عناد وعصيان الأبناء

لنتخيل أباً يطلب من
ابنه أن يذهب إلى النوم , والابن يتجاهل دعوة الأب أو يرد بأنه لايشعر
بالنوم , ترى كيف يمكن ان يتصرف الاب في مثل هذا الموقف . إذاً نحن بصدد
موقف يتضمن رفضاً من قبل الطفل للاستجابة بطلب من شخص اخر , فليكن الاب أو
الام .

لـــمـــاذا ؟
تؤكد
الدرسات أن الطفل الطبيعي الذي يبلغ من العمر 4 أو 5 سنوات لا يستجيب
لأكثر من ثلثي الطلبات الموجهة من قبل الأب وعصيان الطفل يمكن ان يفسر على
أنه :
1- رغبة في تحقيق الاستقلالية .
2- قلة القوانين والقواعد أو المبالغة فيها .

ماذا نصنع ؟
1- الاكتفاء بالتعليمات الضرورية : بمعنى ان تكون هناك قوانين تناسب عمر الطفل .
2-
اجعل التعليمات واضحة ومحددة وإيجابية : اي اجعل الاوامر واضحة لبقة
مثل(لو سمحت اذهب إلى فراشك) كذلك يجب تجنب اسلوب السؤال كأن تقول ( ماذا
قلت لك ؟ أو لماذا لم تذاكر ) وحاول ان تصيغ الامر بطريقة تظهر ثقتك بأن
الطفل سوف يستجيب .
3-اعط الطفل وقت للاستجابة :ففي بعض الاحيان يجد
الطفل صعوبة في الاستجابه نظراً لأنشغاله بأمراً ما لذلك يجب اعطا الطفل
الوقت الكافي للاستجابة
4- امدحه بسبب تنفيذه لأمرك.
5- استخدم اسلوب الإبعاد المؤقت ( اي يوضع في زاوية الغرفة لمدة خمس دقائق لا يتحرك )في حالة عدم تنفيذه للأمر .
6- انت قدوة لأبنك :فقد يتعلم الطفل العصيان من والديه فيجب عليك ان تربي نفسك قبل ان تربي ابنك

لماذا نصر دائماً على أن الأطفال أو الأبناء هم الذين
ينبغي عليهم أن يستجيبوا لأوامرنا دائماً ، وهم الذين يعاندون . ألم يحن الوقت
لنتفهم هؤلاء الصغار الذين هم منا وإن أي صفات يتمتعون بها هي منا ، ولحصة الأم
50% فيهم وكذلك الأب 50% .

العناد ، ألم نكن مثلهم عندما كنا في سنهم .

عدم الإطاعة لأوامر الوالدين ، وهل كنا نحن مطيعين لما
كنا في عمرهم .

ألا يحق لهم التفكير وتكوين رأي لما نقوله ، أين الهامش
الحر في حياتهم .

التهرب من المسئولية لطفل نلومه عليها ونترك الكبار
الذين قد لا يشعرون بأدنى درجات المسئولية .

أسئلة كثيرة ، وأجوبة أكثر لها وجميعها تتمحور حول أن
الصغار لا يعرفون مصلحتهم ،و لايدركون أن هذا الجزء من الحياة يرتكز على إكتساب
الأصول والقواعد الصحيحة في الحياة والسلوكيات التي سيكون لها تسهيل التصرف
مستقبلاً تجاه متغيرات الحياة ومتطلباتها الكثيرة .

كل هذا صحيح وضروري .

عندما يطلب الأهل من الصغير أن يدخل لينام وهم جلوس
أمام اتليفيزيون ويضحكون ويمرحون ثم هنالك غمزات للكبار لإتمام السهرة في معزل عن
الصغار . لا إعتراض على الخصوصية المطلوبة . لنكن واقعيين وننظر في طلبنا من
الصغير .

لقد أجبرناه على أن ينام بعد الغداء لنرتاح من ضجته
ونقوم بمهام الترتيب المنزلي ويرتاح الوالدان وينالا قيلولة . وقد صحا منذ ساعت
قليلة ولم يحرق من طاقاته الكامنة شيء وفعلاً لم يشعر بالنعاس ولا يمكنه تصور نفسه
نائماً بينما الباقون في أوج متعتهم كما يتخيل . هو أيضاً يريد أن يشارك . ألا
ترون منطقاً في رفضه . بينما لو أن الأهل جميعاً التزموا بوقت للنوم ودخلوا غرفهم
فهل يبقى من ضرورة للطلب وتكرار الطلب لينام الصغير . بعد العشاء العائلي والقليل
من السمر والإنتهاء من الواجبات المدرسية ةتحضير حقيبة الغد ، يأتي النوم بشكل
طبيعي أليس الوالدان قدوة أم نريد من الصغار إعتبار الوالدان قدوة فيما نراه نحن
ضروري ونطلب الحرية لأنفسنا فيما يراه الصغار أنانية ومعهم الحق في هذا . بعد أن
يناموا سيحظى الوالدان بالخصوصية المطلوبة ، مع ضرورة وأهمية مراعاة الصغار ومن
يعتقد أن الصغير عاجز عن إدراك الكثير من الأمور التي تدور حوله ، أقول للكبير
تعلم أكثر عن طبيعة الصغار وعد بذاكرتك بوضوح مستقل عن أهواء اللحظة التي أنت فيها
، سترى نفسك مكان هذا الصغير وستعرف كمية الظلم التي تلحق به منك وأنت أول من
إنتقد والديه على تصرفاتهما .

هذه دعوة للكبار كي يتعرفوا على عالم الصغار الذي عاشوه
من زمان ليس بالعيد ، ولكن عندما جائتهم الفرصة ليتحكموا بمصير صغارهم عادوا
وبقسوة وجهل أكبر مما كان عند أبائنا ، كما يقال رغم أنني أتمنى أن يكون لدي
الحكمة (التخلف) الذي كان عليه والدي ووالدتي رحمهما الله في أصول التربية .

إستخدام أسلوب الإبعاد والعقاب المعقول وضمن حدود عدم
إلحاق الأذى بالطفل وبنفسيته لن أقف ضده ولن أرفضه ، ولكن كل ما يأتي من الصغير هو
نتيجة تصرفات الكبار وما هو إلا إنعكاس لهم في التصرف الإيجابي والسلبي .

قبل أن تقرر أن الصغير يحتاج لعقوبة فكر من أين أتت
الأسباب التي دعت لهذا القرار فربما ستجد أنك أنت الذي تستحق العقوبة وليس هذا
الجسد الصغير الذي جلب السعادة إليك . والنار تدفء ولكن عندما تنفخ فيها تستعر
وتحرق .

عناد وعصيان الأبناء

عناد وعصيان الأبناء

رد: عناد وعصيان الأبناء