااك خطأ ..
مواقف كثيرة كنت أنا فيها "بوجه المدفع " أقاوم نظرات اللوم و العتاب منكم ....كان هو فيها مثااال الأب الطيب .. الحنون .. المتفهم .. الحبوب الذي قلما يرفض طلب ..
لم انتبه الا اليوم كيف كان أبعد ما يكون عن الصدام و الخلاف و الإختلاف ..
كل المعاملات كانت تصله مني جاهزة ((للتوقيع عليها بالموافقه )) لا أكثر من ذالك و لا أقل ..
كنت مقتنعة لفتراات طويلة بأن دراسة الطلبات ...و جمع المعلومات ... و وضع الإحتمالات ... ثم صياغة ( مشاريع القرارات ) للأب على الجااااهز .. هي من اهم المهمات للأم !!!!!
ياااااااااااااه تأخرت كثير في اكتشاف العلة و الخلل ،
و الله يعين !!

نظرت حولي فإذا بالجميع يتحاشون النظر المباشر إلي و لسان حالهم يقول لي بصوت خااافت :
هارد لك هالمرة يا أمي !!