استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
كي تظهر لك جميع المنتديات والمواضيع
و حتى تعم الفائدة
حتى تستفيد وتفيد غيرك
بادر للتسجيل بالمنتدى
وشكرا لك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
كي تظهر لك جميع المنتديات والمواضيع
و حتى تعم الفائدة
حتى تستفيد وتفيد غيرك
بادر للتسجيل بالمنتدى
وشكرا لك
استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» قصة قصيرة
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin

» الناجحون
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin

» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin

» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin

» يحكى أن
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin

» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin

» شارك الفيديو لطفا
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin

»  ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin

» مشكلة وحل (1) الخجل
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin

» لحل اية مشكلة / اساسيات
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin

» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin

» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin

» الحكي بيناتنا
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin

» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin

»  ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
الاستشاري - 2664
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
غريب الامارات - 1632
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
شام - 1616
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
Admin - 1570
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
ام المجد - 1508
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
المتميز - 883
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
ود - 759
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
شيماء الشام - 733
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 
المتمردة - 499
إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_rcapإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Voting_barإلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Vote_lcap 

أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمل
لوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم


1

https://www.jamalaltaweel.com/
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمل
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان

    جديد الاعلانات feedburner
    http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkx

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    2 مشترك

    اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:01 am

    إل? أبنائي ﯛ بناتي خمڛـﯛن شمعـۃ لـإضاءة درﯛبڪم


    صُورَة ْ الڪِتآبْ . .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    مُؤلّف ْ الڪِتآبْ . .


    د/ عبد الكريم بكار


    وصايا في إصلاح النفس،
    والتطوير الذات.

    تجارب مصقوله، والنظرة عميقة للحياة.
    بإسلوب نحتاجه قلما يطرق الاسماع، هو أسلوب المربي
    المشفق الصادق.

    خمسون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    ستنير دربك، ولا أخفيك لعلك لن تستطيع تمالك الدمع من عينك عند بعضها.

    شموع تحفز الهمم وتنير الطريق لك نحو التميز والنجاح
    والسعادة.

    استماعك لهذه المادة قد تكون نقطة تحول طريق في حياتك.


    خمسون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    لإضاءة دروبكم في الأصل هو كتاب مقروء من إصدرات الاسلام اليوم قام
    الدكتور عبد الكريم بكار بإلقاءه بصوته وأسلوبه المميز.

    مدة المادة: أربع ساعات. mp3 عالي
    الجودة


    وإليكم عناوين الخمسين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    :

    1- الدخول على قاعة مظلمه
    2- حاولوا أن تنجحوا في الإمتحان الأكبر
    3- متساوون عند الولادة متفاوتون عند الموت
    4- لاتحركوا صخرة في سفح الجبل
    5- كن أنت نفسك
    6- أنتم في نهاية الأمر ماتعتقدونه
    7- ( وليس الذكركالأنثى )
    8- ابحثوا عن النجاح الحقيقي
    9- اعملوا على أن تكونوا دائما جزءاً من الحل
    10- هل ترغبون في معرفة أنفسكم ؟
    11- احذري يا ابنتي
    12- (كونوا من الشاكرين)
    13- أمهاتكم ثم آباؤكم
    14- أكِفاء بإمتياز
    15- لاتساوم على مبادئك
    16- العمل مفتاح الحياة
    17- روحُ شبابيهـ
    18- اللمسة الشخصية
    19- مزيداً من الوعي
    20- احترام الآخرين
    21- لكل شيء طاقة على التحمل
    22- العطاء الحقيقي
    23- لا تستسلموا للإخفاق
    24- السعادة تدفق داخلي
    25- كونوا أصدقاءً جيدين
    26- لا ترضوا بالقليل
    27- ادخروا للشدائد أعمالاً مميزة
    28- أكبر نقطة ضعف
    29- القراءه طريق النضج
    30- المثابرة تصنع العجائب
    31- أعظم الفنون
    32- الرحمة فوق القوة
    33- حصنوا أنفسكم من الخوف
    34- عيشوا زمانكم
    35- تقبلوا الإختلاف
    36- شيء من المرح
    37- احترام الحقيقية
    38- الخصم اللدود
    39- ابحثوا عن الفرص
    40- على مقدار تعبكم تتعلمون
    41- خيرون بلاحدود
    42- الوطنيه: إنتماء وعطاء
    43- روح التدين
    44- العلم وليس الذكاء
    45- مفتاح الخيرات
    46- قاوموا التحيز
    47- السلوك المنطقي
    48- الطموح السامي
    49- النظر إلى الأمام
    50- انشروا البشر والبشرى



    عدل سابقا من قبل الاستشاري في الأحد يونيو 06, 2010 2:41 pm عدل 4 مرات
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:02 am

    يا شباب «لا تحرّكوا صخرة في قمة جبل!»
    * أ. د. عبدالكريم بكار
    أكثر ما يقلقكم معاشر الشبان والفتيات، هو تلك الغريزة الجنسية التي ركبها
    الله – تعالى – في النفس البشرية بغية إستمرار النوع الإنساني. وأنا لا
    أريد الخوض الواسع في هذه المسألة، لكن أحب أن أحذر بقوة وبشدة من ارتكاب
    الأخطاء في التعامل مع هذه الطاقة الكامنة، والتي هي أشبه بـ(البنزين)، حيث
    إنّه يظل طاقة نافعة ما دمنا نستخدمه بالطريقة الصحيحة، فإذا قربناه من
    النار تحوّل إلى قوة مدمرة، قد تحرق حياً بأكمله!. أحد الحكماء شبّه الطاقة
    الجنسية بصخرة عظيمة في قمة جبل شاهق، فإنّها قد تمكث قروناً على تلك
    الحال، فإذا جاء من يحركها، فإنّها قد تتدحرج، وإذا تدحرجت، فلن تستطيع أي
    قوة بشرية إيقافها. إنّ الذي يحرك الشهوة لدى الفتيان والفتيات محصور في
    عدد من الأمور، من أهمّها:
    - التفكير في أمر الجنس وإستخدام الخيال في ذلك، ولهذا فإن الفراغ والتمحور
    حول الذات من الأسباب القوية لتحريك الغريزة الجنسية.
    - مشاهدة المناظر الفاضحة ونظر الرجال إلى النساء والنساء إلى الرجال،
    وكذلك الإختلاط بين الجنسين.
    - حضور المجالس التي تثار فيها المسائل الجنسية.
    - مصاحبة بعض التافهين والمنحرفين والمنحرفات الذين ليس لديهم همة نحو أي
    شيء سام أو مهم.
    ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي؟
    إنّه يعني الآتي:
    1- ليشتغل كل واحد منكم بشيء نافع ومفيد، وليحاول إستهلاك طاقته فيه، وإنّ
    الرياضة ممّا يستهلك الطاقة الجسمية، وينفع في تخفيف الضغط الغريزي.
    2- الزواج المبكر فضيلة عظمى لمن قدر عليه، وهو حصن حصين – بإذن الله –
    وإنّ على الشباب والشابات التخطيط له بجدية، كما أنّ على المجتمع أن يُيسر
    أسبابه.
    3- تعزيز الجانب الروحي لدى كل واحد منكم، يعد شيئاً أساسياً في هذا الشأن،
    فقد أوصى (ص) الشباب بالصيام كما هو معروف، وإنّ المواجهة الرئيسية للتيار
    الشهواني الجارف يجب أن تتم بإنشاء تيار روحي قوي وشامل وملتزم بآداب
    الشريعة.
    4- صحبة الصالحين والأخيار أهل القلوب النقية والهمم العالية.
    5- الإبتعاد عن المجالس والأماكن التي يُتَحدّث فيها عن الجنس.
    6- غض البصر والبعد عن الإختلاط بالجنس الآخر على قدر الوسع والطاقة.
    7- ليفكّر كل واحد منكم مئة مرة قبل أن يخطو خطوة خاطئة، تترك في حياته
    أسوأ الآثار، وفي نفسه أسوأ الذكريات.
    والله يتولانا وإياكم.
    المصدر: كتاب إلى أبنائي وبناتي خمسون شمعة لإضاءة دروبكم
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:21 am

    كتاب فريدٌ من نوعه من سلسة إصدارات الإسلام اليوم ، وجهه د. عبد الكريم
    بكّار لفئة قلّما وُجهت إليها أقلام الكُتّاب .. وهم طلّاب المرحلة
    الثانوية والجامعية .. بإمكانك تقديمه لمن تحب في أقرب فرصة ، فهو كنز ثمين
    لمن هم في هذه المرحلة ..
    إضاءاتٌ مختصرة و مفيدة في مجالات مختلفة يختم فيها كل شمعة بسؤال يحث على
    إعمال العقل :
    [ ماذا يعني كل هذا إلى بناتي وأبنائي ..؟ ] و يذكر بعده نقاط مستخلصة مهمة
    ترسخ في الذهن وتوصل المعنى كما أراد له الكاتب أن يصل ..

    ستة عشرة شمعة أقدمها اليوم مرفقة برابط صوتي مطابق للكتاب تقريبًا ستجدونه
    في آخر الصفحة ؛ ووعد بإكمال البقية في أقرب فرصة بإذن الله ، سأذكر عنوان
    الشمعة وإجابات الكاتب على سؤاله بعد طرح مقدمته بين يدكم . وبالله
    التوفيق ..
    المقدمة :
    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
    أجمعين وبعد:
    فقد تعودنا نحن الكتّاب أن نوجه الخطاب للكبار من الرجال والنساء آملين أن
    ساعدهم على توجيه أبنائهم وبناتهم وإرشادهم إلى الطريق القويم.
    أما الكتابات الموجهه للفتيان والفتيات والشبان والشابات فهي محدودة
    للغاية؛ ولا سيما تلك التي تحتوي على بعض الأفكار العميقة والمعقدة, ولعل
    ذلك يعود إلى اعتقادنا بأن الكبار هم الذين يشترون الكتب, وهم الذين يهتمون
    بالتربية والتوجيه.
    أما الفتيان والمراهقون وكثير من الشباب, فنظن أن مخاطبتهم غير ذات جدوى
    لانشغالهم بأمور أخرى غير تلك التي تشغل آباءهم وأمهاتهم.
    ومهما يكن نصيب هذا الاعتقاد من الصحّة والصواب, فإني قررت متوكلا على الله
    ـ تعالى ـ أن أوجه خطابي لمن يعنيهم الأمر مباشرة . وهي محاولة تنطوي على
    قدر من المخاطرة ؛ لأن الكتابة للصغار والفتيان لا يحسنها إلا الكبار من
    الكتاب ، ومع هذا فإني أسعى إلى أن استخدم أيسر أسلوب ممكن مع الاحتفاظ
    بعمق المعاني, وهذا تحدٍ ثانٍ قبلت بمواجهته ثقة بعوائد الله تعالى عليَّ.
    إن الناظر في هذه الرسالة,سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات
    عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات أبنائنا وبناتنا, وتقديم
    العون لهم على سلوك مسالك الرشاد,والتفوق في الدراسة والعمل وكل مجالات
    الحياة.
    ومن المهم أن أشير هنا إلى أن الشموع التي أضأناها شموع تتصف بالعموم, حيث
    إنها مما يعني الشباب والشابات على حد سواء, وحين يكون هناك شيء خاص
    بالفتيات والفتيان, فإني سأوضحه لكن هذا سيكون أشبه بالنادر.
    شيء آخر أحب أن أوضحه هو أن الشريحة المستهدفة والموجه إليها الخطاب هم
    طلاب المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية, ولا يعني هذا أن غيرهم لن يستفيد
    مما قلته, حيث إني أعتقد أن النابهين من طلاب المرحلة المتوسطة يمكنهم
    استيعاب الكثير مما ذكرناه, كما أن خرّيجي الجامعات سيجدون في بعضه ماهو
    جديد ومفيد.
    وإني لأسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعل هذا العمل خالصا
    لوجهه, وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم الدين, كما أسأله أن ينفع أبنائي
    الأعزاء وبناتي العزيزات, إنه سميع مجيب.
    د.عبدالكريم بكّار
    الشمعة الأولى
    :
    0]الدخول على قاعة مظلمة ]
    ـ الأصل في الإنسان أن يكون جاهلا إلا إذا تعلم .
    ـ علينا أن نتواضع ، وحبذا أن يكون تواضعنا على قدر جهلنا .
    ـ نحن على قدر ما نعرف وما نتقن ، وكلما زاد ما نعرفه ، ومانتقنه ارتفعت
    منزلتنا ، وتحققت أهدافنا .
    ـ مادمنا لانعرف كل شيء ، ولم نحط بكل شيء ، فإن علينا ألا نصدر أحكامنا
    على الأحداث حتى تنتهي .
    ـ هناك أمور كثيرة ستكون معرفتنا بها جزئية أو سطحية ، ونحتاج إلى التعمق
    فيها ، وهذا لا يكون إلا من خلال امتلاكنا لعقل مفتوح وروح متعطش إلى
    المعرفة .
    الشمعة الثانية
    :
    0]حاولوا أن تنجحوا في الامتحان
    الاكبر
    ]
    ـ علينا أن نوسع دائرة إحساسنا بتصرفاتنا وأعمالنا لتكون دائما تحت
    المراقبة ، ولنؤديها كما يحب الله تعالى .
    ـ إذا وقع الواحد منا في خطأ أو زلة ، فإن المطلوب منه هو المسارعة إلى
    التوبة ، وإلى التصحيح قبل أن يلقى الله _ تعالى _ وهو في حال سيئة .
    ـ يجب علينا أن نوطنَّ أنفسنا على مجاهدة النفس وكبح الشهوة على نحو دائم .
    ـ من المهم أن نبتعد عن أولئك المستخفين بالاختبار والغافلين عنه ، حتى لا
    ننجرف معهم ، فنحسر خسارة عظمى يصعب تحديدها الآن .
    الشمعة الثالثة
    :
    0]متساوون عند الولادة متفاوتون عند
    الموت
    ]
    ـ إن الذي يصنع الفرق بين الناس عند الموت ليس النسب ولا المال ولا
    القوة ، لكنه الإستقامة والعلم والأثر النافع وحب الخير للناس والمساهمة في
    إصلاح الأوضاع والأحوال ..
    ـ في إمكان كل واحد منكم أن يسير في طريق العظماء من خلال الجهد اليومي
    الذي يبذله في المجال الصحيح وبالطريقة الصحيحة .
    ـ لايحتقر الواحد منكم نفسه ، ولا يرضَ بالقليل ، فالكريم الجواد الغني
    الحميد هو رب الأولين والآخرين ، وقد يمنح للمتأخر شيئا حجبه عن المتقدم .
    ـ تذكروا دائما ساعة الرحيل ، وخططوا دائما لأن يكون مايقال عنكم فيها شيئا
    عظيما ، ترجون ثوابه عند الله تعالى .
    الشمعة الرابعة
    :
    0]لاتحركوا صخرة في سفح جبل ]
    ـ ليشتغل كل واحد منكم بشيء نافع ومفيد وليحاول استهلاك طاقته فيه ، وإن
    الرياضة ممّا يستهلك الطاقة الجسمية ، وينفع في تخفيف الضغط الغريزي .
    ـ الزواج المبكر فضيلة عظمى لمن قدر عليه ، وهو حصن حصين _ بإذن الله _ وإن
    على الشباب و الشابات التخطيط له بجدية ، كما أن على المجتمع أن يُيسر
    أسبابه .
    ـ تعزيز الجانب الروحي لدى كل واحد منكم ، يعد شيئا أساسياً في هذا الشان ،
    فقد أوصى صلى الله عليه وسلم الشباب بالصيام كما هو معروف ، وإن المواجهة
    الرئيسية للتيار الشهواني الجارف يجب أن تتم بإنشاء تيار روحي قوي وشامل
    وملتزم بآداب الشريعة .
    ـ صحبة الصالحين والأخيار أهل القلوب النقية والهمم العالية .
    ـ الإبتعاد عن المجالس والأماكن التي يُتَحدثّ فيها عن الجنس .
    ـ غض البصر والبعد عن الإختلاط بالجنس الآخر على قدر الوسع والطاقة .
    ـ ليفكر كل واحد منكم مئة مرة قبل أن يخطو خطوة خاطئة ، تترك في حياته أسوأ
    الآثار ، وفي نفسه أسوأ الذكريات .
    الشمعة الخامسة
    :
    0]كن أنت نفسك ]
    ـ احمد الله على ماوهبك وأعطاك ، فهو كثير ، وإن كان يبدو لك عند
    المقارنة مع مالدى غيرك أنه قليل
    قليل منك يكفيني و لكن ،’،’، قليلك لايقال له قليل .
    ـ تقبل نفسك وأوضاعك ، واشعر بالإعتزاز بما لديك ، واتخذ منه نقطة انطلاق
    إلى الأمام .
    ـ أبعد نفسك الصغيرة المكبلة بالأوهام وهموم الحاضر ، عن طريق نفسك الكبيرة
    القادمة من قلب العاصفة التي تثيرها الجدية والثقة والعمل والمثابرة
    والطموحات العالية .
    ـ انفخ على أصغر شرارة لديك لتتحول إلى نور عظيم يضيء طريقك وطريق أهلك
    وزملائك .
    ـ لا ترض أبدا أن تكون ظلا لأحد ، وحاول دائما أن تكون قدوة ونموذجا ينتفع
    بك غيرك .
    الشمعة السادسة
    :
    0]أنتم في نهاية الأمر ماتعتقدونه
    ]
    ـ ليراجع كل واحد منكم مكونات رؤيته للحياة ، حيث إن من المؤكد أن بعضها
    غير صحيح .
    ـ غلِّبوا جانب التفاءل والثقة بالله _ تعالى _ والإعتداد بالنفس على اليأس
    والإحباط واحتقار الذات .
    ـ الدنيا فيها الكثير من الأخيار والكثير من الأشرار ، ومن يبحث عن الأخيار
    يجدهم .
    ـ هناك دائما فرصة للتحسين ومجال للإزدهار بشرط ألاّ نصغي للمثبطين
    واليائسين والمخفقين .
    ـ كونوا أنصار الفضائل وحماة المبادئ ، حتى يصبح لحياتكم معنى وقيمة ، وإذا
    فعلتم ذلك فإنتم مظفرون دائما ، فإن فاتتكم لذة الغلبة لم يفتكم شرف
    المعركة .
    الشمعة السابعة :
    0]وليس الذكر كالأنثى ]
    ـ لا تحاولي الدخول في منافسة مع الشباب ، فأنت مخلوقة لدور غير دورهم ،
    وعليك أن تأخذي الدرس والعبرة من الوضع المأساوي الذي صارت إليه المرأة في
    كثير من بلاد الغرب والشرق .
    ـ في حياتنا معطيات كثيرة ، توجب عليك أن يكون اهتمامك بالزواج وببناء أسرة
    مسلمة وتربية أولادك التربية الصحيحة ، هو الاهتمام الأول .
    ـ الأنوثة هي السلاح الأمضى الذي تحارب به المرأة ، فلاتتخلى عن هذا السلاح
    بأوضاع وأعمال وتصرفات غير ملائمة لك .
    ـ ليس الألق الاجتماعي للتخصص أو الوظيفة هو المهم ، لكن المهم هو ملائمته
    لك ومدى إتقانك له أو لها .
    الشمعة الثامنة
    :
    0]ابحثوا عن النجاح الحقيقي ]
    ـ الحرص على أي قدر من النجاح والتفوق ؛ لأن ذلك ضروري لراحتكم وسعادتكم
    وسعادة أهلكم وخير بلدكم .
    ـ لاتجعلوا الهم الأكبر الذي يسيطر عليكم هو الحصول على شهادة أو وظيفة أو
    امتلاك أشياء نفيسة فحسب ، ولكن فكروا في كيفية توظييف ماتحصلون عليه من
    ذلك في أمور تزيد رصيدكم من الحسنات .
    ـ اجعلوا مشروعية ماتريدون الحصول عليه هي الشرط الذي لايقبل التفاوض
    والمساومة .
    ـ استعينوا بالله _ تعالى _ واطلبوا التوفيق والرعاية في كل ماتسعون إليه ،
    وتذكروا قول القائل :
    إذا لم يكن عون من الله للفتى ،’،’،’، فأول مايقضي عليه اجتهاده
    الشمعة التاسعة
    :
    0]اعلموا أن تكونوا دائما جزءا من
    الحل
    ]
    ـ شرف عظيم للواحد منا أن يكون مظنة للإصلاح ، وأن يكون وجوده في أي
    بيئة بشير خير .
    ـ لا يكون المرء جزءا من الحل إلا إذا كان أرقى من المحيطين به ، فليعمل كل
    واحد منا ذلك .
    ـ لا تستسلموا لوسوسة الشيطان لكم بعدم الكفاءة وعدم القدرة على الإصلاح ،
    وظنوا بإنفسكم في هذا المجال خيرا ، واستعينوا بالله .
    ـ تأكدوا دائما أنكم جزء من الحل ، ولستم جزءاً من المشكلة .
    ـ إذا لم تكونوا جزءاص من الحل ، فأنتم في الغالب جزء من المشكلة .
    ـ سارعوا إلى حل المشكلات قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة
    الشمعة العاشرة
    :
    0]هل ترغبون في معرفة نفوسكم ]
    ـ أصغوا جيدا إلى الصوت النوراني المنبعث في أعماقكم والذي يؤنبكم على
    التقصير والتفريط .
    ـ اسألوا أنفسكم : هل نوعية العتاب الموجه إليكم في داخلكم آخذة في
    الارتقاءوالتسامي ، أو أنها آخذة في الانحطاط والتدهور ؟ واتخذوا من الجواب
    معيارا تتحاكمون إليه .
    ـ راجعوا تصرفاتكم ومواقفكم وحاولوا تقويمها وبلورة آرائكم فيها .
    ـ دعموا قدراتكم على الاحساس بالذنب والتقصير ، وحاولوا غسل السيئات
    بالحسنات .
    الشمعـة الحادية عشرة
    :
    0]احذري يا ابنتي ]
    ـ كوني على يقين بأن ما كتبه الله لك سوف تحصلين عليه مهما كنت ضعيفة أو
    بعيدة أو منعزلة .
    ـ إن الله ـ تعالى ـ هو الذي يرزق المرأة بالزوج الصالح ، ويرزق الرجل
    بالمرأة الصالحة ، فاطلبي ذلك منه بصدق ، واعلمي أن ماعندالله ـ تعالى ـ
    إنما ينال بطاعته وليس بمعصيته .
    ـ لا يرى الله لا يرى الشاب في الفتاة التي تستجيب لرغباته المرأة التي
    تصلح أن تكون زوجة له وأمًا لأولادة .
    ـ ــ راقبي الله ــ تعالى وأكثري من ذكره ، واستعيني به واجعلي روحك تمرح
    في حبه والتعلق به ، ففي هذا سعادة ومسرة ، لاتشبهها مسرة أخرى . لاتبحثي
    عن أكبر لذة ، ولكن عن أشرف لذة .
    الشمعة الثانية عشرة:
    0]كونوا من الشاكرين ]
    إذا سئل الواحد منكم عن حاله وصحته … فليقل : أنا غارق في نعم الله ,
    وليقل : أنا في أفضل حال , وليقل : أسأل الله أن يديم فضله
    ويزيدنا من نعمائه . الشكر يا أولادي يكون بالقلب من خلال الشعور العميق
    بالامتنان لمن أنعم علينا , ولمن ساعدنا , ووقف إلى جانبنا .
    والشكر يكون باللسان من خلال الثناء والمديح والتعبير بالكلام اللطيف
    والجميل , وهنا أقول لبعض بناتي وأبنائي : تعودوا فتح أفواهكم بالثناء
    على من أسدى إليكم معروفاً , وليكن ذلك مصحوباً بالمشاعر الفياضة والصدق
    العميق .
    والشكر يكون باليد والبذل والسعي , وإن لكل نعمة شكراً يناسبها , ولا يليق
    بها غيره , وعلينا أن نتعلم ذلك . والحقيقة أن الشكر فن
    من الفنون الجميلة والرائعة , امتلاكه إذا شاء . إن الخلق عيال , الله
    تعالى فلنجعل جزءاً من شكرنا له في النفع عياله ومنه – سبحانه – حسن الجزاء
    .
    الشمعة الثالثة عشرة
    :
    0]أمهاتكم ثم آباؤكم ]
    ـ ابحثوا عن ألطف العبارات وأرق الكلمات لتخاطبوا بها آباءكم وأمهاتكم ،
    وأبدعوا في ذلك فمهما قلتم فأنتم غير مسرفين .
    ـ اتخذوا من بر آبائكم وأمهاتكم سبيلا للفوز برضوان الله تعالى .
    ـ مادام آبؤكم وأمهاتكم لا يؤثرون أحدًا عليكم ، فإنكم لن تبروهم حق البر
    إلا إذا آثرتموهم على الزوجة والولد .
    ـ أرونا تفننكم في إيجاد المفاجآت السّارة لآبائكم وأمهاتكم .
    ـ لتكن استقامتكم أكبر هدية تقدمونها لأحب الناس وأعز الناس .
    الشمعة الرابعة عشرة
    :
    0]أكفاء بامتياز ]
    ـ انظروا إلى الكفاءة الشخصية على أنها نتيجة ( إدارة الذات ) على نحو
    جيد , وهي بالتالي ليست عبارة عن تفوق شخص على أشخاص آخرين , وإنما تفوق
    شخص على ذاته , وهذا أعظم أنواع التفوق .
    ـ ليس المطلوب من الواحد منكم أن يحصل على درجات أكثر أو أن يجمع أموالا
    أكثر , أو أن يحظى بوظيفة عُليا .. .. المطلوب دائما أن يشهر في أعماقه أنه
    يقوم بعمل عظيم ونبيل ومبدع , وأن يشعر أن يمضي قُدُما نحو الأمام .
    ـ ما أعظم أن ننظر إلى كل لحظة من عمرنا على أنها ( لمسة فرشاة ) ومع كل
    لمسة يولد جزء من اللوحة العظيمة , وهذا يعني إن صورة ما نريد الوصول إليه
    متألقة في عقولنا ومتوهجة في نفوسنا , ولهذا نحن نسير نحوها بثقة وتفاؤل
    وعزم ..
    ـ بعد أن تعرفوا أهدافكم ابذلوا جهودكم من أجل اكتشاف الطريق الأفضل
    والأسرع والأسهل إلى بلوغ تلك الأهداف .
    ـ تعلموا كيف تحفظون ذواتكم من التشتت من خلال التركيز في مجال واحد وعمل
    واحد ومن خلال الاهتمام بشيء واحد .
    ـ احملوا في جيوبكم دائما دفاتر صغيرة لكتابة الأفكار العظيمة التي
    تسمعونها , وكتابة الملاحظات التي يمكن أن تستفيدوا منها في رسم لوحتكم
    المصيرية .
    ـ استعينوا على فهم مشاريعكم والوعي بذواتكم بجنود الفهم الستة ( ماذا ,
    لماذا , متى , كيف , من , أين ) وحاولوا أن تكون إجابتكم دقيقة قدر الإمكان
    .
    ـ استشروا الحكماء وأصحاب الخبرة والتجربة , فرب كلمة من خبير وفرت على شاب
    عناء سنين من التخبط وسلوك الطرق المسدودة .
    ـ كافئوا أنفسكم على كل إنجاز جيد من خلال التمتع بشيء تحبونه , وليكن ذلك
    دائما في إطار المباح والمشروع .
    ـ حاولوا كتساب عادات جديدة جيدة , لتكن أشبه بالخيوط الذهبية التي ستنسجون
    منها سلوككم .
    ـ ابحثوا دائما عن التوازن والاعتدال , فهما أساس الحياة الناجحة والسعيدة ,
    وحاولوا إعطاء كل ذي حق حقه
    ـ الاهتمام والعزيمة والصبر والمثابرة صفات وأخلاق لا يستغني عتها أي شخص
    يريد أن يحقق نجاحا باهرا , فاجعلوها عدتكم في الرخاء والشدة .
    ـ توفيق الله ـ تعالى ـ ومعونته , هما أساس النجاح . ولا نحصل عليهما إلا
    بالإخلاص والاستقامة .
    الشمعة الخامسة عشرة
    :
    0]لاتساوم على مبادئك ]
    ـ أظهروا براعتكم الشخصية في تحقيق مصالحكم في إطار مبادئكم وأخلاقكم
    الإسلامية ، فهذا هو التحدي الكبير .
    ـ عوّدوا أنفسكم التنازل عن بعض الأشياء المادية في سبيل البقاء على المنهج
    القويم.
    ـ المال ليس كلّ شيء في هذه الحياة ، ويجب أن نثبت لجميع الناس أن في
    حياتنا أشياء عزيزة غير قابلة للمساومة أو البيع أو التنازل .
    الشمعة السادسة عشرة
    :
    0]العمل مفتاح الحياة ]
    ـ عليكم أن ترتبوا أموركم على أساس أن الحياة هي العمل ، وأن العمل
    الجيد هو حياة جديدة .
    ـ إذا لم يحصل أحدكم على العمل الملائم له فلا يجلس فارغًا ، وليعمل في أي
    شيء نافع إلى أن يحصل على العمل الذي يحب .
    ـ لا تنظروا إلى المهن على أنها شيء شائن ، فالشائن حقًا هو الحاجة إلى
    الناس والرشوة واللصوصية ، وأكل أموال الناس بالباطل .
    ـ في البلد فرص كثيرة جدًا وهي تنموا باستمرار ، والمشكل هو ىعدم وجود
    مؤهلين لها ، فأهلوا أنفسكم على نحوٍ جيّد .
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:24 am


    يقول الدكتور في مقدمته : إن الناظر في هذه الرسالة ، سيجد أن الشموع التي أشعلناها
    موزعة في مجالات عديدة
    لكن ما يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات أبنائنا وبناتنا ، وتقديم
    العون لهم على سلوك مسالك الرشاد ، والتفوق في الدراسة والعمل وكل مجالات
    الحياة


    الكتابُ جميل جداً وخفيف على النفس وفيه من الفائدة الشئ الكثير
    هنَا سأقوم بوضع بعض ماوُجد في الكتاب على أمل أن تقتنوه فيما بعد وتكملوا
    ماتبقى منه ..
    الدخول على قاعة مظلمة ..

    .
    .

    حين يولد الواحد منا , ويبدأ التعرف على من حوله , ثم يخرج إلى الشارع
    والمدرسة , فتتسع دوائر معرفته
    وتزداد خبراته , وبالتالي فإنه يكون أشبه بمن دخل على قاعة كبيرة مظلمة
    ومملؤة بالأشياء المبعثرة والصناديق المقفلة والآلات المعقدة ...
    إنه يجد نفسه خالي الذهن من أي معرفة سابقة حول كل مايراه كما قال سبحانه :
    " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا "
    إنه يشعر أن لديه ألوف الأسئلة التي لايملك لها أي جواب ..
    ومن خلال العيش الطويل في تلك القاعة يتعرف على الأشياء البسيطة , ثم تمتد
    يده ليفتح بعض الصناديق, ويقلِّب بعض الآلات ..
    ومن خلال الاحتكاك بالناس واستخدام الأشياء يكتشف الكثير مما حوله, لكنه
    يشعر بعد طول الإقامة والمعايشة أن هناك أشياء كثيرة
    لايعرف عنها شيء هكذا نحن يا أبنائي وبناتي نحاول اكتشاف أنفسنا واكتشاف
    الناس من حولنا
    كما نحاول فهم سنن الوجود وفهم واجباتنا والتحديات التي تواجهنا ولكن سنخرج
    أيضا من هذه الدنيا ولدينا أمور كثيرة غامضة وأسئلة حائرة
    كما قال عز وجلّ : " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " .

    -
    مالذي يعنيه هذا
    بالنسبة لأبنائي وبناتي
    :

    1- الأصل في الإنسان أن يكون جاهلاً إلا إذا تعلّم .

    2- علينا أن نتواضع , وحبذا أن يكون تواضعنا على قدر
    جهلنا .
    3- نحن على قدر مانعرف ونتقن , وكلما زاد مانعرفه ومانتقنه ارتفعت منزلتنا
    وتحققت أهدافنا .
    4- مادمنا لانعرف كل شي , ولم نحط بكل شيء , فإن علينا ألا نصدر أحكامنا
    على الأحداث حتى تنتهي .
    5- هناك أمور كثيرة ستكون معرفتنا بها جزئية أو سطحية , ونحتاج إلى التعمق
    فيها أكثر , وهذا لا يكون إلا من خلال امتلاكنا لعقل مفتوح
    وروح متعطشة إلى المعرفة .

    كونوا من الشاكرين .. ”
    .
    لا أجد تعبيراً عن عظمة النعم التي تغمر كل واحد منا أبين وأبلغ من قول
    الله تعالى : ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ
    اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
    هذا الزمان يا بناتي وأبنائي هو زمان الشكوى من سوء الأحوال , وذلك بسبب
    تعاظم طموحات الناس وبسبب بعد الفجوة بين إمكاناتهم
    وما يرغبون في الحصول عليه . لا تنساقوا مع التيار , وعودوا إلى الأصول ,
    وتذكروا دائماً أنه مهما ساءت الأحوال , وتتابعت الكروب
    فإننا سنجد شيئاً , يستوجب شكر الله تعالى نعمة الإيمان ونعمة السمع والبصر
    ووجود الاهل والأقرباء والأصدقاء ونعمة أننا موجودون الآن
    حيث نجد الفرصة للتوبة إن كنا مخطئين والازدياد من الخير إن كنا صالحين .
    انظروا إلى الشكر على أنه شيء تتقربون به إلى الله تعالى
    بل إن توفيق الله تعالى للعبد للنطق بالشكر هو نعمة تستوجب شكراً آخر
    وانظروا إلى الشكر على أنه مصدر للسرور والرضا والطمأنينة والسعادة
    وهذا ما يمكن أن يشير إليه قوله سبحانه : ( وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا
    يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) .

    نحن نعرف أن كثيراً من الناس لا يملون من الشكوى , ولا يملون من الكلام على
    الآخرين , وتشعر أنهم غير راضين عن أي شيء !!
    وهذا يشكل مصدراً لآلام نفسية لا تنتهي , إنهم يشعرون بالضيق والأسى من غير
    وجود أسباب مقبولة .
    اتخذوا يا أبنائي وبناتي من الحمد والشكر والثناء على الله - تعالى -
    مصدراً لحماية النفس من التآكل الداخلي ومناسبة لإظهار النبل والعرفان
    بالجميل لمن أحسن إليكم .

    إذا سئل الواحد منكم عن حاله وصحته ... فليقل : أنا غارق في نعم الله ,
    وليقل : أنا في أفضل حال , وليقل : أسأل الله أن يديم فضله
    ويزيدنا من نعمائه . الشكر يا أولادي يكون بالقلب من خلال الشعور العميق
    بالامتنان لمن أنعم علينا , ولمن ساعدنا , ووقف إلى جانبنا .
    والشكر يكون باللسان من خلال الثناء والمديح والتعبير بالكلام اللطيف
    والجميل , وهنا أقول لبعض بناتي وأبنائي : تعودوا فتح أفواهكم بالثناء
    على من أسدى إليكم معروفاً , وليكن ذلك مصحوباً بالمشاعر الفياضة والصدق
    العميق .
    والشكر يكون باليد والبذل والسعي , وإن لكل نعمة شكراً يناسبها , ولا يليق
    بها غيره , وعلينا أن نتعلم ذلك . والحقيقة أن الشكر فن
    من الفنون الجميلة والرائعة , امتلاكه إذا شاء . إن الخلق عيال , الله
    تعالى فلنجعل جزءاً من شكرنا له في النفع عياله ومنه - سبحانه - حسن الجزاء
    .


    ( [size=26]متساوون
    عند الولادة متفاوتون عند الموت
    ) ..

    .


    إنه لشيء لافت ذلك
    التباين الكبير بين ما نكون عليه عند الولادة , وبين ما نكون عليه عند
    الموت , المواليد كلهم أطفال من درجة واحدة
    حيث يمكن أن نتوقع لكل واحد منهم أن يكون في المستقبل واحداً من العظماء و
    وان يكون متخلفاً ذهنياً أو مجرماً أو منحرفاً ...
    لكن هذه الإمكانيات تتلاشى مع الأيام ليصبح المجهول معلوماً , ولتتجه
    الأنظار والتوقعات العظيمة إلى أناس دون آخرين , رجال ونساء
    يغادرون هذه الحياة وهم أعلام , تعلقت بهم القلوب , ونطقت بالثناء عليهم
    الألسن ... وما ذلك إلا لأنهم في حياتهم لم يكونوا أشخاصاً عاديين
    وإنما كانوا دعاة أو فقهاء أو حكماء أو قادة , او باذلين للمعروف ساعين في
    الخير ...
    إن الذي غادر هذه الحياة هو أضعف شيء فيهم , وهو ( الجسد ) أما عقولهم
    وأروحهم وأمجادهم ومآثرهم والسنن الحسنة التي سنوها
    والأيادي البيضاء التي أسدوها للناس , فإنها باقية في النفوس والقلوب ليعبر
    عنها أهل الوفاء بالثناء والدعاء قروناً بعد قرون
    ولتتخذ منها الأجيل نبراساً للتأسي والاقتداء .


    إن تسلْ أين
    قبور العظما ** فعلى الأفواه أو في الأنفس

    وإن ما
    ينتظرهم من كرامة الله تعالى في الآخرة هو أعظم بكثير مما نالوه في هذه
    الدنيا الفانية , لكن ذلك يشكل عاجل البشري , ومقدم الجزاء
    وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أحب الله عبداً
    نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه , فيحبه حبريل فينادي جبريل
    في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء , ثم يوضع له
    القبول في الارض ) .

    هذه هي القلة
    القليلة من الصفوة المختارة من عباد الله , أما السواد الأعظم من الناس
    فإنهم - مهما عاشوا - يمرون على هذه الحياة مروراً سريعاً
    وهم ما بين شخص يترك شيئاً يندم عليه , وشخص لا يترك أي شيء ! ولا تمر
    سنوات قليلة حتى ينساهم الصديق والقريب ..


    - ماالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي
    :

    إنه يعني
    الآتي :

    1- إن الذي
    يصنع الفرق بين الناس عند الموت ليس النسب ولا المال ولا القوة , لكنه
    الاستقامة والعلم والأثر النافع وحب الخير للناس
    والمساهمة في إصلاح الأوضاع والأحوال ...

    2- في إمكان
    كل واحد منكم أن يسير في طريق العظماء من خلال الجهد اليومي الذي يبذله في
    المجال الصحيح وبالطريقة الصحيحة .

    3- لا يحتقر
    الواحد منكم نفسه , ولا يرضَ بالقليل , فالكريم الجواد الغنس الحميد هو رب
    الأولين والآخرين , وقدر يمنح للمتأخر شيئاً حجبه عن المتقدم .

    تذكروا دائماً
    ساعة الرحيل , وخططوا دائماً لأن يكون ما يقال عنكم فيها شيئاً عظيماً ,
    ترجون ثوابه عند الله تعالى .


    [ أنتم في نهاية الأمر ما تعتقدونه ] ..

    يأتي الواحد منا إلى الحياة وهو جاهل بكل شيء ,
    ويبدأ برحلة الاكتشاف العظيم في سنة الأولى من عمره . الأهل والمعلمون
    والأقرباء والأصدقاء
    يساعدوننا على فهم الوجود من خلال العقائد والأفكار والآداب التي نتلقفها
    منهم .
    ونحن أيضاً من جهتنا نلتقط الكثير من الانطباعات من خلال تجاربنا الخاصة
    المهم في هذا كله هو الرؤية التي تتشكل لدى كل واحد منا عن إمكاناته
    وأوضاعه وعن القيم والمبادى ء التي يؤمن بها , وعن المراتب والأهداف التي
    يسعى إليها . وقد زودنا الخالق - عزوجل - بقدرات هائلة
    وأتاح لنا فرصاً كثيرة , لكن الملاحظ ان الشباب والشابات الذين يتفوقون في
    الاستقامة والدراسة والعمل على نحو باهر قليلون جداً وهذا يعود
    إلى عدد من العوامل , أهمها المفاهيم والمعتقدات التي يسترشدون بها في
    مسيرتهم وحركتهم اليومية . هناك من أبنائي وبناتي من ينظرون إلى العالم
    بمنظار أسود , فلا يرون إلا الشرور والمفاسد ويعتقدون أن ما هو أسوأ متوقع
    دائماً . ومنهم من نشأ في أسر يغلب عليها الجهل وحظها من الاستقامة
    قليل , فلم ينالوا التربية الجيدة التي يستحقونها , ولا تلقوا الإرشاد
    والتحفيز والعون الذي يحتاجون إليه , فصاروا ينظرون إلى أنفسهم نظرة
    استخفاف
    واستصغار وصار اهتمامهم بالفضائل ضعيفاً . ومنهم من نشأوا في أسُرٍ يغلب
    عليها الفقر وشظف العيش , فلم تنبت في قلوبهم الطموحات الكبيرة
    وحب الإنجاز العالي فصاروا يرضون بالقليل من كل شيء , ويستكثرون على أنفسهم
    أي شيء وجل همهم الحصول على ما يسد الرمق .

    -
    ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى
    بناتي وأبنائي
    :

    إنه يعني الآتي :
    1- ليراجع كل واحد منكم مكونات رؤيته للحياة , حيث إن من المؤكد أن بعضها
    غير صحيح .
    2- غلبوا جانب التفاؤل والثقة بالله تعالى والاعتداد بالنفس على اليأس
    والإحباط واحتقار الذات .
    3- الدنيا فيها الكثير من الأخيار والكثير من الأشرار , ومن يبحث عن
    الأخيار يجدهم .
    4- هناك دائماً فرصة للتحسن ومجال للازدهار بشرط الا نصغي للمثبطين
    واليائسين والمخفقين .
    5- كونوا أنصار الفضائل وحماة المبادئ , حتى لحياتكم معنى وقيمة , وإذا
    فعلتم ذلك فأنتم مظفرون دائماً ,
    فإن فاتتكم لذة الغلبة لم يفتكم شرف المعركة .

    العطاء
    الحقيقي ..



    حين نكون في مقتبل العمر في مرحلة ما قبل النضج يغمرنا اعتقاد بأن السعادة
    تكون في الصحة والجمال والمال وكل الأشياء التي يمكن
    أن نستحوذ عليها وحين ننضج وتظهر لنا الأمور على حقيقتها نكتشف على سبيل
    التدرج أن السعادة في العطاء وفي جعل الناس حولنا سعداء .
    في مرحلة ما قبل النضج نظن أن العطاء العظيم يكون في إطعام الطعام وتقديم
    المال لمن يحتاج إليه , وحين نكبر , وننضج
    يتبين لنا أن العطاء الحقيقي ليس عطاء المال , وإنما أشياء أخرى أهم من
    المال أتعرفون ما هي يا بناتي وأبنائي ؟
    إنها أشياء تتصل بالروح والعقل والخبرة والوقت :
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين ندعو بإلحاح لأخٍ في ظهر الغيب .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نعفو عمن أساء إلينا , وتصبح قلوبنا صافية
    ونقية نحوه .
    - نحن نعطي عطاءًحقيقياً حين نقبل عذر من يعتذر إلينا , ونقيل عثرته .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نقدم فكرة عظيمة , تغير حياة إنسان نحو
    الأحسن والأفضل .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نحفز على الخير والنجاح , ونقدم التشجيع
    الصادق .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نكون مواطنين صالحين , نسهم في حمل أعباء
    الوطن .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين يشعر من يحتك بنا أن الحياة تكون رائعة حين
    يكون في جوارنا .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نتنازل عن شيء من وقتنا لتقديم خدمة أخوية .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نقدم الاحترام لمن لا يستحقه ؛ وذلك لأن
    طبيعتنا تأبى غير ذلك .
    يقول أحد الفلاسفة : ( هبة الأشياء ليست ثمينة كهبة الأفكار , بل إن
    الخواتم والجواهر وكل الأشياء النفسية التي نقدمها لمن نحب
    ليست هبات حقيقية ولكنها اعتذار عن الهدايا الحقيقية , الهبة الوحيدة
    الحقيقية هي بضعة من النفس ) .
    تأملوا يا بناتي وأبنائي قول الله - تعالى - : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن
    بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
    سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
    وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا
    إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب مستجابة , عند
    رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه
    قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) . إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
    لم يكونوا يملكون المال - باستثناء حالات قليلة - ولم تكن الأشياء
    هي أعظم ما قدموه لأممهم لكنهم قدموا الرؤية والمنهج والأفكار والأهداف
    والغايات الكبرى , وعلى هديهم سار كل المصلحين الربانيين
    على امتداد تاريخ أمة الإسلام .

    -
    ماذا يعني هذا بالنسبة إلى
    أبنائي وبناتي
    :

    إنه يعني الآتي :
    1- اعملوا كل ما في وسعكم لإسعاد من حولكم , فذلك قمة العطاء .
    2- حين نقدم
    لمسلم خدمة بإخلاص , فإننا في الحقيقة نقدمها لأنفسنا ؛ لأننا بذلك نتأهل
    لاستقبال فيوضات الرحمن الرحيم .
    3- لا تخافوا من نجاح زملائكم , فهو نجاح للأمة , وأنتم جزء منها .
    4- التبسم وحسن الاستقبال والتعاطف والاهتمام والمودة من أكثر ما يحتاج
    إليه الناس , وهو أكثر ما ينبغي أن نجود به .


    حاولوا أن تنجحوا في الإمتحان الأكبر
    ..
    "

    .
    .
    نحن في هذه الحياة في معهد مهني من نوع غريب , حيث
    إن الواحد منا لايتعلم ويدرس ثم يدخل الاختبار , لكنه يدرس ويختبر في آن
    واحد .
    وليس الغريب استمرار الاختبار طوال الحياة فحسب , لكن الغريب أيضا تنوع
    أساليب الاختبار , فهذا ممتحن بذكائه وهذا بغبائه
    وهذا ممتحن بفقره وذاك بثرائه , وذاك بصحته وذاك بمرضه , وهذا بشهرته وذاك
    بخموله .. امتحانات عجيبة وفريدة , ونتائجها مصيرية
    بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى , فحين نرحل عن هذه الحياة نكون قد أدينا
    الامتحان الأخير الحاسم,وهنيئا لمن أجاب على أسئلته بصورة صحيحة
    والويل والهلاك لمن أجاب عليها بصورة خاطئة .
    يقول الله عز وجل في توضيح هذه الحقيقة " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم
    أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " .
    وقال سبحانه : " فمن زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز ومالحياة
    الدنيا إلا متاع الغرور " .
    المشكل الأكبر في هذا الموضوع هو أننا لانعرف متى ينتهي وقت الاختبار ويسحب
    المراقبون أوراق الإجابة , وكم أخطأ الناس ياأبنائي وبناتي
    في توقعاتهم لمدة الإختبار؟ وكم من الناس أطلقوا الصيحات والرجاءات من أجل
    تمديد مدة الامتحان نصف ساعة حتى يتوبوا ويرجعوا
    فلم يُجابوا ولم يُلتفت إليهم : " فأخذهم بغتتة وهم لايشعرون " ..
    وقال سبحانه : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولايستقدمون " .

    -
    ماذا يعني هذا بالنسبة إلى
    بناتي وأبنائي
    :

    إنه يعني الآتي :
    1- علينا أن نوسع دائرة إحساسنا بتصرفاتنا وأعمالنا لتكون دائما تحت
    المراقبة, ولنؤديها كما يحب الله تعالى .
    2- إذا وقع
    الواحد منا في خطأ أو زلّة , فإن المطلوب منه المسارعة إلى التوبة , وإلى
    التصحيح قبل أن يَلقى الله تعالى وهو في حال سيئة .
    3- يجب علينا أن نوطِّن أنفسنا على مجاهدة النفس وكبح الشهوة على نحو دائم .

    4- من المهم أن نبتعد عن أولئك المستخفّين بالاختبار والغافلين عنه , حتى
    لا ننجرف معهم فنخسر خسارة عظمى يصعب تحديدها الآن .
    الرحمة
    فوق القوة ...


    أرسل الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين , وهذا يتطلب من
    كل مسلم أن يتأسى بنبيه حتى يسود أجواءنا الاجتماعية
    التعاطف والتراحم والشفقة والبر , وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    سبطه الحسن وعنده الأقرع بن حابس , جالساً
    فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً , فنظر إليه الرسول
    وقال : ( من لا يرحم لا يُرحم ) .
    إن العولمة يا أبنائي وبناتي تنشر اليوم روح القوة وأخلاقيات السيطرة
    والمنافسة , وأنتم تلاحظون هذا من خلال الدورات التدريبية الكثيرة
    التي يلتحق بها الشباب ومن خلال الإعلانات التجارية التي تفوق الحصر , ومن
    خلال الأحاديث التي نتداولها في المجالس .
    لا شك في أن أمة الإسلام في حاجة اليوم إلى أكبر عدد ممكن من الأقوياء
    والناجحين والمتفوقين , لكن لا يجوز أبداً أن يتضخم ذلك
    على حساب الرحمة والإحساس بمن حولنا , فالرحمة تتصل بالعطاء والبذل
    والإحسان على حين أن القوة تتصل بالأخذ والاستحواذ
    والغلبة والسيطرة ومن المهم أن ندرك ذلك على نحو جيد .
    نحن يا أبنائي وبناتي حين نعطف على الفقير والضعيف والمعوق وذي الحاجة
    واليتيم , فإننا نصبح قريبين من الله تعالى
    وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( ابغوني - أي أحضروا لي - الضعفاء فإنما
    تنصرون وترزقون بضعفائكم ) .

    -
    ماذا يعني هذا بالنسبة إلى
    بناتي وأبنائي
    :

    إنه يعني الآتي :
    1- على كل واحد منا أن يحذر من أن يغتر بقوته أو ثروته أو منصبه ... فيتحول
    إلى متكبر جبار , لا يعرف للرحمة معنى , فيعرض نفسه
    لعذاب الله تعالىفقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟
    كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره و ألا أخبركم بأهل النار ؟
    كل عتل جواظ متكبر ) .
    2- تجاوبوا مع المشاعر الحزينة , وأظهروا الثأثر والاهتمام بما تسمعونه
    وترونه من فواجع زملائكم وجيرانكم وإخوانكم المسلمين
    وتعاطفوا معهم وساعدوهم .
    3- ارحموا الخدم , ودربوا أنفسكم على غض الطرف عن هفواتهم , وليتخيل كل
    واحد منكم ما الذي يتوقعه من البر والرحمة
    لو كان في مثل حالهم , فليقدمه لهم .
    4- لا تشتموا بالعصاة والمذنبين , ولكن أشفقوا عليهم وارحموهم وانصحوهم ,
    وحاولوا أن تأخذوا بأيديهم إلى طريق الهداية .
    5- أحق الخلق بالرحمة هو نفوسنا , ورحمتنا لها بأن نحاول إعتاقها من عذاب
    الله تعالى من خلال الاستقامة والعمل الصالح
    كما أن علينا أن نرحمها من خلال ترك توبيخها على نحو دائم , إذ ليس من
    الصواب ان نمارس الجلد الذاتي بسبب ومن غير سبب
    بل على الواحد منا ان يراجع أعماله , فيحمد الله , ويشجع نفسه , ويتفائل
    تارة ويلوم نفسه , ويعزم على الكف عن الخطأ والمعصية تارة أخرى .


    لا
    تستسلموا للإخفاق ...


    .
    .

    نحن في هذا الكون نمضي في إطار سنن ربانية ثابتة , وإذا كان علينا أن نتعرف
    عليها , فإن ذلك ليس من أجل التحايل عليها
    وإنما من أجل التكيف معها والعمل في ظلالها , ومن تلك السنن أننا لا نستطيع
    أن نضمن نتائج محاولاتنا واجتهاداتنا على نحو دائم
    وكلما كان ما نسعى إلى الحصول عليه كبيراً كانت حساباتنا أقل دقة , وكان
    حجم المخاطرة أكبر .

    شيء جيد يا بناتي وأبنائي أن تفهموا هذه الحقيقية وأن تتعاملوا معها كما هي
    .
    وأنا ألمس في بعض تعاليم الإسلام ما يدعونا إلى أن تكون مطالبنا كبيرة ,
    وألا نرضى بالقليل , وأن يكون لدينا نوع من المخاطر المحسوبة
    لأن الذين لا يخاطرون قد لا يربحون , وإذا ربحوا , فإن، أرباحهم تكون قليلة
    , ونلمح هذا في إحلال الله - تعالى – للتجارة وتحريمه للربا
    فالتجارة تشتمل على نوع من المخاطرة , لكن أفق الربح فيها واسع وغير محدود .
    أما الربا فإنه يخلو في العادة من المخاطرة
    لكن هامش الربح دائماً محدود وقليل نسبياً . إذا كان الإخفاق وعدم الحصول
    على المراد وحدوث الكبوة بعد الكبوة شيئاً متوقعاً
    فكيف ينبغي أن يتعامل أبناؤنا وبناتنا مع ذلك ؟

    لعلي ألّخص الجواب في المفردات التالية :

    1- نظروا إلى الإخفاق على أنه شيء طبيعي في الحياة , ولهذا فإن من المهم أن
    تكافحوا في حياتكم وفق القاعدة التالية : لا مكاسب كبيرة
    ولا نجاحات عظيمة إلا عبر الكثير من المحاولات ؛ وتذكروا أيها الأعزاء
    والعزيزات أنكم حين تخفقون تكونون في مسعى إلى تحقيق شيء قيم
    والذين لا يذوقون طعم الإخفاق هم الكسالى لا قاعدون والمحرومون من الطموحات
    الكبيرة .

    2- علينا أن نعود أنفسنا الرضا بالقضاء والقدر , فحكم الله – تعالى – نافذ ,
    ولا معقب عليه , ونحن البشر قصيروا النظر محدودو الرؤية
    فقد نتعلق بالشيء وننظر إليه على أنه مصيري , ثم يتبين لنا أنه يشكل خطورة
    كبيرة , يتبين أنه شيء تافه
    وتذكروا يا بناتي وأبنائي قول الله عز وجل : ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ
    شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ
    شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
    علينا أن نأخذ بالأسباب , ونفعل أفضل ما يمكن فعله ثم نتقبل نتائجه بروح
    صافية ونفس هادئة وراضية .

    3 - من المهم أن تعرفوا أننا لا نستطيع في معظم الأحيان أن نتحكم بالأحداث ؛
    لأنها أكبر منا , ولكننا نستطيع أن نتحكم في ردود أفعالنا عليها
    وهذا شيء يستحق الانتباه لأن الذي يؤثر علينا ليس ما يحدث , وإنما الآثار
    التي يتركها في نفوسنا , مثل الذي يفقد مبلغاً كبيرة من المال
    أو يفقد مبلغاً كبيراً من المال , أو يفقد عزيزاً , أو يرسب في امتحان فإن
    هذا قد يكون تأثيره مدمراً إذا أورثنا اليأس والقنوط أو غير اتجاهنا في
    الحياة ...
    إن مياه البحر تحمل السفينة , ولا تؤذيها , لكنها إذا تسربت إلى داخلها ,
    فإنها حينئذ تغرقها وهكذا الأحداث التي تحدث لنا .

    4-حاولوا بعد كل فشل وبعد كل سقوط أن تنهضوا بشكل أقوى لتثبتوا لأنفسكم
    وللناس من حولكم أن الإخفاق يشكل وقوداً روحياً لتوثب جديد .

    5- تعلموا من الإخفاق ومن تاريخكم الشخصي أعظم الدروس , وتعرفوا على الطرق
    المسدودة كي تصلوا في النهاية إلى الطرق السريعة
    فتمضوا فيها واثقين مطمئنين .


    هذه بضع شمعاتٌ من خمسين شمعة استطعتُ جلبها لكم


    عدل سابقا من قبل الاستشاري في الأحد يونيو 06, 2010 4:45 am عدل 1 مرات
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:26 am


    الدخول على قاعة مظلمة ..

    .

    حين يولد الواحد منا , ويبدأ التعرف على من حوله , ثم يخرج إلى الشارع
    والمدرسة , فتتسع دوائر معرفته
    وتزداد خبراته , وبالتالي فإنه يكون أشبه بمن دخل على قاعة كبيرة مظلمة
    ومملؤة بالأشياء المبعثرة والصناديق المقفلة والآلات المعقدة ...
    إنه يجد نفسه خالي الذهن من أي معرفة سابقة حول كل مايراه كما قال سبحانه :
    " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا "
    إنه يشعر أن لديه ألوف الأسئلة التي لايملك لها أي جواب ..
    ومن خلال العيش الطويل في تلك القاعة يتعرف على الأشياء البسيطة , ثم تمتد
    يده ليفتح بعض الصناديق, ويقلِّب بعض الآلات ..
    ومن خلال الاحتكاك بالناس واستخدام الأشياء يكتشف الكثير مما حوله, لكنه
    يشعر بعد طول الإقامة والمعايشة أن هناك أشياء كثيرة
    لايعرف عنها شيء هكذا نحن يا أبنائي وبناتي نحاول اكتشاف أنفسنا واكتشاف
    الناس من حولنا
    كما نحاول فهم سنن الوجود وفهم واجباتنا والتحديات التي تواجهنا ولكن سنخرج
    أيضا من هذه الدنيا ولدينا أمور كثيرة غامضة وأسئلة حائرة
    كما قال عز وجلّ : " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " .

    - مالذي يعنيه هذا بالنسبة
    لأبنائي وبناتي
    :

    1- الأصل في الإنسان أن يكون جاهلاً إلا إذا تعلّم

    2- علينا أن نتواضع , وحبذا أن يكون تواضعنا على قدر جهلنا .
    3- نحن على قدر مانعرف ونتقن , وكلما زاد مانعرفه ومانتقنه ارتفعت منزلتنا
    وتحققت أهدافنا .
    4- مادمنا لانعرف كل شي , ولم نحط بكل شيء , فإن علينا ألا نصدر أحكامنا
    على الأحداث حتى تنتهي .
    5- هناك أمور كثيرة ستكون معرفتنا بها جزئية أو سطحية , ونحتاج إلى التعمق
    فيها أكثر , وهذا لا يكون إلا من خلال امتلاكنا لعقل مفتوح
    وروح متعطشة إلى المعرفة .
    [/size]


    عدل سابقا من قبل الاستشاري في الأحد يونيو 06, 2010 4:47 am عدل 1 مرات
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:26 am


    كونوا من الشاكرين .. ”

    .
    .

    لا أجد تعبيراً عن عظمة النعم التي تغمر كل واحد منا أبين وأبلغ من قول
    الله تعالى : ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ
    اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
    هذا الزمان يا بناتي وأبنائي هو زمان الشكوى من سوء الأحوال , وذلك بسبب
    تعاظم طموحات الناس وبسبب بعد الفجوة بين إمكاناتهم
    وما يرغبون في الحصول عليه . لا تنساقوا مع التيار , وعودوا إلى الأصول ,
    وتذكروا دائماً أنه مهما ساءت الأحوال , وتتابعت الكروب
    فإننا سنجد شيئاً , يستوجب شكر الله تعالى نعمة الإيمان ونعمة السمع والبصر
    ووجود الاهل والأقرباء والأصدقاء ونعمة أننا موجودون الآن
    حيث نجد الفرصة للتوبة إن كنا مخطئين والازدياد من الخير إن كنا صالحين .
    انظروا إلى الشكر على أنه شيء تتقربون به إلى الله تعالى
    بل إن توفيق الله تعالى للعبد للنطق بالشكر هو نعمة تستوجب شكراً آخر
    وانظروا إلى الشكر على أنه مصدر للسرور والرضا والطمأنينة والسعادة
    وهذا ما يمكن أن يشير إليه قوله سبحانه : ( وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا
    يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) .

    نحن نعرف أن كثيراً من الناس لا يملون من الشكوى , ولا يملون من الكلام على
    الآخرين , وتشعر أنهم غير راضين عن أي شيء !!
    وهذا يشكل مصدراً لآلام نفسية لا تنتهي , إنهم يشعرون بالضيق والأسى من غير
    وجود أسباب مقبولة .
    اتخذوا يا أبنائي وبناتي من الحمد والشكر والثناء على الله - تعالى -
    مصدراً لحماية النفس من التآكل الداخلي ومناسبة لإظهار النبل والعرفان
    بالجميل لمن أحسن إليكم .

    إذا سئل الواحد منكم عن حاله وصحته ... فليقل : أنا غارق في نعم الله ,
    وليقل : أنا في أفضل حال , وليقل : أسأل الله أن يديم فضله
    ويزيدنا من نعمائه . الشكر يا أولادي يكون بالقلب من خلال الشعور العميق
    بالامتنان لمن أنعم علينا , ولمن ساعدنا , ووقف إلى جانبنا .
    والشكر يكون باللسان من خلال الثناء والمديح والتعبير بالكلام اللطيف
    والجميل , وهنا أقول لبعض بناتي وأبنائي : تعودوا فتح أفواهكم بالثناء
    على من أسدى إليكم معروفاً , وليكن ذلك مصحوباً بالمشاعر الفياضة والصدق
    العميق .
    والشكر يكون باليد والبذل والسعي , وإن لكل نعمة شكراً يناسبها , ولا يليق
    بها غيره , وعلينا أن نتعلم ذلك . والحقيقة أن الشكر فن
    من الفنون الجميلة والرائعة , امتلاكه إذا شاء . إن الخلق عيال , الله
    تعالى فلنجعل جزءاً من شكرنا له في النفع عياله ومنه - سبحانه - حسن الجزاء
    .
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:27 am



    ( متساوون عند
    الولادة متفاوتون عند الموت
    ) ..

    .
    .


    إنه
    لشيء لافت ذلك التباين الكبير بين ما نكون عليه عند الولادة , وبين ما نكون
    عليه عند الموت , المواليد كلهم أطفال من درجة واحدة
    حيث يمكن أن نتوقع لكل واحد منهم أن يكون في المستقبل واحداً من العظماء و
    وان يكون متخلفاً ذهنياً أو مجرماً أو منحرفاً ...
    لكن هذه الإمكانيات تتلاشى مع الأيام ليصبح المجهول معلوماً , ولتتجه
    الأنظار والتوقعات العظيمة إلى أناس دون آخرين , رجال ونساء
    يغادرون هذه الحياة وهم أعلام , تعلقت بهم القلوب , ونطقت بالثناء عليهم
    الألسن ... وما ذلك إلا لأنهم في حياتهم لم يكونوا أشخاصاً عاديين
    وإنما كانوا دعاة أو فقهاء أو حكماء أو قادة , او باذلين للمعروف ساعين في
    الخير ...
    إن الذي غادر هذه الحياة هو أضعف شيء فيهم , وهو ( الجسد ) أما عقولهم
    وأروحهم وأمجادهم ومآثرهم والسنن الحسنة التي سنوها
    والأيادي البيضاء التي أسدوها للناس , فإنها باقية في النفوس والقلوب ليعبر
    عنها أهل الوفاء بالثناء والدعاء قروناً بعد قرون
    ولتتخذ منها الأجيل نبراساً للتأسي والاقتداء .


    إن تسلْ أين
    قبور العظما ** فعلى الأفواه أو في الأنفس

    وإن ما
    ينتظرهم من كرامة الله تعالى في الآخرة هو أعظم بكثير مما نالوه في هذه
    الدنيا الفانية , لكن ذلك يشكل عاجل البشري , ومقدم الجزاء
    وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أحب الله عبداً
    نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه , فيحبه حبريل فينادي جبريل
    في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء , ثم يوضع له
    القبول في الارض ) .

    هذه هي القلة
    القليلة من الصفوة المختارة من عباد الله , أما السواد الأعظم من الناس
    فإنهم - مهما عاشوا - يمرون على هذه الحياة مروراً سريعاً
    وهم ما بين شخص يترك شيئاً يندم عليه , وشخص لا يترك أي شيء ! ولا تمر
    سنوات قليلة حتى ينساهم الصديق والقريب ..


    - ماالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي
    :


    إنه يعني
    الآتي :

    1- إن الذي
    يصنع الفرق بين الناس عند الموت ليس النسب ولا المال ولا القوة , لكنه
    الاستقامة والعلم والأثر النافع وحب الخير للناس
    والمساهمة في إصلاح الأوضاع والأحوال ...

    2- في إمكان
    كل واحد منكم أن يسير في طريق العظماء من خلال الجهد اليومي الذي يبذله في
    المجال الصحيح وبالطريقة الصحيحة .

    3- لا يحتقر
    الواحد منكم نفسه , ولا يرضَ بالقليل , فالكريم الجواد الغنس الحميد هو رب
    الأولين والآخرين , وقدر يمنح للمتأخر شيئاً حجبه عن المتقدم .

    تذكروا
    دائماً ساعة الرحيل , وخططوا دائماً لأن يكون ما يقال عنكم فيها شيئاً
    عظيماً , ترجون ثوابه عند الله تعالى .

    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:27 am


    [ أنتم في نهاية
    الأمر ما تعتقدونه
    ] ..

    .
    .

    يأتي الواحد منا إلى الحياة وهو جاهل بكل شيء , ويبدأ برحلة الاكتشاف
    العظيم في سنة الأولى من عمره . الأهل والمعلمون والأقرباء والأصدقاء
    يساعدوننا على فهم الوجود من خلال العقائد والأفكار والآداب التي نتلقفها
    منهم .
    ونحن أيضاً من جهتنا نلتقط الكثير من الانطباعات من خلال تجاربنا الخاصة
    المهم في هذا كله هو الرؤية التي تتشكل لدى كل واحد منا عن إمكاناته
    وأوضاعه وعن القيم والمبادى ء التي يؤمن بها , وعن المراتب والأهداف التي
    يسعى إليها . وقد زودنا الخالق - عزوجل - بقدرات هائلة
    وأتاح لنا فرصاً كثيرة , لكن الملاحظ ان الشباب والشابات الذين يتفوقون في
    الاستقامة والدراسة والعمل على نحو باهر قليلون جداً وهذا يعود
    إلى عدد من العوامل , أهمها المفاهيم والمعتقدات التي يسترشدون بها في
    مسيرتهم وحركتهم اليومية . هناك من أبنائي وبناتي من ينظرون إلى العالم
    بمنظار أسود , فلا يرون إلا الشرور والمفاسد ويعتقدون أن ما هو أسوأ متوقع
    دائماً . ومنهم من نشأ في أسر يغلب عليها الجهل وحظها من الاستقامة
    قليل , فلم ينالوا التربية الجيدة التي يستحقونها , ولا تلقوا الإرشاد
    والتحفيز والعون الذي يحتاجون إليه , فصاروا ينظرون إلى أنفسهم نظرة
    استخفاف
    واستصغار وصار اهتمامهم بالفضائل ضعيفاً . ومنهم من نشأوا في أسُرٍ يغلب
    عليها الفقر وشظف العيش , فلم تنبت في قلوبهم الطموحات الكبيرة
    وحب الإنجاز العالي فصاروا يرضون بالقليل من كل شيء , ويستكثرون على
    أنفسهم أي شيء وجل همهم الحصول على ما يسد الرمق .

    - ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى بناتي
    وأبنائي
    :

    إنه يعني الآتي :
    1- ليراجع كل واحد منكم مكونات رؤيته للحياة , حيث إن من المؤكد أن بعضها
    غير صحيح .
    2- غلبوا جانب التفاؤل والثقة بالله تعالى والاعتداد بالنفس على اليأس
    والإحباط واحتقار الذات .
    3- الدنيا فيها الكثير من الأخيار والكثير من الأشرار , ومن يبحث عن
    الأخيار يجدهم .
    4- هناك دائماً فرصة للتحسن ومجال للازدهار بشرط الا نصغي للمثبطين
    واليائسين والمخفقين .
    5- كونوا أنصار الفضائل وحماة المبادئ , حتى لحياتكم معنى وقيمة , وإذا
    فعلتم ذلك فأنتم مظفرون دائماً ,
    فإن فاتتكم لذة الغلبة لم يفتكم شرف المعركة .

    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:28 am


    العطاء الحقيقي ..

    .
    .

    حين نكون في مقتبل العمر في مرحلة ما قبل النضج يغمرنا اعتقاد بأن السعادة
    تكون في الصحة والجمال والمال وكل الأشياء التي يمكن
    أن نستحوذ عليها وحين ننضج وتظهر لنا الأمور على حقيقتها نكتشف على سبيل
    التدرج أن السعادة في العطاء وفي جعل الناس حولنا سعداء .
    في مرحلة ما قبل النضج نظن أن العطاء العظيم يكون في إطعام الطعام وتقديم
    المال لمن يحتاج إليه , وحين نكبر , وننضج
    يتبين لنا أن العطاء الحقيقي ليس عطاء المال , وإنما أشياء أخرى أهم من
    المال أتعرفون ما هي يا بناتي وأبنائي ؟
    إنها أشياء تتصل بالروح والعقل والخبرة والوقت :
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين ندعو بإلحاح لأخٍ في ظهر الغيب .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نعفو عمن أساء إلينا , وتصبح قلوبنا صافية
    ونقية نحوه .
    - نحن نعطي عطاءًحقيقياً حين نقبل عذر من يعتذر إلينا , ونقيل عثرته .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نقدم فكرة عظيمة , تغير حياة إنسان نحو
    الأحسن والأفضل .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نحفز على الخير والنجاح , ونقدم التشجيع
    الصادق .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نكون مواطنين صالحين , نسهم في حمل أعباء
    الوطن .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين يشعر من يحتك بنا أن الحياة تكون رائعة حين
    يكون في جوارنا .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نتنازل عن شيء من وقتنا لتقديم خدمة أخوية .
    - نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نقدم الاحترام لمن لا يستحقه ؛ وذلك لأن
    طبيعتنا تأبى غير ذلك .
    يقول أحد الفلاسفة : ( هبة الأشياء ليست ثمينة كهبة الأفكار , بل إن
    الخواتم والجواهر وكل الأشياء النفسية التي نقدمها لمن نحب
    ليست هبات حقيقية ولكنها اعتذار عن الهدايا الحقيقية , الهبة الوحيدة
    الحقيقية هي بضعة من النفس ) .
    تأملوا يا بناتي وأبنائي قول الله - تعالى - : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن
    بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
    سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
    وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا
    إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب مستجابة , عند
    رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه
    قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) . إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
    لم يكونوا يملكون المال - باستثناء حالات قليلة - ولم تكن الأشياء
    هي أعظم ما قدموه لأممهم لكنهم قدموا الرؤية والمنهج والأفكار والأهداف
    والغايات الكبرى , وعلى هديهم سار كل المصلحين الربانيين
    على امتداد تاريخ أمة الإسلام .

    - ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي
    وبناتي
    :

    إنه يعني الآتي :
    1- اعملوا كل ما في وسعكم لإسعاد من حولكم , فذلك قمة العطاء .
    2- حين
    نقدم لمسلم خدمة بإخلاص , فإننا في الحقيقة نقدمها لأنفسنا ؛ لأننا بذلك
    نتأهل لاستقبال فيوضات الرحمن الرحيم .
    3- لا تخافوا من نجاح زملائكم , فهو نجاح للأمة , وأنتم جزء منها .
    4- التبسم وحسن الاستقبال والتعاطف والاهتمام والمودة من أكثر ما يحتاج
    إليه الناس , وهو أكثر ما ينبغي أن نجود به .

    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:29 am


    " حاولوا أن
    تنجحوا في الإمتحان الأكبر ..
    "

    .
    .

    نحن في هذه الحياة في معهد مهني من نوع غريب , حيث إن الواحد منا لايتعلم
    ويدرس ثم يدخل الاختبار , لكنه يدرس ويختبر في آن واحد .
    وليس الغريب استمرار الاختبار طوال الحياة فحسب , لكن الغريب أيضا تنوع
    أساليب الاختبار , فهذا ممتحن بذكائه وهذا بغبائه
    وهذا ممتحن بفقره وذاك بثرائه , وذاك بصحته وذاك بمرضه , وهذا بشهرته وذاك
    بخموله .. امتحانات عجيبة وفريدة , ونتائجها مصيرية
    بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى , فحين نرحل عن هذه الحياة نكون قد أدينا
    الامتحان الأخير الحاسم,وهنيئا لمن أجاب على أسئلته بصورة صحيحة
    والويل والهلاك لمن أجاب عليها بصورة خاطئة .
    يقول الله عز وجل في توضيح هذه الحقيقة " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم
    أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " .
    وقال سبحانه : " فمن زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز ومالحياة
    الدنيا إلا متاع الغرور " .
    المشكل الأكبر في هذا الموضوع هو أننا لانعرف متى ينتهي وقت الاختبار ويسحب
    المراقبون أوراق الإجابة , وكم أخطأ الناس ياأبنائي وبناتي
    في توقعاتهم لمدة الإختبار؟ وكم من الناس أطلقوا الصيحات والرجاءات من أجل
    تمديد مدة الامتحان نصف ساعة حتى يتوبوا ويرجعوا
    فلم يُجابوا ولم يُلتفت إليهم : " فأخذهم بغتتة وهم لايشعرون " ..
    وقال سبحانه : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولايستقدمون " .

    - ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي
    وأبنائي
    :

    إنه يعني الآتي :
    1- علينا أن نوسع دائرة إحساسنا بتصرفاتنا وأعمالنا لتكون دائما تحت
    المراقبة, ولنؤديها كما يحب الله تعالى .

    2- إذا وقع الواحد منا في خطأ أو زلّة , فإن المطلوب منه المسارعة إلى
    التوبة , وإلى التصحيح قبل أن يَلقى الله تعالى وهو في حال سيئة .
    3- يجب علينا أن نوطِّن أنفسنا على مجاهدة النفس وكبح الشهوة على نحو دائم
    .
    4- من المهم أن نبتعد عن أولئك المستخفّين بالاختبار والغافلين عنه , حتى
    لا ننجرف معهم فنخسر خسارة عظمى يصعب تحديدها الآن
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:30 am


    الرحمة فوق القوة ...

    .
    .

    أرسل الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين , وهذا يتطلب من
    كل مسلم أن يتأسى بنبيه حتى يسود أجواءنا الاجتماعية
    التعاطف والتراحم والشفقة والبر , وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    سبطه الحسن وعنده الأقرع بن حابس , جالساً
    فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً , فنظر إليه الرسول
    وقال : ( من لا يرحم لا يُرحم ) .
    إن العولمة يا أبنائي وبناتي تنشر اليوم روح القوة وأخلاقيات السيطرة
    والمنافسة , وأنتم تلاحظون هذا من خلال الدورات التدريبية الكثيرة
    التي يلتحق بها الشباب ومن خلال الإعلانات التجارية التي تفوق الحصر , ومن
    خلال الأحاديث التي نتداولها في المجالس .
    لا شك في أن أمة الإسلام في حاجة اليوم إلى أكبر عدد ممكن من الأقوياء
    والناجحين والمتفوقين , لكن لا يجوز أبداً أن يتضخم ذلك
    على حساب الرحمة والإحساس بمن حولنا , فالرحمة تتصل بالعطاء والبذل
    والإحسان على حين أن القوة تتصل بالأخذ والاستحواذ
    والغلبة والسيطرة ومن المهم أن ندرك ذلك على نحو جيد .
    نحن يا أبنائي وبناتي حين نعطف على الفقير والضعيف والمعوق وذي الحاجة
    واليتيم , فإننا نصبح قريبين من الله تعالى
    وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( ابغوني - أي أحضروا لي - الضعفاء فإنما
    تنصرون وترزقون بضعفائكم ) .

    - ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي
    وأبنائي
    :

    إنه يعني الآتي :
    1- على كل واحد منا أن يحذر من أن يغتر بقوته أو ثروته أو منصبه ...
    فيتحول إلى متكبر جبار , لا يعرف للرحمة معنى , فيعرض نفسه
    لعذاب الله تعالىفقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟
    كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره و ألا أخبركم بأهل النار ؟
    كل عتل جواظ متكبر ) .
    2- تجاوبوا مع المشاعر الحزينة , وأظهروا الثأثر والاهتمام بما تسمعونه
    وترونه من فواجع زملائكم وجيرانكم وإخوانكم المسلمين
    وتعاطفوا معهم وساعدوهم .
    3- ارحموا الخدم , ودربوا أنفسكم على غض الطرف عن هفواتهم , وليتخيل كل
    واحد منكم ما الذي يتوقعه من البر والرحمة
    لو كان في مثل حالهم , فليقدمه لهم .
    4- لا تشتموا بالعصاة والمذنبين , ولكن أشفقوا عليهم وارحموهم وانصحوهم ,
    وحاولوا أن تأخذوا بأيديهم إلى طريق الهداية .
    5- أحق الخلق بالرحمة هو نفوسنا , ورحمتنا لها بأن نحاول إعتاقها من عذاب
    الله تعالى من خلال الاستقامة والعمل الصالح
    كما أن علينا أن نرحمها من خلال ترك توبيخها على نحو دائم , إذ ليس من
    الصواب ان نمارس الجلد الذاتي بسبب ومن غير سبب
    بل على الواحد منا ان يراجع أعماله , فيحمد الله , ويشجع نفسه , ويتفائل
    تارة ويلوم نفسه , ويعزم على الكف عن الخطأ والمعصية تارة أخرى
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف الاستشاري الأحد يونيو 06, 2010 4:30 am


    لا تستسلموا للإخفاق ...


    .
    .

    نحن في هذا الكون نمضي في إطار سنن ربانية ثابتة , وإذا كان علينا أن نتعرف
    عليها , فإن ذلك ليس من أجل التحايل عليها
    وإنما من أجل التكيف معها والعمل في ظلالها , ومن تلك السنن أننا لا نستطيع
    أن نضمن نتائج محاولاتنا واجتهاداتنا على نحو دائم
    وكلما كان ما نسعى إلى الحصول عليه كبيراً كانت حساباتنا أقل دقة , وكان
    حجم المخاطرة أكبر .

    شيء جيد يا بناتي وأبنائي أن تفهموا هذه الحقيقية وأن تتعاملوا معها كما هي
    .
    وأنا ألمس في بعض تعاليم الإسلام ما يدعونا إلى أن تكون مطالبنا كبيرة ,
    وألا نرضى بالقليل , وأن يكون لدينا نوع من المخاطر المحسوبة
    لأن الذين لا يخاطرون قد لا يربحون , وإذا ربحوا , فإن، أرباحهم تكون قليلة
    , ونلمح هذا في إحلال الله - تعالى – للتجارة وتحريمه للربا
    فالتجارة تشتمل على نوع من المخاطرة , لكن أفق الربح فيها واسع وغير محدود .
    أما الربا فإنه يخلو في العادة من المخاطرة
    لكن هامش الربح دائماً محدود وقليل نسبياً . إذا كان الإخفاق وعدم الحصول
    على المراد وحدوث الكبوة بعد الكبوة شيئاً متوقعاً
    فكيف ينبغي أن يتعامل أبناؤنا وبناتنا مع ذلك ؟

    لعلي ألّخص الجواب في المفردات التالية :

    1- نظروا إلى الإخفاق على أنه شيء طبيعي في الحياة , ولهذا فإن من المهم أن
    تكافحوا في حياتكم وفق القاعدة التالية : لا مكاسب كبيرة
    ولا نجاحات عظيمة إلا عبر الكثير من المحاولات ؛ وتذكروا أيها الأعزاء
    والعزيزات أنكم حين تخفقون تكونون في مسعى إلى تحقيق شيء قيم
    والذين لا يذوقون طعم الإخفاق هم الكسالى لا قاعدون والمحرومون من
    الطموحات الكبيرة .

    2- علينا أن نعود أنفسنا الرضا بالقضاء والقدر , فحكم الله – تعالى – نافذ ,
    ولا معقب عليه , ونحن البشر قصيروا النظر محدودو الرؤية
    فقد نتعلق بالشيء وننظر إليه على أنه مصيري , ثم يتبين لنا أنه يشكل خطورة
    كبيرة , يتبين أنه شيء تافه
    وتذكروا يا بناتي وأبنائي قول الله عز وجل : ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ
    شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ
    شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
    علينا أن نأخذ بالأسباب , ونفعل أفضل ما يمكن فعله ثم نتقبل نتائجه بروح
    صافية ونفس هادئة وراضية .

    3 - من المهم أن تعرفوا أننا لا نستطيع في معظم الأحيان أن نتحكم بالأحداث ؛
    لأنها أكبر منا , ولكننا نستطيع أن نتحكم في ردود أفعالنا عليها
    وهذا شيء يستحق الانتباه لأن الذي يؤثر علينا ليس ما يحدث , وإنما الآثار
    التي يتركها في نفوسنا , مثل الذي يفقد مبلغاً كبيرة من المال
    أو يفقد مبلغاً كبيراً من المال , أو يفقد عزيزاً , أو يرسب في امتحان فإن
    هذا قد يكون تأثيره مدمراً إذا أورثنا اليأس والقنوط أو غير اتجاهنا في
    الحياة ...
    إن مياه البحر تحمل السفينة , ولا تؤذيها , لكنها إذا تسربت إلى داخلها ,
    فإنها حينئذ تغرقها وهكذا الأحداث التي تحدث لنا .

    4-حاولوا بعد كل فشل وبعد كل سقوط أن تنهضوا بشكل أقوى لتثبتوا لأنفسكم
    وللناس من حولكم أن الإخفاق يشكل وقوداً روحياً لتوثب جديد .

    5- تعلموا من الإخفاق ومن تاريخكم الشخصي أعظم الدروس , وتعرفوا على الطرق
    المسدودة كي تصلوا في النهاية إلى الطرق السريعة
    فتمضوا فيها واثقين مطمئنين
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم Empty رد: إلى أبنائي وبناتي.. خمسون شمعة.. لاضاءة دروبكم

    مُساهمة من طرف د محمد سردار رحمه الله الإثنين يونيو 07, 2010 11:18 pm

    إن لم يكن
    لديك شمعة توقدها لتضيء دربك , فلا تطفيء شموع الآخرين .



    كان أمامي
    نصف الساعة لأبدأ في إغلاق الباب والتوجه لعملي , فتحت الكمبيوتر لأرى ماذا
    من
    جديد , فوجدت هذا العنوان , وبدأ القراءة , ولأن الساعة واضحة , ولم استطع
    أن
    أغادر قبل أن أكمل , القراءة فأي عاقل يقطع متعة ندرت في هذا الزمن . موضوع
    في
    غاية الروعة , خمسون , ولكل واحدة أبواب ونوافذ تظهر ضوؤها في اي إتجاه فقط
    , إنظر
    اينما وقفت , فقط إنظر حتى لو كان بصرك ضعيفاً فهناك خيط من الضوء المحسوس
    لا بد
    أن يدركه الجميع . من فضلك آمل نقله إلى المواضيع المميزة وتثبيته .


    شكراً لك
    سيدي على هذا الإنتقاء , ولا يأتي بالعطر إلا حامل المسك والعطور .
    د محمد سردار رحمه الله
    د محمد سردار رحمه الله
    مستشار المنتدى وكبير المشرفين
    مستشار المنتدى وكبير المشرفين

    ذكر عدد المساهمات : 3791
    العمر : 71
    تاريخ التسجيل : 24/12/2008
    السٌّمعَة : 259

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى