لا تغتالوا الأحلام

لا تغتالوا الأحلام
لا يوجد كائن أو مخلوق إلا وله أحلامه , الحلم مقرون بالوجود والتواجد .
كم نخطأ حين نعتقد أن الحركة والتنقل من صفات الكائنات الحية التي خلقها المولى عز وجل . ولكن الحقيقة أن ما من كائن نراه إلا وله أحلامه . له طموحه الذي لا نعرف كيف نقرأه , كيف نفهمه , إلا فيما ندر . سيدنا سليمان عليه السلام , أعطاه الله القدرة على سماع وفهم وقدرة التحدث مع مخلوقاته , سيدنا محمد منحه الله إدراك الأرواح وسماعها وهي في البعد الذي لم نعرف عنه شيء بعد , هذه الأمور نمتلك منها في مورثاتنا وقد يتمكن البعض من الوصول بها إلى آفاق سامية , ولكن للوصول إلى شيء من هذا السمو الروحي ينبغي الإقتراب من شفافية شبه مطلقة لنا كبشر وعندما نقترب تصبح الحياة ذات منحى واحد ليس للوجود من قيمة إلا التقرب إلى الله الذي تتمثل عظمته وقوته ورحمته في كل مخلوقاته .
كيف يمكن أن نفهم هذه الدقائق ؟
الهدف الأسمى من الوجود في هذه الحياة هو نقدير كا لدينا , والشكر لمن وهبنا هذا كله . إنهما الوالدين , ومن وهب والدينا , إنه الله , وهذا مانعرفه بسرعة عندما نعي محيطنا . لنبدء إدراك الواقع الحقيقي .
لم أبتعد عن كلمة حلم بعد !!
كان لابد أن نعرف بعض المفردات لنصل , إلى الحلم أليست كل مخلوقات الله تسبح بإسمه تعالى وعز وعلا . من هنا يمكن لنا أن نبدأ بفهم ما لا ينطق كما نفعل , من هنا نبدأ نحس بمن لا نعرف كيف يحس .
الأحجار , لها أحلامها , بالإنتقال من مكان لأخر , ربما تحقق حلمها بأن تسقط لتسحق كائن غبي يسبب الأذى لغيره من الكائنات , أليست هذه أمنية . قد يأتي من يحملها ليضعها في مكان جميل يزين بها المكان وغالباً ما يكون الحلم له نهاية جميلة كما يتمناها الكائن .
من الممكن أن يأتي من يدمر الأحلام الجميلة فيلتقط حجراً ويلقي به على كائن رائع فيرديه قتيلاً , وهذا ليس جزء من الأحلام . إنه الكابوس .
كثيرة الأحلام , ولكن بعضها يسير بإتجاه غير ما نتمناه , أليس هذا جزء من الحياة .
للنباتات حصة في الأحلام . ومما لا شك أن النباتات من أرقى المخلوقات , هذا الكلام ليس للتفضيل على الإنسان , لا ولكن بتجرد , البعض من البشر يتدنى رافضاً أبسط صفات الإنسان !!!
القمح خلقه الله ليدخل جوف صغير ينمو , ليحيا به من يتقي الله ويعرف حق أخيه عليه , وما يتغذى عليه من بشر بعيدون عن ذلك إنما هو تطفل . هذا التطفل قتل لحلم القمح . تتغذى عليه أم لترضع صغيرها ومن قبل لتكبر وتحمله في جوفها , لتلد مخلوقاً يعلي شأن جنسه .
الورود والأزهار , تحلم بأن يأتي إليها من يمسح عنها العطش والنباتات الطفيلية التي تعيق نموها وتضر , ولا تنفع أبداً , تحلم بمن يتغزل بها ويشم عطرها , ويقول من روحه , اللـــــه ما اروع عبيرها .تبارك الرحمن الرحيم . وقد يأتي من يقصها , لا لشيء ليلهو بها وقتا قصيراً ثم يرميها . فيصبح الحلم كابوساً .
أحس أن الأشجار خلقها الله لنعرف الجمال في الخلق فهي باسقة عالية , ولعل ذكرها في القرآن الكريم منحها مكانة ينبغي على من يدرك , أن يوليها الإحترام الذي تستحقه .
تحلم بأن يتسلقها من يريد الإحتماء بها خوفاً من طاغية قوي , إلى أن يمل الإنتظار , ويصبح المحتمي بمأمن . تحلم بمن يأتي إليها ليقطف بحب ثمارها , ويشكر الخالق , تحلم بأن يرتاح في ظلها من تعب من عمله . ويتحول حلمها إلى كابوس عندما يرتاح تحتها من يخطط لأذى خلق الله .
تتمنى عندما تموت أن يدفأ حطبها جسد صغير سيكبر ليزرع غيرها , أو أن تتحول إلى مهد يحتضن صغيرة سوف تكبر , لتنجب صغاراً يحتاجون إلى خشبها ليرتاحوا عليه , ولكن أن تتحول إلى كرسي لطاغية , !!! هذا كابوس .
الحيوانات مخلوقات وأمم لها كيانها ومن يراقب نملة أو فراشة , يرى العجب . ومن عاش في مزرعة , فإن له صداقات مع الأبقار والخرفان , ويعرف الدواجن وتعرفه وتسمع منه , ويسمع لها . يتكون لديه حس يفتقده أهل المدن . تلك الحيوانات سخرها الله لنا أفلا نرأف بها لكثرة ما تقدمه لنا . لن أكثر من الحديث عنها لأننا نعرف وندرك (رغم أننا لا نقر بما لها من مكانة في حياتنا كمخلوقات ينبغي أن نحسن تعاملنا معها) .
الإنسان ,........
أحلاكه كثيرة , على الرغم من حتمية إختصارها بحلم واحد يمنحه تحقيق كل أحلامه حتى تلك التي لم يكن يحلم بها لقصر نظره في الحياة . ماذا يريد , يريد المال , ويجهل أن تجميعه في يده يعني حرمان وجوده بيد غيره , يحلم بالسلطة والجاه , ويجهل أن هذين الحلمين يخلقان له أعداء كثر , ويجعله يغرق في ذاته حتى أذنيه .
يحلم بالكثير ناسياً أنه لو إقترب من الله , وبحث عن مجموعة تعيش لتتقرب إلى الله , لحقق كل أحلامه , كلها في الحياة , وفي الحياة ما بعد الموت , رحلة ليست إلا رحلة نحو الخلود .
لا أريد أن أخسر , من خلال أحلامي , بل إن تحققت يجب أن تكون نافعة , والنفع لا يكون فردياً , بل النفع كماء المطر يحمل الخير للجميع , وليس حكراً على مكان واحد , حتى حين يعم القحط في مكان , فإن الخير الذي كان في مكان آخر يجب أن يصل لمن ليس عنده , ليعرف أن من لديه يمنح من ليس لديه , ليعرف لماذا ليس عنده اليوم رغم أن الأمس كان فيه .
من يملك مشاعر الحس بغيره يكون قد بدأ رحلة نحو الشفافية , نحو الحلم النقي .
لأكون شفافاً سأحقق حلم الأحجار .
لأكون نقياً سأحقق حلم النبات .
لأكون صافياً سأحقق حلم الحيوانات .
لأكون إنساناً سأحقق حلم الإنسان .
أحمل الحجر لأزين به , وأرتاح بظل شجرة نخل بعد عناء وتعب في أرض الورود , وأحترم كل ما خلق الله فأشكره على كل ما وهبني .
لماذا المال والسلطة ولدي من يهتم بي , ويحبني دون إكراه .
أليست هذه صفات الإنسان , فلماذا يبتعد عنها؟؟؟؟ ويصر على أنه إنسان ؟؟؟؟؟
لندع الأحلام تتحقق , ولا نحمل حجراً نسبب به الأذى لمخلوقات الله . لنروي الأشجار والأزهار , ونتمتع بها , لنفعل ما أراده الخالق بخلقه لهم , فهذا أفضل من إغتيال الأحلام , وتحويلها إلى كوابيس نحن أول من يعاني منها .
لنبدأ بالحس والتقدير لكل ما يحيط بنا قد لا نفهمه اليوم ولكن إن فقدناه لن نستطيع العثور عليه .....

موضوعك
فلسفة حياة
سكبت في حروف شاعر
وخبير بالحياة
لن استطيع التعليق باكثر من هذا
اعذرني
لك التحية

وانا ردي هو رد الاخ حسين الغزالي
وكثيرا ما اتسائل !!!
هل تخرج الدكتور محمد من من ارقى كليات الفلسفة وعلم النفس ؟؟؟
ام هي جامعة الحياة والخبرة والتجربة؟؟؟
ام انها الجينات الوراثية العريقة من الوالدين الكريمين ؟؟؟
ام كلها معا ؟؟؟!!!

ام المجد تقصد
المستشار التربوي
وليس الاخ حسين الغزالي


********
فجمال الموضوع
واختصار الرد ليكون رائعا

يجعلنا فعلا نقف ويعترينا دهشة على وجوهنا
بسبب فلسفة حياة
بريشة شاعر
سكبها في عبير محبة انسانية
لاتعرف تعصبا لدين او طائفة


ارجوكم انظروا لروعة هذا المقطع:


لأكون شفافاً سأحقق حلم الأحجار .
لأكون نقياً سأحقق حلم النبات .
لأكون صافياً سأحقق حلم الحيوانات .
لأكون إنساناً سأحقق حلم الإنسان .
أحمل الحجر لأزين به , وأرتاح بظل شجرة نخل بعد عناء وتعب في أرض الورود , وأحترم كل ما خلق الله فأشكره على كل ما وهبني .

كم هو جميل
قلبه الكبير
كم هو كبير
جمال حروفه
كم هو فوّاح عطرك
يادكتور


واقول انا ايضا

لاتعليق:
حتى لاأخرب جمال وعبق عطر حروفك

اعتذر عن الخطا في الاسم اقصد الاخ المستشار التربوي
جزاك الله خيرا سيد ِِAdmin على التنبيه

كي تزورني النحلات أزهر , أنتظر بشوق وشغف كي اسمع دقات أياديكم تطرق بابي , أتشارك بفتات الخبز مع العصافير لأسمع همساتها , أنتظر المطر لأهيم بإيقاع حباته على سطح بيتي ....
شكراً لكم جميعاً .
كل المحبة والتقدير والإحترام