الزوج موجود والإبن مولود والأخ مفقود

من طرف **المتألق** الإثنين ديسمبر 27, 2010 2:35 am

الزوج موجود والإبن مولود والأخ مفقود

مثل يضرب في الدلالة على منزلة الأخ .. والحث على صلة الرحم بين الأخوة .. وأصل القصة كما يلي:

يحكى أن الحجاج بن يوسف قبض على ثلاثة في تهمة وأودعهم السجن، ثم أمر بهم أن تضرب أعناقهم. وحين قدموا أمام السياف .. لمح الحجاج امرأة ذات جمال تبكي بحرقة .. فقال: أحضروها. فلما أن أحضرت بين يديه .. سألها ما الذي يبكيها؟ فأجابت: هؤلاء النفر الذين أمرت بضرب أعناقهم هم زوجي .. وشقيقي .. وابني فلذة كبدي .. فكيف لا أبكيهم؟! فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم إكراما لها وقال لها: تخيري أحدهم كي أعفو عنه .. وكان ظنه أن تختار ولدها .. خيم الصمت على المكان .. وتعلقت الأبصار بالمرأة في انتظار من ستختار؟! فصمتت المرأة هنيهة .. ثم قالت: أختار أخي! وحيث فوجئ الحجاج من جوابها .. سألها عن سر اختيارها .. فأجابت: أما الزوج .. فهو موجود "أي يمكن أن تتزوج برجل غيره"، وأما الولد .. فهو مولود "أي أنها تستطيع بعد الزواج إنجاب الولد"، وأما الأخ .. فهو مفقود "أي لتعذر وجود الأب والأم". فذهب قولها مثلاً؛ وقد أعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها .. فقرر العفو عنهم جميعاً.

لا شك أن المنطق هنا كان سيد الموقف , ولو أتينا إلى الواقع في الأمس واليوم وغداً , ورغم سوء العلاقات الحالية وفي الماضي بنسب لا تذكر أمام ما نراه اليوم فإن المنطق الصحيح يقول لهذه العبارة , نعم ولا داعي لقول غير الحق .
لو نظرت المرأة فإن عدد الإخوة المتنكرين للعلاقة الأخوية الرابطة بالدم , لن يقف معها حين الشدة إلا الأخ ولو وقفة لا تسمن أو تغني عن جوع , ولكن إن لم يقف معها فلن يقف معها أحد أبداً . في الطلاق , وفي الزواج وفي كل شيء . فخو الأقرب سواء عن محبة أو غصباً عنه إجتماعياً . ولكن لا يستطيع أحد أن يجبر الزوج بالوقوف مع طليقته و بل حرمت عليه , ما عدى وقفة إنسانية لوجه الله تعالى , وللأطفال فقط .
قد تمر العبرة على أنها حكمة جميلة وقصة طريفة لرجحان العقل , كسبت بها الجميع ولكنها كحقيقة لا شك في صحتها .

الزوج موجود والإبن مولود والأخ مفقود

الزوج موجود والإبن مولود والأخ مفقود

رد: الزوج موجود والإبن مولود والأخ مفقود