مرسيدس..مشاعر..أفكار.. سلوك

قاعدة (مرسيدس) قد تعطينا حلا منطقيا، قاعدة أو (نموذج مرسيدس) باختصار هو كالتالي /

الإنسان مكون من 3 أشياء :
( مشاعر )
( أفكار )
( سلوك )
تخيل معي الآن شعار سيارات مرسيدس (المروحة الثلاثية) و في كل جهة من
جهاته الثلاث توجد واحدة من المكونات : مشاعر و أفكار و سلوك .
الجميل في الأمر أن الثلاثة كلها متأثرة ببعضها ،
وبما أن البشر يقولون أن الكثرة تغلب الشجاعة ،
فنحن هنا كذلك أيضا ،مثلا : إذا كانت (مشاعرك) و (أفكارك) على وتيرة واحدة و في اتجاه واحد
فإن (سلوكك) سيتجه بسهولة في نفس الاتجاه ،
وكذلك لو اتفق (سلوكك) مع (أفكارك) ستتفق معهما مشاعرك ، وهكذا...
وهنا قد نكون فسرنا سؤالنا الأول ((( لماذا نخطط و نفكر و ننفذ ثم - ياحبة عيني- نفشل ؟ )))
فبعضنا قد يخطط و يفكر في أمر ما فتكون - مثلا - (أفكاره) و (مشاعره) في اتجاه هذا الأمر ،

لكن سلوكه في اتجاه آخر ..

مثال /

الطالب :

تجده يتمنى و يتخيل السعادة التي ستحصل له إذا كان من المتفوقين ..(مشاعر)

ويفكر و يخطط كيف و متى يذاكر، و يبحث عقله عن جدول إبداعي للمذاكرة ..(أفكار)

لكن هيهات هيهات .. تجده يوم مع الشباب و يوم في السوق و يوم على البلاي ستيشن و يوم على السرير ..(سلوك)
وهنا الخلل......
كان من الممكن أن يتغير سلوكه تبعا (لأفكاره) و (مشاعره) لكن أيضا هيهات هيهات..
فهذه (المشاعر) و (الأفكار) اتضح لنا الآن عدم صدقها ، و لو صدق فيها لتغير سلوكه..

و قس على ذلك بقية النظرية :

(أفكار و سلوك) غير متفقة مع (المشاعر)
(سلوك و مشاعر) غير متفقة مع (الأفكار)

إضافة : الأسوأ مما ذكرنا ، و يكثر وجوده الآن ،
أن يكون عنصر واحد فقط من الثلاثة(أفكار و مشاعر و سلوك) في اتجاه الأمر المطلوب ،

كأن يكون الطالب - على مثالنا السابق -
[[يتمنى و يتخيل السعادة التي ستحصل له إذا كان من المتفوقين ..(مشاعر)]]

لكنه *((لم))* [[يفكر و يخطط كيف و متى يذاكر، و يبحث عقله عن جدول إبداعي للمذاكرة ..(أفكار)]]

وأيضا [[مع الشباب و يوم في السوق و يوم على البلاي ستيشن و يوم على السرير ..(سلوك)]]

و النتيجة ؟ : هيهات هيهات هيهات !!



ثالثا / في بعض الحالات قد تفسر لنا نظرية (الساعة و البوصلة) سؤالنا الأول :
((( لماذا نخطط و نفكر و ننفذ ثم - ياحبة عيني- نفشل ؟ )))

تدور هذه النظرية حول سؤال مهم :

أيهما أكثر أهمية : الاهتمام بالوقت أم الاهتمام بالاتجاه؟

ولهذه النظرية قصة بسيطة / (قصة رمزية قد تكون حدثت فعلا!)

تعاقدت إحدى شركات تصنيع الأثاث المنزلي والمكتبي مع حكومة البلد عقدا تجاريا ،
وكان العقد ينص على التالي :
*** تدفع الشركة مبلغا يُتفق عليه مع الحكومة في مقابل*
*الاستفادة من (مساحة محددة) من الغابة الكبيرة في هذا البلد،*
*ويحق للشركة الاستفادة من هذا الجزء من الغابة بأي شكل كان،*
*كأن تأخذ أخشابها و تقيم مصانعها و سكن العمال ...***

كانت مدة العقد خمس سنوات ..

أوكلت الشركة هذا المشروع الضخم إلى أحد أفضل مهندسيها ، و بالفعل بدأ العمل،
وكان عملا جبارا متميزا وُصِل فيه الليل بالنهار ،
وبدا أنه يمكن للشركة أن تنتهي من حاجتها من الأخشاب قبل انتهاء العقد..


بعد أربع سنوات من العمل الجاد المستمر ، و بينما كان أحد العمال يستريح فوق شجرة داخل منطقة العمل ،

ظهرت على وجهه علامات الغباء و (التناحة) ، ثم تحولت إلى الخوف و عدم التصديق ،

نزل جريا إلى المهندس المسؤول عن المشروع، وأخبه بالخبر وكانت الصدمة ...


فقد تم إقامة المشروع من أوله إلى آخره و كل هذا العمل المتواصل لأربعة سنوات على الجزء الخطأ من الغابة!!!

من الواضح طبعا أن هذا فشل ، فقد أعلنت الشركة إفلاسها بعد عدة أسابيع بسبب الغرامات
التي فرضتها عليها الحكومة .................................


إذًا من المهم سرعة العمل وسرعة الإنجاز ( الساعة )
لكن الأكثر أهمية و إلحاحا أن يكون العمل في الاتجاه الصحيح ( البوصلة )


ليس المهم أن تصل من (جدة) إلى (الرياض) في سبع ساعات ..
المهم أن تكون قد انطلقت فعلا جهة الشرق لتصل إلى الرياض حتى لو بعد 12 ساعة لكنك ستصل بإذن الله.


كثير من الناس على هذا الشكل،
**يخطط** في (الطريق الخاطئ) و **يفكر** (في اتجاه خاطئ)

فلا بد أني يكون التنفيذ خاطئا و من ثم النتيجة الإخفاق ..

والبعض إذا كانت لديه حالة أو مشكلة ما ، تجده يفكر و يخطط لحل المشكلة ،
لكنه يفشل في حلها لأنه كان يفكر في الطريق الخاطئ ، لو توقف قليلا و استعمل البوصلة لغير اتجاهه..

ولذلك يقولون :

قبل أن تسعى لتحقيق هدف، تأكد (تماما) من أنك تعرف هذا الهدف (تماما) ...

بالتوفيق لكل خير ...