وجعلنا من الماء كل شيء حي

بسم الله الرحمن الرحيم

وجعلنا من الماء كل شيء
حي

فلسفة فيها من العمق ما
هو أكبر من عمق البحر وأكبر من عمق السماء في الكون العظيم . ذلك هو السر الذي ما
عرف أحد معناه ، وجعلنا من الماء كل شيء حي ، ليأتي الموت ويخطف تلك الحياة
بمفهومنا نحن للموت . الموت هو خروج الروح من ذلك الجسد هذا اقصى ما نعرفه ونلمسه
ليس إلا ، وهناك حياة الآخرة والتي أخبرنا عنها الله بوحيه لسيد المرسلين محمد (ص)
تتعلق بالروح . من
هنا ومن حقيقة أن الماء هو الأساس لكل شيء حي فإنه الموت للنار ، والتي تكون في
قمة حياتها وهي تشتعل وللحد من اضرارها نرشها بالماء الذي يطفؤها ويبقي في مادتها
الطاقة الكامنة (الفحم) ، إنها حياة من نوع أخر وحين نضحي بالماء أساس الحياة ،
فإننا نريد إنقاذ شيء غال من براثن النار فنقوم برشها بالماء ، يتبخر الماء ليصبح
شكلاً آخر من الحياة المليئة بالطاقة ويصعد إلى الأجواء العليا مشكلاً الضباب
وأعلى أكثر فيشكل الغيوم ,,,,,

ها نحن ضحينا بالماء
لإنقاذ حياة قيمة مصنوعة من نفس المادة ، عظمة الخالق . وحين يتجمد الماء يصبح
اقسى ما يمكن بل يمكن أن يتكسر عليه الفولاذ تصوروا ذلك !!! ويتعذر علينا أن ندخله
إلى جوفنا بحالته المتجمدة ، لذا نحن هذه المرة نضعه في وعاء ونعرضه للنار كي يعود
إلى حالته الفيزيائية لنشربه ونتعذى عليه منا ولنا وفينا سبحانك يا الله . الماء
نلهث تعباً ونحن نخرجه من الأعماق ، لنشربه ، ونغسل أنفسنا وننظف ملابسنا . نروي
زرعنا وحيواناتنا ، ونبرد المحركات والمفاعلات النووية . نستخرجه نقياً نظيفاً ،
نلوثه بشكلنا الحيوي ، اي نستخدم الماء لمنتجات من الماء ومهمتنا تنحصر بتلويثه ،
ونتركه ينسكب على الأرض لتمتصه ثانية إلى جوفها بعدما بدلنا الكثير من صفاته
وبددنا كل ما فيه من النقاء . عندما لا يهطل المطر ، نتجه إلى المولى عز وجل نرجوه
ونصلي ونبتهل ، نعرف أننا أخطئنا ، فيسامحنا ، ويرسل قطرات اللؤلؤ بل أغلى بكثير
لتسقط على التراب ، نلمها بحنان قطرة قطرة ، فنحيا بفضل الله . أليس في ذلك دروس
وعبر ، ألم ندرك أننا برعاية الله دائماً وأنه علينا أن نحمده لفضله ، ولا نؤذي كل
ما خلق ونحب ما خلق كل ما خلق ، فالله يحب كل خلقه ونحن منهم ولكن ميزنا بنفحة من
روحه وهذا العطاء الخير له الكثير ، الكثير من الواجبات علينا ، ليس للخالق بل
مراعاة خلقه الذين أحبهم جميعاً .

في الماء تعيش مخلوقات
شتى ، نتغذي عليها سخرها الله لنا وهي مكونة من ماء روعة الخلق فسبحان الخالق .
كيفما إتجهنا نرى الماء في عيوننا وفي الزهور وفي الشجار والطيور ، حتى الصخور
فيها ماء ولا يخلو شيء منه إن عصر يكون ماء .

أليست الحياة ماء ، فهو
ومهما حاولنا إمساكه في أحواض أو زجاجات أو براميل معدنية أو حتى في أجسادنا وقبضة
يدنا ، مصيره الإفلات منا ونزوله إلى التراب ليمتصه وينقيه ويعيده للحياة مرة أخرى
. باشكال أخرى ، سبحان الله الخالق المبدع ،فهل يجوز لأحدنا أن يبخل على من يطلب
جرعة ماء ، ويمنعه منها ؟. ولدى كل منا ينبوع مائه الخاص والذي قد لا يراه صاحبه
أحياناً ولكنه موجود بأشكال أخرى .

أن تحب طفلك وكل أطفال
المخلوقات نبع عطاء .

أن تمنح يتيم قبلة ينبوع
عطاء .

أن تحتضن كل الخلق
وتدخلهم إلى قلبك ، لا تخف يتسع لهم جميعاً ، ينبوع عطاء .

ولكن إعرف أن الماء إذا
غضب الله جعله مهلكاً للحياة ، يمنح ويهلك وهذا تبعاً لحالك أنت ، فلنتق الله في
خلقه وفي كل منا ينبوع كلما غرفت منه كلما فاض ، ولكن مهما إحتفظت به مقفلاً سيأتي
يوم يسحب من بين أصابعك ليعود إلى الأرض .

دعه يفيض ، ويفيض لكل من
يحتاجه وحين تتحرر روحك سيكون جزء قد سبقك لمرحلة النقاء لتندمج معه بدل من إنتظار
طويل لتعرف أين ستكون .

من طرف **شقي شقاوة** السبت يونيو 27, 2009 6:53 am

من طرف **Admin** الأربعاء يوليو 01, 2009 7:33 pm

وجعلنا من الماء كل شيء حي

وجعلنا من الماء كل شيء حي

رد: وجعلنا من الماء كل شيء حي

رد: وجعلنا من الماء كل شيء حي