تؤثر وتتأثر بغيرك

حين ينظر المرء لحياته ومجرياتها وما وصل إليه ، كيف كانت وكيف أصبحت في لحظة التفكير هذه عليه أن يكون صادقاً تماماً مع نفسه ، صحيح أن المرء لا يستطيع التهرب من الحقائق مع نفسه ولكنه يستطيع أن يطمرها تحت أعماق سحيقة وبسرعة تشعره بالرضى عن نفسه لفترة تكفي للهروب بعيداً عن مجريات الحدث والصاقه بغيره تماماً دون الإحساس ولو بجزء بسيط بالذنب ، كي ينجو ويستمر بالحياة دونما الإحساس بما سببه لغيره من أذى دائم غير قابل للعكس أو لجعله أخف وطأة . لكن ينبغي أن يكون المرء صادقاً حتى لا يتسبب بالأذى لغيره ولنفسه حتى دون أو قبل أن يدرك ذلك .

أي حدث في الحياة يحتاج لأكثر من شخص لحدوثه . ليس هناك من حدث إلا وله أسباب فيها عدة أطراف ، أحدهم يوحي والأخر يتحدث وآخر يزيد على الحديث وآخر ينقل تجربته وتجارب غيره ، وفي النهاية تجد أن فكرتك قد تقلبت وتغيرت ، صغرت أو كبرت حسبما كانت مقاييسك حين دخلت من الباب الذي لم يكن أصلا مغلقاً ولكن كان لا بد من أن يوسع الفتحة لتعبر أو يضيقها وبين هذا وذاك تجد نفسك قد دخلت أو إبتعدت . المهم أن تعرف وتقرر أي الأبواب أقل ضرراً لك ولغيرك . ترى من يملك مثل هذا الحدس . وهل تستطيع أن تميز النار التي تدفء من النار التي تحرق .

كإنسان ناضج لك معرفة بالحياة وخبرة كيف ما كانت فلا شك أنك تستطيع أن تتوقف عن القفز نحو الهاوية لأنك تعرف أنك هالك . أليس كذلك .؟؟؟ ولكن إن كنت قد عرفت المسافة لتلك الهوة وكانت بقدر مهاراتك على القفز وقفزت فعليك أن تتحمل نتيجة فعلك حتى ولو لم يمنعك أحد إما لثقته بأنك قادر على الحكم الصحيح أو لخداعه بأنك على هذا المستوى من الحكمة أو لغبائه الذي سهل لك الخداع . المهم أن النتائج بكل عواقبها الرديئة وبالطبع سوف يعاني منها من حولك ربما بقدر أكبر منك ولكن ليس هذا بعادل . ؟؟ وانت تعرف ذلك ولكنك لن ترضى بإتهام نفسك وستضع اللوم على غيرك وأنت تعلم بعدم صحة ذلك . هذا هو الفرق بين التركيز على الخطوات والوفاء للذات قبل الإقدام على التصرف ، خاصة الذي له مسارات معروفة النهايات ،وفيه ما يكفي من الآلام الجسيمة التي يخلفها والتي تفوق أضعاف لذتها الآنية التي لا تدوم . إن هدم حيوات كثيرة أصعب من التخلي عن أنانية فردية لحظية ، قد تكون ذات أهمية لديك ولكنها لحظية . بالتأكيد لقد تغيرت مفاهيم كثيرة لديك لأنك غيرت زاوية النظر التي كنت تنظر من خلالها . ثمة فرق كبير بين تغيير النظرة وتغيير الحياة الفردية فما بالك بتغيير حيوات الآخرين نحو الأفضل لأن رؤيتك كانت خاطئة وغرورك جعلك تعتقد أنها ثقة بالنفس . سمحت لنفسك بذلك .

ألا يعذبك ضميرك؟؟؟؟ بينك وبين نفسك ,......؟

من طرف ود الأربعاء مارس 18, 2009 3:46 pm

شكرا على هذا الموضوع الرائع

تؤثر وتتأثر بغيرك

تؤثر وتتأثر بغيرك

رد: تؤثر وتتأثر بغيرك