المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxمودة...و...رحمة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مودة...و...رحمة
يحرص الإسلام على إقامة المجتمع القوي الذي تكون العلاقات بين أبنائه قائمة
على المودة والمحبّة، ولذا دعا إلى إقامة الأسرة على أسس التماسك، قال
تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم
مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ( الروم : 21)
ومن عظيم رحمة الله _عز وجل_ أن بيّن للأزواج طرق حل الخلافات الأسرية عند
الشقاق والنزاع، وذلك من أجل محاصرة الخلافات والخلاص منها، وعدم تفاقمها،
والحيلولة دون جعل أسباب الخلاف تعيق الأسرة عن أداء رسالتها الحضارية، في
رفد المجتمع بالأبناء الأقوياء الأسوياء في أبدانهم وعقولهم.
والأصل في معالجة الخلافات الزوجية قول الله تعالى " وان خفتم شقاق بينهما
فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفّق الله بينهما
إن الله كان عليما خبيراً" ( النساء : 35)
والناظر في الأسلوب القرآني في حل الخلافات الأسرية يرى فيه دعوة المجتمع
إلى العمل من أجل بقاء الأسرة قوية متحابة ونزع فتيل الأزمات منها؛ لأنّ
هذا من مصلحة المجتمعات الحضارية فلا بد أن تقوم بواجب الإصلاح ما أمكن،
لدراسة أسباب الخلافات الزوجية، والعمل على حلها .
وإذا كان المجتمع كلّه مسئولاً عن صلاح أحوال الأسرة التي تعيش فيه، فإنّ
من واجب المقربين من أهالي الزوجين أن يكونوا أشدّ حرصاً على تحقيق الإصلاح
.
الإصلاح ليس عملية تطييب الخواطر والمجاملات في المسامحة , بل لا بد
لتحقيقه بين الأزواج من إرادة من الجميع، من الزوجين ومن المصلحين، وحتّى
يتحقق الإصلاح لا بدّ من قيامه على المنهج العلمي، ودراسة أسباب الخلاف بين
الزوجين بطريقةٍ علميةٍ، وهذا يتطلب من الحكمين الّتعمق في معرفة حقوق
الأزواج ما لهما وما عليهما؛ لكي يتمكنا من الوصول إلى طريقةٍ ومخرجٍ
لإصلاح حال الأسرة .
إن استعمال القرآن للفظ الإصلاح يدل دلالةً قاطعةً على حرص الإسلام على
العمل على تماسك المجتمع، لذا فقد وردت لفظة الصلح والإصلاح كثيراً في
القرآن العظيم، وأفرد المحدّثون في كتبهم الحديثية التي جمعت كلام الصادق
المصدوق، كتباً مفردةً عن الصلح، بينّوا فيها الأقوال النبوية التي تأمر
بالصلح وتحثّ عليه، ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه في باب قول الإمام
لأصحابه " اذهبوا بنا نصلح" وأورد حديثاً أنّ أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا
بالحجارة فأخبروا رسول الله _صلى الله عليه وسلم _بذلك فقال " اذهبوا بنا
نصلح بينهم "
ولا بد لي هنا من الإشارة إلى أن البعض لا يسعى في حل الخلافات الزوجية إلا
بعد تفاقم الأمر ووقوع الطلاق، ومن العجيب في أمر الفتوى في الطلاق، أنّ
بعض الناس يستفتي عن أمور الطلاق من خلال مراسلة القنوات الفضائية، التي
تقدم البرامج الدينية فيسأل بعجالةٍ ويأتيه الجواب بعجالةٍ، وكم أتمنى من
السائل والمجيب لو أنّهما أدركا حجم الموضوع الذي تحدثا فيه، لذا فأقول من
نعم الله علينا في أردنّ الخير والعطاء أنّه منذ سنوات تم إنشاء دائرة
للإفتاء العام قامت بفتح مكاتب للفتوى لها في كافّة المحافظات للإفتاء
ولديها المقدرة للتعامل مع حالات الطلاق، ومعرفة الطلاق الواقع من غيره،
والوقوف على أسباب الخلاف ومحاصرتها، وتقدم النصيحة للزوجين ؛ لإقامة
حياتهما على طاعة الله سبحانه وتعالى.
على المودة والمحبّة، ولذا دعا إلى إقامة الأسرة على أسس التماسك، قال
تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم
مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ( الروم : 21)
ومن عظيم رحمة الله _عز وجل_ أن بيّن للأزواج طرق حل الخلافات الأسرية عند
الشقاق والنزاع، وذلك من أجل محاصرة الخلافات والخلاص منها، وعدم تفاقمها،
والحيلولة دون جعل أسباب الخلاف تعيق الأسرة عن أداء رسالتها الحضارية، في
رفد المجتمع بالأبناء الأقوياء الأسوياء في أبدانهم وعقولهم.
والأصل في معالجة الخلافات الزوجية قول الله تعالى " وان خفتم شقاق بينهما
فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفّق الله بينهما
إن الله كان عليما خبيراً" ( النساء : 35)
والناظر في الأسلوب القرآني في حل الخلافات الأسرية يرى فيه دعوة المجتمع
إلى العمل من أجل بقاء الأسرة قوية متحابة ونزع فتيل الأزمات منها؛ لأنّ
هذا من مصلحة المجتمعات الحضارية فلا بد أن تقوم بواجب الإصلاح ما أمكن،
لدراسة أسباب الخلافات الزوجية، والعمل على حلها .
وإذا كان المجتمع كلّه مسئولاً عن صلاح أحوال الأسرة التي تعيش فيه، فإنّ
من واجب المقربين من أهالي الزوجين أن يكونوا أشدّ حرصاً على تحقيق الإصلاح
.
الإصلاح ليس عملية تطييب الخواطر والمجاملات في المسامحة , بل لا بد
لتحقيقه بين الأزواج من إرادة من الجميع، من الزوجين ومن المصلحين، وحتّى
يتحقق الإصلاح لا بدّ من قيامه على المنهج العلمي، ودراسة أسباب الخلاف بين
الزوجين بطريقةٍ علميةٍ، وهذا يتطلب من الحكمين الّتعمق في معرفة حقوق
الأزواج ما لهما وما عليهما؛ لكي يتمكنا من الوصول إلى طريقةٍ ومخرجٍ
لإصلاح حال الأسرة .
إن استعمال القرآن للفظ الإصلاح يدل دلالةً قاطعةً على حرص الإسلام على
العمل على تماسك المجتمع، لذا فقد وردت لفظة الصلح والإصلاح كثيراً في
القرآن العظيم، وأفرد المحدّثون في كتبهم الحديثية التي جمعت كلام الصادق
المصدوق، كتباً مفردةً عن الصلح، بينّوا فيها الأقوال النبوية التي تأمر
بالصلح وتحثّ عليه، ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه في باب قول الإمام
لأصحابه " اذهبوا بنا نصلح" وأورد حديثاً أنّ أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا
بالحجارة فأخبروا رسول الله _صلى الله عليه وسلم _بذلك فقال " اذهبوا بنا
نصلح بينهم "
ولا بد لي هنا من الإشارة إلى أن البعض لا يسعى في حل الخلافات الزوجية إلا
بعد تفاقم الأمر ووقوع الطلاق، ومن العجيب في أمر الفتوى في الطلاق، أنّ
بعض الناس يستفتي عن أمور الطلاق من خلال مراسلة القنوات الفضائية، التي
تقدم البرامج الدينية فيسأل بعجالةٍ ويأتيه الجواب بعجالةٍ، وكم أتمنى من
السائل والمجيب لو أنّهما أدركا حجم الموضوع الذي تحدثا فيه، لذا فأقول من
نعم الله علينا في أردنّ الخير والعطاء أنّه منذ سنوات تم إنشاء دائرة
للإفتاء العام قامت بفتح مكاتب للفتوى لها في كافّة المحافظات للإفتاء
ولديها المقدرة للتعامل مع حالات الطلاق، ومعرفة الطلاق الواقع من غيره،
والوقوف على أسباب الخلاف ومحاصرتها، وتقدم النصيحة للزوجين ؛ لإقامة
حياتهما على طاعة الله سبحانه وتعالى.
مودة ورحمة- استشاري معتمد
- عدد المساهمات : 123
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
السٌّمعَة : 3
رد: مودة...و...رحمة
أضع بين يدي الإخوة والأخوات الأزواج والزوجات هذه النصائح والملاحظات لعل
بالعمل والأخذ بها مساهمة في شحن مخزون الحب والعلاقة بينهما كما يضمن بإذن
الله استمرار هذه المودة والرحمة . إن العلاقة بين الزوجين أختي العزيزة
هي العلاقة التي تقوم على ركيزتين ׃ المودة والرحمة كما قال الله سبحانه
وتعالى ׃«وجعلنا بينكم مودة ورحمة » ولما إن بداية العلاقة بين الزوجين
كانت باسم الله سبحانه وميثاقه الغليظ فكان لا بد لكل منهما أن يحرص على
دوام هذه العلاقة والابتعاد عن كل ما يمكن أن يخدش هذه العلاقة أو يصدعها
أو يضعفها أو يهددها بالخاطر. والعلاقة بين الزوجين تبقى علاقة بشرية وهذا
معناه إنها تتأثر بالسلوك البشري للإنسان الذي يتراوح بين الرضا والغضب
وبين الحزن والفرح وبين الحب والبغض وغير ذلك من نزاعات يمكن أن تسيطر على
احد الزوجين أو كليهما بين مدة وأخرى وبين ظرف وآخر . وواضح أختي العزيزة
أن سنوات الزواج الأولى يمكن أن تشهد حالة من تأرجح العواطف والمشاعر بين
الزوجين بينما تشهد السنوات التي تليها ومع تقدم العمر وطول العلاقة بينهما
فإنها تشهد تراجعا تظهر آثاره في فتور العلاقة وانحسارها في حالات أخرى .
ومن الملاحظ أيضا إن العواطف والمشاعر تمر بحالة تآكل وتراجع مع طول
الأيام وغلبة الروتين ودوام الاحتكاك بما يؤثر على الحب بين الزوجين الأمر
الذي يحتم على كلا الزوجين العمل على استرداد هذه المشاعر وتغذيتها وشحنها،
نعم إن مخزون الحب بين الزوجين مثله مثل مخزون من أي سلعة فان كثرة
الاستعمال قد تؤدي إلى نفاذه ولكن المنطق يقول بضرورة تعويض ما ذهب ونفذ.
إن المعلم ومع طول مدة قيامه بوظيفته فانه بحاجة إلى دورات تنشيط وتغذية
بالمعلومات الجديدة، وان الطبيب كذلك بحاجة إلى استمرار التواصل مع كل جديد
ليظل قادرا على القيام بمهنته . إن السيارة بحاجة إلى استمرار إمدادها
بالوقود لان عكس ذلك يعني نفاذ مخزونها وبالتالي توقفها وعدم قدرتها على
التحرك وهكذا عزيزتي يكون مخزون العلاقة الزوجية فانه كذلك بحاجة إلى شحن
دائم وتعبئة مستمرة وإمداد بكافة أسباب الاستمرارية لان عدم القيام بذلك
يعني ضعف هذه العلاقة وظهور عوارض سلبية عليها بل لعلها تصل إلى حد الجفاف
القاتل حتى أن دوام العيش بينهما قد يستحيل .
بالعمل والأخذ بها مساهمة في شحن مخزون الحب والعلاقة بينهما كما يضمن بإذن
الله استمرار هذه المودة والرحمة . إن العلاقة بين الزوجين أختي العزيزة
هي العلاقة التي تقوم على ركيزتين ׃ المودة والرحمة كما قال الله سبحانه
وتعالى ׃«وجعلنا بينكم مودة ورحمة » ولما إن بداية العلاقة بين الزوجين
كانت باسم الله سبحانه وميثاقه الغليظ فكان لا بد لكل منهما أن يحرص على
دوام هذه العلاقة والابتعاد عن كل ما يمكن أن يخدش هذه العلاقة أو يصدعها
أو يضعفها أو يهددها بالخاطر. والعلاقة بين الزوجين تبقى علاقة بشرية وهذا
معناه إنها تتأثر بالسلوك البشري للإنسان الذي يتراوح بين الرضا والغضب
وبين الحزن والفرح وبين الحب والبغض وغير ذلك من نزاعات يمكن أن تسيطر على
احد الزوجين أو كليهما بين مدة وأخرى وبين ظرف وآخر . وواضح أختي العزيزة
أن سنوات الزواج الأولى يمكن أن تشهد حالة من تأرجح العواطف والمشاعر بين
الزوجين بينما تشهد السنوات التي تليها ومع تقدم العمر وطول العلاقة بينهما
فإنها تشهد تراجعا تظهر آثاره في فتور العلاقة وانحسارها في حالات أخرى .
ومن الملاحظ أيضا إن العواطف والمشاعر تمر بحالة تآكل وتراجع مع طول
الأيام وغلبة الروتين ودوام الاحتكاك بما يؤثر على الحب بين الزوجين الأمر
الذي يحتم على كلا الزوجين العمل على استرداد هذه المشاعر وتغذيتها وشحنها،
نعم إن مخزون الحب بين الزوجين مثله مثل مخزون من أي سلعة فان كثرة
الاستعمال قد تؤدي إلى نفاذه ولكن المنطق يقول بضرورة تعويض ما ذهب ونفذ.
إن المعلم ومع طول مدة قيامه بوظيفته فانه بحاجة إلى دورات تنشيط وتغذية
بالمعلومات الجديدة، وان الطبيب كذلك بحاجة إلى استمرار التواصل مع كل جديد
ليظل قادرا على القيام بمهنته . إن السيارة بحاجة إلى استمرار إمدادها
بالوقود لان عكس ذلك يعني نفاذ مخزونها وبالتالي توقفها وعدم قدرتها على
التحرك وهكذا عزيزتي يكون مخزون العلاقة الزوجية فانه كذلك بحاجة إلى شحن
دائم وتعبئة مستمرة وإمداد بكافة أسباب الاستمرارية لان عدم القيام بذلك
يعني ضعف هذه العلاقة وظهور عوارض سلبية عليها بل لعلها تصل إلى حد الجفاف
القاتل حتى أن دوام العيش بينهما قد يستحيل .
مودة ورحمة- استشاري معتمد
- عدد المساهمات : 123
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
السٌّمعَة : 3
رد: مودة...و...رحمة
في دراسة أجريت على 34500 شخص تبين أن الزواج يساعد على الاستقرار
النفسي، ويخفض من احتمال الإصابة بالاكتئاب. وارتكزت الدراسة على مسح
لمنظمة الصحة العالمية للصحة النفسية في جميع البلدان النامية
والمتقدمة، أجري على مدى العقد الماضي [1].
يقول أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من "جامعة أوتاغو" في
نيوزيلندا: ما تشير إليه دراستنا أن رابط الزوجية يوفر الكثير من
الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة، أن الأسى والاضطراب
المرتبطة بالانفصال يمكن أن تجعل الناس عرضة للاضطرابات العقلية."
وتؤكد هذه الدراسة جملة أبحاث سابقة بأن الزواج يعزز صحة الرجل و"حافظة
نقود" المرأة، بالإشارة إلى أن الطلاق قد يؤدي لانتكاسات صحية، من
الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.
ونقول دائماً إن كل ما جاء في كتاب الله عز وجل صحيح ومطابق للعلم.
فالزواج سنّة نبوية وشريعة إلهية، فمن أعرض عن الزواج فإنه يخالف بذلك
تعالم الخالق وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
يقول تبارك وتعالى: (وَمِنْ
آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[الروم: 21]. فهذه المودة والرحمة والهدوء والاستقرار النفسي... تنشأ
بفعل الزواج، ولكننا كمسلمين نعتقد أن الله تعالى هو الذي وضع هذا
النظام وليست الطبيعة!
إن الملحدين عزفوا عن الزواج ولجؤوا إلى الصداقة والشذوذ والفاحشة،
فكانت الأمراض الجنسية المعدية، وكان الاكتئاب الذي يعصف بالمجتمع
الغربي، حتى إن أحدث دراسة تقول إن 13 % من أطفال أمريكا مصابون
باضطرابات نفسية!
وتعالوا معي إلى المجتمعات الإسلامية، وعلى الرغم من التخلف العلمي إلا
أننا نجد نسبة الاكتئاب والانتحار والأمراض الجنسية أقل بكثير جداً من
أي بلد "إباحي"، وهذا دليل مادي على قوة تعاليم الإسلام وصدق هذه
التعاليم وفائدتها بالنسبة للمجتمع.
إذاً نستطيع القول بأن علماء الغرب اليوم وبعد دراسات طويلة ينادون
بالزواج كضرورة ماسة لصحة الفرد وزيادة دخله واستقرار حالته النفسية،
ويؤكدون من خلال أبحاثهم العلمية أن الزواج أفضل من الرهبانية...
ونقول: أليس هذا ما جاء به الإسلام بقبل أربعة عشر قرناً؟!!
أليس النبي الكريم هو القائل:
(لا رهبانية في الإسلام)؟
أليس هذا النبي الرحيم هو الذي قال لذلك الشاب الذي عزف عن الزواج:
(فمن رغب عن سنتي فليس مني)؟
[2] إذاً يا صديقي الملحد: لماذا ترفض تعاليم هذا النبي الكريم صلى
الله عليه وسلم؟
مودة ورحمة- استشاري معتمد
- عدد المساهمات : 123
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
السٌّمعَة : 3
رد: مودة...و...رحمة
شكرا ل
مودة ورحمة
عن موضوعك الشامل
مودة ورحمة
واسمحي لي ان اضيف قليلا مما وجدت في النت
مودة ورحمة
عن موضوعك الشامل
مودة ورحمة
واسمحي لي ان اضيف قليلا مما وجدت في النت
المتفائل- مستشار
- عدد المساهمات : 410
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
السٌّمعَة : 26
رد: مودة...و...رحمة
تحليل لمفهوم المودة والرحمة في الزواج
* رضا نجاد
لو كان عند الله لبني الإنسان شيء خير من الدين لأرسله إليهم عن طريق الأنبياء بدل الدين. ومن جملة ما يدلّ على أن الله تعالى أرحم الراحمين هو أنه عزوجل لا يحرم الإنسان ـ الذي يجلب لنفسه المصائب ويقترف الآثام بيده ـ من رحمته، وما من أمة إلا وقد أرسل الله إليها نذيراً. فقد قال تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). وما من أمة إلا وقد جاءها معلم أخلاق (ولكل قوم هاد).
أما المودة والرحمة التي تتحقق في ظل الزواج فالمراد منها هو أن الزواج إذا سار على نفس الوتيرة الطيبة المقدسة، والجذابة التي كان عليها من قَبل، فذلك يعني أن الرجل قد نال ما كان يصبو إليه من أمر الزواج، وأن المرأة حصلت فيه على ما كانت تحلم به، وإلا فستشعر المرأة حينذاك بأنها قد فقدت الجوانب الإيجابية التي كانت تستشعرها في الحياة مع والديها، وأخذت تتجرّع حالياً غصص الحياة الزوجية. ويرى الرجل أن الحياة التي كان يحلم بها قد أمست سراباً، وإذا بالزوجة التي كان يأمل منها أن تكون بمثابة الأم قد بدت زوجة أب، ولم تتحقق هناك الأمانة ولم يحصل أي رباط مقدس في هذه الحياة الزوجية.
ومع أن القرآن الكريم يؤكد على أن الله تعالى أرسل الأنبياء مبشرين ومنذرين، يبشرون الأخيار وينذرون الأشرار، ولكنه في الوقت ذاته ينصّ على: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). وهذه الآية تشير فقط إلى جانب التخويف والإنذار فقط. وهذا المطلب ينطوي على معنى جدير بالتأمل.
روي عن الإمام علي (ع) أنه قال: ((اللهم إني لم أعبدك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك)). ولكن يستدلّ من الدراسات والتحقيقات التي أجريت في هذا المجال أن أكثر الناس المتدينين يعبدون الله خوفاً من ناره، وهناك عدد أقل منهم يعبد الله طمعاً في جنته، ولا يوجد إلا عدد قليل من أمثال الإمام علي، ممن يعبد الله انطلاقاً من كونه أهلاً للعبادة. ويفهم من هذا أن معظم الناس يخافون، ولهذا يجب تقديم النذير على البشير. وعلى كل الأحوال فإن عدم مداراة الزوج بالشكل الصحيح، وعدم رعاية الزوجة كما ينبغي لا مكان لهما إلا في جحيم الحياة الدنيا، وهو مكان لا وجود فيه للمودة والرحمة، ولا ينالهما منه في الآخرة إلا نار الغضب الإلهي.
لا شكّ في أن المرأة المسلمة تلتزم بالأحكام الإسلامية حتى في حياتها الاجتماعية، وهي حتى وإن اضطرتها الظروف إلى مجاراة العادات الاجتماعية السائدة بين الآخرين، فإنها لا تتخلى عن موقفها الإسلامي. والإسلام ثروة تأخذها المرأة معها إلى دار الزوجية، وتشترك مع زوجها المسلم في تكوين أسرة مسلمة، وتحافظ على طابع الاعتدال في المهر وفي سائر القيم الإسلامية كمّاً وكيفاً.
عندما تذهب المرأة المسلمة إلى بيت الزوجية يجب أن لا يتعلق قلبها بزوجها فقط، وإنما يجب أن يتعلق بالإسلام أيضاً. وكذلك الرجل يجب عليه أن ينظر إلى هذه الحقيقة وهي أنه إذا كان من المقدّر أن تكون هناك علاقة مودة ورحمة بينه وبين زوجته، فلابد أن هناك بينه وبين الإسلام علاقة أخرى على غرار هذه العلاقة. وهذه المحبة ليست ذات جانب واحد. لأن المحبة ذات الجانب الواحد لا قيمة لها، بل إن كل مَن يحب الإسلام، فإن الإسلام يحبه أيضاً. وهذه المعادلة ذات الطرفين موجودة في كل مكان، فمن يتوب يتوب الله عليه، ومَن ينصر الله ينصره، ومَن يحبّ الله يحبه الله.
وحتى إذا لم تتحقق بين الرجل والمرأة المودة والرحمة ولم يكن زواجهما من ذلك الطراز الذي يجلب عليهما المودة والرحمة، فإنهما لا يخرجان عن الإطار الإسلامي، لأنهما متزوجان بعقد الإسلامي ولا يفترقان إلا بطريق إسلامي، أما إذا لم تكن العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة حسنة، فمعنى ذلك أنهما لا يراعيان أحكام الإسلام، ولا يطبقان تعاليمه في حياتهما، وحتى إذا كان للإسلام في حياتهما ثمة وجود، فلا يعدو أن يكون مزيجاً من تعاليم الإسلام وآرائهما الشخصية.
جاء في القرآن الكريم أن الله تعالى خاطب الرجال بقوله: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
أودّ أن ألفت انتباهكم هنا إلى النكات التالية: إن الباري تعالى لم يقل في هذه الآية: آيات لقوم يعبدون، أو لقوم يعملون صالحاً، أو يقاتلون في سبيل الله، أو يتاجرون، بل قال لقوم يعقلون.
إن الأشخاص الذين يستعملون المخدرات لاستجلاب السكينة لأنفسهم يتصفون بروح مبدعة، فهم بعدما يعجزون عن تطبيق إبداعهم في البيئة التي يعيشون فيها، وبعدما يتضح لهم ضعفهم عن مجاراة الأجواء التي يعيشون فيها، ينقلبون إلى أنفسهم، فيتخذون منها خصماً لهم. ولهذا نلاحظ أنهم في الحقيقة لا يحققون لأنفسهم السكينة. نلاحظ أن أرذل القوى الشيطانية تظهر النساء أحياناً بشكل مخدر للرجال. والواعون من أصحاب الفكر فقط يدركون أن تلك القوى إنما تسلب من النساء ـ بواسطة هذه الأساليب ـ مقدرتهنّ في الخَلْق والإبداع. والموضوع الذي يشير إليه القرآن بقوله: (خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) هو الذي يفهم أصحاب الفكر ما هو المقصود منه، المقصود منه علاقة الرجل والمرأة في إطار الخَلق والإبداع. ويفهم من هنا أن المرأة ـ في رأي القرآن ـ كائن قادر على الإبداع وبناء الحياة.
وصف الله الجنة بأنها موضع للسكينة التي تنال بعد العمل. وهذا المعنى ينسجم إلى حد بعيد مع قول الرسول (ص): ((الجنة تحت أقدام الأمهات)) إذ أن الجنة والمرأة كليهما تُشعران الإنسان بالسكينة، لأن عملهما يصبّ في إطار رضا الله.
يجب أن يكون للرجل موئل يمنحه السكينة، وتلك هي امرأته. وإذا لم يشعر الرجل، ولم تشعر المرأة بالسكينة في المنزل، فإن ذلك المنزل يتحول من جنة إلى جحيم عليهما. ونلاحظ أن القرآن يتحدث ـ بعد ذكر السكينة ـ عن موضوع المودة والرحمة، لأن السكينة تستجلب من ورائها المودة ومن بعدها الرحمة. وهذا على غرار إشارة القرآن الكريم إلى أن منازل الجنة ذات مدارج متفاوتة.
إذا لم يحصل الرجل على السكينة لدى المرأة ـ التي تتصف عادة بالإبداع والخَلْق والمقدرة على تسكين الرجل ـ قد يلجأ إلى المخدرات أو إلى النساء اللائي يتصفن بالمقدرة على تخدير النساء بالرجال والرجال بالنساء.
يشير القرآن الكريم إلى أن الذكر والأنثى خُلقا من جنس واحد لكي تتكوّن بينهما مودة ورحمة. ولم يحصر المودة بالرجل ولا الرحمة بالمرأة، وإنما جعلها مقاسمة بينهما ((بينكم)). فالمودة هي الحبّ الذي يحمله أحدهما تجاه الآخر، ويكون على درجة من الفاعلية بحيث يبقى تأثيره موجوداً أثناء غيابهما وحضورهما، ويكون مبعث سرور لهما عندما يلتقيان، ولا يحمل أحدهما في قلبه للآخر إلا الخير. ويستشف من الأحاديث الشريفة أن هذه المحبة موجودة في القلب وجارية على اللسان، والجانب الكامن منها أقوى وأكثر من الظاهر. وفي مقابل هذه المودة هناك: الشجار والصراع والعداء والبغي والتمرد.
أما كلمة الرحمة التي تعني ـ من قبل الخالق ـ : الفضل والإحسان والكرم، وتعني ـ من قبل الإنسان ـ : الرأفة والعطف، فقد وردت إلى جانب كلمات أخرى في القرآن الكريم مثل (صلوات ورحمة، مغفرة ورحمة، هدى ورحمة، وإماماً ورحمة، ورحمة ورضوان، ورحمة الله وبركاته، شفاء ورحمة، ورأفة ورحمة). وتختلف الرحمة عن المودة في أن الرحمة عندما تحلّ تدفع كلّ الضرّاء والسوء والعذاب والنقمة.
وفي ضوء ما مرَّ ذكره فإن الزواج يعني الربط بين جسمين منفصلين كلياً من أجل أن يحصلا على اللذة والراحة ويشعرا بالاستقرار والسكينة، وهذه السكينة لا تتعدى طبعاً ذلك النوع الحيواني المؤذي. أما إذا كانت هذه العلاقة الجنسية مقرونة بالحب، ينتفي تلقائياً مفهوم الإثم المرتبط في عرفنا بالعلاقات الجنسية. وتصبح المرأة ذات معنى آخر بالنسبة للرجل، ويزداد الكمال الجنسي مع تزايد الجماع، ويتحقق عندئذٍ كلّ ما يطمح الإنسان إلى تحقيقه من خلال الزواج، وهو: المودة والرحمة. وهناك معنىً خفياً يكمن في تقديم القرآن لكلمة المودة على كلمة الرحمة، وذلك لأن المودة بمثابة الوضوء والطهارة والاستعداد، والرحمة بمثابة الصلاة والعروج. وما لم يكن قلبا الرجل والمرأة مليئان بالحب والمودة لبعضهما الآخر سواء في الغياب أو في الحضور، من المستحيل أن يرتبطا بأواصر المنفعة العملية الاجتماعية والأخلاقية، أو ينجحا في تحقيق السعادة المنشودة. ومن هنا فقد اعتبرت الآية الكريمة المذكورة آنفاً الرجل والمرأة متساويين في حصيلة السكينة والمودة والرحمة التي يجنيانها في ظلّ الزواج.
المودة أرض خصبة لإنبات بذور الرحمة، فإذا انعدمت المودة فليس من رحمة. والرحمة تأتي كحصيلة للمودة. والمودة ـ التي هي بمثابة الغرس ـ يجب أن يكون موسمها معلوماً كما هو الحال بالنسبة للفلاّح الذي يعلم متى وأين يبذر البذور، ومتى يسقي كي يحصل على خير جنى.
فإذا عرفت أن المودة تعني المحبة التي تضطرم في القلوب وتكون متبادلة بين الجانبين، أي أن الجانبين يحب أحدهما الآخر، وقد جبل عليها كلاهما بشكل متساوٍ، وهي دائمة لا انقضاء لها، تنبه أيضاً إلى المودة التي وصفها الرسول بأنها الوشيجة بين أهل بيته وبني أمته، وذكر في آية المودة في القربى أنهما يحب أحدهما الآخر.
إذا كان هدف الزواج هو قضاء الشهوة الحيوانية، وإيجاد السكينة بمعناها الحيواني، فهو مجرد علاقة بين أجساد ميتة. بيد أن مراحل المودة والرحمة تأتي كنتيجة لتواصل المبارك بين القلوب، وهي على درجات ومراتب تبدأ من المودة بين الزوج والزوجة حتى تصل إلى المودة بين الرب وعبده الذي يكون قلبه خالياً إلا من حبّ الله. المودة ـ كما سبقت الإشارة ـ تكون ذات جانبين، وهنا تكون بين العبد وربه، والرمة تكون مقرونة بالهداية والرضوان وما شابه ذلك. وهذه الرحمة لها مراتب ودرجات أيضاً تبتدئ من الرحمة بالأسرة وتتدرج إلى مرحلة رحمة للعالمين، ويه مرحلة خاصة بالرسول الكريم. وقد تجلت هذه الرحمة في الغزوات والمعارك، حيث يروى أنه لم يَقتُل في جميع الغزوات والمعارك إلا شخصاً، أو شخصين على بعض الروايات.
* رضا نجاد
لو كان عند الله لبني الإنسان شيء خير من الدين لأرسله إليهم عن طريق الأنبياء بدل الدين. ومن جملة ما يدلّ على أن الله تعالى أرحم الراحمين هو أنه عزوجل لا يحرم الإنسان ـ الذي يجلب لنفسه المصائب ويقترف الآثام بيده ـ من رحمته، وما من أمة إلا وقد أرسل الله إليها نذيراً. فقد قال تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). وما من أمة إلا وقد جاءها معلم أخلاق (ولكل قوم هاد).
أما المودة والرحمة التي تتحقق في ظل الزواج فالمراد منها هو أن الزواج إذا سار على نفس الوتيرة الطيبة المقدسة، والجذابة التي كان عليها من قَبل، فذلك يعني أن الرجل قد نال ما كان يصبو إليه من أمر الزواج، وأن المرأة حصلت فيه على ما كانت تحلم به، وإلا فستشعر المرأة حينذاك بأنها قد فقدت الجوانب الإيجابية التي كانت تستشعرها في الحياة مع والديها، وأخذت تتجرّع حالياً غصص الحياة الزوجية. ويرى الرجل أن الحياة التي كان يحلم بها قد أمست سراباً، وإذا بالزوجة التي كان يأمل منها أن تكون بمثابة الأم قد بدت زوجة أب، ولم تتحقق هناك الأمانة ولم يحصل أي رباط مقدس في هذه الحياة الزوجية.
ومع أن القرآن الكريم يؤكد على أن الله تعالى أرسل الأنبياء مبشرين ومنذرين، يبشرون الأخيار وينذرون الأشرار، ولكنه في الوقت ذاته ينصّ على: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). وهذه الآية تشير فقط إلى جانب التخويف والإنذار فقط. وهذا المطلب ينطوي على معنى جدير بالتأمل.
روي عن الإمام علي (ع) أنه قال: ((اللهم إني لم أعبدك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، لكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك)). ولكن يستدلّ من الدراسات والتحقيقات التي أجريت في هذا المجال أن أكثر الناس المتدينين يعبدون الله خوفاً من ناره، وهناك عدد أقل منهم يعبد الله طمعاً في جنته، ولا يوجد إلا عدد قليل من أمثال الإمام علي، ممن يعبد الله انطلاقاً من كونه أهلاً للعبادة. ويفهم من هذا أن معظم الناس يخافون، ولهذا يجب تقديم النذير على البشير. وعلى كل الأحوال فإن عدم مداراة الزوج بالشكل الصحيح، وعدم رعاية الزوجة كما ينبغي لا مكان لهما إلا في جحيم الحياة الدنيا، وهو مكان لا وجود فيه للمودة والرحمة، ولا ينالهما منه في الآخرة إلا نار الغضب الإلهي.
لا شكّ في أن المرأة المسلمة تلتزم بالأحكام الإسلامية حتى في حياتها الاجتماعية، وهي حتى وإن اضطرتها الظروف إلى مجاراة العادات الاجتماعية السائدة بين الآخرين، فإنها لا تتخلى عن موقفها الإسلامي. والإسلام ثروة تأخذها المرأة معها إلى دار الزوجية، وتشترك مع زوجها المسلم في تكوين أسرة مسلمة، وتحافظ على طابع الاعتدال في المهر وفي سائر القيم الإسلامية كمّاً وكيفاً.
عندما تذهب المرأة المسلمة إلى بيت الزوجية يجب أن لا يتعلق قلبها بزوجها فقط، وإنما يجب أن يتعلق بالإسلام أيضاً. وكذلك الرجل يجب عليه أن ينظر إلى هذه الحقيقة وهي أنه إذا كان من المقدّر أن تكون هناك علاقة مودة ورحمة بينه وبين زوجته، فلابد أن هناك بينه وبين الإسلام علاقة أخرى على غرار هذه العلاقة. وهذه المحبة ليست ذات جانب واحد. لأن المحبة ذات الجانب الواحد لا قيمة لها، بل إن كل مَن يحب الإسلام، فإن الإسلام يحبه أيضاً. وهذه المعادلة ذات الطرفين موجودة في كل مكان، فمن يتوب يتوب الله عليه، ومَن ينصر الله ينصره، ومَن يحبّ الله يحبه الله.
وحتى إذا لم تتحقق بين الرجل والمرأة المودة والرحمة ولم يكن زواجهما من ذلك الطراز الذي يجلب عليهما المودة والرحمة، فإنهما لا يخرجان عن الإطار الإسلامي، لأنهما متزوجان بعقد الإسلامي ولا يفترقان إلا بطريق إسلامي، أما إذا لم تكن العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة حسنة، فمعنى ذلك أنهما لا يراعيان أحكام الإسلام، ولا يطبقان تعاليمه في حياتهما، وحتى إذا كان للإسلام في حياتهما ثمة وجود، فلا يعدو أن يكون مزيجاً من تعاليم الإسلام وآرائهما الشخصية.
جاء في القرآن الكريم أن الله تعالى خاطب الرجال بقوله: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
أودّ أن ألفت انتباهكم هنا إلى النكات التالية: إن الباري تعالى لم يقل في هذه الآية: آيات لقوم يعبدون، أو لقوم يعملون صالحاً، أو يقاتلون في سبيل الله، أو يتاجرون، بل قال لقوم يعقلون.
إن الأشخاص الذين يستعملون المخدرات لاستجلاب السكينة لأنفسهم يتصفون بروح مبدعة، فهم بعدما يعجزون عن تطبيق إبداعهم في البيئة التي يعيشون فيها، وبعدما يتضح لهم ضعفهم عن مجاراة الأجواء التي يعيشون فيها، ينقلبون إلى أنفسهم، فيتخذون منها خصماً لهم. ولهذا نلاحظ أنهم في الحقيقة لا يحققون لأنفسهم السكينة. نلاحظ أن أرذل القوى الشيطانية تظهر النساء أحياناً بشكل مخدر للرجال. والواعون من أصحاب الفكر فقط يدركون أن تلك القوى إنما تسلب من النساء ـ بواسطة هذه الأساليب ـ مقدرتهنّ في الخَلْق والإبداع. والموضوع الذي يشير إليه القرآن بقوله: (خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) هو الذي يفهم أصحاب الفكر ما هو المقصود منه، المقصود منه علاقة الرجل والمرأة في إطار الخَلق والإبداع. ويفهم من هنا أن المرأة ـ في رأي القرآن ـ كائن قادر على الإبداع وبناء الحياة.
وصف الله الجنة بأنها موضع للسكينة التي تنال بعد العمل. وهذا المعنى ينسجم إلى حد بعيد مع قول الرسول (ص): ((الجنة تحت أقدام الأمهات)) إذ أن الجنة والمرأة كليهما تُشعران الإنسان بالسكينة، لأن عملهما يصبّ في إطار رضا الله.
يجب أن يكون للرجل موئل يمنحه السكينة، وتلك هي امرأته. وإذا لم يشعر الرجل، ولم تشعر المرأة بالسكينة في المنزل، فإن ذلك المنزل يتحول من جنة إلى جحيم عليهما. ونلاحظ أن القرآن يتحدث ـ بعد ذكر السكينة ـ عن موضوع المودة والرحمة، لأن السكينة تستجلب من ورائها المودة ومن بعدها الرحمة. وهذا على غرار إشارة القرآن الكريم إلى أن منازل الجنة ذات مدارج متفاوتة.
إذا لم يحصل الرجل على السكينة لدى المرأة ـ التي تتصف عادة بالإبداع والخَلْق والمقدرة على تسكين الرجل ـ قد يلجأ إلى المخدرات أو إلى النساء اللائي يتصفن بالمقدرة على تخدير النساء بالرجال والرجال بالنساء.
يشير القرآن الكريم إلى أن الذكر والأنثى خُلقا من جنس واحد لكي تتكوّن بينهما مودة ورحمة. ولم يحصر المودة بالرجل ولا الرحمة بالمرأة، وإنما جعلها مقاسمة بينهما ((بينكم)). فالمودة هي الحبّ الذي يحمله أحدهما تجاه الآخر، ويكون على درجة من الفاعلية بحيث يبقى تأثيره موجوداً أثناء غيابهما وحضورهما، ويكون مبعث سرور لهما عندما يلتقيان، ولا يحمل أحدهما في قلبه للآخر إلا الخير. ويستشف من الأحاديث الشريفة أن هذه المحبة موجودة في القلب وجارية على اللسان، والجانب الكامن منها أقوى وأكثر من الظاهر. وفي مقابل هذه المودة هناك: الشجار والصراع والعداء والبغي والتمرد.
أما كلمة الرحمة التي تعني ـ من قبل الخالق ـ : الفضل والإحسان والكرم، وتعني ـ من قبل الإنسان ـ : الرأفة والعطف، فقد وردت إلى جانب كلمات أخرى في القرآن الكريم مثل (صلوات ورحمة، مغفرة ورحمة، هدى ورحمة، وإماماً ورحمة، ورحمة ورضوان، ورحمة الله وبركاته، شفاء ورحمة، ورأفة ورحمة). وتختلف الرحمة عن المودة في أن الرحمة عندما تحلّ تدفع كلّ الضرّاء والسوء والعذاب والنقمة.
وفي ضوء ما مرَّ ذكره فإن الزواج يعني الربط بين جسمين منفصلين كلياً من أجل أن يحصلا على اللذة والراحة ويشعرا بالاستقرار والسكينة، وهذه السكينة لا تتعدى طبعاً ذلك النوع الحيواني المؤذي. أما إذا كانت هذه العلاقة الجنسية مقرونة بالحب، ينتفي تلقائياً مفهوم الإثم المرتبط في عرفنا بالعلاقات الجنسية. وتصبح المرأة ذات معنى آخر بالنسبة للرجل، ويزداد الكمال الجنسي مع تزايد الجماع، ويتحقق عندئذٍ كلّ ما يطمح الإنسان إلى تحقيقه من خلال الزواج، وهو: المودة والرحمة. وهناك معنىً خفياً يكمن في تقديم القرآن لكلمة المودة على كلمة الرحمة، وذلك لأن المودة بمثابة الوضوء والطهارة والاستعداد، والرحمة بمثابة الصلاة والعروج. وما لم يكن قلبا الرجل والمرأة مليئان بالحب والمودة لبعضهما الآخر سواء في الغياب أو في الحضور، من المستحيل أن يرتبطا بأواصر المنفعة العملية الاجتماعية والأخلاقية، أو ينجحا في تحقيق السعادة المنشودة. ومن هنا فقد اعتبرت الآية الكريمة المذكورة آنفاً الرجل والمرأة متساويين في حصيلة السكينة والمودة والرحمة التي يجنيانها في ظلّ الزواج.
المودة أرض خصبة لإنبات بذور الرحمة، فإذا انعدمت المودة فليس من رحمة. والرحمة تأتي كحصيلة للمودة. والمودة ـ التي هي بمثابة الغرس ـ يجب أن يكون موسمها معلوماً كما هو الحال بالنسبة للفلاّح الذي يعلم متى وأين يبذر البذور، ومتى يسقي كي يحصل على خير جنى.
فإذا عرفت أن المودة تعني المحبة التي تضطرم في القلوب وتكون متبادلة بين الجانبين، أي أن الجانبين يحب أحدهما الآخر، وقد جبل عليها كلاهما بشكل متساوٍ، وهي دائمة لا انقضاء لها، تنبه أيضاً إلى المودة التي وصفها الرسول بأنها الوشيجة بين أهل بيته وبني أمته، وذكر في آية المودة في القربى أنهما يحب أحدهما الآخر.
إذا كان هدف الزواج هو قضاء الشهوة الحيوانية، وإيجاد السكينة بمعناها الحيواني، فهو مجرد علاقة بين أجساد ميتة. بيد أن مراحل المودة والرحمة تأتي كنتيجة لتواصل المبارك بين القلوب، وهي على درجات ومراتب تبدأ من المودة بين الزوج والزوجة حتى تصل إلى المودة بين الرب وعبده الذي يكون قلبه خالياً إلا من حبّ الله. المودة ـ كما سبقت الإشارة ـ تكون ذات جانبين، وهنا تكون بين العبد وربه، والرمة تكون مقرونة بالهداية والرضوان وما شابه ذلك. وهذه الرحمة لها مراتب ودرجات أيضاً تبتدئ من الرحمة بالأسرة وتتدرج إلى مرحلة رحمة للعالمين، ويه مرحلة خاصة بالرسول الكريم. وقد تجلت هذه الرحمة في الغزوات والمعارك، حيث يروى أنه لم يَقتُل في جميع الغزوات والمعارك إلا شخصاً، أو شخصين على بعض الروايات.
المتفائل- مستشار
- عدد المساهمات : 410
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
السٌّمعَة : 26
مواضيع مماثلة
» نظرة رحمة
» شباب يطردون امهاتهم من رحمة الله
» السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
» امرأة تضرب زوجها يومياً بدون رحمة.. وبالنهاية سكنته بعشه في السطح
» شباب يطردون امهاتهم من رحمة الله
» السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
» امرأة تضرب زوجها يومياً بدون رحمة.. وبالنهاية سكنته بعشه في السطح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin