وعاشوا كأنهم أيتام-موقف أهل الزوجة

حدث الزواج وبرأي أنا لم يكن متكافئاً ولكنه حدث وبموافقة الزوجين والرضا التام بينهما . وتسلسلت الأحداث وتسلسل قدوم الصغار وهذا كان كفيلا بإخراس أي صوت يطالب بحقوق تصغر أمام وجود الأطفال ، وعشرة السنوات التي كانوا يعيشونها بمصالحات راقية على ما أعتقد وكلام يقبل به الطرفين . ولم يحدث هنا ساحات حرب ولا معارك تعلو فيها الأصوات بل كانت أشبه بتنافس صغار الطيور على ما تضعه الأم في مناقير صغارها . ولكن بالمقارنة فهذه هي حرب الطيور ولكن أكثرهم لا يعلمون .

الأهل يشعرون بأن في الأفق ثمة غيوم ولكن طالما أن الأبواب مغلقة والقلوب مقفلة فليس من ضرورة لفتح ما يعكر صفو هذا الصندوق الجميل الذي يدل مظهره على حتمية جمال محتواه ، فلا أحد عاقل يمكن أن يفكر بأن ما يوضع في صندوق صنعته أيادي ماهره وتعبت فيه سنوات طويلة قد يصبح شيئاً عفنا ، وهكذا . كانوا جيراناً هادئين لا تكاد تسمع من بيتهم إلا موسيقى كلاسيكية أو صوت أغان منتقاة على نقيض جيراننا الصاخبين في بعض الليالي .

كان أولادهم يتمتعون بشكل جميل جداً حتى أن أهل الزوجة وكانوا كثر جداً يقربونهم بالشكل منهم ، وأهل الزوج رغم قلتهم بل عدد أصابع اليد الواحدة وكم أصبع من الأخرى أيضاً يقربونهم منهم ولعله الوجه الوحيد الذي لا حظت فيه تدخل أهله في حياتهم فقد كانوا وكما يأملون أن يكون أهلها على مقدرة من مساعدتهم لكثرة عددهم وتواجدهم المستمر حولهما .

كبر أولادهما وكبرت المصاريف ونتيجة لعمل الأم كان الأب مضطراً لدفع مرتب شهري لمن سيرعى أولاده بغياب أمهم ، من أحد قريباتها وهكذا بدأ من الضروري أن يستمر بالعمل المسائي لسد هذه الثغرات وأعتقد كما عرفت من أخي الذي كان يعرفه ويأتي لبيتنا أحياناً أن زوجته لا تساعده بل تأخذ منه مصروفها . وكان أخي يقول لأمي المهم أن المركب سائرة أدام الله عليهم الهدوء، ولكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة الصامتة والتي هبت هوجاء من قبل الزوجة وأهلها ولم يتركوا من الأوصاف التي لا يصح أن تطلق على ذلك الديك الذي يزعج أهل الحارة ليل نهار إلا ونعتوه بها . على الأقل من الظاهر فليس من المعقول أن لا يعبر المرء على ما في داخله من نذالة ولو بنظرة عينه خاصة عندما يخلع النظارة وصاحبنا هذا لم يضع نظارة سوداء على عينيه يوماُ ، ولكن الله أعلم .

تابع وعاشوا كأنهم ايتام-موقف أهل الزوجة

المهم أن الزوجة ووالدها الذي وقف معها كانوا يتمادون بتصرفاتهم حتى حين تدخل أهله للصلح لم يتوقفوا عن التقريع اللاذع عن زوج إبنتهم والأوصاف الشنيعة . وفجأة إختفى الرجل من حياتهم وأغلقت الأبواب على البيت الجميل الهادىء وذهبت زوجته وأولادها إلى بيت أبيها الذي لم يكن يتسع لهم دونها وأولادها ، طبعاً سمعنا من الأهل إستغرابهم لموقف الزوج وأبيها وإخوتها من الزوج ووصفوه بأنه غير عادل ، هذا ما كان يقول أهلها أما أهله فقد كانوا في أحياء أخرى من المدينة بعيدة نسبياً وكنا نراهم أثناء قدومهم لزيارته بين الحين والأخر . أهلها يقولون بأن ما حدث غير عادل وأهلها كثر وكلما سألنا يقولون لم نرى مثله أخلاقاً ولا تعاملاً ويسكتون ، ونحن نكاد نجن لنعرف القصة ، إنه جنون حب الإستطلاع ، وخاصة أنا أريد أن أعرف لأنني كنت أحب أن أتعظ من تجارب الغير ، طبعاً لا أحب الشر لغيري معاذ الله ولكن ، أريد أن أعرف وقد عرفت بعد زمن طويل سبب الكارثة ، ويومها بكيت على هذه العائلة وبقيت وقتاً طويلا عازفاً عن الزواج خوفاً من أن أكون مثل معظم من عرفت إلى أن يسر الله لي والحمد لله .

كان السبب أن الزوجة أحبت رجلاً عبر الهاتف ومنحته قلبها عبر الهاتف ، وعرف الزوج بالصدفة ذلك أيضاً عبر الهاتف ، فلم ترضى كرامته أن يفقد الثقة بزوجته ولو كان لمجرد هاتف . لأنها لم تعد كما كانت منذ ذاك الوقت ولم تبدي ندمها بل حملته وزر فعلها وأن كل ما فعلته كان نتيجه عمله الطويل وأنها أحست بالملل والإهمال . ففعلت ما فعلت وظهر الموقف السلبي لأبيها بحيث لم يقل لها كلمة واحدة تدينها بل وقف معها وحمل هذا الرجل تبعية ما فعلت إبنته . وحدث الطلاق وتشتت الأبناء وفعلاً عاش هؤلاء كما الأيتام بسبب رفض الأم لأن يبقوا مع أبيهم فالقانون يمنح الأم حق الحضانة دون النظر لسوء هذه الحضانة ، فلم تكن تتفرغ لهم كأم وتتركهم برعاية جدهم الذي لن يحبهم كأبيهم وخاصة أنه إعتبر أن فعلة إبنته كانت نتيجة لخطأ الأب .
.

تابع لكأنهم عاشوا أيتام-موقف أهل الزوجة

أليس في هذا الموقف ما يدعوا للعجب ، كيف لم يحاول أهل الزوجة إقامة الصلح ، وهل القول أن فعلتها كانت تخجل إلى حد عدم التدخل ، أم أنهم فرحوا بما ستأخذه من مستحقات طلاقها لتساعد إخوتها بزواجهم ، أم ماذا ، لقد إحترت ولم أعد أدري ، شيئاً عن الموضوع ولكني بقيت حزينا على سنوات العمر التي كنت أراهم خلالها سعداء ، ولم أعرف أن هذا الصندوق الجميل كان صندوق ميدوزا . هدمت الحارة ودخل الإسمنت البارد مكان الطين الدافء الحي ، وبات الحديد مكان الخشب والسيارة مكان البغل رغم أنني لم أكن وقت رحيل البغل فأن لم أعرف إلا السيارة الجميلة البيضاء التي كانت بحوزة أبي ، ثم سيارتي الخاصة ، رحم الله كل من توفي ورحم الله كل من بقي حياً فالأحياء يستحقون ألف رحمة لأنهم لا يزالوا تحت رحمة أنفسهم التي تجعلهم يخطئون ، بينما من مات فقد دخل في كنف رحمة الله تعالى وتوقفت سيئاته والرحمة تزيل ما علق به ،والحي الرحمة تزيل ما علق به ولكن ما قد يعلق قد لا يجد من يطلب له الرحمة وهو غارق مع شيطان نفسه في الحياة .

نعم كان دور الأب سلبياً ودور الأم بعيد عن التضحية التي من المفروض أن تتواجد فيها مرافقة لروحها تجاه أولادها كأنثى أو بالأحرى كأم .

وتتابع الحكايات ويكبر الصغار ويموت الكبار مع أسبابهم ولكن الحمل يومها ثقيل ، سأبذل قصارى جهدي أن لا يكون حملي ثقيل لأنني أكره الحرارة فما بالك بنار الله الموقدة أجارنا الله منها . يقال أتريد قتال الناطور أم العنب . أقول تباً للعنب سأترك حتى السلة

من طرف ود الثلاثاء أبريل 28, 2009 10:33 pm

يعطيــــــــــــــــــــــك الف عافية

من طرف **شام** الثلاثاء أبريل 28, 2009 11:01 pm

دمت لنا يا سيدي حادثة مؤلمة
لكن أنا أضع بعضاً من اللوم على الزوج
( انا لا ابرر فعل الزوجة المشين معاذ الله )
لكن ما دامت لا تساعده بمصروف البيت أليس من باب أولى ان تجلس بالبيت و تربي صغارها و تراعي مصالح بيتها .
سيدي انا ضد عمل المرأة المتزوجة و بشدة لأنه دائماً لا يجر
إلا التعاسة و النهايات المؤلمة التي غالباً يكون ضحيتها الاولاد
( انا اقول بأن تغَير الزوجة لم يكون بيوم و ليلة و ليس بسبب إهمال زوجها لها الإساء التي بقلبها ظاهرة للعيان لكن احياناً الزوج لا يريد أن يرى .)

من طرف **Admin** الثلاثاء أبريل 28, 2009 11:28 pm

كم هو مؤثر هذا الحديث
كم هي معاني حروفك عظيمة
تترك النصيحة تجول فيها والعبرة تشتم رائحتها
والباقي على من يقرأ بغرض أن يفهم

نعم صدقت عندما اعتصرك الالم قائلا:
نعم كان دور الأب سلبياً ودور الأم بعيد عن التضحية التي من المفروض أن تتواجد فيها مرافقة لروحها تجاه أولادها كأنثى أو بالأحرى كأم .
لكن عبارتك الاخيرة الرائعة رغم التشاؤم الذي يلفها
زرعت في وجهي الابتسامة:
سأبذل
قصارى جهدي أن لا يكون حملي ثقيل لأنني أكره الحرارة فما بالك بنار الله
الموقدة أجارنا الله منها . يقال أتريد قتال الناطور أم العنب . أقول تباً
للعنب سأترك حتى السلة
واحب ان اعلق بجملة واحدة :
عندما وصانا رسولنا الكريم (اظفر بذات الدين) لم يأت الحديث من فراغ بل لان الكثيرات من العاملات يضحين بابنائهن والاسرة مقابل العمل
اعرف قصصا لاسر من بلاد الشام في الخليج علق عليها أحد الاستشاريين الكبار من محاكم دبي وهو مرشد أسري قال بحكم عملي وجدت ممن خرجن من المنزل للعمل وبعد سنة او اكثر طلبن الطلاق لانهن شاهدن وسمعنا وصاحبن الزميلات ووووو وتم التضحية بالاسرة والزوج من اجل (انبهار كاذب بالعمل أو البنيان او السيارات أو المظاهر الخادعة)

اشكرك دكتور محمد
وادعو لك ربي بالتوفيق وبالسداد والطمأنينة

وعاشوا كأنهم أيتام-موقف أهل الزوجة

وعاشوا كأنهم أيتام-موقف أهل الزوجة

رد: وعاشوا كأنهم أيتام-موقف أهل الزوجة

رد: وعاشوا كأنهم أيتام-موقف أهل الزوجة

رد: وعاشوا كأنهم أيتام-موقف أهل الزوجة

رد: وعاشوا كأنهم أيتام-موقف أهل الزوجة

رد: وعاشوا كأنهم أيتام-موقف أهل الزوجة