الاخلاص لله وما يعين عليه

جاء في حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: ((إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به، فعرفه نعمته فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت ليقال: جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.

ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به يعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت؟ قال تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكن تعلمت ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.

ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من صنوف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها ألا أنفقت فيها قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)) [رواه مسلم].

هناك دوافع كثيرة تعينك على تحقيق الإخلاص منها :

1 / تعظيم الله :إنَّ من أهم الأسباب المعينة على حصولك على الإخلاص تعظيم الخالق سبحانه وتعالى مما يولّد في قلبك شعورا دائما بالهيبة من الله وقدرته وإحاطته بكل شيء قال تعالى :) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ( ([1]) . أي حينما تكون ضيفا فربما تلمح مرور زوجة صاحب البيت في مطبخها فتعيد الخطف من حين إلى أخر من غير أن يشعر بك صاحب البيت رغم جلوسه معك وهو يحدثك وتحدثه لكن الله يعلم فهو علاّم الغيوب وما تخفيه القلوب.
2/نسيان رؤيــة الخلق : إنّ المرء إذا اشتدّ به العطش إلى درجة اللهث ورؤيــة السراب ماء زلالا إذا وضعت له ما طاب ولذّ من الطعام وغلا من اللباس والذهب وفي وسط هذا الكوم كوبا من الماء فسيعمى بصره إلاّ على الماء، كذلك المخلص لايعبأ بكلام الناس مدحًا ولاَ ذمًا، المهم بالنسبة إليه هو رؤية الله له ورضاه عنه، أو دعني أضرب لك مثلا آخر من عالم الرياضة ، المتسابق قبل أن يسمع صفارة الانطلاق قد وضع بين عينيه هدفا وحيدا هو أن يصِلَ الأول إلى خط الوصول فعندما ينطلق بكل قواه لا يعبأ أو يلتفت يمينا ولا شمالا لمن يشجعه أو يذمه .ولو اهتم ثانية أو أقل ليحيّ مشجعيه أو يرد شتم خصومه لفاتته لحظة الانتصار ومكافأتها وشهرتها .
3 /إخفاء العمل : أحرص أن تخفي بعض أعمالك الصالحة عن الناس كالقيام والصيام أو بعض الصدقات أو البكاء من خشية الله، فكثير من الصالحين من السلف والخلف هذا دأبهم في طاعتهم لربهم والدعوة لنشر دينه فقد ذكر النّبيّ r أنّ من السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم لاظلّ إلاّ ظلّه
( وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) ([2] ).
أرأيتَ كيف يخفي المرء المخلص مقدار المبلغ المتصدق به حتّى على نفسه ؟ وكذلك البكاء من خشية الله . فشتان بين بكاء السّر حيث الرّائي واحد وبكاء العلن حيث الراءون كثيرون.
4 / الدعاء :إذا كان الدعاء مخ العبادة وربُّنا قد وعدنا باستجابة دعائنا خصوصا لمّا تتوفر شروطه وآدابه ،فاحرص يا أخي في كل دعاء من أدعية اليوم والليلة أن تسأل ربّك أن يرزقك الإخلاص ويجنّبك الرياء ،ولمزيد من البيان في التخوف من الرياء فإنّ النّبي َّr رمز الإخلاص والخلاص كان من دعائه قوله اللّهم إنّي أعوذ بك أن أشركَ بك شيئا أعلمه وأستغفرك ممّا لا أعلمه([3]) )
فإذا كان هذا حال المعصوم r وخوفه من الرياء فكيف حالك أنت معه ؟ فمن عجز عن الدعاء فذلك علامة الغفلة و قسوة القلب فانتبه الآن قبل فوات الأوان .


قـــــــصـــــــــــــــة

قال ابن قتيبة في عيون الأخبار: أن مسلمة (أحد قادة المسلمين) حاصر حصناً، فندب الناس إلى نقب منه فما دخله أحد، فجاء رجل من عرض الجيش فدخله ففتحه ففتح الله عليهم فنادى مسلمة: أين صاحب النقب؟ فما جاءه أحد فنادى: إنى قد أمرت الآذن بإدخاله ساعة يأتي فعزمت عليه إلا جاء فجاء رجل فقال: استأذن لي على الأمير
فقال له:
أنت صاحب النقب؟
قال : أنا أخبركم عنه فأتي مسلمة فأخبره عنه فأذن له فقال له: إن صاحب النقب يأخذ عليكم ثلاثاً : ألا تسودوا اسمه في صحيفه إلا الخليفة ولا تأمروا له بشيء ولا تسألوه ممن هو.
قال: فذاك له.
قال: أنا هو
فكان مسلمة لا يصلي بعدها صلاة إلا قال:

اللهم اجعلني مع صاحب النقب.

ليس عبثا أنْ تبدأي باكورَةَ عمَلك معنا بهذا الطرحِ القويِّ والأساسِ المتين والذي لا بدَّ منهُ لأيِّ عمل، إنه الإخلاص.
كأني بكِ ترسلينَ رسالةً لنا جميعا والأصلُ محفوظٌ عندك، مفادُها أنَّ عملَنا بلا اخلاص هو مجردُ تضييعِ وقتٍ وزرعٍ في أرضٍ عقيم.

شكرَ اللهُ لك وباركَ فيكِ وأعانكِ على كلِّ خير

الشكر لله عز وجل ثم لك يا ابو عمر فانت من عرفني على هذا المنتى الطيب جعلني الله واياكم من المخلصين لله في القول والعمل

إذا كان الدعاء مخ العبادة وربُّنا قد وعدنا باستجابة دعائنا خصوصا لمّا تتوفر شروطه وآدابه ،فاحرص يا أخي في كل دعاء من أدعية اليوم والليلة أن تسأل ربّك أن يرزقك الإخلاص ويجنّبك الرياء

كلام ولا أجمل
من أختنا الكريمة أم المجد

شكر الله لك ذلك وجعله في حسناتك باذن الله

فعلا
جميعا ممتنون للغالي ابو عمر
على دوره في استقطاب أمثالك
فهو الرئة التي يتنفس منها المنتدى ليلتقي بصاحبه ذو القلب الكبير د محمد سردار

شكرا با ابا عمر
شكرا يا ام المجد
ومرحبا بك مرة ثانية

كثرت القناديل ولله الحمد , ولا يُخاف على من يعيش في كل هذا النور من الضياع . كل الينابيع خيرة , والماء فيها وفير , فلا يحق لأحد أن يقول بي ظمأ , حتى الكؤوس على أطرافها لماعة وبريقها لا يقاوم . الحمد لله على نعمة المطر . ما أشبه الحال بما يشبه الجميع .
أبقاك الله منتعشاً دائماً كما المطر ينعش الينابيع بخير قطراته .
جمال القلب أم قلب الجمال , لا فرق , .....

اللهم بارك لنا بالدكتور محمد سردار وبمديرنا العام واجزيهما عنا خير الجزاء
اللهم امين