استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
كي تظهر لك جميع المنتديات والمواضيع
و حتى تعم الفائدة
حتى تستفيد وتفيد غيرك
بادر للتسجيل بالمنتدى
وشكرا لك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
كي تظهر لك جميع المنتديات والمواضيع
و حتى تعم الفائدة
حتى تستفيد وتفيد غيرك
بادر للتسجيل بالمنتدى
وشكرا لك
استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» قصة قصيرة
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin

» الناجحون
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin

» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin

» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin

» يحكى أن
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin

» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin

» شارك الفيديو لطفا
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin

»  ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin

» مشكلة وحل (1) الخجل
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin

» لحل اية مشكلة / اساسيات
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin

» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin

» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin

» الحكي بيناتنا
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin

» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin

»  ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
الاستشاري - 2664
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
غريب الامارات - 1632
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
شام - 1616
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
Admin - 1570
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
ام المجد - 1508
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
المتميز - 883
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
ود - 759
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
شيماء الشام - 733
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 
المتمردة - 499
مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_rcapمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Voting_barمسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Vote_lcap 

أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمل
لوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم


1

https://www.jamalaltaweel.com/
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمل
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان

    جديد الاعلانات feedburner
    http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkx

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

    اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:48 pm

    أضع بين أيديكن أخواتي قصص قصيرة منتقاة لخيرة نساء العالمين , مسلمات
    رائدات أسأل الله بأن نكون خير خلف لخير سلف ... اترككن مع قراءة واستفادة
    مباركة ان شاء الله تعالى

    الأم
    :: حواء ::


    كان
    الأب الأول للخلق جميعًا يعيش وحده بين أشجار الجنة وظلالها، فأراد الله
    أن يؤنس وحشته، وألا يتركه وحيدًا، فخلق له من نفسه امرأة، تقربها عينه،
    ويفرح بها قلبه، وتسكن إليها نفسه، وتصبح له زوجة يأنس بها، فكانت
    حواء،هدية الله إلى أبى البشر آدم -عليه السلام- وأسكنهما الله الجنة،
    وأباحها لهمايتمتعان بكل ما فيها من ثمار، إلا شجرة واحدة أمرهما أن لا
    يأكلا منها: (وَقُلْنَايَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
    وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُشِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ
    الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَالْظَّالِمِينَ)[البقرة: 35].


    وعاشت
    حواء مع آدم بين أشجار الجنة يأكلان ممافيها من فواكه كثيرة وخيرات
    متعددة، وظلا على عهدهما مع اللَّه،لم يقربا الشجرةالتى حرمها عليهما.


    لكن
    إبليس اللعين لم يهدأ له بال، وكيف يهدأ بالُه وهو الذىتوعد آدم وبنيه
    بالغواية والفتنة؟! وكيف تستريح نفسه وهو يرى آدم وحواء يتمتعان فىالجنة؟!
    فتربص بهما، وفكر فى طريقة تخرجهما من ذلك النعيم، فأخذ يدبر لهما
    حيلة؛ليعصيا اللَّه، ويأكلا من الشجرة؛ فيحلَّ عليهما العقاب.

    ووجد
    إبليس الفرصة ! فقد هداه تفكيره الخبيث لأن يزين لآدم وحواء الأكل من
    الشجرة التى حرمها اللهعليهما، لقد اهتدى لموطن الضعف عند الإنسان، وهو
    رغبته فى البقاء والخلود: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِى
    لَهُمَا مَا وُورِى عَنْهُمَا مِنسَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا
    رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّأَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ
    تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ. وَقَاسَمَهُمَا إِنِّىلَكُمَا لَمِنَ
    النَّاصِحِينَ)[الأعراف: 20-21] .

    وهكذا زين لهما الشيطان الأكلمن
    الشجرة، وأقسم لهما أنه لهما ناصح أمين، وما إن أكلا من الشجرة حتى بدت
    لهماعوراتهما، فأسرعا إلى أشجار الجنة يأخذان منها بعض الأوراق ويستتران
    بها. ثم جاءعتاب اللَّه لهما، وتذكيرهما بالعهد الذى قطعاه معه -سبحانه
    وتعالي-: (فَلَمَّاذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا
    وَطَفِقَا يَخْصِفَانِعَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا
    رَبُّهُمَا أَلَمْأَنْهَكُمَا
    عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَلَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِين)[الأعراف : 22].
    وعرف
    آدم وحواء أن الشيطان خدعهما وكذبعليهما... فندما على ما كان منهما فى حق
    اللَّه سبحانه، ولكن ماذا يصنعان؟ وكيفيصلحان ما أفسد الشيطان؟!! وهنا
    تنزلت كلمات اللَّه على آدم، ليتوب عليه وعلى زوجه (فتلقى آدم من ربه
    كلمات فتاب عليه)[البقرة: 37]. وكانت تلك الكلمات هي: (ربناظلمنا أنفسنا
    وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)[الأعراف: 23].
    وبعدذلك..
    أهبطهما ربهما إلى الأرض، وأهبط معهما الشيطان وأعوانه، ومخلوقات أخرى
    كثيرة: وقلنا اهبطوا بعضكم عدوٌ ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى
    حين)[البقرة : 36].
    وهكذا بدأت الحياة على الأرض، وبدأت معركة الإنسان
    مع الشيطان، وقدر اللَّهلآدم وحواء أن يعمرا الأرض، وتنتشر ذريتهما فى
    أرجاء المعمورة. ثم نزلت لهمالرسالات السماوية التى تدعو إلى التقوى. قال
    تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكمالذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
    وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقواالله الذى تساءلون به والأرحام إن
    الله كان عليكم رقيبا)[النساء:1].
    وظلت حواءطائعة لله -تعالى- حتى جاء أجلها.


    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:49 pm

    الملكة المؤمنة
    :: آسيا بنت مزاحم::

    نشأتْ ملكة فى القصور،
    واعتادتْ حياة الملوك، ورأَتْ بطش القوة، وجبروت السلطان، وطاعة الأتباع
    والرعية، غير أن الإيمان أضاء فؤادها، ونوَّر بصيرتها، فسئمتْ حياة
    الضلال، واستظلتْ بظلال الإيمان، ودعتْ ربها أن ينقذها من هذه الحياة،
    فاستجاب ربها دعاءها، وجعلها مثلا للذين آمنوا، فقال : (وَضَرَبَ اللَّهُ
    مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ
    ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ
    وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 11].
    وقال رسول اللَّه (: "أفضل نساء أهل الجنة :خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم، وآسية" [أحمد].
    إنها
    آسية بنت مزاحم -امرأة فرعون- التى كانت نموذجًا خلّده القرآن للمؤمنة
    الصادقة مع ربها، فهى عندما عرفت طريق الحق اتبعتْه دون خوف من الباطل،
    وظلم أهله، فلقد آمنت باللَّه إيمانًا لا يتزعزع ولايلين، ولم تفلح
    تهديدات فرعون ولا وعيده فى ثنيها عن إيمانها، أو إبعادها عن طريق الحق
    والهدي. لقد تاجرتْ مع اللَّه، فربحَتْ تجارتها، باعتْ الجاه والقصور
    والخدم، بثمن غال، ببيتٍ فى الجنة، وزواج الرسول ( فى الآخرة ونعم أجر
    المؤمنين.
    وقد جاء ذكر السيدة آسية - رضى اللَّه عنها - فى قصة موسى -
    عليه السلام - حينما أوحى اللَّه إلى أُمِّه أن تُلْقيه فى صندوق، ثم تلقى
    بهذا الصندوق فى البحر، وفيه موسى، ويلْقِى به الموج نحو الشاطئ الذى يطلّ
    عليه قصر فرعون ؛ فأخذته الجواري، ودخلن به القصر، فلما رأت امرأة فرعون
    ذلك الطفل فى الصندوق؛ ألقى الله فى قلبها حبه، فأحبته حبَّا شديدًا.
    وجاء
    فرعون ليقتله - كما كان يفعل مع سائر الأطفال الذين كانوا يولدون من بنى
    إسرائيل - فإذا بها تطلب منها أن يبقيه حيا؛ ليكون فيه العوض عن حرمانها
    من الولد. وهكذا مكن اللَّه لموسى أن يعيش فى بيت فرعون، قال تعالي:
    (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ
    عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِ ولا تَحْزَنِى إِنَّا
    رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. فَالْتَقَطَهُ آلُ
    فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ
    وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ. وَقَالَتِ امْرَأَتُ
    فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن
    يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) [القصص 7-9] .
    وكانت
    السيدة آسية ذات فطرة سليمة، وعقل واعٍ، وقلب رحيم، فاستنكرت الجنون الذى
    يسيطر على عقل زوجها، ولم تصدق ما يدعيه من أنه إله وابن آلهة.

    وحينما
    شَبَّ موسى وكبر، ورحل إلى "مدين"، فرارًا من بطش فرعون وجنوده ثم عاد إلى
    مصر مرة أخرى - بعد أن أرسله اللَّه - كانت امرأة فرعون من أول المؤمنين
    بدعوته . ولم يخْفَ على فرعون إيمان زوجته باللَّه، فجن جنونه، فكيف تؤمن
    زوجته التى تشاركه حياته، وتكفر به، فقام بتعذيبها حيث عَزَّ عليه أن تخرج
    زوجته على عقيدته، وتتبع عدوه، فأمر بإنزال أشد أنواع العذاب عليها؛ حتى
    تعود إلى ما كانت عليه، لكنها بقيت مؤمنة بالله، واستعذبت الآلام فى سبيل
    اللَّه .
    وقد أمر فرعون جنوده أن يطرحوها على الأرض، ويربطوها بين
    أربعة أوتاد، وأخذت السياط تنهال على جسدها، وهى صابرة محتسبة على ما تجد
    من أليم العذاب، ثم أمر بوضع رحًى على صدرها، وأن تُلقى عليها صخرة عظيمة،
    لكنها دعتْ ربها أن ينجيها من فرعون وعمله .
    فاستجاب اللَّه دعاءها،
    وارتفعت روحها إلى بارئها، تظلِّلُها الملائكة بأجنحتها؛ لتسكن فى الجنة،
    فقد آمنت بربها، وتحملت من أجل إيمانها كل أنواع العذاب، فاستحقت أن تكون
    من نساء الجنة الخالدات.
    وصدق رسول اللَّه ( حين قال: "كمل من الرجال
    كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل
    عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" (البخارى ومسلم والترمذى
    وابن ماجة).

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:49 pm


    الملكة
    :: بلقيس::


    استيقظتْ من نومها والظلام يحيط بكل
    شيء؛ لتستعدَّ للذهاب مع حاشيتها إلى معبد الشمس الكبير بأرض مأرب على
    بُعْدِ ثلاثة أميال من صنعاء؛ حيث يستقبل شعب سبأ يومًا من الأيام المقدسة
    التى تشهد نشاطًا كبيرًًا فيقدمون قرابينهم للشمس التى يعبدونها من دون
    اللَّه . وما إن أشرقت الشمس حتى اخترق نداء الكاهن آذان أهل سبأ يأمرهم
    بالسجود لهاوفى الوقت الذى كان يسجد فيه أهل سبأ للشمس، كان نبى اللَّه
    سليمان - عليه السلام - وجنوده يسجدون للَّه رب العالمين؛ اعترافًا بحقه
    -عز وجل- . وقد وهب اللَّه لسليمان ملكًا عظيمًا، وكوَّن سليمان جيشًا
    عظيمًا، من الإنس والجن والطير، وجعل لكل واحد فى الجيش مكانًا ومهمةً
    عليه أن ينفذها.
    واعتاد "سليمان" - عليه السلام - أن يتفقد جنوده حينًا
    بعد آخر، وذات مرة لم يجد الهدهد، فقال: (مَا لِى لا أَرَى الْهُدْهُدَ
    أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ)[النمل:20-21]. فجاء الهدهد بعد أن مكث
    فترة من الزمن، فقال لسليمان -عليه السلام- : (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ
    فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ
    يَقِينٍ. إِنِّى وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ
    شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ. وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ
    لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
    أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا
    يَهْتَدُونَ)[النمل: 22-24]. ثم أخذ الهدهد يصف ما رأى وما سمع وكيف
    يعبدون الشمس من دون اللَّه . ففكر نبى اللَّه ثم قال: (سننظر أصدقت أم
    كنت من الكاذبين) [النمل: 27].
    عرف الهدهد بفطرته السليمة أن السجود لا
    يكون إلا للَّه سبحانه وتعالي، كما عرف أهمية الدعوة إلى اللَّه تعالي،
    وكيف يتحرك لها حتى وإن لم يكلفه أحد بهذا العمل، وهكذا يكون الداعية
    دائمًا فى كل مكان وزمان . وبعد ذلك كتب نبى اللَّه عليه السلام رسالة،
    وأمر الهدهد بالذهاب إلى ملكة سبأ وأن يعطيها الرسالة، فقال له: (اذْهَب
    بِّكِتَابِى هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ
    مَاذَا يَرْجِعُون) [النمل:28]
    وبينما كانت بلقيس تستريح من عناء يوم
    طويل فى فراشها، دخل عليها الهدهد من النافذة، وألقى عليها الكتاب، فقرأته
    وعلمت مافيه، وأنه من نبى اللَّه سليمان - عليه الصلاة والسلام -، فجمعت
    وزراءها وأعيان قومها وقرأت عليهم خطاب سليمان، وقالت قَالَتْ يَا
    أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّى أُلْقِى إِلَى كِتَابٌ كَرِيمٌ. إِنَّهُ مِن
    سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أَلَّا
    تَعْلُوا عَلَى وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ [النمل: 29- 31]، ثم طلبت منهم
    الرأى والمشورة (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِى فِى أَمْرِى
    مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ) [النمل: 32].
    وهى فى
    ذلك تعطى صورة طيبة للشورى عند الحاكم . فأجابها القوم (قَالُوا نَحْنُ
    أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ
    فَانظُرِى مَاذَا تَأْمُرِينَ)[النمل:33]
    لكن بلقيس كانت تعلم قوة
    سليمان، فأرادت أن تصرف قومها عن الحرب، وأن تردهم إلى الرشاد، (قَالَتْ
    إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا
    أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) [النمل: 34].
    كان
    يدور فى ذهن بلقيس أمر سليمان، ولم تكن تعلم أن الله سخَّر له الريح تجرى
    بأمره، فقالت بحكمة بالغة وحسن تدبير: (وَإِنِّى مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم
    بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ )[النمل:35]
    وأخبرتهم أنه إن كان ملكًا قبل الهدية وانصرف، وإن كان نبيا فلن يقبل
    الهدية، ولن يرضى منا إلا أن نتبعه على دينه . ووافق القوم على ذلك،
    وانصرفوا . فلما جاءت رُسل بلقيس بالهدية إلى سليمان، قال لهم : (
    أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِى اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم
    بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُون) [النمل: 36] وكيف يقبل الهدية
    وقد أكرمه الله بالنبوة والحكمة، وأعطاه الله ما لم يعط أحدً ا من
    العالمين؟! فقال لرئيس الوفد: (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ
    بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً
    وَهُمْ صَاغِرُون) [النمل: 37] وأدرك سليمان بحكمته أن إنذاره هذا سينهى
    الأمر، وستُقبل عليه الملكة مستسلمة طائعة؛ لأنه ظهر من تصرفاتها أنها لا
    تريد الحرب، وعندما عادوا إليها أخبروها بماحدث، فأرسلت إلى سليمان تخبره
    أنها سوف تأتى إليه ومعها كبار قومها، وأمرت بلقيس جنودها بحراسة عرشها
    والحفاظ عليه وإغلاق الأبواب دونه، وخرجت من مُلْكها متجهة ناحية الشمال،
    وقبيل حضورها، أراد سليمان أن يبين لها قدرة اللَّه وعظمته، وكيف أعطاه
    مالم يعط أحدًا من العالمين فأقبل على جنوده قائلا قَالَ يَا أَيُّهَا
    المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِى
    مُسْلِمِينَ. قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن
    تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِى أَمِينٌ )[النمل:
    38-39] لكن سليمان استبطأه، فقام رجل مؤمن من بنى إسرائيل، وكان صدِّيقًا
    يعلم اسم الله الأعظم، فقال لسليمان أَنَا آتِيكَ
    بِهِ قَبْلَ أَن
    يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)[النمل: 40] وبالفعل كان عرش بلقيس أمام نبى
    اللَّه سليمان فخر ساجدًا لعظمة اللَّه، واعترافًا بنعمته، وقال(هَذَا مِن
    فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ
    فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِى
    كَرِيمٌ)[النمل: 40].
    ورأت بلقيس مُلكَ سليمان، وبينما قومها يتهامسون
    فيما بينهم على ما يروَنه، رأت عرشها بعد أن أمر سليمان جنوده أن يغيروا
    معالمه، وأن يبدلوا أوضاعه بحيث تختلف فيه الرؤية؛ ليعرف مدى ذكائها(قَالَ
    نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِى أَمْ تَكُونُ مِنَ
    الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ. فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ
    قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا
    مُسْلِمِينَ )[النمل: 41-42].
    فلما دخلت بلقيس الصرح الذى أمر نبى
    اللَّه سليمان جنوده ببنائه من الزجاج بحيث يجرى من تحته جدول صغير من
    الماء حسبته لجة (أى ماء) فكشفت عن ساقيها بحركة لاشعورية منها قِيلَ
    لَهَا ادْخُلِى الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
    وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن
    قَوَارِير)[النمل:44].
    فلما رأت بلقيس ما وهبه اللَّه لنبيه سليمان
    قَالَتْ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ
    لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين) [النمل: 44].
    وهكذا كانت بلقيس ملكة سبأ
    امرأة ذات فراسة وحكمة وذكاء ؛ فلم تستبد برأيها فى الأمور العظيمة
    والخطوب الجليلة، بل استشارت قومها، وهذا يدل على فطنتها فلما عرفت الحق
    آمنت به وأسلمت للَّه طوعًا مع سليمان عليه السلام.
    تلك هى بلقيس بنت
    شراحيل بن مالك بن الريان، ملكة سبأ، تمكنت من الملك بعد مقتل عمرو ذى
    الأذعار، فبايعها قومها وولوها الحكم، فأدارت شئون البلاد بشجاعة وحكمة،
    ورممت سد مأرب الشهير، وشيدت قصرها فى مدينة مأرب، وازدهرت على يديها
    التجارة والزراعة، وزادت ثروات البلاد واستقرت أحوال الناس.
    كانت تعبد
    الشمس هى وقومها، ثم أكرمها الله تعالى بالإيمان، فآمن قومها برسالة نبى
    الله سليمان - عليه السلام- فتزوجها سليمان - عليه السلام- وأنجبتْ له
    ولدًا، إلا أنه توفى شابَّا، وتوفيت بعده بلقيس فى أنطاكية -رضى الله
    عنها-.
    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:50 pm

    المهاجرة
    :: سارة ::



    خرجتْ مهاجرة فى سبيل الله مع زوجها وابن أخيه لوط -عليهما السلام- إلى فلسطين.
    ولما
    اشتد الجفاف فى فلسطين هاجرت مع زوجها مرة أخرى إلى مصر. وسرعان ما انتشر
    خبرهما عند فرعون مصر الذى كان يأمر حراسه بأن يخبروه بأى امرأة جميلة
    تدخل مصر.
    وذات يوم، أخبره الجنود أن امرأة جميلة حضرتْ إلى مصر، فلما
    علم إبراهيم بالأمر قال لها: "إنه لو علم أنك زوجتى يغلبنى عليكِ، فإن
    سألك فأخبريه بأنك أختي، وأنت أختى فى الإسلام، فإنى لا أعلم فى هذه الأرض
    مسلمًا غيرك وغيري".
    وطلب فرعون من جنوده أن يحضروا هذه المرأة، ولما
    وصلت إلى قصر فرعون دعت اللَّه ألا يخذلها، وأن يحيطها بعنايته، وأن
    يحفظها من شره، وأقبلت تتوضأ وتصلى وتقول: "اللهم إن كنتَ تعلم أنى آمنتُ
    بك وبرسولك، وأحصنتُ فرجى إلا على زوجي، فلا تسلط على هذا الكافر".فاستجاب
    اللَّه دعاء عابدته المؤمنة فشَلّ يده عنها -حين أراد أن يمدها إليها
    بسوء- فقال لها : ادعى ربك أن يطلق يدى ولا أضرك. فدعت سارة ربها؛ فاستجاب
    الله دعاءها، فعادت يده كما كانت، ولكنه بعد أن أطلق اللَّه يده أراد أن
    يمدها إليها مرة ثانية؛ فَشُلّت، فطلب منها أن تدعو له حتى تُطْلق يده ولا
    يمسها بسوء، ففعلت، فاستجاب الله دعاءها، لكنه نكث بالعهد فشُلّت مرة
    ثالثة. فقال لها : ادعى ربك أن يطلق يدي، وعهدٌ لا نكث فيه ألا أمسّك
    بسوء، فدعت اللَّه فعادت سليمة، فقال لمن أتى بها: اذهب بها فإنك لم تأتِ
    بإنسان، وأمر لها بجارية، وهى "هاجر" -رضى الله عنها- وتركها تهاجر من
    أرضه بسلام.
    ورجع إبراهيم وزوجه إلى فلسطين مرة أخري، ومضى "لوط" -عليه
    السلام- فى طريقه إلى قوم سدوم وعمورة (الأردن الحالية) يدعوهم إلى عبادة
    اللَّه، ويحذرهم من الفسوق والعصيان. ومرت الأيام والسنون ولم تنجب سارة
    بعد ابنًا لإبراهيم، يكون لهما فرحة وسندًا، فكان يؤرقها أنها عاقر لا
    تلد، فجاءتها جاريتها هاجر ذات مرة؛ لتقدم الماء لها، فأدامت النظر إليها،
    فوجدتها صالحة لأن تهبها إبراهيم، لكن التردد كان ينازعها؛ خوفًا من أن
    يبتعد عنها ويقبل على زوجته الجديدة، لكن بمرور الأيام تراجعت عنها تلك
    الوساوس، وخفَّت؛ لأنها تدرك أنّ إبراهيم - عليه السلام - رجل مؤمن، طيب
    الصحبة والعشرة، ولن يغير ذلك من أمره شيئًا.
    وتزوَّج إبراهيم -عليه
    السلام- "هاجر"، وبدأ شيء من الغيرة يتحرك فى نفس سارة، بعد أن ظهرت
    علامات الحمل على هاجر، فلمّا وضعت هاجر طفلها إسماعيل - عليه السلام -
    طلبت سارة من إبراهيم أن يبعدها وابنها، ولأمر أراده اللَّه أخذ إبراهيم
    هاجر وابنها الرضيع إلى وادٍ غير ذى زرع من أرض مكة عند بيت الله الحرام،
    فوضعهما هناك مستودعًا إياهما اللَّه، وداعيا لهما بأن يحفظهما الله
    ويبارك فيهما، فدعا إبراهيم -عليه السلام- ربه بهذا الدعاء: (رَّبَّنَا
    إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ
    بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ
    أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاس تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ
    الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم :37] .
    لكن آيات الله
    لا تنفد، فأراد أن يظهر آية أخرى معها. وذات يوم، جاء نفرٌ لزيارة إبراهيم
    عليه السلام؛ فأمر بذبح عجل سمين، وقدمه إليهم، لكنه دهش لما وجدهم لا
    يأكلون، وكان هؤلاء النفر ملائكة جاءوا إلى إبراهيم -عليه السلام- فى هيئة
    تجار، ألقوا عليه السلام فرده عليهم . قال تعالى: (وَلَقَدْ جَاءتْ
    رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ
    فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ. فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ
    تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ
    تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوط) [هود: 69-70] .
    قال
    تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ
    الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ
    أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) [هود : 47-48]
    وأخبرت الملائكة إبراهيم - عليه السلام- أنهم ذاهبون إلى قوم لوط؛ لأنهم عصوا نبى الله لوطًا، ولم يتبعوه.
    وقبل
    أن تترك الملائكة إبراهيم -عليه السلام- بشروه بأن زوجته سارة سوف تلد
    ولدًا اسمه إسحاق، وأن هذا الولد سيكبر ويتزوج، ويولد له ولد يسميه يعقوب.
    ولما
    سمعت سارة كلامهم، لم تستطع أن تصبر على هول المفاجأة، فعبَّرت عن فرحتها،
    ودهشتها كما تعبر النساء؛ فصرخت تعجبًا مما سمعت، وقالت: (قَالَتْ يَا
    وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ
    هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ. قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ
    رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ
    حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)[هود: 72-73] .
    وحملت سارة بإسحاق - عليه السلام - ووضعته، فبارك اللَّه لها ولزوجها فيه ؛ ومن إسحاق انحدر نسل بنى إسرائيل .
    هذه
    هى سارة زوجة نبى اللَّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- التى كانت أول من
    آمن بأبى الأنبياء إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - حين بعثه اللَّه لقومه
    يهديهم إلى الرشد، ثم آمن به لوط ابن أخيه - عليه السلام -، فكان هؤلاء
    الثلاثة هم الذين آمنوا على الأرض فى ذلك الوقت. وماتت سارة ولها من العمر
    127 عاما

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:50 pm

    أم الذبيح
    ::هاجر::



    هناك.. فى صحراء مكة القاحلة.. حيث
    لا زرع ولا ماء.. ولا أنيس ولا رفيق.. تركها زوجها هى ووليدها.. ثم مضى فى
    طريق عودته، وترك لهم تمرًا وماءً.
    فنادته زوجته وهى تقول: يا إبراهيم!
    أين تذهب وتتركنا فى هذا الوادي، الذى ليس فيه أنيس ولا شيء؟! فلم يلتفت
    إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذى لا يتخلف ولا يخيب.
    فقالت الزوجة -وكأنها أدركت أن أمرًا ما يمنع زوجها من الرد عليها-: الله أمرك بهذا؟
    فيرد الزوج: نعم.
    فتقول
    الزوجة التى آمنت بربها، وعرفت معنى اليقين بصِدْقِ وَعْدِ الله، وفهمت
    كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، تقول فى غير تردد ولا قلق: إذن لا
    يضيعنا. وانصرف إبراهيم -عليه السلام- وهو يدعو ربه ويقول: (ربنا إنى
    أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة
    فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ربنا
    إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شيء فى الأرض ولا فى
    السماء)[إبراهيم 37-38].
    ونفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروى به
    ظمأ طفلها، وقد جفّ لبنها فلا تجد ما ترضعه. فيتلوى الطفل جوعًا وعطشًا،
    ويصرخ، ويتردد فى الصحراء والجبال صراخه الذى يدمى قلب الأم الحنون.
    وتسرع
    الأم وتصعد على جبل الصفا، لتنظر أحدًا ينقذها هى وطفلها من الهلاك، أو
    تجد بعض الطعام أو الشراب. ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة،
    وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها،
    فيبعث الله جبريل -عليه السلام- فيضرب الأرض بجناحه؛ لِتَخْرُجَ عينُ ماءٍ
    بجانب الصغير، فتهرول الأم نحوها وقلبها ينطلق بحمد الله على نعمته، وجعلت
    تغرف من مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها، وتقول لعين الماء: زُمّى
    زُمّي، فسميت هذه العين زمزم.
    يقول النبى (: "يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عينًا معينًا" [البخاري].
    إنها هاجر، أم إسماعيل، وزوجة إبراهيم خليل الله - رضى الله عنها -. عُرِفَتْ فى التاريخ بأمِّ العَرَب العدنانيين.
    وَهَبَهَا
    ملكُ مِصرَ إلى السيدة سارة -زوج إبراهيم الأولي-، عندما هاجرا إلى مصر.
    ولما أدركت سارة أنها كبرت فى السن، ولم تنجب، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها،
    عسى الله أن يرزقه منها الولد.
    وتزوج إبراهيم -عليه السلام- السيدة
    هاجر، وبدت عليها علامات الحمل، ثم وضعت إسماعيل -عليه السلام- ووجدت
    الغيرة طريقها إلى قلب السيدة سارة، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التى
    كانت لها فى قلب زوجها من قبل، فطلبت منه أن يأخذ السيدة هاجر بعيدًا
    عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إلى صحراء مكة، بأمرٍ من الله،
    ولحكمة يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولوليدها.
    ومرت الأيام بطيئة
    ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة "جُرْهُم"
    وأرادوا البقاء فى هذا المكان؛ لما رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن
    بجانبها، ومشاركتها فى الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشب الطفل الرضيع
    بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم، ولما كبر تزوج امرأة منهم.
    هذه هى
    هاجر أم الذبيح وأم العرب العدنانيين، رحلت عنا بعدما تركت لنا مثالا
    رائعًا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية ؛ فقد أخلصت النية
    للَّه تعالي، فرعاها فى وحشتها، وأمَّنها فى غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من
    حيث لا تحتسب.
    وقد جعل الله - سبحانه - ما فعلته السيدة هاجر - رضى الله عنها- من الصعود والسعى بين الصفا والمروة من أعمال الحج.
    قيل إنها توفيت وعندها من العمر 90 سنة، ودفنها إسماعيل -عليه السلام- بجانب بيت الله الحرام.




    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:50 pm

    المتوكلة
    ::أم موسى::


    تحت صرخات امرأة ذُبح ابنها، فتحت
    أيارخا زوجة عمران الباب، بعد أن ابتعدت أقدام جنود فرعون، واختفت ضحكاتهم
    الوحشية، ومضت إلى جارتها، التى كانت أقرب إلى الموت منها إلى الحياة،
    تخفف عنها آلامها، وتواسيها فى أحزانها.
    كان بنو إسرائيل فى مصر يمرون
    بأهوال كثيرة، فقد ضاق بهم "فرعون"، وراح يستعبدهم ويسومهم سوء العذاب؛
    نتيجة ما رأى فى منامه من رؤيا أفزعته، فدعا المنجِّمين لتأويل رؤياه،
    فقالوا: سوف يولد فى بنى إسرائيل غلام يسلبك المُلك، ويغلبك على سلطانك،
    ويبدل دينك. ولقد أطل زمانه الذى يولد فيه حينئذٍ.
    ولم يبالِ فرعون بأى
    شيء سوى ما يتعلق بملكه والحفاظ عليه، فقتل الأطفال دون رحمة أو شفقة،
    وأرسل جنوده فى كل مكان لقتل كل غلام يولد لبنى إسرائيل .
    وتحت غيوم
    البطش السوداء، ورياح الفزع العاتية، وصرخات الأمهات وهن يندبن أطفالهن
    الذين قُتِلوا ظلمًا، كان الرعب يسيطر على كيان زوجة عمران، ويستولى الخوف
    على قلبها، فقد آن وضع جنينها وحان وقته، وسيكون مولده فى العام الذى يقتل
    فرعون فيه الأطفال. واستغرقت فى تفكير عميق، يتنازع أطرافه يقين الإيمان
    ولهفة الأم على وليدها، ووسوسة الشيطان الذى يريد أن يزلزل فيها ثبات
    الإيمان، لذلك كانت تستعين دائمًا باللَّه، وتستعيذ به من تلك الوساوس
    الشريرة .
    ولما أكثر جنود فرعون من قتل ذكور بنى إسرائيل قيل لفرعون:
    إنه يوشك إن استمر هذا الحال أن يموت شيوخهم وغلمانهم، ولا يمكن لنسائهم
    أن يقمن بمايقوم به الرجال من الأعمال الشاقة فتنتهى إلينا، حيث كان بنو
    إسرائيل يعملون فى خدمة المصريين فأمر فرعون بترك الولدان عامًا وقتلهم
    عامًا، وكان رجال فرعون يدورون على النساء فمن رأوها قد حملت، كتبوا
    اسمها، فإذا كان وقت ولادتها لا يولِّدها إلا نساء تابعات لفرعون . فإن
    ولدت جارية تركنها، وإن ولدت غلامًا؛ دخل أولئك الذباحون فقتلوه ومضوا.
    ولحكمة اللَّه -تعالى وعظمته- لم تظهر على زوجة عمران علامات الحمل كغيرها
    ولم تفطن لها القابلات ، وما إن وضعت موسى - عليه السلام- حتى تملكها
    الخوف الشديد من بطش فرعون وجنوده، واستبد بها القلق على ابنها موسى،
    وراحت تبكى حتى جاءها وحى اللَّه عز وجل آمرًا أن تضعه داخل صندوق وتلقيه
    فى النيل. قال تعالي: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ
    فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا
    تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
    [القصص :7].
    وكانت دار أم موسى على شاطئ النيل، فصنعت لوليدها تابوتًا
    وأخذت ترضعه، فإذا دخل عليها أحد ممن تخافه، ذهبت فوضعته فى التابوت،
    وسَـيرَتْـهُ فى البحر، وربطته بحبل عندها.
    وذات يوم، اقترب جنود
    فرعون، وخافت أم موسى عليه، فأسرعت ووضعته فى التابوت، وأرسلته فى البحر،
    لكنها نسيت فى هذه المرة أن تربط التابوت، فذهب مع الماء الذى احتمله حتى
    مرَّ به على قصر فرعون. وأمام القصر توقف التابوت، فأسرعت الجوارى
    وأحضرنه، وذهبن به إلى امرأة فرعون، فلما كشفت عن وجهه أوقع اللَّه محبته
    فى قلبها، فقد كانت عاقرًا لا تلد. وذاع الخبر فى القصر، وانتشر نبأ
    الرضيع حتى وصل إلى فرعون، فأسرع فرعون نحوه هو وجنوده وهمّ أن يقتله،
    فناشدته امرأته أن يتركه، وقالت له: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ
    قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ
    نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص: 9].
    كاد قلب أم
    موسى أن يتوقف، فهى ترى ابنها عائمًا فى صندوق وسط النهر، ولكنَّ الله
    صبرها، وثبتها، وقالت لابنتها: اتبعيه، وانظرى أمره، ولا تجعلى أحدًا يشعر
    بك. وكان قلبها ينفطر حزنًا على مصير وليدها الرضيع الذى جرفه النهر
    بعيدًا عنها (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ
    لَتُبْدِى بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ
    الْمُؤْمِنِينَ. وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن
    جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) [القصص: 10-11].
    فرحت امرأة فرعون بموسى
    فرحًا شديدًا، ولكنه كان دائم البكاء، فهو جائع، ولكنه لا يريد أن يرضع من
    أية مرضعة، فخرجوا به إلى السوق لعلهم يجدون امرأة تصلح لرضاعته، فلما
    رأته أخته بأيديهم عرفته، ولم تُُظِْْهِْر ذلك، ولم يشعروا بها، فقالت
    لهم: أعرف من يرضعه. وأخذته إلى أمه.( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ
    مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ
    لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ. فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَى تَقَرَّ
    عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
    وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[القصص: 12-13]. هذا هو القدر
    الإلهى يظهر منه ومضات ليتيقن الناس أن خالق السَّماوات والأرض قادر على
    كل شيء: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
    لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].
    وما إن وصل موسى -عليه السلام- إلى أمه
    حتى أقبل على ثديها، ففرحت الجوارى بذلك فرحًا شديدًا، وذهب البشير إلى
    امرأة فرعون، فاستدعت أم موسى، وأحسنت إليها، وأعطتها مالا كثيرًا - وهى
    لا تعرف أنها أمه-، ثم طلبتْ منها أن تُقيم عندها لترضعه فرفضتْ، وقالت :
    إن لى بعلا وأولادًا، ولاأقدر على المقام عندك، فأخذته أم موسى إلى بيتها،
    وتكفلت امرأة فرعون بنفقات موسى. وبذلك رجعت أم موسى بابنها راضية مطمئنة،
    وعاش موسى وأمه فى حماية فرعون وجنوده، وتبدل حالهما بفضل صبر أم موسى
    وإيمانها.
    ولم يكن بين الشدة والفرج إلا يوم وليلة، فسبحان من بيده الأمر، يجعل لمن اتقاه من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.


    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:51 pm

    زوجة الفراسة والحياء
    :: زوجة موسى ::

    يقول ابن مسعود: أفرس
    الناس ثلاثة ؛ صاحب يوسف حين قال لامرأته: (أَكْرِمِى مَثْوَاهُ)
    [يوسف:21]، وصاحبة موسى حين قالت: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) [القصص:
    26]، وأبو بكر حين استخلف عمر بن الخطاب.
    ولكن ما الذى أخرج موسى من مصر إلى أرض مدين فى جنوب فلسطين؛ ليتزوج من ابنة الرجل الصالح، ويرعى له الغنم عشر سنين ؟!
    كان
    موسى يعيش فى مصر، وبينما هو يسير فى طريقه رأى رجلين يقتتلان؛ أحدهما من
    قومه "بنى إسرائيل"، والآخر من آل فرعون. وكان المصرى يريد أن يسخِّر
    الإسرائيلى فى أداء بعض الأعمال، واستغاث الإسرائيلى بموسى، فما كان منه
    إلا أن دفع المصرى بيده فمات على الفور، قال تعالي: (وَدَخَلَ
    الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا
    رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ
    فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِى مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِى مِنْ عَدُوِّهِ
    فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
    إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِين)[القصص: 15].
    وفى اليوم التالى تشاجر
    اليهودى مع رجل آخر فاستغاث بموسى -عليه السلام- مرة ثانية فقال له موسى:
    إنك لَغَوِى مُبين؛ فخاف الرجل وباح بالسِّرِّ عندما قال: أتريد أن تقتلنى
    كما قتلت نفسًا بالأمس، فعلم فرعون وجنوده بخبر قتل موسى للرجل، فجاء رجل
    من أقصى المدينة يحذر موسى، فأسرع بالخروج من مصر، وهو يستغفر ربه قائلاً:
    (رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ
    الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [القصص :16].
    وخرج موسى من مصر، وظل ينتقل حتى
    وصل إلى أرض مَدْين فى جنوب فلسطين، وجلس موسى -عليه السلام- بالقرب من
    بئر، ولكنه رأى منظرًا لم يعجبه؛ حيث وجد الرعاة يسقون ماشيتهم من تلك
    البئر، وعلى مقربة منهم تقف امرأتان تمنعان غنمهما عن ورود الماء؛
    استحياءً من مزاحمة الرجال، فأثر هذا المنظر فى نفس موسى؛ إذ كان الأولى
    أن تسقى المرأتان أغنامهما أولاً، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما، فذهب
    موسى إليهما وسألهما عن أمرهما، فأخبرتاه بأنهما لا تستطيعان السقى إلا
    بعد أن ينتهى الرجال من سقى ماشيتهم، وأبوهما شيخ كبير لا يستطيع القيام
    بهذا الأمر، فتقدم ليسقى لهما كما ينبغى أن يفعل الرجال ذوو الشهامة،
    فزاحم الرجال وسقى لهما، ثم اتجه نحو شجرة فاستظل بظلها، وأخذ يناجى ربه:
    (رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير) [القصص: 24].
    وعادت الفتاتان إلى
    أبيهما، فتعجب من عودتهما سريعًا. وكان من عادتهما أن تمكثا وقتًا طويلا
    حتى تسقيا الأغنام، فسألهما عن السبب فى ذلك، فأخبرتاه بقصة الرجل القوى
    الذى سقى لهما، وأدى لهما معروفًا دون أن يعرفهما، أو يطلب أجرًا مقابل
    خدمته، وإنما فعل ذلك مروءة منه وفضلا.
    وهنا يطلب الأب من إحدى ابنتيه
    أن تذهب لتدعوه، فجاءت إليه إحدى الفتاتين تمشى على استحياء، لتبلغه دعوة
    أبيها: (إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) [القصص: 25]. واستجاب موسى
    للدعوة، فلما وصل إلى الشيخ وقصّ عليه قصته، طمأنه الشيخ بقوله: (لا
    تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[القصص: 25].
    وعندئذ
    سارعت إحدى الفتاتين -بما لها من فراسة وفطرة سليمة، فأشارت على أبيها بما
    تراه صالحًا لهم ولموسى -عليه السلام-: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ
    اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِى الأَمِين)[القصص:
    26]. فهى وأختها تعانيان من رعى الغنم، وتريد أن تكون امرأة مستورة، لا
    تحتكّ بالرجال الغرباء فى المرعى والمسقي، فالمرأة العفيفة الروح لا
    تستريح لمزاحمة الرجال. وموسى فتى لديه من القوة والأمانة ما يؤهله للقيام
    بهذه المهمة، والفتاة تعرض رأيها بكل وضوح، ولا تخشى شيئًا، فهى بريئة
    النفس، لطيفة الحسّ.
    ويقتنع الشيخ الكبير لما ساقته ابنته من مبررات
    بأن موسى جدير بالعمل عنده ومصاهرته، فقال له: (إِنِّى أُرِيدُ أَنْ
    أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَى هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِى ثَمَانِى
    حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ
    أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِى إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ قَالَ
    ذَلِكَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا
    عُدْوَانَ عَلَى وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)[القصص :27-28].
    ولـمَّا
    وَفَّى موسى الأجل وعمل فى خدمة صِهْرِه عشر سنين، أراد أن يرحل إلى مصر،
    فوافق الشيخ ودعا له بالخير، فخرج ومعه امرأته وما أعطاه الشيخ من
    الأغنام، فسار موسى من مدين إلى مصر.
    وهكذا كانت زوجة موسى - رضى
    اللَّه عنها - نموذجًا للمؤمنة، ذات الفراسة والحياء، وكانت قدوة فى
    الاهتمام باختيار الزوج الأمين العفيف.



    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:51 pm

    الأم العذراء
    :: مريم ::

    أنزل الله ملائكة يقولون لها: (وَإِذْ
    قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ
    وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 42].
    ويقول عنها رسول الله (:"خير نساء العالمين: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة" [ابن حبان].
    فى
    جو ساد فيه الظلم والاضطراب، كانت الحياة التى يعيشها بنو إسرائيل بائسة،
    فقد أفسدوا دينهم وحرّفوا عقيدتهم، وأضحى الواحد منهم لا يأمن على نفسه
    غدر الآخر، وفى خضم هذا الفساد كان يعيش عمران بن ماتان وزوجته حَنّة بنت
    فاقوذ، يعبدان الله وحده ولا يشركان به شيئًا، وكان الزمان يمر بهما دون
    ولد يؤنسهما. وفى يوم من الأيام جلست حنة بين ظلال الأشجار، فرأت عصفورة
    تطعم صغيرها، فتحركت بداخلها غريزة الأمومة، فدعت اللّه أن يرزقها ولدًا
    حتى تنذره لخدمة بيت المقدس ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ
    إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى
    إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [آل عمران: 35] .
    وتقبل الله
    منها دعاءها، ولكن حكمته اقتضت أن يكون الجنين أنثي، فكانت السيدة
    مريم(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى
    وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ
    وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى
    وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا
    مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)[آل عمران: 36].
    يقول (فى ذلك أنه : "كل بنى آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها" [مسلم].
    لكن
    القدر كان يخفى لمريم اليتم، فقد توفى أبوها وهى طفلة صغيرة، وأخذتها أمها
    إلى الهيكل؛ استجابة لنذرها، ودعت الله أن يتقبلها(فَتَقَبَّلَهَا
    رَبُّهَا بِقَبُولٍ
    حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا) [آل عمران: 37].
    ولما
    رآها الأحبار قذف الله فى قلوبهم حبها، فتنازعوا على من يكفلها. قال نبى
    الله زكريا -عليه السلام- وكان أكبرهم سنا: أنا آخذها، وأنا أحق بها؛ لأن
    خالتها زوجتى - يقصد زوجة أم يحيي، لكن الأحبار أَبَوْا ذلك، فقال لهم
    زكريا: نقترع عليها، بأن نلقى أقلامنا التى نكتب بها التوراة فى نهر
    الأردن، ومن يستقر قلمه؛ يكفلها، ففعلوا، فأخذ النهر أقلامهم، وظهر قلم
    زكريا فكفلها. قال تعالي: وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون
    أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
    يَخْتَصِمُون [آل عمران: 44]. (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا) [آل عمران: 37].
    وكان عُمْرُ مريم حينئذ لا يتجاوز عامًا، فجعل لها زكريا خادمة فى محرابها
    ظلت معها حتى كبرت، وكان لا يدخل عليها حتى يستأذنها ويسلم عليها، وكان
    يأتى إليها بالطعام والشراب.
    غير أنه كلما دخل عليها قدمت له طبقًا
    ممتلئًا بالفاكهة، فيتعجب زكريا من الفاكهة التى يراها، حيث يرى فاكهة
    الصيف فى الشتاء، وفاكهة الشتاء فى الصيف، فيقول لها فى دهشة: يا مريم من
    أين يأتى لك هذا؟ فتقول: رزقنى به اللّه. قال تعالي: (كُلَّمَا دَخَلَ
    عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا
    مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ
    يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)[آل عمران: 37]، فلما رأى زكريا
    مارأى من قدرة ربه وعظمته، دعا اللّه أن يعطيه ولدًا يساعده ويكفيه مؤنة
    الحياة (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن
    لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء.فَنَادَتْهُ
    الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ
    يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا
    وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 38 -39].
    مرت
    السنون وأصبح زكريا شيخًا كبيرًا، ولم يعد قادرًا على خدمة مريم كما كان
    يخدمها، فخرج على بنى إسرائيل، يطلب منهم كفالة مريم، فتقارعوا بينهم حتى
    كانت مريم من نصيب ابن خالها يوسف النجار، وكان رجلاً تقيا شريفًا خاشعًا
    للّه. وظل يوسف يخدمها حتى بلغت سن الشباب، فضربت مريم عندئذ على نفسها
    الحجاب، فكان يأتيها بحاجتها من الطعام والماء من خلف الستار . وبعد ذلك
    ابتعدت مريم عن الناس، وأصبح لا يراها أحد ولا ترى أحدًا (وَاذْكُرْ فِى
    الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا.
    فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا) [مريم : 16-17].
    وبينما مريم
    منشغلة فى أمر صلاتها وعبادتها، جاءها جبريل بإذن ربها على هيئة رجل
    ليبشرها بالمسيح ولدًا لها (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ
    لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) [مريم: 17]، ففزعت منه، وقالت: قَالَتْ إِنِّى
    أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا
    رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ
    لِى غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا. قَالَ
    كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَى هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً
    لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا) [مريم:18-21].
    يقول المفسرون: إنها خرجت وعليها جلبابها، فأخذ جبريل بكمها، ونفخ فى جيب
    درعها، فحملت حتى إذا ظهر حملها، استحيت، وهربت حياءً من قومها نحو المشرق
    عند وادٍ هجره الرعاة. فخرج قومها وراءها يبحثون عنها، ولا يخبرهم عنها
    أحد. فلما أتاها المخاض تساندت إلى جذع نخلة تبكى وتقول( قَالَتْ يَا
    لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا) [مريم :23].
    حينئذ أراد الله أن يسكّن خوفها فبعث إليها جبريل(فَنَادَاهَا مِن
    تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّاوَهُزِّى
    إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا.
    فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ
    أَحَدًا فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ
    الْيَوْمَ إِنسِيًّا) [مريم: 24 - 26].
    فاطمأنت نفس مريم إلى كلام الله
    لها على لسان جبريل، وانطلقت إلى قومها. (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا
    تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ) [مريم:
    27]، أى جئت بشيء منكرٍ وأمرٍ عظيم(يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ
    امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ
    قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيًّا)[مريم: 28-
    29]، لكن الله لا ينسى عباده المخلصين، فأنطق بقدرته المسيح وهو وليد لم
    يتعدّ عمره أيامًا معدودة(قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِى الْكِتَابَ
    وَجَعَلَنِى نَبِيًّا. وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ
    وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا
    بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلَامُ عَلَى
    يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)
    [مريم:30-33]. فَعَلَتِ الدهشةُ وجوهَ القوم، وظهرت علامات براءة مريم،
    فانشرح صدرها، وحمدت الله على نعمته.
    لكن أعداء الله - اليهود - خافوا
    على عرشهم وثرواتهم، فبعث ملكهم جنوده ليقتلوا هذا الوليد المبارك، فهاجرت
    به مريم، ومعها يوسف النجار إلى مصر، حيث مكثوا بها اثنتى عشرة سنة،
    تَرَّبى فيها المسيح، ثم عادت إلى فلسطين بعد موت هذا الملك الطاغية،
    واستقرت ببلدة الناصرة، وظلت فيها حتى بلغ المسيح ثلاثين عامًا فبعثه
    اللّه برسالته، فشاركته أمه أعباءها، وأعباء اضطهاد اليهود له وكيدهم به،
    حتى إذا أرادوا قتله، أنقذه الله من بين أيديهم، وألقى شَبَهَهُ على أحد
    تلاميذه الخائنين وهو يهوذا، فأخذه اليهود فصلبوه حيا. بينما رفع اللَّه
    عيسى إليه مصداقًا لقوله تعالي ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن
    شُبِّهَ لَهُم)[النساء: 157]، وقوله تعالي: (بَل رَّفَعَهُ اللّهُ
    إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)[ النساء: 158] .
    وتوفيت مريم بعد رفع عيسى -عليه السلام- بخمس سنوات، وكان عمرها حينئذ ثلاثًا وخمسين سنة، ويقال: إن قبرها فى أرض دمشق .
    هذه
    هى قصة السيدة المؤمنة مريم كما حكاها لنا القرآن الكريم، وهو كلام الله
    تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... وقد بين لنا
    القرآن الكريم كفرَ اليهود وإلحادهم وإشراك النصارى وادّعاءاتهم. حيث يقول
    الله تعالي: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا
    عَظِيمًا) [النساء: 65_] .
    وقولهم: المسيح هو ابن الله، وعبادتهم له
    ولأمه مريم ولروح القدس (جبريل) إنما هو قول باطل، يخرج صاحبه من نور
    التوحيد إلى ظلام الكفر والشرك.
    ولقد نعى الله عليهم ما هم فيه من
    الشرك والضلال والكفر، وأوْضَحَ لهم فساد عقيدتهم؛ حتى يكونوا على بصيرة
    من أمرهم، عسى أن يتوبوا إليه؛ فقال تعالي ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ
    تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ
    إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ
    أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ
    وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ
    إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ
    لَّهُ مَا فِى السَّمَاوَات وَمَا فِى الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ
    وَكِيلاً) [النساء:117].
    ويوضح الله كُفر مَنْ يزعم أن المسيح ابن
    الله؛ فالمسيح -عليه السلام- لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرّا.
    يقول تعالي: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ
    الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ
    أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِى
    الأَرْضِ جَمِيعًا) [المائدة: 17].
    ويقول تعالى ( مَّا الْمَسِيحُ
    ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
    وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ
    نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المائدة:
    75].
    ويبين الله -تعالي- براءة المسيح مما ادعوه عليه من الألوهية
    والعبادة. يقول سبحانه(وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
    أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمِّى إِلَهَيْنِ مِن دُونِ
    اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِى أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى
    بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى
    وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ.
    اللّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ
    فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ
    وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [المائدة : 116-117].


    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:51 pm

    المرضعة
    :: حليمة السعدية::

    أرضعتْ رسول اللَّه (، وأتمتْ رضاعه
    حتى الفصال، وقد عرف النبي ( لها ذلك الجميل؛ فعن أبى الطفيل قوله: رأيت
    رسول اللَّه ( يقسِّم لحمًا بالجعرانة، فجاءته امرأة فبسط لها رداءه،
    فقلت: من هذه؟ فقالوا: أمه التي أرضعتْه. [الطبراني].
    إنها السيدة حليمة بنت أبى ذؤيب عبد الله السعدية مرضعة النبي( .
    قدمت
    السيدة حليمة -رضى اللَّه عنها- مكة تلتمس طفلاً رضيعًا، وكانت تلك السنة
    مقحطة جافةً على قبيلتها -قبيلة بنى سعد- جعلت نساءها -ومنهن حليمة- يسعين
    وراء الرزق، فأتين مكة؛ حيث جرتْ العادة عند أهلها أن يدفعوا بصغارهم
    الرُّضَّع إلى من يكفلهم. وتروى لنا السيدة حليمة قصتها، فتقول: قدمتُ مكة
    فى نسوة من بنى سعد، نلتمس الرضعاء فى سنة شهباء (مجدبة) على أتان ضعيفة
    (أنثى الحمار) معى صبى وناقة مسنة. ووالله ما نمنا ليلتنا لشدة بكاء صبينا
    ذاك من ألم الجوع، ولا أجد فى ثديى ما يعينه، ولا فى ناقتنا ما يغذيه،
    فِسْرنا على ذلك حتى أتينا مكة، وكان الرَّكْبُ قد سبقنا إليها، فذهبتُ
    إلى رسول الله ( فأخذتُه، فما هو إلا أن أخذته فجئتُ به رحلي، حتى أقبل
    عَلى ثدياى بما شاء من لبن، وشرب أخوه حتى رَوِي، وقام زوجى إلى الناقة
    فوجدها حافلة باللبن؛ فحلب وشرب، ثم شربتُ حتى ارتوينا، فبتنا بخير ليلة،
    فقال لى زوجي: يا حليمة! واللَّه إنى لأراك قد أخذتِ نسمة مباركة، ألم ترى
    ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه؟!
    كانت حليمة -رضى
    اللَّه عنها- أمينة على رسول اللَّه (، حانية عليه، ما فرَّقت يومًا بينه
    وبين أولادها من زوجها، وما أحس عندها رسول اللَّه شيئًا من هذا.
    وكان لها من زوجها الحارث بن عبد العزى أبناء، هم إخوة لرسول اللَّه ( من الرضاعة، وهم عبد اللَّه، وأنيسة، وحذافة (وهى الشيماء).
    وكان
    رسول اللَّه ( َيصِل حليمة، وُيْهِدى إليها، عِرْفانًا بحقها عليه؛ فقد
    عاش معها قرابة أربعة أعوام، تربى فيها على الأخلاق العربية، والمروءة،
    والشهامة، والصدق، والأمانة، ثم ردَّته إلى أمه السيدة آمنة بنت وهب،
    وعمره خمس سنوات وشهر واحد.
    وقد أحبها النبي ( حُبّا كبيرًا؛ حتى إنه لما أخبرته إحدى النساء بوفاتها -بعد فتح مكة- ذرفت عيناه بالدموع عليها.

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:52 pm

    عمة النبي
    ::صفية بنت عبد المطلب::

    كانت -رضى الله عنها- صابرة محتسبة، راضية بقضاء الله، ترى كل مصيبة هينة -مهما عظمت- ما دامتْ فى سبيل الله.
    ففى
    غزوة أحد أقبلت لتنظر إلى أخيها حمزة الذي استشهد، فلقيها ابنها الزبير بن
    العوام فقال: أى أمه، رسول اللَّه ( يأمرك أن ترجعي، قالت: ولِمَ؟ وقد
    بلغنى أنه مُثِّل بأخي، وذلك فى اللَّه، فما أرضانا بما كان فى ذلك،
    لأصبرن وأحتسبن إن شاء اللَّه. فجاء الزبير فأخبر النبي ( فقال: "خلِّ
    سبيلها". فأتتْ إلى حمزة، واستغفرت له، ثم أمر النبي ( بدفنه.
    وكانت -
    رضى اللَّه عنها - مقاتلة شجاعة.فلما خرج ( إلى غزوة الخندق، جعل نساءه فى
    بيت لحسان بن ثابت، فجاء أحد اليهود، فرَقَى فوق الحصن حتى أطل على
    النساء، فقامت إليه صفية -رضى اللَّه عنها- فضربته وقطعت رأسه، ثم أخذتها،
    فألقتها على اليهود وهم خارج البيت، فقالوا: قد علمنا أن هذا -أى النبي (-
    لم يكن ليترك أهله، ليس معهم أحد يحميهم، فتفرقوا.
    إنها صفية بنت عبد
    المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أمها بنت وهيب بن عبد مناف بن زُهرة
    بن كُلاب، وهى أخت حمزة لأمه، تزوجها فى الجاهلية الحارث بن حرب بن أُمية،
    فولدت له ولدًا، ثم تزوجها "العوام بن خويلد" فولدت له الزبير، والسائب،
    وعبد الكعبة، وأسلمت صفية، وبايعت النبي( وهاجرت إلى المدينة، وكانت من
    أوائل المهاجرات إلى المدينة، أسلمت مع ولدها الزبير، وقيل: مع أخيها حمزة.
    قالت
    عائشة: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين)[الشعراء:142]، قام النبي ( فقال:
    "يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بنى عبد المطلب، لا أملك
    لكم من اللَّه شيئًا، سلونى من مالى ما شئتم" [مسلم، والنسائي، والترمذي،
    وأحمد].
    ولما مات النبي ( رثته صفية بقولها:
    توفيت "صفية بنت عبد
    المطلب" سنة عشرين هجرية فى خلافة عمر بن الخطاب - رضى اللَّه عنه -
    وعندها بضع وسبعون سنة، ودفنت بالبقيع فى فناء دار المغيرة بن شعبة، وقد
    روت عن الرسول ( بعض الأحاديث، فرضى اللَّه عنها وأرضاها.

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:52 pm

    المؤازرة
    ::أروى بنت عبد المطلب::

    دخل عليها ابنها طليب بن عمير -قبل إسلامها- فقال: يا أمى تبعتُ محمدًا وأسلمت للَّه.
    فقالت له: إن أحق من آزرت وعضدت ابن خالك، واللَّه لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال، لتبعناه ودافعنا عنه.
    فقال طليب: فما يمنعك يا أمى من أن تسلمى وتتبعيه، فقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أنظر ما يصنع أخواتى ثم أكون إحداهن.
    فقال طليب: فإنى أسألك بالله إلا أتيته، فسلمت عليه وصدقته، وشهدتِ أن لاإله إلا الله وأن محمدًا رسول الَّله.
    إنها "أروى بنت عبد المطلب بن هاشم" إحدى عمات النبي ( الست، كانت قبل إسلامها تعضده وتؤازره وتنصره.
    قال
    بعض المؤرخين: إنها أسلمت وهاجرت إلى المدينة، واستدلوا بما رُوِى أن أبا
    جهل -ومعه عدد من الكفار- اعترضوا النبي ( فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى
    أبى جهل فضربه ضربة شجه بها، فأخذوه وأوثقوه. فقام دونه أبو لهب حتى خلاه.
    فقيل
    لأروي: ألا ترين ابنك طليبًا قد صير نفسه غرضًا دون محمد؟ فقالت: خير
    أيامه يوم يذبُّ عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند اللَّه.
    فقالوا: أوقد تبعتِ محمدًا؟ قالت: نعم.
    فخرج
    بعضهم إلى أبى لهب فأخبره، فأقبل حتى دخل عليها فقال: عجبًا لك !
    ولاتباعِكِ محمدًا وتركِكِ دينَ عبد المطلب! فقالت: قد كان ذلك، فقم دون
    ابن أخيك واعضده وامنعه، فإن يظهر أمره، فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون
    على دينك، وإن يُصَبْ، كنتَ قد أعذرت فى ابن أخيك.
    فقال أبو لهب: أَوَلَنَا طاقة بالعرب قاطبة، جاء بدِين مُحْدَثٍ، ثم انصرف. وظلت أرْوَى مؤازرة النبي ( ناصرة دينه.
    قالت ترثى النبي (:
    ألا يا رسولَ الله كنتَ رجاءنا وكُنْتَ بنا برّا ولم تَكُ جافيًا
    كانت أروى بنت عبد المطلب قد تزوجت عمير بن وهب فولدت له طليبًا، ثم تزوجت من بعده كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار فولدت له أروي.
    تُوُفِّيَتْ -رضى الله عنها- فى نحو سنة 15 من الهجرة.

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:52 pm

    أم الإيمان
    ::فاطمة بنت أسد::


    لما تُوفِّيت دخل عليها النبي
    ( وجلس عند رأسها، وقال: "رحمك اللَّه يا أمي، كنت أُمي، تجوعين
    وتشبعينني، وتعرّيْنَ وتكسينني، وتمنعين نفسك طيبها وتطعمينني، تريدين
    بذلك وجه اللَّه والدار الآخرة" ثم أمر أن تغسل ثلاثًا، فلما بلغ الماء
    الذي فيه الكافور سكبه رسول اللَّه ( بيده، ثم خلع قميصه، فألبسها إياه،
    وكفنها، ولما حُفِر قبرها وبلغوا اللَّحد حفره النبي ( بيده وأخرج ترابه،
    فلما فرغ، دخل ( فاضطجع فيه ثم قال: "اللَّه الذي يحيى ويميت، وهو حى
    لايموت، اللّهم اغفر لأمى فاطمة بنت أسد، ولقِّنها حجتها، ووَسِّعه عليها
    بحق نبيك والأنبياء من قبلي، فإنك أرحم الراحمين". ثم كبَّر عليها أربعًا،
    وأدخلها اللحد ومعه العباس وأبو بكر الصديق يساعدانه. [الطبراني].
    وعندما
    سأله الصحابة: ما رأيناك صنعتَ بأحد ما صنعتَ بهذه، قال: " إنه لم يكن بعد
    أبى طالب أبرّ بى منها، وإنما ألبستُها قميصى لتُكْسَى من حُلل الجنة،
    واضطجعتُ فى قبرها لأُهَوِّنَ عليها عذاب القبر" [الطبراني].
    هذه هي
    منزلة السيدة "فاطمة بنت أسد" زوجة أبى طالب عند رسول اللَّه (؛ حيث كانت
    ترعاه رعاية خاصة، فقد كانت تشعر باليُتْم الذي يعانيه حتى إنها كانت
    تفضله على أبنائها.
    وقد نشأت السيدة فاطمة فى بيت من أشرف بيوت قريش
    وأعزها، فأبوها هو "أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي"، وأمها "فاطمة بنت
    قيس" وقد تزوجت "فاطمة بنت أسد" من أبى طالب فولدت له طالبًا وعقيلاً
    وجعفرًا وعليّا -كرم اللَّه وجهه-، وأم هانئ، وجمانة، وربطة.
    وقد تركت
    معاملتها فى نفس النبي ( -وهو طفل- أبلغ الأثر، فقد كانت حميدة الأخلاق،
    عميقة الإيمان، صافية النية، مما جعلها تترك أثرًا بالغًا -أيضًا- فى نفوس
    أبنائها، وبخاصة الإمام على بن أبى طالب -رضى اللَّه عنه-
    وظلت فاطمة تمارس دورها بعد وفاة زوجها أبى طالب، فدخلت فى الإسلام وهاجرت، وكافحت فى سبيل توطيد دعائم الدين الحنيف.
    وكان
    على يقول لها -بعد أن تزوج فاطمة الزهراء بالمدينة-: يا أمى اكفى فاطمة
    بنت رسول اللَّه ( سقاية الماء، والذهاب فى الحاجة، وتكفيك الداخل: الطحن
    والعجن. [الطبراني
    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:53 pm


    أم الحبيب
    ::أم أيمن::

    هى إحدى المهاجرات الأُوَل، كان رسول
    اللَّه ( يناديها: "يا أمَّه"، وكان إذا نظر إليها، يقول: "هذه بقية أهل
    بيتي" [ابن سعد والحاكم]. وكان النبي ( يزورها دائمًا، ويكرمها، ويقول
    عنها: "أم أيمن أمي، بعد أمي". وكانت هي سعيدة بهذا الأمر، وتعيشه كأنه
    حقيقة، فكانت تحنو عليه حنان الأم على ابنها، وتخشى عليه خشيتها، وتغضب
    أحيانًا عليه كما تغضب الأم، فعن أنس- رضى الله عنه - قال: انطلق بنا رسول
    الله ( إلى أم أيمن، فانطلقت معه، فناولته إناء فيه شراب. قال: فلا أدرى
    أصادفته صائمًا أو لم يُرِدْه، فجعلت تصخب عليه (تصرخ فيه) وتذمر عليه
    (تكلمه بحدة وغضب) وما كانت لتفعل ذلك مع رسول الله ( إلا وهو يعلم أنه
    بمثابة الابن، فهى قد حضنته وربته ).
    هذه أم أيمن -رضى الله عنها-
    أحاطت رسول الله ( بحبها ورعايتها، وكانت أمَّه صغيرًا وكبيرًا، فأكرمها
    اللَّه -سبحانه وتعالى- بفضله، وجزاها خيرًا على جميلها، وحفظها كما حفظت
    النبي (، فتروى لنا قصة هجرتها إلى المدينة، ومدى حماية الله تعالى لها،
    فتقول: خرجتُ مهاجرة من مكة إلى المدينة، وأنا ماشية على رجلي، وليس معى
    زاد، فعطشتُ وكنتُ صائمة، فأجهدنى العطش، فلما غابت الشمس إذا بإناء تعلّق
    عند رأسى مُدَلَّى برشاء (أى حبل) أبيض، فدنا منِّى حتى إذا كان بحيث
    أستمكن منه، تناولته فشربتُ منه، حتى رَويت، فكنتُ بعد ذلك - فى اليوم
    الحار - أطوف فى الشمس؛ كى أعطش فما عطشتُ بعدها. [ابن سعد].
    لما توفى
    النبي ( قال أبو بكر الصديق لعمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنهما-: انطلقْ
    بنا نزْر أم أيمن، كما كان رسول اللَّه ( يزورها، فلما دخلا عليها بكت.
    فقالا: مايبكيك، فما عند اللَّه خير لرسوله؟ قالت: أَبْكِى أنّ وحْى
    السماء انقطع، فهيَّجتهما على البكاء، فجعلتْ تبكى ويبكيان معها. [مسلم
    وابن ماجة].
    إنها أم أيمن بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن، وكانت تعرف
    بالحبشية، وهى وصيفة (خادمة) عبد الله بن عبد المطلب والد النبي ( ، فلما
    مات صارت لزوجته آمنة بنت وهب أم النبي (، فظلّت تُكِنّ لها كل إخلاص
    ومحبة صادقة، وسافرت معها ومع ابنها محمد ( إلى يثرب لزيارة قبر زوجها عبد
    اللَّه، ولما عادوا مرضت أم النبي (، وماتت فى الطريق، فدفنتها أم أيمن فى
    مكان يعرف بالأبواء، وسط الصحراء فى الطريق بين مكة والمدينة، وحملتْ
    النبي ( إلى جده عبدالمطلب، وظلتْ تخدمه وتسهر على راحته؛ حتى تزوج (
    السيدة خديجة بنت خويلد -رضى اللَّه عنها-، فانتقلت معه إلى منزلها، وكانت
    موضع احترامٍ وتقديرٍ منهما.
    وعندما تقدم إليها عبيد بن زيد من بنى
    الحارث بن الخزرج للزواج منها تكفلتْ السيدة خديجة بتجهيزها، وبعد عام من
    الزواج أنجبت منه ابنها (أيمن الذي تُكنى به دائمًا) وقد استشهد أيمن فى
    موقعة خيبر، ولما توفى عبيد بن زيد -زوج أم أيمن- تقدم "زيد بن حارثة"
    للزواج بالسيدة أم أيمن، وزاد من رغبته فيها قول الرسول (: "من سره أن
    يتزوج امرأة من أهل الجنة، فليتزوج أم أيمن" [ابن سعد]، فولدتْ له "أُسامة
    بن زيد" حِبّ رسول اللَّه ).
    وهى إحدى المؤمنات المجاهدات اللاتى شاركن
    فى المعارك الإسلامية مع رسول الله (، فقد شهدت أُحدًا، وكانت تسقى
    المسلمين، وتداوى الجَرْحَي، وشهدت غزوة خيبر.
    وروت أم أيمن -رضى الله عنهـا- بعـضًا من أحاديــث رسول الله ).
    وتوفيت -رضى الله عنها- فى آخر خلافة عثمان بن عفان-رضي اله عنه-ودفنت بالمدينة بعد ان تجاوزت التسعين من عمرها.

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:53 pm

    أول شهيدة فى الإسلام
    ::سمية بنت خياط::


    ما كادتْ تسمع
    بدعوة النبي ( حتى دخلتْ فى دين الله تعالى، فلما راح المشركون يعذبون من
    آمن، فصبُّوا عليها من عذابهم قسطًا كبيرًا عساها ترتد وترجع، فأبت إلا
    الإسلام، فقتلوها، فكانت أول شهيدة فى الإسلام.
    إنها الصحابية الجليلة، سُمَـيّة بنتُ خَـيَّاط، زوجة ياسر، وأم عمار -رضى الله عنهم-.
    كانت
    مولاة لأبى حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان ياسر حليفًا لأبى حذيفة،
    فزّوجه من سمية، فولدت له عَمّارًا، ولما ظهرتْ فى مكة دعوةُ الإسلام
    سبقتْ إليها سمية وابنها عمار، ثم لحق بهما زوجها. قال مجاهد: أول من أظهر
    الإسلام بمكة، سبعة: رسول الله، وأبو بكر، وبلال، وخَبَّاب، وصُهَيْب،
    وعمَّار، وسُمَيَّة.
    وأخذ أهل مكة يعذبون من أسلم. فقام آل بنى المغيرة
    بتعذيب سمية؛ لترجع عن دينها، ولكن هيهات هيهات، فالإيمان قد استقر فى
    قلبها، فلا يزحزحه أى تعذيب أو اضطهاد.
    وكان ( يمر على المعذبين من
    المسلمين يوصيهم بالصبر، وكلما مر على سمية وزوجها ياسر، وابنهما عمار،
    وهم يعذبون العذاب الشديد يقول: "صبرًا آل ياسر، إن موعدكم الجنة"
    [الطبراني].
    وإن كان صبر الرجال المسلمين على العذاب الشديد عجيبًا،
    فأعجب منه أن تصبر عليه امرأة، وصبرها على التمسك بدينها يهون إلى جانبه
    الصبر على الألم، مهما زاد واشتد.
    وذات يوم مر عليها أبو جهل فسمعها
    تردد كلمات الإيمان: أحد. أحد. الله أكبر. الله أكبر. فأمرها أن تكفر
    بمحمد ( ودينه، فامتنعت، فأخذ حربة فطعنها بها، فسقطت شهيدة، وكانت -رضى
    الله عنها- كبيرة السن، عظيمة الإيمان، ضعيفة الجسم، قوية اليقين، رمزًا
    للصمود، وأمارة على قوة العقيدة، فلما كان يوم بدر قتل أبو جهل، فقال
    النبي ( لعمار: "قتل الله قاتل أمِّك" [ابن سعد].

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:54 pm

    امرأة من الحور العين
    ::أم رومان زوجة أبى بكر::


    قال عنها
    رسول اللَّه (: "من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين؛ فلينظر إلى أم
    رومان" [ابن سعد] صحابية مجاهدة، ذات قلب طاهر ونفس طيبة، نزل رسول اللَّه
    ( قبرها، واستغفر لها وقال: "اللهمَّ لم يخْف عَليك ما لقيتْ أم رومان فيك
    وفى رسولك" [ابن حجر فى الإصابة].
    إنها أم رومان بنت عمر بن عويمر، من
    المسلمات الأُول، تزوجت من عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة، وأنجبت منه
    الطفيل، وكان قد قدم بها مكة، فحالف أبا بكر الصديق، ولما مات عبد اللَّه
    تزوجها أبو بكر الصديق؛ فأنجبت منه: عبد الرحمن وعائشة أم المؤمنين. وكان
    أبو بكر - رضى اللَّه عنه - متزوجًا قبلها، وعنده من الولد عبد اللَّه
    وأسماء رضى الله عنهما.
    ولما بلغت عائشة -رضى الله عنها- ست سنوات،
    ذهبت السيدة خَوْلَة بنت حكيم إلى أمها أم رومان، تقول لها: أى أم رومان!
    ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟
    قالت أم رومان: وما ذاك؟
    أجابت خَوْلَة: أرسلنى رسول الله ( أخطب له عائشة ).
    ومن ذلك الحين وأم رومان تتشرف بقرابة المصاهرة من الرسول ، وكان لها عنده مكانة خاصة لتُقَاها وإيمانها.
    وكانت
    زوجة لأبى بكر -رضى الله عنه- وكان النبي ( يحبه حبَّا كبيرًا. هاجرت أم
    رومان إلى المدينة مع ابنتها عائشة -رضى اللَّه عنهما- وفى طريق الهجرة
    هاج بَعِيرُ السيدة عائشة فصاحت أم رومان -وهى خائفة على ابنتها-:
    وابنتاه، واعروساه. فسكن البعير، ووصلت القافلة إلى المدينة بسلام، وهناك
    أخبرت أم رومان ابنتها "عائشة" بأنها ستتزوج من النبي).
    وكانت أم رومان
    تحب ابنتها عائشة حُبّا عظيمًا، ففى حديث الإفك أُغْمِى عليها؛ حُزْنًا
    على ما أصاب ابنتها، ولما أفاقت أخذت تدعو اللَّه أن يظهر الحق، وظلت
    تواسى ابنتها ودموعها تتساقط، وجعلت تقول: أى بنية !.. هوِّنى عليك،
    فواللَّه لَقَلَّ ما كانت امرأة حسناء عند زوج يحبها ولها ضرائر إلا كثرن
    وكثر عليها الناس..
    وما إن انكشفت غمامة الإفك، حتى انشرح صدر أم رومان، وحمدت اللَّه على براءة ابنتها، وتكريم الله لها.
    ولما
    كانت السنة السادسة من الهجرة توفيت "أم رومان"، فنزل النبي ( قبرها
    واستغفر لها اللَّه. رضى اللَّه عنها وأرضاها، ورجح ابن حجر أنها ماتت بعد
    السنة الثامنة، والله أعلم.


    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:54 pm

    ذات النطاقين
    ::أسماء بنت أبى بكر::

    أسلمت مبكرًا، وعاشت حياتها
    تنصر الإسلام فى شجاعة وبطولة، وتضرب المثل فى التضحية والفداء، فتقول:
    لما خرج رسول اللَّه ( أتانا نفر من قريش، منهم أبو جهل عمرو بن هشام،
    فوقفوا على باب أبى بكر، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبى بكر؟
    قلتُ: لا أدرى واللَّه أين أبي، فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشًا خبيثًا،
    فلطم خدِّى لطمة خرَّ منها قُرْطي(نوع من حلى الأذن)، ثم انصرفوا.
    فمضت
    ثلاث ليالٍ ما ندرى أين توجّه رسولُ اللَّه ( ، إذ أقبل صوت من أسفل مكة،
    يغنى بأبيات شعرٍ غنى بها العربُ، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته ولا
    يرونه، حتى خرج بأعلى مكة، فقال:
    جَزَى اللَّـهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِـهِ
    رَفِيقَـيْنِ قَالا خَـيْمَـتَى أمِّ مَعْــبَـدِ
    هُمَـا نَزَلا بِالهُـــدَي، فَاهْـَتَـدَتْ بِهِ
    فَأفْلَحَ مَنْ أمْسَى رَفِيقَ مُحَـمَّــدِ
    لِيهْنِ بنى كَـعْـبٍ مَـكَانُ فَـتَاتِـهِـمْ
    وَمَقْعَدُهَـا لِلْمُـؤْمِنِينَ بِمَـرْصَــدِ
    [ابن هشام].
    فلما
    سمعنا قوله - عَرَفْنا حيث وجَّه رسول اللَّه (، وأن وَجْهَهُ إلى
    المدينة، وكانوا أربعة: رسول اللَّه (، وأبو بكر، وعامر ابن فهيرة مولى
    أبى بكر، وعبد اللَّه بن أريقط دليلهم.
    إنها السيدة الفاضلة أسماء بنت
    أبى بكر الصديق بن أبى قحافة، وأمها قُتيلة بنت عبد العُزّى بن عبد بن
    أسعد بن نصربن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وأخت عبد اللَّه بن أبى بكر
    لأبيه وأمه، وأخت عائشة لأبيها، وكانت أَكبر من عائشة فى السن، ووالدة عبد
    الله بن الزبير، وآخر المهاجرات وفاة.
    ولدت أسماء قبل الهجرة النبوية
    بسبع وعشرين سنة. وتزوجت من الزبير بن العوام قبل هجرتها إلى المدينة..
    فلما استقر النبي ( وصحبه هاجرت مع زوجها وكانت حاملاً، وفى المدينة، ولدت
    عبد اللَّه بن الزبير، فكان أول مولود فى الإسلام بالمدينة بعد هجرة
    المصطفى (، كما ولدت له عروة، والمنذر، والمهاجر، وعاصم، وخديجة الكبري،
    وأم حسن، وعائشة.
    وسُميت "ذات النطاقين" لأنه لما تجهز رسول اللَّه
    للهجرة ومعه أبو بكر الصديق أرادت أن تجهز طعامًا، ولم تجد ما تربطه به،
    فشقت نطاقها نصفين، نصفًا تربط به الطعام، ونصفًا لها. [البخارى ومسلم
    وابن هشام].
    فقال لها رسول اللَّه (: "قد أبدلكِ اللَّه بنطاقكِ هذا نطاقين فى الجنة". فقيل لها: ذات النطاقين.[ابن سعد].
    وكانت
    -رضى الله عنها- صامدة صابرة، بعد هجرة أبيها (أبى بكر) إلى المدينة، حسنة
    التصرف والتدبير، قالت: ولما توجه رسول اللَّه ( من مكة إلى المدينة -ومعه
    أبوبكر- حمل أبو بكر معه جميع ماله: خمسة آلاف أوستة آلاف، فأتانى جدى
    أبوقحافة، وقد ذهب بصره، فقال: إن هذا واللَّه قد فجعكم بمالِه مع نَفسه!
    فقلت: كلا يا أبتِ! قد ترك لنا خيرًا كثيرًا.
    فعمدتُ إلى أحجار فجعلتهن
    فى كوة فى البيت - كان أبو بكر يجعل ماله فيها - وغطيت على الأحجار بثوب،
    ثم جئتُ به، فأخذتُ بيده فوضعتُها على الثوب، فقلتُ: ترك لنا هذا ! فجعل
    يَجِدُ مسّ الحجارة من وراء الثوب. فقال: لا بأس، إن كان ترك لكم هذا، فقد
    أحسن، ففى هذا لكم بلاغ. قالت: لا والله ما ترك لنا شيئًا، لكن أردت أن
    أسكن الشيخ بذلك [أبو نعيم].
    وكانت تثق فيما عند الله ورسوله، وترتاح
    إليه، فذات يوم بعثت إلى أختها عائشة -لما أصابها ورم فى رأسها ووجهها-:
    اذكرى وجعى لرسول اللَّه (، لعل اللَّه يشفيني. فذكرت عائشة لرسول اللَّه
    ( وجعَ أسماء، فانطلق رسول اللَّه ( حتى دخل على أسماء، فوضع يده على
    وجهها ورأسها من فوق الثياب. وقال: "اللهم عافها من فحشه وأذاه" [ابن سعد].
    وكانت
    -رضى الله عنها- تؤثر رضا الله تعالى، وتجعل دونه كل رضا، فلما جاءتها
    أمها "قتيلة بنت عبد العزى" -وكانت مشركة- وقدَّمت لها هدايا، فرفضت أن
    تقبلها، وقالت: لا أقبلها حتى يأذن لى رسول اللَّه (، ولا تدخلى علي.
    فذكرت ذلك عائشةُ للنبى ( فأنزل اللَّه: (لا ينهاكم الله عن الذين لم
    يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن
    الله يحب المقسطين)[الممتحنة: 8].
    وكانت تقول ما تراه حقًا وما تتمناه
    صدقًا، مصرحة بذلك من غير إيماء ولا استحياء، فقد حدّث هشام بن عروة عن
    أبيه، قال: دخلت أنا وعبد اللَّه بن الزبير على أسماء -قبل قتل ابن الزبير
    بعشر ليالٍ، وأنها وَجِعَة- فقال عبد اللَّه: كيف تجدينك؟ قالت: وجِعَة.
    قال: إن فى الموت لعافية. قالت: لعلك تشتهى موتي، فلذلك تتمناه، فلا تفعل.
    فالتفت إلى عبد اللَّه فضحكت، فقالت: واللَّه ما أشتهى أن أموت حتى يأتى
    على أحد طرفيك: إما أن تُقتل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقرَّ عينى عليك.
    وإياك أن تُعرضَ على خطة فلا توافق. فتقبلها كراهية الموت. [أبو نعيم وابن إسحاق].
    وكانت
    باحثة عن الحق، فإذا وجدته كانت أسرع الناس عملاً به، ومرشدة غيرها إليه؛
    حرصًا على عموم النفع والخير، وتوضيحًا لما استشكل من الأمور، فقد دخل
    عليها عبد اللَّه -بعد أن خذله أنصاره مستيئسين من النصر على الحَجَّاج-
    فقال لها: يا أماه! ما ترين؟ قد خذلنى الناس، وخذلنى أهل بيتي! فقالت:
    لايلعَبنَّ بك صبيان بنى أمية. عِشْ كريمًا أو مِتْ كريمًا. فخرج فأسند
    ظهره إلى الكعبة ومعه نفر يسير، فجعل يقاتل -فى شجاعة- جيش الحجاج.
    ولما
    ناداه الحجاج ليقبل الأمان ويدخل فى طاعة أمير المؤمنين، دخل على أمه
    أسماء، فقال لها: إن هذا - يعنى الحجاج - قد أمَّنني. قالت : يا بني، لا
    ترضَ الدنية، فإن الموت لابد منه. قال: إنى أخاف أن يمثََّل بي، قالت: يا
    بنى ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها.
    عندئذٍ خرج فقاتل قتالاً باسلاً
    حتى استُشهد! وأقبل عليه الحجاج فحز رأسه، ثم بعث بها إلى عبد الملك بن
    مروان، وصلبه منكسًا، وعظم الأمر على أمه أسماء - وكان قد ذهب بصرها -
    فخرجت إلى الحجاج مع بعض جواريها، فلما دخلت عليه قالت: أما آن لهذا
    الراكب أن ينزل -تقصد ابنها عبد الله-؟ فقال الحجاج: المنافق؟ فقالت: لا
    واللَّه ماكان منافقًا. سمعتُ رسول اللَّه ( يقول: "يخرج فى ثقيف كذاب
    ومُبير (قاتل). فأما الكذاب فقد رأيناه -تقصد المختار الثقفي- وأما
    المبُِير فأنت هو! [الطبراني].
    ثم جاء كتاب عبد الملك بن مروان بإنزال ابنها من الخشبة ودفعه إلى أهله، فغسلتْه أمه أسماء وطَـيَّـبَـتْـهُ، ثم دفنتْه.
    وقد
    روت أسماء الكثير من الأحاديث، وروى عنها أبناؤها وأولادهم، فعن عبد
    اللَّه بن عروة بن الزبير، قال: قلتُ لجدتى أسماء: كيف كان أصحاب رسول
    اللَّه ( إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تَدْمعُ أعينهم، وتقشعر جلودهم، كما
    نعتهم اللَّه، قال: قلتُ: فإن ناسًا هاهنا إذا سمع أحدهم القرآن خر
    مغشيَّا عليه! فقالت: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم.
    امتد العمر بأسماء حتى بلغت مائة عام، وتُوفِيَت فى سنة 73 هجرية، ولم يسقط لها سن، ولم يُنكر لها عقل! رضى اللَّه عنها.

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:54 pm

    المحاربة أم المحاربين
    :: نسيبة بنت كعب ::

    "ما التفتُّ يومَ أُحد يمينًا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني" .
    يقول النبي ( عنها: "لمَقَاَم نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقامِ فلان وفلان" [ابن سعد].
    وتقول
    عن نفسها: رأيتُنى وقد انكشف الناس عن النبي (، فما بقى إلا فى نفر لا
    يتمُّون عشرة، وأنا وابناى وزوجى بين يديه نذبّ عنه (ندافع عنه)، والناس
    يمرون به منهزمِين، ورآنى لا تِرْسَ معي، فرأى رجلاً موليًا معه ترس، فقال
    ( لصاحب الترْس: "ألْقِ تِرْسَكَ إلى مَنْ يقاتل". فألقى تِرْسَه،
    فأخذتُه، فجعلتُ أتَتَرَّسُ به عن النبي (، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحابُ
    الخيل، لو كانوا رجالاً مثلنا، أصبناهم إن شاء اللّه، فأقبل رجل على فرس،
    فضربنى وتترستُ له، فلم يصنع سيفُه شيئًا، وولَّي، فضربتُ عرقوب فرسه،
    فوقع على ظهره، فجعل النبي ( يصيح: يا ابنَ أم عمارة، أمك أمك، فعاوننى
    عليه حتى أوردته شَعُوب (الموت). فسمعـتُ رسول اللّه ( يقول: "بارك اللّه
    عليكم من أهل بيت، رحمكم اللّه -أهل البيت-" [ابن سعد].
    وقال النبي ( : "اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة" [ابن سعد]. فقالت أم عمارة: ما أبالى ما أصابنى من الدنيا.
    ويقول
    ابنها عبد الله بن زيد: جُرِحْتُ يومئذٍ جرحًا، وجعل الدم لا يرقأ (لا
    يسكن عن الانقطاع)، فقال النبي ( : "اعصب جرحك"، فتُقبل أمى إلي، ومعها
    عصائب فى حقوها، فربطتْ جرحي، والنبى واقف ينظر إلي، فقال: "انهض بُنَى
    فَضارب القوم". وجعل النبي ( يقول: "ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة".
    قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني، فقال (: "هذا ضارب ابنك". فاعترضتُُ له
    فضربتُ ساقه، فبركَ. فرأيتُ النبي ( يبتسم حتى رأيتُ نواجذه، وقال :
    "استقدتِ (أخذتِ ثأركِ) يا أم عمارة"، ثم أقبلنا نُعِلُّهُ (تتابع ضربه)
    بالسلاح حتى أتينا على نَفَسِه. فقال (: "الحمد لله الذي ظفرك" [ابن سعد].
    إنها
    السيدة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري، المعروفة بأم عمارة، وأمها
    الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد، أنموذج حـَى من نماذج النساء
    المؤمنات المخلصات، وواحدة من امرأتين حضرتا بيعة العقبة الثانية، وتقول
    فى ذلك: كانت الرجال تصفِّق على يدى رسول الله ( ليلة العقبة، والعباس آخذ
    بيد النبي ( ، فلما بقيتُ أنا وأم منيع أختي؛ نادى زوجى "غُزية بن عمرو":
    يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك، فقال النبي (: "قد
    بايعتُهما على ما بايعتُكم عليه، إنى لا أصافح النساء" [ابن سعد].
    جاهدتْ
    فى الله بكل ما أوتيتْ من قوة، ونذرت نفسها لإعلاء كلمة اللّه، فقاتلتْ
    يوم أُحد وجُرِحت اثنتى عشرة جراحة، وداوت جرحًا فى عنقها لمدة سنة حتى
    قال عنها النبي (: "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان"
    [ابن سعد]، ولما نادى النبي ( إلى حمراء الأسد، شدت عليها ثيابها، فما
    استطاعت من نزف الدم، كما شهدت الحديبية وخيبر وحنينًا ويوم اليمامة.
    وهى أخت عبد اللّه بن كعب الذي شهد بدرًا، وأخت أبى ليلى عبد الرحمن بن كعب -أحد البكّائين- لأبيها وأمها.
    تزوجتْ
    من زيد بن عاصم النجارى فولدتْ له عبدالله وحبيبًا، اللذين صحبا النبي (،
    ثم تزوجت بعده غزية بن عمرو من بنى النجار، فولدت له تميمًا وخولة. وقد
    شهد معها ومع ابنيها من زوجها الأول أُحُدًا.
    كانت نسيبة تحافظ على حضور الجماعة مع النبي (؛ كبقية النساء آنذاك، فتسمع منه الدروس وتتعلم أدب الإسلام.
    ولما
    بلغها أن ابنها "حبيبًا" قتله مسيلمة الكذاب، ومثَّل به -حين بعثه أبو بكر
    إليه؛ ليدعوه إلى الإسلام ويُرْجِعُهُ عن افتراءاته وكذبه- عاهدتْ الله أن
    لا تموت دون هذا الكذَّاب؛ لهذا جاءت الصديق أبا بكر -عندما أراد إرسال
    الجيش إلى اليمامة لمحاربة المرتدين ومسيلمة الكذاب- تستأذنه فى الخروج مع
    الجيش، فقال لها: قد عرفنا بلاءَكِ فى الحرب، فاخرجى على اسم اللّه. وأوصى
    خالدَ بن الوليد بها خيرًا، وفى المعركة جاهدت وأبلت أحسن البلاء، وجُرحت
    أحد عشر جرحًا وقُطِعَتْ يدها، واستشهد ابنها الثانى عبد اللَّه، وذلك بعد
    أن شارك معها فى قتل مسيلمة عدو اللّه.
    ولما هدأت الحرب وصارت أم عمارة
    إلى منزلها؛ جاءها خالد ابن الوليد يطلب من العرب مداواتها بالزيت المغلي،
    فكان أشد عليها من القطع، ولهذا كان أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- يعودها
    - وهو خليفة - بعدما عادت من اليمامة؛ لأنه أكرم فيها إيمانها وصدقها
    وبطولتها، وعَرَفَ شهادة نبى الله( فيها؛ لهذا ظل يسأل عنها ويعودها، حتى
    شُفِيَتْ بإذن الله.وكان خالد بن الوليد يزورها ويعرف حقها ويحفظ فيها
    وصية سيد البشر (.
    تلك هي المسلمة المجاهدة الداعية المربية، التي
    تعدُّ الأبطال، وتربى الرجال، التي لا تعبأ بما يصيبها فى الدنيا، بعد أن
    دعا لها النبي ( برفقته فى الجنة، فكانت فى طليعة المؤمنات الصادقات،
    ورصَّعَتْ تاريخها على جبين التاريخ لتكون نموذجًا يُحتذي.

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:55 pm

    صابرة..ومهرها الإسلام
    ::أم سليم بنت ملحان::

    بشرها النبي ( بالجنة، فقال: " دخلتُ الجنة، فسمعتُ خشفة (حركة) بين يدي، فإذا أنا بالرميصاء بنت ملحان" [متفق عليه].
    تُري.. ماذا عملت تلك السيدة لتكون من أهل الجنة؟ وماذا عن حياتها؟
    إنها
    آمنتْ باللَّه، وآثرتْ الإسلام حين أشرقتْ شمسه على العالم، وتعلمتْ فى
    مدرسة النبوة كيف تعيش المرأة حياتها، تصبر على ما يصيبها من حوادث
    الزمان؛ كى تنال مقعد الصابرين فى الجنة، وتفوز بمنزلة المؤمنين فى الآخرة.
    فقد
    فقدت "الرميصاء" ابنها الوحيد، وفلذة كبدها، وثمرة حياتها؛ حيث شاء اللَّه
    له يمرض ويموت ، فلم تبكِ ولم تَنُحْ، بل صبرتْ واحتسبتْ الأجر عند
    اللَّه، وأرادت ألا تصدم زوجها بخبر موت ابنه، وقررت أن تسوق إليه الخبر
    فى لطف وأناة، حتى لايكون وقْع الخبر سيئًا.
    عاد أبو طلحة، وقد كان
    غائبًا عن هذه الزوجة الحليمة العاقلة، فما إن سمعت صوت زوجها - حتى
    استقبلته بحفاوة وبوجه بشوش، وقدمت له إفطاره -وكان صائمًا- ثم تزينت له
    زينة العروس لزوجها ليلة العرس.
    أقبل أبو طلحة يسألها عن الولد، وقد تركه مريضًا قبل أن يخرج، فتجيب فى ذكاء ولباقة: هو أسكن من ذى قبل.
    ثم
    تتحيَّن الزوجة الصابرة الفرصة، فتبادره فى ذكاء وفطنة بكلمات يحوطها حنان
    وحكمة قائلة له: يا أبا طلحة...أرأيت لو أن قومًا أعاروا أهل بيت عارية،
    فطلبوا عاريتهم، أيمنعونهم؟! قال: ليس لهم ذلك، إن العارية مؤداة إلى
    أهلها. فلما انتزعت منه هذا الجواب، قالت: إن اللَّه أعارنا ابننا، ثم
    أخذه مِنَّا، فاحتسِبْه عند اللَّه.. قال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون.
    ووجد فى نفسه مما فعلت زوجته.
    فلما لاح الفجر، ذهب أبو طلحة إلى النبي ( يخبره بما كان من زوجه أم سليم، فيقول النبي (:"بارك اللَّه لكما فى ليلتكما" [البخاري].
    يقول
    أحد الصحابة: إنه وُلد لأم سليم وزوجها من تلك الليلة عبد اللَّه بن أبى
    طلحة فكان لعبد الله عشرة من الولد، كلهم قد حفظ القرآن الكريم، وكان منهم
    إسحق بن عبد الله الفقيه التابعى الجليل.
    كانت أم سليم مؤمنة مجاهدة
    تشارك المسلمين فى جهادهم لرفع راية الجهاد والحق، فكانت مع أم المؤمنين
    السيدة عائشة - رضى اللَّه عنهما - يوم أُحد، فكانتا تحملان الماء وتسقيان
    العطشي. وفى يوم حنين جاء أبو طلحة يُضحك رسول اللَّه ( من أم سليم، فقال:
    يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر؟فقالت: يا رسول الله إن دنا منى مشرك؛
    بقرت به بطنه [ابن سعد].
    ولم تكتف الرميصاء بالمشاركة فى ميدان الجهاد،
    بل اشتهرت مع ذلك بحبها الشديد للعلم والفقه، فعن أم سلمة -رضى الله عنها-
    قالت: جاءت أم سليم إلى رسول اللَّه (، فقالت: إن اللَّه لا يستحيى من
    الحق، فهل على المرأة من غُسل إذا احتلمت؟ فقال (: "إذا رأت الماء"
    (فغطَّتْ أم سلمة وجهها حياءً) وقالت: أو تحتلم المرأة؟
    قال: "نعم. تَرِبَتْ يمينُكِ فبِمَ يُشْبِهُـهَا ولدُها؟" [البخاري].
    وقد
    اختلفوا فى اسمها، فقيل، سهلة، وقيل: رُميلة. وقيل: رُميتة، وقيل: أنيفة،
    وتعرف بأم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد ابن حرام من الخزرج من بنى
    النجار، تربطها بالنبى ( صلة قرابة، ذلك أن بنى النجار هم أخوال أبيه، وهى
    أخت حرام بن ملحان، أحد القراء السبعة، وأخت أم حرام زوجة عبادة بن الصامت
    .
    تزوجت "مالك بن النضر" فولدت له أنس بن مالك.
    وذات يوم جاءت أم
    سليم إلى زوجها مالك بن النضر -وكانت قد أسلمت، وهو لا يزال على شِْركه -
    فقالت له: جئتُ اليوم بما تكره؟ فقال: لا تزالين تجيئين بما أكره من عند
    هذا الأعرابى (يقصد رسول اللَّه (). قالت: كان أعرابيّا اصطفاه الله
    واختاره، وجعله نبيّا. قال: ما الذي جئتِ به؟ قالت: حُرِّمت الخمر. قال:
    هذا فراق بينى وبينك، فمَات مشركًا. وتقدم "أبو طلحة" إلى أم سليم
    ليخطبها، وذلك قبل أن يسلم، فقالت له: أما إنى فيك لراغبة، وما مثلك يُرد،
    ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم؛ فذلك مهري، لا أسألك غيره.
    فأسلم أبو طلحة وتزوجها. وفى رواية أنها قالت: يا أبا طلحة ألستَ تعلم أن
    إلهكَ الذي تعبده خشبة نبتتْ من الأرض نَجَرَها حبشى بن فلان؟ قال: بلي.
    قالت: أفلا تستحيى أن تعبدها؟ لئن أسلمت لم أُرِدْ منك من الصداق غير
    الإسلام.فأسلم. قالت: يا أنس! زوِّج أبا طلحة. فكان ابنها وليَّها فى
    عقدها. قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم: الإسلام.
    وكان النبي ( يزور أم سليم -رضى الله عنها- ويتفقد حالها، فسُئل عن ذلك،
    فقال: "إنى أرحمها. قُتل أخوها معي" [الطبراني]. وأخوها هو "حرام بن
    ملحان" قتل فى بئر معونة شهيدًا فى سبيل الله. تلك هي أم سليم، عاشت
    حياتها تناصر الإسلام، وتشارك المسلمين فى أعمالهم، وظلت تكافح حتى أتاها
    اليقين، فماتت، ودُفنتْ بالمدينة المنورة.رحمها الله تعالى ورضى الله عنها.
    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:55 pm

    راكبة البحر
    ::أم حرام بنت ملحان::

    قالت: بينما رسول اللَّه (
    يزورنا إذ وضع رأسه؛ لينام ساعة القيلولة، فاستيقظ فجأة وهو يبتسم، فقالت:
    لم تضحك يا رسول الله؟ قال: " ناس من أمتى يركبون البحر الأخضر فى سبيل
    الله، مثلهم مثل الملوك على الأِسّرة " فقالت: يا رسول الله، ادعُ اللَّه
    أن يجعلنى منهم . قال: "اللهم اجعلها منهم".ثم عاد فضحك فقالت له مثل ذلك،
    فقال لها مثل ذلك، فقالت: ادع الله أن يجعلنى منهم. قال: "أنت من الأولين
    ولست من الآخرين" [البخاري].
    وقالت: سمعت رسول اللَّه ( يقول: "أول جيش من أمتى يغزون البحر قد أوْجبوا".
    قالت: يا رسول اللَّه أنا فيهم؟
    قال: "أنت فيهم". ثم قال النبي (: "أول جيش من أمتى يغزون مدينة قيصر مغفور لهم".
    فقالت: أنا فيهم يا رسول الله؟
    قال: "لا" [البخاري].
    وكانت تلك نبوءة تنبأ بها رسول اللَّه ).
    إنها أم حرام بنت ملحان الخزرجية الأنصارية، أخت الرُّمَيْصَاء أم سليم -رضى اللَّه عنهما-.
    تزوجها
    عمرو بن قيس -رضى الله عنه- فأنجبت له قيسًا وعبدالله، وظلت مع عمرو بن
    قيس حتى كانت غزوة أحد، فاستشهد عمرو وولده قيس، فتزوجها عبادة بن الصامت
    -رضى الله عنه- فعاشت فى كنفه مطيعة راضية.
    وكان لأم حرام شغف بالجهاد
    فى سبيل اللَّه، وباعٌ طويل فيه؛ فقد خرجت مع زوجها عبادةَ إلى الشام فى
    جيش كان قائده معاوية ابن أبى سفيان -رضى اللَّه عنه- فلما جاز معاوية
    بجيشه البحرَ، كانت أم حرام تركب دابة لها، فجالت بها الدابة، فصرعتها
    وقتلتها، وذلك فى غزوة "قبرص"، وهكذا تحققت نبوءة النبي لها).
    توفيت أم
    حرام فى خلافة عثمان بن عفان -رضى الله عنه- سنة 28 هجرية، ودفنت فى مكان
    مَقْتَلِها (بجزيرة قبرص)، وكان الناس كلما مَرّوا بقبرها يقولون: هذا قبر
    المرأة الصالحة.
    وروت السيدة أم حرام -رضى الله عنها- بعضًا من أحاديث رسول الله ).
    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:56 pm

    خطيبة النساء
    ::أسماء بنت يزيد::

    رُوى أنها أتتْ النبي ( فقالت:
    يا رسول اللَّه، إنى رسول مَنْ ورائى من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن
    بقولي، وعلَى مثل رأيي، إن الله تعالى قد بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا
    بك واتبعناك. ونحن -معشر النساء- مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع
    شهوات الرجال، وحاملات أولادهم. وإن الرجال فُضِّلوا بالجُمعات، وشهود
    الجنائز، والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد؛ حفظنا لهم أموالهم، وَرّبينَا
    أولادهم، أَنُشَاِركُهُم فى الأجر يا رسول اللَّه؟
    فالتفت رسول الله(
    بوجهه إلى أصحابه، فقال: "هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من
    هذه؟". فقالوا: لا واللَّه يا رسول اللَّه، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى
    مثل هذا.
    فقال رسول الله (: "انصرفى ياأسماء، وأَعْلِمى من وراءك من
    النساء أن حَُسن تبعُّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها
    لموافقته، يعدل كلّ ما ذكرت للرجال". فانصرفت أسماء وهى تهلّل وتكبر
    استبشارًا بما قال لها رسول الله (.[ابن عبد البر فى الاستيعاب].
    إنها
    أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، ابنة عم معاذ بن جبل.وكانت تسمى
    -أيضًا- "فكيهة"، وتُكنى بـ "أم سلمة" أو "أم عام الأشهلية".
    كانت من
    النسوة اللاتى بايعهن رسول اللَّه ( يوم الحديبية. تقول : إن رسول اللَّه
    ( قبض يده وقال: "إنى لا أصافح النساء إنما قولى لمائة امرأة كقولى لامرأة
    واحدة أو مثل قولى لامرأة واحدة" [الترمذى والنسائي].
    كانت عند رسول
    اللَّه (، والرِّجال والنِّساءُ قُعُودٌ معه، فقال: "لعل رَجلا يقول ما
    فعل بأهله، ولعلَّ امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها" فسكتوا فقالتْ: إى
    واللَّه يا رسول اللَّه، إنَّهم ليفعلون وإنهن ليفعلْنَ. فقال (: "فلا
    تفعلوا، فإنما مَثَلُ ذلك مَثَلُ شيطان لقى شيطانة فغشيها (أي: جامعها)
    والناس ينظرون" [أحمد].
    وقد شهدت"أسماء" مع رسول اللَّه ( فتح مكة، ثم
    امتد بها العمر حتى شهدت موقعة اليرموك سنة خمس عشرة من الهجرة. ويُقال
    إنها قتلت من الروم تسعة بعَمود فُسطاطها (خيمتها).
    رَوَتْ عن النبي ( عددًا ليس بالقليل من أحاديثه (، ورَوَى عنها كثيرون.


    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:56 pm

    صاحبة الخيمة
    ::أم معبد::

    جَزَى اللَّـهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتَى أمِّ مَعْبَـدِ
    هُمَـا نَزَلا بِالهُدَي، فَاهْـَتَدَتْ بِهِ فَأفْلَحَ مَنْ أمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
    لِيهْنِ بنى كَـعْـبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَـا لِلْمُـؤْمِنِينَ بِمَـرْصَدِ
    أبيات من الشعر ترددت فى سماء مكة، وسمعها كل الناس، وهم لا يرون قائلها، كما روت كتب التراجم والسير.
    وأم معبد هي عاتكة بنت خالد الخزاعية، من بنى كعب، صحابية جليلة.
    وقد نصبت أم معبد وزوجها خيمتهما فى قلب الصحراء؛ لاستضافة الضيوف، وكسب أعطياتهم.
    واشتهر
    عن السيدة الفاضلة أم معبد وصفها للنبى ( فعندما خرج النبي ( مهاجرًا من
    مكة إلى المدينة ومعه "أبو بكر"، و"عامر بن فهيرة" مولى أبى بكر، ودليلهم
    "عبد اللَّه بن أريقط" اشتد بهم العطش، وبلغ الجوع بهم منتهاه، فجاءوا إلى
    "أم معبد" ونزلوا بخيمتها، وطلبوا منها أن يشتروا لحمًا وتمرًا، فلم يجدوا
    عندها شيئًا، فنظر النبي ( فى جانب الخيمة فوجد شاة، فسألها: "يا أم معبد!
    هل بها من لبن؟" قالت: لا. هي أجهد من ذلك (أى أنها أضعف من أن تُحلب)،
    فقال: "أتأذنين لى أن أحلبها؟" قالت: نعم، إن رأيت بها حلبًا، فمسح ضرعها
    بيده الشريفة، وسمَّى اللَّه، ودعا لأم معبد فى شاتها، فدرّت واجترّت،
    فدعاها وطلب منها إناءً، ثم حلب فيه حتى امتلأ عن آخره، وقدَّمه إليها
    فشربت، حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رَوُوا، وشرب ( آخرهم. ثم حلب ثانيًا،
    وتركه عندها، وارتحلوا عنها. فما لبثت إلا قليلاً حتى جاء زوجها أبو معبد
    (أكثم بن أبى الجون) يسوق أَعْنُزًا عجافًا هزالاً، تسير سيرًا ضعيفًا
    لشدة ضعفها، فلمّا رأى اللبن عجب، وقال: من أين هذا يا أم معبد، والشاة
    عازب بعيدة عن المرعي، حيال غير حامل، ولا حَلُوبةَ فى البيت؟ قالت: مرّ
    بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا ! قال: صِفِيهِ لى يا أم معبد.
    فقالت:
    إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه
    يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيِّبه صغر فى رأس، ولا
    خفة ولا نحول فى بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا
    قسيمًا، فى عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب
    العين)، وفى عنقه سَطَع (السطع: الطول)، وفى صوته صَحَل (بحَّة)، وفى
    لحيته كثافة، أحور أكحل...أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس فى الحواجب مع طول
    وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا
    وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو
    المنطق، فَصْلٌ، لا نزر ولا هَدْر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر، رَبْعَة
    لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصِر، غصن بين غصنين، فهو أنضر
    الثلاثة منظرًا، (تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا
    عنهم يعفى آثارهم) أحسنهم قدرًا، له رُفَقَاء يحفُّون به، إن قال أنصتوا
    لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود (أى يحفه الناس ويخدمونه).
    لا عابس ولا مُفنّد (المُفنّد: الضعيف الرأي). فقال أبو معبد: هو واللَّه
    صاحب قريش، الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة، ولو كنت وافقتُه لالتمستُ
    صحبته، ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً، فأعدت أم معبد وزوجها العدة؛ كى
    يلحقا برسول الله ( فى المدينة، وهناك أسلما، ودخلا فى حمى الإسلام.
    وعاشت
    أم معبد -رضى الله عنها- بعد وفاة رسول الله ( إلى خلافة عثمان بن عفان
    -رضى اللَّه عنه- وكان الصحابة يقدِّرونها ويعرفون لها فضلها. فعن هشام بن
    حرام، عن أبيه: أن أمّ معبد كانت تُجْرَى عليها كِسْوَة، وشيء من غلة
    اليمن، وقَطَران لإبلها، فمرّ عثمان، فقالت: أين كسوتي؟ وأين غلة اليمن
    التي كانت تأتيني؟ قال: هي لك يا أم معبد عندنا، واتبعتْه حتى أعطاها
    إياها. [الطبراني

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:56 pm

    الصادقة.. المصدقة
    ::أم ذر::

    رُوِى أن زوجها سُئِلَ عن بدء
    إسلامه، فقال: دخلت على صنم كان عندنا نقول له نُهُم، فأتيته فصببت له
    لبنًا ووليتُ، فإذا كلب يشرب ذلك اللبن، فلما فرغ رفع رجله، فبال على
    الصنم فأنشأت أقول:
    ألا يا نُهْـمُ إنِّى قَدْ بَدَا لِـــى مدى شَرَفٍ يُبعّدُ مــنكِ قُـرْبًا
    رأيتُ الكَلبَ سَامَكِ حَظَّ خَسْفٍ فَلَمْ يَمْـنَعْ قَـفَاكِ اليَــوْمَ كلبًا
    فسمعتنى أم ذرّ فقالت:
    لقدْ أتيتَ جُـرْمًا وأصَـبْتَ عظمًا حينَ هَجـَوتَ نُـهْمَــا
    فأخبرتُها الخبرَ، فقالت:
    ألا فـابغِنَا رَبّـا كَرِيــمًا جَوَادًا فِى الفَضَائِلِ يا بْنَ وَهْبٍ
    فَمَا مَنْ سَامَهُ كَلْـــبٌ حَقِيرٌ فَلَـمْ يَمْـنَـعْ يَـدَاهُ لَنَا بِـرَبِّ
    فَمَا عَبَدَ الْحِجَارَةَ غَـيْرُ غَـاوٍ رَكِيكُ العَقْلِ لَيْسَ بذِى لُــبِّ
    فلما حكيت ذلك لرسول اللَّه ( تبسم وقال: "صدقَتْ أم ذر، فما عبد الحجارة غير غاوٍ" [ابن حجر فى الإصابة].
    هذه أم ذر، أدركت قبل إسلامها أن الصنم لا ينفع ولا يضر، فإنه حجر أصم، وأنه لابد أن يكون لها رب كريم عظيم فى فضائله .
    تركت دارها فى قبيلتها غفار، وسَعَتْ إلى المدينة مع زوجها، الذي أخلصت له، وتحملت المشقات والمتاعب التي فاقت طاقتها لأجله.
    سمعت
    من زوجها ما تعلمه من رسول اللَّه (، وتعلما منه الحكمة والأخلاق الكريمة،
    وكان دائمًا يقول لها: علَّمَنِى خليلى رسولُ اللَّه ( أن أقول الحق ولو
    كان مرّا.
    وقد تمسكت بالتعاليم النبوية الشريفة، وعضت عليها بنواجذها،
    ولم تضعف أمام ما تعرّض له زوجها، فَيُرْوَى أنه حين سافر إلى دمشق وجد
    الناس يميلون إلى الدنيا ميلا عظيمًا، ويركنون إليها، فذهب إلى معاوية بن
    أبى سفيان -رضى اللَّه عنه- والى دمشق يومئذ، ودخل معه فى حوار ساخن
    وعاصف، أدى إلى أن شكاه معاوية لدى الخليفة عثمان بن عفان - رضى اللَّه
    عنه - فقال زوجها لعثمان: أتأذن لى فى الخروج من المدينة، فأذن له، فنزل
    منطقة تسمى الربذة، وبنى بها مسجدًا، وأجرى عليه عثمان العطاء؛ وقد لحقت
    أم ذر بزوجها، وأقامت معه فيها، إلا أن صعوبة الحياة هنالك؛ أدت إلى أن
    مرض زوجها -وكان شيخًا لا يقدر على رمضاء هذا الجو - فقامت فى خدمته لا
    تمل ولا تتعب ولا تشتكي، بل ظلت وفيةً له ومخلصة فى إيمانها.
    وفى يوم
    من الأيام، أدركت أن زوجها على أعتاب الموت فبكت، فقال لها زوجها: فيم
    البكاء والموت حق؟ فأجابته، بأنها تبكى لأنه يموت وليس عندها ثوب يسعه
    كفنًا. فيبتسم فى حنان وقال لها: اطمئني، لا تبكِ، فإنى سمعت النبي ( ذات
    يوم وأنا عنده فى نفر من أصحابه يقول: "ليموتَنَّ رجل منكم بفلاةٍ من
    الأرض تشهده عصابة من المؤمنين" فرأيت كل من كان معى فى ذلك المجلس مات فى
    جماعة وقربة، ولم يبق منهم غيري، وها أنا ذا بالفلاة أموت، فراقبى الطريق،
    فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فإنى واللَّه ما كَذَبْتُ ولا كُذِّبْتُ.
    [ابن سعد والهيثمي]. ثم فاضت روحه إلى اللَّه سبحانه وتعالى، وبينما هو
    مُسَجَّى على حِجْرِها إذ رأت قافلة من المؤمنين قد أخذت فى الظهور من
    جانب الصحراء، وكان بينهم عبد اللَّه بن مسعود صاحب رسول اللَّه ( .
    فنزل عبد اللَّه -رضى اللَّه عنه- وقام بغسله وتكفينه ودفنه، ثم واسى أهله، وأخذهم معه إلى الخليفة عثمان فى المدينة.
    هذه
    هي أم ذر، زوجة الصحابى الجليل أبى ذر الغفارى - رضى اللَّه عنهما - ما
    ماتت حتى تركت لنا مثالاً عظيمًا فى الوفاء لزوجها، والإخلاص له، والزهد
    فى الدنيا؛ فقد ظلت بجانبه إلى آخر حياته وأكرمته، وظلت تحرسه حتى بعد
    موته، وصبرت معه على شظف العيش ومجاهدة النفس وغوائل الشهوة، وهكذا تكون
    المرأة المؤمنة الصالحة؛ ترضى زوجها؛ كى تنال رضا ربها، فرضى اللَّه عن أم
    ذر وأرضاه

    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:57 pm

    الفتاة المهاجرة
    ::أم كلثوم بنت عقبة::

    اشترط كفار قريش لأنفسهم
    فى صلح الحديبية الذي عقدوه مع رسول اللَّه ( هذا الشرط: "لا يأتيك منا
    أحد، وإن كان على دينك، إلا رددته إلينا"، فكان شرطًا قاسيًا وابتلاءً
    عظيمًا لكل من آمن من أهل مكة ولم يهاجر بعد..
    وكانت هناك فتاة قرشية
    أسلمت قبل هذا الصلح بكثير، أسلمت قبل أن يهاجر رسول اللَّه ( إلى
    المدينة، لكنها لضعفها ورقتها لم تحتمل ما تعرض له مسلمو مكة بعد ذلك
    الصلح من فتنة وعذاب، وضاقت ذرعًا بما يصنع المشركون، فقررت -بالرغم من
    علمها بذلك الشرط- أن تهاجر إلى المدينة حيث رسول اللَّه (، ثم ليقضِ
    اللَّه -بعد ذلك- فى أمرها ما يشاء.
    إنها فتاة صَدَقتْ الله -عز وجل-
    وهاجرتْ فى سبيله ابتغاء مرضاته، متوكلة عليه، وكانت بمفردها، ليس معها من
    رفيق سوى الله -عز وجل-.خرجتْ رغم أنف الكافرين راغبة فى جوار رسول الله
    (، فحقق الله لها رغبتها.
    خرجت، دون أن تُعْلِمَ أحدًا بخروجها، قاصدة
    يثرب، مهاجرة إلى اللَّه ورسوله. فيسر اللَّه لها قافلة لرجل من خزاعة،
    فاستبشرت خيرًا وأمِنت الرجل وقافلته على نفسها، إذ قد علمت أن خزاعة قد
    دخلت فى حلف رسول اللَّه ( ضد قريش، فصحبتهم إلى المدينة، فأحسنوا صحبتها
    حتى بلغت مأمنها... وخرج أهلها يبحثون عنها، فعلموا أنها هاجرت إلى
    المدينة، فقالوا: لا ضير، بيننا وبين محمد عهد وصلح، وليس أحد من الناس
    بأوفى من محمد، نذهب إليه، ونسأله أن يفى لنا بعهدنا.
    وقدم أخواها
    "عمارة" و"الوليد" المدينة فى طلب أختهما، وعلمت الفتاة أن رسول اللَّه (
    سيفى لهما بما وعد، فأقبلت نحو رسول اللَّه ( فى ثقة فقالت: يا رسول
    اللَّه أنا امرأة، وحَالُ النساء إلى ما قد علمت (من الضعف)، فأخشى إن
    رددتنى إليهم أن يفتنونى فى دينى ولا صبر لي.
    فـإذا برحمات اللَّه تنزل
    لتلغى ذلك الشرط الجائر فى حق النساء، فأنزل الله تعالى فى ذلك قرآنًا
    يُتْلَى: (أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمناتمهاجرات فامتحنوهن ألله
    أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار) [ الممتحنة:
    10].
    وتمثل هذا الامتحان فى سؤال المرأة عن سبب هجرتها؛ ليتأكد من صدق
    إسلامها وحسن إقبالها على الله ورسوله.. فقالت: "باللَّه ما خرجت من بغض
    زوج، وباللَّه ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وباللَّه ما خرجت التماس
    دنيا، وباللَّه ما خرجت إلا حبا للَّه ورسوله" .
    وعلم اللَّه ما فى قلب
    هذه الفتاة المؤمنة من خير، فإنه ما أخرجها من أرضها وديارها إلا حب
    اللَّه وحب رسول اللَّه ( فأنزل السكينة عليها، وألقى فى قلوب المسلمين
    تصديقها، ورد أخويها والذين ظلموا على أعقابهم وخَيَّب مسعاهم.. وهكذا
    مَنْ تَصْدُقِ اللَّه يصدقْها، ومن تتوكل على اللَّه يَكْفِها، ومن تستنصر
    اللَّه ينصرها، قال تعالى: والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا
    يعلمون) [يوسف: 21].
    إنها الصحابية الفاضلة "أم كلثوم بنت عقبة بن أبى
    معيط"-رضى اللَّه عنها- أخت عثمان بن عفان لأمه،تزوجها زيد ابن حارثة -رضى
    الله عنه-، ثم ما لبث أن استشهد فى غزوة مؤتة، فتزوجها الزبير بن العوام
    فولدت له زينب، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف -رضى الله عنه-، وكانت
    معه مثالا للزوجة الصالحة الوفية، وأنجبتْ له إبراهيم وحميدًا، ولما توفى
    عبد الرحمن ابن عوف تزوجها عمرو بن العاص فعاشتْ معه شهرًا ثم توفيت، وكان
    ذلك فى خلافة الإمام على بن أبى طالب -كرم الله وجهه-.
    وقد روت السيدة
    أم كلثوم -رضى الله عنها- عن النبي ( وروى عنها الكثيرون؛ ومما روى عنها
    أنها سمعت رسول اللَّه ( يقول: "ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس فينمى
    خيرًا ويقول خيرًا" [متفق عليه].


    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:57 pm

    صاحبة الميراث
    ::أم كُجَّة::

    جاءت إلى النبي ( فقالت: يا رسول
    اللَّه، هاتان ابنتاى استشهد أبوهما معك يوم أُحد، وقد أخذ عمهما مالهما
    كله، ولم يدع لهما شيئًا إلا أخذه، فما ترى يا رسول اللَّه، فواللَّه لا
    ينكحان أبدًا إلا ولهما مال، فقال رسول اللَّه (: يقضى اللَّه فى ذلك.
    فأنزل
    اللَّه تعالى فى أمرهما آية الميراث، وجعلها أساسًا وشريعة لكافة
    المسلمين، قال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ
    مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ
    فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ
    وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن
    كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ
    فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن
    بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ
    تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ
    إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا)[ النساء:11] .
    فلما نزلت هذه
    الآية قال النبي (: "ادع إلى المرأة وصاحبها" فقال للرجل: "أعطهما
    الثلثين، وأعط أمهما الثمن، وما بقى فهو لك" [أحمد وأصحاب السنن].
    وما
    إن فرض نظام الميراث فى الإسلام، حتى استفادت النساء من عدله ورحمته، بعد
    أن كان الجاهليون لا يورِّثون النساء ولا الضعفاء من الرجال، ويقولون: إلا
    من قاتل على ظهور الخيل، وطاعن بالرمح، وضارب بالسيف.[أخرجه أحمد وأصحاب
    السنن].
    تلك هي السيدة أم كُجَّة -رضى اللَّه عنها-، عاشت فى المدينة تتعلم شرائع الإسلام من النبي (، وتساند مسيرة الإسلام المباركة.
    تزوجت
    "أوس بن ثابت" - رضى اللَّه عنه - أخا حسان بن ثابت - شاعر الرسول -
    وساهمت فى الجهاد، فحضرت أحدًا حيث استشهد زوجها - رضى اللَّه عنهما -.
    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد:: Empty رد: مسلمات بهن نقتدي:: موضوع رائع متجدد::

    مُساهمة من طرف سين النسوة الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:57 pm

    المضحية
    ::ليلى بنت أبى حثمة::

    عرفت حقيقة الإسلام وعظمته،
    فضحَّت من أجله بكل غالٍ ونفيس. فقد أسلمت وجهها للَّه، وبايعت النبي (،
    وهاجرت مع زوجها إلى أرض الحبشة الهجرتين الأولى والثانية.
    ويروى أنها
    لما أقدمت على الهجرة مع زوجها عبد اللَّه بن عامر ابن ربيعة، وتوجها معًا
    صوب الجنوب نحو الحبشة، قابلهما عمر بن الخطاب -وذلك قبل أن يُسلم- فقال
    لهما: إنه الانطلاق يا أم عبداللَّه، فقالت له بلا خوف ولا تردد: نعم
    واللَّه لنخرجنّ فى أرض اللَّه، آذيتمونا وقهرتمونا؛ حتى يجعل الله لنا
    مخرجًا. فقال عمر: صحبكم اللَّه، ثم انصرف، فقالت لزوجها: يا أبا عبد
    الله، لو رأيت عمر آنفًا ورِقَّته وحزنه علينا! قال: أطمعتِ فى إسلامه؟
    قالت: نعم، قال: فلا يُسلم الذي رأيت حتى يُسلم حِمَارُ الخطاب [ابن حجر
    فى الإصابة]! قال أبو عبد الله ذلك؛ لما كان يرى فى عمر وغيره من المشركين
    من الغلظة تجاه المسلمين الجدد، لكن الله -سبحانه وتعالى- يهدى من يشاء من
    عباده إلى الإسلام ونوره. وينتزعهم من شِراك الظلمة والكفر، وأسلم عمر بن
    الخطاب وأصبح يغار على الإسلام والمسلمين وكرَّس حياته فى خدمة هذا الدين.
    و ذات مرة سمعها رسول اللَّه ( تنادى ابنها عبد اللَّه بن عامر وهو طفل
    فقالت: هاكَ، تعالَ أعطيك. فقال لها النبي (: "وما أردت أن تعطيه؟". قالت
    : أُعطيه تمرًا. فقال النبي (: "أما إنك لو لم تعطيه شيئًا كتبت عليك
    كذبة" [أبو داود وأحمد].
    وهكذا كان رسول اللَّه ( يعلِّم أصحابه،
    ولاسيما أمام الأطفال؛ لكى تنشأ عندهم الأخلاق الإسلامية السامية، فأعطى
    للمرأة درسًا فى معاملة أولادها بالصدق، وهكذا كانت نموذجًا للمسلمة
    الصادقة مع أولادها.
    إنها ليلى بنت أبى حثْمَة بن حذيفة بن غانم بن
    عامر بن عبد اللَّه سيدة من نساء الإسلام الخالدات اللاتى تحملن من أجله
    كل مكروه كى ترتفع رايته، ويسعد بظله كل إنسان على ظهر الأرض لما فيه من
    نجاة وسعادة، فقد هاجرت ليلى مع زوجها تاركةً دارها ومالها وبلدها، وفضلت
    ما عند اللَّه على ما عند البشر.


    سين النسوة
    سين النسوة
    مستشار
    مستشار

    انثى عدد المساهمات : 370
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 13/06/2008
    السٌّمعَة : 9

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى