خيانة.................خيانة

ما أصعب الخيانة
عندما تخون انسان اخلص لك
فأنت انسان .... قاتل!!

الخيانة , تصرف في لحظة ضعف نتيجة لتفكير رديء واهم لا علاقة له بالواقع القريب وهو ابعد ما يكون عن إستقرار وإستمرار الواقع المستقبلي .
الخيانة بعضها قاتل وتنتهي الحياة معه , وبعضها يترك عاهة دائمة لا تنسى ولا تمحى على الإطلاق , فهو ليس كالجريمة التي لها عقوبة يقال أنها تتناسب مع الإساءة , أو يمكن أن يدفع عنها تعويض , أو يمكن أن يعفو عنها كريم الأخلاق مع غصة تبقى طوال فترة خفقان القلب والتنفس . فالخيانة هي رحيل دائم لمشاعر مركبة كانت يوماً ولكنها برحيلها تركت فراغاً محكم الإغلاق ولا يمكن أن يقاس بالموت الذي هو حق , بل تبقى مخالبها دائمة النهش في هذا الفراغ الذي يتحرك فيه شيء موجود وغير موجود , وهنا تكمن المأساة فيها .
ليس لها نهاية لأنه لم يكن لها بداية مفهومة أبداً بل تأتي فجأة وبتصرف يعتقد صاحبه بأنه لن يلاحظها أحد ويمكن له أن يتوقف عنها وقتما يريد , ولا بأس أن يبقى فيه طالما حرصه شديد وحذره دائم . وكما أسلفت هذا وهم , لأن الخيانة تمنح مرتكبها مظهراً ووتيرة تغير من مشاعره , ومن نبض قلبه . هو لا يلاحظها بسبب غروره وإعتقاده بأنه ذكي , وهو غبي في هذا الإعتقاد , فالخيانة كما ذكرت , مرئية , ومحسوسة , وضبابية , ولكنها سرعان ما تنقشع وتتوضح , فالرؤوية والشعور لا يكذبان وخاصة الشعور فهو عيون من لا عيون له .
ليس الموضوع موضوع مسامحة , ولا إنتقام , ولا إنفصال .!!
فالخيانة لا تأتي إلا ممن نحب , وبذلك تبدو وكأنها نابعة من الذات , هل يمكن وبصدق أن نسامح ذاتنا , أو ننتقم من ذاتنا , أو ننفصل عن ذاتنا ؟؟؟؟
ماذا بقي من الذات , لا شيء , إنها اشبه بعزل الروح والدخول في مرحلة غيبوبة لا يصحو منها المرء نفسه كما كان ابداً .
نعم يصحو من الغيبوبة ولكنه ابداً لا يعود كما كان , ابداً ومطلقاً . أجل يستمر بالحياة ولكن أصبح له أحاسيس جديدة , وبعداً هو اقرب إلى الإنفصال عن الشخص القديم قبل الغيبوبة , وسلوك مغاير يشبه الإنتقام بأخذ الضد تجاه ما كان عليه قبل الخيانة .
هذا لا يعني أنه سيكون سيئاً ولكن ثمة تغيرات تجعله مخلوقاً آخراً ولكنه ليس بنفس ما كان من قوة وحيوية فإن موت جزء من النبتة يتكسر مع الزمن ليأخذه أحد ما ويحرقه , وينبت مكانه غضناً جديداً ولكنه يحتاج لوقت طويل كي يقوى ويصبح قادراً على العطاء , ويبقى عمره أقل , وقدراته ليست كما لو إستمر الأول .
لا علاقة للخيانة بجنس الخائن , ذكراً كان أو أنثى , فهو خائن أو خائنة .
ومن يحب لا يمكن أن يجعل الخيانة بديل للحب , فالحب يبقى حباً والخيانة خيانة , وشتان بينهما .
ومن تهوى نفسه الخيانة صعب كثيراً أن يحب بنقاء .
العقل والقلب يعملان بتناغم لا يمكن أن ينفصلا عن بعضهما وأحدهما يتبادل الخبرة للتصرف في نفس اللحظة , وبذلك يصنفه الناظرون حسب لحظات المشاهدة وطبيعة الروابط وفهم الواقع , ولكن الشخص المتصرف لا يعرف التفريق لأنه ليس هناك أولوية أبداً ولنلاحظ أنه عند الخوف يكثر الأدرينالين فيخفق القلب ضاخاً الدم لنفسه وللدماغ في نفس الزمن وبنفس الشدة , ولحظات حياتنا بمعظمها خوف في خوف .
الخائن شخص يحب الخيانة , والوفي شخص يحب الحب .
بالتأكيد الخائن شخص لم يحب أصلاً . فمن يحب يمنح ويعطي ويبحث عن مكامن الخير ويفتحها فقط لأنه يحب ويثق بأن الخير سيصيبه من سعادة من يحب بعكس , الخائن .
اللون الأسود لون الليل , ولون شعر الجميلات , وقمة الأناقة في الثياب , والخيانة لا لون لها ولكن رائحتها دائماً نتنة , وتقتل النفس إن بقينا مجبرين على تنفسها .
خاطرة جميلة لم أستطيع أن أتركها قبل أن أحاول أن أنير شمعة في درب الحب كي تنتفي الخيانة لأنها تخشى النور .