الحماة ........والكنة .. كما وصلتني من احداهن

*الزواج رباط بين اثنين ولكن عندنا رباط بين عائلتين *

مما يصعب على الزوجين الجديدين الطريق فبدلا من أن يتفرغوا لبناء حياتهم الجديد وتدعيمها ينشغل كل منهم بمشاكل العلاقة مع الأسرة والحماة.
ربما تبدأ المشاكل معها منذ الساعة الأولى للخطوبة وكثير من مشاريع الخطوبة أنتهى بلا رحمة –بعد تقدير الله- بسبب الحماة وهناك عدد كبير من البيوت الزوجية يعيش في نيران مستمرة بسبب الحماة بعضهم لفظ أنفاسه والبعض الآخر يحاول الاستمرار بالتنفس تحت الماء
ولا ننكر أبدا وجود حموات تفوق صفاتهن أحلام كل الزوجات وقد تعاملت بنفسي مع أمثالهن جعلني الله منهن وإياكم
ومشكلات الحماة في الغالب تنحصر في عدة أسباب سأذكر ما أعرفه واقعا وتكملوا أنتم ما عايشتموه
1*الغيرة من الزوجة الصغيرة
2*السيطرة على الزوج الابن
أما الأول فقط شربت مراره تكرارا إن رأت اهتمام من ابنها أو أشترى شيء يخصني أو حاول الدفاع عني أو مدحي أمامها أو رأته يساعدني في البيت كل هذا كان يسبب حرييييق
وفي الحقيقة كان زوجي شديد البر بها هو وأخوته الثلاثة ومع ذلك لم تحظى واحدة من الزوجات الثلاثة التي تشرفن بالزواج منهم برضاها على اختلاف طبائعنا وتربيتنا وتعليمنا ومع بذل كل محاولة لرضاها
أما عن نفسي فلم أذكر تلك الصفة -الغيرة -أبد أمام زوجي مع تأكدي منهاوكيف أفعل وأنا أعلم مكانتها منه بل كنت اتصرف بحذر حتى لا أثير هذه الغيرة فنتعامل أمامها كأننا أخوة وحتى مجرد الجلوس متجاورين كنت أحذره وإذا اشترى شيئا لي يحضر لها مثله بل قد تعودت أنا على أن أشتري لنفسي ولها نفس المشتروات إذا نزلت للشراء بمفردي ولا اذكر أمامها أبدا أي موقف حدث بين وبين زوجي يدل على رعايته لي ولا أقارن بينها وبين أمي أبدا في شيء بل دائمة المدح لها وكأن لم يكن مثلها أنسان وأشكر تربيتها دائما لابنها وأكيل المدح لها والدعاء باستمرار وأمدح بر زوجي بها واشجعه باستمرار أمامها على ذلك وأحاول أن أظهر اكرامي واحترامي له أمامها ولم يكن ذلك خوفا منه بل عليه فأنا أعلم أن المسافة بيني وبينها في قلبه كبيرة فهي صاحبة الخبرة الطويلة والسنين الكثيرة في حبه ولها رصيد كبير في الحنان والرعاية والعطاء أما أنا فحديثة عهد وهي تمتلكه وتمتلك عقله وبره وطاعته وهو يمتلك طاعتي فماذا سيحدث إذا حاولت خدشها أمامه غير أنه سيأخذ جبهة مضادة لحمايتها مني يضع فيها كل أسلحة الدمار الشامل فيخسر بيته ويخسرني ونضيع معا في بحر الكره المتبادل
لابد أن يثق تماما أنني وهو معا لها وأن يدي مع يده لنيل رضاها وأنني اعترف بحقوقها وأساعده في ذلك
فنزعتُ بذلك فتيل المنافسة بيني وبينها وايقنت هي أن لها مكانة غير مكانتي وتسبقها وانا سعيدة بذلك ساعية أن تظل تلك المكانة لها عند زوجي
فطاب قلب زوجي وارتاح ولم تعد أي زوبعة تقلقه وهدأت نفسها فلم تعد تنظر لتصرفاتي بعين النقد والتحقير
أما إذا حدث ما يحدث بين كل زوجة وحماة فقد كان زوجي يبدأ في سرد تصرفاتي الطيبة أمامها مذكرا أياها بأنني أعاملها كأم وأنها لم تنل مني إلا كل احترام فأبتعد بذلك عن غضبه وتنغيصه علي واترك المشكلة له ليتولى حلها وأعيش في بيتي وكأن لا شيء هناك في البيت الثاني حتى لو استمرت في الخصام
عانيت سنين حتى وصلت إلى تلك القناعة ولم يكلفني ذلك غير أن امسك لساني جيدا عنها أمام زوجي مهما فعلت وأن أترك لذلك اللسان المجال الواسع للمدح وبعض الهدايا الغير مكلفة في أوقات مختلفة وكنت أفعل ذلك كانت راضية أو كان بيني وبينها خصام وإذا اشتد الأمر أقول لنفسي
لو أن ما فعلته معك فعلته أمك ما يكون تصرفك معها