التفاح الأحمر ينتظر الصغار

فعلت , أخطأت , ولم
أعتذر , فما تكون ردة الفعل ؟ .

أتمنى لك الخير ,
والعفو من عند الله !!!

مثلما أخطأت , وفعلت ,
سأخطيء وأفعل , كي نتساوى !!!

كلام حكيم في الأولى ,
وعادل في الثانية , هل هناك إعتراض , هل هناك شيء غريب ؟؟؟

الأولى تدل على سعة أفق
وقلب مفعم بالحب , والثانية تدل على الندية في التعامل بغض النظر عن الخطأ أو
الفعل . وردة الفعل .

التفاح الأحمر ينتظر
الصغار , وملابس نومهم الجديدة تنتظر دفء الأجساد الصغيرة لتحتضنها . مفرودة على
اسرتهم تعانق أغطية السرير بشوق . وتمر الأيام , وتبرد الملابس من طول إنتظار عبر
الفصول . من يبقى , من يرحل لا يهم . جرح غائر دخل مرة في الحياة فافسدها حفراً
حتى طال كل المحاور , والحزن دفين وقوي , كما الجمر الذي يذيب الأحجار , بإنتظار
لحظة ينفجر فيها , ولكن مياه المحيطات لا تترك له فرصة , لا محالة سينفجر يوماً ما
ولكن قد تكون كل الكائنات التي في عصره قد ماتت وأتت بعدها أجيال وأجيال , فينفجر
وسط سخط من لم يعرف لما إنفجر . ويلملم جراحه ويحترق ويحرق غصباً عنه من ليس لهم
علاقة بماضيه .

من يغير طبع البراكين ,
من يترك الفرصة للثوران في وقته , ايعقل أن يسعد من يحرق نفسه ومن حوله , لا أعتقد
.

من يرضى أن يحترق ويسكت
؟؟؟

من يرضى أن يحترق ويسكت
سوف يتحول إلى بركان يثور ويغلي , لينفجر في وقت غير الذي كان ينبغي له أن ينفجر فيه
, فيؤذي أجيالاً لا علاقة لهم بماضي قد إندثر . ولكن في معظم الأحوال السكوت يكون
تضحية من أحل من نحب .

الصبر والسكوت في زمن
عز فيه العدل , وإختلطت المفاهيم بحيث اصبح من الصعب تمييز الخطأ من الصح , على
المستوى الإجتماعي العام , هاهي دولة تقول لا علاقة للمدنيين في الحرب , وبنفس
الوقت تهاجم دولة أخرى , لماذا لتقتل العسكريين فقط , ثم تجلس مع المدنيين
يتناولون الشاي ثم يغادرون , بكل بساطة . ناسين أن العسكريين اصلاً لهم أهل مدنيين
. إنها أكذوبة فاضحة واضحة . القنبلة الذكية , تطلق نحو هدف كبير , ثم تنتقي
أفراداً معينين لتترك شظية فيهم , ما هذا الكلام الفارغ , لو أن هناك ذكاء لما كان
هناك من ضرورة لقنبلة هي اصلاً غبية .

هذه المقولات سبق
وشبهتها بالحياة الزوجية , فالزوجين وبغض النظر عمن أخطأ يسلكون سلوك دولتين
متحاربتين , أحدهما معتدية وقوية والأخرى بسيطة ومسالمة وبمعنى لا أعنيه بكل
سلبياته , ضعيفة , مثال حي , والمدنيين هنا هم الأطفال .

ما جعلني أكتب اليوم ,
هو رؤيتي لعائلة تفككت بسبب غطرسة الأم وهي بالخمسين من العمر وزواجها من رجل آخر
بعد 25 سنة زواج , لفت نظر إلى أن الزوجين في أعلى الهرم التعليمي , ولديهما شابين
وطفل التحق حديثاً بالمدرسة , وحين يريد أحدهم مساعدة والدته له بطبخ أو شيء مشابه
, حين يكون اباه خارج البلد بكل وقاحة تقول له , ليس اليوم فزوجي يريد أن يرتاح في
بيته , وهذا الزوج الجديد القديم ؟؟؟!!!! متزوج وبعد بضعة اشهر سيصبح جد .

وأخرى تعمل المستحيل كي
لا يرى الأب أولاده , وهم متعلقون به , وهي تمتصه بحرمانهم من الكثير على مبدأ
إدفع كي لا ينهرهم أحد أو لا أحرمهم من المصروف , وتأخذ مصروف عائلتين أو ثلاثة .
آلمتني تلك الأحداث أبعدها الله عنا جميعاً . وجاءت قصص الغالي روح رياضيه لتكمل
الحزن , ...............

والفقر المدقع ,
ودائماً الصغار يدفعون الثمن , والمذنب دائماً الكبار , ولكن الغلط هنا مخلوق آدمي
, يبكي ويحتاج لرعاية , وقبلة واحدة من قدميه تعيد للكسيح القدرة على المشي
وللأعمى بصره , فكيف يستهينون بكل هذه الصفات , حمل وولادة وثمن بخس إن ولد أو قتل
قبل أن يأخذ نفساً في الدنيا .

هل من طريقة أخرى
للتفاهم بين المتحاربين غير الإعتداء على أقدس ناتج من الزواج .

هل من الضروري أن نعض
بعضنا البعض , ولا بد أن لأحد أسناناً أحد من الآخر فهذا شأن الحيوانات ذوات
الأنياب . إنها كلمات أقل مما يستحق كل من أنجب ثم يتملص , ويهرب من واجباته , بل
يستغل الصغار لتحقيق غايات أقل ما توصف بأنها حقيرة .

أيها الأب , أيتها الأم
, لا تجعلوا الصغار يرون أنيابكم فيحسبون أن الحياة ببساطة هكذا ويتمنون أن
يمتلكوا مثلها , والسبب جوهري سوف لن يجدوا من يجربوا أنيابهم بهم غيركم أيها
الوالدين المحترمين , وهذا رد فعل لما لحقهما من تشويه وظلم لا مبرر لهما .

لست ضد الطلاق عندما
تكون الحاجة إليه لا سبيل لغيرها , ولكني ضد التصرف اللاحق لما بعد الطلاق .

كل يريد أن ينفي عن
نفسه وحل ما فعل , بإلقاء الوحل على الآخر مع قذارات أخرى نتجت أثناء الفعل الشنيع
هذا , متناسياً أن الصغار يلوذون بآبائهم , فليس هناك من جدار أو شبه مأوى غير
قامة أحد العملاقين بالجسد والقزمين بالتفكير .

كي لا تلحق الأذى
لخليفتك , إذهب وإغتسل وأزل وحلك وكل قذارتك ثم تعال ليلتصق بك الصغار ويبقوا
ملتصقين بك حين تحتاج إلى قشة تسندك .

تألمت كثيراً ولدي رغبة
كبيرة في إدخال مفهوم الطلاق على حقيقته , وبأنه حق فقط في ظرف واحد كبير , ندرك
ما هو دون الحديث عنه .