ملف كامل خلطات الدكتور عبدالباسط سيد الخبير بالمركز القومي للبحوث

بالذمة ألا يجدر بوزارة التعليم أن تدخل مادة في منهاجها لطلاب الإعدادية والثانوية يدرس فوائد الأعشاب في الوقاية من الأمراض بحيث يكون الشاب فاهماً لمثل هذه الأمور وعارفاً لكيفية إستخدامها وفوائدها , وربما نتجنب الكثير من الأمراض التي لم يعاني منها أهلنا ايام كانوا يضعون إبريق الماء فوق الصوبيا (المدفأة) وفيه زنجبيل وقرفة ويسكبون لنا ويحلونه ويضعون عليه بعض الجوز ....... واليوم لم نعد نهتم بذلك فقد كادت التدفئة تختفي من البيوت إما نتيجة الغلاء للمحروقات مما يجعل التدفئة لا تستمر إلا قبل التجمد ثم تتوقف , أو لأن الأغنياء إستبدلوا الصوبيا بالتدفئة المركزية أو بالهواء الساخن .
ليس كل تغيير جيد , وبالذات مسح شيء وإدخال شيء آخر في حياتنا يحتاج لوقفة وتفكير .

صديقي وأخي الغالي جمال بعث لي بنكتة :
طبخت الزوجة لزوجها في اليوم الأول سبانخ فأكل وشكرها , وفي اليوم الثاني طبخت له خبيزة , أيضاً طبخها وشكرها على أحسن وجه , وفي ثالث يوم طبخت له ملوخية وهذه آكلة لذيذة رائعة , فأكلها وشكرها , في المساء قالت له حبيبي ماذا تريد أن أطبخ لك غداً فأجابها بإبتسامة عريضة , لا داعي للتعب إتركيني برعى لحالي .
فلو نظرنا فعلاً إلى الأعشاب نظرة حكيمة لعرفنا أن أقوى مخلوقات الله على الأرض , الفيل وهو يتغذى على النبات , وبنظرة أخرى نرى أن فعل التداوي بالأعشاب وخاصة الحضارات القديمة يكاد يقترب بمفعوله العجيب من السحر . يبقى الجهل بهذا الموضوع وتداخله مع الدجل لإستغلال الناس اليسطاء أمر يجعله بعيداً عنا , ولا ننسى أن سهولة تناول أقراص الدواء وفاعليتها جعل من موضوع التداوي بالأعشاب موضوع له علاقة بالقديم ونحن أصبحنا نرفض كل قديم رغم أن العلاجات الحديثة تأتي من البحث في القديم بطريقة علمية .
ولعل صدق هذا الكلام ما جعل المانيا واليابان تقيمان مصانع للأعشاب البرية في سورية على شكل أكياس الشاي , ولها رواج كبير وأسعارها مرتفعة في كل البلدان .
هلا أعطينا لنفسنا فرصة لنرتع في بساتين هشام قليلاً , ونستفيد من الأعشاب التي لا تتوفرإلا في بيئة بلاد الشام . إن لم يكن للعلاج فللوقاية .