صحيح أن الحب أعمى

صحيح أن الحب أعمى
ما أعرف أن هذا القول صحيح والآن عرفت ..
أحببت كل شيء فيك ، شممت عطرك الذي لم يلحظ أحد شذاه ،رأيت فيك ما لم يراه أحد سواي ، أردت أن أعيش لك لأعطيك قلباً أحس بنور قلبك ، حبيبةً وزوجة . أردت أن أطرد اليأس من جبينك الذي ما عرف غير النظر إلى لون واحد ، قاتم . لا أعرف غير أنني أحببتك وسأحبك ، مهما حدث .
وأتيت حاملاً قلباً دافئاً ، ورائحة زهر الليمون ، وقبضة ياسمين من منزل عتيق عاش فيه عاشق أموي جلس تحت شجرة النارنج وشرب من نافورة بردى في قاعة عشقت الزجاج المعشق بألوانه وإنعكاس طيف شمس الصباح على الكرسي الذي صنع من شجرة جوز عتيقة نبتت يوماً من عرق الغوطة ، وجعل الموزاييك الصدف تحفة فنية شامية ، أعطت التاريخ نكهة ووضعت الدنيا ضمن حديقة هشام . يقال أن الحب أعمى ، إن كان حقاً أعمى فأنا سيد الحب ، وإن لم أراك أنت دائماً فلست بحاجة البصر ، وتسألين هل أحبك . أوتستغربين بعد كل ذلك أن أحبك ، ألا ترضين أن أكون عيونك التي ترين بها ، ألا يكفيك أن حبي لك يرى النور كل يوم ، وماذا يعني أنك لا تبصرين . يكفي أن تحسي نبض قلبي ودفء يدي وتتلمسين وجهي لتنير لك الدنيا إلا أبعد من غرناطة ، وسوف يكون قلبي قصر الحمراء لتسكني به ، بل هو فعلاً قصر أحمر ينتظر أن تلامسه قدماك ، فإدخلي يا حبيبتي ، وكوني زوجتي التي تزيد من عطر أزهار النارنج زخماً ينافس يا سمين القصر وجوري البستان تعالي ....
تضحكين يا لسعادتي بسماع ضحكتك ولكن ، لا ، لا أصدق ما به تهمسين ن يمنيت أن تهمسي في أذني أنك موافقة ، ولكن بشرط حسن لك أن تطلبي ما تريدين ، حسناً حسناً عندما أجد من يعيد لك البصر وتبصرين تقبلين أن تتزوجيني ، موافق يا حبة عمري ، موافق يا زهرة قلبي .
ورحلت دون إبطاء بحثاً عن طبيب عيون يعيد لها البصر ، وعدت ومعي حلم العيون ورميت عمري كله تحت قدميها حباً وإكراماً ، ويدي الجراح تعبث بي وتأخذ النور من عيني لأدخل في سواد دنيا من أحب وأعيس في الظلام . إلا أنني كنت أعرف أنني سأرى بعيوني في وجهها سعادة الحياة وجمال روحي بنظرتها فلقد وهبتها ما كان ينقصا لتكتمل .
وأنا أدخل عتمة الحياة كانت حبيبتي تدخل عالم النور والحياة . إنسحب مني النور ودخل إلى قلبها من عيوني . كنت أسرع إلى الظلام لترى النور وتعرف مقدار حبي لها ولكن حين رأتني قالت أهذا هو الضحية لقد رأيت جمالي فأحببتني ولكني كيف أحبك وأناأراك أعمى أين ما كنت تحدثي عنه كيف وصفتي وصدقت كلماتك ، إن أعمى وأنا مبصرة لا يمكن لعاقل أن يطلب مني أن اتزوج عن أي وعد تتدث إذهب وإغسل الدم عم وجهك فربما تحسن منظرك ، كيف تترك وجهك بهذه القذارة ن لستدر عطف المارين عليك ، إذهب وإبحث عن عمياء مثلك فربما تقبل بك .
أنا لست نادماً يا من عرفت ضوء الصباح الآن بل آسف على نفسي التي رخصت أمام مبصرة بقلب أعمى . إذهبي وإبحثي عن قلب أعمى لمبصر مثلك قلبه أعمى . وتذكري أنك سترين ضوء النهار ولكني أنا الوان قوس قزح ، فأنت لم تعرفيه ولن تعرفيه ....
أحسه وأعرفه بروحي النقية ولكنك لم ولن تعرفيه ، وستغيب عنك جمالية الحياة التي يغلق الجميع عيونهم ليروها . نزار لعلك يا سيدي تروي ياسمين الشام عند الصباح وأنت تتمتم قصتي بعد أن سمعتها في ظلام الليالي وأنا أقصها على نفسي كل يوم . فأسمعنيها في ندى الفجر بعد الأذان . صدق من قال الحب أعمى . أحبك الآن أكثر .
محمد
قالت لهُ...
أتحبني وأنا ضريرة ...
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة ...
الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة ...
ما أنت إلا بمجنون ...
أو مشفقٌ على عمياء العيون ...
قالَ ...
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي ...
ولا أتمنى من دنيتي ...
إلا أن تصيري زوجتي ...
وقد رزقني الله المال ...
وما أظنُّ الشفاء مٌحال ...
قالت ...
إن أعدتّ إليّ بصري ...
سأرضى بكَ يا قدري ...
وسأقضي معك عمري ...
لكن ..
من يعطيني عينيه ...
وأيُّ ليلِ يبقى لديه ...
وفي يومٍ جاءها مُسرِعا ...

أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا ...
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا ...
وستوفين بوعدكِ لي ...
وتكونين زوجةً لي ...
ويوم فتحت أعيُنها ...
كان واقفاَ يمسُك يدها ...
رأتهُ ...
فدوت صرختُها ...
أأنت أيضاً أعمى؟!!...
وبكت حظها الشُؤمَ ...
لا تحزني يا حبيبتي ...
ستكونين عيوني و دليلتي ...
فمتى تصيرين زوجتي ...
قالت ...
أأنا أتزوّجُ ضريرا ...
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا ...
فبكى ...
وقال سامحيني ...
من أنا لتتزوّجيني ...
ولكن ...
قبل أن تترُكيني ...
أريدُ منكِ أن تعديني ...
أن تعتني جيداً بعيوني ...
نزار قباني

نعم هي فعلا قصة تروى
عن عاشق تبرع بعيونه لامرأة ضريرة
وحين رأت ... وليتها ما رأت
كانت المفاجأة أنها
رفضته بكل بساطة
؟؟؟


...............


أنا لست نادماً يا من عرفت ضوء الصباح الآن بل آسف على نفسي التي رخصت
أمام مبصرة بقلب أعمى . إذهبي وإبحثي عن قلب أعمى لمبصر مثلك قلبه أعمى .
وتذكري أنك سترين ضوء النهار ولكني أنا الوان قوس قزح ، فأنت لم تعرفيه
ولن تعرفيه ....
..............................................

أشكرك على مقالاتك الرائعة
وفنك في التعليم
فالحكمة في ثنايا ماخطته حروفك

أكرر شكري

رائع يا سيدي رائع كلام جميل
و سامحني أن اقول أنها ما استحقت وضع عينيه الرائعتين على وجهها البائس
لقد أصبح ضرير لا يرى إلا بعيون قلبه , لكنه أصبح يرى بوضوح أكثر .

من زمان كنا نقول الحب أعمى نفهمها على أنو الرجل الجميل يحب و يتزوج من سيدة قبيحة
لكن بعد ما كبرنا و تعرفنا على الدنيا أكتر فهمنا هي الجملة على حقيقتها و هي ( انو الرجل يتزوج و لا يرى من زوجته إلا الدلع و أنها المظلومة و الصادقة بكل شيئ و التي تضحي بكل شيئ من اجل بيتها و زوجها و هي تستحق أن يكرس حياته كلها فقط ليلبي طلبات ملكته , هو لا يرى طمعها و جشعها و كرهها لا يرى منها إلا اللون الابيض , لكن الانسان السيئ لا يبقى مختبئ داخل ثيابه سيظر للنور لا محالة , و يكتشفها لكن متى بعد 10 او 15 سنة زواج أنها كانت سيئة و طماعة لا تهتم إلا لنفسها و مستقبلها و تترك منزلها و لها زريعة يوافقها عليها كل الناس بأنها حرام تضيع حياتها مع رجل ما عم يقدر يلبيلها كل طلباتها الطماعة , و بتترك و بتمشي . )