الطلاق بسبب ((حقيبـة يد))!

الطلاق بسبب ((حقيبـة يد))!
حدثتني
محامية أن نسبة الطلاق في الكويت أخذت ترتفع بشكل مقلق، والمؤسف أن
الأسباب كلها تافهة وسطحية، لكن أطرفها حالة طلاق بسبب (حقيبة يد نسائية)
إذ اختلف الزوجان دون أن يصلا إلى نقطة اتفاق مشتركة تعدلهما عن هذا
القرار، الزوجة مصرّة أن يشتري لها زوجها حقيبة باهظة الثمن من ماركة
مشهورة، والزوج يرفض لعدم قدرته على تحقيق هذا المطلب.. واحتد الطرفان
وتفاقم الخلاف حتى انتهيا أمام (باب المحكمة)، وحاولت المحامية تهدئة
الطرفين وتذويب الخلاف، فأخذت كل منهما على حدى لتفهم بواطن المشكلة.
واتضح أن الحقيبة هي الذروة التي فجرت رواسب السنين والتراكمات المتلاحقة
التي قطعت عليهما خط الرجعة فكان أمر الطلاق هو البتر الذي يشفي الطرفين
من تداعيات السنين السلبية.وبدأ
الزوجان معركة جديدة عنوانها ((حضانة الأولاد)). تقول أغلب الدراسات في
قضايا العلاقة الزوجية أن الخلافات بين الشريكين لها ظاهر وباطن، قد
يختلفان على أسباب بسيطة كتهاون الزوجة في كي ملابس الزوج، نسيان الزوج
شراء بعض الحاجات التي طلبتها الزوجة، الطعام مالح، نسيان الزوج مناسبة
هامة للزوجة وغيرها، وفي الواقع تأتي هذه الظاهرة محرضة على إثارة مشاعر
داخلية مؤلمة كتمها الشريكين أو أحدهما في داخله كتجريح أحدهما للآخر
باستمرار، تجاهل الحاجات النفسية والجسدية، الإهمال، الأنانية، تجتمع كل
هذه العوامل لتدمّر الحب، فيشعر الشريك أنه لا يحب شريكه وأنه يعايشه على
مضض احتراماً للمظهر الاجتماعي للزواج أو حماية للأبناء.. ولهذا تأتي هذه
الأمور العارضة كهبة هواء تشعل جذوة النفور، ولو فتحت الحقيبة لاكتشفت أن
في داخلها قصص وحكايات نسفت الدفء والأمان والحب وبنت جدار من الثلج..
وكانت بلا شك هي السبب الخفي الذي يشعل فتيل المشاكل.