كيف تغتال مبدعاً .. " خطوات الجريمة بالكامل "

من طرف **Admin** الإثنين يونيو 15, 2009 12:28 am

كيف تغتال مبدعاً .. " خطوات الجريمة بالكامل "

الأمر في غاية السهولة .. ما عليك إلا أن تتابع معي هذه الخطوات البسيطة التالية .. لتشعر بسهولة موضوع الاغتيال ..

الخطوة الأولى :

خذ بيد ابنك سيدي إلى أقرب مدرسة تأسيسية حكومية من بيتك عادية أو نموذجية
.. لا فرق ( النموذجية هذي عندنا في الإمارات ) سلمه بيد المعلمين
واستوصهم خيرا به...

هناك .. سيبرز ابنك من بين التلاميذ المتفوقين .. وسيعلن المعلمون أمام
الجميع أنه الأفضل في الصف .. وأنه الأول .. والأميز .. فكل الدلائل تشير
إلى ذلك ..

الخطوة الثانية :

والآن يبدأ دورك أنت أيها المعلم .. قم بسن سكينك .. أو جهز مقصلتك .. أو مسدسك .. واستعد ..

حاسب .. لا تحتاج أن أذكرك .. حاول أن لا يشعر التلميذ بهذه التجهيزات ..
فقد تفسد خطتك لقتل المبدع ... فحينها قد يتحول ذلك (المبدع ) إلى ( مترقب
) ....

اتركه يعمل .. راقبه من بعد .. ومن قرب .. وهو يحل التمارين الرياضية ... ويوما بعد يوم .. وحصة بعد حصة ..
لن تلاحظ عليه أي خطأ .. وأي تقصير .. اترك إبداعه ينمو أكثر فأكثر .. زد
ثقته في نفسه .. فأهم نقطة في قتل المبدع أن يكون في قمة إبداعه

.....
يتبع

من طرف **Admin** الإثنين يونيو 15, 2009 12:30 am

الخطوة الثالثة :

تحيّن لحظةً مناسبة .. اقترب منه .. انظر في عينيه .. فإن وجدتهما تلمعان
من حدة الذكاء .. وان شعرت بهما لذة للنصر على حل المشكلات .. اقترب أكثر
.. لعلك تتبين الأسباب ..

هنا أنت تقترب من النهاية .. ستستطيع تفسير سر تلك النظرة اللامعة في عيني
ذلك التلميذ.. وذلك الشعاع المبتسم على محياه .. المرسوم في شفتيه ..

انظر أيها المعلم في كراسته .. ماذا ترى .. لقد أراد أن يكون متميزا عن كل
أقرانه في كل شيء .. يريد أن يتعدى على كل الروتين الذي يقيده .. يريد أن
يكون مختلفا في مفهوم عمره الصغير ..متميزا عن أقرانه ..

لم لا ؟؟ فهو واثق من نجاحه .. من تميزه .. لم يخطئ قط في حل مسألة رياضية
أيا كانت صعوبتها .. لذلك رأي أن يتخذ قراره (القاتل ) قرر أن يكون مختلفا
بالفعل .. فكتب الإجابة بالقلم (الحبر الأزرق ) .. فهو أكبر من أن يكتب
بالقلم الرصاص .. فقد تكونت في مفهومة فكرة عن ذلك القلم الرصاص بأن من
يستعمله ذلك الذي يتوقع احتمالية الخطأ في الحل .. أما هو .. وبكل ثقة ..
لا يشعر أبداً بحاجته للممحاة ...

يتبع

من طرف **Admin** الإثنين يونيو 15, 2009 12:31 am

الخطوة الرابعة والأخيرة :

ها هي الخطوة الأخيرة في الجريمة تقترب ..
فاقترب منه أنت أيها المعلم .. وارفع يديك عاليا واهوي بها ( بكف معتبر )
اسقطه على ذلك الخد الرقيق .. والوجه الطاهر البريء .. لتفقده به كل بريق
كان يطل مشرقا قبل لحظات في عينيه ..

ولا تنسى أن تتبع ذلك الكف بكلمة تطلقها من حنجرتك بصوت عال ليسمعها كل من
بالفصل (( يا حماااااااار .. ما لذي فعلته ؟؟ لم تستخدم القلم السائل في
الكتابة ؟؟.أنت لم تصل بعد لهذه المرحلة..))

ــ لعله بعد هذا الموقف يكون عبرة لمن لا يعتبر من باقي التلاميذ..الأطفال ....ــــ

هنا .. وهنا تماما ستكتمل فصول الجريمة ..

( وستقتل مبدعا دون أن تترك أي أثر خلفك للجريمة ) .

من الذي جعلك تقرر أيها المعلم العبقري أن للقلم الحبر مرحلة عمرية للتعامل به ؟؟

وبأي حق تسمح لنفسك أيها الظالم أن تسحق انتصار طفل مبدع استخدم من فرحته
ومن ثقته بنفسه القلم الحبر في حل تمارين الكتاب الرياضية .. ليثبت لنفسه
ولك ولكل من حوله أنه تلميذ مميز .. مميز .. وأنه طفل مبدع وواثق من نفسه
....؟؟!!

بالتأكيد .. لن تتأثر أنت .. ولن تسأل نفسك ما أثر ما فعلت على نفسية ذلك
الطفل في السنة الدراسية الأولى من عمره وفي الفصل الدراسي الأول .. وهو
أفضل طالب لديك في الفصل بل وعلى مستوى المرحلة بكاملها ..

لا يهم .. ولا يمكنك أن تتوقع رد الفعل .. شيء طبيعي .. فقد تربيت أنت على
العصا .. وفي كل مرة كنت تسمع من معلميك ووالديك أن الضرب يخلق رجالا ..
وها أنت اليوم رجل (كما ترى نفسك ) مالئا ثوبك .. ومعلما تملأ مكانك ...
لكنك لم تفكر يوما ما في نفسيتك المريضة .. نعم مريضة .. وأكبر دليل على ذلك ( اغتيالك ) لطفل مبدع مع سبق الإصرار والترصد

لا بسكين .. ولا برصاصة ... ولا بحبل مشنقة ..

بل ... بكف .. وكلمة (حمااااار ) ...

منقول من ايميلي

سلمت يداك على هذا
الإبداع وكل ما سأقوله ينصب في التعبير عن إعجابي بالموضوع .

حقاً إن إنتقاء المدرسين
يجب وبشدة أركز على كلمة يجب أن يتم على أيدي مختصين عاليي الكفاءة ، ولهم فعلاً
مقدرة على الإنتقاء وبعيداً عن مفهوم التوصية . تماماً بل أكثر نقاء من اللجان
التي نراها في المحكمة والتي تقرر أهو مدان أم بريء .

المدرس الذي سيتولى تدريس
وتعليم المرحلة الإبتدائية ، يجب أن يكون من الذين يتمتعون بإنسانية لا محدودة
ولهم تحصيل دراسي على مستوى ماجستير أو أكثر فكلما كان النبع صافياً كلما كان
الماء أكثر قبولاً للشاربين .

لا يجب أن يكون هناك
مدارس تفصل الأذكياء عن المتوسطي الذكاء خاصة في المراحل الأولى ولكن بعدها الأفضل
أن يكون هناك مدارس تخصصية لنوعية التعليم ، ولكن دائما يجب أن يمنح الصغار فرصاً
متساوية في كل شيء ويكون التمييز فقط في التوجيه نحو التخصص فيما يبرز بين الفتية
.

عن نفسي عانيت من بعض
المدرسين ولكن معظمهم كانوا يقدرون الطفولة والبراءة ، وأذكر أنني صفعت مرتين كان
لهما تأثيراً كبيراً علي ، ودون أدنى سبب إلا ذلك اللمعان في العينين ، مرة حللت
مسألة رياضيات كان الأستاذ قد حلها بمسح سبورتين ولكني حللتها في سطر واحد .
النتيجة صفعة على وجهي أفقتدني إحساسي بحي الدراسة ، وأكسبتني بعداً ضوئياً عن هذه
المادة بحيث إعتمدت على حفظ الحلول فقط وليس على الإبتكار ، ولم أعد أحضر دروس ذلك
المدرس رحمه الله فقد كان وقتها كبيراً في السن ، سامحه الله ولكن يبدو أنه لم
يحتمل تصرفي وأنا لم أقدر وقتها كيف أتصرف . وحتى اليوم حين يسألني أبنائي عن حل
مسالة رياضية أقرأ طريقة المدرس ثم أسلك مراحله دون أدنى تفكير ، وبالتالي أثر ذلك
على أولادي .

إن التصرف اللئيم يستمر
ويستمر تأثيره طالما أصحابه أحياء .

وكم أكره كلمة حمار عندما
تقال لصغير ، الحمار حيوان أليف وليس بغبي ولكن أخذت معناها ممن لم يفهموا أن خلق
الله فيهم من الذكاء ما يكفي للصبر على تفاهات الإنسان فكم من فلاح يعتمد على
حماره ليعود به إلى البيت ، ولو ترك في المكان البعيد لن يعرف بسهولة طريق العودة
فمن الغبي هنا ، ذلك المدرس الذي صفع الطفا لعنة الله عليه .

الصفعة الثانية ، أذكرها
كثيراً فقد كنت قادماً من الإسكندرية ولم يتبقى على إنتهاء المدرسة إلا شهرين ،
وسجلت في إحدى المدارس الرسمية لضيق الوقت ، وكنت أصغر التلاميذ سناً في فصلي ،
وكان عندنا أستاذ متدين أو هكذا يدعي ، وكذلك مدرسين آخرين كانوا في قمة الذوق
وقدروا إختلاف المناهج وأنني أتحدث اللهجة المصرية ولا أعرف عن لهجة البلد شيء ،
إلا هذا المدرس ، ولتفوقي ولمنحي الثقة بنفسي جعلوني في لجنة الإنضباط ، وكنت
ملتزماً تماماً ، وما حدث أن هذا المدرس سامحه الله دنيا وآخره كرهني لهذا التميز
، فقام بدون سابق إنذار بصفعي وسط باحة المدرسة بدون أي سبب ، فدارت الدنيا بي
ووقعت ورفضت بعدها الذهاب إلى المدرسة ، ولكن ما حدث أن أحد المدرسين جزاه الله كل
خير ، رأى ما حدث فنزل وقام بصفع وضرب هذا المدرس وحملني إلى الإدارة لينعشني
ويخفف عني وقع الالم ، ثم أوصلني إلى المنزل حيث إعتذر لوالدي وأفهمهم السبب ، وأي
سبب أقبح من عذر . الأستاذ كرهني لأنني كنت الوحيد الذي يجيب على أسئلته في
الجغرافيا والتي كانت تصعب على الصغار أمثالي . فأراد أن يحد من هذه المقدرة
وفعلاً إبتعدت عن كل ما يتعلق بالكرة الأرضية وبالخرائط وبكل ما له علاقة بالمناخ
وبالأرصاد الجوية ودرجة حرارة الجو ، ولا أزال أحب العيش في الحر القاسي أو البرد
القارص ولا أحب أجواء الإعتدال تصوروا هاتين الصفعتين ، صفعتين فقط أبعداني عن
الفن والأدب وحتى كادا يبعداني عن العلم .

لهذا أحببت كل الصغار ولا
يمكن أن أنظر إلى طفل نظرة عتب لفعله ما يمكن أن يقال عنه قلة أدب ، بل أريه من
قلبي ما يجب أن يكون وقد أحببت التدريس كثيراً وتمنيت أن أكون مدرساً للصغار ، ولم
أستطع أن أحقق حلمي ، واليوم أضفت إلى عملي شيئاً لا يحب أغلب الناس ممارسته وهو
التوعية الصحية نظراً لعدم قدرة البعض على إيصال المعلومة ببساطة لكبير أو صغير
فما بالك للصغير ، وقمة المتعة عندي عندما أقف حافياً وسط زهور جميلة وأتجاذب
أطراف الحديث ويقولون لي أستاذ وليس دكتور ، أجمل لحظات أعيشها حين أنال ثقة طفل
ولو رضيع وأكثر ما يزعجني إبتعاد صغير عني ، ولكن لا أترك ذلك يحدث سرعان ما أجد
كلمات تشده إلي ولله الحمد .

عالم الصغار علم ينبغي أن
نعرف أنه معلم في الحياة يجعلك تبتكر وتنجز ويعطيك الحيوية للتحرك ويمنحك الشعور
بالحب وبالآمان ، ببساطة وبراءة إنه الحياة بأبعد معانيها السامية .

كيف تغتال مبدعاً .. " خطوات الجريمة بالكامل "

كيف تغتال مبدعاً .. " خطوات الجريمة بالكامل "

رد: كيف تغتال مبدعاً .. " خطوات الجريمة بالكامل "

رد: كيف تغتال مبدعاً .. " خطوات الجريمة بالكامل "

رد: كيف تغتال مبدعاً .. " خطوات الجريمة بالكامل "