نعم ، لم يتغير شيء

منذ الأزل والحياة قاسية وحلوة ونعم الوجود كثيرة . نعم لم
يتغير من شيء وبقيت مسببات كل ما نعيشه ثابتة كما هي فقط تغيرت أشكال هذه المسببات
. بمعنى آخر بقي الحريق يشتعل بسبب النار التي تولد من شرارة نتيجة لإحتكاك حجرين
أو ، إحتكاك عود الثقاب ،أو بركان ، أو قنبلة نووية . ماذا يفيد أن نعرف سبب
الدمار نتيجة النار الناشة عن أحد المسببات .

ينظر لأسباب السعادة على أنها المال الوفير ، وهذا يأتي موروث
أو مكنوز يرثه شخص ما ويفعل به العجائب التي نحسبها سعادة ، والواقع أنها ليست إلا
واحدة من منغصات الحياة على الأغلب ، فكثرة المال تمنح الطغيان لصاحبه ويحاسب عليه
يوم الحساب . السعادة في الحياة العائلية ، المرأة الصالحة والنسل الصالح ، وهل
هذه أمور يمكن التحكم بها ، لا أعتقد !!. من يستطيع أن يضمنها لفترة طويلة يكون
سعيداً ، سبحان مقلب القلوب !!!.

العلم والمعرفة ، كلما إزداد المرء منهما كلما أصبحت حياته
أصعب فالخير في المعرفة القليلة والعلم بالأشياء لا الجهل بها ولكن ، الإبتعاد عن
الإحتراف والتعمق أفضل . وهذا ليس بيدنا بل هو نوع من الفطرة التي يخلق عليها المرء
.

تعددت الأسباب والموت واحد ، كانت الديناصورات تهاجم الناس
لتلتهم منهم ما يسصد رمقها وعدد الديناصورات والوحوش أنذاك قليلة متناسبة مع بعضها
. واليوم كثر الناس وإنقرضت الديناصورات ولكن لا تزال هناك فئة من الحيوانات
المفترسة تعمل عملها ، بل أسوأ من ذلك ، فهناك القنابل النووية التي تحصد ربما
بالملايين في لمح البصر ، والحروب التي لم تعد تراعي أية قيم كما في السابق ولكن
يمكن إظهارها على التلفزة في هذه الأيام لا أكثر ولا أقل بينما كانت تطول فترة
إنتظارها والنتيجة واحدة دمار للحضارات . ما الذي تغير ؟؟؟؟

المؤلم أننا في عصر أنزل الله فيه ديانات السماء وختمها
بالإسلام وهذا ما جعل الإنسان يتسائل ترى ، كيف أصبحت الأمور أسوأ ؟؟!!

الجواب بسيط لأنك تعرف الحق من الباطل وتفرق ما بين العدل
والظلم ، وأنت نفسك ظالم ومظلوم . ترى كيف ؟

لو أنني أملك جواباً شافياً لما سألت . ولكن على قدر معرفتي
أقول حين نتناسى ما فطرنا الله عليه وما أعطانا من هدايات للطريق القويم فمن
الطبيعي أن نضل السبيل ونسلك المسالك الخطأ التي تقودنا للتهلكة وتعاسة الذات قبل
أن نتسبب في تعاسة غيرنا ، تلك التعاسة ذات الأثر الرجعي المرتد والبطيء في ظهوره
على مسببه . فهو يتأخر لما بعد إحداث الضرر للغير في معظم الأحيان .

من طرف **جونة الورد** الثلاثاء مارس 03, 2009 5:53 am

اشكرك يا سيدي الكريم على هذه الدرر النابعة من خبرتك وعلمك
تحياتي لقلمك

نعم ، لم يتغير شيء

نعم ، لم يتغير شيء

رد: نعم ، لم يتغير شيء