متزوجة منذ أكثر من ستة عشر عاما؟؟؟

أرسل لكم استشارتي هذه راغبة رغبة شديدة في المساعدة.أنا امرأة ولله الحمد قد أسبغ الله عليّ بنعم كثيرة, فأنا متزوجة منذ أكثر من ستة عشر عاما, وأتمتع بصحة جيدة, ومحبوبة من كثير من معارفي, ولي قدرة على جذب الانتباه, حسنة الخلق ولا أزكي نفسي - لكن كل إنسان يعرف نفسه - ذكية وجميلة, لي أبناء متميزون دراسيا ومستقرون نوعا ما عاطفيا، ومرد ذلك لوجود مشاكل بسيطة بيني وبين زوجي لكنها كثيرة جداً.
أشعر دائما أنها تسبب قلق لأبنائي ولا أستطيع تجاهلها؛ لأن ذلك يجعل زوجي يستمر في ذلك, وقد يكون ذلك لكوني مع هذه السنوات الطوال لم أستطع أن أحب زوجي، وليس لدي الآن أدنى استعداد أن أعمل على التودد والتقرب، حيث أنني والله على ما أقول شهيد بذلت فيما سبق من الزمن الكثير لإسترضاءه والتحبب إليه حتى إنني تنازلت في كثير من الأحيان عن حقوقي, ورضيت بأقل القليل لكي تستمر الحياة وأحافظ على أبنائي من الضياع . لكن اليوم أنا من ضعت؛ فما عدت أشعر بحلاوة الحياة الزوجية وما عدت أشعر بمعاني الأمومة وما عدت أنعم بالحياة كأنما أعيش حالة اكتئاب دائم والعياذ بالله.
أريد حلا، وأريد أن أعود إلى سابق عهدي من الاهتمام بالحياة والأولاد والبيت والدراسة, وبصراحة أحس أن عدم محبتي لزوجي سبب تعبي, لا أستطيع أن أحبه لكثير من الأسباب لا أرى أن هناك ما يدعو لذكرها.
الاجابة :
الأخت الفاضلة أم !!!!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشكرك أختي الفاضلة على ثقتك بهذا الموقع وأرجو أن نكون جميعاً عند حسن ظنكم.
أما بالنسبة لموضوعك أيتها الأخت الكريمة، فإنه ليست مشكلتك لوحدك، بل هو مشكلة الكثير من الأزواج خاصة من مضى على زواجهم عدداً من السنوات في الغالب بين خمسة عشر سنة إلى ثلاثين سنة حسب المسببات الداعية إلى ذلك وهو ما يسمى بالجفاف العاطفي، وعادة ما يكون هذا الجفاف نابعاً من أحد الطرفين، وفي الغالب يكون من الرجل لأن المرأة عاطفية بطبيعتها، بل يفترض فيها أن تكون هي منبع الحنان ومصدره في بيت الزوجية، وهذا ما يجهله كثير من الزوجات وللأسف الشديد.
ومشكلتك هذه لم تذكري فيها الأسباب التي منعتك من حب زوجك وقلت بأنه لا داعي لذكرها، مع أنها في نظري في غاية الأهمية لحل المشكلة، وعلى كل حال فإن الذي أنصحك به للخروج من هذه المشكلة ما يلي:
أولاً: يجب أن تعلمي أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، لذلك فادعي الله وأنت موقنة بالإجابة بأن يرزق زوجك حبك ويرزقك حبه ويؤلف ويجمع بينكما في خير، والله سبحانه وعد من يدعوه بصدق وإخلاص أن يجيب دعاءه.
ثانياً: عليك أن تعتبري ما أنت فيه من بلاء من الله سبحانه وتعالى قد اختارك من بين جميع البشر لذلك، ولعل في هذا البلاء رفعة لمنزلتك في الدنيا والآخرة وزيادة في حسناتك كما ورد ذلك في الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر ذلك من سيئاته" كما أورد عنه عليه الصلاة والسلام.
ثالثاً: لقد أعجبني في ثنايا حديثك قولك أنك تنازلت في كثير من الأحيان عن حقوقك ورضيت بأقل القليل لكي تستمر الحياة وتحافظين على أبنائك، ولعلي من هذا المنطلق أذكرك بعظم الأمانة الملقاة على عاتقك كزوجة مسلمة تقدرين الحياة الزوجية، وتحافظين عليها من الضياع، ومن ذلك المحافظة على تربية الأبناء في جو يسوده الود والإخاء والمحبة ليكون البيت لهم محضناً تربوياً صالحاً يحفظهم من الضياع، وإذا احتسبت الأجر في ذلك فإنّ ثوابك عند الله عظيم جداً، والمرأة العاقلة تقدر مثل هذه المسؤولية العظيمة وتحافظ عليها، لأنّ المال والبنون زينة الحياة الدنيا، وصلاح الأبناء لا يقدر بثمن كما يقول الشاعر:
نعم الإله على العباد كثيرة***وأجلهن نجابة الأولاد
رابعاً: هل فكرت الآن في وضعك وأنت تملكين زوجاً مهما كان فيه من النواقص والعيوب أنك أحسن حالاً من كثير من بنات جنسك، ممن ليس لهن أزواج، خاصة إذا علمت أن نسبة العوانس وعددهن في ازدياد في جميع البلاد العربية والإسلامية، لذلك لا قدر الله لو فقدت هذا الزوج لسبب من الأسباب، فماذا سيكون مصيرك وأنت في هذه المرحلة العمرية ولديك هؤلاء الأطفال، فمن سيقبل بك كزوجة مثلاً..؟
لذلك فإن النظر لمثل مشكلتك بعين العقل لا بعين العاطفة يجعلك تعيدين حساباتك أكثر من مرة وترضين بما قسم الله لك وتحاولين إصلاح ما يمكن إصلاحه في حياتك الزوجية، وتحتسبين الأجر والمثوبة من الله، هذا ما أراه صحيحاً، ودعائي لكما جميعاً بالتوفيق والرشاد.

اتفق معك في الرئي ويجب ان يحاول كلا منكم ان يجدد في الحياة ويغيرمن الروتين اليومي واهداء الهداية حتى لو بدون منافسة
والله المستعان

من رضي عاش اختي السائلة
اقتنعي بنصيبك وزوجك
وادعي الله ان يقرب قلوبكما ويسخركما لبعضكما البعض
وضعي نصب عينك اولا واخرا اولادك الذين هم بحاجتكي
ومن صبر نال
واكيد الا ما يجي يوم ويفرجها رب العالمين اذا وثقتي فيه
الله يفرج همك ويسعدك اختي