رفقاً بالصغار الذين يدفعون الثمن

يتزوجون ويتمتعون وبنسب متفاوتة ، وهنا أقصد الرجل والمرأة ، فلا بد أن يكون لأحدهم نسبة في الغلبة على الآخر ولو بنسبة بسيطة إلا أن التساوي لا يمكن تحقيقه إطلاقاً ويقبل الطرفان بذلك والطرف المغلوب يكون مضحياً ولكن برغبة منه كي يحافظ على سريان الحياة في هذا البناء العائلي ببساطة يقبل أن ينحني إلى حد الوصول لزاوية قد تؤدي لكسره ولكنه وهنا تتجلى قدرة المولى عز وجل في جعل الطرف الضاغط عاجز عن إكمال الكسر ليقوم هذا الطرف ويقف من جديد ليلتقط أنفاسه ويعاود المقاومة للحفاظ على العائلة ، ومع الأسف أيضاً يكون الطرف الضاغط قد التقط أنفاسه وتلذذ بنشوة النصر والغرور يجعله عاجزاً عن إدراك حقيقة الأمر وبأنه يدفع ثمن تصرفاته ولكن بطريقة أخرى فلو أنه تمكن من كسر الشريك فسوف يخسر هو الأخر وقد يندم ، أو ربما يندم ولكن ما فائدة الندم بعد قطع الرأس . فهل تعيد له الحياة .

هنا أود أن أقول أن الناس يعتقدون أن النساء هن الصبورات أكثر وهن اللواتي يحملن العاطفة الحقيقية والحب الأكبر ولكن لا ، فالدراسات الحديثة تؤكد أن الرجال أكثر وفاءً وحباً وتضحية . ألا يكفي أنه يعمل ويعيل وليس له بذلك فضل لأن الله أمره بهذا ولكن بعض النساء تفعلن ذلك لكنهن يتفاخرون بذلك ويذلون رجالهم به . وحين يقول الرجل أنه يصرف على البيت ويعطي كل ما يستطيع فليس له في ذلك فضل كبير لأنه ملزم . يحق للرجل أن يتزوج أكثر من واحدة لأسباب وضحها الله تعالى ومنها سوء خلق الزوجة ولكنه لا يفعل في معظم الأحيان ، لأسباب أهمها عدم الإستطاعة المادية وبذلك يتحمل سوء الخلق ويسكت ويصون أسرته من التفكك . وقد يكون الرجل سيء الطباع فتتحمله المرأة لعدة أسباب ، أهمها وجود الصغار وضرورة الحفاظ عليهم ولكن قد لا تفعل فيحدث الشقاق . كما أن حدوث العكس بأن يسكت الرجل من أجل أطفاله أمر شائع أيضاً .

لو أحصينا عدد النساء الذين يحيطون بالرجل لوجدناه أكثر من عدد الرجال الذين يحيطون بالمرأة وهذا يعطي النساء قوة في السيطرة على الأوضاع أكثر من الرجال ويمدهم بالنفوذ الذي يحققن فيه رغباتهن رغم أنف الرجل بعكس الوهم الذي يحسب الرجل أنه هو القائد وهو صاحب الكلمة وهذا جزء من سيطرة المرأة على الرجل وهي سنة الحياة ولا بأس في ذلك طالما أن الأمور تسير والحياة تتسلل من العمر والصغار بين والديهم . حتى الآن يقبل الرجال بكل ذلك . وحين تثور ثائرة المرأة لسبب ما وقد يكون وجيهاً فإن خلط حديث المرأة يجعل الرجل يحس بأنه محاصر وبأنه مذنب . فهي تثير أحداث السنين كلها بلحظة واحدة وتخرج بنتيجة واحدة بأن الرجل الذي تزوجته لم يكن في لحظة من اللحظات جيداً كزوج أو كحبيب أو كأب أو كصاحب مسئولية بل كانت هي التي تدبر الأمور وتصبر على كل شيء وتقبل كل التفاهات التي كان يحسب نفسه عظيماً من خلالها فقط هي التي تضحي وتتحمل كل شيء ، ولن أدخل في التفاصيل التي لا يعلمها إلا الله ...

فمن أين لهما هذا العدد من الأولاد لو أنه فعلا كان سيئاً إلى هذا الحد الذي لا يطاق .من أين ؟

إذن كل هذا يحدث والرجل محاصر بأمور العائلة والتحقير والرداءة . الكثير منهم يصبر لكن المرأة لا تصبر ولديها القدرة على أن تفتح طاقة في صخرة بإبرة رفيعة واحدة وتترك الباقي لقوة الحدث الذي يفجر الدنيا وما عليها . تنسى أن الشظايا لا تفجر العدو الذي هي صنعته بل تصيب حتى ملقيها . إنها الحرب حيث لا رابح على الإطلاق بل في الحرب يخسر الجميع .

متى يحدث الطلاق ؟

الرجل أم المرأة من منهم يبدأ بطرح هذه الفكرة ويطالب بها وبضرورة تنفيذها وكأنها الخلاص . الطرف المسبب للحرب هو الذي يطالب فيها وغالباً ما تكون المرأة وهذا غريب لأنه حين يوافق الرجل على الطلاق يكون في أغلب الحالات مكرهاً أو يراه شراً لا بد منه وهو لا ينطق به إلا حين يكون الحدث أكبر من إساءة في المعاملة أو التصرف وهذا الشأن واضح دون ضرورة جرح المشاعر .

يحدث الطلاق . وهذا خطأ تم الوقوع به بالضرورة . فمن سيدفع الثمن .؟

الزوج ، وسرعان ما يريد أن يرد الصفعة لطليقته فيتزوج وتصبح حياته غالباً جحيماً ويقع فريسة الزوجة الجديدة وأولاده فلا يدري أين يقف ومع من . فيتآكل عمره مرات ومرات ومرات ، وقد لا يحدث ذلك ولكنه يحدث . فلو أن زوجة الأب كانت فعلا غاية في الرقة والحنية وبذل الجهد فهي إمرأة ولها كل المواصفات السابقة ولو أنها فعلا لم تمتلك إلا الصفات الجيدة ووجهت كلمة تحذير للطفل ، سرعان ما يقال طبعاً زوجة الأب لا يمكن أن تحب ،( لماذا أصرت أم الصغار على الطلاق أو إرتكاب خطأ لا يغتفر إذا كانت فعلا تحب وتضحي من أجل أولادها ، و كذلك الزوج لماذا إذا لم يكن الموضوع من النوع الذي يجرح مشاعر الرجل إلى حد الطلاق الذي يشبه الإنتحار ولكنه ضروري كحل أوحد!!!) . الزوجة المطلقة أيضاً قد تتزوج أو تريد الإحتفاظ بأولادها (هذا إذا لم تكن المسبب الرئيسي في الطلاق حيث تكون قمة الوقاحة أن تكون السبب وتريد ذلك) ثم حين ترى أن زوجها قد تزوج ترمي له أطفاله لتجعل من حياته جحيماً وتنتقم منه بذلك ( أين كانت عاطفتك حين تسببت بالطلاق؟) ثم تتزوج وبذلك يبقى الأولاد مع زوجة أبيهم والجميع يعرف ما يحدث وهو موضوع نسبي .

في النهاية الأولاد من يدفعون الثمن فالأب يتعذب ويموت في النهاية وكذلك الأم ولكن ما يحصل من خلل في حياة الأطفال سوف يبقى معهم إلى آخر عمرهم وسيكون له تأثير على تفاصيل تطورهم .

أليس ذلك موضوع كبير ينبغي أن يفكر فيها الرجل والمرأة قبل إرتكاب مسبباته . بغض النظر عن الذكورة أو الأنوثة

تباً لكل من يتسبب بالحروب الزوجية التي تؤدي إلى إدخال الأطفال في متاهات الكبار التافهة النابعة من الأنانية وحب الذات . لا ينبغي أن يتزوج المرء إلا حين يعرف أنه قد تخلى عن الأنانية وبأنه بصدد تشكيل عائلة يجب عليه أن يعطيها كل ما عنده وينسى الأنانية تماماً ويكون خالصاً من شوائب حب الذات وعلى إستعداد أن يضحي بكل شيء من أجل هذه العائلة . لعل الخيانة الفكرية أو الملموسة هي من الأسباب التي تؤدي إلى الحروب الزوجية بغض النظر عن أسبابها . أو ربما الوهم بأن ثمة خيانة أو رغبة من طرف واحد فقط ثم تتحول إلى مشكلة للدفاع عن الذات وإيجاد أعذار ومبررات يقع ضحيتها الطرف الأفضل .

من طرف ود الأربعاء فبراير 25, 2009 12:22 am

فعلا الصغار هم الذين يدفعون ثمن اخطاء ابائهم وامهاتهم فالله المستعان

من طرف **شام** الأربعاء فبراير 25, 2009 1:32 am

لا ينبغي أن يتزوج المرء إلا حين يعرف أنه قد تخلى عن الأنانية وبأنه بصدد تشكيل عائلة يجب عليه أن يعطيها كل ما عنده وينسى الأنانية تماماً ويكون خالصاً من شوائب حب الذات وعلى إستعداد أن يضحي بكل شيء من أجل هذه العائلة .

تسلم يا سيدي على موضوعك الرائع
بس على رايك ما حدا بيتجوز (لا ينبغي أن يتزوج المرء إلا حين يعرف أنه قد تخلى عن الأنانية )
لأن بس يتزوجو بيصيروا بيتباروا مين بدو يكسر التاني قبل و هيك بتضيع كل العيلة .
انا بحس أنو 90 % من اساباب الطلاق بتكون من الزوجة لأن بعد 10 - 15 سنة زواج بتكتشف أنها ضيعت عمرها مع زلمة ما عم يقدرها و يقدر تضحياتها(انا احتكيت بنموذجين من هالنوع)
و أهلهن شو بيقولو و الله ضحت بحياتها منشانو و من شان ولادو كأنهن مو ولادها كمان .
و ما بتروح غير على الأولاد

رفقاً بالصغار الذين يدفعون الثمن

رفقاً بالصغار الذين يدفعون الثمن

رد: رفقاً بالصغار الذين يدفعون الثمن

رد: رفقاً بالصغار الذين يدفعون الثمن